خريطة للعالم من أبرز القطع التي بيعت في مزاد سوذبي أمس
Cant See Images
صورة للكعبة المشرفة من تصوير محمد أفندي سعودي
Cant See Images
صورة من داخل الحرم النبوي
Cant See Images
محمد أفندي سعودي مع أعضاء بعثة الحج في رحلة المحمل
Cant See Images
محمد أفندي سعودي مع الشيخ محمد عبده
Cant See Images
مجلدات يوهان بلو المصورة حول أراضي دوق سافوي والمطبوعة في 1770، حصدت أكثر من 144 الف جنيه استرليني
لندن: عبير مشخص
حظى مزاد كتب التاريخ الطبيعي، الرحلات والخرائط بدار سوذبي أمس بإقبال واضح من المزايدين، سواء من حضروا الى القاعة أو من زايدوا عبر الهاتف على المجموعة القيمة من الكتب والصور المطروحة. وفي القاعة التي توافد عليها المزايدون على دفعات، كان واضحا كم الاهتمام الذي نالته مجموعة الكتب والصور والمخطوطات التي تنتمي الى منطقة الشرق الاوسط. القاعة التي امتلأت بالزوار والمزايدين طغى عليها جو من الهدوء، خاصة عند بيع الخرائط النادرة والكتب الاجنبية، ولكن الوضع اختلف مع بداية بيع المعروضات الخاصة بالشرق الاوسط، حيث زاد عدد الحاضرين وساد القاعة جو من الحماس والترقب والمتابعة لتصاعد الاسعار التي توجتها مجموعة صور مكة والمدينة لمحمد أفندي سعودي بأعلى مبلغ حصده المزاد وهو 180 الف جنيه استرليني.
يقول ريتشارد فاتوريني، من قسم الكتب والمخطوطات بسوذبي: «المزاد اليوم كان مثيرا للحماس، خاصة مع وجود المعروضات الخاصة بالشرق الاوسط، إذ ازداد الاقبال من بريطانيا ومختلف أنحاء العالم.
ولعل من أهم الاحداث في المعرض، بيع مجموعة الصور الخاصة بمكة والمدينة بسعر فاق كل التوقعات، خاصة ان تلك الصور تعتبر سجلا نادرا لما كان عليه حال الاماكن المقدسة في بداية القرن العشرين».
ويشير فاتوريني الى حالة الانتعاش والحماسة التي غلبت على الحضور عند عرض صور الحرمين الشريفين واصداء الاصوات من المزايدين في القاعة مع العاملين في القاعة وهم يتلقون العطاءات عبر الهاتف واصبح واضحا وقتها ان الصور هي نجمة المزاد.
«لقد وضعنا سعرا تقديريا يتراوح بين 40 الف الى 60 الف جنيه استرليني، ولكن الصور كان لها من السحر ما جعل المزايدات تنهمر عليها حتى بيعت بمبلغ 180 الف جنيه استرليني وهو أعلى رقم يحققه المزاد».
وعلى الرغم من الاهمية التاريخية لمجموعة مخطوطات الشيخ محمد عبده، التي تضم مجموعة من الاوراق النادرة بخط الشيخ وأعدادا من مجلة «العروة الوثقى»، وهي أول دورية عربية تصدر في أوروبا، الا أن السعر الذي بيعت به المجموعة جاء أقل من المتوقع، حيث حصدت المجموعة مبلغ 14.900 الف جنيه استرليني، وهو اقل مما قدره خبراء سوذبي، حيث كان التقدير المبدئي هو 18 الف جنيه.
ولا يرى فاتوريني في هذا السعر مفاجأة، فعلى الرغم من خيبة الامل، خاصة لندرة المطبوعات الا أن طبيعة المخطوطات تكاد تحدد المشتري، كما يوضح فاتوريني، «اتوقع ان يكون المشتري جهة أكاديمية، وهو ما يفسر السعر المنخفض نسبيا، ولكن هذا متوقع مع مثل هذه المخطوطات».
بالنسبة لمجلدات مجلة «أبو نظارة» ليعقوب صنوع وهي المجلة الساخرة التي اصدرها صنوع في باريس في عام 1877 فكان الوضع مختلفا ومحيرا. فعلى الرغم من أن مجموعة أبو نظارة أثارت اهتماما كبيرا قبيل المزاد، ولكن ذلك الاهتمام «لم يترجم الى إقبال في العطاءات» على حد تعبير فاتوريني. وقد يكون الاقبال المنخفض راجعا الى السعر المرتفع الذي يقدره الخبراء.
وصنوع المعروف بلقب «موليير مصر» هو أحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة. ومن الصحف التي أصدرها تعتبر «أبو نظارة» الاشهر.
وفي مرحلة من حياته نفي يعقوب صنوع الى باريس والتقى هناك مع جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده ومصطفى كامل وغيرهم.
وهنا لا بد من السؤال حول التضارب بين الاهتمام العالي بقطع معينة والاسعار المنخفضة التي تباع بها، رغم ما قد يكون لها من قيمة تاريخية أو فنية معترف بها. يقول فاتوريني إن ذلك يحدث دائما، فكثيرا ما تسبق بعض المزادات ضجة اعلامية واهتمام واضح، ولكن نتائج البيع تأتي مخيبة للآمال، وهو ما يرجعه فاتوريني للرهبة التي قد تصيب البعض من دخول مثل ذلك المزاد الذي يوحي بالمضاربة الشرسة، وللأسف فإن ذلك الاهتمام السابق للحدث قد يؤثر أحيانا بالسلب على مسار المزاد.
ولكن من ناحية أخرى فإن احجام البعض عن المزايدة قد يعني مكسبا للمشتري الذي يغامر بدخول المزاد ويحصل على قطعة ثمينة بسعر معقول يستطيع ان يضاعفه اذا عرض تلك القطعة للبيع لاحقا. وفي بعض الاحيان قد تباع بعض القطع بأقل من المبلغ المتوقع لها ولكن قد يظهر من يريد المزايدة عليها بعد انتهاء المزاد.
ويقول فاتوريني ان ذلك قد يحدث اذا ظهر شخص مهتم بالقطعة وسمع عن البيع ويريد أن يزايد عليها، خاصة إذا كان البيع تم بأقل من السعر المتوقع، ففي هذه الحالة يسمح له بتقديم عطاء جديد.
وبالنسبة لمجموعة أحمد محمد حسنين باشا فلم تحصل تلك المجموعة على السعر المتوقع لها فبيعت بمبلغ 20 الف جنيه، على الرغم من الاهتمام الشديد الذي حظيت به المجموعة، ولكن ذلك قد يعود ايضا الى التغطية الاعلامية والحملة التسويقية المصاحبة للمزاد، التي قد تمنع الكثيرين من المشاركة خوفا من الاسعار الخيالية التي قد تصل اليها تلك القطع. بالنسبة لباقي المعروضات في المزاد فقد جاءت مجلدات يوهان بلو المصورة حول أراضي دوق سافوي والمطبوعة في 1770، في المركز الثاني من حيث أعلى القطع سعرا في المزاد، فبيع المجلدان بسعر 140.500 جنيه استرليني، وهو مبلغ اكثر بكثير من المتوقع له، والذي توقف عند 50 الف جنيه استرليني.
ولكن الحالة الجيدة للمجلدات وللرسومات البديعة الالوان استحقت السعر. وحصلت مجموعة سكتشات للفنان الايطالي بيرانيزي عن معالم مدينة روما 42 الف جنيه استرليني.
المجلدات تحتوي على مجموعة بديعة من الرسومات بالابيض والاسود لمعالم مدينة روما، وتتميز بالدقة الشديدة للتفاصيل في كل لوحة والحجم الكبير نسبيا للوحات. ومن المعروضات التي لاقت إقبالا في المزاد كانت هناك مدونة تصف تفاصيل رحلة الى استراليا قامت بها عائلة إنجليزية في 1821، ودون المذكرات الخادم الذي صاحب العائلة في رحلتها، دون فيها تفاصيل الرحلة لاستراليا والوصول اليها ورؤية السكان المحليين والطبيعة والحيوانات والطيور. وتضم المذكرات تفاصيل دقيقة لمشاهدات كاتبها في استراليا. المذكرات حصدت 11 الف جنيه استرليني وكان المقدر لها 2000 جنيه.
ضم المزاد مجموعة نادرة من الخرائط التي تصور العالم وأميركا لم تحصل على الاسعار المتوقعة لها وهو ما يرجعه فاتوريني لانخفاض سعر الدولار.
وفي نهاية المزاد اجتمع من بقي في القاعة من مشاهدين اتوا لمتابعة عملية البيع ومن تبقى من المشترين ودارت الاحاديث حول النتائج المدهشة وتلك التي خيبت الامال ونزل راعي المزاد عن منصته متلقيا التهاني على ادارته للمزاد.
العرض العادي
