آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12623 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7384 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13268 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14646 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48776 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43838 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36046 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20856 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21122 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27062 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-19-2010, 12:39 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

fateemah

الاعضاء

fateemah غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









fateemah غير متواجد حالياً


التنشئة الاجتماعية فى ضوء علم النفس الاجتماعى



التنشئة الاجتماعية فى ضوء علم النفس الاجتماعى

التنشـــئة الأجتماعـــية


يمكن وصف عملية التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنه لدورة الراهن أو المستقبل في المجتمع.


والدكتور سعدالدين ابراهيم يعرفها بأنها العملية المجتمعية التي يتم خلالها تشكيل وعي الفرد ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بحيث يصبح عضواً فاعلاً ومتفاعلاً ومنسجماً ومنتجاً في المجتمع.


أما الدكتور حامد زهران فيعرفها بأنها عملية تعليم وتعلم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف الى اكتساب الفرد طفلاً فراشداً شيخاً سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية. اذ انها عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية.


خصــــائص التنشئـــــــة :


من أهم خصائص التنشئة الاجتماعية انها عملية اجتماعية قائمة على التفاعل المتبادل بينها وبين مكونات البناء الاجتماعي كما إنها عملية نسبية تختلف باختلاف الزمان والمكان وكذلك باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد وما تعكسه كل طبقة من ثقافة فرعية،

كما إنها تختلف من بناء اجتماعي واقتصادي لآخر وتمتاز بأنها عملية مستمرة حيث ان المشاركة المستمرة في مواقف جديدة تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياته الني لا نهاية لها.


كما انها عملية إنسانية واجتماعية حيث يكتسب الفرد من خلالها طبيعته الإنسانية التي لا تولد معه ولكنها تنمو من خلال الموقف عندما يشارك الآخرين تجارب الحياة. فهي تهدف الى تحويل ذلك الطفل الى عضواً فاعلاً قادراً على القيام بأدواره الاجتماعية متمثلاً للمعايير والقيم والتوجهات.


وهناك كثير من الجماعات والمؤسسات التي تلعب دوراً رئيسياً في عملية التنشئة – الأسرة- المدرسة- جماعة الرفاق- أماكن العبادة – النوادي ووسائل الأعلام والوسائط الثقافية المسموعة والمكتوبة والمرئية كلها وسائط حتمية ومفروضة لعملية التنشئة حيث تتداخل لتؤطر الطفل وتوجه حياته وتشكلها في مراحلها المبكرة وعلى الرغم من اختلاف تلك المؤسسات في أدوارها الا انها تشترك جميعاً في تشكيل قيم الطفل ومعتقداته وسلوكه بحيث ينحو نحو النمط المرغوب فيه دينياً وخلقياً واجتماعياً.

ان هذه المؤسسات لا يقتصر دورها على المراحل المبكرة من عمر الطفل ولكنها تستمر في ممارسة تدخلها فترة طويلة من الزمن وأهمها بالطبع الأسرة والمدرسة.

الأســــــــرة :


ان للأسرة تأثير كبير في حياة الطفل خاصة في السنين الأولى من عمرة فهي تمثل عالم الطفل الكلي وتؤثر بدرجة كبيرة على تطوير شخصيته ونموه. ويبدأ هذا التأثير بالاتصال المادي والمعنوي المباشر بين الأم وطفلها. فهي ترعاه وتحنو عليه وتشبع حاجاته كما ان دور الأب والاخوة له تأثير كبير على تنشئته وتطوير شخصيته الاجتماعية.


ان شخصية الوالدين وموقع الطفل بالنسبة لأخوته ومركز العائلة الثقافي والاقتصادي والصلات القرابية كلها عوامل أساسية خاصة في السنين الأولى من عمره. فتأثير الأسرة يصيب أبعاد حياة الطفل الجسدية والمعرفية

والعاطفية واسلوكية والاجتماعية مما يجعل تأثيرها حاسماً في حياته. كما ان الأسرة تنقل الى الطفل قيم ومعايير وتحدد المواقف من مختلف القضايا الأجتماعية والمثل العليا وكذلك مفهوم القانون والمسموح والممنوع كل هذا يشكل هوية الطفل وانتمائته فالأسرة هي المؤسسة الرئيسية في نقل الميراث الاجتماعي فالمسألة ليست إشباعاً لحاجات مادية وانما هي بناء الشخصية وبناء الانتماء.

وإذا طرأت بعض المتغيرات أو المؤثرات داخل الأسرة أدت الى التضارب في أداء الأدوار وأثرت بالتالي على عملية التنشئة فتصبح هي الأكثر تضرراً لتلك المتغيرات فالتفكك الأسري أو إنفصال أحد الوالدين وسلبية العلاقة بينهما أو بين الأبناء والتميز بين أدوار الذكور والأنوثة وما ينتج عنه من عدم مساواة كل ذلك له اثر في توجيه السلوك كما ان الوضع الاقتصادي المتدني للأسرة يؤثر سلباً في إشباع حاجات الطفل.

وان ما تمر به بعض المجتمعات من مشاكل كالحروب والمجاعات وعدم الاستقرار السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والكوارث الطبيعية ينعكس سلباً على الخدمات التعليمية والصحية والثقافية وغيرها كلها معيقات حقيقية في وجه عملية التنشئة ولنا في عالمنا العربي أمثله كثيرة على تدني الخدمات المقدمة للأطفال نتيجة للمشاكل السابقة فأطفال العراق والجنوب اللبناني وابناء المخيمات في الأراضي المحتلة والسودان أمثله صارخة لمعاناة حقيقية لشريحة واسعة من أطفال العرب نتيجة لما تمر به مجتمعاتهم من ظروف صعبة. وهذا الوضع اللا إنساني لأطفالنا يتناقض تماماً مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام 1989 والاتفاقية


تضمنت مبادئ كثيرة منها:


1- يجب حماية الطفل بعيداً عن كل اعتبار بسبب الجنس والجنسية أو الدين.
2- يجب مساعدة الطفل مع احترام وحدة الأسرة.
3- يجب ان يكون الطفل في وضع يمكنه من النمو بشكل عادي من الناحية المادية والمعنوية والروحية.
4- يجب ان يكون الطفل أول من يتلقى المعونة وقت الشدة.
5- يجب ان يستفيد الطفل استفادة تامة من وسائل الوقاية والأمن الاجتماعية.


وهذه الاتفاقية تكتسب أهمية خاصة لأنها المرة الأولى في تاريخ القانون الدولي تحدد فيها حقوق الطفل ضمن اتفاقية ملزمة للدول التي تصادق عليها إذا تحدد الاتفاقية معايير لحماية الأطفال وتوفر إطار عمل للجهود التي تبذل للدفاع عنهم وتطوير برامج وسياسيات تكفل لهم مستقبلاً صحياً ومأموناً ويمكن تصنيف الحقوق الواردة في الاتفاقية الى أربع أقسام: حقوق مدنية – حقوق اقتصادية – حقوق اجتماعية وحقوق ثقافية.

المدرســــــة:

تعتبر المدرسة المؤسسة التعليمية الهامة في المجتمع بعد الأسرة فالطفل يخرج من مجتمع الأسرة المتجانس الى المجتمع الكبير الأقل تجانساً وهو المدرسة. هذا الاتساع في المجال الاجتماعي وتباين الشخصيات التي يتعامل معها الطفل تزيد من تجاربه الاجتماعية وتدعم إحساسه بالحقوق والواجبات وتقدير المسؤولية، وتعلمه آداب التعامل مع الغير.

فالمدرسة تمرر التوجيهات الفكرية والاجتماعية والوجدانية من خلال المناهج الدراسية والكتب التي لا تنقل المعرفة فقط بل تقولب الطفل وتوجهه نحو المجتمع والوطن،

كما تقدم المدرسة إضافة الى هذا الجهد التعليمي في التنشئة بجهد آخر من خلال ممارسة السلطة والنظام وأنماط العلاقات في الصف ومع الجهاز التعليمي والرفاق أى انها تحدد النماذج المرغوبة للسلوك من خلال صورة التلميذ المثالي أو المشاغب والناجح أو الفاشل وهكذا نلاحظ ان عمليات التربية بين جدران المدرسة تساهم إسهاماً مؤثراً في عملية التنشئة الاجتماعية فهي عبارة عن مجتمع صغير يعيش فيه التلاميذ حيث يوفقون فيه ما بين أنفسهم كأفراد وبين المجتمع الذي يعيشون فيه وهم في هذا المجتمع الصغير يتدربون على العمل الجمعي وتحمل المسؤولية والمشاركة واطاعة القانون وإدراك معنى الحق والواجب.

والتعامل في المدرسة أساسه الندية فالطفل يأخذ بمقدار ما يعطي على عكس المعاملة الأسرية التي تتسم بالتسامح والتساهل والتضحية. لذا فالمدرسة تمثل مرحلة هامة من مراحل الفطام النفسي للطفل فهي تتعهد القالب الذي صاغه المنزل بالتهذيب والتعديل عن طريق أنماط سلوكية جديدة.

ومن أهم العوامل المدرسية التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل شخصية المدرس فهو مصدر السلطة التي يجب طاعتها والمثل الأعلى الذي يتمثل به الطفل ومصدر المعرفة لذا لابد ان يكون المدرس متسلحاً بالتكوين المعرفي والفضائل الأخلاقية والاجتماعية لأن تأثير كبير في بناء الطفل اجتماعياً ونفسياً ولكي تنجح المدرسة كمؤسسة تعليمية في تحقيق وظيفتها الاجتماعية والتربوية لابد ان ترتكز العملية التعليمية على مجموعة من الأسس المقومات يمكن الإشارة إليها:

1- الأهداف التعليمية

ويقصد بها الأهداف التي تسعي المدرسة الى تحقيقها علماً بأن لكل مرحلة تعليمية أو نوع من التعليم أهدافه التي تتفق مع احتياجات المجتمع من جهة والى قدرات المتعلم من جهة أخري.

2- احتياجات المتعلم.

أ- مجموعة المعارف والمعلومات والمهارات التي يحتاج المتعلم الى اكتسابها كي يصل الى المستوي التعليمي الذي تتطلبه احتياجات المرحلة التعليمية التي يجتازها.


ب- من مجموعة البرامج من أنشطة وخدمات صحية وغذائية وترفيهية ونفسية واجتماعية.

3- المعلم

وهو المتخصص في إيصال المعلومات والمعارف والخبرات التعليمية للمتعلم وذلك باستخدام وسائل وأساليب فنية تحقق الاتصال.

4- الإمكانيات المادية

وهي الوسائل اللازمة لقيام العملية التعليمية من مبنى وكتاب ووسائل معينة مختبرات- حجرات دراسية – ملاعب الى آخره لذلك لابد أن يتطور مفهوم التعليم من مجرد الدرس والتحصيل للحصول على شهادة الى اعتبار التعليم محورة الإنسان كونه عضواً في مجتمع يجب الاهتمام به من خلال مراحل تعليمية في الجوانب النفسية والاجتماعية والخلقية والجسمية والعقلية حتى يتحقق تكامل متزن بين هذه الجوانب.

كما يجب ان يتوجه التعليم لتحقيق المبادئ الديمقراطية حتى يسبغ علية الصفة الإنسانية ويصبح التعليم حق لكل فرد بغض النظر عن مستواه الاجتماعي والاقتصادي.

اما اذا أتسم التعليم بتقليدية التدريس وعدم كفاءة المعلمين وعدم كفاية الخدمات التعليمية الأخرى وتقليدية المناهج وسطحية محتواها تجعل هذه المعارف غير قابلة للاستثمار الوظيفي وبذلك تفقد كل مقومات التعليم القائم على التحليل والاستنتاج والنقد والتفسير والتساؤل وبذلك تصبح المعلومات مفصولة عن الحياة وقضاياها ولا تعطي المجال أمام المشاركة في بناء المعرفة.

وفي العالم العربي حدثت إنجازات لا تنكر في ميدان التعليم منذ منتصف القرن الماضي ولكن التعليم في معظم الأقطار العربية لاتزال تقليدياً مقارنة بباقي دول العالم المتقدمة.

وقد أكدت البحوث التربوية على أهمية سنوات الطفولة المبكرة في تشكيل العقل البشري وتحديد إمكانياته المستقبلية مما يعني التركيز على التعليم قبل المستوى الابتدائي.

هذا النوع من التعليم متدنية نسبته في عالمنا العربي وتكاد تكون معدومة في معظم أقطاره. أما على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي فقد زاد التطور الكمي في عدد الملتحقين فقد قفز من 31 مليون عام 1980 الى ما يقارب 56 مليون عام 1995 مع ملاحظة أن هناك قصوراً في التحاق البنات في التعليم العالي ولمرحلة ما قبل التعليم العالي.

والأخطر ان مخرجات التعليم في العالم العربي لا تلبي شروط التنمية ومتطلبات سوق العمل ولا أدل على ذلك من تفشي البطالة بين المتعلمين وتدني الأجور للغالبية من الخرجين. ان هذا الواقع يفرض الاهتمام الجدي بالمؤسسة التعليمية حتى تستطيع أن تخدم أهداف التنشئة واخيراً فان مسؤولية التنشئة الاجتماعية مسؤولية جماعية لأنها متعلقة بالطفل أولاً واخيراً وفي اتفاقية الطفل لعام 1989 عرفت الطفل بكل من لم يبلغ الثامنة عشرة.


لذا فالمسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع والوالدين والمربين والدولة ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية لأن تحسين أوضاع الطفل تقتضي التنسيق والتكامل بين جميع المؤسسات ذات العلاقة ووضع مصالح الطفل في رأس الأولويات لأن الأطفال الذين سنهتم بهم اليوم هم ورثه المستقبل فلابد من توفير عناصر البقاء والنماء والحماية لهم وبذا نكون على الأقل قد مهدنا الطريق لبناء مجتمع المستقبل بإعتبار ان حقوق الطفل هي النداء الأول الذي يجب أن يوجه ضمير البشرية وان يلزم المجتمع الدولي باحترامه.

ومن الثابت قانوناً ان كل حق يقابلة واجب. وبناء على ذلك فحقوق الطفل ما هي الا واجبات على الآخرين باعتبار ان الاهتمام بالأطفال هو نقطة البداية للوصول الى التنمية البشرية الشاملة وفي هذا المقام لتتذكر معاً ان أطفالنا في العراق لا يستطيعون امتلاك الدفتر والقلم والكتـــاب.


التوقيع :



اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات


رد مع اقتباس
قديم 03-19-2010, 12:52 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

fateemah

الاعضاء

fateemah غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









fateemah غير متواجد حالياً


رد: التنشئة الاجتماعية فى ضوء علم النفس الاجتماعى



التنشئة الاجتماعية


· تعريف التنشئة الاجتماعية


التنشئة الاجتماعية هي سيرورة مستمرة ومتغيرة على امتداد الحياة، بحيث إنها تهدف إلى الاندماج الاجتماعي النسبي والمتوالي من لدن الفرد، وباعتبارها ،من جهة أخرى، بمثابة وسيلة لاكتساب الشخصية من خلا استيعاب طرائق الحركة والفعل اللازمة( معايير وقيم وتمثلا ت اجتماعية...) من أجل تحقيق درجة من التوافق النسبي عبر سياق الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد داخل تلك الحياة المتغيرة باستمرار.(المصطفى حدية بن الشيخ ،2006)

ونهدف التنشئة الاجتماعية إلى إكساب الأفراد في مختلف مراحل نموهم(طفولة،مراهقة، رشد، شيخوخة) أساليب سلوكية معينة،تتفق مع معايير الجماعة وقيم المجتمع،حتى يتحقق لهؤلاء التفاعل والتوافق في الحياة الاجتماعية في المجتمع الذي يعيشون فيه.وعملية التنشئة الاجتماعية تتم من خلال عمليات التفاعل الاجتماعية، فيتحول الفرد من كائن بيولولوجي إلى كائن اجتماعي،مكتسبا الكثير من الاتجاهات النفسية والاجتماعية عن طريق التعلم والتقليد،مما يطبع سلوكه بالطابع الاجتماعي.

ويقوم المجتمع من خلال عملية التنشئة الاجتماعية بدور هام في تشجيع وتقوية بعض الأنماط السلوكية المرغوب فيها والتي تتوافق مع قيم المجتمع وحضارته...في حين يقاوم ويحبط أنماط أخرى من السلوك غير المرغوب فيها...(د.خليل ميخائيل عوض،1982).

وغالبا مايتم الخلط بين التنشئة الاجتماعية(socialisation) والتطبيع(conformisation) والإخضاع(soumission) والتثاقف(acculturation)، و لرفع اللبس عن تداخل مفهوم التنشئة الاجتماعية مع المفاهيم المشار إليها، يمكننا تدقيق تعريف التنشئة الاجتماعية اكثر حسب المقاربات السوسيولوجة والنفسية والثقافية التالية:

- المقاربة السوسيولوجية:عرف هذا المفهوم(التنشئة الاجتماعية) عدة مقاربات متفاوتة خلال التطور التاريخي للمجتمعات الغربية،وخصوصا الأوربية؛في مرحلة الستينيات،مرحلة النمو،حيث كانت التطورية تحتل مكانة متميزة، من خلال التركيز على الفرضية الفيبيرية(نسبة لعالم الاجتماعweber)،التي تقول إن النمو السياسي والاجتماعي والاقتصادي مرتبط بالتنشئة الاجتماعية،أي،بالقيم والتمثلات المستبطنة من طرف الفرد.وكانت أغلب الدراسات ذات النزعة الاجتماعية المهتمة بالتنشئة الاجتماعية، تعتمد المقاربة المقارنة؛كما ظهرت بعض التخصصات في هذا المجال كالتنشئة السياسية التي كانت الموضوع المفضل للدراسات والبحوث.

وفي سنوات السبعينيات،كان اهتمام البحوث منصبا حول منظور جديد يعتبر عملية التنشئة الاجتماعية"كمفتاح" للمحافظة والصيانة والاستمرارية،من خلال أجيال الطبقات المتعاقبة،وبصفة خاصة من خلال الفوارق الاجتماعية.ولذلك انصبت المقارنات والدراسات حول الجماعات الاجتماعية(الطبقات الاجتماعية،الأنماط السوسيو مهنية، الجنس...).

بعد ذلك،في الأعمال الجديدة حول التنشئة الاجتماعية،كان هناك توجها لتقطيع مجالات تحليلها إلى عدة مجموعات صغرى(sous-groupe) مثل الأسرة،المدرسة، السكن،فضاء اللعب...حيث تم دراسة تأثيرات التنشئة الاجتماعية حسب خصوصيات الأمكنة أو الأمكنة المؤسساتية،ومن خلال مصطلحات الإدماج والتثاقف،وترسيخ التمثلات الذهنية والضوابط والمعايير الاجتماعية.

- المقاربة النفسية: التنشئة هي عملية تعلم الحياة الاجتماعية،أي هي الوسيلة التي بواسطتها يكتسب الفرد المعايير والمعارف ونماذج السلوك والقيم التي تجعل منه فاعلا في مجتمع محدد.كما تعمل التنشئة على إدماج النظام الاجتماعي من طرف الفرد وجعله كجزء من شخصيته والتعبير عن هويته.

المقاربة الثقافية:يذهب التيار الثقافي إلى ان بنية الشخصية تخضع للثقافة التي تميز مجتمعا بأكمله.والثقافة تعني بصفة خاصة نسق/منظومة قيم المجتمع.فالبنسبة لكاردينر(Kardiner)،كل نسق سوسيو- ثقافي تقابله شخصية قاعدية ما(personnalité de base).وعموما،بالنسبة للثقافيين،التنشئة الاجتماعية هي العملية التي بواسطتها ينقل كل مجتمع قيمه للأجيال اللاحقة، ويفترضون أن القيم وباقي عناصر النسق الثقافي تستدمج من طرف الفرد،وتشكل نوعا من البرمجة التي تضبط بطريقة ميكانيكية سلوكه.(Haddiya El moustafa, 1988 )



•أهداف التنشئة الاجتماعية: تهدف إلى غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك،توفير الجو الاجتماعي الملائم،تحقيق النضج النفسي، تعليم الفرد المعارف والمهارات والقيم التي تمكنه من الاندماج في المجتمع.

•آليات التنشئة الاجتماعية:التقليد،الملاحظة،التوحد(وهو تقليد لاشعوري للنموذج المقلد)،الضبط،الثواب والعقاب...

•خصائص التنشئة الاجتماعية:



- التنشئة الاجتماعية هي عملية نمو: حيث تنمو بنمو الطفل، من كائن بيولوجي يتحكم في سلوكه وحاجياته الفسيولوجية،إلى فرد ناجح متحرر إلى حد ما من دوافعه،فيصبح متحكما في انفعالاته ونزواته،محاولا التوفيق بينها وبين مطالب البيئة الاجتماعية.

- هي عملية دينامية:لأنها حركة وتفاعل مستمران؛تفاعل بين الأفراد،وبين الأفراد والآخرين والجماعات التي يتعامل معها الأفراد. وهي عملية مستمرة،فهي سلسلة متصلة ومتتابعة من التغيرات تنطلق من الطفولة وتستمر إلى المراحل الأخرى.

- هي عملية تعلم اجتماعي: حيت تتيح للفرد فرصة التفاعل الاجتماعي مع الآخرين من خلال مواقف وادوار متعددة،فيكتسب الكثير من الخبرات والاتجاهات النفسية. ومعه يرى نيوكومب(Newcomb,1959) أن مصطلح التنشئة الاجتماعية يمكن أن يكون مرادفا للتعلم الاجتماعي.

كما أن هناك بعض المعطيات التي تؤثر سلبا(معوقات) في التنشئة الاجتماعية ومنها:الصراع بين مكونات الجهاز النفسي للفرد،تجريد الفرد من ادواره الاجتماعية، الانعزالية والانطوائية، الطرق التربوية الخاطئة، عدم الاستقرار والتوازن العائلي، المرض والحوادث،الانفعالات الحادة،المناخ والطقس...

· أشكال التعلم المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:

ومنها،التعلم المؤثر:حيث النمط السلوكي المتعلم يكون متبوعا بتدعيم،ليكون موافقا للمعايير والقيم المرغوب فيها؛ التعلم المباشر: وهو عبارة عن توجيه مخطط ومقصود للسلوك وممارسة التدعيم؛التعلم العرضي: وهو نتيجة لتعلم و تدعيم غير مباشرين و مقصودين؛ آثار العقاب: استعمال العنف لتلافي أنماط السلوك غير المرغوب فيها؛ التعلم من النماذج: وهو عبارة عن تقليد ومحاكاة لأنماط ونماذج سلوكية معينة؛ التقمص:وهو تقليد لأنماط سلوكية وأدوار اجتماعية معينة .

· العوامل والمؤسسات المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:

- الثقافة: تتأثر التنشئة الاجتماعية للفرد بالثقافة العامة للمجتمع.والثقافة هي التراث العام الذي ينحدر إلينا من أجيال سابقة ومتعاقبة،وتشمل المعتقدات والتقاليد والعرف،والقواعد الأخلاقية والدينية،والقوانين والفنون والعلوم والمعارف،والتكنولوجيا،وسلوكات ومشاعر الأفراد والجماعات وعلائقهم وتمثلاتهم...

-الأسرة: هي أهم وأقوى الجماعات الأولية وأكثرها تأثيرا في تنشئة الطفل،وفي سلوكه الاجتماعي،وبناء شخصيته.فالأسرة هي التي تهذب الطفل وتجعل سلوكه مقبولا اجتماعيا،وهي التي تغرس في نفس الطفل القيم والاتجاهات التي يرتضيها المجتمع ويتقبلها. وهناك متغيرات أسرية تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل كنوع العلاقة بين الوالدين،اتجاهات الوالدين نحو الطفل ،العلاقة بين الإخوة،المكانة الاجتماعية والطبقية للأسرة،المستوى التعليمي والثقافي للأسرة...

- جماعة الأقران:تأثير الأطفال بعضهم على بعض له مميزاته وفوائده في تشكيل حياتهم الاجتماعية، واكتسابهم الكثير من الخبرات،و في إشباع حجاتهم النفسية،مما يساعدهم على النمو الاجتماعي.

-وسائل الإعلام: إذ تؤثر في التنشئة الاجتماعية من خلال الرسائل السمعية أو البصرية او المكتوبة،حيث بواسطة المعلومات والأخبار والأفكار والاتجاهات وغيرها،تعكس جوانب متعددة من ثقافة المجتمع واتجاهاته وعلاقاته الاجتماعية،فتعمل،بالتالي، على تنشئة الفرد على معايير واتجاهات اجتماعية معينة.


- المدرسة: المدرسة هي إحدى أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية المتخصصة، حيث تعمل على تلقين العلم والمعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيل.وهي تسعى إلى تحقيق نمو التلميذ جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا، وتربيته على بعض القيم والمعايير والاتجاهات الاجتماعية،و إعداد ه بشكل يؤهله ليندمج إيجابا في مجتمعه .

ومن بين الأساليب التربوية والنفسية والاجتماعية المساعدة على التنشئة الاجتماعية الإيجابية للمتعلم نذكر:سيادة جو الطمأنينة والشعور بالنجاح،وتحقيق إشباع العطف والتقدير داخل المدرسة؛التوجيه والإرشاد والعطف المصحوب بالحزم،وإشاعة جو الحرية والديمقراطية والتفهم؛ تعليم الأطفال الحياة الاجتماعية داخل المدرسة من خلال حرية التعليم والتدبير الذاتي لجماعة التلاميذ،وتكوين الأندية والجمعيات،تعلم احترام القوانين والحق والواجب والمسؤولية...انفتاح المدرسة على محيطها الاجتماعي؛ توفير الإمكانيات والوسائل التربوية والمادية والتجهيزية للمدرسة(ملاعب،مكتبات،أندية،وسائل ديداكتيكية...)؛ إشباع كل حاجيات المتعلم النفسية والاجتماعية والمعرفية...(د.خليل ميخائيل معوض 1982- بتصرف-).



تعريف التنشئة الاجتماعية : التنشئة الاجتماعية عملية تعلم اجتماعي , عملية نمو وتغير, عملية تربية

, تهدف الى تحويل الطفل من كائن بيولوجي الى كائن اجتماعي فسر ذلك وناقش


•إعداد:محمد الصدوقي


التوقيع :



اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات


رد مع اقتباس
قديم 03-19-2010, 01:11 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

fateemah

الاعضاء

fateemah غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









fateemah غير متواجد حالياً


رد: التنشئة الاجتماعية فى ضوء علم النفس الاجتماعى



التنشئة الاجتماعية ماهيتها، نظرياتها، مؤسساتها

5 نوفمبر , 2009 | الكاتب: المحرر

بقلم: الزبير بن عون

تمهيد.

أولا: ماهية التنشئة الاجتماعية.


1 ـ هل التربية هي التنشئة أم هي مرادف لها ؟.
2 ـ مفهوم التنشئة الاجتماعية.
3 ـ خصائص التنشئة الاجتماعية.
4 ـ أهداف التنشئة الاجتماعية.
5 ـ وظائف التنشئة الاجتماعية.
6 ـ دور التنشئة الاجتماعية.
7 ـ مقومات التنشئة الاجتماعية.
8 ـ التنشئة الاجتماعية ومراحل النمو الاجتماعي.
9 ـ أشكال التنشئة الاجتماعية.

ثانياً: الأسس النظرية لعملية التنشئة الاجتماعية.

1 ـ نظرية التفاعل الرمزي.
2 ـ النظرية البنائية الوظيفية.
3 ـ نظرية التعلم الاجتماعي.
4 ـ نظرية التربية الاجتماعية .

ثالثاً: مؤسسات التنشئة الاجتماعية .

1 ـ الأسرة. 2ـ دار الحضانة.
3 ـ رياض الأطفال. 4ـ المدرسة.
5 ـ جماعة الرفاق. 6ـ دور العبادة.
7 ـ وسائل الإعلام.

تمهيد:

إن الفرد ككائن عضوي يتشكل ويصبح كائناً عضوياً اجتماعياً عن طريق المجتمع وثقافته، فالفرد يولد وينمو في المجتمع وفق نظام ثقافي معين تتشربه الأفراد والجماعات وهكذا ينمو من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ويأخذ هذا التعامل أشكالاً متنوعة منها التقليد والمشاركة والأخذ والعطاء مع الآخرين قصد تعلم القيم ونماذج السلوك والاتجاهات وإكسابه الأدوار المتوقعة منه، كل هذا كنشاط هادف لتحقيق مطالب الفرد من المجتمع ومطالب المجتمع من الفرد، وعلى الرغم من أن الفرد يولد وهو مزود بأنماط سلوكية وراثية وبيولوجية مع استعداد لتقبل التكيف مع بيئته الاجتماعية، إلا أن الفرد محتاج أشد الاحتياج إلى من يأخذ بيده ويوجهه الوجهة السليمة واللازمة ليستطيع العيش والتفاعل مع أفراد جماعته، ولا يتأتى كل هذا من فراغ أو بمحض الصدفة بل إنما ينشأ من خلال أخطر وأكثر العمليات الاجتماعية أهمية في الحياة ألا وهي التنشئة الاجتماعية هذه الأخيرة الذي سنتطرق اليها من خلال هذا الطرح بإعطاء لمحة عامة عن ماهية التنشئة الاجتماعية وأهم التوجهات نظرية التي قالت عنها والمؤسسات أو الوكالات المسؤولة عنها. بطرح حاولنا فيه قدر الطاقة أن يكون في مجال علم الاجتماع وخاصة العائلي أو التربوي إلا انه تم المزج والتلفيق في الطرح بين عدة مجالات علمية من بينها علم النفس الاجتماعي والتربوي وعلم النفس التعليمي وبالاعتماد على الدراسات السيكولوجية وخير دليل على ذلك التنوع في قائمة المراجع. وما الهدف من هذا إلا توضيح مفهوم التنشئة التي تتقاسمه السوسيولوجيا والسيكولوجيا والبيداغوجيا والتقريب في الفهم والزيادة في المعرفة وكما يقال " كل زيادة فيها خير ".

أولاً : ماهية التنشئة الاجتماعية:

1 ـ هل التربية هي التنشئة،أم هي مرادف لها؟

1ـ1ـ تعريف التربية:

ـ لغويا: للتربية معاني كثيرة متعددة وواسعة، فكل معنى له دلالة في مجاله، حيث إذا رجعنا إلى معالم اللغة العربية نجد أن لكلمة تربية عدة أصول :(1)

ـ رَبَا : يَربُوا رَبوًا ورَبَوا رَابَ (الرَّابٍي) مَربُو : المال زاد ونما – الولد نشأ وترعرع.
ـ رَبَّي : يُربٍى ، رَبياً. رَابَ : الصغير في بني فلان : ربا ونشأ منهم .
ـ رَبَّى : يُربٍي تربية . مُربِ ( المُربَي ) مُربَى : الأب ابنه : هذبه وعني بقواه الجسمية والعقلية والخلقية .
ـ تَربَي: يتربى تربيا.مترب(المتربي): الولد: تعلم وتغذى وتثقف.

ـ اصطلاحا:يختلف معنى التربية ومفهومها بإختلاف ميادين الدراسة الاجتماعية والتربوية والنفسية والحضارية والانتربولوجية، في نظرتها للفرد والمجتمع، فعلى مر العصور أستخدم الإنسان مصطلح " التربية " للدلالة على مجموعة الأفعال المتعلقة بمستقبله وإستمراريته، فقد استخدم هذا المصطلح للإشارة إلى التنمية والغذاء والزراعة….الخ. ولكن المفهوم المعاصر للتربية ينحصر في مجموع الأفعال الواعية الهادفة إلى تكوين الإنسان، ودفعه نحو التطور والارتقاء.(2)

- يعتبر البعض أن التربية بمعناها الاصطلاحي هي عبارة عن وسيلة مدبرة، يقصد بها الكبار إعداد النشئ إعدادا جسمياً وعقلياً وأدبياً وذوقياً وروحياً، بغرض تهيئتهم تهيئة صالحة لأنفسهم ولمجتمعهم.

- يرى محمد أحمد النابلسي(3) التربية بأنها:« فن وموهبة بقدر كونها علماً وعملية إنسانية ذات أهداف وأطر محددة ترمي إلي تهيئة الإنسان من خلال:

- تهيئة التكامل الفاعل فيجمعه، و تطوير مستوى قدراته النفسية والعضوية.
- نقل القيم والتقاليد من المجتمع إلى الفرد، ودعم إمكانياته للمساهمة في تطوير النظم.

_ ويقول جون ديوي(4):« إذا رجعنا إلى أصل كلمة تربية ""education اللغوي، وجدنا أن معناها مجرد عملية القيادة والتنشئة ». ويقول:« لما كانت التربية عملية اجتماعية، فالمدرسة تمثل الحياة الاجتماعية التي ترتكز فيها جميع العوامل والجهود وتتعاون على تربية الطفل…..». فمن الخطاء إذن أن نعد المدرسة هي التربية، وإنّما التربية عملية مستمرة لا تتوقف عند مجال المدرسة، بل تمتد على مدى الحياة، فالتربية كانت موجودة بكل فعاليتها زمنا طويلا قبل إنشاء المدارس.

ـ عرفها "امانويل كانط.kant " (1724/1804):« التربية هي الترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد ». والتربية هي مساعدة الإنسان في إعداد نفسه جسمياً وعقلياً وخلقياً إعداد يجعله مؤهلا للقيام بالمهام التي تنتظره في الحياة و التلاؤم مع البيئة الطبيعية والاجتماعية .(5)

1ـ2ـ التربية والتنشئة :

إن التنشئة الاجتماعية كعملية تفاعل اجتماعي يكتسب فيها الفرد شخصية وثقافة مجتمعه وهي عملية تربوية هامة للآباء و المدرسين وغيرهم، ذلك أنها تتضمن عمليات تشكيل الفرد وبناء شخصيتة، على نحو يمكنه من النمو والاتزان والتكامل مع ذاته والتكيف مع المجتمع وثقافته، فنجد أن التربية كعملية تشكيل الفرد على نحو تؤكد فيه علاقته بثقافة مجتمعه وبمطالبه الخاصة التي حددها المجتمع لمركزه الذي يشغله، نجدها متمثلة في عملية التنشئة الاجتماعية .(6)

- تعتبر لفظة التنشئة من أهم العناصر الاجتماعية التربوية، بل إن لفضة التنشئة في المفهوم التربوي هي صلب التربية ومعناها الاصطلاحي، فالتربية هي التنشئة والتنمية. وهذه الصلة بين المرادفين للتربية والتنشئة تعطي أهمية بالغة للتنشئة الاجتماعية في العملية التعلمّية والتعليمية.

فالتنشئة هنا هي تربية الفرد وتعليمه وتوجيهه وتثقيفه، والإشراف علي سلوكه وتلقينه لغة الجماعة التي ينتمي إليها وتقاليدها وأعرافها، وسنن حياتها، والخضوع لمعاييرها وقيمها والرضا بأحكامها، وتطبيعه بطباع الجماعة المحيطة وتمثيله سلوكهم العام .(7)

ويمكننا أن ننتقل إلى تعريف التنشئة الاجتماعية، بتقسيمها إلى عدة من المصطلحات المركزية التي تشير إلى ماهية التنشئة وذلك كمايلي:

على أساس التفاعل، على أساس العملية، على أساس التعلم، على أساس الإستدماج وعلى أساس تشكيل السلوك الإنساني.

2 ـ مفهوم التنشئة الاجتماعية:

لقد اتخذ مفهوم التنشئة الاجتماعية مصطلحات وأبعاد متعددة ومتنوعة بسبب تنوع واختلاف العلوم كل حسب تخصصه وكل وفق منظوره كعلم الاجتماع، وعلم النفس والانتربولوجيا وعلم التربيــة، وأطلقت عليها تسميات مختلفة كالتعلم الاجتماعي والإندماج الاجتماعي والتطبيع الاجتماعي ولا تخرج هذه التسميات في نظر علماء الاجتماع عن كونها "عمليات" والتي يتم من خلالها إعداد الفرد ليأخذ مكانة في الجماعة التي ولد فيها.

- التنشئة الاجتماعية هي عملية تفاعل يتم عن طريقها تعديل سلوك الشخص بحيث يتطابق مع توقعات أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها. وهي العملية القائمة على التفاعل الاجتماعي التي يكتسب فيها الطفل أساليب ومعايير السلوك والقيم المتعارف عليها في جماعته، بحيث يستطيع أن يعيش فيها ويتعامل مع أعضائها بقدر مناسب من التناسق والنجاح .(8)

- وعرفها فليب مايرfilipmayer بأنها:« عملية يقصد بها طبع المهارات والاتجاهات الضرورية التي تساعد علي أداء الأدوار الاجتماعية في المواقف المختلفة » .(9)

- ويرى نيكومب Newcomb بأن التنشئة الاجتماعية هي:« تعلم الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي للمعايير والأدوار والاتجاهات، وهي عملية نمو فالفرد يتحول من مركزه حول ذاته إلي فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية »(10)

_ يعرف هيرسكوفش هذه العملية باعتبارها:« عملية واعية أو غير واعية تتم ممارستها داخل الحدود التي يفرضها نظام العادات ويرى أن هناك فصلا بين عمليتين التنشئة الاجتماعية وثقافية »(11).

- يعرفها السيد عثمان بأنها:« عملية تعلم قائمة على تعديل أو تغير في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة خاصة ما يتعلق بالسلوك الاجتماعي لدى الإنسان ».

- التنشئة الاجتماعية هي عملية الاندماج في الحياة الاجتماعية التي تطبع بها المادة الخام للطبيعة الإنسانية في أنماط ثقافية متنوعة.(12)

- عملية التنشئة الاجتماعية هي إكساب أفراد المجتمع الاتجاهات والقيم الأساسية، والمعرفة التي تتوافق مع أداء الأفراد لأدوارهم الاجتماعية المتوقعة.(13) .

أوهي العملية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجا في حياة جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها، ومعرفة دورها، وطبقاً لهذا التصور تكون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة، ولهذا تعتبر هذه العملية ضرورية لتكوين ذات الطفل وتطور مفهومه عن ذاته كشخص(14) وبذلك تتمثل التنشئة الاجتماعية في مدى قدرتها على تهيئة وبلورة القابلية لدى الأفراد للإندماج في الجماعات الاجتماعية داخل المجتمع، كل على حسب طبيعته كالأسرة والمدرسة والجوار، وجماعات اللعب وخلافها، فعن طريق إندماج الفرد في هذه الجماعات يكسب العقائد السائدة في المجتمع، ويتزود بالعادات و التقاليد و الأعراف الاجتماعية، وتتحدد مفاهيمه وتصوراته عن قدراته وشخصيته وطبيعة مجتمعه(15)

وفي هذا تعرف التنشئة الاجتماعية بأنها: "عملية تعلم وتعليم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي، وتهدف إلى اكتساب الفرد طفلا مراهقا فراشدا فشيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة هذه المعايير تمكنه من مسايرة جماعية والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندفاع في الحياة الاجتماعية .(16)

3 ـ خصائص التنشئة الاجتماعية :

من خلال العرض السابق لمفهوم التنشئة الاجتماعية يمكن أن نستنتج جملة من الخصائص التي تتميز بها عملية التنشئة فيما يلي:

* إنها عملية نسبية: أي تختلف بإختلاف الزمان والمكان كما تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد، كما انها تختلف من بناء لآخر ومن تكوين اجتماعي واقتصادي لآخر(17).

* إنها عملية ديناميكية: أي أنها عملية تحركية مستمرة وفي تفاعل متغير، وهي بالتالي عملية أخذ وعطاء بحيث يصبح الفرد مكتسبا للثقافة التي يعيشها، ومن ثمة ينقل الثقافة للآخرين(18)

* إنها عملية فردية اجتماعية: بمعنى أنها فردية خاصة بالفرد، بالإضافة إلى كونها اجتماعية لا تتم إلا ضمن الجماعة وفي الإطار الجماعي والاجتماعي.(19)

* إنها عملية مستمرة: فالمشاركة المستمرة في مواقف جديدة متجددة، تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياتها المختلفة والتي لانهاية لها مما يترتب عليه ألا تكتمل التنشئة على الإطلاق، ولا تبقى الشخصية ثابتة في تفصيلها أبداً فالتنشئة تساير الإنسان عبر أطوار حياته المتنامية.(20)

* إنها عملية تحول اجتماعي: أي يتحول من خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره متركزا حول ذاته لا يستهدف في حياته إلا إشباع حاجاته الفسيولوجية، إلى شخص ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وتحملها ومعنى الفردية والاستقلال. بمعنى أنها تحول الإنسان من فرد إلى شخص .

* إنها عملية معقدة: أي إنها عملية متشعبة تستهدف مهمات كبيرة تعتمد على أساليب ووسائل كثيرة لتحقق ما تهدف إليه(21)

* تعدد وتنوع مؤسساتها وأساليبها: الأماكن التي تتم بها عملية التنشئة المقصودة وغير المقصودة متنوعة فهناك الاسر الصغيرة، العائلة، القبيلة، والدولة والمدرسة والمعهد والجامعة ودور العبادة، وأماكن العمل ووسائل الإعلام على اختلاف أنواعها والنوادي الرياضية والاجتماعية والثقافية والثقافة المجتمعية و…الخ(22)

4 ـ أهداف التنشئة الاجتماعية :

وفقا لخصائص ومفهوم التنشئة الاجتماعية السابقة الذكر يمكننا استعراض أهدافها كمايلي:

* الهدف الأساسي من عملية التنشئة تكوين الشخصية الإنسانية وتكوين ذات الطفل عن طريق إشباع الحاجات الأولية له، بحيث يستطيع فيما بعد أن يجد نوعاً من التوافق و التآلف مع الآخرين من جهة ومع مطالب المجتمع والثقافة التي يعيش فيها من جهة أخرى(23)

* التدريبات الأساسية لضبط السلوك وأساليب إشباع الحاجات: حيث أن من خلال هذه العملية يكتسب الطفل من أسرته اللغة والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعه، والمعاني المرتبطة بأساليب إشباع حاجاته الفطرية والاجتماعية والنفسية.

* اكتساب المعرفة والقيم والاتجاهات وكافة أنماط السلوك وحيث أنها تشمل أساليب التعلم والتفكير الخاصة بالمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، هذا واكتساب العناصر الثقافية للجماعات والتي تصلح لتكوينه الشخصي(24)

* غرس النظم الأساسية في الفرد، وغرس الطموح والتقدم في النفس وحياة الفرد .

* غرس الهوية في الفرد وفقا لاحتياجاته وقدراته التعليمية والمهنية ، وغرس الهوية القومية(25)

- وتتعدد طبيعة وأهداف التنشئة الاجتماعية بوجه عام لتتناول جوانب متعددة طبقا للفلسفات والإيديولوجيات والأفكار التي تنطلق منها .

و في النظر إلى التنشئة الاجتماعية نجد أن "إسماعيل حسن عبد الباري" شملها في الآتي: (26)

* النمو: تهدف التنشئة إلى نمو الفرد من كل جوانبه الجسمية والعاطفية والعقلية والاجتماعية والمعرفية، والمهارة والسلوك والخبرة .

* التكيف: يعتبر ركيزة أساسية من ركائز التنشئة الاجتماعية وهو من العمليات الاجتماعية في حياة الإنسان فالإنسان يواجه الكثير من المؤثرات الداخلية والخارجية ويحاول أن يكيفها أو يخضعها لحاجاته ومتطلباته، أو يحاول أن يتكيف معها وعندما تكون عملية التكيف متفقة مع حاجات الفرد ومطالب الجماعة، فإنها تكون عملية فردية واجتماعية في نفس الوقت .

* إعداد الفرد لمهنة: هذا الهدف يتعلق بعملية إعداد الفرد لمهنة يؤديها، يستطيع بها أن يكسب العيش وأن يسهم في بناء مجتمعه، وأن يعيش في هذا المجتمع معتمدا على نفسه متكيفا وبيئته. وأخيرا يبقى هدف التنشئة الاجتماعية ونتيجتها خلق وتنمية الرغبة في الناس أن يصبحوا آباء، وأن يثبتوا في أطفالهم الرغبة في أن يصبحوا آباء عندما يكبرون وهكذا.

5 ـ وظائف التنشئة الاجتماعية:

لعملية التنشئة الاجتماعية وظيفة ظاهرة" Monifest function" تنحصر في تدريب الطفل على آداء أنماط معينة من السلوك يرضى عنها المجتمع، ويتخذها الشخص دعامة لسلوكه حول حياته.(27) ولها وظيفة مستترة أو كامنة "Latent function" تهدف إلى توحد الطفل مع مجموعة من الأنماط الثقافية تعرف باسم القيم الاجتماعية الذي يتكون منها البناء الأساسي للشخصية، ويختلف الأفراد في مبلغ قابليتهم للإندماج في حياة الجماعة باختلاف التنشئة التي يتعرضون لها، والتي تحيط بهم في نشأتهم الأولى. وقد يفسر لنا هذا كيف أن بعض الأطفال ينشئون اجتماعيين والبعض الآخر لا اجتماعيين (28)

6 ـ دور التنشئة الاجتماعية :

تساهم عملية التنشئة الاجتماعية في التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته ومطالب الآخرين المحيطين به وبذلك يتحول الفرد من طفل متركز حول ذاته ومعتمد على غيره هدفه إشباع حاجاته الأولية، إلى فرد ناضج يتحمل المسؤولية الاجتماعية ويدركها بالقيم والمعايير الاجتماعية السائدة ،فيضبط انفعالاته ويتحكم في اشباع حاجاته وينشئ علاقات اجتماعية سليمة (29)

وقد لخص "محمد عبدو محجوب" دور التنشئة الاجتماعية في النقاط التالية (30):

* تقوم التنشئة بدور هام في تشكيل شخصية الفرد وفي تكوين اتجاهاته وميوله ونظرته إلى الحياة من حوله، فالمواقف الاجتماعية المؤلمة والمفرحة التي يتعرض لها الطفل في سنواته الأولى مثل مواقف الرضاعة والفطام والتدريب على النظافة وغيرها من أساليب التنشئة لها اثر على تكوين شخصيته في المستقبل.

* تقوم التنشئة الاجتماعية بدور فعال في إعداد الفرد ليلعب أدواراً متعددة، لأنه مطالب بمجموعة من النشاطات والأفعال في المجتمع الذي يعيش فيه كي تنتظم الحياة الاجتماعية وعليه فلابد أن يحتل مجموعة من المكانات التي منها ما يتحدد بولادته مثل:النوع، الدين، العرف والطبقة وأن يكون مستعداً وقادراً على القيام بالأدوار التي توكل إليه.

* تشمل عملية التنشئة على مجموعة من المدخلات التي يكسب بها الفرد من خلالها بعض خصائصه الشخصية مثل: المعرفة، المدركات، المهارات، الاتجاهات، القيم و الدوافع، الحاجات وهي تحدد في مجموعها معالم الشخصية المتميزة وتحدد له الطريقة التي يتكيف بها مع عالمه الثقافي والاجتماعي والفيزيقي.

* تشمل عملية التنشئة الاجتماعية على مجموعة من المدخلات أو المكونات البنائية التي يكسب الفرد من خلالها بعض خصائص شخصيته، والتي منها القيم والرموز والأخلاق والسجايا والمعتقدات والمفاهيم، والأمثال والمعايير والتقاليد والأعراف والوسائل والمهارات المستعملة من طرفه في تعامله مع بيئته .

ومن أهم وظائف التنشئة الاجتماعية تعليم الشخص المشاركة في الأدوار الاجتماعية ولذلك تكون الموضوعات التي يمكن إستدماجها هي الأدوار الاجتماعية ووظائفها.

7 ـ مقومات التنشئة الاجتماعية:

لما كانت التنشئة الاجتماعية عملية تفاعل اجتماعي يكتسب فيها الفرد شخصيته الاجتماعية التي تكسبه ثقافة المجتمع، ففي هذه العملية يقوم المجتمع بمؤسساته وجماعاته بتنشئة صغاره. فإنه يمكن تصنيف العناصر أو المقومات الأساسية والتي تكمن في الفرد، الثقافة والمجتمع في ثلاث فئات هي:

7 ـ1 ـ الفرد:

الفرد كعضوية يتكيف بيولوجيا مع وسطه المادي. كما أنه نسق مفتوح في حالة تكيف دائم مع المؤثرات البيئية المادية (حرارة ، ضغط ،ضوء ،صوت) وهو نسق مفتوح يتكيف باستمرار مع وسطه الاجتماعي من الناحية النفسية والاجتماعية ،يؤثر ويتأثر بالأفراد المحيطين به من خلال الأدوار التي يحتلها وما تحمله تلك الأدوار من توقعات سواء بالنسبة لحقوقه أو واجباته فالبيئة الاجتماعية ملازمة للفرد ووجودها يعني وجوده ووجوده يعني وجودها، " فالأنا لا تكون إلا من خلال علاقتي بأنت " .هذا المنظور يؤكد ديناميكية الوسط الاجتماعي والفرد ويعطي مظهر الثبات والتنظيم والتعدد والاختلاف داخل هذا الثبات والتنظيم.

إن التفاعل بين الفرد والآخر يؤدي من جهة الى استمرارية التراث الثقافي وتطويره، من جهة ثانية الى نمو الفرد نفسيا واجتماعيا في إطار التفاعل مع مكوناته الوراثية والبيولوجية الذاتية مما تؤدي إلى خلق الشخصية الفردية.(31)


لقد كتب لينتون يقول:« إن المجتمعات عبارة عن جماعات من الأفراد المنظمين وليست الثقافات في نهاية التحليل إلا اتساقا من استجابات متكررة ومشتركة بين أعضاء المجتمع». ويضيف كاردينر ويقول:« إننا لا نستطيع أن ندرس الفرد بمعزل عن المؤسسات التي يعيش فيها ومن المستحيل أن نفهم المؤسسات دون أن ندركها على أنها من خلق الإنسان وسواء كانت نقطة الانطلاق في الفرد أو المؤسسة فلا بد من معرفة الاثنين في نهاية الأمر …".(32)

ومادام قد أقرّ هذه النظرة وأقررنا، فقد أصبح علينا أن نتجه إلى التحليل وطرح مفهوم المجتمع والثقافة.

7 ـ2 ـ المجتمع :

مما لاشك فيه أن المجتمع مدرسة كبيرة يتلقى فيها الفرد دروسا عملية كثيرة قد لا يتيسر أن يتلقاها في حياته، وفي المجتمع يكسب الفرد ما لديه من السلوك، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتلقى من المجتمع دروسا مختلفة الأنواع والصور يصقل بها معارفه وخبراته.

_ ويتكون المجتمع من عناصر متصلة بالمجتمع الكلي هي :

* المعايير: فهي التي تحدد السلوك المقبول وسلوك غير المقبول في الجماعة، فالنظام مثلاً قيمه يحترمها الناس في المجتمع ويعلون من شأنها.(34)

* الأدوار الاجتماعية والمكانة في المجتمع: المكانة والمركز الاجتماعي هي وضع معين في البيئة، أو التركيب الاجتماعي في جماعة معينة. فالأم لها مكان وادوار اجتماعية فهي أم وزوجة وربة بيت، وأي جماعة يتفاعل معها الطفل عبارة نسيج متشابك من المكونات الاجتماعية وهو في تفاعله مع هذه الجماعات يتوقع أنماط سلوكية معينة.

* القيم: هي الأفكار التي تحدد ما هو حسن مقبول وما هو سيئ مرفوض، يقصد بها التصورات والمفاهيم الدينامية الصريحة أو الضمنية التي تميز الفرد أو الأسرة وتحدد ما هو مرغوب فيه اجتماعيا، وتؤثر في اختيار الأهداف والطرق و الأساليب والوسائل الخاصة بالعلل، وتجسد مظاهرها في اتجاهات الأفراد والجماعات، وأنماطهم السلوكية ومثلهم ومعتقداتهم ومعاييرهم، ورموزهم الاجتماعية.(35)

* المؤسسات الاجتماعية: تخضع عمليات التنشئة الاجتماعية في جزء كبير منها الى المؤسسات الاجتماعية فالأسرة أول خلية ومؤسسة للتنشئة تليها المدرسة وهي عبارة عن بيئة اجتماعية معينة فيها أدوار ومكانات كما أنها تعكس قيم المجتمع وكذلك دور العبادة والأندية الرياضية…الخ.

* القطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية: ومنها الطبقة الاجتماعية أو المستوى الاجتماعية والاقتصادي واختلاف الطبقة والثروة والامتياز والسلطة بين أفراد المجتمع، وكذلك الموقع والبيئة مما يؤدي إلى اختلاف الأفراد من بيئة الى أخرى ( سياحية، قروية، بدوية، حضرية ).(36)

7 ـ3 ـ الثقــــافة:

هي ذلك الكم الذي يشمل المعارف والمعتقدات والفنون والقواعد الأخلاقية والقوانين والمهارات والقدرات التي يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه. وهي كل ما يتعلمه الفرد من عادات وتقاليد وقيم واتجاهات ومعتقدات دينية واجتماعية وأنشطة مركبة. ويتعلم الفرد عناصر الثقافة الاجتماعية المحيطة به أثناء نموه الاجتماعي عن طريق التنشئة الاجتماعية.(37)

فالثقافة بما هي تنشئة اجتماعية تمثل مكانة هامة جدا خلال سنوات الطفولة وصولا إلى سن الرشد، وخلال هذه السنوات تتم عملية الانتماء الاجتماعية، كما تشكل الهوية الذاتية التي يلعب المحيط الاجتماعي الدور الحاسم فيها كما أن الثقافة لا تقتصر على تكوين الهوية بل تتعداه الى تكوين الشخصية بمجملها وتحديد السلوك.(38)

فمن خلال العائلة التي تمثل المحيط الاجتماعي الأقرب وهي تزود الطفل والمراهق بالمبادئ الأولى التي تمكنه من توظيف وأعمال عقلاني لقدراته بطريقة تمكنه من بلوغ مرتبة الثقافة بعد مرحلتي التربية والتعليم.

فالثقافة ليست فحسب مجموعة معارف أو نشاطات متنوعة بل هي نمط حياة وسلوك، والميراث الاجتماعي أو ما يعرف – بالمحيط الاجتماعي الثقافي-. فالثقافة تمثل العلم والمعرفة وبدرجة أقل التربية.(39)

تمارس الثقافة وظائف بسيكواجتماعية تختلف عن تلك التي تؤديها المؤسسات العديدة وذلك لأنها تظم المجتمع في شموليته(40)

- إذ أنها تقدم للمجتمع نماذج ثقافية أي مواد يبنى من خلالها أنماط الحياة، فالثقافة بهذا المعنى تقوم بدور مدمج ينشى السلوكيات.


- كل ثقافة تعمل على تشكيل الشخصية بتوفيرها أساليب التصرف والتوجيه لأذواقها وإملاء اختياراتها.

- وبوصفها مجموعة أساليب حياة منظمة ليست الثقافة ثمرة الميراث لكنها نتيجة التعليم. وتكتسب الثقافة وفق طريقتين محددتين التنشئة والتثقيف فالتنشئة تستند إلى الاندماج الناجح لفرد في مجموعة ما، أما التثقيف فهو يشير إلى التنشئة التي لا تقف عند تكييف السلوك ولكنها تستنبط النماذج السلوكية القيمة التي تقترحها الجماعة.

8 ـ التنشئة الاجتماعية ومراحل النمو الاجتماعي :

يخضع الكائن الإنساني منذ لحظة تكوينه حتى الوفاة للتغير المستمر، فهو ليس في حاجة ستاتيكية ساكنة ولكنه ينمو خلال المراحل العمرية المتعاقبة التي يمر بها، نمواً يشمل كيانه ككل.من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والخلقية والاجتماعية، وتتضمن المراحل العمرية استنتاج أو استنباط القيم والمعايير منذ الطفولة حتى الرابعة عشر ثم المراهقة، ثم الزواج حوالي العشرين حتى يصبح الشخص راشداً والداً في الرابعة والعشرين مثلاً، ثم ينتقل إلى وظيفة في الثلاثين ثم يحال إلى الشيخوخة ويصبح جداً في الخمسين وأخيراً يحال إلى المعاش. وبالتالي النمو الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية يعينان شيئاً واحداً وأن الجانبين عملية تعلم اجتماعي. وفيما يلي عرض للمراحل العمرية المتتالية:

8 ـ1 ـ مرحلة الطفولة :

سنعالج مرحلة الطفولة ككل رغم أن هناك من علماء الاجتماع والنفس والاختصاصين التربويين والباحثين من يقسموها إلى مراحل طفولة المهد، والطفولة المبكرة والمتوسطة ثم المتأخرة، ولكننا لبساطة العرض المقلص والملخص، وتشابه خصائص مرحلة الطفولة سوف نعالجها كمرحلة واحدة.

لمرحلة الطفولة أهمية خاصة في حياة الفرد ذلك لأنه في مرحلة الطفولة توضع البذور الأولى لشخصية الطفل، ويتكون الإطار العام لشخصيته، ويكون لهذا أكثر الأثر في تشكيل شخصية الطفل في المراحل اللاحقة. يتم فيها عملية التأثير والامتصاص لما يحيط الطفل من خصائص وسمات، يميل إلى التقليد والمحاكاة ميلاً خاصاً فيقلد الكبار المحيطين به ولا سيما من يعجب بشخصياتهم، كما يميل إلى حب الاستطلاع وإكتساب المعرفة.(42)

مرحلة الطفولة لها مالها من الأهمية في بناء شخصية الطفل وتترك بصمات في شخصيته طوال حياته، حيث تنطبع حياة الطفولة وتظل تصاحب الفرد مراهقاً وشاباً ويافعاً ورجلاً وكهلاً وشيخاً.(43) إذ أن نمو الطفل مرتبط بنشاط الأسرة ومدى توفرها للتجارب الفعلية للطفل من أجل ممارسة السلوكيات وتنميتها.(44)

ويمكن تقسيم مرحلة الطفولة إلى مراحل فرعية وفقا لأسس معينة :(45)

* تبعاً للأساس التربوي تقسم الى :

ـ مرحلة الرضاعة أو المهد : من الميلاد حتى السنة الثانية.

ـ مرحلة ما قبل المدرسة : من الثانية إلى السادسة.

ـ مرحلة المدرسة الابتدائية : من السادسة إلى الثانية عشر.

* تبعاً للأساس البيولوجي تقسم الى :

ـ مرحلة الرضاعة أو المهد : من الميلاد إلى الثانية.

ـ مرحلة الطفولة المبكرة : من الثانية إلى السادسة.

ـ مرحلة الطفولة المتوسطة : من السادسة إلى التاسعة.

ـ مرحلة الطفولة المتأخرة : من التاسعة إلى الثانية عشر.

* تبعا للأساس الشرعي تقسّم إلى :

ـ مرحلة الرضاعة أو المهد : من الميلاد إلى الثانية.

ـ مرحلة ما قبل التمييز : من الثانية إلى السابعة.

ـ مرحلة التمييز : من السابعة إلى الثانية عشر.

ـ حاجات الطفولة: تتعدد حاجات الطفل وتختلف من مجتمع لآخر، إلا أنه توجد حاجات مشتركة بين المجتمعات على الرغم من اختلاف أشكالها وسبل إشباعها، وذلك لأن الطفل هو كائن إنساني له خصائصه المشتركة ككائن بيولوجي نفسي اجتماعي .ولهذا نورد الحاجات بإختصار فيمايلي: (46)

ـ الحاجة الصحية والغذائية: تتضمن الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية والتغذية الصحية.

ـ الحاجة إلى التنشئة السليمة والرعاية الوالدية وتوفير الحب والأمن والطمأنينة وغرس القيم والعادات.
ـ توفير ما يحتاج اليه الطفل من مسكن وملبس ومتطلبات الانفاق المختلفة.
ـ الطفل بحاجة إلى التعلم ويحصل على العلم المناسب للتسلح بالمعرفة.
ـ الحاجة إلى الترفيه واللعب والمصاحبة أو النزهة وتوفير الوسائل الترويحية الترفيهية.
ـ الحاجة للتهيئة للحياة الاجتماعية والاندماج في المجتمع كعضو فيه يتضمن برامج التعليم، والإعداد المهني ومساعدة الأسرة لطفلها لكي يشارك في المجتمع بنشاط وتحمل المسؤولية.
ـ الحاجة الشرعية والتشريعية: وتتضمن حاجات الطفل في الحصول على حقوقه الشرعية في نسبه ونفقته وحضانته، وولاية وميراث، وحقه في أن يعيش في كنف أسرة متكاملة مستقرة.

مظاهر النمو, جوانـب النمـو

النمو الجسمي
نمو الطفل من حيث الطول ،النمو الهيكلي ،التغيرات في الأنسجة وأعضاء الجسم ،القدرات الجسمية الخاصة ،العجز الجنسي الخاص.

النمو الفيزيولوجي

نمو أعضاء الجسم المختلفة من: نمو الجهاز العصبي ،ضربات القلب ،ضغط الدم ،الهضم ،الاخراج ،النوم ،التغذية ،الغدد الصماء التي تؤثر في افرازاتها في النمو.

النمو الحركي

نمو حركة الجسم وانتقاله ،المهارات الحركية ،وما يلزم الانسان من أوجه النشاط المختلفة في الحياة.

النمـو العقلي والمعرفي

نمو الوظائف العقلية المعرفية مثل الذكاء العام ، القدرات العقلية المعرفية المختلفة العمليات العقلية العليا كالإدراك والتذكر والانتباه والتخيل والتفكير والتحصيل .

النمـو الحسي

نمو الحواس المختلفة :البصر ،السمع ،الشم ،التذوق ،الاحساسات الجلدية الاحساسات الحشوية ،كالاحساس بالألم والجوع والعطش.

النمـو اللغوي

نمو السيطرة على الكلام ،عدد المفردات ونوعها ،طول الجملة ،النطق ، المهارة اللغوية.

النمو الانفعالي

نمو الانفعالات المختلفة :وتطور ظهورها مثل التهيج ،الانشراح والبهجة ،الحنان ،الانقباظ ،الحب ،الغضب.

النمو الاجتماعي

نمو عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي للفرد والأسرة والمدرة والمجتمع وفي جماعة الرفاق الى المعايير الاجتماعية.

النمـو الجنسي

نمو الجهاز التناسلي ووظائفه،أساليب السلوك الجني وله جانبان جانب نفسي وجانب جسمي.



الشكل: يبين جوانب ومظاهر النمو في مرحلة الطفولة .(47)

8 ـ2 ـ مرحلة المراهقة :

وهي مرحلة انتقالية من عمر الإنسان تبدأ بالبلوغ الذي يعتبر طريقاً بين الطفولة المتأخرة والمراهقة، تحدث فيها تغيرات في شخصية المراهق الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية و…الخ فهو ينتقل من التفكير القائم على الادراك الملموس إلى التفكير الأعمق في الأمور المعنوية والفكرية، وتزداد قدرته على النقد والتحليل وتفهم الأمور، ونتقل من مرحلة الاعتماد على غيره إلى الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي ويتسع نطاق علاقاته الاجتماعية. ***

8 ـ3 ـ مرحلة الرشد :

وهي مرحلة أواسط العمر من(50.35) عاماً، هذه المرحلة يكون الفرد قد إطمأن إلى النمو الذي اختاره لحياته وعرف وجهته في الحياة، وهكذا يعود إليه اتزانه الانفعالي مرة أخرى ويحسٌّ في أعماق نفسه أنه أصبح وكأنه يوجه كيفما يشاء ويبغي.(47)


ولمرحلة الرشد مطالب للنمو نذكرها في الآتي:(48)


ـ بدء العمل في المهنة التي يختارها الفرد نفسه والاندماج فيها.
ـ اختيار الزوج أو الزوجة وتكوين الأسرة وتربية الأبناء و إدارة البيت.
ـ الانخراط في علاقات اجتماعية متطورة ، وتحمل المسؤولية الوطنية.
ـ تحقيق الاتزان الانفعالي والاستقرار النفسي.
ـ تحقيق مزيد من النضج والمعرفي وتكوين نظرة بناءة في الحياة.
ـ تكوين مستوى اقتصادي صحيح والمحافظة عليه وتحمل المسؤولية الاجتماعية.
ـ مساعدة الأبناء وخاصة المراهقين على التغلب على الأزمات.
ـ تقبل التغيرات الجسمية التي تحدث في هذه المرحلة من العمر والتكيف معها.


التوقيع :



اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات


رد مع اقتباس
قديم 03-19-2010, 02:44 PM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

fateemah

الاعضاء

fateemah غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









fateemah غير متواجد حالياً


رد: التنشئة الاجتماعية فى ضوء علم النفس الاجتماعى

4




8-4ـ مرحلة الشيخوخة :

الشيخوخة هي عملية بيولوجية حتمية، وهي تمثل ظاهرة من الظواهر التطور أو النمو التي يمر بها الانسان، إذ أنها مجموعة من التغيرات المعقدة في النمو والتي تؤدي مع مرور الزمن الى تلف التركيب العضوي في الكائن الحي وبالنهاية إلى موته.(49)

إذ تعتبر مرحلة الشيخوخة هي المحطة الأخيرة من حياة الإنسان ويطلق عليها بـ "مرحلة أرذل العمر " وهي الطور النهائي في حياة الإنسان الذي يعمر طويلاً. (50)

يقول الله عزوجلّ في كتابه الكريم :﴿ ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ﴾ .

ولقد اختارت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية عام 1972 أن سن الخامسة والستين على أنه بداية كبر السن بإعتبار أن هذا السن يتفق مع سن التقاعد في معظم بلدان العالم ولذلك فقد تم تقسيمه الى مجموعتين:(51)

ـ المسن النشط أو الصغير من (75.60) سنة.
ـ المسن الكبير من(75) سنة وما فوقها.

ومن جملة مطالب النمو في مرحلة الشيخوخة، والتي قال بها هافيجهرست Havighorst 1953 نذكر:(52)

ـ التكيف للضغط الجسمي والمتاعب الصحية المصاحية لهذه المرحلة.
ـ التكيف لموت الزوج أو الزوجة ،والتكيف لحياة الوحدة بعد رحيل الأبناء.
ـ تنمية وتعميق العلاقات الاجتماعية القائمة بين الأقران وتهيئة الجو المناسب للحياة الصالحة لهذا السن.

يمر الإنسان خلال مرحلة الشيخوخة بتغيرات كثيرة في حياته العملية والأسرية والاجتماعية، والتي تؤثر بشكل كبير على نفسيته كفقدان المكانة الاجتماعية، وفقدان الأصحاب والاتجاهات الاجتماعية السلبية نحو الكبار، تجعله يتصرف ويفعل سلوكات كالغضب لأتفه الأسباب، الأنانية ،العناد، إهمال والمظهر والشك الإحساس بالوحدة، السلبية والإعجاب بالماضي، العواطف وقد يصبح منتقداً للآخرين…الخ.

- كما يتعرض كبير السن الى مجموعة التغيرات العقلية المتفاوتة في درجة تأثيرها وأهميتها أهمها:

النسيان والتحول إلى التفكير البطيء والتحفظ وعدم التعجل في اتخاذ القرارات. والخيال ونقص القدرة على التعلم وهذا يسبب الانحدار في الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي.

كما يتعرض إلى تغيرات تصيب جميع أعضاء جسمه وهي تتسم بالتدهور والضعف والاضمحلال سواء في التركيب أو الوظيفة، في صور تغيرات داخلية كفقدان مرونة الأوعية الداخلية، وضيق التنفس، وخارجية في صبغة الجلد وتراجع في نشاط الحواس والبطئ في المشي وإصابة الشعر بالشيب.

كما تعتبر مرحلة الكثير من المسنين مرحلة العزلة والوحدة والزهد في الحياة، خصوصا الإنسان عندما يكبر تقل حركته ويكبر أبناءه وأقاربه، ويزيد من عزلته. أيضاً زواج الأبناء وموت الزوجة أو الزوج والضعف الجنسي مما يقلل في دائرة الاتصال الاجتماعي.(53)

9 ـ إشكال التنشئة الاجتماعية:

تتكون التنشئة الاجتماعية من شكلين الأول: تنشئة مقصودة والثاني: تنشئة غير مقصودة.

9 ـ1 ـ التنشئة المقصودة: تتم في المؤسسات الرسمية مثل الأسرة والقبيلة والمدرسة ودور العبادة ولكنها تتضح تماماً في المدرسة كمؤسسة تعليمية رسمية.(54) وتأتي الأسرة أو المنزل كمؤسسة مهمة في تنشئة الأفراد عن قصد، فالأسرة تعلم أبناءها اللغة وآداب الحديث والسلوك وفق نظامها الثقافي ومعاييرها واتجاهاتها. وكذلك التعليم المدرسي في مختلف المراحل يكون تعليما مقصودا له أهدافه وطرقه وأساليبه.(55)

إلى جانب هذه المؤسسات توجد الجماعات والأجهزة والمؤسسات التي تمارس عملية التنشئة، ففيها تتم عملية تعليم الطفل ما تريده له هذه المؤسسات، ويتطبع بالطباع المرغوبة في مجتمعه.

9 ـ2 ـ التنشئة اللا مقصودة: تتم أيضا في المؤسسات السابقة الذكر(عدا المدرسة) ولكنها أكثر ما تكون وضوحا في مؤسسات الإعلام المختلفة حكومية رسمية، وشعبية غير حكومية، حزبية أو طائفية وعن طريق هذه المؤسسات ودون أن تفصح عن عملية التوجيه، يكتسب الفرد عادات والقيم والمعايير وغير ذلك من أنواع السلوك التي تريد الدولة توصيلها للأفراد.

ثانياً : الأسس النظرية لعملية التنشئة الاجتماعية :

إن مشكلة التنشئة الاجتماعية هي كيف تنشئ الأطفال بحيث يصبحون أعضاء أكفاء في المجتمع ؟ وما الأساليب أو الأنماط التي ينتهجها الوالدين في التنشئة؟. جعلت هذه التساؤلات إهتمامات بدراسة التنشئة بوصفها ميكانيزم لنقل وبقاء الحضارة واختلافها من مجتمع لآخر كما أسهم كل من علم الاجتماع بمدخله البنائي الوظيفي والاتجاه التفاعلي، وعلم النفس الاجتماعي والطب النفسي والعقلي ومدخل التحليل النفسي وعلم نفس الطفل في زيادة فهم عملية التنشئة الاجتماعية.

وجدير بالذكر أن هناك عدد كبيرا من النظريات الشاملة أو الجزئية التي يمكن أن تصلح لتحليل هذه العملية وسوف نختار أربعة منها نرى أن لها أهمية مباشرة تتفق وما نتوخاه في طرحنا هذا.

1 ـ نظرية التفاعل الرمزي :

تنظر نظرية التفاعل الرمزي إلى عملية التنشئة الاجتماعية أنها تستمر مدى الحياة، وأن التنشئة والسلوك الذي يعتبر تعبيرا عن عملياتها لا يعتمد في كثير من نواحيه عن الدوافع أو الحاجات أو العمليات اللاشعورية أو الخصائص الفطرية أو البيولوجية و إنما يعتمد أكثر على العمليات التفاعلية وعلى المعاني المستدمجة للذات أو للآخرين.(56)

يتضمن التفاعل الاجتماعي مجموعة كاملة من العمليات التي تحدث بين الأفراد ومن خلالهم، ولقد حدد جورج هربرت ميد بين مستويين من التفاعل الاجتماعي في المجتمع الإنساني المحادثة بالإشارة، استخدام رموز لها دلالاتها، ولقد أطلق بلومر على المستوى الأول التفاعل غير الرمزي والمستوى الثاني التفاعل الرمزي.

ويندمج الأفراد في الحياة بوجه عام أو في الزواج و الأسرة بصفة خاصة، في تفاعل غير رمزي حيث يستجيبون في الحال لحركات الآخرين الجسمانية وتعبيراتهم ونبرات أصواتهم، ولكن كثير من تفاعلاتهم تكون على المستوى الرمزي عندما يحاولون فهم معنى فعل كل واحد منهم.

وفي حديثها عن الدور والمركز فكل فرد في المجتمع له عدة مراكز بعضها مورث وبعضها مكتسب فمثلا الجنس (ذكر.انثى) والطبقة تعتبر مراكز موروثة أما المركز الزواجي والمركز المهني فهو مركز مكتسب وكل منا يشتغل مراكز عديدة مثل طالب مراهق، موظف طبقة متوسطة وكل مركز يتطلب سلوك معين مناسباً وهو ما يسمى بالدور، هذا ويشير الدور من وجهة نظر معينة إلى مجموعة من المعايير والتوقعات التي تربط بأوضاع معينة والدور كما يستخدم في الإطار التفاعلي يشير إلى العلاقة ما نفعل نحن وبين ما يفعله الآخرون.(57)

لقد أصبح هذا الإطار والاتجاه مرجعا رئيسيا لكثير من الأبحاث الحالية التي تهتم بالأشخاص داخل محيط الأسرة، وهذا الأمر الذي أدى إلى توجيه عناية كبيرة إلى علاقات الزوج بالزوجة والآباء بالأبناء والأدوار التي تحكمها، والموقف الزواجي وتمثل التنشئة من جانب آخر محوراً هاما في مدخل التفاعل الرمزي لمالها من أهمية مركزية في التنظيم الأسري.


2 ـ النظرية البنائية الوظيفية :

ترتكز النظرية على أن الأسرة بناء يحقق وظيفة مجتمعية، وتنظر للتنشئة الاجتماعية كعملية اجتماعية تعليمية تستهدف إكساب النشئ ثقافة المجتمع، وأن الأسرة تقوم بوظيفة هامة لأعضائها ولمجتمعها تتمثل في اشباع حاجات الأعضاء الاجتماعية النفسية والاقتصادية والحماية والأمن وإكساب المكانة التي تعتبر الوظيفة محورية تربط الأسرة بالمجتمع، وذلك لإعداد النشئ لآداء أدوارهم الاجتماعية وإكسابهم الهوية.

وتشير النظرية إلى أن الأسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي تتفاعل مع عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه، وبذلك يتعرض الأبناء أثناء التنشئة الاجتماعية لعمليات التنشئة الأسرية والامتثال التي تساعده على التوافق الاجتماعي وإرتباطها بعملية التعلم. وفي هذه العملية يستقي الأبناء اتجاهات الوالدين ومواقفهما عن طريق التقليد والمحاكاة للقول أو الفعل أو السلوك وبذلك نجد أن هناك أدوار محدد للذكور وأخرى للإناث يلتزم بها الجميع.(58)

وترتكز النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة، وبين الأسرة والوحدات الإجتماعية من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع .

3 ـ نظرية التعلم الاجتماعي :

تعرف هذه النظرية بأسماء أخرى مثل نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد، أو نظرية التعلم بالنمذجة، وهي من النظريات الانتقائية، تنطلق من افتراض رئيسي مفاده أن " الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعة من الأفراد يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر فيها "، وبذلك فهو يلاحظ سلوكات وعادات واتجاهات مجموعة من الأفراد الآخرين ويعمل على تعلّمها من خلال الملاحظة والتقليد .فوفقاً لهذه النظرية فإن الأفراد يستطيعون تعلم العديد من الأنماط السلوكية لمجرد ملاحظة سلوك الآخرين، حيث يعتبر هؤلاء بمثابة نماذج تم الاقتداء بهم وبسلوكاتهم.(59)

فسرت نظرية التعلم الاجتماعي التعلم على أساس ما يجري خارج الفرد من عمليات، مع عدم إعطاء أهمية لما يجري داخل الفرد كما فعل واطسون، وإعطاء أهمية قليلة للذاكرة و الإدراك. والمبادئ الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي هي الافتراض الشرطي والملاحظة والتعميم والتدعيم والانطفاء، تفسر كيف يمكن للفرد أن يتعلم المعتقدات والقيم والمفاهيم والسلوكيات، وسلم السلوك المقبول أو المرفوض.

إن نظرية التعلم الاجتماعي تؤكد على دور الوالدين أو غيرهما من النماذج في عملية التعلم للطفل، إن الوالدين كليهما يعملان ويقدمان النموذج لسلوك ذريتهما، وكذلك تقول النظرية بأن الأطفال يكتسبون الاتجاهات السلبية إزاء مختلف الجماعات نتيجة سماعهم لوجهات نظر سليمة حول هذه الجماعات من قبل الأشخاص المهمين في حياتهم، أو نتيجة لمكافأة هؤلاء الأشخاص الأطفال عند التصريح بمثل وجهات النظر هذه، فقد وجد آشمو و ديل بوكا Ashmar et Delbaca 1976 أن اتجاهات الأطفال العنصرية تكون قريبة من اتجاهات والديهم، وأن الأطفال يتعلمون التعصبات التي يلاحضونها مع والديهم.(60)

4 ـ نظرية التربية الاجتماعية :

يعد اميل دوركايم من الرواد الغربيين الذين ألقوا الضوء تبيينا وتفصيلاً على الأهداف والاتجاهات الأساسية لنظرية التنشئة الاجتماعية، وهو يرى أن التنشئة الاجتماعية أو التربية بالنسبة له ما هي إلا تنشئة اجتماعية منهجية للأجيال الناشئة، ويقصد دوركايم بالتنشئة أو التربية الاجتماعية أنها عملية إزاحة الجانب البيولوجي، والبحث عن نفسية الطفل و إحلال نماذج السلوك الاجتماعي محله.

وترى النظرية أن الطفل في مراحل نموه الأولى ما هو إلا كائن بيولوجي بحت، خالي من أي خصائص اجتماعية، ومن ثمة تأتي بعد ذلك عملية التنشئة الاجتماعية التي ربطها دوركايم بالتربية كي يتحقق من خلالها التفاعل بين إمكانيات الفرد للتعلم وقبول التربية وبين الظروف الاجتماعية التي تخلق منه كائناً اجتماعياً فعالا، لديه من الإمكانيات الاجتماعية التي تخلق منه كائناً اجتماعياً فعالاً ولديه الامكانيات والقدرات ما يمكنه من القيام بالسلوك الاجتماعي في القطاعات المختلفة للمجتمعً.

ثالثاً : مؤسسات التنشئة الاجتماعية:

إن عملية التنشئة الاجتماعية ليست عملية تعلم رسمي يتلقاه الفرد في المؤسسات الرسمية، وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، إذ يدخل فيها اكتساب الفرد لأساليب السلوك والعادات الفردية والمهارات والاتجاهات وغيرها، وهي كلها أمور تنتقل إلى الفرد عن طريق المحيطين به عن طريق التفاعل والتواصل وفي المواقف الحياتية المتعددة، ومن خلال وحدات اجتماعية ومؤسسات ينشئها المجتمع من اجل تنمية استعدادات الأفراد الفطرية وتدريبهم على تلبية حاجاتهم وتأهيلهم للحياة الاجتماعية. ولذلك سنتناول هذه المؤسسات التي تختلف في تقسيمها وتصنيفها باختلاف وظائفها بالتفصيل .

1 ـ الأسرة:

تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية والتربوية المسؤولة عن تزويد الجيل الجديد بالتربية والتعليم واكتساب الخبرات والمهارات والمؤهلات العلمية والتقنية التي هي السبيل الوحيد لنهوض المجتمعات المعاصرة ورقيها وتقدمها، لذا نجد أن الأسرة تسعى من أجل زرع الخصال القيمة والسلوكية الايجابية عند الأحداث والمراهقين والشباب، ورعايتهم من كل الجوانب، ومن أجل اكتساب أسس ومبادئ ومقومات الثقافة والتربية والتعليم لكي يكونوا قادرين على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره في كافة المجالات(61).

2 ـ دار الحضانة:

الحضانة من فعل حَضَنَ يَحضِنٌ حَضناً وحَضَانَةٌٌ: جعله في حٌضنه. الرجل اليتيم: رعاه ورَّباه.

حضانة: مصدر حَضَنَ وهي الولاية على الطفل لتربيته وتدبير شؤونه.

مدارس الحضانة: هي مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال. أما حَاضنَة: جمع حَواضن: وهي المراة التي تقوم على تربية الصغير، والمرأة التي تقوم مقام الأم في تربية الولد بعد وفاتها.

تحتضن دار الحضانة الأطفال مجهولون الوالدين، والأطفال الذين عجز الوالدان عن القيام بتربيتهم وحضانتهم بسبب عاهة عقلية، أو حالات الانفصال والزواج بأخرى وتنازل الوالدين عن الطفل.(62)

تعتبر دور الحضانة من أهم العوامل في تنشئة الطفل الثقافية والاجتماعية بعد أسرته لأن تفكير الأطفال في هذه المرحلة من العمر يزداد نمواًَ وتطوراً، مما يستلزم معه إعداد الخبرات التجريبية والتربوية وتدريب الأشخاص القائمين على رعايتهم(63)

توفر الحضانة الايوائية كل وسائل الرفاهية النموذجية للأطفال فتحتوي على عدد كبير من الحجرات يقطن كل عدد خاص من الأطفال في حجرة خاصة، ولهم أم بديلة تقوم برعايتهم وتستوعب احتياجاتهم للحب والحنان كما تتوفر على ملاهي للأطفال، كما توجد بها روضة نموذجية للأطفال ما قبل المدرسة.(64)

تدفع بعض الأسر بأطفالها بين الثانية والرابعة من العمر إلى دار الحضانة، هذا التوجه المبكر لوضع الطفل في مؤسسة يفترض أنها تربوية، يمكن أن يكون بالنسبة للعديد من الاطفال خبرة ثمينة تهيئ للعب مع أطفال من نفس عمره تقريبا.(65) كما تقدم له أهم أوجه الحماية والرعاية أثناء عمل أوليائه، والعمل على توفير الامكانيات والأجهزة والبرامج الاجتماعية، والصحية، والرياضية، والنفسية، والعقلية التي تتناسب مع عمره ولحماية الطفولة ووقايتهم من المشكلات والانحرافات الأخلاقية والسلوكية.(66)

3 ـ رياض الأطفال:

يخلط الكثيرون بين الحضانة ورياض الأطفال، فمنهم من يعتبرها مؤسسات رعاية تربوية واجتماعية ويطلقون عليها جميعا دور الحضانة، كما تختلف هذه التسميات بإختلاف الأقطار. والبعض الآخر يطلق عليها أو على الجزء الخاص بالأطفال من سن(3 .6) سنوات "مدرسة الحضانة"، ولكننا ننظر إليها على أنهما مؤسستان مختلفتان في الأدوات والوظائف وهذا ما كان موضحا مسبقا.

وفي هذا تعرف "رناد الخطيب" روضة الأطفال بأنها:« تلك المؤسسة التربوية الاجتماعية التي يلتحق بها الاطفال من سن مابين الثالثة والسادسة من العمر، كما تعرف في كثير من البلدان بمدارس الحضانة أو مراكز الرعاية النهارية أو رياض الأطفال ».(67)

تعد الروضة ثاني المؤسسات التربوية الهامة التي تسهم في تربية الأطفال وتنشئهم، وهي تلي الأسرة كمؤسسة تربوية أولى، سواء من حيث المكانة الهامة التي تحتلها، أو الدور التربوي الذي تقوم به.

تسهم الروضة في إعداد الطفل جسدياً ونفسياً ومعرفياً واجتماعياًُ وأخلاقيا. وتهتم بمجالات محددة عديدة مثل السلوك النفسي الاجتماعي وتعليم الأطفال الآداب وقواعد المرور واللغة والإلمام بالمبادئ العلمية الأولية إضافة إلى الاهتمام باللعب والموسيقى والغناء وسواها، كما تقوم رياض الأطفال بتهيئة الأجواء النفسية التي يشعر الطفل فيها بالأمان والاستقرار العاطفي الذي يشجعه على الانطلاق والتعبير عن ذاته، وتنمية مهاراته وإشباع مختلف حاجاته.

وقد أثبتت الدراسات التربوية أن الطفل الذي يلتحق برياض الأطفال تنمو لديه العديد من المواهب والقدرات التي لا تتوفر لمن حرموا من الالتحاق برياض الأطفال، لأنه يمارس العديد من الهوايات والأنشطة التي تنميهم نموا متكاملا.(68) فالطفل في مرحلة الروضة متعطش للمعرفة والبحث، فهو يحاول الاستزادة العقلية والمعرفية ويريد معرفة الأشياء التي تثير انتباهه، وأن يفهم الخبرات التي يمر بها، وقد أطلق البعض على هذه المرحلة بـ " مرحلة السؤال ".(69)

3ـ1ـ فوائدها:

يمكن لرياض الأطفال تقديم فوائد للأطفال تشتمل فيما يلي:(70)

* التدرب على المهارات الاجتماعية(مهارات التواصل) يكتسب الطفل مهارات التعاون والتفاوض.
* إدراك مشاعر الآخرين، وثقة أكبر بالأشخاص الكبار، شعور اكبر بالاستقلالية.
* تحسين المهارات الكلامية، ومهارات الإصغاء، الإثارة والنشاط من خلال اللعب.
* اكتساب خبرات جديدة من خلال الأنشطة المبرمجة في محيط الروضة.
* انتقال سهل لمرحلة رياض الأطفال: حيث يكتسب الطفل تقديرا للمدرسة ويطور اتجاها ايجابيا نحوها.

3ـ2ـ أهدافــها:

لقد حدد المؤتمر العلمي لتطوير إعداد المعلم عام 1996 بمصر فلسفة وأهداف مرحلة رياض الأطفال فيما يلي:(71)

* التنمية الشاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحسية والحركية والانفعالية والخلقية والاجتماعية.
* تنمية مهارات الأطفال اللغوية والعددية والنفسية وإنماء قدرته على التفكير.
* التنشئة الاجتماعية والصحية السليمة في ظل قيم المجتمع ومبادئه وأهدافه.
* تلبية حاجات ومطالب النمو الخاصة بهذه المرحلة العمرية لتمكين الطفل من تحقيق ذاته وتكوين شخصيته.
* تهيئة الطفل تدريجيا للحياة المدرسية النظامية، من خلال الانتقال التدريجي من الحياة الأسرية إلى جو المدرسة.

ـ وأهداف أخرى تتمثل في:

* اكتساب الأطفال لآداب السلوك الاجتماعين والمهارات الاجتماعية.
* تصحيح انحرافات الأطفال مما يساير فلسفة الرقصة التربوية.
* العمل على تصحيح الأخطاء التي يقع فيها الآباء والأمهات، وذلك من خلال توجيه الأطفال نحو التربية البناءة.(72)

4 ـ المدرسة:

انه مع تطور المجتمعات ظهرت الحاجة إلى المدرسة التي لم يقصد بإنشائها نقل وظيفة الأسرة إليها. وإنما أريد بها مقابلة تلك الاحتياجات الجديدة الناشئة عن تطور المجتمع وتقدمه باشتراك المدرسة والأسرة، من جانب أو من جوانب قد لا تستطيع الأسرة الوفاء بها في ظل إمكانياتها والتغيرات التي طرأت على المجتمع.

تشترك المدرسة مع غيرها من مؤسسات المجتمع في فعل التنشئة الاجتماعية، وهي أقرب إلى الأسرة والمؤسسة والمدرسة وغيرها من الوكالات الاعلامية. المدرسة هي واحدة من وكالات التنشئة الاجتماعية لكن الفرق بين المدرسة وغيرها من الوكالات أن المدرسة هي الوحيدة المتخصصة بالتنشئة أي ليس لها أدوار أخرى فهي تقتصر على التنشئة، وما يرتبط بها من اصطفاء.(73)

هي أهم المنظمات الاجتماعية التي تعمل على تنشئة الطفل اجتماعيا بخطط وبرامج مقصودة، كما أن لها دورا في بيئة التعلم النفسية والاجتماعية، لها دور خطير في حياة الطلاب لأنها تحقق لهم عوامل النجاح والفشل. يهتم علماء النفس التعليمي بعمليات التعلم وتسهيله وتحسينه، وتنمية التفكير العلمي والابتكار والقدرات العقلية ولذلك يذكر" صلاح مراد" أن التعلم يهدف الى اكتساب التلاميذ للمعرفة وتنمية المهارات في المجالات المختلفة، كما يهدف الى تنمية أساليب التفكير العلمي والاستدلالي.(74)

وتتميز المدرسة كبقية المؤسسات الاجتماعية بالديناميكية والتفاعل وهي من أدلة ازدياد مرحلة التخصص والنواة.(75) يمكن اعتبارها نظاماً متخصصا في التنشئة يعمل بالرموز لما هو مكتوب، وهي من بين وكالات التنشئة الاجتماعية الأكثر تحديداً وذهنية وكثافة وتنظيما.(76)

يقول ويؤكد التربويون على أهمية التربية والتعليم المدرسي ودورهما الفاعل اذ هذا "بوتكن"يقول:« إن أمل الانسانية في إنقاذ نفسها من مضادات المستقبل هو في التربية عن طريق التعلم..»

ويقول "زولتمان zoltman "1972 :« تعد المدرسة واحدة من أهم مؤسسات المجتمع التي ترتبط بموضوع التغير الاجتماعي لذا فإنه لا تكاد توجد مشكلة اجتماعية الا وتمس المدرسة ».(77)

- إن مهمة المدرسة الاولى أن تدرب الاطفال على الحياة التعاونية ذات المساعدة المتبادلة لتغذي فيهم الوعي بالاعتماد المتبادل وتساعدهم عمليا في خلق التوافق لتطبيق هذه الروح في أعمال ظاهرة.(78) وتهتم بالتراث الثقافي التعلم النشط في الحاضر للحياة، أو تهتم بتربية شخصية مرنة قادرة على التغيير والتكيف مع مواقف الحياة المتجددة و باستمرار.(79)

- ومن مهامها أيضا أنها تعمل على تسهيل عملية التعلم والتطور الشامل لكل طالبي العلم.(80)

- فإذا كان دور المنزل مهما في اكتساب الطفل الخبرات والمهارات اللغوية، فإن دور المدرسة ومهمتها لا تقل أهمية، حيث تعمل على تنمية المهارات لدى الناشئة من الطلاب، وذلك مع مراعاة الطرق الابتكارية الحديثة في عملية التعلم.(81)

- وجمل جون ديوي مهام المدرسة في النقاط التالية :(82)

* تدريب الأطفال على الحياة التعاونية مما ينمي فيهم الوعي بضرورة الاعتماد المتبادل وتطبيق هذا ميدانيا في أعمال تجسد هذه الروح.

* توجيه الرعاية في الاتجاهات الفطرية والى فعاليات الطفل وليس الى المادة الخارجية.

* تنظيم الميول الفردية والفعاليات وتوجيهها عن طريق استخدامها.

4ـ1ـ وظائف المدرسة:

إن وظيفة المدرسة في المجتمع تتسع من فلسفته وأهدافه، فان كان هدف التربية أساسا والأساسي في المجتمع هو " أنسنة الإنسان " أي جعله مخلوقا اجتماعيا وإنسانيا يعيش ضمن إطار اجتماعي فالمدرسة هي الإدارة وهي الواسطة لتحقيق ذلك الهدف. والمدرسة وظائف كثيرة انطلاقا من الاتجاهات الفكرية العديدة المتعلقة بدورها. ولها تأثيرها الواضح على الطفل في نواح كثيرة فهي تتولى:

* بث وتعزيز القيم والآمال والمعتقدات، وأنواع المعلومات، وأساليب السلوك التي يتطلبها الأداء المناسب للوظيفة، وتنمية المهارات العلمية والتكتيكية اللازمة للإنتاج الكفء.(83)

* تبسيط التراث الثقافي في خبرات الكبار، وتقديمه في نظام تدريجي يتفق وقدرات الأفراد، وهكذا يتدرج الطفل في تعليمه من البسيط إلى المركب ومن السهل إلى الصعب ومن المحسوس إلى المجرد.

* تنمية شخصية الطفل من جميع جوانبها الجسدية والعقلية والفكرية والاجتماعية والاعتقادية والنفسية.

* تعمل المدرسة على المساهمة في التنشئة الاجتماعية للطلاب، ونعني بهذا المجال التطبيع والتوافق والتكيف والتفاعل الاجتماعي لمقابلة احتياجاتهم ومساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم.

* إعداد النشئ للإسهام في كل من التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع.(84)

* تعزيز لغة التواصل القومي بين جميع أفراد المجتمع وتحقيق الوحدة الثقافية عبر تحقيق التجانس في الأفكار والمعتقدات والتقاليد والتصورات السائدة في المجتمع الواحد.

* تحقيق التربية النفسية والبدنية والأخلاقية والروحية والتربية الاجتماعية والدينية وتحقيق النمو المعرفي واخيرا التربية المهنية .(85)

5 ـ جماعة الرفاق :

تعبر جماعة الرفاق من الجماعة الاجتماعية التي تلعب دورا مؤثرا في عملية التنشئة الاجتماعية خارج نطاق الأسرة وفي المدارس وخارجها فهي جماعة يشترك أعضائها في الثقافة مشتركة أو عامه وهي جماعة تقارب أعضاؤها غالبا في السن وقد تكون من فئات عمرية متباينة.

وللجماعة الرفاق نظام معياري أو سلوكي يفرض على الطفل مطالب معينة عندما يقوم بمختلف الأدوار، إلا أن تأثير الجماعة في أفرادها أكثر قوة وأعمق جذورا لاشتراكهم في مفاهيم عامة، ولموقف جماعة الرفاق قدرة على إنتاج ضغوط هائلة على الفرد وإجباره على إجراء أنشطة لا يستطيع القيام بها بمعزل عن جماعته، وقد يكون لهذه الأنشطة تأثيرات على تغيير سلوك الفرد.

كما أنه لوحظ من خلال التجارب أن مدى تأثير الفرد بالصحبة هو أمر يتوقف على العلاقة بين الفرد و صحبته، وكلما ازدادت درجة هذه العلاقة ازداد مدى تمسك الفرد لما اصطلحت عليه الجماعة على أنماط سلوكية.

تتسع داخل جماعة الأقران دائرة الارتباطات الاجتماعية بين بعضهم البعض حيث تنمو ذاتية الفرد بصورة كبيرة، كما أن جماعة الأقران هذه يجب أن تنظر إليها على أنها جماعة غير رسمية كما يبدو ذلك في التراث الاجتماعي، ولا يمكن أن نعتبر جزاءاتها مبهمة وغير واضحة ذلك أن النسق الخاص بها هو نسق ثابت يمكن أن نطلق عليه إسم التنظيم الشبابي، بحيث يسعى أعضاء المنظمة الشبابية بقدر كبير من الرضا والسعادة نتيجة انضمامهم إليها حيث أنها تربطهم بتراثهم وثقافتهم التقليدية.


فمثلا يفيد الأقران الشاب المراهق بمبادى سلوكية تتحكم فيه، فعن طريق تحرك المراهق وتشكله داخل جماعة الاقران نجد أنها ترسخ فيه مبادئها ومعاييرها السلوكية، فيستعد المراهق تدريجيا عن المعايير السلوكية للوالدين، في حين يلقى تدعيما وتعزيزاً لسلوكه من الاقران. وبذلك يرى دانفي 1993 أن:« داخل جماعة الاقران تعمل كموجهات لسلوك المراهق وتصبح مصدر تقييم عام لسلوكه ونشاطه».(86) ومن الملاحظ أن اختيار المراهق لجماعة رفاقه يشعر بالولاء والاخلاص الشديد لها، والتحمس لكل مايهم الجماعة ويتعلق بها، يجتمعون ويناقشون شؤونهم ونشاطهم في حماس بالغ وتفاعل مستمر ونجد ان لكل جماعة معايير سلوكية خاصة وعادات وتقاليد تفرضها.

وفي مرحلة الطفولة يؤكد "جون كونجر" kounjer أنه بدخول الطفل في المدرسة فإنه يواجه جماعتين تسهمان في تطبيعه اجتماعيا هما المعلمين والرفاق، وعند ذهاب الطفل للمدرسة سرعان ما يكتشف أن كثير من اشباعاته تعمد على انضمامه لجماعة الاقران وذلك من خلال اللعب الذي يمكن الطفل ان يتعلم كثيرا من جوانب الحياة الاجتماعية، ولتعلم الحقائق والمهارات والمفاهيم والمبادئ من خلال العديد من الاهداف المعرفية المتنوعة من تذكر وفهم وتطبيق وتحليل وتركيب وتقويم مما تتضمنه من استراتيجيات.(87)

ـ ويلخص حامد زهران 1974 اثر جماعة الرفاق في عملية التنشئة الاجتماعية فيما يلي:

- المساعدة في النمو الجسمي عن طريق اتاحة فرصة ممارسة الانشطة الرياضية، والنمو العقلي عن طريق ممارسة الهوايات، والنمو الاجتماعي عن طريق المساعدة الانفعالية ونمو العلاقات العاطفية في مواقف لا تتاح في غيرها من الجماعات.

- تكوين معايير اجتماعية وتنمية الحساسية والنقد نحو بعض المعايير الاجتماعية للسلوك.
- القيام بأدوار اجتماعية جديدة مثل القيادة وتنمية الاتجاهات النفسية.
- المساعدة على تحقيق الاستقلال الذاتي وتحقيق الذات والاعتماد على النفس.
- إتاحة الفرص لتقليد سلوك الكبار وتحمل المسؤولية الاجتماعية.
- إشباع حاجات الفرد إلى المكانة والانتماء.
- إكمال الفجوات وملء الثغرات التي تتركها الأسرة والمدرسة في معلومات الطفل والمراهق خاصة في النواحي الجنسية.

وهكذا نجد للرفاق في مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة أهمية كبرى في توجيه الاتجاهات والميول وتحديد مسار سلوك الفرد وفقا لطبيعة تكوين هته الجماعات، فقد يتعلم منها الفرد السلوك المنحرف، وقد تخلق منه شخصية مبدعة ايجابية ناجحة في حياتها.

6 ـ دور العبادة:

تؤثر دور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية وتعلم الفرد التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما يضمن سعادة الفرد والمجتمع، وإمداد الفرد بمعيار سلوكي معياري، وتنمية الضمير عنده والدعوة الى ترجمة التعاليم السماوية السيامية إلى سلوك عملي، وتوحيد السلوك الاجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية.(88)

ثمة دور كبير وخطير لأماكن العبادة في توجيه المسار التربوي في حياة الإنسان على مر التاريخ الطويل لظهور الأديان في بدائية، وإنسانية وسماوية. وأماكن العبادة شأنها شأن أي مؤسسة تربوية أخرى تؤثر في حياة الأفراد تأثيرا كبيرا إلى جانب تأثيرها العقائدي والأخلاقي.

فنجد المسجد والكتاتيب والزوايا والمدارس القرآنية والجمعيات الدينية كدعامة أساسية في الدين الإسلامي، والأديرة والكنائس في الديانة المسيحية، والمعابد والبيوت الخاصة عند الديانة الوثنية.

تلعب المؤسسة الدينية دورا هاما في التنشئة الاجتماعية للفرد من حيث: (89)

- تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية التي تحكم السلوك مما يؤدي الى سعادة أفراد المجتمع.
- إمداد الفرد بإطار سلوكي نابع من تعاليم دينه.
- الدعوة إلى ترجمة التعاليم الدينية وغرس القيم الدينية .
- تنمية الضمير عند الفرد والجماعة، وتوجيه السلوك الاجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية.

في الإسلام يأتي المسجد ليمثل الدعامة الأولى من دعامات المجتمع إذ يعد المؤسسة الاجتماعية الأولى بعد الأسرة في المجتمع الإسلامي، وظيفته هي صنع المسلم المتكامل البناء، في خلقه وسلوكه وعمله ومبادئه، إذ هو مركز إشعاع وتوجيه وتربية، وذلك بتقديم النصح والتوجيه للمسلمين لمواجهة ما يعترض حياتهم من مشكلات وقضايا.

وفي المسجد يمكن للفرد أن يتربى روحياً وايمانياً وخلقياً واجتماعياً ونفسياً بممارسة العبادات التي تدخل مباشرة في تلبية حاجة الروح من الصلاة والذكر والتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن.(90)

يقدم المسجد تربية إسلامية شاملة من تربية دينية وخلقية وعلمية وجسمية ونفسية توازن بين كل هاته النواحي، هذه التربية التي قد نجحت في تأديب النفس، وتصفية الروح والتسامح والعدل، وتثقيف العقل وتقويم الجسم.(91)

يقول يوسف القرضاوي:« إن رسالة المسجد تكمن في كونه جامعة شعبية للتثقيف والتهذيب، وبرلمان دائم للتفاهم والتشاور، ومؤتمر عام للتعارف والتحاب، ومعهد للتربية العلمية ».(92)

أما عن الأساليب التي تتبعها دور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية والدينية فهي الترغيب والترهيب والدعوة إلى السلوك ليس طمعا في الثواب، والابتعاد عن السلوك المنحرف تجنبا للعقاب، والتكرار والإقناع والدعوة إلى المشاركة في تنمية المجتمع وعرض النماذج السلوكية المثالية والإرشاد العلمي.

7 ـ وسائل الإعلام:

يقصد بوسائل الإعلام هنا المؤسسات الأهلية، الحكومية والرسمية وغير الرسمية التي تنشر الثقافة تعرف الأفراد بالتراث قديمه وحديثه، وتعني بالنواحي التربوية كهدف لتكيف الفرد مع الجماعة المحلية إذ تعتبر عنصر أساسي من عناصر التنشئة، ومن هذه المؤسسات: الإذاعة والتلفزيون والصحف ودور السينما والمسارح.

الإعلام معناه فتح آفاق وتفتيح أذهان و إيقاظ أحاسيس وتأكيد انتماء المواطن إلى وطنه ومجتمعه وشده إلى قومه، فتشكل وسائل الإعلام الجماهيرية ولا سيما التلفزيون الذي يتصدر هاته الوسائل من حيث التأثير نظراً لأهميته البالغة لذلك اطلق عليه المرجع الثاني للأسرة نظراً للوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمامه، لأنه جهاز قادر على الترفيه والتثقيف في وقت واحد.(93) ومن ثمة يؤثر في عقلية الطفل ووجدانه، ويعتبر أداة هامة للتعليم اذ ينقل الى الفرد المعارف والمعلومات.(94) يقول فيه شايونchayon (1951) على التلفزيون:« أن أثره في التعليم الاجتماعي أنه أقصر الطرق في الوصول الى عالم الكبار إنه المنفذ الذي يطل منه الطفل على عالم الكبار وهو الباب الخلفي السريع لذلك…».(95)

أثبتت مجموعة من الدراسات أن التلفزيون يوسع من مدارك الطفل ويفتح آفاق المعرفة أمامه ويخلق لديه الكثير من الاهتمامات ويستثير لديه الافكار المتنوعة لديه، ويثري خياله ويجعل الروابط بين افراد الأسرة.(96)

كما تعتبر الاذاعة عصب الاعلام حيث اعتبرت احدى الوسائل التعليمية ذات الأهمية الكبيرة باعتبارها وسيلة اقتصادية ولذلك فهي الوسيلة السمعية التي تعتمد على حاسة السمع.(97)

والصحيفة لا تقل في رسالتها عن الأسرة والمدرسة، وهي المحكمة فالصحيفة من خلال موادها المبسطة والتي تنشرها تقدم للفرد أصول المعارف والصحة والآداب والفضيلة والأخلاق والإحساس بالمجتمع والحياة، تقوم بمهمة التعليم هدفها اجتماعي ووظيفة اجتماعية تسعى إلى خلق مجتمع متعارف .

وتأتي دور السينما التي تُكسب الأطفال القيم والتقاليد والعادات التي يعرضها الفيلم، ويزيد انفتاح عقلية الطفل وتفتح الآفاق أمامه وبإطلاعه على تطور العلوم والحياة في الأقطار الأخرى فالسينما ليست أداة للهو بل هي أداة فاعلة من أدوات تنميتهم عقليا وعاطفيا واجتماعيا وخلقيان ووسيلة من وسائل ثقافتهم وهي فن يسهم في تأصيل الكثير من المفاهيم والقيم.

وثم جماعات وحركات تتخذ لها التنشئة الاجتماعية كهدف معلن، كأندية المسنين والحركات الكشفية والمخيمات في الطفل ومراكز رعاية الأحداث والمنحرفين ومراكز رعاية المعوقين ومراكز رعاية المساجين أو إعادة التربية ومراكز رعاية اليتامى والمتشردين والنوادي الرياضية. وأخرى لا تنفع التنشئة الاجتماعية فيها كهدف بذاتها أو كهدف ظاهر للجماعة مثل حركات الشباب التي تتوجه نحو عمل طلابي أو اجتماعي أو سياسي.

خلاصة:

ممَّا تجدر الإشارة الى أن التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً أساسياً في اكتساب الفرد جملة من المعايير والقيم والاتجاهات التي تحفل بها ثقافة المجتمع، ابتداءاً من مرحلة الطفولة مروراً بمرحلة المراهقة ،فمرحلة الرشد وصولا الى مرحلة الشيخوخة، حيث أن لكل مرحلة تنشئة خاصة بها تختلف عن الأخرى ،وذلك بمساعدة الكثير من مؤسسات التنشئة الاجتماعية انطلاقاً من الأسرة والمدرسة، فالروضة وأماكن العبادة ،ووسائل الإعلام وغيرها.ولعل هذه المؤسسات مجتمعة مع بعضها تساعد على تدعيم ما تعلمه الفرد داخل الأسرة.

* تبدوا التنشئة الاجتماعية بأنها عملية مهمة بالنسبة للفرد والمجتمع حيث عن طريقها يكتسب الفرد ذاته الاجتماعية وينقل ثقافته من جيل الى جيل، وبها يبني شخصيته ويكتسب أيضاً عملية التفاعل الاجتماعي داخل البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، وهي عملية تنظم التفاعل والتغير وبالتالي فهي عملية دينامية حيث تعمل على دفع الفرد إلى التفاعل مع أفراد عائلته من حيث الأخذ والعطاء. وهذه العملية حصرها علماء الاجتماع في مجال الأسرة أما التربويون فيدخلونها في نطاق المدرسة.

- طالب في الدراسات العليا.

- ماجستير علم الاجتماع. تخصص : الاتصال في المنظمات.

- جامعة قاصدي مرباح – ورقلة – الجزائر.

- البريد الالكتروني: Cant See Links



- قائمة المراجع:

Cant See Links


التوقيع :



اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir