(1)
في ظل الأزمات «الكبرى».. والمنعطفات التاريخية للأمة.. تبرز أهمية دور المثقف.. ودور النخبة التي ترتهن المجتمعات إلى ما سوف تقوله وما سوف تفعله.. وتنصت هذه المجتمعات إلى صوت المثقف الحر.. لا صوت المثقف المهادن.. والخافت.. والذي يعبر عن الدور الهارب لهذا المثقف..
وأمام هذه الوضعية التي نراها.. ونشاهدها لأمة «تتمزق».. وهوية تتشظى.. وأفق حضاري مسدود.. أمام صراع المذهبيات الطاغي على المشهد العربي.. وإزاء حالة جديدة تتمثل في «الذهاب» إلى ما هو أقصى في الانتماء للمذاهب لا الانتماء للدولة والانتماء للحزب، لا الانتماء للوطن، ينبغي أن ندرك حجم الدور الذي ينبغي أن تنهض به ينبغي إدراك حجم الدور الذي
يمكن أن تنهض به النخبة العربية النخبة العربية، في محاولة لإضاءة الكثير من المفاهيم، وتصحيح الكثير من الأخطاء وجعل الأمة تدرك حجم مخاطرها ووضع العلاج الشافي لعللها وأمراضها.. وما تعانيه جراء غياب الشعور بأهمية الاحتماء بهذه الدولة من أجل خلق مستقبل حقيقي للإنسان وصياغة تنمية تتوازى وتتوازن مع تحديات اللحظة الراهنة.
(2)
إن ما يحدث في فلسطين والعراق ولبنان وفي مواضع ومواقع أخرى من الخارطة العربية يدعو المثقف العربي إلى لعب دور يرتفع إلى مستوى المسؤولية، ويصل إلى الحد الأعلى من «الفهم» بما يجري والوعي بما يحصل، ذلك أن هناك غياباً واضحاً، وفاضحاً من مثقفي الأمة، وأولئك الذين يملكون رؤية استراتيجية وعميقة ويتكئون على المصداقية في القول والعمل، وعلى ضمير وطني لا ضمير زائف.. وزائل في نفس الوقت.
(3)
إننا لا نرى في «الفضائيات» إلا أكثرية من أولئك المثقفين والإعلاميين والأكاديميين.. الذين تحركهم «الأهواء» المذهبية.. والانتماءات السياسية والحزبية، ولا نسمع إلا لغة السباب والشتائم.. والانحياز لهذا النظام، أو معاداة لذاك النظام.. ومن هنا تم خلق ثقافة الخصومة، والاختصام، لا ثقافة الحوار والتسامح البعيدة عن الاحتكاك المفتعل والصدام المنفعل.. وذاك هو الحال الذي نراه في المشهد الإعلامي العربي في ظل غياب العقلاء وحضور السفهاء، وأصحاب الفكر والرأي، والذين يفكرون لا الذين ينفعلون ولا يفعلون والذين يشتمون ولا يفكرون.
العرض العادي
