تنوعت المجالس في الإمارات الى ثلاثة أشكال منها (( الميلس )) و (( المبرز )) و (( المرمس )) والمجلس هو محور هذه الاشكال الثلاثة فالميلس مجلس والمبرز مجلس والمرمس مجلس فالوصف العام إذا هو المجلس
المرمس جمعه مرامس والأصل فيه (( رمس )) أي تكلم والكلام الرمسة و الجمع رمسه أيضا وجمع الجمع (( رمسات )) (( والرماس )) كثير الكلام . وفي المصباح المنير (( أرمسته ) بالألف لغة ورمست الخبر كتمته وارتمس في الماء مثل انغمس . أما في معجم الالفاظ المشتركة في اللغة العربية : فالرمس هو الصوت الخفي. لقد اشتهرت في الامارات أشكال من المجالس تسمى (( المرامس )) عمادها الاحاديث والحكايات والنوادر والقصص والأمثال وكل ماله صله بالكلام , وهي مجالس ظريفة تبعث على الود والترابط وبها تختلط المرويات بحميمية المكان .
كان المرمس خلافا للمبرز الذي يتصدره الشيخ فيجلس في مكان بارز وهو سبب التسمية وتدور في المبرز أحاديث جاده عن أحوال البلاد ورعاياها وعن السياسة و الأدب الرصين وما إلى ذلك في جو تسوده المجاملات والرسميات
أما الميلس فهو مجلس رسمي أيضا يعقده عليّة القوم من ساسة وتجار لؤلؤ (( طواويش )) و (( نواخذة )) ربابنة وذوي حاجة وشعراء .
هنا تتضح الفوارق بين الميلس والمبرز والمرمس وتتضح أهمية المرمس كونه منبرا من منابر الادب الشعبي ومصنع إنتاجه وغناه .
رغم ما يقال عن الكلام من أنه باب للنميمة والغيبة وهو ما نهى عنه الاسلام الحنيف...
وفي التراث العربي أمثال كثيرة تحث الناس على الاقلال من الكلام كقولهم (( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )) وقولهم أيضا (( الصمت در والسكوت سلامه ))..
ومن الامثال الشعبية (( الرمسة قوت لكنها خراب بيوت )) إلا ان المرمس لا يدخل ضمن هذا الإطار فالمرمس تحكمه العادات والتقاليد والأعراف والقيم الأصيلة كما أن رواده - في زمانه – وازعهم الديني أكبر من أن يتفوهوا بما يخالف الحق والخير ..