آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 17976 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12490 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18486 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19936 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54045 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49266 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41233 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23803 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24126 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30036 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-2006, 07:45 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


مؤتمر آفاق العلوم المعاصرة في العالم العربي والإسلامي

مؤتمر آفاق العلوم المعاصرة في العالم العربي والإسلامي

وجهة نظر أوروبية وعربية

معهد العالم العربي في باريس 24 يونيو ـ تموز ـ 2005
الحسـن المصدق*



ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقيمة المرء ما قد كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء

ففــز بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء

علي بن أبي طالب رضي الله عنه




نظم معهد العالم العربي في إطار الدورة الثامنة لمعرض الكتاب العربي الأوروبي وبمناسبة السنة الدولية للفيزياء بالاشتراك مع جامعة باريس البينمناهجية، مؤتمرا دوليا حول مستقبل وآفاق العلوم في العالم العربي والإسلامي، بحيث انصب النقاش حول ثلاث محاور توزعت بينها مداخلات العديد من العلماء ورجال الفكر والسياسة والتربية والإعلام. خصصت جلسات الصباح لدراسة إشكالية «أي فلسفة للعلوم في العالم الإسلامي؟»، وهو سؤال يترجم ماهية هذه الفلسفة وأسسها ومنطلقاتها النظرية وأنظمتها المعرفية. بينما تمحورت الجلسة الثانية حول «ما معنى أن تكون باحثاً عربياً اليوم؟»، وهو سؤال جد إشكالي يترجم طبيعة العلاقة بين وضع العالِم في المختبر ومراكز البحث من جهة، ووضعه في الحياة الاجتماعية العربية بالقياس إلى مشاكله وما يؤرقه من تحديات وما يتطلبه الوضع من أنجاز مهام جسيمة من جهة أخرى. أما الجلسة الأخيرة فقد تم تخصيصها «لماهية السياسات العلمية التي يجب نهجها في العالم العربي» في ظل الفشل الكبير والبين لجملة السياسات والمخططات التي سادت وما زالت. ثم ما تطرحه تحديات العولمة، ومنها أن الطفرة التكنومعلوماتية سيَّدت المعرفة كسلطة للقوة والهيمنة. مما يفسر حالة الخضوع والخنوع التي عليها أغلب الدول العربية.



مقارابات عربية اسلامية حول العلم وفلسفة العلم

البديل المزاوجة بين الحقائق الدنية والحقائق العلمية



ترأس جلسة الصباح مؤرخ العلوم الفرنسي المعروف جون ستون، وافتتح عبد الحق برينو كدردوني عالم فيزياء الكواكب والمجرات ومدير وحدة أبحاث الفلك والمجرات في المركز القومي للبحوث العلمية في فرنسا مداخلته في التركيز على نوع المقاربات الموجودة في العالم العربي حول العلم من جهة وفلسفة العلوم من جهة أخرى. إذ أثار جملة من الأسباب التي أدت إلى تخلف العرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى طبيعة الإشكالية الملتبسة بين العقل والعلم، وبينه وبين الفلسفة عند العرب.

ومن نافلة القول الإشارة إلى بعض منها منذ أن استفاقت الإمبراطورية العثمانية على هول الفجوة التي تفصلها عن الأمم الغربية بعد أن دقت ساعة قطع أوصالها والاستيلاء على ولاياتها وأصبحت عاجزة عن رد العدوان العسكري والاستعماري، ثم بعدما عمد إرنست رينان (1823- 1892) في محاضرته في السوربون سنة 1883 إلى النيل من المسلمين والعقل العربي، معتبرا أنهم عاجزون تمام العجز عن إنتاج المعرفة والأخذ بأسباب الحضارة والتحضر، بل غير قادرين بالمرة أن يتمثلوا الحياة عقلانيا، مستسلمين للقدرية والجمود عوض ثقافة العمل والفعل. الأمر الذي دفع جمال الدين الأفغاني (1838- 1897) للرد بقوة على هذا الادعاء وتفنيد مزاعمه بالحجة والدليل، مذكرا صاحبه بما لعبه المسلمون من دور في نقل المعرفة إلى الغرب عبر الأندلس، مشيرا في الوقت نفسه إلى الصدام الذي حصل بين الكنيسة المسيحية والعلم، الأمر الذي لم يحدث قط أو نادرا لعالم مسلم في ظل الحضارة الإسلامية.

استهل الباحث مداخلته بنقد عميق لمن اعتبر أن بنية العقل العربي والإسلامي لا تقوى على المعرفة العلمية، وتظل حبيسة النظرة الغائية. مذكرا بأن الدين لم يقف حائلا أمام العلم عند العرب، فهمبولدت مثلا يعتبر العرب المؤسسين الحقيقيين للعلوم الفيزيائية، فالتجربة والقياس هما أبرز ما أخذته العلوم الطبيعية الحديثة منهم. ثم إن المفكر الأميركي داربر في كتابه: «النمو العقلي لأوروبا» (1857) يشير أيضا إلى هذه الحقيقة: «تأخذك الدهشة أحيانا عندما تنظر في كتب العرب القروسطيين، إذ تجد آراء كنت تظن أنها لم تولد إلا في زماننا، كالرأي القائل بترقي الكائنات العضوية وتدرجها في كمال أنواعها. فإن هذا الرأي بالذات كان يقول به العرب ويدفعون عنه في دراساتهم، بل يذهبون به إلى أبعد مما ذهبنا به نحن، حيث كان عندهم علما يشمل الكائنات غير العضوية بما فيها المعادن».

ولذلك فاعتبار الذهنية العربية ذهنية لا تستطيع أن تتجرد من إسار الإيمانيات والوثوقيات وتتعالى عن القدرية في التفكير وتغوص في الفهم وبناء الهياكل والأنساق المنطقية، أو أن تظل بحسب البعض حبيسة التحليل الجزئي المتناثر، عاجزة عن الخروج بمنظور فلسفي يربط بينها ويوحدها بهيكل منطقي متماسك قول مردود على أصحابه. فلم يمنع الدين العرب من خوض في أشياء جد حساسة لا يستطيع اليوم أحد منا الخوض فيها دون زعيق وصياح أو دون الكيل بمكيالين!

ولقد استند أيضا في رده هذا بالرجوع إلى معنى لفظ القرآن نفسه، ليشير أنه مشتق من القراءة، وأن أول كلمة نزلت على محمد، هي " اقرأ" وفيها الأمر القوي المحكم، والتوجيه العلمي الملزم، لكل مسلم ومسلمة في كل زمان ومكان... إلى العلم والتعلم. كما أن أول قسم في القرآن كله، في ثاني آية نزلت بعد الأمر بالقراءة، صدر بحرف الهجاء نون، وكان بالقلم، شرف فيه الله القلم وأصحابه: «ن والقلم وما يسطرون».

ولا غرو من التأكيد أن التقليد الإسلامي يدعو إلى العلم والمعرفة مما لا غبار عليه، بحيث يمكن أن نرصد ورود 800 مرة لكلمة "علم" في ثناياه، ثم إن المعرفة الإبستيمية الإسلامية عبر التاريخ يمكن حصرها في ثلاثة مظاهر: الأول منها نص أن الوحي وراء المعرفة الدينية، بينما يؤكد الثاني أن معرفة الكون تقوم على البحث وإعمال العقل والفكر. أما المظهر الأخير يقوم على المعرفة الفقهية التي يمنحها الله لمن أراد من عباده.

غير إن الأساس الذي تقوم عليه هذه المظاهر الثلاثة في ربطها بين الدين والعلم، ينطلق من التفاعل القائم بينها جميعا من منطلق كلمة السر " أيات" التي تشير في الوقت نفسه إلى رموز وإشارات الخالق في الكون وآيات النص القرآني معا. ومن هذا المنطلق حدثنا المفسرون عن ما سموه ب" الآيات الكونية" ولفتوا نظر الناس إلى فهم العلم وظواهره الطبيعية من باب فك شفرة صنع الخالق.

غاية هذا الجذر المعرفي أن يدافع عن التوحيد الذي يضمن وحدانية المعرفة من منطلق وحدانية الخالق، للدلالة عليه والوصول إليه. إذ ليس هناك من خوف في هذا الباب أن تتصادم الحقيقة العلمية مع الحقيقة الدينية بعد أن قدم ابن رشد ( 1126- 1198) رؤية جامعة تنص أن ممارسة الفلسفة والعلم فريضة شرعية، وإذا حصل أن وقع تعارض ما بين الفلسفة والوحي، وجب التأويل. غير أن ما آلت إليه الأمور بعد ذلك يكشف تواري هذا التقليد الذي اعتبر دَيْدَن علماء الإسلام من ذي قبل، بحيث يختلف الحال اليوم مع علمائه المعاصرين بعد أن حاول علماء النهضة ومصلحيها فك غلالة التخلف والانتكاسة والجمود عبر إصلاح الفكر الإسلامي، مما أسفر عن إشكالية كبرى قضت المضاجع وأرقت النفوس وما زالت، أبرزها: هل سيؤدي الإصلاح إلى " تحديث الإسلام" أو إلى " أسلمة الحداثة"؟ وما هو الطريق الأمثل لذلك؟



العلم والفلسة والدين في ثلاث اتجاهات



وفي معرض تناوله لما يجري في العالم العربي والإسلامي حول العلم والفلسفة والدين، عرض عبد الحق كدردوني بإيجاز لأبرز الاتجاهات المعاصرة الموجودة في سوق الفكر الإسلامي، بخاصة ذلك المنظور الذي شكل الأغلبية وسط تيار الإصلاح والنهضة طوال القرنين الماضيين التاسع عشر والعشرين، بحيث اعتبر رواد هذا التيار أن العلم ليس شر في حد ذاته وأن الغرب اليوم مصدر المعرفة العلمية، غير أن ما يجب محاسبته عليه هو تخليه عن القيم الروحية والأخلاقية والسقوط في مستنقع المادية.

بيد أنه تجب الإشارة أن هذا التيار سقط بدوره في فخ الاعتراض على العلوم الإنسانية والاجتماعية واعتبر أن العلم ينحصر بالأساس في العلوم الطبيعية، لكونه اعتقد أن العلوم الإنسانية حبلى بقيم ضد الدين، وبالتالي لا يجب الالتفات إليها أو ألا نعيرها اهتماما. مرد هذا الخلط والخطأ الكبيرين توهمهم أن العلم الطبيعي لا يحمل قيما؟! وهو بهذا المعنى حيادي في منطلقاته ونتائجه. لذلك عاب هؤلاء الرواد على الغرب افتقاره للأخلاق وضياعها منه وانحصارها عند أفراد قليلين.

ولقد استبد هذا المنظور بالواقع العربي والإسلامي مدة طويلة من الزمن يدافع فيه أصحابه عن منظور وحيد للبحث الإسلامي العلمي، و يربط جذور البحث العلمي وأسسه بمسلمات دينية وأخلاقية وقيمية، إن لم يكن يحمل في طياته حكما يقضي بحصر الطريق أمام إمكانية وجود طرق أخرى للبحث العلمي، ما دام أنه يعتبر أن العلوم الإسلامية التي تزاوج بين الدين والعلم هي النموذج الكوني الوحيد والجدير بالاتباع.

ومن أبرز ممثلي هذه التيار العالم الباكستاني محمد عبد السلام (1926- 1996) الذي يرى أن الذي أحكم الخلق وفصل الآيات في الأكوان هو سبحانه الذي أحكم الأمر، وفصل الآيات في القرآن. ومن هذا المنطلق رفض هذا العالم أي تعارض بين العلم والدين. مؤكدا بكل ما أوتي من قوة أن الإسلام يدفع أصحابه للتفكر والبحث في الكون من منطلق الفهم العلمي لظواهر الطبيعة، ويحمل هذا العالم مسؤولية التخلف للفقهاء المتعصبين الذين أصبح همهم الأول والأخير الوقوف ضد العلوم البحتة ومنع تدريسها...

وأما عن أسباب تدهور الحضارة الإسلامية فإن صاحب جائزة نوبل سنة 1979، يعتقد أن ذلك راجع إلى انغلاق الفكر الإسلامي وانقطاع تفاعل المسلمين الإيجابي مع العصر وسيادة المقلدين ونزعة المحافظة المغالية التي عرقلت التجديد ووقفت أمام النهضة، بخاصة ممن كانوا يرفضون تدريس الجغرافيا والرياضيات والهندسة معتبرين إياها علوماً معادية للدين الإسلامي. لذلك ركز على التربية العلمية والنهوض بها فحسب.

وللأسف أن تبعات هذا الموقف تطورت سلبيا بعد أن سقط أتباعه اللاحقون في التمجيدية لعلم كوني من منظور إسلامي خالص، ليقعوا بعد ذلك في إسقاط مسلمة الإعجاز القرآني للبيان واللسان العربي على العلم، معتبرين أنه ليس هناك من سورة قرآنية يتعارض مضمونها مع أي اكتشاف علمي، بل حولوا القرآن إلى كتاب في الفيزياء أو مدونة للاختراعات العلمية.

- أما الاتجاه الثاني فهو ينحو منحى نقديا للاتجاه الأول، ما دام يعتبر أنه ليس هناك من طريق واحد في اتجاه العلم أو علما كونيا، بل يعتبر وفق النظرية التي قدمها الفيزيائي توماس كوين (1922- 1996) والفيلسوف كارل بوبر (1902- 1994) وعالم الفيزياء الفوضوي بول فايربيند ( 1924- 1994)، أن طريق العلم طريق منعرجات ومنحنيات، تارة يستقيم التوجه فتسود منطلقاته، وتارة أخرى تهوي مسلماته وتنقلب على نفسها فاسحة المجال لأخرى تصحح وتقوم ما بها من اعوجاج. وهذه الرؤية هي الأقرب لما وقع في تاريخ العلم لأن أي نظرية علمية غير كاملة، فلقد سادت هندسة أوقليدس برهة من الزمن، غير أنها هوت على يد هندسة نيوتن الميكانيكية التي اعتقدناها أزلية قبل أن تهوي بدورها أمام هندسة أينشتاين النسبية.

ولعل أبرز فكرة يدافع عنها هذا الاتجاه، في ظل سياق سيادة النسبية واللاحتمانية، أن الحقائق العلمية ليست مجردة كما نعتقد، بل هي مُحمّلة بقيم عدة وتنافح عن مصالح عدة. لذلك فهو يرى ضرورة تأسيسها على القيم الإسلامية بإعادة مراجعة أسسها المعرفية، والتخلي عن النظرة الغربية التي تقول بفك الرؤية القيمية عن الرؤية العلمية، من منطلق تأويلات إسلامية. وأبرز ممثلي هذا الاتجاه اسماعيل راجي الفاروقي ( 1921- 1986) الذي أسس عدداً من مراكز البحوث العلمية الإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية. وطالب بإسلامية المعرفة وفق برنامج أعده سنة 1981 في المركز الإسلامي الدولي للمعرفة، وجمع حوله عدداً من العلماء المسلمين المقيمين في أميركا الشمالية.

والمنطلق الذي يردده دعاة إسلامية المعرفة مفاده أن الدين يجب أن يعم سائر الأنشطة الإنسانية، ما دام أن الإنسان خليفة الله في الأرض. لذلك اهتم أصحاب هذا الاتجاه بتطوير ممارسة علمية ضمن رؤية دينية للعالم والمجتمع، بخاصة منها التركيز على أسلمة العلوم الاجتماعية والإنسانية أكثر من العلوم الطبيعية التي تعتبر في نظرهم أكثر حيادا على الأقل من الناحية المنهجية.

ولقد سار في هذا النهج كل من ضياء الدين صردر ( 1951-...)، أو ما يعرف بالمدرسة الإجمالية في العلوم ذات النزعة التركيبية، التي وعت خطر الرؤية الغربية على الإسلام عبر القيم التي قد تسرب له بواسطة علومها. إذ تأثر أصحاب هذا الرأي كثيرا برؤية توماس كون الفيزيائية، التي اعتبرت أن التقانيات غير حيادية ومحملة بدورها بمشروع ثقافي، بل لها حمولة أيديولوجية تتوزعها العديد من المصالح السياسية والاقتصادية يجب الوعي بها.

بإيجاز يعتبر أصحاب هذا الاتجاه أن استيراد المعرفة العلمية من الغرب يجب أن يصحبه إعادة تأسيس القالب والجذر المعرفي إسلاميا من منطلق رؤية تركيبية تناسب حضارته وقيمه الروحية.

- بالمقابل يتمحور الاتجاه الثالث الذي يتزعمه السيد حسين نصر (1933-...) على النقيض من ذلك، فهو يطالب بالعودة إلى العلوم الشرعية، نظرا لأنه مشبع بالرؤية الميتافيزيقية الإسلامية للكون، يبرره سقوط الفكر العلمي الغربي في ظل السيطرة المادية وغلبة الرؤى المنفعية على أسسه ومنطلقاته. لذلك فهو يرى أن الحقيقة العلمية يجب أن لا تخالف الحقيقة الروحية ولا ينبغي لها ذلك، ما يمهد عنده بالعودة للتقليد الإسلامي في العلوم والعودة إلى العلوم الإسلامية القديمة، بخاصة منها الفلكية التقليدية!

بيد إن كل فرضيات هذا العلم أسقطت من طرف الفيزياء الحديثة سواء من طرف غاليليو ونيوتن وأينشتاين... إذ يتموقع أصحاب هذا الاتجاه في ظل التأكيد على وحدانية الله والربط بين الأخلاق والعلم من منطلق ربط الأخير بالدين. إذ ينطلق هذا التيار من رؤية الفيلسوف الفرنسي روني غينون (1886- 1951) وبعض أتباعه من العلماء فرتهجوف شيون (1907- 1994) وتيتيس بركهاردت (1908- 1984) وكلهم مسلمون من أصول غربية انتقدوا النظرة العلمية الغربية التي تركت الميتافيزيقا الدينية جانباً، لتقتصر على تفسير الكون كميا، ما أسقط الممارسة العلمية في الغرب في نظرهم في رؤية مادية ضيقة للكون.



الاتجاه البديل (علماء مسلمون شباب)



ويخلص الباحث لرفض هذه الاتجاهات وصياغة بديل يضع على عاتقه المزاوجة بين الحقيقة العلمية والحقيقة الدينية من منطلق الفصل بينهما والحفاظ على التوتر بينهما، لأن كلاهما يخدم مصلحة البحث عن الحقيقة من منظوره الخاص، وهما وجهان لعملة واحدة تبحث عن الحقيقة. كما اعتبر أن الفرضيات العلمية فرضيات نسبية، تحتم علينا تقديم معنى لها وللغايات التي يتوجه إليها العلم أو تُوجِّهه، من منطلق رفضه للنزعة العلموية الوثوقية التي تتدثر بالحتمية. ويعتبر أن الأنموذج الجديد في العلم المعاصر اختصاصاته ومدارسه كافة يقوم على النسبية واللاوثوقية وبرفض الحتمانية، إنه أفق مفتوح على جميع الاحتمالات، ومن هذا المنطلق يجب أن نتمثل هذه النظريات ونستشف أبعادها ومنطقها. والخروج من مستنقع تمجيد الماضي والاحتماء به، أو التعلق بنزعة علموية مغرقة في الحتمانية والوثوقية.

كما ينهي مداخلته بأن بذور هذا الاتجاه في طور النمو على يد علماء مسلمين أغلبهم مقيمٌ في الغرب، ما يمهد مستقبلا لتفاعل جيد مع العلوم المعاصرة، لا يتطاول عليها بالتقليد والماضي أو بوضع المنطلقات الروحية في مواجهة المنطلقات الوضعية. ولا يقف عند قيم هذه الأخيرة من منطلق خصوصيته الحضارية وانتمائه الروحي للإسلام.



نضال قسوم تحديد ما هية فلسفة العلوم

أما المداخلة الثانية فلقد قام بها الباحث الجزائري نضال قسوم مختص في فيزياء الكواكب وأستاذ في الجامعة الأميركية بالشارقة (الإمارات العربية المتحدة)، ابتدأ فيها بالسؤال عن ضرورة تحديد ماهية فلسفة العلوم قبل مباشرة أي ربط بين العلم والفلسفة والدين. ثم طرح مجمل المعيقات والمشاكل التي يتخبط فيها العالم العربي ومفهومه للعمل والبحث العلمي وكيف يمارسه، وهل هناك فلسفة تؤطر هذه الممارسة.

ويستفيض هذا الباحث في طرح إشكالية تعريف لفلسفة العلم من منطلق أعم، يشير فيه إلى تنوع المنطلقات النظرية وأسسها المعرفية، فالفكر البشري ينقسم بشأن العقل إلى أكثر من تيار ومدرسة، فهناك النزعة النسبية والنزعة الحتمية والنزعة التفكيكية والنزعة التجربية، علاوة على أن هذه النظريات تعمم استعمالات شتى، فهناك من يقوم على الاستنباط وهناك من يقوم على الاستقراء.. أو من يعتمد النتائج من منطلق الصلاحية أو عن طريق الإثبات والصحة فحسب.

المهم يجب أن نعرف ماذا نقصد بالعلم قبل طرح السؤال نفسه على فلسفة العلم، فالعلم يتضمن تمييزا أساسيا بين مظاهر الأشياء وجوهرها، ومن المستحيل أن نتوصل إلى حقائقها ما لم نفرق على وجه التأكيد بين ما هو عرضي في الأشياء وما هو أساسي فيها. أي استبعاد الصفات المتغيرة والاحتفاظ بالصفات الثابتة.

ينتقل بعد ذلك الباحث ليرى أن فلسفة العلم موزعة بدورها بين العديد من التيارات، بحيث هناك من ينطلق في تحليله من النزعة الواقعية التي تحاول إعادة إنتاج العالم في قوالب ومنطلقات حسابية ورياضية، وهناك من يفضل منطلقات النزعة الموضوعية التي تقوم آلياتها على منطق الملاحظة والرصد بمعزل عن أي رؤية ذاتية. وعلى طرف نقيض هناك منهج النزعة التركيبية للظواهر والأشياء والعوالم الذي يسود اليوم.

وبطرح هذه الاختيارات، يعرج الباحث على الوقوف على ما يجري في العالم العربي وتسمية الأشياء بمسمياتها، حتى نتمكن من تقديم رصد موضوعي لما يجري.

أولا، لا يحتاج تقديم الجواب كبير عناء، فالعالم العربي أبعد من أن يتمثل الإجراءات والقواعد العلمية الصارمة، بل أبعد من أن يتمثل أي منهج علمي بعينه. فلا النزعة التشكيكية معتمدة ولا النزعة التجريبية قائمة كليا، ما دام هذا الميدان يعج بالحابل والنابل ويسير عن غير هدى من أمره.

وفي هذا الباب ينادي الباحث باعتماد المنطلقات العلمية بطريقة صارمة وتخليصها من أي مؤثرات كيفما كانت طبيعتها، ثم اللجوء إلى المناهج العلمية التي أثبتت صلاحيتها. ولعل وقوف الباحث على أبرز المصطلحات العلمية التي تحبل بها العلوم المعاصرة سيتبين حجم الفجوة واتساع الهوة التي تفصلنا ومرتكزات العلوم الحديثة. فمفردات مثل " التطور" و" الشك" و"المادية" و" العقلانية" و" الانتقاء" يتم النظر إليها في العالم العربي بكثير من التوجس والخوف واللاعقلانية والرهبة، بحيث يمكن القول دون إطلاق الكلام جزافا أن هناك سلوكاً مرضياً مصاباً بالانفصامية تجاه العلم، إنه سمات عقل يؤمن بالتعويذة ويستعمل الحاسوب.

ففكرة المادية التي تثير كثيرا من اللغط، هي التي كانت، مثلاً، وراء انتظام الطبيعة وقانونيتها، وهي من سمح بعد ذلك بالتدرج من اعتبار الكون مادة إلى اعتباره طاقة والإقرار بمعقولية العالم. إلا أن القول بها يصادف تشنجا يطرح أكثر من سؤال...!

ثم إن تزايد حجم الأمية العلمية يزيد الطين بلة، ويحول دون أي نهوض. فإذا قارنا معدل الإنتاج العلمي في العالم العربي سنجد نسبة كارثية لا تتعدى 0،1 بالمئة، أما معدل حجم النفقات المرصودة للبحث العلمي فلا تتعدى 0،2 بالمئة من سائر الميزانيات المخصصة. ناهيك عن عدم وجود مجلات علمية محكمة، وإن وجدت كما هو حال مجلتين تصدرهما جامعة الدول العربية، فنسبة توزيعهما لا تتعدى ألف نسخة لساكنة تقدر بـ 320 مليون نسمة!

ويخلص الباحث إلى أن العلم والنظرة الموضوعية للأشياء هي وسيلتنا الوحيدة لحل مشكلاتنا، فالعلم أقرب طريق للإنسان العربي نحو الموضوعية والنزاهة في الأحكام دون تحيز أو ذاتية، وتخليصه من النظرة الشخصية للأمور والاستيهامات السحرية. ولعل الباحث في دفعه هذا يرى أن معالجة الأمور بالطريقة الموضوعية واستعمال آليات العلم ستجعل المواطن العربي يعالج ما يحيط به من مشكلات اجتماعية وفردية بالأسلوب نفسه الذي يعالج به العالم الطبيعي ما يعرض له من مشاكل، ومن دون الحاجة لأن يتحول الجميع إلى علماء محترفين ومتخصصين.



محمد طاهر بن سعادة الربط الاجتماعي



أما الباحث محمد طاهر بنسعادة أستاذ الفلسفة في المدرسة العليا إيليا بريغورين في بروكسيل، فلقد تخلل حديثه عن فلسفة العلوم في العالم العربي هاجس الربط الاجتماعي، ومؤداه أنه لا يمكن التغاضي في هذا السياق عن الربط بين فلسفة العلوم و سوسيولوجيا العلوم، حتى نقف على أرض صلبة في رصدنا لمعالم هذه الأزمة.

ومن المرير القول أن ليس هناك اليوم من يعتقد أن العلوم ستظل حبيسة الأسوار الوطنية والدينية والجغرافية في ظل العولمة، لذلك يمهد الباحث لحقيقة جديدة مفادها أن سوق العلم لم يعد وطنيا، فهو الميدان الذي أصبح عابرا للأوطان بحق.

وفي معرضه رصده لما يجري في العالم العربي، اعتبر أن العلم كممارسة اجتماعية لا تتعدى سقف الاستهلاك، بحيث لا نجد أي إصدار أو إنتاج علمي نابع من صلبه منذ سبعة قرون. وللوقوف على أسباب ذلك، يستحضر الباحث نموذج الاندماج الذي وقع بين العلم والتقنية في الغرب أو بين الحرفي والتقني وغاب كليا عندنا. ثم محاولة استكناه العالم بنظرة كمية وعلمية تقوم على رصد الظواهر وتفكيكها والتخلص من الاستيهامات والتفسيرات السحرية للكون. في الوقت الذي استكان العقل العربي للتفسيرات الجوهرية والغائية. وللخروج من هذا الوضع الحرج، يجب علينا في نظر الباحث ومحاولة فهم الأسس التي قام عليها العلم الحديث، سواء في صورته الميكانيكية عند نيوتن أو في تطبيقاته الاجتماعية.

ويجب الاقتناع بأن العلم لا يستوعب ولا يستوفي الواقع، ثم إنه ليس مجموع القواعد العلمية فحسب، بل العلم هو أيضا ما يتهيأ بفضل التجربة والخبرة، لأن النظريات العلمية لا تستطيع تعليب الواقع واختزاله في أنظمتها على وجه الحصر. وهو ما استوعبه العلماء اليوم كحقيقة جديدة، عندما اعتبروا أن العلوم بتطورها ونضجها أصبحت أكثر تواضعا وأكثر اقتناعا بالنسبية وأبعد من الترويج للوثوقية والحتمية، فالواقع أكبر تعقيدا من الموضوعية العلمية مهما حاولت سبر أغواره والنفاذ إلى أعماقه.

ومن شأن هذا الأنموذج الجديد أنه أعاد النظر في السؤال القديم والجديد، هل يوجد القانون العلمي في الطبيعة نفسها، أو في الذهن البشري؟ أو هما معا؟

فالقانون العلمي الذي كان عبارة عن إدراك حسي يتم عن طريق الاختزال الذهني، فسح المجال للعلية (منطق العلية هو ملاحظة حدوث تعاقب معين وتكرار حدوثه ثم استمراره في المستقبل). غير إنه لم يقف عند حد ذلك، بحيث يستحيل اليوم القبول بقاعدة على وجه المطلق أو الجزم بها كليا، فالكل معرض للاحتمال وليس في وسع العلم أن يبرهن أو يثبت شيئا على وجه المطلق ولا التكهن بالسير في اتجاه واحد أو مجرى دون آخر.

فالعلية في الكون معقدة ولا تخضع للحتمية، وليست شبيهة بمثل رفع الحجر باليد، كما أن الإرادة ليست مبدأ كونيا، فإذا كان بوسعنا أن نصف طريقة حدوث ظاهرة، فليس بوسعنا أن نقرر لماذا حدثت.

ويخلص الباحث إلى ضرورة الربط بين فلسفة العلوم وسوسيولوجيا العلوم، لمعرفة نوع الاحتياجات التي يفرضها الواقع العربي والإسلامي. الأمر الذي من شأنه أيضا أن يعزز فهم المواطن باطلاعه على الاختلافات التي وقعت في التاريخ بين نماذج متعددة من المعرفة العلمية ومعرفة أسباب تمايزها وكيف تطورت...

على سبيل التحذير، الذي لا يخلو من دعابة وحكمة، اعتبر أن العالم العربي اليوم يعج بأنصار الديكارتية وحلفاء الميكانيكية وتفسير الكون وفق أنظمة علمية صارمة لا يأتيها الباطل من خلفها أو أمامها. والأخطر من هذا كله وجود "ديكارتيون" بدون ديكارتية، بالقياس إلى الزمن الذي ظهرت فيه.

والسر في هذا التنبيه، أن النظرة الميكانيكية والحتمية والسببية والوثوقية التي نشأت على غرار الفلسفة الديكارتية عاجزة اليوم عن الإجابة على مشكلات الإنسان وتفسير ظواهر الكون، ولذلك فالحذر كل الحذر من إسقاطات من هذا القبيل تريد تفسير الكون بمسلمات إيمانية وحتمية.

وإذا كان الباحث في سائر دفوعاته متشبث بتحليل الفيزياء الكوانطية للأشياء، ما جعله على طرفي نقيض مع المتدخل السابق، فلقد استمتع الجمهور بمعرفة سر التناقض الذي يوجه أسس المعرفة العلمية الموضوعية ويفصلها عن الأسس المعرفة العلمية النسبية.



خليل شمشام غياب التربية العلمية



أما الجلسة الثانية فقد ترأسها د. سليم بدوي رئيس تحرير إذاعة مونتي كارلو (راديو فرنسا الدولي للشرق الأوسط) والتي باشرها بطرح السؤال عما إذا كان هناك من موقع للعلماء والباحثين في المجتمع العربي، مؤكدا بصدقيته المعروفة أن لا انعزال لهؤلاء البحاثة عما يموج حولهم من قضايا وأحداث جسام، إذ أصبحت تؤثر عليهم بطريقة أو بأخرى ـ إن سلبا أم إيجابا ـ في أدوارهم.



وقام خبير فيزياء الفلك المغربي خليل شمشام، أستاذ زائر في جامعة أكسفورد، بتقديم مداخلة مركزة تمت فيها الإحاطة بملابسات الوضع المؤسف الذي توجد عليه العلوم في العالم العربي، فشتان بين الوضع الذي كان العرب يملكون فيه مفاتيح الحضارة الإنسانية، ووضعهم اليوم الذي ينذر بغياب أي ثقافة علمية الذي عزاه إلى غياب التربية العلمية.



ومشكلة المعرفة ليست جديدة، بالقياس إلى التخبط الحاصل في هوية من يشتغل بالبحث العلمي والأزمة العويصة التي يتخبط فيها العالم العربي. فالأمر لا يتعلق بنشر الأبحاث وإلقاء المحاضرات فحسب، لأن الأزمة أعمق بكثير من ذلك وطريق الخلاص يمر لزاما بالبحث عن أي علم وأي مناهج نريد وبأية مواصفات، كما الوقوف على أعراض المرض المستشري بتوطين الوعي بمصداقية الحرية الشرط الأول نحو تعميق أبعاد الروح العلمية بين الشباب.



وأشار إلى ضرورة الانخراط الواعي في سيرورة التاريخ العلمية، بوصفها أنجع وسيلة يمتلكها الإنسان المعاصر للتعامل مع واقعه، وهو في هذا المنظور متشبث بمنظور كوني لبنية النظرية العلمية، ما دام أن الممارسة الصحيحة للعلم يجب أن تتم وفق المعايير الدولية الجاري بها العمل. إلا أن أولى الخطوات في رحلة الألف ميل تبدأ بحرية التعبير، فَدَيْدن العلم أن يجد تربة خصبة من الحرية تسمح له بالنمو، صوب مزيد من التقدم والكشف والمراجعة.



ولقد سبب غياب الحرية في العالم العربي فواجع كثيرة، أبرزها رحيل العديد من الباحثين الجامعيين عن أوطانهم تاركين البوم ينعق فيها، مفضلين اللجوء إلى الجامعات الغربية حيث حرية التعبير والكتابة مكفولة ولا أحد بوسعه الاعتراض عليها.



ولا غرو في أن يدعو الباحث لتأمل الوضع، كما هو عليه الحال في العالم العربي، لنخلص إلى غياب السياق الضروري والمؤهل للبحث العلمي، ناهيك عن وجود ميزانيات جد ضعيفة، لا تتيح للباحثين تمثل المعايير والمقاييس الدولية في أبحاثهم ولو في حدودها الدنيا.



وفي هذا يمكن القول إذا كان من الناحية الواقعية الفعلية غياب وجود الشروط الموضوعية لبحث علمي يكمن في انعدام الحرية والتضييق على الباحثين، فهناك مشاكل عدة أخرى أهمها غياب السياق والشروط الذاتية التي تفرز بحثا علميا مسؤولا. فنحن ما زلنا لم نتجاوز آثارهما وما زلنا حبيسي النقل الميكانيكي للعلوم الذي من أبرز سماته تعثر حقل الترجمة وسقوطها في مستنقع التكرار والاجترار بعيدا كل البعد عن المساهمة ولو بمثقال في تغيير الوضع.



عبد الحق حمزة صقل شخصية الاطفال



أما مداخلة عبد الحق حمزة (الأستاذ في شعبة الفيزياء في جامعة برينشويك الجديدة - كندا) فلقد تمحورت على العلاقة بين التربية والعلم، وكيف يتم صقل شخصية الأطفال منذ الصغر في التوجه نحو هذا الطريق أو ذاك. فانطلق من سرد قصة حياته الشخصية التي بدأها من حي جزائري صغير مذكرا بجهود والديه المضنية في تعليمه.



وعلى الرغم من أن عائلته كانت محافظة ومتمسكة بالتقاليد، فلقد كانت لها رؤية متقدمة في تعليم أبنائها، فلم تختار التعليم التقليدي ولا التعليم الحكومي، بل قرر أبواه تعليمه في مدارس مسيحية عند الآباء الجزويت في ستينيات القرن الماضي، حتى ينفتح عن قرب على ما يستجد في العالم ويتعلم اللغات الأجنبية، السبيل الذي أتاح له الانفتاح على آفاق أرحب وأوسع ومكنه من الحصول على فرصة أكبر لشق طريقه في الحياة.



هذا عن تكافؤ الفرص، أما في ذكره لحيثيات المسار الذي انطلق منه، فلقد تعرض فيه لعقليات بشرية مختلفة، منها العقلية الفرنسية وتركيبتها الذهنية، ثم احتكاكه عن كثب بالشخصية الأميركية في معهد ماساشوسيت الشهير. ما وضع قناعاته الشخصية على المحك وأعاد النظر في مسلماته وجعله متمهلا في أحكامه، لأن اقتحام أبواب الحقيقة ليس باليسير والهين وأن طرقها غير معبدة ولا واحدة أو وحيدة.



كل هذا دفعه لأن يعي بأن العالم عوالم، وأن التربية لا تقوم على معرفة أحادية الجانب وثقافة بعينها، بل هي معرفة منفتحة تتيح الاستفادة مما يعج به العقل البشري على حضاراته وأديانه وعقلياته المختلفة. وأن البحث عن التربية المؤهلة يبدأ بزرع البذرة وتركها تنمو بالرعاية والثقة في من يحمل تلك البذرة وأن يُعوَّد صاحبها على المسؤولية وتحملها.



وفي ختام مداخلته عرج على تجربته في أحد البلدان العربية في الخليج، بحيث قدم وصفا دقيقا لحالة البيروقراطية وثقل المساطر الإدارية المتبعة والانتظارية التي تطبع ميدان البحث العلمي. ابتداء من وصوله حيث وجد نفسه مجبرا على تسليم جواز سفره للسلطات المعنية، وكيف كان له أن يجتاز بصبر أيوب كل المراحل الضرورية لطلب إذن بالسفر للمشاركة في مؤتمر علمي أو ندوة علمية.



ثم عرج على ما هو عليه حال الشباب في هذه البلاد من تعطش وعدم عناية، فاعتبر شبان العرب بذرات تزرع في أرض صلدة، ما دام باب تكافؤ الفرص موصد أمامهم، وأنى لهم من حرية حتى يشقوا طريقهم في معترك الحياة.




غالب بن الشيخ العرب ولواء العلم



بالمقابل ركزت المداخلة التي قام بها غالب بن الشيخ، (أستاذ الفيزياء ونائب رئيس المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلم) على التذكير بحقائق تكشف عن دور العرب في حمل لواء المنهج العلمي طوال قرون، في الوقت الذي انحسرت فيه الحركة العلمية في أوروبا بعد أن أطبقت الظلمات عليها منذ أن منع الإمبراطور جوستنيان الفلسفة وحارب العلماء والمفكرين وحاول تدجينهم بالترهيب والترغيب.



فلقد شهدت العلوم نهضة كبرى لديهم وانتعشت الترجمات لأمهات الكتب اليونانية والهندية، فلقد ظهرت ترجمة كتاب "الأصول لأقليدس" أحد كبار كتب الهندسة قاطبة طوال قرون، ثم تهيأت السبل بعد ذلك على يد إدرلاد الباثي الذي كان ملما بالعربية لترجمته من العربية إلى اللاتينية سنة 1120.



وهذا غيض من فيض عن القيمة الخطيرة التي نذر لها العرب جهدهم وأتت بثمارها، بحيث ترجموا وأضافوا ونقحوا وصححوا وأبدعوا حتى تواترت إنجازات عدة لديهم في الطب والجراحة وعلم الفلك. منه، على سبيل الإشارة، ابتكار أول نظام فلكي غير بلطمي في مرصد «مراغة» الواقع حاليا في شمال إيران، حيث يعتبر ابن الشاطر أول من مهد لظهور العالم الفذ كوبرنيكوس. وهو ما يعرفه إلا القليلون.



وبطبيعة الحال مادام إن العلم ظاهرة إنسانية تنمو وتتدفق في سياق الحضارة الإنسانية وبفعل الإنسان، فلقد شارك في هذا المسعى كل الأقوام التي كانت تعيش في البلدان العربية والإسلامية، ولا أدل على ذلك من الحضور الفاعل للعرب المسيحيين في بناء معالم هذه الحضارة، حين كانت لغة الضاد، لغة العالم العلمية.



فلا بد أن نراهن على الإنسان إذن، غير إن الأمر للأسف في العالم العربي والإسلامي يئن تحت وطأة ظروف خانقة في ظل غياب موارد وميزانيات كافية ومشجعة للبحث العلمي. ثم أشار الباحث من جديد لمشكلة الحرية من جديد واعتبر أن مأساة تدريس العلوم في العالم العربي تكمن في أننا ندرس علوما في غياب الاطلاع على الظرف التاريخي الذي أنتجها والسياق التاريخي والاجتماعي الذي مهد لظهورها. فمباحث تاريخ العلم وفلسفات العلوم متروكة في الهامش ولا تدرس، إن لم يمارس عليها التعتيم، ما يضبب الرؤية لدى الشباب ويؤدي إلى جهل كنه النظريات العلمية ومقاصدها والفلسفة التي توجهها ونوع القيم التي تحبل بها.



ولا غرابة يشير الباحث ويا للمفارقة! أن العدد الكبير من جحافل الطلبة الذين كانوا مسجلين في الشعب العلمية، هم من وقعوا فريسة التعصب والعنف في العالم العربي والإسلامي، لأن ما كانوا يتلقونه مفصول عن الفلسفة والتاريخ والمنطق والسياق والدروس والعبر مما اكتوى به العقل البشري في تاريخه الطويل.



ويضرب مثلا عن نوع الدروس التي كانت تلقى آنذاك في الكليات العلمية في الجزائر، ما يمجه السمع ولا يقبله منطق:<< إن الخطان المستويان لا يلتقيان>> إلا إذا أراد الله تعالى ذلك!



ومن شأن هذا كله بناء شخصية مزدوجة ومنفصمة، لا تستطيع الربط ولا التمييز بين الأشياء في حقل دلالتها العلمية، ناهيك عن التوفيقية التلفيقية التي تعتبر أن النظريات الفيزيائية تسبح في ظلال القرآن، محولة إياه إلى مدونة للعلوم أو كتاب في الفيزياء أو الرؤية النقيضة التي تبحث بكل ما لديها من قوة وجهد لدحض حقائق القرآن الإيمانية بحقائق علمية.



وبين هذا وذاك فلا سبيل للخروج من هذا المسار المأزوم رؤية ومنهجا إلا بقطع الطريق على الدجالين والمشعوذين وفتح المجال للعلم وربط هذا الأخير بسؤال المعنى معنى الوجود. فالمعرفة الدينية لم تخلق لمعرفة قوانين العالم وفك شفرة رموزه، بل ليعرف الإنسان بها الله. والأديان تأتي كمنهاج لمعرفة طريق الله.



والحكمة التي يحاول الباحث التنبيه لها، أنه لا طريق التقليد مسعف لبلوغ شاطئ النجاة ولا العلموية قادرة أن تسد جميع منافذ القلق والتوتر الذي نعاني منه.




والحكمة التي يحاول الباحث التنبيه لها، انه لا طريق التقليد مسعف لبلوغ شاطئ النجاة ولا العلموية قادرة ان تسد جميع منافذ القلق والتوتر الذي نعاني منه.



السياسات والبرامج للخروج من النفق المسدود.



وفي ختام اللقاء، تم معاينة نوع السياسات والبرامج العلمية التي يمكن سنها للخروج من النفق المسدود، لذلك كان من الطبيعي أن يسمح للخبراء ورجال القرار أن يدلوا بدلوهم في هذا الباب من خلال معاينتهم الميدانية لما يجري.



جاك فوتييه ثورة الكبرياء



ولقد استهل مستشار رئيس معهد العالم العربي الخبير نيكولا جون بريهون منسق المحور الأخير بالتذكير بالمراحل التي قطعها البحث العلمي والجدال الذي عرفته قضية الربط بين العلم والعالم منذ عصر النهضة الأوروبية. وبعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ جاك فوتييه (وزير سابق) للتذكير بما اسماه بثورة الكبرياء التي قامت على الرياضيات منذ القرن السابع عشر حتى أصبح من المألوف لدينا الكلام عن التخطيط العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي، وكلها مجالات أصبحت توجه بطريقة علمية منظمة، وكل نجاح يحرزه أي تخطيط إنما هو نجاح للنظرة العلمية التي وراؤه. فمنذ الثورة العلمية التي أرساها عصر التنوير أصبحت جميع ميادين المجتمعات الحديثة تخضع للتنظيم العلمي المنضبط والدقيق.



فلا مجال للارتجالية والاعتباطية والتلقائية والعشوائية في عالم الألفية الثالثة. والذي يتصور اليوم في أنه بإمكانه الدفاع عن عدم اعتماد الأسلوب العلمي في معالجة الأمور إنما هو محتال أو غبي.



وذكر بأن طريق العلم تأرجح دائما منذ جاكوبي (1832) وجوزيف فوريي بين المصلحة العامة ورد الاعتبار للعقل الإنساني، فمن سمات هذا العقل أنه ينجز التراكم المبني على التطوير والابتكار وتصحيح العثرات. غير إن البعض يفسر ذلك بقصور العلم، ما يدفع البعض لاتهام العلم والمعرفة العلمية بالقصور والضعف. وهو بذلك غير مدرك لسمة أساسية من سمات العلم أن العلم متحرك وغير ثابت، وهذه الحركة الدؤوبة يجب فهما أنها دلالة قوة وتجدد لا دلالة ضعف وقصور.



والذي يعنينا من هذا كله أن التنظيم القائم على المعرفة العلمية والتفكير العلمي القائم على التنظيم يتيحان أفضل تخطيط في هذا العالم المليء بالتشابك والتعقيد. ففكرة النظام والتنظيم هما أبرز إرث استخلصه الإنسان من المعرفة العلمية لتطويع هذا العالم والتحكم فيه. إذ اقترنت هذه الغاية بمعرفته وسبر أغواره والتحكم فيه، فالعلم منذ فيتاغورس غير منفصل عن هذا العالم حتى في أشد نظرياته تعقيدا، لدرجة أن هذا العالِم كان يود أن يفكر في العالَم ويستنطقه من منطلقات رياضية وحسابية بحتة.



ومن هذا الأساس توالت الجهود لتزويد الجنس البشري بأصناف من العلوم، توخى بها الإنسان السيطرة على الطبيعة وترويضها بالشكل الذي يخدم مصلحته.



جورح حداد الحوار بين الحضارات



بعد ذلك تناول أستاذ الرياضيات جورج حداد (رئيس جامعة السوربون بانتيون السابق ورئيس رؤساء الجامعات الفرنسية ومدير قسم التعليم العالي في منظمة اليونسكو حاليا)، معتبرا أن تحدي العلم اليوم هو التحديات نفسها المرتبطة بقضايا الحوار بين الحضارات والشعوب. فتاريخ العلم وتطوره منذ ديكارت وباسكال مقترن بالحوار الذي أتاح الفصل بين سائر العلوم وتخصصها الدقيق، بحيث انتقلنا من المعرفة الموسوعية إلى المعرفة المتخصصة والدقيقة. ولم يتأت بلوغ ذلك من دون جهد وأعاصير.



وتظل أحدى الفتوحات الكبرى في العلم تأسيس علم الجبر الذي ما يزال يحتفظ باسمه العربي كعلم مستوفٍ أحكامه وأدواته ومنهجه من التربة العربية، بحيث تم وضعه من طرف محمد بن موسى الخوارزمي قبل أن يخلفه عمر الخيام الذي جمع بين الشعر والرياضيات واستطاع أن يقدم حلا لمعادلات رياضية عدة كانت جد مستعصية على الذهن البشري.



ومن المؤكد اليوم أن السؤال المطروح بحدة لماذا استثني العالم العربي والإسلامي من حظيرة العلم بعد أن كان أحد رواده؟ والأهم من هذا كله كيف يمكن للعالم العربي والإسلامي أن يعيد بناء صرحه العلمي وبلورة ذاته علميا في علاقة وطيدة مع ثقافتة. إذ يطرح الباحث نموذج الشعوب المحسوبة على الحضارات الشرقية، بخاصة منها الهند التي فكت أغلال التخلف العلمي وبقيت وفية لثقافاتها المحلية، وتعتبر الهند اليوم من الرواد في المساهمة العلمية في العالم، بحيث تعتبر هي والصين العملاقين المقبلين من دون شك. وهو ما يطرح بالنسبة له مد الجسور بين العالم العربي وبين العوالم والحضارات القريبة منه لمزيد من التفاعل البناء.



ولا طريق أمام العرب إلا باعتماد طريق التربية الحديثة والمراهنة على الموارد البشرية وتكتيل الجهود وتوحيدها، بحيث ضرب المثل بإعلان بولوني في إيطاليا (1998-1999) الذي حاول منه وزراء التعليم في كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا سن برنامج موحد حظي بالعديد من الاهتمام وامتد تأثيره اليوم إلى قرابة 47 دولة أغلبها من آسيا استطاعت أن تستفيد الشيء الكثير من أوروبا عبر الشراكة العلمية.



رشيد بن مختار ناصية العلم



أما الأستاذ رشيد بنمختار (رئيس جامعة الأخوين في المغرب)، اعتبر امتلاك ناصية العلم الرهان الكفيل بإخراجنا من مستنقع ما نتخبط فيه منذ سنين. وعرّج في معرض حديثه أن العالم العربي ليس كتلة متجانسة ولا يمكن اعتماد معايير موحدة في هذا المجال، فالمشرق مشرق والمغرب مغرب وشتان بينهما، فهما اليوم برزخان لا يلتقيان مذكرا بأن العديد من العوامل التاريخية تداخلت لإفراز هذه الحقيقة التي لا سبيل لإنكارها اليوم.



وبتقديمه لإطلالة وجيزة ومحكمة الدلالات عن دور العلم، اليوم، في العولمة، اعتبره بمثابة الرهان الاستراتيجي الذي لا يمكن القفز عليه لتحقيق التنمية وإطلاق روح الانبعاث والمبادرة من جديد. وفي هذا الصدد أكد أن ذلك يتم أولا من خلال التفكير في واقع كل بلد عربي على حدة ومن منطلق حاجياته، ولو أن الإرث ثقيل والأعباء جسيمة ومشاكل الاندماج في العالم الحديث غير هينة وليست هي بالسهلة.



وقد ذهب إلى القول بأن المعيقات أشد بأسا، هي تلك الشوائب الثقافية التي علقت بذهنيتنا وأفرزت عدم الاهتمام أو قل قتلت الرغبة في حب الاستطلاع والنقد والشك، وحل محلها الجمود والتلقين والوثوقية والتعصب الجموح لها. والمشكلة هنا في نظره تربوية بالأساس، بحيث يلاحظ على المستوى الاجتماعي أن الطبقة التي يمكن أن نضع على عاتقها إنجاز ثقافة المبادرة والحرية والجرأة والمسؤولية، غير موجودة عندنا. بل هي مكبلة حتى النخاع بثقافة محافظة وبالية، فالطبقة البرجوازية المتوسطة في العالم العربي لا تمتلك مواصفات نظيرتها الغربية، فهي على العكس من ذلك تماما محافظة وتقليدية، كل همها الحفاظ على مصالحها وإن تعارضت مع مصالح أوطانها. فالاستهلاك هو لافتتها المحببة وأما الابتكار أو المساهمة ففي خبر كان، ما يجعل من الصعوبة بمكان ردم الفجوة.



وقدم الباحث رؤية استشرافية طالب بموجبها الباحثون العرب في الجامعات الأجنبية الانخراط بكل جدية في جبر هذه الهوة السحيقة التي تفصل العالم العربي عن العالم المتقدم قبل أن تستحيل طوفانا يجرف كل ما حوله. مؤكداً أن العرب حاضرون كأفراد في العديد من المؤسسات الجامعية المرموقة، وإن كانت المؤسسات الوطنية ما زالت ضعيفة وإمكاناتها صغيرة. لكنه عبر بكل تفاؤل عن تجاوز هذه المعيقات بتكوين شبكات عبر الأنترنت تمكن العلماء والباحثين العرب من الانخراط في مقاربة كونية للعلوم، أملا في ردم الهوة السحيقة التي تفصلنا عن العالم المتقدم.



سيف علي الحجري المرتبة العلمية للودحة



وكمسك الختام جاءت مداخلة الاستاذ سيف علي الحجري (نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع) بعرض مواصفات المدينة العلمية للدوحة، أو بالأحرى مدينة للعرفان تحمل مواصفات ومقاييس وتعتمد معايير دولية وأنظمة جد متطورة، لا يجادل فيها اثنان. الغاية منها إحداث نقلة نوعية في ميدان التعليم في قطر مع مراعاة احترام الخصوصية الثقافية وهوية البلد الإسلامية.



ولم يفته التشديد على استقلالية مؤسسة المدينة العِلمية المادية والاعتبارية، ثم توفرها على صندوق مالي وطني ثابت لها. علاوة أنها مؤسسة غير حكومية ولا تخضع لقوانين الدولة، مذكرا إن الغاية من إنشاء هذه المدرسة تحقيق نموذج مدينة كبرى للتعليم والمعرفة(على مساحة عشرة ملايين متر مربع) على أحدث طرز المباني الحديثة المشبعة بالتكنولوجيا المعاصرة، وإقامة لمشروع أكبر مدينة عالمية للفكر والمعرفة، تحتوي على متاحف وحضانة وثانوية وكليات ومراكز أبحاث ومركز لتربية الخيول العربية الأصيلة وكلية لدراسة الحضارة الإسلامية ومركب جامعي استشفائي رصد له مبلغ ثمانية مليارات دولار.



غاية هذه المدينة ـ المدرسة أن تحيط بجميع مراحل التعليم، بدءا من الحضانة والتعليم الأساسي وصولا إلى التعليم الجامعي تصبح بموجبها قبلة العديد من الجامعات ومحط رحالها (كورنيل، تكساس، جورج تاون...) والمعاهد الدولية ( كمؤسسة الراند الشهيرة، تضم عدة مختبرات للتفكير والرصد مختصة في الدراسات الاستراتيجية والمخابراتية والبحوث الأمنية والعسكرية)، لتشمل في هذا الإطار برامج الجامعات المصنفة العشر الأوائل في العالم. إذ يتم اعتماد برامجها الدراسية وشهاداتها وبحثها العلمي على يدي أساتذتها مباشرة.



واعتبر أن المحادثات مستمرة مع الجانب الفرنسي والبريطاني لكي تفتح جامعاتها الشهيرة فروعا هناك، مذكرا بقرب افتتاح مركز علمي فرنسي قريبا هناك، كما لم يغب عن الناطق باسم المؤسسة أن يذكر أن الكليات الخمس (حاليا) في علاقة وطيدة مع كبار الشركات العالمية ( شال، شال..)، الذي من غاياته الربط بين المؤسسة التعليمية والمقاولة، كما تقوم هذه الكليات بتدريس عدة اختصاصات علمية كالهندسة البترولية والتقانيات الإحيائية وعلوم الاتصال، يحدوها الهدف إنشاء منظومة متكاملة من المعارف تستقطب جميع الطلاب من العالم ( حوالي 36 جنسية حاليا)، غايتها ربط الجسور ومدها بين الشعوب عبر المعرفة، وتشارك فيها صفوة من أشهر الجامعات الدولية.



ولم يغفل د. سيف علي الحجري التذكير بأن غاية "مدينة العرفان الجديدة" إعداد كوادر مختصين في مخاطبة الغرب ومحاورته، يتم اختيارهم من صفوة الطلبة...



* مركز تاريخ أنظمة الفكر المعاصر، جامعة السوربون.

منقول عبر جوجل


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir