تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه, الذي بيده مُلك الدنيا
والآخرة وسلطانهما, نافذ فيهما أمره وقضاؤه, وهو على كل شيء قدير.
ويستفاد من الآية ثبوت صفة اليد لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله.
الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-:
أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء,
الغفور لمن تاب من عباده.
وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي.
الذي خلق سبع سموات متناسقة, بعضها فوق بعض, ما ترى
في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين,
فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟
ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة,
وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين,
وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
وصلى اللهم وسلم على محمد واله وصحبه اجمعين
تكاد جهنم تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار, كلما طُرح
فيها جماعة من الناس سألهم الموكلون بأمرها على سبيل التوبيخ:
ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟
أجابوهم قائلين: بلى قد جاءنا رسول مِن عند الله وحذَّرنا,
فكذَّبناه, وقلنا فيما جاء به من الآيات: ما نزَّل الله على
أحد من البشر شيئًا, ما أنتم - أيها الرسل- إلا في ذهاب بعيد عن الحق.
إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون
عن أعين الناس, ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته,
لهم عفو من الله عن ذنوبهم, وثواب عظيم وهو الجنة.
الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها,
فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها,
وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء.
وفي الآية إيماءإلى طلب الرزق والمكاسب, وفيها دلالة
على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته,
والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا.