آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12612 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7381 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13261 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14635 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48771 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43832 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36042 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20851 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21113 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27059 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-28-2015, 10:49 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


هل اللغة العربية تضعف أم تقوى مع الزمن؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل اللغة العربية تضعف أم تقوى مع الزمن؟


اللغة العربية مرتبطة بالإسلام و فهم القرآن ، وقد حاول المستعمرون الغربيون ومن صدّقهم تنحيتها , و تغيير اللغة أمر صعب جداً ، لكنهم يخططون للأجيال البعيدة .

و لولا أن الإعلام العربي محتاج للغة الفصحى لنـُسيت و ضاعت, فالإعلام والكتب والمجلات أيضاً احتاجت للغة الفصحى لأنها لغة تجمع العرب .

و قد قامت الحرب على اللغة العربية منذ الانتداب البريطاني , كمحاولة لتهميشها وبالتالي تهميش القرآن .

والحركة القومية أحيت اللغة العربية الفصحى ، فصارت الكتابة في المجلات والجرائد والإعلام بالفصحى ، وظهر أدباء الإحياء.

وأراد أعداء العربية المستعمرون وغيرهم أن يُذلوها ، لكنهم أعزّوها. والبعثات التنصرية الفرنسية احتاجتها للتواصل مع العرب وأنشأت المطابع العربية ، فأعزّت العربية .

الإعلام احتاجها للتواصل مع العرب من كل الجنسيات , فالإعلام (الغربي خصوصاً) عـَصْرَنَ اللغة العربية لأنه احتاج إليها.

صحيح أن من لديه لغة أجنبية يستفيد و يتعلم أكثر ، لكن إذا نظرنا للأجيال البعيدة فلن يكون هذا بصالح اللغة الأم , فلاحقاً ستكون أسماء الأماكن الفخمة كالمطاعم الفخمة والفنادق باللغة الإنجليزية فقط , و هكذا سيؤول حال العرب إلى أن يكون القرآن و كأنه بلغة أجنبية بعد حوالي مئة سنة , فلا يكون للقرآن أمة ٌ تتكلم لغته ، وهذا ما يطمح له أعداء العربية .

لكن تأمل كيف حِفْظُ الله للقرآن ولغته, {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .

في الفترة التي نعيشها ، نرى أشرس هجمة على القرآن ، ومع ذلك اللغة العربية عزيزة ٌ في هذا الجيل أكثر من الأجيال السابقة من قبل 200 إلى 500 سنة ، فترى الطفل يتكلم بالفصحى ، بينما لو رجعنا لوثائق آبائنا و الصكوك الرسمية التي كتبوها ، فسنجد أن أغلبها كتبت بالعامية أو بفصحى مخلوطة بالعامية ومكسرة.

المطابع التي أوجدت في لبنان و مصر (مع أن إنشاءها كان بقصد التغريب والتبشير المسيحي عن طريق اللغة العربية) و لكنهم نشروا اللغة العربية دون أن يقصدوا, فمثل كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ كان مجرد مخطوطة ، و بعد المطابع أصبح منتشراً في كل مكان , فغريب أن تأتي نهضة حديثة لتُعزّ و تنشر القرآن بين الناس من غير قصد!

والحقيقة أن ما كسبه الناس من اللغة الانجليزية في النهضة الحديثة لا يعادل شيئاً مما كسبه الناس من اللغة العربية الفصيحة. فبعد سيطرة المماليك والأتراك بدأت تضعف اللغة العربية تدريجياً, و كانت سائرة بالتحلل, فكانت تأخذ كلمات أجنبية كالتركية وعاميات تبتعد عن اللغة الأصل , لكن الآن يحدث ما نراه في لغة المثقفين ، نرى الجزائري والكويتي واليمني من المثقفين مثلاً يتكلمون نفس اللغة تقريباً وهي قريبة من الفصحى , نجد أن ثلاثة أرباع كلام لغة المثقفين منهم بالفصحى تقريباً , و تتبقى مسألة الإعراب الذي لا يدققون فيها كثيراً .

ودخلت اللغة العربية الفصحى حتى إلى اللهجات العامية, مثلاً في السابق كان الناس في بعض المناطق لا ينطقون حوف (القاف) إلا بالقاف العامية وليست بالفصحى ، و الآن بدأت تـُنطق بالفصحى , وكثير من الناس يقولون أن اللغة العربية تتضاءل و تضمحل, لكن لو نرجع إلى 400 سنة ، هل ستجد طفلاً صغيراً ينطق اللغة العربية و كلماتها بهذا الشكل؟ ربما لا تجد عَالِماً ينطقها مثله في أغلب البيئات!! والعجيب أن من نشر الفصحى هم العلمانيون والغرب أنفسهم والمتأثرين به من ملاحدة وليبراليين ، وكلهم بلا شك ليسوا دعاة الإسلام !! فعجيب أمر هذا التسخير للغة القرآن! وحتى الملاحدة الذين يكتبون هجومهم على الإسلام يكتبونه بالفصحى وليس بالعامية مع أنهم يستطيعون ذلك .

الآن من يتكلم اللغة العربية الفصحى بطلاقة فيعتبر ذلك مصدر فخر له و يتكلم بثقة في الإعلام , بدليل أنك لو ترى في برنامج تلفزيوني متصلاً يتكلم بالفصحى فسيتلقاه الناس بشكل أكثر جدية ممن يتكلم بالعامية , و من يتكلم بالفصحى بطلاقة هو من يسمى الآن مثقفاً و ليس من يتكلم لغة إنجليزية , فمن يتكلم الفصحى تعلم أنه قارئ بلا شك ، لكن من يتكلم لغة انجليزية أو أي لغة أخرى لا تضمن أنه قارئ , فقد تعرف شخصاً يتكلم لغة الأردو مثلاً و لا تستطيع أن تقول أنه مثقف ، بل ربما ظروف عمله أو قرابته جعلته يتكلمها. فبما أن الشخص يجيد التكلم بالفصحى ، إذاً هو مثقف، هكذا يرى الناس . فأحدٌ يجيد لغة إنجليزية ولا يجيد الفصحى لا يسمى عند الناس مثقفاً.

اللهجة العامية صارت تنحسر إلى حد المنزل ، و كلما تبتعد أكثر عن المنزل كلما تقترب إلى اللغة العربية الفصحى , إلى أن تصل للكتابة ، حيث تكون بالفصحى بالكامل, فصار من يريد أن يأخذ احتراماً أكثر يتكلم بالفصحى ويكتب بها. فصار هذا قانوناً عند العرب , ومن يريد أن يسبغ على كلامه لغة علمية أو غربية ، يـُدخل على كلامه الفصيح كلمات إنجليزية . ومن يلجأ للغة الأجنبية ليعبـّر يجدُ أن وضعه ممجوجاً , لكن من يضطر للغة الأجنبية اضطراراً ليعبـّر فهذا من كمال الثقافة . لكن من يجيد الأجنبية أكثر من العربية فيعتبر هذا من قصور الثقافة .

ثم كيف يكون الإنسان مثقفاً و متعلماً واللغة – التي هي وسيلة الاتصال - لا يعرفها؟! لهذا الناس يحكمون على من لا يجيد اللغة بأنه ناقص في التعليم, فمن لم يعرف وسيلة النقل لا يجيد نقل شيء , ولغة الإنسان تنطق عن عقله, فالعاقل دائماً يبحث عن لغة مشتركة ليخاطب بها الآخرين, فإذا كان الشخص لا يبحث أو لا يملك لغة مشتركة فهذا يعتبر قصوراً بحالته العقلية. تصور أحداً يجلس مع أناس ليسوا من بيئته و يتكلم بلغته العامية البحتة , هذا لا يدل على رقي عقله , لكن من يتكلم من لهجته الكلام الذي يعلم أنهم يعرفونه ، و ما لا يعرفونه من كلامه يتكلم به من لهجتهم أو من الفصحى ، فهذا وضعه أفضل .


إن الكاسب الكبير من التغريب هو اللغة العربية . و العجيب أن أكثر من قام بالنهضة العربية الثقافية هم مسيحيون و يهود و علمانيون , و (نابليون) أحدهم ، فهو من أنشا مطبعة مصر , و مع ذلك فاللغة العربية محفوظة ، بل محفوظة بأعدائها! حتى من ينتقدونها ويريدون تنحيتها يكتبون آراءهم بالعربية!! مع أن الحقد على الإسلام يجرّ إلى الحقد على اللغة العربية .

و مشكلة ازدواجية اللغة هي قضية (ويل كوكس) المندوب البريطاني على مصر الذي دعا إلى هجر اللغة العربية الفصحى والاتجاه للعامية وأيده بعض الكتاب العرب كالعادة، فيقول أن سبب تأخر العرب الحضاري أنهم يكتبون بلغة و يتكلمون ويفكرون بلغة أخرى . لكن العامية هي بنت الفصحى فهي ليست لغة أخرى مختلفة كما يُصوِّر لنا.

ثم إن الإنسان لا يفكر بكلمات وحروف ، وإذا تغيرت تغير تفكيره كما يظن! إن الشخص الذي يتكلم لغتين منفصلتين لا يقال عنه أن لديه ازدواجية في اللغة ، لكن من يتكلم بلغة عامية و فصيحة يقولون أنها ازدواجية ! فما بالك بمن يجيد 6 لغات ؟!! هل له 6 ازدواجيات؟! و 6 شخصيات؟!

يقول (ويل كوكس) أن سبب قيام النهضة الأوروبية ترك اللغة اللاتينية, لكننا احترنا معهم : هل سبب قيام النهضة الأوروبية ترك اللاتينية أم ترك الدين كما يدعون أيضاً؟ .. في القرن الثالث عشر طردت بريطانيا اليهود ، ثم لحقتها بقية الدول الأوروبية, ووافق هذا وقت عصر النهضة, ووافق أيضاً خروج المسلمين من الأندلس, فالإرث الأندلسي من العرب وطرد اليهود هو ما أقام النهضة الأوروبية , و ليس ترك اللاتينية أو ترك الدين .

يظن (ويل كوكس) أنه بسبب الدين اتجه الناس إلى العربية . في الحقيقة أن الاتجاه اللغوي هو دليل على وجود المنجم الثقافي والحضاري, فلو لم يكن في العربية منجم ثقافي لما اتجهوا لها و لاتجهوا لغيرها . أوروبا التي كانت سابقاً تكتب باللاتينية , لو استمروا عليها لكان هذا في صالحهم ، و لما احتاجوا لمترجمين و للمجهودات الضائعة بدراسة اللغات و الترجمة, فلو كانت لديهم لغة مشتركة لكان أفضل لهم, بدلاً من أن يكون بين قريتين لا تبعدان عن بعضهما أكثر من 30 كيلومتراً ومع ذلك لا يستطيعون التخاطب مع بعضهم؛ فقط لأنهم من دولتين مختلفتين، كما هو حاصل الآن في أوروبا مثل فرنسا وبريطانيا، ومثل هولندا وألمانيا. إذاً وضعهم فاشل وليس ناجحاً , فلماذا كل ما تفعله أوروبا يُعتَبَر ناجحاً ؟!

بينما تقطع أكثر من 10,000 كيلو متر كلهم لهم لغة واحدة من الخليج إلى المحيط ومن البحر المتوسط إلى بحر العرب!

الآن ما يُكتب بالعربية ينتشر في أكثر من 25 دولة ، و ليس مثل أوروبا في كل دولة تحتاج إلى مترجم . إن الابتعاد عن المصدر اللغوي و الموروث الضخم يؤدي إلى افتقار الأمة ثقافياً ، وبالتالي تنضب مواردها ..

إذا قلنا لهجة أو لغة ، فنعني أن وراءها ثقافة , فكونك مقتصر على لهجة محلية ، فأنت مقتصر على ثقافة محلية , لكن إذا قلنا لغة ، فأنت معتمد على ثقافة اللغة العربية مثلاً عبر العالم العربي و عبر تاريخه أيضاً , فكيف نترك كل هذا التراث الضخم بآدابه وأمثاله وعلومه ومنجزاته؟! ونكتفي بالعاميات حتى يرضى (ويل كوكس) وأذنابه .. لا يفعل هذا عاقل .

إذاً الدعوة للعامية دعوة غير ناضجة ولا حكيمة ولا تحل مشكلة و تقلل من الثقافة وتزيد التفرق أكثر , فالتفرق الاجتماعي ينتج تشققاً لغوياً ، والهدف من ورائها معروف وهو هجر القرآن من خلال هجر لغته حتى يصير ألغازاً .


من يتكلم اللغة العربية العامية و الفصحى فلا يصح اعتبار أن لديه ازدواجية , بل هنالك تناغم بين العامية و الفصحى . الازداجية حين تكون لغتين من مجموعات لغوية مختلفة لا تتصل ولا حتى بالأصل اللغوي للكلمة, كالعربية والإنجليزية.

الاقتصار على اللهجة العامية يُضعف الروافد الثقافية أولاً , و ثانياً يقلل الانتشار و الشيوع , و ثالثاً يزيد التشقق , فداخل البلد الواحد تظهر اللهجات ، فتكون مضطراً لتعلم اللهجات . إذاً هي دعوة تؤدي إلى المحلية , وبالتالي محلية التفكير , ويهيئ حتى للانقسام السياسي ، فكل لغة تنفصل و تنمو، وهذا لا يساعد على التوحد والمساواة .

دائماً أي لغة استعملها الكثير و في بيئات مختلفة هي الأجود والأفضل وهي القادرة على الاستيعاب، وهذا ما تملكه العربية الفصحى في أرضها, وقِدَمُها عزّزَها كذلك , لهذا نقول أنها لغة جميلة و واسعة وأفضل للتعبير من اللهجة المحلية .

ثم من التناقض أن تريد استخدام لهجة محلية لتخاطب بها العموم ، استعمل لهجتك المحلية في نطاقك المحلي فقط , فلا يكتب شامي بلهجته المحلية لمصر أو للمغرب العربي مثلاً .

و عدم نجاح النكتة و الكوميديا في الفصحى يدل على نجاحها ؛ لأن الكوميديا مبنية على السخافة و الأشياء المناقضة للحقيقة مثل الكاركاتير .

ثم لماذا الصحف تتبنى اللغة العربية؟ هل لأجل القرآن؟ بالطبع.. ليس كلها, بل لأنهم خاضوا التجربة ووجدوها فاشلة . إذاً ما يريدونه أن يكون قد فشلوا فيه .

الإعلام تبنى اللغة العربية لأنها ناجحة ، بدليل أن العاميّات امتلأت بكلمات الفصحى ، و تزداد امتلاءً مع مرور الوقت , إذاً سيأتي يوم لا تكون فيه عامية ، بسبب ازدياد الثقافة .

فسبحان من حفظ القرآن وحفظ لغته، وسَخَّر لها حتى أعداءها ! والقرآن الذي وحَّد للعرب لغتهم قادر على أن يوحِّد لهم أكثر من ذلك ..

في 11:14 ص
إرسال بالبريد الإلكتروني

كتابة مدونة حول هذه المشاركة

Cant See Links


هل اللغة العربية تضعف أم تقوى مع الزمن : الجزء الثاني

فكرة أن من يتعلم لغات أجنبية تضعف لغته العربية غير دقيقة، فليس الأمر بهذه الصورة المخيفة ، لأنه أثناء تعلمه للغة أجنبية يحتاج إلى الرجوع للقواميس العربية لمعرفة مقابل تلك الكلمات الأجنبية ، وهكذا يكون درس قاموس العربية ، وبالتالي تجودت لغته العربية أكثر .
وتداول مصطلحات التكنولوجيا بلغة أجنبية لا يكون على حساب مصطلح عربي ، لأنه مصطلح جديد ، أو يكون مصطلحاً معرباً أو قابلاً للتعريب ، أو يكون من الدخيل ، لكنها ليست مشكلة كبيرة مقابل النطق بالعربية الذي سهلته التكنولوجيا من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة..

ولو نظرت إلى الشعر مثلاً ورجعت إلى ما قبل 150 سنة سيكون من النادر أن تجد شاعراً يكتب باللغة الفصحى، لكن في هذا العصر يوجد شعراء كُثُر وكبار مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ونزار قباني والسياب ومحمود درويش وغيرهم، ويكتبون بالفصحى ولهم جماهيرية عريضة ، وهذا يعني اقتراب الشعوب العربية من اللغة العربية الفصحى .
وفكرة أن اللغة العربية تتراجع وفي طريقها إلى الانقراض مقابل الإنجليزية فكرة عكسها هو الصحيح ، فلم تنقرض اللغات الهندية رغم سيطرة الإنجليز عليها 4 قرون ..

تعلم اللغات الأجنبية لا يعني إطلاقاً أن اللغة الأم في خطر ، بل يسبب لها تغذية ، والحقيقة أن من يتعلم لغة أخرى هو يتعلم لغتين ، لغته الجديدة ولغته الأم ، لأنه يترجم من و إلى لغته الأم، والكتابة بلغة أجنبية عبارة عن ترجمة مستمرة تعتمد على اللغة الأم.

ونجد أغلب الأوروبيين يعرفون عدة لغات ولم تنقرض لغاتهم الأصلية , واللغة العربية من اللغات الحية في العالم ، وإحدى اللغات المعتمدة في هيئة الأمم المتحدة ، فما هي اللغة من اللغات حتى غير الحية التي قضت عليها اللغة الإنجليزية؟

لا أحد ينسى لغته الأم إلا بعد أجيال كثيرة من المهاجرين الذين يعيشون في أجواء لغة أخرى بالكامل ، حتى نتكلم الإنجليزية في حياتنا ومع أهلنا يجب أن ينتقل كل إنجليز العالم إلينا أو ننتقل نحن إليهم ، وبعد عدة أجيال أيضاً يبدأ التغير.

لا يمسح اللغة إلا الإرادة بدافع ديني وبالتدريج ، مثلما تعرضت له مصر وشمال أفريقيا بعد أن أسلموا ، وهو الذي غيّر لغتهم ، الدافع الديني أكبر من الدافع التكنولوجي في تغيير اللغة، ومن يتنادون بموت اللغة العربية وعجزها وأنها آيلة للفناء غالباً هم ممن يتكلمون عن أمنياتهم كبعض المستشرقين ، أو من يقرأ إحباطاتهم ويصدقها.

اللغة العربية التي يتكلمون عن موتها هي التي تفعل فعلها في اللغات الأفريقية والآسيوية من خلال الدين الإسلامي وتجعلهم يغيّرون أسماءهم إلى أسماء عربية ويتعلمون الخط العربي احتفاءً بالمصحف ، لغة الأردو واللغة الفارسية كلها تكتب بالخط العربي ، وكذلك التركية قبل مرحلة العلمانية في تركيا ، مع أن الشعب التركي لا يزال يتعلم العربية حتى الآن..

هل اللغة التي تغزو لغات أخرى تستحق أن تُسمى لغة ميتة؟؟!، حتى من يتابع الأفلام الهندية , يجدها مليئة بالكلمات العربية , مثل كلمات" لكن , دنيا , مبارك , حكومات... إلخ، مع أنهم غير مسلمين , في الواقع أن اللغة العربية تنافس الإنجليزية في الانتشار ، وأوسع امتداداً من الفرنسية ، بل ومن الإنجليزية إذا اعتبرنا أن اللغة العربية تتعلم للحياة والدين ، أما اللغة الإنجليزية تتعلم للعمل فقط ، ولا أحد يتعلم الانجليزية لكي يتكلم بها مع أهله أو يتعبد بها ، لذلك انتشار العربية أصيل ، ويدخل في اللغات الأم ,أما انتشار الإنجليزية فهو سطحي ولا يدخل ميدان اللغة الأم إلا فيما يتعلق بمصطلحات علمية أو أسماء أدوات وأجهزة..

وإذا كانت الإنجليزية ستغزو اللغة العربية كما يتنادون ، إذن كل لغات العالم في خطر وليس اللغة العربية فقط ، مع أن هذا لا يمكن أن يكون ، أما عن دخول بعض الكلمات فهذه حالة طبيعية من التأثر والتأثير بين اللغات ، وإذا كانت اللغة العربية أخذت كلمات من الإنجليزية ، فاللغة الإنجليزية مليئة بالكلمات ذوات الأصل العربي .
لا يمكن أن تكون اللغة الجديدة مثل اللغة الأم التي يعرف اشتقاقاتها وأساساتها , فمن يتعلم لغة لا يطور شيئاً في هذه اللغة.
المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: في ظلال القلم
Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir