آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12689 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7445 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13334 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14712 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48849 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43907 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36095 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20892 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21165 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27097 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-17-2011, 10:08 AM   رقم المشاركة : 76
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الحادية والستون

فـي الـتـوقـف عـنـد كـل شـئ حـتـى يـتـبـيـن لـه إبـاحـة فـعـلـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : كل مؤمن مكلف بالتوقف و التفتيش عند حضور الأقسام عن التناول و الأخذ، حتى يشهد له الحكم بالإجابة، و العلم بالقسمة، و المؤمن فتاش و المنافق لقاف. و قال صلى الله عليه و سلم ( المؤمن وقاف ) و قال صلى الله عليه و سلم : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) فالمؤمن يقف عند كل قسم من مأكول و مشروب و ملبوس و منكوح و سائر الأشياء التي تفتح له فلا يأخذ حتى يحكم له بجواز الأخذ و التناول كحكمه إذا كان في حالة التقوى. أو حتى يحكم له بذلك الأمر إذا كان في حالة الولاية. أو حتى يحكم العلم في حالة البدلية و الغوثية، و الفعل الذي هو القدر المحض و هي حالة الفناء، ثم تأتيه حالة أخرى تتناول كل ما يأتيه و يفتح له ما لم يعترض عليه الحكم والأمر والعلم، فإذا اعترض أحد هذه الأشياء امتنع من التناول، فهي ضد الأولى.

ففي الأولى الغالب عليه التوقف و التثبت. و في الثانية الغالب عليه التناول و الأخذ و التلبس بالفتوح. ثم تأتى الحالة الثالثة.

فالتناول المحض و التلبس بما يفتح من النعم من غير اعتراض أحد الأشياء الثلاثة و هي حقيقة الفناء، فيكون المؤمن فيها محفوظاً من الآفات وخرق حدود الشرع مصاناً مصروفاً عنه الأسواء، كما قال الله تعالى : }كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{.يوسف24. فيصير العبد مع الحفظ عن خرق الحدود كالمقرض إليه المأذون له و المطلق له في الإباحات الميسر له الخير، ما يأتيه قسمه المصفى له من الآفات و التبعات في الدنيا و الآخرة، و الموافق لإرادة الحق و رضاه و فعله و لا حالة فوقها و هي الغاية، و هي السادة الأولياء الكبار الخلص أصحاب الأسرار، الذين أشرفوا على عتبة أحوال الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:09 AM   رقم المشاركة : 77
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثانية والستون

فـي الـمـحـبـة و الـمـحـبـوب و مـا يـجـب فـي حـقـهـمـا


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ما أكثر ما يقول المؤمن قرب فلان و بعدت، وأعطى فلان و حرمت، وأغنى فلان و أفقرت و وفى فلان و أسقمت، و عظم فلان و حقرت، و حمد فلان و ذممت، و صدق فلان و كذبت. أما يعلم أنه الواحد. وأن الواحد يحب الوحدانية في المحبة، و يحب الواحد في محبته.

إذا قربك بطريق غيره نقصت محبتك له عز و جل و شعبت فربما دخلك الميل إلى من ظهرت المواصلة و النعمة على يديه، فتنقص محبة الله في قلبك، و هو عز و جل غيور لا يحب شريكه فكف أيدي الغير عنك بالمواصلة و لسانه عن حمدك و ثنائك و رجليه عن السعي إليك كيلا تشتغل به عنه، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ) فهو عز و جل يكف الخلق عن الإحسان إليك من كل وجه و سبب حتى توحده و تحبه، و تصير له من كل وجه بظاهرك و باطنك في حركاتك و سكناتك، فلا ترى الخير إلا منه و لا الشر إلا منه عز و جل ، و تفنى عن الخلق و عن النفس، و عن الهوى و الإرادة و المنى، و عن جميع ما سوى المولى، ثم يطلق الأيدي إليك بالبسط و البذل و العطاء، و الألسن بالحمد و الثناء فيدلك ابداً في الدنيا ثم في العقبى، فلا تسئ الأدب، انظر إلى من ينظر إليك، و اقبل على من أقبل إليك، و أحب من يحبك و استجب من يدعوك و أعط يدك من يثبتك من سقطك و يخرجك من ظلمات جهلك، و ينجيك من هلكك و يغسلك من نجاسك، و ينظفك من أوسخاك، و يخلصك من جيفك و نتنك، و من أوهامك الردية، و من نفسك الأمارة بالسوء و أقرانك الضلال المضلين شياطنيك، و أخلائك الجهال قطاع طريق الحق الحائلين بينك و بين كل نفيس و ثمين و عزيز.



إلى متى المعاد، إلى متى الحق، إلى متى الهوى، إلى متى الرعونة، إلى متى الدنيا، إلى متى الآخرة، إلى متى سوى المولى؟ أين أنت من خالقك و الأشياء، و المكون الأول الآخر الظاهر الباطن، و المرجع و المصدر إليه، و له القلوب و طمأنينة الأرواح و محط الأثقال و العطاء و الامتنان، عز شأنه.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:09 AM   رقم المشاركة : 78
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثالثة والستون

فــي نــوع مــن الــمــعــرفــة


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : رأيت في المنام كأني أقول يا مشرك بربه في باطنه بنفسه و في ظاهره بخلقه و في عمله بإرادته، فقال رجل إلى جنبي ما هذا الكلام، فقلت هذا نوع من أنواع المعرفة.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:10 AM   رقم المشاركة : 79
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الرابعة والستون


فــي الـمـوت الذي لا حـيـاة فـيـه و الـحـيـاة الـتـي لا مـوت فـيـهـا


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ضاق أبى الأمر يوماً فتحرك في النفس، فقيل لي : ماذا تريد؟؟ فقلت: أريد موتاً لا حياة فيه و حياة لا موت فيها؟؟ فقيل لي: ما الموت الذي لا حياة فيه و ما الحياة التي لا موت فيها؟؟ قلت:

الموت الذي لا حياة فيه موتى عن جنسي من الخلق فلا أراهم في الضر و النفع، و موتى عن نفسي و هوائي و إرادتي و منائى في الدنيا و الأخرى فلا أحس في جميع ذلك و لا أجد.


و أما الحياة التي لا موت فيها: فحياتي بفعل ربى عزّ و جلّ بلا وجودي فيه، و الموت في ذلك وجودي معه عزّ و جلّ، فـكـانـت هـذه الإرادة أنـفـس إرادة أردتـهـا مـنـذ عـقـلـت.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:10 AM   رقم المشاركة : 80
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الخامسة والستون

فـي الـنـهـي عـن الـتـســخـط عـلـى الله فـي تـأخـيـر إجـابـة الـدعـاء


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ما هذا التسخط على ربك عزَّ و جلّ من تأخير إجابة الدعاء؟؟ تقول حرم على السؤال للخلق و أوجب على السؤال و أنا أدعوه و هو لا يجبيبنى فيقال لك أحر أنت أم عبد فإن قلت أنا حر فأنت كافر وغن قلت أنا عبد لله، فيقال لك أمتهم أنت لوليك في تأخير إجابة دعائك و شاك في حكمته و رحمته بك و بجميع خلقه وعلمه بأحوالهم أو غير متهم له عزَّ و جلّ ؟؟ فإن كنت غير متهم له و مقر بحكمته و إرادته و مصلحته لك و تأخير ذلك فعليك بالشكر له عزَّ و جلّ، لأنه اختار لك الأصلح و النعمة و دفع الفساد، و إن كنت متهماً له في ذلك فأنت كافر بتهمتك له، لأنك بذلك نسبت له الظلم و هو ليس بظلام للعبيد، لا يقبل الظلم و يستحيل عليه أن يظلم إذ هو مالكك و مالك كل شئ فلا يطلق عليه اسم الظالم، و إنما الظالم من يتصرف في ملك غيره بغير إذنه فانسد عليك سبيل التسخط عليه في فعله فيك بما يخالف طبعك و شهوة نفسك و إن كان في الظاهر مفسدة لك.

فعليك بالشكر و الصبر و الموافقة، و ترك السخط و التهمة و القيام مع رعونة النفس و هواها الذي يضل عن سبيل الله.

وعليك بدوام الدعاء و صدق الالتجاء، و حسن الظن بربك عزَّ و جلّ، و انتظار الفرج منه، و التصديق بوعده، و الحياء منه، و الموافقة لأمره، و حفظ توحيده و المسارعة إلى أداء أوامره، و التماوت عن نزول قدره بك و بفعله فيك، و إن كان لابد أن تتهم و تسئ الظن فنفسك الأمارة بالسوء العاصية لربها عزَّ و جلَّ أولى بهما، و نسبتك الظلم إليها أحرى من مولاك. فاحذر موافقتها و موالاتها، و الرضى بفعلها و كلامها في الأحوال كلها، لأنها عدوة الله و عدوتك، و موالية لعدو الله و عدوك الشيطان الرجيم، هي خليلته و جاسوسته و مصافيته، الله الله ثم الله، الحذر الحذر النجا النجا، أتهمها و أنسب الظلم إليها و اقرأ عليها قوله عزَّ و جلّ : }مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ{.النساء147. وقوله عزَّ و جلّ : }إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{.يونس44. و غيرها من الآيات و الأخبار.


كن مخاصماً لله على نفسك مجادلاً لها عنه عزَّ و جلّ، و محارباً و سيافاً و صاحب جنده و عسكره، فإنها أعدى عدو الله عزَّ و جلّ، قال الله تعالى : " يا داود أهجر هواك فإنه لا منازع ينازعني في ملكي غير الهوى ".


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:11 AM   رقم المشاركة : 81
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السادسة والستون

فـي الأمـر بـالـدعـاء و الـنـهـى عـن تـركـه

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تقل لا أدعو الله، فإن كان ما أسأله مقسوماً فسيأتي إن سألته أو لم أسأله، و إن كان غير مقسوم فلا يعطيني بسؤال، بل اسأله عزَّ و جلَّ جميع ما تريد و تحتاج إليه من خير الدنيا و الآخرة ما لم يكن فيه محرم و مفسدة لأن الله تعالى أمر بالسؤال له و حث عليه. قال تعالى : }ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ{.غافر60. و قال عزَّ و جلَّ : }وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}{ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ{.النساء32. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اسألوا الله و أنتم موقنون بالإجابة ) و قال صلى الله عليه وسلم : ( اسألوا الله ببطون أكفكم ) و غير ذلك من الأخبار. و لا تقل إني أسأله فلا يعطيني فإذا لا أسأله، بل دم على دعائه، فإن كان ذلك مقسوماً ساقه إليك بعد أن تسأله، فيزيد ذلك إيماناً و يقيناً و توحيداً و ترك سؤال الخلق و الرجوع إليه في جميع أحوالك و إنزال حوائجك به عزَّ و جلَّ ، و إن لم يكن مقسوماً لك أعطاك الغناء عنه و الرضا عنه عزَّ و جلَّ بالقصص. فإن كان فقراً أو مرضاً أرضاك بهما و إن كان ديناً قلب الدائن من سوء المطالبة إلى الرفق و التأخير و التسهيل إلى حين ميسرتك أو إسقاطه عنك أو نقصه، فإن لم يسقط و لم يترك منه في الدنيا أعطاك عزَّ و جلَّ ثواباً جزيلاً ما لم يعطك بسؤالك في الدنيا، لأنه كريم غنى رحيم، فلا يخيب سائله في الدنيا و الآخرة فلابد من فائدة، و نائلة إما عاجلاً و إما آجلاً فقد جاء في الحديث: ( المؤمن يرى في صحيفته يوم القيامة حسنات لم يعملها و لم يدر بها فيقال له أتعرفها ؟ فيقول ما أعرفها من أين لي هذه ؟ فيقال له إنها بدل مسألتك التي سألتها في دار الدنيا ) و ذلك أنه بسؤال الله عزَّ و جلَّ يكون ذاكراً الله و موحداً و واضع الشئ في موضعه، و معطي الحق أهله، و متبرئاً من حوله و قوته، و تاركاً للتكبر و التعظيم و الأنفة، و جميع ذلك أعمال صالحة ثوابها عند الله عزَّ و جلَّ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:11 AM   رقم المشاركة : 82
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السابعة والستون

فـي جـهـاد الـنـفـس و تـفـصـيـل كـيـفـيـتـه


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : كلما جاهدت نفسك و غلبتها و قتلتها بسيف المخالفة أحياها الله، و نازعتك و طلبت منك الشهوات و اللذات الجناح منها و المباح، لتعود إلى المجاهدة ليكتب لك ثواباً دائماً، و هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) أراد مجاهدة النفس لدوامها و استمرارها على الشهوات و اللذات، و إنهماكها في المعاصي، و هو معنى قوله عزَّ و جلَّ : }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{.الحجر99. أمر الله عزَّ و جلَّ لنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبادة و هي مخالفة النفس، لأن العبادة كلها تأباها النفس و تريد ضدها إلى أن يأتيه اليقين يعنى الموت.


فإن قيل : كيف تأبى نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادة و هو عليه والصلاة و السلام لا هوى له }وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{.النجم3–4. فيقال أنه عزَّ و جلَّ خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ليتقرر به الشرع فيكون عاماً بين أمته إلى أن تقوم الساعة. ثم إن الله عزَّ و جلَّ أعطى نبيه عليه الصلاة و السلام القوة على النفس و الهوى، كيلا يضراه و يحوجاه إلى المجاهدة، بخلاف أمته، فإذا دام المؤمن على هذه المجاهدة إلى أن يأتيه الموت و يلحق بربه عزَّ و جلَّ بسيف مسلول ملطخ بدم النفس و الهوى أعطاه ما ضمن له من الجنة، لقوله عزَّ و جلَّ : }وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{.النتزعات40–41. فإذا أدخله الجنة و جعلها داره و مقره و مصيره، أمن من التحويل عنها و الانتقال إلى غيرها و العودة إلى دار الدنيا جدد له كل يوم و كل ساعة من أنواع النعيم و تغير عليه أنواع الحال و الحلى إلى ما لا نهاية و لا غاية و لا نفاد، كما جدد في الدنيا كل يوم و كل ساعة و لحظة مجاهدة النفس و الهوى.

و أما الكافر و المنافق و العاصي لما تركوا مجاهدة النفس و الهوى في الدنيا و تابعوها، و وافقوا الشيطان تمرجوا في أنواع المعاصي من الكفر و الشرك و ما دونهما حتى أتاهم الموت من غير الإسلام و التوبة، أدخلهم الله النار التي أعدت للكافرين في قوله عزَّ و جلَّ : }وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ{.آل عمران131. فإذا أدخلهم فيها و جعلها مقرهم و صيرهم، فأحرقت جلودهم و لحومهم جدد لهم عزَّ و جلَّ جلوداً و لحوماً كما قال عزَّ و جلَّ : }كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا{.النساء56. يفعل عزَّ و جلَّ بهم ذلك كما وافقوا أنفسهم و أهواءهم في الدنيا في معاصيه عزَّ و جلَّ ، فأهل النار تجدد لهم كل وقت جلود و لحوم لإيصال العذاب و الآلام إليهم. و سبب ذلك مجاهدة النفس و عدم موافقتها في دار الدنيا و هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا مزرعة الآخرة ).


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:12 AM   رقم المشاركة : 83
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثامنة والستون


فـي قـولـه تـعـالـى : ( كـل يـوم هـو فـي شــأن )


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إذا أجاب الله عبداً ما سأله و أعطاه ما طلبه لم تنخرم إرادته و لا ما جف به القلم و سبق به العلم، لكنه يوافق سؤاله مراد ربه عزَّ و جلَّ في وقته، فتحصل الإجابة و قضاء الحاجة في الوقت المقدر الذي قدره له في السابقة لبلوغ القدر وقته كما قال أهل العلم قوله عزَّ و جلّ : }كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ{.الرحمن29. أي يسوق المقادير إلى المواقيت، يعطى الله أحداً شيئاً في الدنيا بمجرد دعائه، و كذلك لا يصرف عنه شيئاً بدعائه المجرد، و الذي ورد في الحديث ( و لا يرد القضاء إلا الدعاء ) قيل إن المراد به لا يرد القضاء إلا الدعاء الذي قضى أن يرد لقضائه، و كذلك لا يدخل أحد الجنة في الآخرة بعمله، بل برحمة الله عزَّ و جلَّ، لكنه يعطى العباد في الجنة الدرجات على قدر أعمالهم.

و قد ورد في حديث عائشة رضي الله عنها ( أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم هل يدخل أحد الجنة بعمله؟ فقال لا برحمة الله، فقالت و لا أنت؟ فقال و لا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته و وضع يده على هامته ) و ذلك لأن الله عزَّ و جلَّ لا يجب عليه لأحد حق و لا يلزمه الوفاء بالعهد، بل يفعل ما يريد يعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء، و يرحم من يشاء، فعال لما يريد و لا يسال عما يفعل و هم يسئلون، يرزق من يشاء بغير حساب بفضل رحمته و منته، و يمنع من شاء بعدله، و كيف لا يكون كذلك و الخلق من لدن العرش إلى الثرى التي هي الأرض السابعة السفلى ملكه و صنعه، لا مالك لهم غيره و لا صانع لهم غيره، قال عزَّ و جلَّ : }هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ{.فاطر3. و قال تعالى : }أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ{.النمل60–61–62–63–64. و قال تعالى : }هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً{.مريم65. و قال تعالى : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ{.آل عمران26–27.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:13 AM   رقم المشاركة : 84
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة التاسعة والستون

فـي الأمـر بـطـلـب الـمـغـفـرة و الـعـصـمـة
و الـتـوفـيـق و الـرضـا و الـصـبـر مـن الله تـعـالـى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تطلبنّ من الله شيئاً سوى المغفرة للذنوب السابقة و العصمة منها في الأيام الآتية اللاحقة، و التوفيق لحُسن الطاعة، و امتثال الأمر و الرضا بمر القضاء، و الصبر على شدائد البلاء، و الشكر على جزيل النعماء و العطاء، ثم الوفاة بخاتمة الخير، و اللحوق بالأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً و لا تطلب منه الدنيا و لا كشف الفقر و البلاء إلى الغناء و العافية، بل الرضا بما قسم و دبر، و اسأله الحفظ الدائم على ما أقامك فيه و أحلك و ابتلاك، إلى أن ينقلك منه إلى غيره و ضده، لأنك لا تعلم الخير في أيهما، في الفقر أو في الغناء، في البلاء أو في العافية، طوى عنك علم الأشياء و تفرد هو عزّ و جلّ بمصالحها و مفاسدها.

فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا أبالى على أي حال أصبح، على ما أكره أو على ما أحب، لأني لا أدرى الخير في أيهما. قال ذلك لحسن رضاه بتدبير الله عزّ و جلّ، و الطمأنينة على اختياره و قضائه. قال الله تعالى : }كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{.البقرة216.


كن على هذا الحال إلى أن يزول هواك و تنكسر نفسك فتكون ذليلة مغلوبة تابعة ثم تزول إرادتك و أمانيك، و تخرج الأكوان من قلبك و لا يبقى في قلبك شئ سوى الله تعالى، فيمتلئ قلبك بحب الله تعالى، و تصدق إرادتك في طلبه عزّ و جلّ فيرد إليك الإرادة بأمره بطلب حظ من الحظوظ دنيوية و أخروية، فحينئذ تسأله عزّ و جلّ بذلك و تطلبه ممتثلاً لأمره، إن أعطاك شكرته و تلبست به، و إن منعك لم تتسخط عليه و لم تتغير عليه في باطنك و لا تتهمه في ذلك ببخل، لأنك لم تكن طلبته بهواك و إرادتك، لأنك فارغ القلب عن ذلك غير مريد له، بل ممتثلاً لأمره بالسؤال و السلام.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:14 AM   رقم المشاركة : 85
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السبعون

فـي الـشــكـر و الاعـتـراف بـالـتـقـصـيـر


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : كيف يحسن منك العجب في أعمالك و رؤية نفسك فيها و طلب الأعواض عليها، و جميع ذلك بتوفيق الله تعالى و عونه و قوته و إرادته و فضله، و إن كان ترك معصيته فبعصمته و حفظه و حميته.


أين أنت من الشكر على ذلك و الاعتراف بهذه النعم التي أولاكها، ما هذه الرعونة و الجهل، تعجب بشجاعة غيرك و سخائه و بذل ماله إذا لم تكن قاتلاً بعودك إلا بعد معاونة شجاع ضرب في عدوك ثم تمنيت قتله، لولاه كنت مصروعاً مكانه و بدله، و لا باذلاً لبعض مالك إلا بعد ضمان صادق كريم أمين ضمن لك عوضه و خلفه، لولا قوله و طمعك فيما وعد لك و ضمن لك ما بذلت حبة منه، كيف تعجبك بمجرد فعلك.


أحسن حالك الشكر و الثناء على المعين و الحمد لله الدائم و إضافة ذلك إليه في الأحوال كلها إلا الشر و المعاصي و اللوم، فإنك تضيفها إلى نفسك و تنسبها إلى الظلم و سوء الأدب و تتهمها به، فهي أحق بذلك لأنها مأوى لكل شر و أمارة بكل سوء و داهية وإن كان هو عزّ و جلّ خالقك و خالق أفعالك مع كسبك، أنت الكاسب و هو الخالق كما قال بعض العلماء بالله عزّ و جلّ : تجئ و لا بد منك، و قوله صلى الله عليه و سلم : ( اعملوا و قاربوا و سددوا فكل ميسر لما خلق له ).


آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 10:48 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:15 AM   رقم المشاركة : 86
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

صلواة سلطان الاولياء عبد القادر كيلاني قدس الله سره

اَلصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حبيبَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خليل اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِىَّ اللّٰهِ،

اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ عَرْشِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ وَحْىِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ زَيَّنَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شَرَّفَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَرَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَزَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ سَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنِ اِخْتَارَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ اْلاَوَّلينَ وَاْلاٰخِرينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَفيعَ الْمُذْنِبِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اِمَامَ الْمُتَّقِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَينَ،

صَلَاوَاتُ اللّٰهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَاَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَحَمَلَةِ
عَرْشِهِ وَجَميعِ خَلْقِهِ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعينَ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:16 AM   رقم المشاركة : 87
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

فتوح الغيب
مقالات 71-78
الشيخ الرباني عبدالقادر الجيلاني قدس


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:16 AM   رقم المشاركة : 88
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الحادية السبعون

فـي الــمــريـــد والــمـــراد



قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا يخلو إما أن تكون مريداً أو مراداً.

فإن كنت مريداً فأنت محمل و حمال يحمل كل شديد و ثقيل، لأنك طالب و الطالب مشقوق عليه حتى يصل إلى مطلوبه و يظفر بمحبوبه و يدرك مرامه، و لا ينبغي لك أن تنفر من بلاء ينزل بك في النفس و المال و الأهل و الولد، إلى أن يحط عنك الأعمال، و يزال عنك الأثقال، و يرفع عنك الآلام و يزال عنك الأذى و الإذلال، فتصان عن جميع الرذائل و الأدران و الأوساخ و المهانات و الافتقار إلى الخليقة و البريات، فتدخل في زمرة المحبوبين المدللين المرادين.

و إن كنت مراداً فلا تتهمن الحق عزّ و جلّ في إنزال البلية بك أيضاً، و لا تشكن في منزلتك و قدرك عنده عزّ و جلّ، لأنه قد يبتليك ليبلغك مبلغ الرجل، و يرفع منزلتك إلى منازل الأولياء.

أتحب ما يحط منزلتك عن منازلهم و درجاتك عن درجاتهم و أن تكون خلعتك و أنوارك و نعيمك دون ما لهم، فإن رضيت أنت بالدون فالحق عزّ و جلّ لا يرضى لك بذلك . قال تعالى : }وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{.البقرة216+232.آل عمران66.النور19. يختار لك الأعلى و الأسنى و الأرفع و الأصلح و أنت تأبى.

فإن قلت: كيف يصلح ابتلاء المراد مع هذا النعيم و البيان مع أن الابتلاء إنما هو للمحب، و المدلل إنما هو المحبوب.

يقال لك ذكرنا الأغلب أولاً و سمرنا بالنادر الممكن ثانياً.


لا خلاف أن النبي صلى الله عليه و سلم كان سيد المحبوبين أشد الناس بلاء، و قد قال صلى الله عليه و سلم ( لقد خفت في الله ما لا يخافه أحد، و لقد أوذيت في الله لم يؤذه أحد، و لقد أتى علي ثلاثون يوماً و ليلة و ما لنا طعام إلا شيء يواريه إبط بلال ) و قد قال صلى الله عليه و سلم ( إنا معاشر الأنبياء أشد الناس بلاء ثم الأمثل فالأمثل ) و قد قال صلى الله عليه و سلم ( أنا أعرفكم بالله و أشدكم منه خوفاً ) فكيف يبتلى المحبوب و يخوف المدلل المراد و لم يكن ذلك إلا بما أشرنا إليه من بلوغ المنازل العالية في الجنة لأن المنازل في الجنة لا تشيد و لا ترفع بالأعمال في الدنيا.

الدنيا مزرعة الآخرة، و أعمال الأنبياء و الأولياء بعد أداء الأوامر و انتهاء النواهي و الصبر و الرضا و الموافقة في حالة البلاء يكشف عنهم البلاء و يواصلون بالنعيم و الفضل و الدلال و اللقاء أبد الآباد، و الله أعلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:17 AM   رقم المشاركة : 89
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثانية والسبعون

فـي مـن إذا دخـل الأســواق و مـال إلـى مـا فـيـهـا
و مـن إذا دخـلـهـا و صـبـر

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : الذين يدخلون الأسواق من أهل الدين و النسك في خروجهم إلى أداء ما أمر الله تعالى من صلاة الجمعة و الجماعة و قضاء حوائج تسنح لهم على أضرب :

مــنــهــم من إذا دخل السوق و رأى فيه من أنواع الشهوات و اللذات تقيد بهما و علقت بقلبه فتن، و كان ذلك سبب هلاكه و تركه دينه و نسكه و رجوعه إلى موافقة طبعه و إتباع هواه إلا أن يتداركه عزّ و جلّ برحمته و عصمته و إصباره إياه عنها فتسلم.

و مــنــهــم من إذا رأى ذلك كاد أن يهلك بها رجع إلى عقله و دينه و تصبر و تجرع مرارة تركها، فهو كالمجاهد ينصره الله تعالى على نفسه و طبعه و هواه، و يكتب له الثواب الجزيل في الآخرة. كما جاء في بعض الأخبار عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( يكتب للمؤمنين بترك شهوة عند العجز عنها أو عند المقدرة سبعون حسنة ) أو كما قال.

و مــنــهــم من يتناولها و يتلبس بها و يحصلها بفضل نعمة الله عزّ و جلّ التي عنده من سعة الدنيا و المال، و يشكر الله عزّ و جلّ عليها.

و مــنــهــم من لا يراها و لا يشعر بها، فهو أعمى عن ما سوى الله عزّ و جلّ، فلا يرى غيره، و أصم عما سواه فلا يسمع من غيره، عنده شغل عن النظر إلى غير محبوبه و اشتهائه، فهو في معزل عما العالم فيه فإذا رايته و قد دخل السوق فسألته عما رأى في السوق يقول ما رأيت شيئاً. نعم قد رأى الأشياء لكن قدر رآها ببصر رأسه لا ببصر قلبه، و نظرة فجاءت لا نظرة شهوة، نظر صورة لا نظر معنى، نظر الظاهر لا نظر الباطن، فبظاهره ينظر إلى ما في السوق و بقلبه ينظر إلى ربه عزّ و جلّ، إلى جلاله تارة و إلى جماله تارة أخرى.



و مــنــهــم من إذا دخل السوق امتلأ قلبه بالله عزّ و جلّ رحمة لهم، فتشغله الرحمة لهم عن النظر إلى ما لهم و بين أيديهم فهو في حين دخوله إلى حين خروجه في الدعاء و الاستغفار و الشفاعة لأهله و الشفقة و الرحمة عليهم و لهم، و عينه مغرورقة و لسانه في ثناء و حمد لله عزّ و جلّ بما أولى الكافة من نعمه و فضله فهذا يسمى شحنة البلاد و العباد، و إن شئت سميته عارفاً و بدلاً و زاهداً و عالماً غيباً و بدلاً محبوباً مراداً و نائباً في الأرض على عباده، و سفيراً و جهبذاً و نفاذا و هادياً و مهدياً و دالاً و مرشداً فهذا هو الكبريت الأحمر و بيضة العقعق، رضوان الله عليه و على كل مؤمن مريد لله وصل إلى انتهاء المقام، و الله الهادي.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:17 AM   رقم المشاركة : 90
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثالثة والسبعون


فـي قـســم مـن الأولـيـاء قـد يـطـلـعـه الله عـلـى عـيـوب غـيـرهـم


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : قد يُطلع الله تعالى وليه على عيوب غيره و كذبه و دعوته و شركه في أفعاله و أقواله و إضماره و نيته، فيغار ولى الله لربه و لرسوله و دينه فيشتد غضب باطنه ثم ظاهره حاضراً و غائباً، كيف يدعى السلامة مع العلل و الأوجاع الباطنة والظاهرة؟؟ و كيف يدعى التوحيد مع الشرك، و الشرك كفر و بعد عن قرب الله و هو صفة العدو و الشيطان اللعين، و المنافقين المقطوع لهم بالدرك الأسفل من النار و الخلود فيها فيجرى على لسان الولي ذكر عيوبه و أفعاله الخبيثة و وقاحته بعريض دعاويه أحوال الصديقين و مزاحمته للفانين في قدر الله و فعله،و المراد من على وجه الغيرة لله عزّ و جلّ، مرة على وجه الإنكار له و الموعظة له أخرى، و على وجه الغلبة بفعل الله عزّ و جلّ و إرادته و شدة غضبه على الكذب أخرى فيضاف إلى الله عزّ و جلّ غيبة، فيقال أيغتاب الولي و هو يمنع منها أو يذكر الغائب و الحاضر بما يظهر عند الخواص و العوام؟؟ فيصير ذلك الإنكار في حقهم كما قال الله عزّ و جلّ : }وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا{.البقرة219. في الظاهر إنكار المنكر و في الباطن إسخاط الربّ و الاعتراض عليه فيصير حاله الخيرة، فيكون فرضه فيها السكوت و التسليم و طلب المساعي لذلك في الشرع، و الجواز لا الاعتراض على الربّ و الولي يطعنان لافترائه و كذبه، و قد يكون ذلك سبباً لإقلاعه و توبته و رجوعه عن جهله و حيرته، فيكون كرهاً للولي نفعاً للمغرور الهالك بغروره و رعونته. }وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{.البقرة213.النور46.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
سبق لك تقييم هذا الموضوع: