ذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

[د/سميرالمليجى]

ذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ


يستطيع الإنسان استعمال عقله ومخه ولدينا مثال علي ذلك سيدنا نوح كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولكنه نبي أرسله الله لنا برسالة الفهم والإعجاز فسيدنا نوح كما نعلم كانت رسالته إنقاذ المؤمنين بالله الخالق العظيم وسمع ما هي إرادة الله وهي أن يأخذ من كل مخلوق زوجين وهنا نسأل أنفسنا في هذا الزمن البعيد أي ما يقترب من 7000 سنه كان لا يوجد قراءة والكتابة .
بدأت القراءة والكتابة في المعابد من حوالي 5000 سنه وكان يتعلمها الكهنه في المعابد لان العبادة كانت في وقتهم هذا سرية ولا يستطيعون أن يعلموها لأحد وتطورت القراءة والكتابة بعد ذلك إلي رموز منحوته في لوحات من الطين ثم تطورت إلي كتابة وأصبحت الكتابة المقدسة والملكية يقرأها الملوك والرهبان ثم تطورت إلي اللغة الهيروغليفية هذه الكلمة معناها الكتابة السماوية وهي منقسمة إلي " هيرو " ومعناها السماء " غليفية " ومعناها المقدسة وهنا بدأت الكتابة الإغريقية و الإيرانية والبابلية والصينية وفي عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام كتبت اللغة العبرية ولكن هذه اللغة مقيدة بقوانين الديانة اليهودية وكان اليهودي لم يكن يهوديا إلا إذا قرأ وكتب اللغة العبرية والمقصود بها هنا التوراة .
أما اللغة العربية ظهرت في اليمن تقريبا من 5200 سنه والباحثون وجدوا أيام بناء مكة المكرمة علي الجدران بعض الحروف العربية لان سيدنا إسماعيل كان
نبي العرب والإسلام . وعندما أتي سيدنا جبريل إلي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وقال له اقرأ فقال ما أنا بقارئ فكررها معه عدة مرات حتى قال في النهاية سيدنا جبريل أقرأ باسم ربك الذي خلق والمقصود به هنا علي المسلم أن يساعد أخيه المسلم ويعلمه القراءة والكتابة وإذا لم يفعل ذلك فإنه ارتكب إثم عظيم .
وبعد ذلك جاءت الحروف اللاتينية من دولة فينسيا وهي سوريا حاليا ثم بعد ذلك عندما كان قيصر روما من أصل سوري اخذ معه الحروف اللاتينية وأصبحت اللغة الرسمية في ايطاليا حتى عندما تم إنشاء الفاتيكان كانت اللغة القديمة للكنيسة اللغة اليونانية القديمة ثم تحولت الكنيسة الكاثوليكية الذي بناها بطرس تلميذ السيد المسيح عليه السلام حتى الآن اللغة الرسمية للفاتيكان هي اللغة اللاتينية القديمة وفي العصور الوسطي وما قبل كانت اللغة اللاتينية لغة الأمراء
والقديسين والفنانين وحتى الآن في الأوبرا يغنوا فيها جميع الدول الأوروبية باللغة اللاتينية لأنها جميلة في التعبير حتى الشعراء في أوروبا استعملوا اللغة اللاتينية مثل الشعراء في الشرق الأوسط كانوا يستعملوا اللغة العربية في إلقاء الشعر والأغاني حتى الدولة الفارسية والدولة العثمانية في أغانيهم وشعرهم كانت اللغة العربية هي أحسن لغة يستعملوها .

وهنا نرجع إلي عندما كان لا يجيد الإنسان الكتابة والقراءة في تصورنا لا يكون عالم ولكن سبحان الخالق العظيم يعطيه موهبة المعرفة لتفسير العلم من الناحية العقلية كيف يلقي القصيدة أو يتلو القرآن بمعرفة جديرة ولدينا مثال علي ذلك المكفوفين كانوا يبدعوا في تلاوة القرآن علي مر العصور .
" اللهم أضيء قلوبنا بالنور واهدينا الإيمان في شهورك الكريمة وأعطنا اللطف والإحسان لكي نكون عبادك المخلصين "
مع تحياتي
دكتور / سمير المليجي

آخر تعديل OM_SULTAN يوم 05-09-2014 في 12:22 PM.