تحدثت في مقال الاسبوع الماضي عن ضرورة انشاء بيت للزكاة يتولى جمع وتصريف اموال الزكاة وفق الاحكام الشرعية، وجاءت ردود الفعل سريعة ومبشرة بكل خير حيث اكد المسئولون ان رمضان المقبل بإذن الله تعالى سوف يشهد بدء العمل الفعلي لهيئة صندوق الزكاة.
وهي هيئة اتحادية مستقلة تتبع وزارة العدل والشئون الاسلامية ستتولى استقبال اموال الزكاة للافراد والمؤسسات واستثمارها طبقا للاوعية الشرعية الخاصة بمصارف الزكاة.
ومن المتوقع ان يشهد عام 2004 ولادة هيئة صندوق الزكاة بشكل كامل وانطلاق عملها بعد ان تستكمل بعض الاجراءات التنفيذية والخاصة بتشكيل الهياكل الادارية، ومن المتوقع ان يكون للهيئة مقر رئيسي في ابوظبي وفروع اخرى بمناطق عديدة على مستوى الدولة لاستقبال اموال الزكاة «اختياريا» وتنفيذ مشاريع استثمارية لتوظيف هذه الاموال، كما سيكون لهذه الهيئة ميزانية مستقلة، ومجلس ادارة برئاسة وزير العدل، وهيكل اداري مستقل.
وستضم اشخاصا من اهل الخير يمثلون كافة مناطق الدولة، وسيتعاون الصندوق مع المؤسسات المماثلة له على المستويات الخليجية والعربية والاسلامية فيما يتعلق بتنمية موارد الزكاة وتشجيع الافراد والمؤسسات على دفع زكاة اموالهم واطلاق برامج توعية، وتنظيم ندوات موسعة حول هذا الموضوع المهم الذي يتعلق بتنفيذ احد الاركان الرئيسية للدين الاسلامي.
وبذلك تكون الدولة ولله الحمد وفرت خدمة جليلة للمحسنين والمحتاجين على حد سواء، فالصندوق سيضع النقاط على الحروف، وسيضع حدا لضياع اموال الزكاة وذهابها لغير مستحقيها، كما انه سيزيل عن كاهل الراغبين في اخراج زكاة اموالهم مشقة البحث والتحري عن الفئات المستحقة للزكاة.
.. هيئة صندوق الزكاة بمجلس ادارتها المكون من اهل الخير والخبرة في العمل الخيري سيقع على كاهلها حمل ثقيل ذو شقين الاول يتعلق بجمع وتنمية وصرف أموال الزكاة على مستحقيها، والثاني بإطلاق برامج توعية للناس حول تنفيذ احد اهم اركان الاسلام.
ولذلك فنحن اذ نشيد بكل الجهود المبذولة لاظهار الهيئة للنور فإننا نطالب بسرعة انهاء بعض الاجراءات التي مازالت تحت التنفيذ لضمان انطلاق عمل الهيئة خلال العام المقبل 2004، وانهاء سنوات طويلة من اللغط واللبس في اخراج اموال الزكاة والخلط المقصود وغير المقصود بين الزكاة والصدقة، وتوزيع الاموال لغير مستحقيها، او توزيعها خارجيا بينما يوجد من الفقراء والمساكين من يحتاجون لها داخل الدولة.
لقد بذلت الدولة كافة الجهود اللازمة في هذا الشأن، ويبقى الان الدور على التجار والقادرين وكل من فرض عليه الشرع اخراج الزكاة، لدفع الحق الشرعي المفروض عليهم لهذه الهيئة الجديدة، ولايعتقد البعض ان المسألة «اختيارية»، صحيح ان قانون انشاء الهيئة جعلها كذلك لصعوبة اجبار الناس على دفع الزكاة، ولكن الخالق عز وجل لايصعب عليه شيء، فالزكاة فريضة اجبارية مكتوبة على كل مسلم مقتدر.
.. ووجود الهيئة سينهي ممارسات كثيرة ظهرت في الآونة الاخيرة مثل تبادل اموال الزكاة بين التجار انفسهم فهذا يرسلها لذاك، وذلك يعيدها لهذا!! والبعض يفضل اعطاءها لاولاده وعائلته وهو يعلم تماما انهم غير محتاجين، والبعض من كرمه يوزعها على اهل «الفريج» وجيرانه الذين يسكنون حوله حتى لو كانت بيوتهم اشبه بالقصور وتعج «كراجاتهم» بالسيارات الفارهة.
العرض العادي
