abo _mohammed
المشــرف العــــام
للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَم = مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن اِضَمِ = أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ وما لقلبِكَ اِن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــمِ = فـما لِعَينـيك اِن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا ما بينَ منسَــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمِ = أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ = لولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــا على طَلِلِ به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ = فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَــهِدَت مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـك والعَنَـمِ = وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَى والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ = نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي مِنِّي اليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ = يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً عن الوُشــاةِ ولا دائي بمُنحَسِــمِ =عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـم ِ= مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُ أسمَعُهُ والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ =اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِي عَذَلِي مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِ والهَـرَمِ= فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــا اتَّعَظَت ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَ مُحتشِـمِ =ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ قِرَى كتمتُ سِـرَّا بَــدَا لي منه بالكَتَمِ =لــو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــا أُوَقِّرُهُ كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيــلِ بالُّلُـجُمِ مَن= لي بِرَدِّ جِمَــاح مِن غَوَايتِهَــا اِنَّ الطعـامَ يُقوِّي شــهوةَ النَّهِمِ =حُبِّ الرّضَاع وَإِِِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِــمِ فـلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْـرَ شـهوَتهَا=والنَّفسُ كَالطّفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَّ عَلَى اِنَّ الهوى مـا تَـوَلَّى يُصْمِ أو يَصِمِ= فاصْرِف هواهــا وحاذِر أَن تُوَلِّيَهُ واِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلا تُسِـمِ =وراعِهَـا وهْيَ في الأعمال سـائِمَةٌ مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ =كَـم حسَّــنَتْ لَـذَّةً للمرءِ قاتِلَةً فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَـــرٌّ مِنَ التُّـخَمِ= واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِن شِبَعٍ مِن المَحَـارِمِ والْزَمْ حِميَـةَ َالنَّـدَمِ= واستَفرِغِ الدمعَ مِن عينٍ قَـدِ امْتَلأتْ واِنْ همـا مَحَّضَـاكَ النُّصحَ فاتَّهِـمِ= وخالِفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهِـمَا فأنت تعرفُ كيـدَ الخَصمِ والحَكَـمِ =ولا تُطِعْ منهما خصمَا ولا حكَمَــا أنِ اشـتَكَتْ قدمَــاهُ الضُّرَّ مِن وَرَمِ= ظَلمتُ سُـنَّةَ مَن أحيــا الظلامَ الى تحتَ الحجارةِ كَشْــحَاَ ًمُتْرَفَ الأَدَمِ= وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشــاءَهُ وطَـوَى عن نفسِـه فـأراها أيَّمَـــا شَمَمِ =وراوَدَتْــهُ الجبالُ الشُّـمُّ مِن ذَهَبٍ اِنَّ الضرورةَ لا تعــدُو على العِصَمِ= وأكَّــدَت زُهدَهُ فيها ضرورَتُــهُ والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ= محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـم=ِ نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ =هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ =دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ =فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ =وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ= وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ= فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ =مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـم=ِ دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ =وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ =فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ= لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِم=ِ لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ =أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ =كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ =وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ= فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ =وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ= فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ= أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ =كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ =كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ= كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ =لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ= أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ =يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَ مُلتَئِمِ =وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِن سَـدَمِ= والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِن أَسَـفٍ وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَ ظَـمِي= وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِن ضَـرَمِ= كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِن بَلَـلٍ والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِن كَـلِمِ= والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُ ســاطِعَةٌ تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَـمِ =عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِ لم بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ= مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ= وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِن شُـهُبٍ مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ= حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ أو عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي= كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ= نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ= جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَم=ِ كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي= مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي= وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ= فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ= ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُم=ِ وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لم يُـضَمِ =ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ= ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ قَلْبَاً اِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ= لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُ مُحتَلِــمِ =وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِن نُبُوَّتِــــهِ ولا نــبيٌّ على غيــبٍ بمُتَّهَـمِ= تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌ بمُكتَسَـبٍ وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِ اللمَمِ= كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِ راحَتُهُ حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُـمِ =وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعوَتُهُ سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَ العَرِم=ِ بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَ بهــا ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا على عَـلَمِ= دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ له ظهَرَتْ وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ= فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَ مُنتَظِمُ مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ= فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِ الى قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِ بالقِـدَمِ= آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَن اِرَمِ= لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَ تُخبِرُنــا مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَم تَـدُمِ= دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّ مُعجِزَةٍ لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَم=ِ مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِن شُـبَهٍ أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ =ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِن حَرَبٍ رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَن الحُرَمِ= رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوى مُعارِضِهَـا وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ= لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ= فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ= قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ =كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ= وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ= لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ= قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ= يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ= ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ= سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ= وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ =وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ= وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ =حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ= خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ= كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ= فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ= وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ= بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ= لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ= راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ= مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ= وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ =تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِم=ِ كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ= يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِم=ِ مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ =حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ =مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ= هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ= وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَـم=ِ المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ أقــلامُهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ= والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّـلَمِ= شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي= تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِ نَشْـرَهُمُ مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِ الحُزُمِ= كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَـاً فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِ والبُهَـم=ِ طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِم فَرَقَاً اِن تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِم=ِ ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ= ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِـرٍ كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِي أَجَمِ =أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِ مِلَّتِــهِ فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ=كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ في الجاهـليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ= كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ= خَدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِ بِـهِ كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ= اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـى عـواقِبُـهُ حَصَلتُ الا على الآثـامِ والنَّـدَمِ= أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ ومــا لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولم تَسُـمِ= فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَـا بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفي سَـلَم=ِ ومَن يَبِــعْ آجِـلا منه بـعاجِلِـهِ مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِي بمُنصَـــرِمِ= اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِي بمُنتَقِضٍ مُحمَّدَاً وهُوَ أوفَى الخلقِ بــالذِّمَمِ =فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــه بتَسـمِيَتِي فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ =اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي أو يَرجِعَ الجــارُ منه غيرَ مُحـتَرَمِ =حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَ مُلتَـزِمِ =ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِي مَدَائِحَهُ اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَـمِ =ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاً تَرِبَتْ يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى على هَـرِمِ =ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التي اقتَطَفَتْ سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ =يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ =ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِ كـالَّلمَـمِ =يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَم=ِ لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِــمُهَا لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ= يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ =والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ ومُنسَـجِم= وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ =ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَـا وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِي الكَرَمِ =ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَـرَمِ =والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُـمْ منقول