عبدالله الشويخ يرصد قصصاً واقعية في «حكايا المسيار»
تاريخ النشر: الأحد 26 ديسمبر 2010
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) - صدر للإعلامي عبدالله عادل الشويخ كتاب جديد بعنوان «حكايا المسيار» وذلك ضمن منشورات الدار العربية للعلوم 2010 ويقع في 302 صفحة.
وحاول الكاتب فيما قدمه من حكايا وقصص عن «زواج المسيار» استخدام الأسلوب الساخر في التعبير والطرح، حيث قرر، حسب ما يقول، أن ينقل ما رأى وما عايشه عن قرب فجمع قصصاً مبنية على أحداث واقعية، حيث يتناول الشويخ في كتابه قصصاً مختلفة لرجال من طبقات مختلفة في المجتمع لكل منهم أسبابه وقصته المستقلة، على أنها جميعاً تنطلق من شخصيات مركبة من مجتمع الإمارات الذي تحكم أبناءه عادات وتقاليد تمنعهم من المضي في طريق خاطئ، فيلجأون إلى أخف الضررين وهو الزواج الرسمي ولكنه في أغلب حالاته سري. «الاتحاد» التقت الكاتب عبدالله الشويخ الذي أكد أنه لم يسع لطرح الموضوع للتشجيع عليه ولكن لأنه موجود فعلاً في مجتمعنا وذكر ضاحكاً بأنه قبل عدة أيام فقط طالبه أحد زملائه العثور له على شقة مؤقتة في المنطقة الغربية لأن زوجته اكتشفت بأنه متزوج من أخرى، وقد كانت الزوجة الجديدة اتصلت على زوجها الذي يحتفظ بهاتفه المتحرك في جيبه دوماً، إلا أنه نسي بأنه مشبوك مع جهاز البلو تووث في السيارة، وهكذا عندما نزل من السيارة ليكلمها بعيداً عن زوجته الأولى الجالسة في السيارة، سمعت الأخيرة سؤال الزوجة الجديدة له عبر سماعات السيارة: أين انت يا حبيبي؟ ويتابع الشويخ بأن هذه القصة واحدة من آلاف القصص التي يمكن تصنيفها ضمن إطار المضحك المبكي، وهي منتشرة وموجودة بسبب عدم التعامل مع رغبات الرجل وغيرة المرأة بشكل شفاف وصحيح، وبينما يحتوي الكتاب على أكثر من أربعين قصة يقول الشويخ إنه فوجئ بعدد وطرافة القصص الموجودة في المجتمع بعد نشر الكتاب فقد بدأ المواطنون يرسلون إليه أصنافاً متعددة وغريبة من قصص لا تستطيع أن تجزم بحقيقتها أو إذا كانت من وحي الخيال لغرابتها.. البوسنة والهرسك وسوريا والمغرب كانت محطات رئيسية في كتاب الشويخ إلا أن الرقعة الجغرافية للقصص الكوميدية اللطيفة لم تقف عندها فهناك مصر والسودان والمملكة العربية السعودية والجزائر والعراق والشيشان وغيرها من الدول حتى أن القارئ لمختلف فصول الكتاب يتساءل عن ما إذا كانت ظواهر المسيار والزواج السري عربية خالصة أم أنها أصبحت ظواهر عالمية الحدث عربية الجذور.
وقال إن ردود الفعل على الكتاب في مجملها كانت عنيفة ما بين الرافض بكل عنف والمتهم له بمحاولة هدم الأسرة عن طريق تنبيه الرجال إلى طرق غير معروفة للاحتيال في التعدد وبين المؤيد للفكرة وما طرح من أفكار بشكل مبالغ فيه لا يؤمن به حتى الكاتب نفسه، ويضيف «مع الأسف فهذه هي طبيعتنا كشعوب مجبولة على العاطفة ما أردت إحداثه هو خلق حالة من الجلوس مع النفس والتفكير بمنطقية في الآراء المختلفة حول مواضيع معينة ليس المسيار أهمها ولكن التشنج ورفض الرأي الآخر والحوار غير الموضوعي أصبحت مثل الـ (باكيج) تأتي سوياً لدى أي مفكر أو محاور عربي».
اقرأ المزيد : عبدالله الشويخ يرصد قصصاً واقعية في «حكايا المسيار» - جريدة الاتحاد Cant See Links
أربــــــعــــــون حـــكـــــــــايــــة لـلــتــخـــلـــف
2011/1/31 الساعة 14:00 بتوقيت مكّة المكرّمة
تتعدد في المجتمعات العربية والإسلامية، مسميات لزواجات حديثة، تتنوع أغراضها وأسبابها وآثارها، إلا أنها تتحد وتتفق في أخطارها الاجتماعية والإنسانية، التي تتجاوز حدود كرامة المرأة من خلال استغلال ضعفها وحاجتها،مما قد يؤدي إلى ضياع حقوقها، والتغاضي عن كونها إنساناً مستقلاً. فعلى سبيل المثال، هناك زواج النهار والمسفار والمصياف والمتعة والعرفي، بالإضافة إلى زواج المسيار. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند الاطّلاع على كل هذه المسميات للزواجات السرّية غير المعلنة، التي في معظمها تحدث من وراء ظهر الزوجة أمّ الأولاد، هو ما الذي يجعل تلك الزواجات تختلف عن مسميات العشيقة والخليلة والحبيبة؟!
المسيار موضوع المقالة، الذي يتناوله الكاتب الإماراتي، عبد الله عادل الشويخ في كتابه "حكايا المسيار"، الصادر عن "الدار العربية للعلوم ناشرون"، في حقيقته، زواجٌ سري بين الرجل والمرأة بعقدٍ شرعي مستوفي الشروط والأركان، شرط أن تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة. هنا لا بد من الإشارة إلى أن الزواج الشرعي والأخلاقي والإنساني، هو زواج النور، ومن شروطه، السكن والمودة والرحمة، لتصان به الحقوق والواجبات! الآية الكريمة في هذا الأمر واضحة لا لبس فيها: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". انتشر زواج المسيار بشكل كبير في الدول العربية والإسلامية، وهدفه قضاء حاجة جنسية تحت مظلة شرعية، وشروطه الإيجاب والقبول والشهود والولي. هناك أصوات تبرر وتحلل وتقول إن هذا النوع من الزواج فيه مصالح مشتركة تخدم الرجل والمرأة معاً، فمصلحة المرأة من هذا الزواج، هي إشباع غريزتها الجنسية من ناحية، والحد من معاناة العوانس والأرامل والمطلّقات من ناحية أخرى، أو قد يكون زواجاً مدفوع الأجر لسد حاجة المرأة وعوزها المادي. أما مصلحة الرجل في هذا الزواج فتظهر من خلال رغبته في التمتع بأكثر من امرأة من ناحية، وحمايته من الوقوع في الرذيلة من ناحية أخرى، بالإضافة إلى حرصه على حفظ كيان أسرته الأساسية.