كلانا ينتظر
كلانا ينتظر متى يسقط المطر ... متى يعود الناي ؟أين العود أين الوتر؟
أحرك به أوتار قلبي همسا و نغما .. وأشدو كبلبل في وليل طال وسحر
متى يسقط المطر؟
وجف الريق في الحلق مناجاة..... لا طيفها بان في الظلام ولا في فجر
كلانا ينتظر
فيعود الود للعهد كما كان ساريا .... حرارة الفؤاد عليه لهيب وجمر
وتجر الساعة عقاربها عوجا ..... فيتجرع كبدي كأس المنايا على قدر
متى يسقط المطر
وسألت حينها فلذة كبدي عن ذاك .... فقال أبتي عطب أصاب الموزع المستقر
فيا لشدة خيبتي من فقد مهجتي ..... هل من نور؟. نفذ مني مخ الصبر
كلانا ينتظر
أعد النجوم بعد انقشاع سحابها..... لعل طارق خير يأتيني منها بخبر
فأشفقت لحالي وقالت أنا مثلك ..... تعيسة رحل عني من كنت أنتظر
متى يسقط المطر
وأنت أيتها الريح ألا تألمين لألمي.... أم أنك مثلهم أقسى من حجر
أفقا بصرت , علوا نظرت محدقا.... غصت , فتشت حتى الشجر
كلانا ينتظر
أعود لوكري الذي بالأمس عانقته.... لا طيبا وجدت ولا حلو تمر
لمن أشكو حالي لغيرك يا رب..... أهكذا يموت قلبي وحيدا بعد كبر
متى يسقط المطر
جبت الغرف لعلني أنسى.... أو أتناسى مر الطعم وهذا الضجر
فما زاد حالي إلا بأسا ويأسا .... أين اتجه , ظلام بالفؤاد عم واستقر
كلانا ينتظر
أعود لأوراقي بعد تبعثر ألمها .... ألومها فينطق القلم لما هذا التذمر؟
وبين أناملي المبراة تتأهب لحلق.... ما على رأس القلم من وبر وشعر
متى يسقط المطر
أسألك أنت يا هذا يا أمير الحب.... هل رأيت كيدا أقسى من هذا وأمر
يومئ برأسه كهرة هي عاشقة .... ترنوا بعينيها بحثا بين القطط عن الذكر
كلانا ينتظر
وبدأ الغسق يلم أطرافه غاضبا.... فاسحا المجال لضياء خيوطه تنتشر
وغارت النجوم التي كانت تؤنسني.... فقلت ليت لي اليوم بنبإ به استبشر
متى يسقط المطر
وبزغت شمس اليوم الموالي باهتة.... كأن خجلا بها أو كستها مسحة غبر
يمينا يمنت وشمالا بحلقت في هذا.... وتلك العابرة وذاك الأبله المستهتر
كلانا ينتظر
وعدت أجر ذيل الخيبة وحسرة.... تدغدغ كبدي بدمع وقلب منكسر
كيف هي وكيف حالها البارحة..... جفاها أكيد الكرى وبها السهد غدر
متى يسقط المطر
أبتي ما بك تغدو وتروح بيننا... أعليل أنت أبتي أراك زائغ البصر
فاصطنعت من الضحك ابتسامة ... لكي لا أفضح سريرتي علنا فأكدر
كلانا ينتظر
والذي بجيبي رن وعلا صيته.. من المتكلم رقم مجهول قطع وبتر
وعاد بعد هنيهة يجلجل صوته.... ظننت أن عبلة تتأكلم من المهجر
كلانا ينتظر.. لا خبر .. لا خبر..
ابراهيم تايحي
العرض العادي
