قال اسماعيل بن زياد ابو يعقوب: قدم علينا بعبادان راهب من الشام ونزل دير ابي كبشة، فذكروا حكمة كلامه، فحملني ذلك على لقائه، فآتيته وهو يقول:
ان لله عبادا سمت بهم هممهم نحو عظيم الذخائر، فالتمسوا من فضل سيدهم توفيقا يبلغهم سمو الهمم، فان استطعتم ايها المرتحلون عن قريب ان تأخذوا ببعض أمرهم فانهم قوم قد ملكت الاخرة قلوبهم فلم تجد الدنيا فيها ملبثا، فالحزن بثهم، والدمع راحتهم، والدؤوب وسيلتهم، وحسن الظن قربانهم، يحزنون بطول المكث في الدنيا اذا فرح اهلها، فهم فيها مسجونون، والى الآخرة منطلقون، فما سمعت موعظة أنفع لي منها.
سئل احمد بن حنبل عن قول الناس: علي قاسم الجنة والنار، قال: هذا صحيح، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله قال لعلي بن ابي طالب: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق، فالمؤمن في الجنة والمنافق في النار.
قيل لبعض التابعين: كيف أصبحت؟ قال: في أجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل الله بنا.
قيل لفيلسوف: ان الملك لا يحبك، قال: الملك لا يحب من هو أكبر منه.
قيل لفيلسوف: ما بال الحسود أشد الناس غما؟ قال: لأنه أخذ بنصيبه من عموم الدنيا ويضاف الى ذلك غمه لسرور الناس.
كاتب: أنت من افتخر بأنوائه، واهتدى بضيائه، وأتزين باخائه، واستظهر على الزمان بولائه.
تخاير غلامان في خطيهما الى سهل بن هارون فقال: هذا وشي محبوك، وهذا ذهب مسبوك، تسابقتما الى غاية، فوافيتما في نهاية.
وصف أعرابي رجلا فقال: ذاك والله ممن ينفع سلمه، ويتواصف حلمه، ولا يستمرأ ظلمه.
وتضجر عمر بن عبدالعزيز من كلام رجل حضره، فقال شرطي على رأسه للرجل: قم فقد أضجرت أمير المؤمنين، فقال عمر: أنت والله بتكذيبك أشد أذى منه.
وكان الأعمش يلبس قميصا مقلوبا قد جعل دروزه خارجة، ويقول: الناس مجانين، يجعلون الخشن الى داخل مما يلي جلودهم.
العرض العادي
