إن أعظم أداة وهبها الله للإنسان هي الذاكرة أو القدرة على تذكر أحداث من الماضي سواء كانت قريبة أو بعيدة، وهي وسيلة قادرة على إسعاف الإنسان في أصعب المواقف سواء أكانت خلال الامتحانات أم في موقف حرج تريد تذكر اسم صديق أو تفاصيل حدث ما.
فالإنسان الذي يتمتع بقوة الذاكرة يكون الله قد من عليه بالكثير من العطاء وخصه بميزة رائعة، قد تجعل له أيضا شأنا عظيما في المجتمع. والذاكرة القوية هي صنو الذكاء وكلاهما مكمل للآخر. ويرى الكثير من الباحثين في مجال الذاكرة أنه من المحزن أن قوة الذاكرة تبدأ بالضعف والتدهور بعد سن الخامسة والعشرين أي في سن مبكرة من حياة الإنسان. ويرى الباحثون أن التقدم في السن هو السبب في حدوث تدهور طبيعي وعام للذاكرة عند كل الناس، وليس عند كبار السن فقط ، فيصبح الإنسان غير قادر على استعادة التفاصيل الحياتية بدقة.
ويشير الباحثون إلى ان الإنسان يفقد ثلثي قدرته على تذكر الأسماء والأرقام في الفترة ما بين 57 - 25 عاما من عمره. ففي مرحلة الطفولة والشباب من الطبيعي أن يتذكر 14-10 اسما ولكن عند الوصول إلى سن 65 يتراجع هذا العدد. ولكن هل يمكن تحسين الذاكرة أو القدرة على التذكر؟ الباحثون يردون على ذلك بالإيجاب. وإن كل ما عليك القيام به الآن هو استخدام أساليب لتعزيز قدرة دماغك على التذكر:
علم الأعصاب
أفضل شيء يمكن استخدامه للعناية بدماغك هو تطبيق الاستراتيجيات المستخدمة ذاتها في العناية بالقلب مثل تناول الوجبات الصحية والقيام بتدريبات رياضية بانتظام. فالتدريبات الرياضية تساعد على زيادة عدد الخلايا الجديدة في منطقة تحت المهاد البصري التي تعد المركز الرئيس للذكريات الجديدة.
ويشار إلى أن الأشخاص الذين يواصلون تنشيط أنفسهم عن طريق تحديات ذهنية جديدة يتمتعون بحياتهم وبذكرياتهم مهما تقدم بهم العمر. وعلى سبيل المثال فإن تعلم العزف على جهاز موسيقي يساعد على إشراك كافة عناصر الدماغ المعنية بأنماط التتبع.
ويمكنك أيضا قراءة الكتب التي تحتاج إلى تنشيط الدماغ كما يمكن الاستفادة من البيئة في تعزيز الذاكرة عن طريق التعرف على مواقع جديدة وعلى مذاقات وروائح جديدة. ولاشك فإن الدماغ ينشط أيضا كلما مرت حياة صاحبه بتغيرات ولذلك عليك خوض تجارب جديدة في حياتك.
خبير التغذية
بتعزيز قدرة الذاكرة والوصول بها إلى أعلى درجات النشاط ، حافظ على غذاء متوازن يتضمن الدهون الصحية والكثير من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة ولاحظ أيضا أن الالتهابات تعزز تدهور الذاكرة لكن الحصول على أحماض دهنية من نوع أوميجا ـ3 من خلال تناول السلمون والجوز وبذور الكتان تساعد الخلايا الدماغية على تقليص الالتهابات.
كما أن البهارات تساعد على خفض الالتهابات ولذلك حاول أيضا الطهي باستخدام أنواع من البهارات الطازجة وحتى المجففة. ويفضل أيضا التنويع في الطعام وعدم الاكتفاء بنوع واحد، والابتعاد قدر الإمكان عن تناول المأكولات الجاهزة والمعلبة.
كما أن فيتامين ب يساعد الجسم ولذلك احرص دائما على تناول الأغذية الغنية به مثل الفاصولياء والخبز الأسمر الكامل والمعكرونة.
لقد اكتشف باحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي يمكن أن تحمي الذاكرة. وبشكل عام فإن الفاكهة ذات الألوان الغامقة وكذلك الخضراوات مثل التوت البري والشوندر ( البنجر) والفجل والبروكولي توفر للإنسان الأغذية النباتية التي يمكنها أن تعزز الصحة العقلية.
العلاجات الطبيعية يعدالفوسفاتيديسرين عاملا مساعدا لحماية أغشية الخلايا التي توفر الاتصالات وتقوم بحفظ الذاكرة. ويقترح باحثون تناول ما لا يقل عن 300 ملليغرام يوميا.
ويعد الجينكو بالوبا واحدا من أفضل الأعشاب التي تحافظ على الذاكرة ويفضل الباحثون هذا النبات لأنه يساعد على تدفق الدم في الدماغ ويقوم بعمل مضادات الأكسدة. ويمكن أن تتراوح الجرعات اليومية ما بين 120 و 240 ملليغراماً يوميا. كما أن عشب باكوبا مونسيرا يستخدم منذ قرون طويلة في تحسين التنبه وتعزيز الوظيفة الإدراكية وشحذ الذاكرة. وتتراوح الجرعة القياسية ما بين 200 و 400 ملليغرام يوميا.
عندما درس الباحثون أشخاصا كبارا في السن مصابين بالخرف وضعف الذاكرة اكتشفوا وجود تلفيات في دماغ هؤلاء ناجمة عن ضعف وجود الأحماض الدهنية المفيدة. والحقيقة هي أنك إذا لم تكن من الأشخاص الذين يأكلون السمك فعليك تناول مواد بديلة تتراوح ما بين 500 إلى 1000 ملليغرام يوميا.
كما لا بد من الإشارة إلى ضرورة إعطاء الجسم حقه في النوم وعدم الإجهاد والسهر، ومن الضروري أيضا ممارسة الرياضة والمواظبة عليها، ويكفي تنشيط الجسم حتى تنشط الدورة الدموية وينشط الدماغ.
العرض العادي
