آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12570 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7342 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13231 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14602 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48724 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43803 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36019 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20837 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21091 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27046 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-17-2011, 09:55 AM   رقم المشاركة : 61
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الخمسون

فـي عـلاج دفـع الـبـعـد عـن الله تـعـالـى
و بـيـان كـيـفـيـة الـتـقـرب مـنـه تـعـالـى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا يخلو أمرك من قسمين:

إما أن تكون غائباً عن القرب من الله أو قريباً منه واصلاً إليه، فإن كنت غائباً عنه فما قعودك وتوانيك عن الحظ الأوفر والنعيم والعز الدائم والكفاية الكبرى والسلامة والغنى والدلال في الدنيا والأخرى؟ فقم وأسرع في الطيران إليه عز وجل بجناحين: أحداهما: ترك اللذات والشهوات الحرام منها والمباح والراحات أجمع.



والآخر احتمال الأذى والمكاره وركوب العزيمة والأشد، والخروج من الخلق والهوى والإرادات والمنى دنيا وأخرى حتى تظفر بالوصول والقرب، فتجد عند ذلك جميع ما تتمنى، وتحصل لك الكرامة العظمى والعزة الكبرى فإن كنت من المقربين الواصلين إليه عز وجل ممن أدركتهم العناية وشملتهم الرعاية وجذبتهم المحبة ونالتهم الرحمة والرأفة، فأحسن الأدب ولا تغتر بما أنت فيه، فتقصر في الخدمة، ولا تخلد إلى الرعونة الأصلية من الظلم والجهل والعجل في قوله تعالى : }وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً{.الأحزاب72. وقوله تعالى : }وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً{.الإسراء11. وأحفظ قلبك من الالتفات إلى ما تركته من الخلق والهوى والإرادة والتخير وترك الصبر والموافقة والرضا عند نزول البلاء، واستطرح بين يدي الله عز وجل كالكرة بين يدي الفارس يقلبها بصولجانه، والميت بين يدي الغاسل، والطفل الرضيع في حجر أمه وظئره، تعامى عمن سواه عز وجل فلا ترى لغيره وجوداً ولا ضراً ولا نفعاً ولا عطاء ولا منعاً، أجعل الخليقة والأسباب عند الأذية والبلية كسوطه عز وجل يضربك به، وعند النعمة والعطية كيده يلقمك بها.


آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 09:57 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:58 AM   رقم المشاركة : 62
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

صلواة سلطان الاولياء عبد القادر كيلاني قدس الله سره


اَلصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حبيبَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خليل اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ عَرْشِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ وَحْىِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ زَيَّنَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شَرَّفَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَرَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَزَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ سَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنِ اِخْتَارَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ اْلاَوَّلينَ وَاْلاٰخِرينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَفيعَ الْمُذْنِبِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اِمَامَ الْمُتَّقِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَينَ،

صَلَاوَاتُ اللّٰهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَاَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَحَمَلَةِ
عَرْشِهِ وَجَميعِ خَلْقِهِ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعينَ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:59 AM   رقم المشاركة : 63
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

فتوح الغيب
مقالات 51-60
الشيخ الرباني عبدالقادر الجيلاني قدس سره


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 09:59 AM   رقم المشاركة : 64
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الحادية والخمسون

فـي الـــزهــــــد


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : الـزاهـد يثاب بسبب الأقسام مرتين يثاب في تركها أولاً، فلا يأخذها بهواه و موافقة النفس، بل يأخذها بمجرد الأمر، فإذا تحققت عداوته لنفسه و مخالفته لهواه عُد من المحقين و أهل الولاية و أدخل في زمرة الأبدال و العارفين أمر حنيئذ بتناولها و التلبس بها، إذ هي قسمة لابد له منها لم تخلق لغيره، جف بها القلم و سبق بها العلم، فإذا امتثل الأمر فتناول أو أطلع بالعلم فتلبس بها بجريان القدر و الفعل فيه من غيري أن يكون هو فيه، لا هوى و لا إرادة و لا همة أثيب بذلك ثانياً، هو ممتثل للأمر بذلك أو موافق لفعل الحق عز و جل فيه.


فإن قال قائل : كيف أطلقت القول بالثواب لمن هو في المقام الأخير الذي ذكرته من أنه أدخل في زمرة الإبدال و العارفين المفعول فيهم، الفانين عن الخلق و الأنفس و الأهوية و الإرادات و الحظوظ و الأماني و الأعواض على العمال الذين يرون جميع طاعاتهم و عباداتهم فضلاً من الله عز و جل و نعمة و رحمة و توفيقا و تيسيراً منه عز و جل ويعتقدون أنهم عبيد الله عز و جل ، و العبد لا يستحق على مولاه حقاً، إذ هو برمته مع حركاته و سكناته و أكسابه ملك لمولاه، فكيف يقال في حقه يثاب و هو لا يطلب ثواباً و لا عوضاً على فعله و لا يرى له عملاً، بل يرى نفسه من البطالين و أفلس المفلسين من الأعمال.


فتقول : صدقت، غير أن الله عز و جل يواصله بفضله و يدلـله بنعمه و يربيه بلطفه و رأفته و بره و رحمته و كرمه، إذ كف يده عن مصالح نفسه و طلب الحظوظ لها و جلب النفع إليها و دفع الضر عنها، فهو كالطفل الرضيع الذي لا حراك له في مصالح نفسه و هو مدلل بفضل الله عز و جل و رزقه الدار على يدي والديه الوكيلين الكفيلين، فلما سلب عنه مصالح نفسه عطف قلوب الخلق عليه و أوجد رحمة و شفقة له في القلوب حتى كل واحد يرحمه و يتعطف عليه و يبره، فهكذا الكل فانٍ عن سوى الله الذي لا يحركه غيره أمره أو فعله مواصل بفضل الله عز و جل دنيا و أخرى مدلل فيهما مدفوع عنه الأذى متولي، قال تعالى : }إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ{.الأعراف196.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:00 AM   رقم المشاركة : 65
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثانية والخمسون

فـي سبب ابتلاء طائفة من المؤمنين


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إنما يبتلى الله طائفة من المؤمنين الأحباب من أهل الولاية ليردهم بالبلاء إلى السؤال فيحب سؤالهم، فإذا سألوا يحب إجابتهم فيعطى الكرم والجود حقهما لأنهما يطالبان لأنه عز و جل عند سؤال المؤمنين من الإجابة، وقد تحصل الإجابة ولا يحصل النقد والنقاد لتعويق القدر لا على وجه عدم الإجابة والحرمان، فليتأدب العبد عند نزول البلاء، وليفتش عن ذنوبه في ترك الأوامر وارتكاب المناهى ما ظهر منا وما بطن. والمنازعة في القدر إذا تعاقب عليه، إنما يبتلى بذلك مقابلة، فان انكشف البلاء، وإلا، فليتخذ إلى الدعاء والتضرع والاعتذار فيديم بالسؤال لجواز أن يكون ابتلاه ليسأله، ولا يتهمه لتأخير الإجابة لما بيناه، والله أعلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:00 AM   رقم المشاركة : 66
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثالثة والخمسون

فـي الأمـر بـطـلـب الرضا مـن الله و الـفـنـاء بـه تـعـالـى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : أطلبوا من الله عزَّ و جلَّ الرضا أو الفناء، لأنه هو الراحة الكبرى والجنة العالية المنفرة في الدنيا، وهو باب الله الأكبر وعلة محبة الله لعبده المؤمن، فمن أحبه الله لم يعذبه في الدنيا والآخرة فيه اللحوق بالله عزَّ و جلَّ والوصول إليه، ولا تشتغلوا بطلب الحظوظ وأقسام لم تقسم أو قسمت، فإن كانت لم تقسم فالاشتغال بطلبها حمق ورعونة وجهالة، وهو أشد العقوبات، كما قيل: من أشد العقوبات طلب ما لا يقسم وإن كانت مقسومة فالاشتغال بها شره وحرص وشرك من باب العبودية والمحبة والحقيقية، لأن الاشتغال بغير الله عزَّ و جلَّ شرك، وطالب الحظ ليس بصادق في محبته وولايته فمن احتال مع الله غيره فهو كذاب وطالب العوض على عمله غير مخلص، وإنما المخلص من عبد الله ليعطى الربوبية حقها للمالكية والحقيقة، لأن الحق عزَّ و جلَّ يملكه ويستحق عليه العمل والطاعة له بحركاته وسكناته وسائر أكسابه، والعبد وما في يده ملك لمولاه كيف وقد بينا في غير موضع أن العبادات بأسرها نعمة من الله وفضل منه على عبده إذ وفقه لها وأقدره عليها، فالاشتغال بالشكر لربه خير وأولى من طلبه من الأعواض أو الجزاء عليها، ثم كيف تشتغل بطلب الحظوظ، وقد ترى خلقاً كثيراً كلما كثرت الحظوظ عندهم وتواترت وتتابعت اللذات والنعم والأقسام إليهم زاد سخطهم على ربهم وتضجرهم وكفرهم بالنعمة وكثرة هموهم وغمومهم وفقرهم إلى أقسام لم تقسم غير ما عندهم وحقرت وصغرت وقبحت أقسامهم عندهم وعظمت وكبرت وحسنت أقسام غيرهم وأنحلت قواهم، وكبرت سنهم وشتت أحوالهم وتعبت أجسادهم وعرقت جباههم وسودت صحائفهم بكثرة آثامهم وارتكاب عظائم الذنوب في طلبها وترك أوامر ربهم فلم ينالوها وخرجوا من الدنيا مفاليس لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، لا شكروا ربهم فيما قسم لهم من اقسامهم فاستعانوا بها على طاعته. وما نالوا ما طلبوا من أقسام غيرهم، بل ضيعوا دنياهم وآخرتهم، فهم أشر الخليقة وأجهلهم وأحمقهم وأخسهم عقولاً وبصيرة، فلو أنهم رضوا بالقضاء وقنعوا بالعطاء وأحسنوا طاعة المولى لأتتهم أقسامهم من الدنيا من غير تعب ولا عناء، ثم نقلوا إلى جوار العلي الأعلى فوجدوا عنده كل مراد ومنى، جعلنا الله وإياكم ممن رضي بالقضاء، وجعل سؤاله ذلك والفناء وحفظ الحال والتوفيق بما يحبه ويرضى.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:01 AM   رقم المشاركة : 67
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الرابعة والخمسون

فـي مـن أراد الـوصـول إلـى الله تـعـالـى
و بـيـان كـيـفـيـة الـوصـول إلـيـه تـعـالـى

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : من أراد الآخرة فعليه بالزهد في الدنيا، و من أراد الله فعليه بالزهد في الآخرة، فيترك دنياه لآخرته و آخرته لربه، فما دام في قلبه شهوة من شهوات الدنيا و لذة من لذاتها و طلب راحة من راحتها من سائر الأشياء من مأكول و مشروب و ملبوس و منكوح و مسكون و مركوب، و ولاية، و رياسة و طبقة في علم من فنون العلم من الفقه فوق العبادات الخمس، و رواية الحديث و قراءة القرآن بروايته، و النحو و اللغة و الفصاحة و البلاغة، و زوال الفقر و وجود الغنى و ذهاب البلية و مجيء العافية، و في الجملة انكشاف الضر و نجئ النفع فليس بزاهد حقاً لأن كل واحد من هذه الأشياء فيه لذة النفس و موافقة الهوى و راحة الطبع و حب له، و كل ذلك من الدنيا و مما يحبب البقاء فيها و يحصل السكون و الطمأنينة إليها، فينبغي أن يجاهد في إخراج جميع ذلك عن القلب، و يأخذ نفسه بإزالة ذلك و قلعه و الرضا بالعدم و الإفلاس و الفقر الدائم، فلا يبقى من ذلك مقدار مص نواة ليخلص زهده في الدنيا، فإذا تم له ذلك زالت الغموم و الأحزان من القلب و الكرب عن الحشا، و جاءت الراحات و الطيب و الأنس بالله كما قال عز و جل: ( الزهد في الدنيا يريح القلب و الجسد ) فما دام في قلبه شئ من ذلك فالهموم و الخوف و الوجل قائم في القلب و الخذلان لازم له، و الحجاب عن الله عز و جل وعن قربه متكاثف متراكم فلا ينكشف جميع ذلك إلا بزوال حب الدنيا على الكمال و قطع العلائق بأثرها، ثم يزهد في الآخرة، فلا يطلب الدرجات و المنازل العاليات و الحور و الولدان و الدور و القصور و البساتين و المراكب و الخيل و الحلي و المآكل و المشارب و غير ذلك مما أعده الله تعالى لعباده المؤمنين، فلا يطلب على عمله جزاء أو أجراً من الله عز و جل البتة دنيا و لا أخرى، فحنيئذ يجد الله عز و جل فيؤتيه حسابه تفضلاً منه و رحمة، فيقربه منه و يدنيه و يلطف به و يتعرف إليه بأنواع ألطافه و بره كما هو دأبه عز و جل مع رسله و أنبيائه و أوليائه و خواصه و أحبابه أولى العلم به عز و جل فيكون العبد كل يوم في مزيد أمره مدة حياته. ثم ينتقل إلى دار الآخرة إلى ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، مما تضيق عنه الأفهام و تعجز عن و صفه العبارات، و الله أعلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:02 AM   رقم المشاركة : 68
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الخامسة والخمسون

فــي تــرك الـحــظــوظ


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ترك الحظوظ ثلاث مرات: الأولى يكون العبد ماراً في عشواه متخبطاً فيه متصرفاً بطبعه في جميع أحواله من غير تعبد لربه و لازم في الشرع يرده و لا جده من جدود ينتهي إليه عن حكمه، فبينما هو على ذلك ينظر الله إليه يعنى يرحمه، فيبعث الله إليه واعظاً من خلقه من عباده الصالحين فينبهه، و يثنيه بواعظ من نفسه، فيتضافر الواعظان على نفسه و طبعه، فتعمل الموعظة عملها، فتبين عندها عيب ما هي فيه من ركوب مطية الطبع و المخافة فتميل إلى الشرع في جميع تصرفاتها فيصير العبد مسلماً قائماً مع الشرع فانياً عن الطبع، فيترك حرام الدنيا و شبهاتها و منن الخلق، فيأخذ مباح الحق عز و جل و حلال الشرع في مأكله و مشربه و ملبسه و منكحه و جميع ما لابد منه، لتحتفظ البنية و يتقوى على طاعة الرب عز و جل، و ليستوفى قسمه المقسوم له الذي لا يتجاوزه و لا سبيل إلى الخروج من الدنيا قبل تناوله و التلبس به و استيفائه فيسير على مطية المباح و الحلال في الشرع في جميع أحواله تنتهي به هذه المطية إلى عتبة الولاية و الدخول في زمرة المحققين و الخواص أهل العزيمة مريدي الحق، فيأكل بالأمر، فحينئذ يسمع نداء من قبل الحق عز و جل من باطنه: أترك نفسك و تعال، أترك الحظوظ و الخلق إن أردت الخالق، و أخلع نعليك، و دنياك و آخرتك، و تجرد عن الأكوان و الموجودات و ما سيوجد و الأماني بأسرها، و تعر عن الجميع وافن عن الكل و تطيب بالتوحيد و أترك الشرك و صدق الإرادة. ثم وطء البساط بالأدب مطرقاً، لا تنظر يميناً إلى الآخرة و لا شمالاً إلى الدنيا و لا إلى الخلق و لا إلى الحظوظ، فإذا دخل في هذا المقام، و تحقق الوصول جاءت الخلعة من قبل الحق عز و جل، و غشيته أنواع المعارف و العلوم و أنواع الفضل، فيقال له: تلبس بالنعم و الفضل و لا تسئ الأدب بالرد وترك التلبس، لأن رد نعم الملك افتئاتا على الملك و استخفافاً بحضرته و حينئذ يتلبس بالفضل و القسمة بالله من غير أن يكون هو فيه و من قبل كأن يتلبس بهواه و نفسه فله أربع حالات في تناول الحظوظ و الأقسام:



الأولى بالطبع هو الحرام. و الثانية بالشرع و هو المباح و الحلال. و الثالثة بالأمر و هي حالة الولاية و ترك الهوى. و الرابعة بالفضل و هي حالة زوال الإرادة و حصول البدلية و كونه مراداً قائماً مع القدر الذي هو فعل الحق و هي حالة العلم و الاتصاف بالصلاح، فلا يسمى صالحاً على الحقيقة إلا وصل إلى هذا المقام، و هو قوله تعالى: }إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ{.الأعراف196. فهو العبد الذي كفت يده عن جلب مصالحه و منافعه و عن رد مضاره و مفاسده، كالرضيع مع الظئر، و الميت الغسيل مع الغاسل، فتتولى يد القدر تربيته من غير أن يكون له اختيار و تدبير، فان عن جميع ذلك لا حالاً و لا مقاماً و لا إرادة، بل القيام مع القدرة، تارة يبسط و تارة يغنى و تارة يفقر، و يختار و لا يتمنى زوال ذلك و تغيره، بل الرضى الدائم و الموافقة الأبدية، فهو آخر ما تنتهي أحوال الأولياء قدست أسرارهم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:03 AM   رقم المشاركة : 69
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السادسة والخمسون

فـي فـنـاء الـعـبـد عـن الـخـلـق و الـهـوى
و الـنـفـس و الإرادة و الأمـانـي

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : إذا فني العبد عن الخلق و الهوى و النفس و الإرادة و الأماني دنيا و أخرى و لم يرد إلا الله عز و جل و خرج الكل عن قلبه وصل إلى الحق، و اصطفاه و اجتباه، و أحبه و حببه إلى خلقه، و جعله يحبه و يحب قربه، و يتنعم بفضله و يتقلب في نعمه و فتح عليه أبواب رحمته، و وعده أن لا يغلقها عنه أبداً، فيختار العبد حينئذ الله، و يدبر بتدبيره و يشاء بمشيئته، و يرضى برضاه يمتثل أمره دون غيره، و لا يرى لغيره عز و جل وجوداً و لا فعلاً، فحينئذ يجوز أن يعده الله بوعد ثم لا يظهر للعبد وفاء بذلك، و لا يغير ما قد توهمه من ذلك، لأن الغيرية قد زالت بزوال الهوى و الإرادة فصار في فعل الله عز و جل و إرادته فيصير الوعد حينئذ في حقه مع الله عز و جل كرجل عزم على فعل شئ في نفسه و نواه ثم صرفه إلى غيره كالناسخ و المنسوخ فيما أوحى الله عز و جل إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قوله عز و جل : }مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{.البقرة106. لما كان النبي صلى الله عليه وسلم منزوع الهوى و الإرادة سوى المواضع التي ذكرها الله عز و جل في القرآن من الأسر يوم بدر }تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{.الأنفال67–68. كذا قالوا، و غيره و هو مراد الحق عز و جل لم يترك على حالة واحدة بل نقله إلى القدر إليه فصرفه في القدر و قلبه منها، نبهه بقوله تعالى: }أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{.البقرة106. يعنى أنك في بحر القدر تقلبك أمواجه تارة كذا و تارة كذا، فمنتهى أمر الولي ابتداء أمر النبي ما بعد الولاية و البدلية إلا النبوة، و الله أعلم.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:04 AM   رقم المشاركة : 70
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة السابعة والخمسون

فـي عـدم الـمـنـازعـة فـي الـقــدر و الأمــر بـحـفـظ الـرضـا بـه



قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : الأحوال قبض كلها، لأنه يؤمر الولي بحفظها وكل ما يؤمر بحظفه فهو قبض، والقيام مع القدر بسط كله، لأنه ليس هناك شئ يؤمر بحفظه سوى كونه موجوداً في القدر، فعليه أن لا ينازع في القدر بل يوافق ولا ينازع في جميع ما يجرى عليه مما يحلو ويمر. الأحوال معدودة فأمر بحفظ حدوده، والفضل الذي هو القدر غير محدود فيحفظ.


وعلامة أن العبد دخل في مقام القدر والفعل والبسط أنه يؤمر بالسؤال في الحظوظ بعد أن أمر بتركها والزهد فيها، لأنه لما خلا باطنه من الحظوظ ولم يبق غير الرب عزَّ و جلَّ بوسط فأمر بالسؤال والتشهي وطلب الأشياء التي هي قسمه، ولابد من تناولها والتوصل إليه بسؤاله، ليتحقق كرامته عند الله عزَّ و جلَّ ومنزلته، وامتنان الحق عزَّ و جلَّ عليه بإجابته إلى ذلك، والإطلاق بالسؤال في عطاء الحظوظ من أكثر علامات البسط بعد القبض، والإخراج من الأحوال والمقامات والتكليف في حفظ الحدود.

فإن قيل : هذا يدل على زوال التكلف والقول بالزندقة والخروج من الإسلام، ورد قوله عزَّ و جلَّ : }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{.الحجر99. قيل لا يدل على ذلك ولا يؤدى إليه بل الله أكرم و وليه أعز عليه من أن يدخله في مقام النقص والقبيح في شرعه ودينه، بل يعصمه من جميع ما ذكر ويصرفه عنه ويحفظه وينبهه ويسدده لحفظ الحدود، فتحصل العصمة وتتحفظ الحدود من تكليف منه ومشقة، وهو عن ذلك في غيبة في القرب قال عزَّ و جلَّ : }كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{.يوسف24. وقال عزَّ و جلَّ : }إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ{.الحجر42.الإسراء65. وقال تعالى: }إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{.الصافات40+74+128+160. يا مسكين هو محمول الرب وهو مراده، وهو يربيه في حجر قربه ولطفه، أنى يصل الشيطان غليه وتتطرق القبائح والمكاره في الشرع نحوه؟ أبعدت النجعة وأعظمت الفرية وقلت قولاً فظيعاً، تباً لهذه الهمم الخسيسة الدنية والعقول الناقصة البعيدة و الآراء الفاسدة المتخلخلة، أعاذنا الله والإخوان من الضلالة المختلفة بقدرته الشاملة ورحمته الواسعة، وسترنا بأستاره التامة المانعة الحامية، وربانا بنعمه السابغة وفضائله الدائمة بمنه وكرمه تعالى شأنه.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:04 AM   رقم المشاركة : 71
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة الثامنة والخمسون

فـي صـرف الـنـظـر عـن كـل الـجـهـات
و طـلـب جـهـة فـضـل الله تـعـالـى


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : تقام عن الجهات كلها ولا تبصبص على شئ منها، فما دمت تنظر إلى واحدة منها لايفتح لك جهة فضل الله عز وجل وقربه، فسد الجهات جميعا بتوحيده وإمحاء نفسك ثم فنائك ومحوك وعلمك، فحينئذ يفتح عين قلبك جهة فضل الله العظيم، فتراها بعيني رأسك إذا ذاك شعاع نور قلبك وإيمانك ويقينك فيظهر عند ذلك النور من باطنك على ظاهرك كنور الشمعة التي في البيت المظلم في الليلة الظلماء، يظهر من كوى البيت ومنافذه فيشرق ظاهر البيت بنور باطنه، فتسكن النفس و الجوارح إلى وعد الله وعطائه عن عطاء غيره و وعد غيره عز و جل. و ارحم نفسك ولا تظلمها ولا تلقها في ظلمات جهلك ورعونتك، فتنظر إلى الجهات وإلى الخلق والحول والقوة والكسب والأسباب فتوكل إليها، فتسد عنك الجهات ولم تفتح لك جهة فضل الله عز وجل عقوبة ومقابلة لشركك بالنظر إلى غيره عز وجل، فإذا وجدته ونظرت إلى فضله ورجوته دون غيره وتعاميت عما سواه، قربك وأدناك، ورحمك ورباك وأطعمك وسقاك، وداواك وعفاك، وأعطاك وأغناك، فلا ترى بعد ذلك لا فقرك ولا غناك.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:05 AM   رقم المشاركة : 72
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة التاسعة والخمسون

فـي الـرضـا عـلـى الـبـلـيـة و الـشــكـر عـلـى الـنـعـمـة


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تخلو حالتك إما أن تكون بلية أونعمة. فإن كانت بلية فتطالب فيها بالصبر، وهو الأدنى، والصبر وهو أعلى منه. ثم الرضا والموافقة، ثم الفناء، وهو للإبدال، وإن كانت نعمة فتطالب فيها بالشكر عليها. والشكر باللسان والقلب والجوارح.

أما باللسان فالاعتراف بالنعمة أنها من الله عز وجل : وترك الإضافة إلى الخلق لا إلى نفسك وحولك وقوتك وكسبك ولا إلى غيرك من الذين جرت على أديهم، لأنك وإياهم أسباب وآلات وأداة لها، وإن قاسمها ومجريها وموجدها والشاغل فيها والمسبب لها هو الله عز وجل والقاسم هو الله، والمجرى هو والموجد هو، فهو أحق بالشكر من غيره.

لا نظر إلى الغلام الحمال للهدية إنما النظر إلى الأستاذ المنفذ المنعم بها قال الله تعالى في حق من عدم هذا المنظر : }يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{.الروم7. فمن نظر إلى الظاهر والسبب ولم يجاوز علمه ومعرفته فهو الجاهل الناقص قاصر العقل، إنما سمى العاقل عاقلاً لنظره في العواقب.

وأما الشكر بالقلب، فبالاعتقاد الدائم. والعقد الوثيق الشديد المتبرم. إن جميع ما بك من النعم والمنافع واللذات في الظاهر والباطن في حركاتك وسكناتك من الله عز وجل لا من غيره، ويكون شكرك بلسانك معبراً عما في قلبك. وقد قال عز وجل : }وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ{.النحل53. وقال تعالى : }وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ً{.لقمان20. وقال تعالى: }وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا{.النحل18. فمع هذا لا يبقى لمؤمن منعم سوى الله تعالى.

وأم الشكر بالجوارح فبأن تحركها وتستعملها في طاعة الله عز وجل دون غيره من الخلق، فلا تجيب أحداً من الخلق، فيما فيه إعراض عن الله تعالى، وهذا يعم النفس والهوى والإرادة والأماني وسائر الخليقة، كجعل طاعة الله أصلاً ومتبوعاً وإماماً وما سواها فرعاً وتابعاً ومأموماً، فإن فعلت غير ذلك كنت جائراً ظالماً حاكماً بغير حكم الله عز وجل الموضوع لعباده المؤمنين، وسالكاً غير سبيل الصالحين. قال الله عز وجل : }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{.المائدة44. وفى آية أخرى : }وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{.المائدة45. وفى أخرى : }هُمُ الْفَاسِقُونَ{.المائدة47. فيكون انهاؤك إلى التي وقودها الناس والحجارة، وأنت لا تصبر على حمى ساعة في الدنيا وأقل بسطة وشرارة من النار فيها، فكيف صبرك على الخلود في الهاوية مع أهلها النجا النجا، الوحا الوحا، الله الله، أحفظ الحالتين وشروطهما، فإنك لا تخلو في جميع عمرك من أحديهما إما البلية وإما النعمة فأعط كل حالة حظها وحقها من الصبر والشكر على ما بينت لك، فلا تشكون في حالة البلية إلى أحد من خلق الله، ولا تظهرن الضجر لأحد ولا تتهمن ربك في باطنك. ولا تشكن في حكمته واختر الأصلح لك في دنياك، وآخرتك، فلا تذهبن بهمتك إلى أحد من خلقه في معافاتك فذاك إشراك منك به عز وجل، لا يملك معه عز وجل في ملكه أحد شيئاً لا ضار ولا نافع ولا دافع، ولا جالب ولا مسقم، ولا مبلي، ولا معاف ولا مبرئ غيره عز وجل، فلا تشتغل بالخلق لا في الظاهر ولا في الباطن، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً، بل ألزم الصبر والرضا والموافقة والفناء في فعله عز وجل، فإن حرمت ذلك كله فعليك بالاستغاثة إليه عز وجل، والتضرع من شؤم النفس، ونزاهة الحق عز وجل والاعتراف له بالتوحيد بالنعيم، والتبرى من الشرك، وطلب الصبر والرضا والموافقة، إلى حين يبلغ الكتاب أجله، فتزول البلية وتنكشف الكربة، وتأتى النعمة والسعة والفرحة والسرور، كما كان في حق نبي الله أيوب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأشرف السلام، كما يذهب سواد الليل ويأتي بياض النهار، ويذهب برد الشتاء ويأتي نسيم الصيف وطيبه لأنه لكل شئ ضداً وخلافاً وغاية وبدءاً ومنتهى، فالصبر مفتاحه وابتداؤه وانتهاؤه وجماله كما جاء في الخبر ( الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ) وفى لفظ ( الصبر الإيمان كله ) وقد يكون الشكر هو التلبس بالنعم وهى أقسامه المقسومة لك، فشكر التلبس بها في حال فنائك، وزوال الهوى والحمية والحفظ، وهذه حالة الأبدال وهى المنتهى، اعتبر ما ذكرت لك ترشد إن شاء الله تعالى.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:06 AM   رقم المشاركة : 73
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الستون

فـي الـبـدايـة و الـنـهـايـة


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : البداية : هي الخروج من المعهود إلى المشروع ثم المقدور، ثم الرجوع للمعهود. ويشترط حفظ الحدود، فتخرج من معهودك من المأكول والمشروب والملبوس والمنكوح والمسكون والطبع والعادة إلى أمر الشرع ونهيه، فتتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم كما قال الله تعالى : }وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا{.الحشر7. وقال تعالى : }قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ{.آل عمران31. فتفنى عن هواك ونفسك ورعونتها في ظاهرك وباطنك فلا يكون في باطنك غير توحيدك له وفى ظاهرك غير طاعة الله وعبادته مما أمر ونهى، فيكون هذا دأبك وشعارك ودثارك في حركتك وسكونك، في ليلك ونهارك، وسفرك وحضرتك، وشدتك ورخائك، وصحتك وسقمك، وأحوالك كلها، ثم تحمل إلى وادي القدر فيتصرف فيك القدر، فتفنى عن جدك واجتهادك وحولك وقوتك، فتساق إليك الأقسام التي جف بها القلم وسبق بها العلم، فتلبس بها وتعطى منها الحفظ والسلامة فتحفظ فيها الحدود ويحصل فيها الموافقة لفعل المولى، ولا تتخرق قاعدة الشرع على الزندقة وإباحة المحرم قال تعالى : }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{.الحجر9. وقال تعالى : }كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{.يوسف24. فتصحب الحفظ والحمية وإنما هي أقساماً معدة لك، فحبسها عنك في حال سيرك وطريقك وسلوكك فيافي الطبع ومفاوز الهوى المعهود، لأنها أثقال أحمال ما زيحت عنك، لئلا يثقلك فتضعفك إلى حين الوصول إلى عتبة الفناء، وهو الوصول إلى قرب الحق عز وجل والمعرفة به، والاختصاص بالأسرار والعلوم الدينية، والدخول في بحار الأنوار، حيث لا تضر ظلمة الطبائع والأنوار، فالطبع باق إلى أن تفارق الروح الجسد لاستيفاء الأقسام، إذ لو زال الطبع من الآدمي لالتحق بالملائكة وبطلت الحكمة، فبقى الطبع يستوفى الأقسام والحظوظ، فيكون ذلك وظائفاً لا أصلياً كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ) فلما فني النبي صلى الله عليه و سلم عن الدنيا وما فيها ردت إليه أقسامه المحبوسة عنه في حال سيره إلى ربه عز وجل ، فاستوفاها موافقة لربه تعالى والرضا بفعله ممتثلاً لأمره، قدست أسمائه وعمت رحمته، شمل فضله لأوليائه وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام، فهكذا الولي في هذا الباب ترد إليه أقسامه وحظوظه مع حفظ الحدود، فهو الرجوع من النهاية إلى البداية، والله أعلم.


آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 09:58 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:07 AM   رقم المشاركة : 74
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم
صلواة سلطان الاولياء عبد القادر كيلاني قدس الله سره

اَلصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حبيبَ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خليل اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِىَّ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ عَرْشِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ وَحْىِ اللّٰهِ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ زَيَّنَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شَرَّفَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَرَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَزَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ سَلَّمَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنِ اِخْتَارَهُ اللّٰهُ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ اْلاَوَّلينَ وَاْلاٰخِرينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَفيعَ الْمُذْنِبِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ،

اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا اِمَامَ الْمُتَّقِينَ،
اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَينَ،

صَلَاوَاتُ اللّٰهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَاَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَحَمَلَةِ
عَرْشِهِ وَجَميعِ خَلْقِهِ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعينَ.


رد مع اقتباس
قديم 12-17-2011, 10:07 AM   رقم المشاركة : 75
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

فتوح الغيب
مقالات 61-70
الشيخ الرباني عبدالقادر الجيلاني قدس


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
سبق لك تقييم هذا الموضوع: