عندما تنطلق الآهات من قلب طفل من المفروض انه لا يعرف طعم الألم بعد، عندما يبكي دموعا كما يبكي الرجال، عندما يصف حزنه كما يصف الحزنُ نفسه، عندما يتكلم عن ألمه ولا يجد من يسمعه، عندما يبكي أبيه الذي استشهد وهو يوصيه بأمه، أو يبكي أمه التي استشهدت وهي توصيه بأبيه ...وربما يبكيهما كلاهما عندما استشهدا وهما يوصيانه بوطنه وأقصاه...
عندما يكبر قبل أوانه ودون أن يرى نفسه طفلا..عندها يطلق كلمات قد نحسبها هذيان، ولكنه يطلقها مع صرخات ألمه، وحسرته على طفولته التي دهسها قطار الزمان، هذا لأنه ذاق طعم الرجولة قبل أن يعرف ما هو طعم الطفولة، يصرخ قلبه: