يعتبر التلوث بالنقد الورقي ظاهرة عالمية لا تفرق بين مجتمعات متأخرة أو متقدمة، ولا بين عالم نام وأخر متحضر، فالورق هو نفسه هنا وهناك، وكونه وسيط مثالي لانتقال العديد من الأمراض يجعل تأثيره واحد علي الجميع، ولكن الفرق الوحيد يكمن في كيفية التعامل مع هذه العملة الورقية، في دراسة أشرف عليها عدد من كبار الخبراء بمركز البحوث الاقتصادية بصندوق النقد الدولي جاء فيها أن المواطن العربي يحتل المرتبة الأولي في الإساءة الي عملاته الورقية، وقد ترتب علي ذلك خسارة الأقطار العربية لعشرات الملايين من الدولارات سنويا نتيجة تلف وإهتراء أوراق النقد بعد عمر تداولي قصير، وقيام عدد كبير من المواطنين بكتابة الاهداءات وإجراء العمليات الحسابية عليها، وكتابة ذكرياتهم وبياناتهم الخاصة، وتوثيق مناسباتهم وتواريخهم المهمة فوقها وكأن الدنيا خلت من الأوراق, رغم أنها تتناثر حولهم دون حساب، لهذا السبب تضطر الأجهزة المصرفية الي جمع هذه الأوراق المهترئة والتخلص منها، وإعادة إصدار عملات ورقية أخري للتداول، ليعود المواطن من جديد الي استخدامها كدفاتر مذكرات دون أن يفكر في نتائج سلوكه. وقد أشارت الدراسة الي أن مصر تأتي في رأس قائمة الأقطار العربية الأكثر إساءة الي عملاتها الورقية، حيث تفقد نحو(23) مليون دولار سنويا من دخلها القومي بسبب التداول السيئ لعملاتها. وليت الأمر يقف عند هذا الحد، إذ أن سلوكنا تجاه عملاتنا الورقية يتخطى حدود الوصف، فنحن بهذه السلوكيات نخلق منها وسيلة فعالة للتلوث ونشر الإمراض، خاصة الأمراض الجلدية المعدية, باعتبار أن هذه الأوراق من أكثر الأشياء تداولا بين الناس، كونها وسيلة للبيع والشراء والتعامل اليومي، لذلك فمن الحكمة, كما ورد في تقرير المنظمة, الحذر أثناء تداولها في ابتياع الاحتياجات اليومية، حيث أن انتقالها من شخص لآخر قد يتسبب في عدوى مرضية لم تكن في الحسبان، خاصة وأن كثيرون من أصحاب المهن والحرف ذات الاتصال اليومي المباشر بالمتبضعين كبائعي الخضار والجزارين يتداولون النقد الورقي بدون وعي صحي، مما ينعكس سلبا علي من يتعاملون معهم، وحتى موظف المصرف الذي يقوم بعد الأوراق النقدية بالآلة ومن ثم التأكيد عليها باليد، يصر علي ترطيب أطراف أصابعه بلعابه طوال فترة العد، دون أن ينتبه الي إمكانية انتقال العدوى منه او إليه، خاصة وأن هذا التقرير المثير أورد عددا كبيرا من الأمراض التي يمكنها الانتقال من شخص الي أخر بسبب سوء استعمال وتداول هذه الأوراق الثمينة، ففي التجربة المعملية التي اعتمد عليها التقرير سالف الذكر، تم رصد عدد مخيف من أنواع الجراثيم الممرضة التي تركزت في رواسب ساقطة من عملة ورقية عمرها التداولي نحو ثلاثة أشهر. وإذا كان الله سبحانه وتعالي قد أنعم علينا بأن جعل معظم الميكروبات غير ممرضة وأن الكثير منها يمكن لجهاز المناعة بالجسم أن يقاومه، إلا أن القلة الممرضة منها خطيرة, ويجب ألا يستهان بها. إن الوقاية من أذي التلوث بالعملة الورقية هي مسئولية مشتركة بين الجميع، وهي تعتمد في المقام الأول علي الوعي بقواعد النظافة و الصحة العامة لذلك فمن الحكمة الاحتياط أثناء تداول هذه الأوراق النقدية، وإتباع الوقاية من مخاطرها بالحرص علي القواعد الآتية:
1. رفض الأوراق التي يظهر عليها أثار الاتساخ قدر الإمكان، مع الحرص علي المحافظة علي الأوراق النظيفة التي نمتلكها، وعدم تعريضها للتلف او الاتساخ، خاصة أثناء ممارستنا لأعمالنا اليومية.
2. لا داعي مطلقا لترطيب الأصابع باللعاب لتسهيل عدها، فهذه العادة سيئة وهي من الأسباب الأولي لتلوث العملة بالأمراض، وهي وسيلة لنقل هذه الأمراض منك واليك، لذلك لابد من التخلص من هذه العادة المزعجة، ونبذها فورا.
3. يفضل وضع الأوراق النقدية في مكان محدد بالحافظة، وعدم وضعها متفرقة في الجيوب أو الحقيبة، وذلك للتقليل من تأثيرها وانتقال ما فيها من أمراض قدر الإمكان.
وأخيرا فإن احترامك العملة الورقية، هو احترام لبلدك ولذاتك، فهي عنوان للبلد، وهي دليل علي المواطنة، لذلك لا تتلفها أو تتخذها وسيلة لتسجيل المعلومات التي تريدها، إذ أن محافظتك علي هذه الأوراق دليل لتحضرك ورقيك، وعنوان لالتزامك واحترامك لبلدك، كما انه دليل علي حرصك علي اقتصادك وثرواتك.
1. رفض الأوراق التي يظهر عليها أثار الاتساخ قدر الإمكان، مع الحرص علي المحافظة علي الأوراق النظيفة التي نمتلكها، وعدم تعريضها للتلف او الاتساخ، خاصة أثناء ممارستنا لأعمالنا اليومية.
2. لا داعي مطلقا لترطيب الأصابع باللعاب لتسهيل عدها، فهذه العادة سيئة وهي من الأسباب الأولي لتلوث العملة بالأمراض، وهي وسيلة لنقل هذه الأمراض منك واليك، لذلك لابد من التخلص من هذه العادة المزعجة، ونبذها فورا.
3. يفضل وضع الأوراق النقدية في مكان محدد بالحافظة، وعدم وضعها متفرقة في الجيوب أو الحقيبة، وذلك للتقليل من تأثيرها وانتقال ما فيها من أمراض قدر الإمكان.
وأخيرا فإن احترامك العملة الورقية، هو احترام لبلدك ولذاتك، فهي عنوان للبلد، وهي دليل علي المواطنة، لذلك لا تتلفها أو تتخذها وسيلة لتسجيل المعلومات التي تريدها، إذ أن محافظتك علي هذه الأوراق دليل لتحضرك ورقيك، وعنوان لالتزامك واحترامك لبلدك، كما انه دليل علي حرصك علي اقتصادك وثرواتك.
العرض العادي
