«الضميدة» ثمرة حب للترا ثمشروع يوثق الحياة التقليدية بتصاميم وأفكار فنية

[أفاق : الاداره]

مشروع يوثق الحياة التقليدية بتصاميم وأفكار فنية
«الضميدة» ثمرة حب للتراث

Cant See Images
المصدر: شيماء هناوي - الشارقةالتاريخ: 11 أبريل 2012
Cant See Images
حميد الجلاف ووالدته سعاد الجلاف في جناح مشروع «الضميدة». تصوير: مصطفى قاسمي

يعيش المواطن حميد الجلاف، هاجس التعريف بالتراث المحلي، والعمل على إحياء جوانب مختلفة من معالمه، بطريقةٍ عملية، تتجلى بوضوح في شكل تصاميم تحاكي الماضي الجميل بشتى تفاصيله، تُقدمها وبأشكالٍ متعددة، خدمات مشروعه التراثي المميز «الضميدة» الذي يعتبر ثمرة حب للتراث زرعته بداخله والدته منذ الصغر.

يحمل مشروع «الضميدة» الذي انطلق في عام ،2007 على عاتقه توفير خدمات تصميم تراثي لمختلف المناسبات، والعمل في الوقت نفسه على تنظيمها وفق النمط التقليدي القديم، وذلك من خلال باقة منوعة من أشكال الديكورات التراثية التي تستحضر بأدواتها العتيقة عبق الماضي وأصالته، إضافة إلى مأكولات تقليدية وفرق شعبية تحيي بدورها جوانب مختلفة من ذلك الماضي.

تستعرض تصاميم «الضميدة» على اختلافها، طرق الحياة التقليدية القديمة في الدولة، إذ تحتوي على نماذج تمثلها، إلى جانب أدوات وتحف ومقتنيات أثرية عتيقة تعود إلى الستينات والخمسينات أو ما قبلها، لدرجةٍ تكاد تكون فيها صورة طبق الأصل عن تصاميم المتاحف والأماكن التراثية المتخصصة.

ولعبت والدة الجلاف، سعاد الجلاف، دوراً كبيراً في انطلاق المشروع، فقد جاء وليداً للحب الكبير للتراث، الذي زرعته فيه منذ الصغر، والذي أثمر مع مرور الوقت عن هاجس التعريف به والعمل على إحيائه.

وقال الجلاف لـ«الإمارات اليوم»: «قادتني رغبتي في التعريف بالتراث المحلي والعمل على نشر جوانب مختلفة من معالمه، بين أفراد المجتمع، وتحديداً الشباب، ارتأيت ووالدتي تدشين هذا المشروع، الذي يوفر خدمات تصميم تراثي للمناسبات المختلفة، والعمل في الوقت نفسه على تنظيمها وفق النمط التقليدي القديم»، الأمر الذي يتمثل بوضوح في خيارات عدة من الديكورات التراثية القديمة، ومأكولات تقليدية وفرق شعبية، تسترجع ذكريات الماضي بجمالها ومحنها، وتحيي جوانب مختلفةً منه، وذلك عن طريق تمثيل طرق الحياة التقليدية القديمة في الدولة، بنماذج مختلفة، إلى جانب تحف ومقتنيات أثرية عتيقة، وفقاً للجلاف.


نماذج وأدوات

«الضميدة»

حرص المواطن حميد الجلاف، على اختيار عنوان يمثل طابع مشروعه التراثي الذي يسعى إلى التعريف بالتراث المحلي، والعمل على إحياء جوانبه بطريقةٍ عملية، ولذلك وقع اختياره على مصطلح «الضميدة» إشارة إلى حرفة تقليدية، فـ«الضميدة» هو الجراب الصغير المصنوع من سعف النخيل، والذي يستخدم لحفظ التمر بداخله.

خدمات وورش عمل

لن يكتفي المواطن حميد الجلاف، صاحب مشروع «الضميدة» التراثي، بالعمل على التعريف بالتراث المحلي، والعمل على إحياء جوانبه بطريقةٍ عملية، تعتمد على تصاميم تحتوي على نماذج وتحف وغيرها، بل يعكف حالياً على تقديم جلسات تعريفية، يقدم فيها معلومات بسيطة حول التراث المحلي، الأمر الذي بدأ في تنفيذه من خلال مشاركته الحالية في الدورة العاشرة لأيام الشارقة التراثية، التي افتتحت أخيراً في ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة، والتي من خلالها نجح في جذب مجموعة من الشباب للمشاركة في تقديم خدمات «الضميدة».

وجاءت مشاركة الجلاف بمشروعه التراثي في الأيام، بعد مشاركات متنوعة حصل من خلالها على مجموعة من الشهادات التقديرية، ومنها المشاركة في فعاليات اليوم الوطني، العام الماضي، في بلدية الشارقة، شرطة الشارقة، إدارة الجنسية والإقامة - دبي، فضلاً عن مشاركته مع أفراد.

أوضح الجلاف أن تصاميم المشروع تعتمد على استخدام نماذج ترمز للأفراد، رجال، نساء وحتى أطفال، إلى جانب تحف ومقتنيات أثرية كانت هي الأدوات الرئيسة التي يعتمد عليها الأفراد في ممارسة حياتهم، لذلك تشكل مجتمعةً، صوراً مختلفة لممارسات الحياة التقليدية وحرفها ومهنها، كالخياطة عند النساء، والغوص عند الرجال، وتمثل أيضا البيئات التي ينتمون إليها، كالبيئة الجبلية، الزراعية، البدوية والبحرية».

وأشار الجلاف الى أن خدمات «الضميدة» «لا تقتصر على التصاميم التي تشمل النماذج والتحف والمقتنيات، بل تتعداها لتشمل المأكولات التقليدية والفرق الشعبية، التي تحرص على توفيرها في تنظيم الأعراس على النمط التقليدي القديم، مستدعيةً بذلك، الماضي في أجمل صوره». فضلاً عن توفير خدمات الضيافة بطابعٍ تقليدي، وذلك عن طريق مجموعة من الرجال والنساء اللاتي يعرفن بـ«الصبابات»، اللاتي يحملن على عاتقهن القيام بخدمات الضيافة المختلفة في المناسبات، لاسيما الأعراس، وفي مقدمتها تقديم القهوة العربية.

إقبال كبير

قال الجلاف إن «المشروع بطابعه التقليدي القديم لاقى إقبالاً كبيراً من الجهات والأفراد، على حد سواء، الأمر الذي أرجعه إلى حب التراث، والرغبة في التعرف الى تفاصيله الغنية عن كثب، لاسيما أنها تتجسد بوضوح في شكل نماذج وتحف ومقتنيات، تستعرض صوراً مختلفة لطرق الحياة التقليدية القديمة».

وقالت والدة الجلاف، سعاد الجلاف: «لعب مشروع (الضميدة) دوراً بارزاً في تعريف الأفراد، وتحديداً الشباب، الى التراث المحلي، الأمر الذي لمسناه في الإقبال الكبير الذي شهده، لاسيما في الفعاليات الوطنية، التي توجد فيها خدمات المشروع بشكلٍ كبير».


وذكرت «يعتمد نجاح (الضميدة) بشكلٍ أساسي، على التحف والمقتنيات التي تظهر بوضوح في تصاميمها التراثية، والتي قمت بجمعها منذ زمن من أختي ووالدتي التي جمعتها بدورها من جدتي، إضافة إلى مجموعة قمنا بشرائها من الأسواق، ومنها لوحات فنية، أدوات منزلية، مستحضرات تجميلية، ملابس تقليدية وأجهزة قديمة».

وأوضحت أن «هذا المشروع هو ثمرة الحب الذي زرعته في حميد منذ الصغر، للتراث وكل ما يتعلق به، باعتبار الماضي أساساً للحاضر وامتداداً للمستقبل، وفقاً للمقولة المتعارف عليها (من ليس له ماضٍ ليس له حاضر). وأشعر بسعادةٍ عارمة وفخرٍ كبير، للإقبال الذي تشهده خدمات (الضميدة)، التي تهدف إلى التعريف بالتراث المحلي، والعمل على إحياء جوانب مختلفة من معالمه، بطريقةٍ عملية».

Cant See Images
Cant See Links

آخر تعديل OM_SULTAN يوم 04-28-2012 في 07:05 PM.