لم تكن حدائق دبي للزينة أو مكاناً لقضاء الأوقات والاستمتاع بلونها الأخضر ومشاهدة المناظر الجميلة، بل هي من سحر الطبيعة التي أضافت لدبي جمال البناء المعماري والهندسي، وإضافة للدور الذي تقوم به في احتضان الأسر والأطفال، وتهيئة كافة الخدمات لها، فقد احتضنت أهم مواقع الفعاليات والأنشطة لمهرجان دبي للتسوق، فيها الألعاب وأكشاك التسوق.
حيث يمكن للزائر التمتع بالتسوق في مختلف أسواق الحدائق التي أقيمت خصيصا لزوار الفعاليات ويعرض فيها مختلف البضائع التي تخص مختلف الأعمار ومثل هذه الأسواق الجميلة متواجدة في كل من حديقة الخور والصفا والممزر التي استمرت طيلة أيام المهرجان، إلى جانب استعراض للفرق الموسيقية الاستعراضية والتي قدمت مختلف العروض الفلكلورية المنوعة من
ويمكن لزوار الحدائق التمتع بالعديد من الألعاب الترفيهية والاستمتاع بركوب الخيول.
كذلك يمكنهم زيارة مزرعة الحيوانات الأليفة وذلك في حديقتي الخور والصفا، بالإضافة للفعاليات المائية الترفيهية في حديقة شاطئ جميرا وحديقة الصفا وفي حديقة الخور يمكن أيضاً لزوار المهرجان التجديف بقوارب الحديقة. وإذا كانت القرية العالمية قد ازدان نشاطها في الأجنحة والطقوس العربية والأجنبية لشعوب العالم، والقرية التراثية بمعالم وتراث الإمارات، فان الحدائق قد شكلت ابرز الفعاليات وأظهرت سحر وجمال الطبيعة في دبي.
خور دبي
من الحدائق الحديثة والتي تم افتتاحها عام 1994 واشتق اسمها من موقعها على ضفاف خور دبي الشهير حديقة الخور وقد قامت بلدية دبي بإضفاء مسحة خضراء على الحديقة من خلال توفير أماكن للترفيه والتسلية للسكان والسياح حيث يجدون فيها أماكن لقضاء وقت ممتع بعيدا عن زحمة العمل.
حديقة خور دبي أقيمت على مساحة تزيد عن 96 هكتاراً بتكلفة تفوق 106 ملايين درهم، وهي تأتي بعد حديقة مشرف من حيث المساحة، إلا إنها تعد الأحدث تجهيزا والأكثر تميزا بموقعها الاستراتيجي القريب من وسط المدينة، ويستمتع زوار هذه الحديقة بملاعبها الرياضية حيث تشمل ملعباً نموذجياً صغيراً للعبة الجولف يضم 18 حفرة لمتعة هواة هذه اللعبة التي أصبحت تستهوي الكثيرين من سكان دبي.
وفيها أيضاً خمسة أماكن مظللة لألعاب الأطفال، ومنطقة المسرح التي يتسع مسرحها لحوالي 4000 شخص ويمكن أن تقام عليه الحفلات العامة في الهواء الطلق، وأقيمت عليه في الماضي حفلات وأنشطة فنية كثيرة، وفيها أيضاً قرية الأفلاج التراثية، ومدينة الطفل وعالم الثلج، وخلال أيام مهرجان دبي شهدت أجمل وابرز الفعاليات حتى أنها اليوم من الحدائق التي لا تهدأ ولا تنام.
شاطئ الجميرا
حديقة شاطئ الجميرا تعد لوحة بديعة للتنسيق البيئي الزراعي، من يراها من الجو يشاهد مناظر جميلة وتنسيقا معمارياً رائعاً إضافة إلى تباين جميل في الألوان فمياه الخليج بلونها الأزرق تنساب على شاطئ ذهبي تليه مساحات خضراء منسقة بشكل فني رائع، وتمتاز باختلاف مستويات ارتفاع الأرض، وبها مجموعة من التلال الخضراء التي تضم مناطق للتنزه والألعاب والأنشطة الترويحية.
ومن الأشياء التي تجذب الزائر لهذه اللوحة الجميلة المشكلة من اللونين الأخضر والأزرق رمالها الذهبية وشاطئها الجميل ويزورها أعداد كبيرة من رواد البحر، ولحماية رواد الشاطئ من الأخطار تم إنشاء ثلاثة أبراج للإنقاذ تحت إشراف منقذين متخصصين ومسعف متخصص لعلاج الإصابات وحالات الغرق وأدوات أخرى للإنقاذ مثل العوامات وأجهزة التنفس الصناعي وقوارب الإنقاذ إضافة إلى مهبط للطائرة العمودية لنقل الحالات الحرجة بواسطة رجال الشرطة.
ويستطيع رواد الحديقة الانتقال إلى الشاطئ من داخل الحديقة عبر خمسة جسور خشبية موزعة على طول شاطئ الحديقة إضافة إلى تمكنهم من مشاهدة الشاطئ وهم جالسون على مقاعدهم في الكافتيريا الموجودة على أحد الجسور أو من خلال المقاعد الموضوعة فوق الجسور بشكل جميل، وهناك ثلاث مساحات متقاربة تم انشاؤها وزودت بمختلف الألعاب الخشبية الثابتة، لمختلف المراحل السنية حيث توجد ألعاب البيوت الخشبية والتوازن والتزحلق للأطفال.
وفي الساحة الأخرى توجد ألعاب الحبال والتسلق وتغطي الألعاب الخشبية مظلة واقية كبيرة تحمي الأطفال من أشعة الشمس، كذلك توجد مساحة كبيرة للاستراحة مزودة بمقاعد ومظلات خشبية يمكن من خلالها مراقبة الأطفال وهم يمرحون أثناء لعبهم، علاوة على المسرح الذي يستخدم للحفلات المتنوعة.
وتتوسط المنطقة الرئيسية أحواض الزهور والمدرجات التي تؤدي إلى منطقة مرتفعة من المسطحات الخضراء تحيط بها مجموعة كبيرة من أشجار النخيل إضافة إلى المظلات الخشبية التي تزينها الورود المتسلقة وعلى أطراف المنطقة الرئيسية تنتشر المسطحات الخضراء والأشجار وعلى مساحات واسعة، لتوفر مناطق الاستجمام والاستراحة لرواد الحديقة وهناك المطاعم والمقاصف في هذه المنطقة لتقديم خدماتها، كل هذه المناظر الجميلة أصبحت احد المغريات للزوار.
حديقة الشاطئ المفتوح
من حدائق الشواطئ المفتوحة حديقة الشاطئ، التي تم افتتاحها في عام 1994، ويوفر الشاطئ الخدمات الترويحية والخدمية مثل مناطق الاستحمام والمقاعد والمظلات والمقاصف على طول الشاطئ، ولتوفير جانب الأمن والسلامة تم تزويد الشاطئ بأبراج الإنقاذ لحماية رواد الشاطئ من الغرق، وتوفير أدوات للإسعافات الأولية وأعلام لإشعار رواد الشاطئ بحالة البحر.
وتتميز هذه الحديقة بوجود ممرات مختلفة للمشي حيث يمتد ممران داخل البحر، مزودان بمقاعد للجلوس في نهاية الممر للاستراحة والتمتع بمشاهدة البحر، كما تم تزويد الشاطئ بأشجار جوز الهند وأشجار النخيل والورود، إضافة إلى وجود مركز لإدارة الحديقة ومراقبة الشاطئ وتقديم خدمات الاستعلامات والاستفسار للجمهور، وهذه الحديقة وأيضاً الحديقة الصخرية التي تمتاز بصخورها وشجيراتها الصحراوية المختلفة الأنواع والأحجام من الحدائق التي جهزت بكافة الخدمات وفيها أيضاً أنشطة وفعاليات خاصة بالمهرجان.
حديقة الممزر
من حدائق الشاطئ الجميل والتي تتميز بمساحتها الشاسعة وموقعها الفريد على رمال الشاطئ الذهبية حيث المناطق والمواقع الترفيهية والترويحية حديقة الممزر التي افتتحت في جو بهيج ضمن احتفالات مؤتمر منظمة المدن العربية في شهر إبريل من عام 1994، وتبلغ مساحتها 99 هكتاراً وبلغت تكاليف إنشائها 100 مليون درهم.
ومن أهم ما تتميز به الحديقة من الناحية الجمالية والترفيهية هي كونها حديقة شاطئ حيث تتوفر بها خمسة شواطئ متفرقة وبمساحات شاسعة مزودة بأبراج الإنقاذ لاستخدام المنقذين وبغرف لتبديل الملابس والسباحة وبمظلات واقية من الشمس على الشواطئ، ويستطيع الزائر الوصول إلى هذه الشواطئ بسهولة من خلال مداخل الحديقة المتعددة حيث باستطاعته الدخول من بوابة الأفراد أو من خلال مدخل السيارات.
وتضم الحديقة مسبحاً كبير الحجم متداخلاً بثلاثة مسابح ترفيهية لمختلف الأعمار حيث يوجد مسبح صغير للأطفال ومسبح آخر للكبار متوسط العمق مزود بزلاقات للسقوط في الماء ومسبح كبير وعميق مزود بمنصات للقفز في الماء، ومن خدماتها المميزة توفيرها شاليهات حديثة مؤثثة ومزودة بأجهزة التكييف وبها مناطق خاصة للشواء، وفيها يقع مسرح الحديقة المفتوح ويتسع لإقامة الحفلات الموسيقية المختلفة التي تقام على مدار العام.
وفيها أيضاً تم تزويد الحديقة بمختلف أنواع الألعاب للأطفال وفي جميع مواقع الحديقة حيث تتوافر ألعاب التزحلق والتسلق والتعلق الحديثة وفقاً لأحدث المواصفات العالمية إضافة إلى وجود منطقة خاصة للتمرينات الرياضية للكبار محاطة بمجموعة من أشجار النخيل وتم مؤخراً إنشاء ساحة لمزاولة نشاط عجلات التزحلق.
حديقة مشرف
حديقة مشرف نموذج مشرف لعناصر الطبيعة في الحدائق، وذلك بسبب كثافة الأشجار وانتشارها في تلك المنطقة قبل إنشاء الحديقة، حيث كانت تعج بأشجار الغاف التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 50 عاما، ويصل ارتفاعها إلى 15 متراً علاوة على قربها من مركز المدينة وطبيعة جوها الجاف، ولهذا فإن تلك البقعة كانت تستقطب العديد من هواة الرحلات.
وقد عمدت حكومة دبي إلى استغلال هذه الإمكانيات الطبيعية المتاحة وأقامت عليها حديقة أخذت نفس اسم المنطقة، وقد مرت حديقة مشرف بعدة مراحل تطويرية كان آخرها عام 1989 حيث تم افتتاحها في احتفالات العيد الوطني الثامن عشر لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الأشياء الجميلة التي تتميز بها البيت النوبي والبيت العربي بنوافذه الجميلة التي يطلق عليها (مشربيات).
وكذلك البيت الإنجليزي والنرويجي والتايلاندي والإندونيسي والصيني والياباني، أضف إلى ذلك خيمة الهنود الحمر ونموذج الطاحونة الهولندية الشهيرة، ويستطيع زائر هذه المنطقة اكتشاف خصائص هذه البيوت عن كثب والطرق التي بنيت بها معبرة عن أنماط السكن المختلفة لشعوب العالم، وتمتاز هذه المنطقة بالألعاب الترفيهية بمستوياتها العالمية من الناحية الأمنية والترفيهية فتضم لعبة الجمل الطائر والحصان الدائري وسفينة الببغاء وسيارات الأطفال الصغيرة والزلاقات العملاقة.
بالإضافة إلى الألعاب الخشبية الثابتة مثل لعبة المراجيح والتوازن وتسلق الحبال، كما تضم كذلك نقطة تحرك القطار الدائري الذي يطوف أرجاء الحديقة، وعلى مدخل منطقة الألعاب تم إنشاء شلال للمياه زود بإضاءة متعددة الألوان تعطي إنارات مختلفة تتناسب وتنسجم مع خرير الماء المتساقط من الشلال، ويزور هذه الحديقة آلاف الزوار حيث يجدون فيها كافة الخدمات والمواقع الترفيهية.
وتضم منطقة الزهور بين جنباتها مجرى مائيا يمر بمنحدرات ومنحنيات متدرجة وبين الأشجار المتنوعة المحاطة به، إضافة إلى الحديقة الصخرية وأحواض الزهور والمسطحات الخضراء والنافورات والألعاب الثابتة ، كما تم وضع إضاءة كاشفة على مجموعة أشجار الغاف لتجسد طبيعة المنطقة ولتشكل منظرا رائعا وجميلا أثناء الليل.
العرض الشجري