السياحة العلاجية مؤهلة للنمو في الشرق الأوسط

[أفاق الفكر]

السياحة العلاجية مؤهلة للنمو في الشرق الأوسط


الخميس 29 أكتوبر 2009 - 11:44


يتمتع الشرق الأوسط بعدد من المزايا التي تجعله في وضع جيد للريادة في مجال السياحة العلاجية، ولكنه يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لتغيير المفاهيم حول نوعية الرعاية المعروضة في المنطقة، وذلك وفقاً لما يقوله خبير في هذه الصناعة.

قال الدكتور بريم جاغياسي، مستشار السياحة العلاجية والرئيس التنفيذي لشركة إكس هيلث في مدينة دبي الطبية، أنه خلافاً لقطاعات السياحة الأخرى، فإن السياحة العلاجية قد شهدت نمواً خلال فترة الانكماش الاقتصادي في مختلف بلدان العالم وكافحت للسيطرة على تكاليف الرعاية الصحية وضمان توفر الإجراءات الطبية عند الحاجة.

أشار إلى أن "الرعاية الصحية في العالم المتقدم تعاني من أزمة خطيرة، ولكل بلد مشاكل مختلفة. فعلى سبيل المثال، هناك في الولايات المتحدة 50 مليون شخص غير خاضعين للتأمين و250 مليون شخص يخضع لتأمين غير كافٍ، و 150 مليون شخص لا يغطي تأمينهم علاج الأسنان، لذلك حين حاجتهم إلى خدمات طبية فإنه لا يمكنهم الذهاب الى المستشفى المحلى بسبب ارتفاع التكلفة."

لكن التكلفة ليس سوى إحدى العوامل التي دفعت عجلة النمو في هذه الصناعة. في بلدان مثل كندا والمملكة المتحدة، الشكوى الرئيسية ليست عن الأسعار، لكن عن أوقات الانتظار لكثير من الإجراءات الاختيارية. ويشير إلى أنه "في بعض الحالات يضطر المرء إلى الانتظار لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر من أجل عملية جراحية، وأحيانا حتى ينتظر ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لمجرد الحصول على استشارة طبية".

دافع رئيسي آخر هو توفر إجراءات طبية معينة، وهو ما يمثل مشكلة في البلدان الفقيرة وبعض دول الشرق الاوسط.

ساعدت هذه العوامل على تعزيز قيمة صناعة السياحة العلاجية إلى نحو 50 مليار دولار في السنة ، مع وجود أكثر من 50 بلداً تسعى بنشاط للحصول على حصة من الكعكة.


فرصة للنمو

إن الزيادة في معدلات السياحة العلاجية توفر فرصة لمنطقة الشرق الأوسط، التي حققت حتى الآن نجاحات قليلة في هذا الميدان. وقال جاغياسي لموقع إي إم إي إنفو "حتى سنوات قليلة ماضية، كانت الأولوية القصوى لمقدمي الخدمات الطبية في جميع أنحاء العالم هي جذب الساعين للعلاج من الشرق الاوسط. أما الآن فإن هذا التوجه قد انعكس، إذ أصبح الشرق الأوسط يسعى لاجتذاب الساعين للعلاج من مناطق كالولايات المتحدة وأوروبا حيث زادت تكاليف الرعاية الصحية ومعدلات التأخير في الحصول على العلاج بشكل حاد."


وأشار إلى اعتياد ما نسبته 20% من الموجودين في الإمارات على زيارة الولايات المتحدة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتلقي العلاج الطبي، لكن ذلك انخفض الآن إلى أقل من 5%. بدلا من ذلك فإن المواطنين من دولة الإمارات ودول أخرى في المنطقة أخذوا في السفر إلى سنغافورة والهند وماليزيا للخضوع للعمليات الجراحية.

العديد من المستشفيات في تلك البلدان تلقى اعتماداً دولياً الذي يمنح بعض السياح تأكيداً بأن هذه المنشآت تتمتع بجودة عالية، وهذا "غير متوفر في الشرق الأوسط" بحسب قوله.

انعدام الثقة في مستوى الرعاية الصحية في منطقة الخليج يتجلى بوضوح في الأعداد الكبيرة من السكان المحليين الذي يسافرون إلى خارج المنطقة للحصول على خدمات طبية، بما في ذلك الفحوص الشاملة البسيطة.


اعتبارات رئيسية

قال جاغياسي أنه بالرغم من ذلك ، فإنه لا يزال لدى الشرق الأوسط فرصة جيدة للاستحواذ على شريحة أكبر من السوق الدولية، ولكن حتى يفعل ذلك فإنه بحاجة إلى تحديد أهم العوامل الحاسمة التي ينظر إليها السياح الذي يسعون للعلاج لاختيار وجهة السياحة العلاجية ،.

العامل الأول هو نوعية الرعاية المقدمة في بلد الوجهة، والشرق الأوسط يحرز تقدماً في هذا المجال من خلال تطويره معايير الاعتماد الطبية على نطاق بلدان مجلس التعاون الخليجي.

أما العامل الثاني فهو التصور المسبق للوجهة بما في ذلك سلامة أو جودة المرافق والبنية التحتية. دول مجلس التعاون الخليجي، في هذا الصدد أيضا، تحقق إنجازات طيبة من خلال الاستثمار في المرافق الطبية، في حين أن معدلات الجريمة في المنطقة تعتبر منخفضة نسبياً.

النظرة النهائية تتعلق فيما إذا كانت الوجهة تقدم عروضاً ترفيهية أو ثقافية، حيث أن السياحة العلاجية غالباً ما تجمع بين السياحة العلاجية والترفيهية. في هذا الصدد أيضاً مرة أخرى يمكن لمنطقة الشرق الأوسط المنافسة في هذه الفئة يساعدها على ذلك تراثها الثقافي الغني والمنتجعات عالية الجودة.

قال جاغياسي أنه بالنسبة إلى المستقبل فينبغي أن تركز منطقة الشرق الأوسط في البداية على اجتذاب السياح الذين يسعون للعلاج من داخل المنطقة، وهم شريحة ضخمة ربما تكون الأسهل اجتذاباً بسبب المعتقدات الثقافية المشتركة.

كما يجب على المنطقة أن تضع الحماية القانونية والمبادئ التوجيهية، الذي يُفتقر إليها في الوقت الراهن ويمكن أن تخلق مشاكل في المستقبل خاصة مع وصول المزيد من السياح من مناطق مثل الولايات المتحدة وأوروبا حيث تعتبر حقوق المرضى أمراً مفروغاً منه.


وأضاف جاغياسي أنه مع أخذ ذلك في عين الاعتبار، فإن أولوية مهمة أخرى تكمن في تشكيل مجلس من أصحاب المصلحة الرئيسيين من داخل وخارج قطاع الرعاية الصحية لوضع معايير مشتركة وتعزيز صناعة السياحة العلاجية في المنطقة.

Cant See Links

التوقيع :

لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم