لقد مر الطب في الامارات بمراحل عديدة من طب تقليدي قديم وهو ما نسميه ( بالطب الشعبي ) الى طب اسلامي ، والذي ضم خبرات وتجارب الاطباء المسلمين من عرب وعجم ، ثم ظهور الطب التقليدي يضا الذي اختلطت به الكثير من التجارب الجاهلية مثل الزار والسحر والحروز .
وبعد هذه المراحل ظهر الطب الحديث وهو الذي اعتمد على العلم والتجارب الاوروبية الحديثة في مجال الطب . وقد عرف شعب الامارات الطب الحديث على يد الارساليات التبشيرية في مطلع هذا القرن، وتلا ذلك ظهور العيادات والمستشفيات الحديثة التي دخلت الى المنطقة على يد أوائل الأطباء العرب والمسلمين الذين نقلوا العديد من المظاهر الحضارية من بعض البلدان مثل الهند وايران وبعض الدول العربية .. وشيئا فشيئا تأسست العيادات وظهرت المستشفيات في مدن الإمارات .
واستمد الطب في الإمارات جذوره من تجارب أطباء العرب والمسلمين من أمثال الرازي وابن سينا وابن النفيس والغزالي . ومن الطب النبوي الذي كان هو المصدر الأساسي للطب الشعبي في الخليج العربي .
والى جانب ذلك تناقل الأباء والأجداد في العصور الماضية بعض التجارب والخبرات الطبية ذات الخصوصية المحلية ، أي التي جاءت نتيجة للتفاعل الاجتماعي في محيط البيئة المحلية التي عاش فيها شعب الإمارات وعلاقتهم داخل البيئات المحلية التي شكلت مصدرا هاما من مصادر الموروث الشعبي .
وفي هذا الفصل سوف نلقي الضوء على بدايات ظهور الطب وقد قسمنا ذلك الى ثلاثة مباحث :
المبحث الأول ( ظهور الطب في الإمارات )
في هذا المبحث سوف نتحدث عن بيئة الإمارات ومراحل ظهور الطب في الإمارات .
المبحث الثاني : ( الطب الشعبي في الإمارات )، وأصول الثقافة الطبية
الشعبية ومصادر الطب في الإمارات،والقائمون بالعلاج الشعبي، ومساهمات دولة الإمارات في إحياء الطب الشعبي وطب الأعشاب .
المبحث الثالث : ( أدبيات الطب الشعبي في الإمارات ) :
وقد ذكرنا فيه ما ورد في الأدب الشعبي في الإمارات من أمثال وأشعار وأقوال حول الصحة وفنون العلاج المعروفة .
المبحث الاول
ظهور الطب في الامارات
اولا : بيئة الامارات :
1-الملامح الطبيعية والجغرافية :
تأسست دولة الامارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971م . وضمت سبع امارات هي : ( أبوظبي ، دبي ، الشارقة ، عجمان أم القيوين ، رأس الخيمة ، الفجيرة ) .
وفي القرون الماضية كانت الامارات عبارة عن مشيخات تتألف من قبائل عدة ، انضمت جميعها تحت لواء حزبين كبيرين هما : ( الحزب الغافري ) بزعامة القواسم ، و(الحزب الهنائي) بزعامة بني ياس، ويشكل الغافرية القوة البحرية أما الهناوية فهو تنظيم بري، وعندما توحدت إرادة شعب الامارات زالت كل تلك العقبات .
الموقع :
تقع دولة الامارات العربية في القسم الجنوبي الشرقي من الوطن العربي ، وتمتد بين خطوط العرض(22-5ر26) شمالا وخطوط الطول (51-5ر65) شرقا .
وهذا الموقع أكسبها مناخا دافئا طوال العام . إذ يبلغ متوسط درجات الحرارة صيفا (9ر17-18ر44) درجة مئوية، كما أن الامطار فيها قليلة اذ تتراوح كميات التساقط بين 50مم و200مم في العام بمتوسط يصل الى 125مم .
الى جانب ذلك ان دولة الامارات تطل على ساحل الخليج العربي ، وهو عبارة عن مسطح مائي محدود المساحة ضيق الامتداد مياهه ساخنة ولا يسمح إتساعه بتكوين كتل هوائية بحرية ، وكل ما يؤديه اليه هو ارتفاع نسبة الرطوبة .
أما بالنسبة للمسطحات المائية الكبرى وهي المحيط الهندي والمحيط الاطلسي فتأثيرها في النطقة بطريق غير مباشر، وقد تؤدي أحيانا الى تساقط الامطار في فصل الشتاء .
أما مساحة الدولة، فتبلغ حوالي (000ر86) كلومتر مربع .
وأكبر إمارات الدولة أبوظبي، وأصغرها عجمان ، وتمتد سواحل الامارات مسافة 650كم على الخليج العربي . وتنمو في الامارات أنواع مختلفة من الحياة النباتية ، ومن أهمها الانواع العشبية مثـل : ( اليعاضيد – الثمام – الذانوب – السلى – الشكاع – البركان – الزهر – البصيلمي – العرايين – الطرثوث ) . والانواع الشجيرية : وهي أقل انتشارا ومن أنواعها : (الاشخر – المرخ – السدر – الجز – الشوع – الصبر – الشريش ). الى جانب ذلك هناك نباتات بحرية ساحلية مثل شجيرات القرم. والقرم هو نبات المانجروف الذ يوجد بكثرة في الجزر البحرية ، ومن أهم مواقع نموه في المنطقة المعروفــة ( القرمة ) والمطلة على كورنيش رأس الخيمة عند سوق العبرة .
الملامح الجغرافية للامارات :
تنقسم الامارات الى عدة أنواع تضاريسية من السواحل الى الجبال الى الصحراء الى المزارع .. وهي على النحو التالي :
(أ) منطقة ساحلية : وتقع عليها مدن الدولة الرئيسة : (أبوظبي ، ومدنية دبي ، ومدينة الشارقة ، ومدينة عجمان ، ومدينة أم القيوين ، ومدينة رأس الخيمة ، ومدينة الفجيرة ) .
(ب) منطقة جبلية : وتقع معظمها في امارتي رأس الخيمة ، والفجيرة ، اضافة الى جزء بسيط من مدينة
العين بالقطاع الشرقي من أبوظبي .
(ج) منطقة صحراوية : وتشمل 75% من المساحة الكلية للدولة . وهذه الصحراء هي النهاية الشرقية
لصحراء الربع الخالي ، وتتكون من التلال الرملية التي تتخللها سهول من الحصى ويقطعها بعض
الوديان أهمها وادي المليحة والشويب .
(د) منطقة زراعية : تقع في مدينة العين وواحات أبوظبي . ورأس الخيمة التي تتميز بخصوبة أرضها
منابعها العذبة .
وكذلك امارة الفجيرة ، وبلدة الذيد التابعة لامارة الشارقة ، إضافة الى الشريط الساحلي المعروف
( ساحل الشميلية ) .
وبصفة عامة فان الامارات تتشكل من الوحدات المورفولوجية الاتية :
(السهول الساحلية الغربية – المنطقة الداخلية الصحراوية – السهول الحصوية – المنطقة الجبلية –
السهول الساحلية الشرقية – الجزر ) .
2- نبذه تاريخية :
مرت دولة الامارات العربية المتحدة أو (امارات الساحل) خلال تاريخها الطويل الذي يرجع الى أكثر من 5000 سنة بمراحل تاريخية هامة . فقد كانت منطقة الامارات قديما جزءا من مملكة (ماجان) القديمة أو مجان وهي حضارة عمان .
وقد قامت على أرض الامارات حضارات قديمة دلت عليها المكشفات الاثرية .
ومن أهم تلك الحضارات ( حضارة أم النار) التي تم اكتشافها في جزيرة أم النار في أبوظبي . وهذه لحضارة (ثقافة أم النار) وقد عاصرت فترة الحضارة السومرية، وتأثرت بالحضارات الاخرى في جنوب ايران ووادي السند .
الى جانب ذلك تم اكتشاف عدة مواقع أثرية ترجع الى عصور ما قبل التاريخ .. ومن أهمها (قبر شمل الاثري 4300 سنة ) ويرجع هذا القبر الى عصر أهرامات الجيزة . إضافة الى ذلك (حضارة اعسمة مابين 3000-3500 سنة) وحضارة (شمل 4000 سنة) – و(حضارة جلفار القديمة)التي الى عصور تاريخية مختلفة وجلفار هي رأس الخيمة. فقد كانت تسمى في السابق جلفار . وقد اشتهرت باللؤلؤ والصيد والتجارة منذ القدم .
وفي جلفار قامت عدة صناعات منها (صناعة الفخار) التي ترجع الى الاف السنين و(صناعة النحاس) في وادي الصفافير في شمال رأس الخيمة .
أما في الشارقة فقط ظهرت (حضارة مليحة) في موقع مليحة الاثري الذي يعود للعهد الهلنيستي (القرن الثاني قبل الميلاد). ومليحة تبعد حوالي 70 كم عن مدينة الشارقة. وفي هذا الموقع عثر على كتابات حميرية من القرن الثالث قبل الميلاد.
ثانيا : التطور التاريخي للطب في الامارات :
الطب في الامارات وعبر العصور الماضية لم يخرج عن الطب التقليدي أو الطب الشعبي الذي هو أصلا مستمد من فنون العلاج عند العرب والمسلمين .
أما إذا أردنا أن نتكلم عن تاريخ الطب في الامارات فلابد من الاشارة الى ارتباط حضارة المنطقة وتاريخها بالحضارة العربية والاسلامية ، إضافة الى ارتباطها الوثيق بالحضارات غير العربية القديمة ، سواء التي كانت على اتصال مباشر بالمنطقة من خلال رحلات الاسفار أو من خلال العلاقات التجارية التاريخية التي ربطت أهالي الخليج العربي بشعوب لها تاريخ طويل وعريق فمنذ القدم كانت لشعب الخليج العربي علاقات قديمة بالهنود والفرس والافارقة حتى أن هناك الكثير من الملامح والمؤثرات التي جلبت من تلك البلدان الى مجتمعات الخليج وأصبحت تلك المؤثرات مع الزمن رافدا من روافد الثقافة الشعبية في هذه المنطقة .
وفي عصور الاستعمار الاوروبي والتواجد البرتغالي والانجليزي والهولندي في الخليج العربي حدث تأثير غير مباشر على الثقافة المحلية والقالب الاجتماعي الخاص لسكان المنطقة ، الا أن شعب المنطقة لم يتأثر بالاساليب الاستعمارية الهادفة الى السيطرة عليه سيطرة تامة .
وقد كان الطب وفنون العلاج في الامارات والخليج العربي من الممارسات الانسانية التي اختلطت فيها الكثير من التجارب والخبرات عبر الازمنة المختلفة .
فظهرت في فترات معينة طرق علاجية كانت نتاج عدد من الثقافات المتداخلة على المنقة حتى أصبح الطب عبارة عن خلاصة تجارب انسانية متعددة .
ولكن الحقيقة التي لابد أن نؤكدها أن الطب في الامارات وباقي الدول العربية هو نتاج الحضارة العربية الاسلامية . فالاسلام هو الذي أوجد فنون الطب المختلفة وأعطاها أهمية خاصة من الكتاب والسنة النبوية .
وقد أشرنا الى دور الحضارة الاسلامية في ظهور الطب وتطوره في العالم . أما إذا تتبعنا مراحل تطور الطب في الامارات فان الطب في دولة الامارات مر بعدة مراحل تاريخية حتى نشوء (الطب الحديث) وتلك المراحل هي كما يلي :
مرحلة الطب التقليدي (الطب الشعبي)
هي مرحلة تاريخية طويلة تمتد عبر قرون وأزمنة وحقب بعيدة ترجع الى أصول الحضارات العربية القديمة التي ظهرت في الجزيرة العربية .
وكان الطب في هذه المرحلة يعتمد على الكي والحجامة والختان والتجبير والدفن والترفيع (القمز) – والوصفات الطبية الدينية والسحرية . والادوية المركبة من النباتات والاعشاب إضافة الى الطقوس العلاجية المصاحبة لمرحلة العلاج والتداوي من الامراض المختلفة .
وقد جاءت هذه الدراسة خصوصا عن (الطب الشعبي)حيث سنتكلم في الابواب والفصول القادمة عن أنواع الطرق والفنون العلاجية المتبعة في الامارات قبل ظهور الطب الحديث .
مرحلة الارساليات التبشيري
تعتبر هذه المرحلة الثانية لتطور الطب في الامارات . اذ بدأت الدول الاستعمارية تمارس أساليب تبشيرية تقوم على إنشاء العديد من العيادات والمشتفيات في مدن الساحل قبل ظهور دولة الاتحاد مستقلة الظروف التي تمر بها المنطقة تحت وطأة الجهل والفقر وتفشي الامراض والافات المعدية في تحقيق الاهداف الصليبية بالهيمنة على شعوب المنطقة بتنصيرها وجعلها تخضع للتعاليم المسيحية التبشيرية التي بدأت تظهر على شكل عيادات ومستشفيات طبية في ساحل الخليج العربي .
وتشير المصادر الى أن بداية ظهور الطب الحديث أو مستشفيات الارساليات في الامارات كانت في عام 1902م
ففي هذا العام زار الطبيب ( شارون توماس ) الشارقة ودبي . وقد وردت في مذكرات هذا الطبيب قصة رحلته الى امارات الساحل مرورا بالبحرين التي كانت المقر الرئيس للبعثة الارسالية .. وبدأ أعضاء البعثة منذ أن وضعوا أقدامهم في المنطقة بزيارة القرى الواقعة حول مدينة الشارقة وقاموا ببيع بعض الكتب المسيحية التبشيرية الى جانب أنهم كانوا يقضون أوقاتهم في الشارقة بعلاج المرضى الذين وصل عددهم خلال خمسة أيام الى (500 مريض) .
وفي عام 1908م زار الشارقة ودبي الدكتور ( توماس ) والطبيب (ستانلي ميلي) وبرفقتهما باءع الكتب واسمه (أمين) والصيدلي ( جوليس) .. ومنذ وصولهم قاموا بأعمال التبشير الى جانب التطبيب ..
وقد فتحوا عيادة في الشارقة ، وأخرى في دبي . وفي عام 1909م وصل الطبيب (بولهاريسون) الى أبوظبي حيث فتح عيادة في ذلك الوقت ومارس علاج عدد من المرضى. وانتقل المبشرون الامريكان الى أم القيوين ورأس الخيمة .
وكانت تلك هي أهداف البعثات الارسالية الامريكية ، التي ركزت منذ قدومها على التبشير تحت ستار تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لكن تلك المحاولة الاولى باءت بالفشل.
مستشفيات الارساليات الامريكية :
ظهر بعد ذلك عدد من المستشفيات الارسالية المتطورة .. ومن أهمها مايلي :
(أ) مستشفى سارة :
درست الدكتورة ( سارة هوسمان) اللغة العربية ثم جاءت الى المنطقة سنة 1911م.وأول وصولها كان الى مسقط بسلطنة عمان . وبدأت بالخدمة الطبية النسائية وأسست في عام 1952م أول مستشفى في الشارقة ، عمت شهرته مدن الامارات وقد ركزت على الولادة والى جانب أنها تقوم بترديد فقرات من الانجيل وتطلب من النساء حفظ تعاليم المسيح، وحتى وقت قريب ظل المستشفى يعمل تحت إدارة مختلفة . وهو يعتبر من أوائل المستشفيات التبشيرية في الامارات .
(ب) مستشفى أم دانيال :
أم دانيال هي الطبيبة الامريكية القديمة التي جاءت الى مدينة رأس الخيمة في سنة 1962م ، وبرفقتها زوجها وابنها دانيال .. وقد حدثنا عن قصة العيادة التي أسستها أم دانيال قبل مجيئها الى رأس الخيمة ضمن البعثة التبشيرية الامريكية في الشارقة . وكانت تعمل في عيادة الدكتـورة (خاتون ) .وقد جاءت الى رأس الخيمة سنة 1962م،حيث التقيت في صيف عام 1962م بزوجها أبي دانيال عند الحصن في منطقة سدروه وكلفني أن أشتري لهما قطعة أرض لاقامة عيادة طبية عليها . فاشترينا الارض من الشيخ حميد بن القاسمي وبدأت ببناء الحوش (الفناء) من السعف ثم بنينا (ثلاثة دهاريز) وغرفتين للسكن . وفي بداية الامر بنينا خيمة كبيرة مقاس (60- 25 فوت) وكانت أم دانيال تباشر علاج النساء . أي انقسمت عيادتها الى قسمين: (قسم للولادة وقسم للعلاج) ، واستمرت على هذا الحال مدة طويلة حتى عام 1977م حيث لاحظنا أنها تدعو (الحريم) النساء كل يوم أحد وتعمل لهم (وليمة) أي طعام وتقرأ عليهم من الانجيل وتدعوهم الى ترديد بعض الفقرات وتؤدي أمامهم بعض الحركات وتوزع عليهم الكتب والصلبان . وعندما استفحل هذا الامر تدخلت حكومة رأس الخيمة وطلبت منها مغادرة البلاد " .
(ج) مستشفى الواحة(كندي) :
تأسس هذا المستشفى في مدينة العين في نوفمبر عام 1960م . وهو أول مستشفى في إمارة أبوظبي . وقد عرف باسم ( مستشفى كندي) نسبة الى الدكتور (بيرول وميريان كندي)اللذين جاءا الى المنطقة بدعوة وجهها لهما الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة .
وقدم هذا المستشفى خدمات طبية للاهالي في ذلك الوقت . حتى أنه بلغ عدد المواليد في هذا المستشفى خلال عشر سنوات 4000مولود .
كانت تلك البدايات للخدمات الطبية، التي وفدت على المنطقة على يد الارساليات التبشيرية ، هي التي عرفت أبناء الامارات على الطب بصورته الحديثة . وقبل ذلك كان العلاج الشعبي هو السائد. ولكن تلك الارساليات الاولى توقفت وجاءت الارساليات البريطانية منذ عام 1934م وكان مجيئها، تحت أسباب علاج وباء الجدري الذي تفشى في إمارات الساحل،وكذلك علاج بعض الشخصيات الهامة من الشيوخ. إضافة الى ذلك توجد اسباب أخرى جعلت من الحكومة البريطانية الاسراع في توفير الخدمات الطبية، وارسال الاطباء .. ومن هذه الاسباب التنافس الدولي في المنطقة الذي جعل بريطانيا تسرع في توفير تلك الخدمات لكي لا تضطر الحكومات المحلية الى الاستعانة بأمريكا وبعض الدول الاوروبية التي بدا وجودها واضحا في هذه الاونة . مما قد يؤدي ـ اذا تخلت بريطانيا عن دورها في المنطقة ـ الى تدخل القوى العظمى ، ومن خلال ذلك تتمكن هذه القوى من الحصول على امتيازات عقود النفط في الخليج العربي .
وقد دارت خلال هذه الفترة من الثلاثينات والاربعينات عدة مراسلات بين حكام الامارات ووكلاء الدولة والمعتمد البريطاني وحكومة جلالة الملكة لاقناعهم بسرعة توفير تلك الخدمات الطبية .
ومن هذه الرسائل رسالة من الشيخ سلطان بن سالم القاسمي حاكم رأس الخيمة 1919-1948م . وهذه الرسالة مؤرخة بتاريخ 15ديسمبر 1935م .
فقد تقدم الشيخ سلطان الى حكومة جلالة الملكة بطلب ارسال طبيب لتطعيم أهالي رأس الخيمة من داء الجدري الذي استفحل في ذلك الوقت . وتوجد هناك العديد من الرسائل المشابهة من حكام المنطقة يطلبون فيها المساعدة الطبية من الحكومة البريطانية .
مرحلة ظهور الطب الحديث
لقد تطور الطب في الامارات منذ أن بدأ بعض المواطنين يمارسون الطب وطرق العلاج الحديثة . وهذه المرحلة تعتبر بداية التطور الحقيقي للطب الحديث . فقد مارس بعض المواطنين مهنة الطب، وكان من أشهر هؤلاء (محمد حبيب الرضا) الذي مارس مهنة الطب في دبي منذ عام 1930م حيث اكتسب هذه المهنة عن أبيه وجده .
وفي أحد اللقاءات الصحفية التي أجرتها معه مجلة أخبار دبي عام 1979م ذكر الكتو&# 1585; محمد حبيب :
" أن الاهالي عانوا من العديد من الامراض ، كالملاريا والدوسنتاريا ، والجدري والزهري، والتراخوما. وأنه لم يكن هناك طبيب بالمعنى الحديث حتى بداية الحرب العالمية الثانية تقريبا . بل كان المصاب بأي مرض غالبا ما يستسلم لاصابته برضى وقناعة ويلجأ لمعالجة الاطباء الشعبيين بطرق العلاج التي كانت متداولة انذاك ومازالت كالكي واستخدام بعض الادوية الشعبية " .
وتأسست في ذلك الوقت من الثلاثينات أول صيدلية في دبي وهي (الصيدلية الوطنية) التي أسسها محمد حبيب الرضا. وكان يجلب بعض الادوية من الهند خاصة لعلاج الملاريا والدوسنتاريا وعلاج الزهري .. وقام الدكتور محمد حبيب انذاك بعلاج الشيوخ وكبار الاعيان.
ومن أوائل الاطباء في امارات الساحل ( الطبيب عبدالحسين كامكار) وقد أسس عيادة في سوق الذهب بدبي عام 1939م . وكذلك(الطبيب محمد الشريف) الذي أسس عيادة طبية مشهورة في سوق الذهب بدبي ، وأنشأ صيدلية في 12/11/1955م وقد درس الطبيب محمد الشريف في البحرين وعمل فترة زمنية في الدمام ثم جاء الى دبي وفتح الصيدلية والعيادة .
الى جانب ذلك ساهمت دولة الكويت بدور لا ينسى في التعليم . فقد أرسلت عام 1953م أول البعثات العربية الى امارات الساحل كما أنها أرسلت في عام 1962م أول بعثة طبية .وظهرت في تلك الفترة مستشفيات عدة مولتها دولة الكويت منها المستشفي الكويتي بدبي الذي افتتح عام 1966م، كما افتتحت عدة مستوصفات في دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة ، ومازال المستشفى الكويتي في رأس الخيمة الذي افتتح بتاريخ 29/1/1963م يقدم خدماته للمرضى. وقد أسست دولة الكويت مستوصف خورفكان في 21/7/1963م ومستوصف الفجيرة في 1/2/1969م .
وكانت دولة الكويت تقدم مساعدات مالية وادارية لتلك المستشفيات .
وتولت الاشراف عليها حتى بداية قيام دولة الاتحاد في عام 1971م .
ومنذ ظهور اتحاد الامارات بدأ التوسع في الخدمات الطبية حيث أولت الدولة أهمية خاصة للتعليم والصحة . وانتشرت على ضوء ذلك المستشفيات الحديثة والعيادات واستقدمت الدولة الاستشاريين والاطباء ووفرت الاجهزة الطبية المتطورة .
ونشير في هذا المجال الى إحصائية الخدمات الطبية والتي تعكس واقع التوسع في مجال الصحة في دولة الامارات حتى عام 1994م :
فقد بلغ عدد المستشفيات في الامارات 33 مستشفى حكوميا و14 مستشفى خصا . أما العيادات الخارجية 128 عيادة حكومية و752 عيادة خاصة . وبلغ عدد الاطباء البشريين 22498 يعملون في الحكومة 1597في المستشفيات والعيادات الخاصة ، أما أطباء الاسنان فقد بلغ عددهم 208 في الحكومة و 355 في العيادات الخاصة .
وبلغ عدد هيئات التمريض 7256 يعملون في الحكومة و1250 في المستشفيات والعيادات الخاصة .
أما ما تنفقه دولة الامارات على الصحة فقد بلغ في عام 1992م 2133 مليون درهم . وفي عام 1993م كانت ميزانية الصحة 2359 مليون درهم . وفي عام 1994م زادت ميزانية النفقات على الصحة في الامارات الى 2555 مليون درهم .
المبحث الثاني
الطب الشعبي في الامارات
منذ ظهور الحضارات، وعبر عصور موغلة في القدم ظل الطب الشعبي أو التقليدي هو الاساس المعول عليه في علم الطب، ونعني بالطب التقليدي،الطب القائم على الجهود والتجارب الشعبية في أي مجتمع من المجتمعات الانسانية .
وتعريف الطب الشعبي بأنه : خلاصة مجموعة من التجارب الشعبية حو طرق العلاج وأساليبة وأنواع الامراض الشائعة في المجتمع وانتشارها .. وما تنبت الارض من نباتات وأعشاب وغيرها، إضافة الى مايتبع ذلك من المعتقدات والطرق الشعبية في العلاج، وعلاقة الانسان بالبيئة واستغلال الانسان لامكانيات البيئة والتعامل معها وتسخيرها لمصلحته وحياته .
ويعتمد الطب الشعبي التقليدي على النباتات والاعشاب الطبية التي اكتشف الانسان أهميتها وفائدتها الطبية منذ وجوده على الارض .
وظل الطب الشعبي في الامارات يمارس خلال القرون الماضية وحتى مطلع الستينات من هذا القرن.
ففي الستينات بدأ التراجع الحقيقي عن استخدام العلاج الشعبي، إذ افتتحت منذ هذه الفترة المستشفيات والعيادات وهذا ما أشرنا اليه في معرض حديثنا عن مراحل تطور الطب في الامارات.
والطب الشعبي أو (الطب التقليدي) في الامارات تجارب شعبية متوارثة في طرق العلاج والشفاء، وهو في مكوناته يرتبط ببيئة الامارات، والفكر الانساني الذي تشكلت ملامحه الحضارية وأصوله من الحضارة العربية والاسلامية العريقة، وهو جزء من الطب الشعبي العربي الذي مر بمراحل تاريخية عديدة حتى تبلورت فنونه وخصائصه .
أولا : أصول الثقافة الطبية في الامارات:
الثقافة الطبية لشعب الامارات هي امتداد تاريخي وحضاري قديم لا نستطيع أن نحددها في إطار معين أو شكل خاص. لأن الثقافة الطبية الشعبية هي حصيلة التفاعل الثقافي والحضاري والانساني والاقتصادي والاجتماعي والديني والعقائدي على مر العصور بين انسان الامارات الذي ينتمي الى الامة العربية والاسلامية وله ثقافة عربية إسلامية، ويتحدث اللغة العربية ويرتبط ارتباطا وشيجا بالعديد من الشعوب في أنحاء العالم، والتي كانت ومازالت تشكل مصدرا هاما للعلاقات التاريخية. ومن هذا المنطلق فإن الثقافة الشعبية هي الى جانب أن لها خصوصية مجتمعية تميز شخصية انسان الامارات عن غيره، فان الروابط والعلاقات التاريخية القديمة تعتبر أيضا منبعا اخر للثقافة الشعبية وخاصة الثقافة الشعبية الطبية، وكل ما يتعلق بالصحة والشفاء.
لذا، فإننا نستطيع أن نحدد ثلاثة مصادر أساسية للطب في الامارات. وهي:
1-البيئة والحياة الاجتماعية :
تعتبر البيئة المحلية المصدر الأساس للممارسات العلاجية الشعبية في الامارات. اذ تشكل المنطقة أو البيئة والحياة الاجتماعية والاقتصادية عاملا فعالا في تنوع مصادر المنتج الشعبي. حيث يغلب الطابع البيئي على حياة الناس وتفكيرهم، فتتشكل لديهم خصائص وصفات وتعاليم ولهجات وأعراف وطبائع وقيم لها خصوصيات معينة تطبع الشخصية المحلية وتميزها عن غيرها وتعطيها سمة خاصة. وهذا ما يميز التراث الشعبي، وخاصة فنون العلاج التقليدي الذي ذكرناه في تعريفنا للطب الشعبي في الامارات بأنه عبارة عن تجارب شعبية متوارثة. وتحدثنا فيما سبق عن الملامح الجغرافية للامارات وأشرنا الى أنماط السكان الذين يعيشون في بيئات أربعة لها ظروفها وخصائصها وملامحها وعاداتها وفنونها وطابعها التي طبعت شخصية (البدوي) مثلا عن شخصية وحياة (البادي) وشخصية (الحضري)عن شخصية الفلاح وهكذا، فلكل نمط سكاني لهجة خاصة لها مفرداتها ومعانيها .
فمثلا لهجة (البدو) في الصحراء تختلف عن لهجة (البداة) في الجبل. وتلك اللهجتان تختلفان عن لهجة (أهل المدن-الحضر). ومن هذا التنوع في البيئة ونمط السكان نجد تنوعا كبيرا في التراث الشعبي والعادات والتقاليد، وكذلك في الطقوس العلاجية القديمة وفي مفردات اللهجة المحلية الدارجة سواء الشعبية بمفهومها العام وما تحتويه من ألفاظ ومصطلحات طبية، والتي هي أصلا لهجات عربية تشكلت نتيجة لعامل التفاعل والاحتكاك الانساني في المجتمعات القروية الصغيرة، وكذلك في مجتمع المدينة الكبير. أو الشعبية بمفرداتها الدخيلة على العربية والمحلية كالانجليزية والتركية والبرتغالية والهندية والفارسية والافريقية (السواحلية) حيث توجد في لهجة الامارات العامية الكثير من المفردات الاجنبية والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من اللهجة المحلية المتداولة في السنوات السابقة، حتى أننا نجد هنالك مفردات طبية غير عربية الا أن استخدامها المحلي أعطاها طابعا خاصا وميزة ولونا معينا له دلالاته ومفهومه .
2-الاتصال الانساني عبر العصور:
بحكم الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية لمدن الامارات فقد كانت هذه المنطقة على اتصال قديم بشعوب العالم القديم. وسواء كان الاتصال تجاريا أثناء رحلات الاسفار التجارية على مر العصور أو أن هذا الاتصال فكري وعقائدي أثناء الفتوحات الإسلامية أو أثناء الغزوات الأجنبية للخليج العربي والإمارات، فقد أدى هذا الاتصال الى نقل الكثير من الفنون والادوية والعقاقير والأعشاب والنباتات من مجتمعات أخرى الى أسواق الامارات المحلية .
ففي السنوات الماضية وحتى الستينات تقريبا.. كانت سفن أهل الإمارات تذهب في رحلات تجارية الى الهند والصين وافريقيا وإيران.. وبلاد كثيرة تبيع وتشتري وتنقل البضائع المتنوعة ومنها الادوية التي كان التجار يجلبونها خصيصا بناء على طلب بعض العطارين وتجار التوابل .
3-الإرث العربي والاسلامي :
لاشك أن المنبع الأساس للطب الشعبي في الامارات هو ما توارثه الاباء والاجداد من حضارتهم وتاريخهم العربي في الخليج والجزيرة العربية منذ قديم الزمان، فالكثير من طرق العلاج الشعبية هي ذات جذور عربية قديمة ربما بعضها يرجع الى عصر ما قبل الإسلام، فمثلا (الكي)و(الختانة)و(العلاج السحري) و(التجبير) هي فنون علاجية كانت معروفة عند العرب قبل الإسلام.. وظلت تمارس بعد مجئ الاسلام .
وهناك أيضا ممارسات طبية مارسها العرب للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض. وعندما جاء الإسلام أصبح الطب النبوي الذي كان هديا نبويا خالصا في الصحة والمرض هو الأساس في الطب، وظل حتى وقتنا المصدر الأساس لعلاج الكثير من الأمراض خاصة ما يتعلق منه بالقراءة على المريض وحفظ الصحة بالنظافة والإيمان والصوم والعفاف والصدق .
وقد كان (القرآن الكريم) وهو دستور المسلمين شفاء لما في القلوب. فقد احتوى على الحقائق الطبية العلمية التي لم يكتشفها الإنسان، حتى في عصرنا هذا،وإذا حدث واكتشفت سوف تنجلي الكثير من العقبات من أمام العلماء الذين بأوا يهرعون في تلهف لقراءة القرآن وتدبر آياته من أجل تسخيره لعلم الطب والعلوم الأخرى.
وقد مارس شعب الامارات أنواعا كثيرة من طرق العلاج التي وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، معتمدا على إيمانه الراسخ بما ورد في الكتاب والسنة من حقائق علمية تفوق التجارب الانسانية عن الطب .
ثانيا – القائمون بالعلاج الشعبي في الإمارات :
القائمون بالعلاج الشعبي في الامارات هم المطببون أي الذين كانوا يمارسون مهنة الطب بالوراثة والخبرة والمعرفة والتجربة الذاتية، والمطبب هو المعالج الذي يستخدم طريقة معينة يمارسها وتصبح مهنته ومصدر رزقه في بعض الأحيان.
أما الطبيب الشعبي هو الخبير في الطب وفنونه،الماهر في العلاج ووصف الدواء .
والاطباء الشعبيون في الامارات هم الممارسون لفنون الطب التقليدي، وهناك فروق بين طبيب المدينة وطبيب القرية، والطبيب في البادية عن الطبيب في القرى الجبلية. ويمكن ملاحظة الاختلاف بين هؤلاء في مصادر الثقافة الطبية الشعبية، ومستوى التفكير والمعرفة في كل مجتمع من المجتمعات الإماراتية القديمة وهذا الاختلاف في درجة الخبرة والالمام بالاساليب والطرق العلاجية يرجع الى التكوين التاريخي والبيئي لكل نمط من الأنماط السكانية المختلفة في مجتمع الامارات القديم.
وكذلك يرجع الى نوعية التخصص العلاجي الشعبي. فمثلا يلاحظ بأن (العلاج بالكي) أكثر انتشارا في المجتمعات القروية البعيدة عن مجتمع المدينة. فهناك رجال في القرى تتوفر لديهم خبرة واسعة في الكي. لذا عندما يوصف الكي لمريض ينصحونه بأن يذهب الى (كواي) متخصص في قرى الجبال عند (البداة) أو يقولون له اذهب الى البادية . وهناك أيضا وصفات علاجية يمارسها أطباء البادية أكثر من أطباء المدينة، لذا فانهم ماهرون فيها أكثر من سواهم .
وبعض الوصفات مثل التجبير برع فيها المزارعون وهم الذين يطلق عليهم (البيادير) سكان الريف الإماراتي. أما فنون العطارة والختان والحجامة فإنها تمارس أكثر في المدينة ولها أطباء متخصصون وأصحاب خبرة ودراية. وهذا لا يعني أن الكي مثلا لا يمارس في المدينة .. لا بل إن من يمارسونه أقل خبرة ودراية من أطباء القرى، وكذلك بالنسبة للحجامة وصنع الأدوية والمركبات أكثر توسعا في المدينة منها في القرى البعيدة .
ويمكن تصنيف القائمين بالعلاج الشعبي في الامارات حسب طبيعة المهنة التي يقوم بها كل واحد منهم الى الأصناف التالية :
1-المطوع : وهو امام المسجد وعالم الدين الذي تتوفر لديه ثقافة دينية. وهذا يمارس العلاج الديني مثل القراءة على المريض وعمل المحو، والمحو هو علاج ديني.
2-الحواج : هو بائع الادوية الشعبية، ويسمي(العشاب) أو (العطار)، أي الصيدلاني بمفهومنا المعاصر، والذي يبيع الادوية والعقاقير في السوق.3-الكواي : هو الذي يعالج بالكي بالنار. وهي طريقة شعبية مشهورة وتسمى (الوسم) في الامارات .
4- المجبر : هو الذي يجبر الكسور، ويصنع الدواء للعضو المكسور ولديه معرفة وخبرة في العظام .
5- المختن : الذي يقوم بختان الصبيان بالطرق التقليدية. والختان سنة يمارسها المسلمون وأصحاب الديانات السماوية .
ويمارس الختان في الامارات (الحلاق)أو (المحسن) أو (المزين) الذي يحلق الشعر للزينة. لان الختانة مهنة موسمية، فيمارسها الحلاق في صالون الحلاقة القديم أو عندما يطلبها منه أوليلء أمور الصبيان.
6- الحجام : هو الذي يمارس الحجامة وهي استخراج الدم الفاسد من الجسم. وكثيرا ما يمارس هذه المهنة الحلاقون باعتبار أن الحجامة مهنة موسمية .
7- الجراح : هو المتخصص في معالجة الجروح بالادوية والمركبات الطبية.وهناك جراحون متخصصون في علاج أنواع مختلفة من الجروح الخفيفة أو العميقة.
8- الكحال : هو بائع الكحل، ومستلزمات الجمال كالحناء والعود والبخور والعطور. كما أنه يعالج العيون الرمداء من الامراض، ويصف لها الدواء المناسب .
9- المساح : الذي يعالج بواسطة المسح أو التدليك باليد على موضع الالم. وفي مجتمع الامارات التقليدي رجال ونساء تتوفر لديهم مهارات معينة في المسح.
10-المرفع : الترفيع وهي (القمز) أو (الدغر) طريقة شعبية لعلاج اللوزتين. وهناك (المرفعون) خاصة من (الحريم) النساء. لان الترفيع عادة ما تمارسها المرأة التي يطلق عليها (المرفعة).
11-الداية : الداية وهي (القابلة) المرأة التي تعالج النساء وتشرف على ولادتهن، وتعالج المولود حديث المولد فتعمل له الادوية وتقوم على رعايته .
12-المشعوذون والسحرة :توجد فئة من المشعوذين والسحرة في مجتمع الامارات التقليدي. وهم دخلاء على المجتمع وكانوا يمارسون بعض الاعمال السحرية مثل (الزار-الحروز-السحر) الى جانب عمل وصفات سحرية لحالات الصرع والجنون، وهؤلاء طبقة منبوذة في المجتمع.
والى جانب تلك الفئات من المعالجين فقد كان الاباء والامهات يمارسون أيضا علاج الابناء والاحفاد، ولكن في حدود ضيقة.ومن عادة الاهالي في السابق احتفاظهم بأنواع معينة من النباتات والاعشاب الطبية وبعض المركبات مثل الثمول والصدو والطبيخة التي يستخدمونها في وقت الحاجة. وقديما تمارس (العجوز) أو (الجدة)التطبيب في حالات معينة وتتولى حفظ العقاقير في (السحارة) وتوضع هذه السحارة في (البخار) وهو المخزن أو المستودع .
ثالثا : تالرجوع للطب الشعبي في الامارا:
لقد اكتشف العلماء في هذا العصر أضرار الادوية والعقاقير الكيميائية. وعرفوا نتيجة اندفاعهم الخطير واهتمامهم البالغ بالصناعات الدوائية واهمالهم للنباتات والاعشاب الطبية. حيث ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النباتات والاعشاب الطبية أكثر فائدة وأكثر نفعا للانسان. أما الادوية المصنعة فان لها مضاعفات تؤدي الى نتائج سلبية أكثر خطرا. وقد استوعب العالم في هذا العصر تلك المرحلة وأصبح يخطط لمرحلة ما بعد التصنيع والجهود مستمرة في هذا الصدد. فقد أنشأت جامعة " الينوي" بشيكاغو في الولايات المتحدة الامريكية محطة تنمو فيها الاعشاب الطبية، وذلك استعداد لمرحلة ما بعد التصنيع والعودة الى الطب الشعبي بعد أن ثبتت فائدته وجدواه.
وفي هذه الاثناء أصدرت هيئة الصحة العالمية والمشار اليها بالحروف الانجليزية التالية( ( w-h-o
قرارا يحث جميع الحكومات في العالم على اعطاء الطب الشعبي الاهمية اللازمة، وعقدت العديد من المؤتمرات والندوات وشنت حملات اعلامية للترويج للطب الشعبي، وأنشأت فيما بعد وحدة بحوث طبية حيوية تعنى بشؤون الطب الشعبي في "مكسيكو " وتلا هذا أن انتشرت في مختلف بلدان العالم العديد من المراكز المتخصصة في طب الاعشاب. وأصبح الانسان في عصر التطور التكنولوجي، لا غنى له عن الوصفات الشعبية، والنباتات والاعشاب الطبية.
ومن الامثلة الرائدة في الرجوع للطب الشعبي تجربة دولة الامارات العربية المتحدة. وهي تجربة رائدة أثبتت الايام نجاحها وفائدتها.
*مجمع زايد لبحوث الاعشاب والطب التقليدي :
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ولي العهد نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة تم إنشاء مركز متخصص في الطب العربي والاعشاب الطبية، يهدف الى المحافظة على التراث المحلي والعربي والاسلامي في مجال العلاج بالاعشاب والطرق المتبعة في الطب القليدي.
ويعتبر هذا المركز الاول من نوعه في الامارات، وهو يهدف الى استخدام الطرق العلاجية الشعبية في علاج العديد من الامراض. وقد تم افتتاحه في أبوظبي بتاريخ 23/1/1989م. وقد تطور العمل في المركز تطورا كبيرا نتيجة لاستجابة أعداد كبيرة من الناس للخدمات الطبية التي يقدمها،فتم في عام 1996م، انشاء (مجمع زايد لبحوث الاعشاب والطب التقليدي).
ويقع المجمع في منطقة المفرق التي تبعد حوالي 40 كيلومترا من أبوظبي. وقد صمم المبنى على الطراز المعماري العربي والاسلامي في مساحة تقدر 2000 متر مربع. وهو على مسافة قريبة من مستشفى المفرق.
*أهداف المجمع :ـ
1-تأكيد أهمية استخدام الادوية العشبية والتقليدية في علاج الكثير من الامراض، وحفظ تراث الاجداد .
2-خلق وعي وسط الاجيال من الشباب في الامارات عن أهمية العلاج بالاعشاب والموضوعات المتصلة به على ضوء الشريعة والفقه .
3-اختيار الادوية العشبية المناسبة سواء تلك المنتجة محليا أو المستوردة من الخارج أو تلك النباتات الطبية الموجودة بالسوق وتقييم خصائصها العلاجية .
4-استخدام الطرق والوسائل العلمية في تقييم الخصائص العقاقيرية والكيميائية للنباتات الطبية.
5-تقييم ئفاعلية الادوية العشبية باستخدام الطرق الاقربازينية وعلوم الاحياء المجهرية المعروفة .
6-تحديد أسس سلامة الادوية العشبية عن طريق دراستها وتحليلها .
7-وضع المعايير الكافية لضبط جودة الادوية العشبية .
8-اجراء التجارب الاكلينيكية المعيارية على الاعشاب الطبية .
9-تصنيع الادوية العشبية في الاشكال الصيدلانية المناسبة .
10-تنظيم الؤتمرات العلمية والندوات الدراسية، وورش العمل، وبرامج التبادل العلمي مع المؤسسات ذات الصلة على المستوى المحلي، والاقليمي والدولي.
11-مراقبة الادوية المتداولة سواء في الصيدليات أو في السوق المحلي .
12-الاشراف على الانشطة المتصلة بالعلاج الشعبي وطب الاعشاب بالدولة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة .
13-المشاركة الفعالة في اجراءات تسجيل الادوية العشبية واعطاء التراخيص لتداول هذه الادوية وكذلك تصنيعها. ومن أهداف المجع دراسة الطب الشعبي بدولة الامارات بهدف حفظه وتطويره وتوعية الاجيال بأهميته، والاستفادة من المواد الطبية التي وردت في كتب علماء العرب والمسلمين، وذلك بوضعها في صورة علمية حديثة، ويسعى المجمع الى انشاء صناعة دوائية نباتية في دولة الامارات.
*اقسام المجمع :
يضم المجمع الاقسام التالية :
1-مركز البحوث، وهذا المركز يتكون من معامل كيمياء النواتج الطبيعية والابحاث البيولوجية والسموم، وتم تزويد هذه المعامل بأحدث الاجهزة العلمية لاجراء البحوث في هذه المجالات .
2-وحدة تصنيف النباتات، وتجرى في هذه الوحدة عمليات حصر وتعريف مختلف النباتات الطبية بالدولة. وتقوم الوحدة بالاتصال مع الاطباء الشعبيين بالدولة للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال .
3-المعشبة : وهي معشبة للنباتات الطبية تهدف الى المحافظة على هذه النباتات وتعريفها وتصنيفها.
4-وحدة التصنيع : وهي مزودة بأحدث المعايير العالمية في مجال صناعة الادوية العشبية.
5-العيادات : وتوجد عيادتان منفصلتان احداهما للرجال والاخرى للنساء. ويتولى الاشراف على هذه العيادات فريق طبي مؤهل.
6-الصيدلية : ويضم المجمع صيدلية مجهزة بالادوية العشبية ذات المواصفات المتميزة. ويوجد قسم خاص بالصيدلية للنساء.
7-المختبرات الاكلينيكية.
8-وحدة الاشعة.
9-المبنى الاداري.
10-المكتبة، وبها الاف من المجلدات في مجال طب الاعشاب، وما يتصل بها من موضوعات .
11-مركز رعاية الحيوانات التي تستخدم لاجراء التجارب العلمية.
12-الحديقة النباتية : سيتم إنشاء مزرعة ملحقة بالمجمع، وذلك لتزويد المجمع بالنباتات التي تجرى عليها التجارب والتي تشمل بعض الانواع النادرة.
ويستخدم المجمع أنواعا من الادوية التي تجلب من الخارج مثل (البودرة-الاشربة والمعلقات-الاقراص والكبسولات-المساحيق-الدهانات-اللبخة-أنواع من الشايات-الاوراق-البذور-المراهم-المعاجين-الجذور) في علاج الكثير من الحالات المرضية مثل:
البول السكري وأمراض الروماتيزم وقرحة المعدة، والاثني عشر،والحموضة، والتهابات القولون وحصوة الكلى والتهابات المجاري البولية والربو الشعبي والازمة الصدرية والحساسيات الانفية والبهاق والصدفية والفشل الكبدي والبواسير والتهابات البروستاتا والامساك والصداع النصفي واحتقان الحلق ونزلات البرد والكولسترول وارتفاع نسبة الدهون في الدم-والاسهال والدوسنتاريا.
ويوجد في المجمع حوالي أربعين صنفا من الادوية الشعبية حيث يتم استيرادها من عدة مراكز متخصصة في مجال الادوية العشبية في باكستان والهند وافريقيا وغيرها. وتستخدم في علاج عدد من الامراض مثل الصداع النصفي والازمة الصدرية والحساسية الانفية والبهاق وبعض الامراض الجلدية، إضافة الى أدوية مقوية .
وتجدر الاشارة الى أن المجمع نجح منذ افتتاحه وعندما كان مركزا في علاج العديد من الامراض المزمنة والمستعصية، حيث انخفضت نسبة السكر الى معدلاتها الطبيعية عن الكثير من المرضى مستخدمي الادوية العشبية-كما تم علاج العديد من حالات الروماتيزم والام المعدة وغيرها من الامراض.
وقد بلغ عدد المراجعين بين (35-40) من الرجال يوميا وبين (15 الى 20) من النساء يوميا-كما بلغ عدد المترددين على مركز أبوظبي لطب الاعشاب في عام 1990م نحو (14830) مراجعا منهم (2677) مواطنا. وان من بين العدد الكلي للمراجعين (8265) من الرجال و(4565) من النساء. وبلغ عدد الرجال المواطنين المترددين على المركز(1174) رجلا وعدد الرجال الوافدين (7091) .
وعدد النساء المواطنات المترددات على المركز (1499) امرأة، وعدد النساء الوافدات (3066) امرأة.ويلاحظ أن نسبة المترددين من الوافدين أكبر إذا ما تمت مقارنتهم مع نسبة المواطنين. كما أن درجة الاستجابة لدى النساء أعلى منها لدى الرجال.
وقد بلغ عدد الذين استجابوا للادوية العشبية (7700) مريض من العدد الاجمالي للمترددين على-حيث وصل بعضهم الى مرحلة الشفاء التام ..وبعضهم تحسنت حالتهم الصحية .
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تم إنشاء مركز متخصص في الطب العربي والأعشاب الطبية ، يهدف إلى المحافظة على التراث المحلي والعربي والإسلامي في مجال العلاج بالأعشاب والطرق المتبعة في الطب التقليدي .
ويعتبر هذا المركز الأول من نوعه في الإمارات ، وهو يهدف إلى استخدام الطرق العلاجية الشعبية في علاج العديد من الأمراض . وقد تم افتتاحه في أبوظبي بتاريخ 23يناير 1989م . وقد تطور العمل في المركز تطوراً كبيراً نتيجة لاستجابة أعداد كبيرة من الناس للخدمات الطبية التي يقدمها فتم في عام 1996م ، إنشاء (مجمع زايد لبحوث الأعشاب والطب التقليدي ) .
ويقع المجمع في منطقة المفرق التي تبعد حوالي 40كيلومتراً من أبوظبي . وقد صمم المبنى على الطراز المعماري العربي والإسلامي في مساحة تقدر 2000 متر مربع. وهو على مسافة قريبة من مستشفى المفرق .
* أهـداف المجمـع :
1) تأكيد أهمية استخدام الأدوية العشبية والتقليدية في علاج الكثير من الأمراض ،حفظ تراث الأجداد .
2) خلق وعي وسط الأجيال من الشباب في الإمارات عن أهمية العلاج بالأعشاب والموضوعات المتصلة به على ضوء الشريعة والفقه .
3) اختيار الأدوية العشبية المناسبة سواء تلك المنتجة محلياً أو المستوردة من الخارج أن تلك النباتات الطبية الموجودة بالسوق وتقييم خصائصها العلاجية .
4) استخدام الطرق والوسائل العلمية في تقييم الخصائص العقاقيرية والكيميائية للنباتات الطبية .
5) تقييم فاعلية الأدوية العشبية باستخدام الطرق الأقربازينية وعلوم الأحياء المجهرية المعروفة .
6) تحديد أسس سلامة الأدوية العشبية عن طريق دراستها وتحليلها .
7) وضع المعايير الكافية لضبط جودة الأدوية العشـبية .
8) إجـراء التجارب الإكلينيكية المعيارية على الأعشـاب الطبية .
9) تصنيع الأدوية العشبية في الأشكال الصيدلانية المناسـبة .
10) تنظيم المؤتمرات العلمية والندوات الدراسية ، وورش العمل ، وبرامج التبادل العلمي مع المؤسسات ذات الصلة على المستوى المحلي ، والإقليمي والدولي .
11) مراقبـة الأدوية المتداولة سواء في الصيدليات أو في السوق المحلـي .
12) الإشراف على الأنشطة المتصلة بالعلاج الشعبي وطب الأعشاب بالدولة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة
13) المشاركة الفعالة في إجراءات تسجيل الأدوية العشبية وإعطاء التراخيص لتداول هذه الأدوية وكذلك تصنيعها. ومن أهداف المجمع دراسة الطب الشعبي بدولة الإمارات بهدف حفظه وتطويره وتوعية الأجيال بأهميته ، والاستفادة من المواد الطبية التي وردت في كتب علماء العرب والمسلمين ، وذلك بوضعها في المواد الطبية التي وردت في كتب علماء العرب والمسلمين ، وذلك بوضعها في صورة علمية حديثة ، ويسعى المجمع إلى إنشاء صناعة دوائية نباتية في دولة الإمـارات .
أقسـام المجمـع :
يضـم المجمع الأقسام التاليـة :
1. مركز البحوث : وهذا المركز يتكون من معامل كيمياء النواتج الطبيعية والأبحاث البيولوجية والسموم ، وتم تزويد هذه المعامل بأحدث الأجهزة العلمية لإجراء البحوث في هذه المجالات .
2. وحـدة تصنيف النباتات : وتجرى في هذه الوحدة عمليات حصر وتعريف مختلف النباتات الطبية بالدولة. وتقوم الوحدة بالاتصال مع الأطبـاء الشعبيين بالدولة للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال .
3. المعشـبة : وهي معشبة للنباتات الطبية تهدف إلى المحافظة على هذه النباتات وتعريفها وتصنيفها .
4. وحـدة التصنيع : وهي مزودة بأحدث المعايير العالمية في مجال صناعة الأدوية العشبية .
5. العيـادات : وتوجد عيادتان منفصلتان إحداهما للرجال والأخرى للنساء .ويتولى الإشراف على هذه العيادات فريق طبي مؤهل .
6. الصيدلية : ويضم المجمع صيدلية مجهزة بالأدوية العشبية ذات المواصفات المتميزة. ويوجد قسم خاص بالصيدلية للنساء .
7. المختبرات الاكلينيكية .
8. وحـدة الأشعة .
9. المبنـى الإداري .
10. المكتبـة : وبها آلاف من المجلدات في مجال طب الأعشاب ،وما يتصل بها من موضوعات .
11. مركز رعـاية الحيوانات التي تستخدم لإجـراء التجارب العلمية .
12. الحديقـة النبـاتية : سيتم إنشاء مزرعة ملحقة بالمجمع، وذلك لتزويد المجمع بالنباتات التي تجري عليها التجارب والتي تشمل بعض الأنواع النادرة .
ويستخدم المجمع أنواعـاً من الأدوية التي تجلب من الخارج مثل ( البودرة – الأشربة والمعلقات – الأقراص والكبسولات- المساحيق- الدهانات- اللبخة – أنواع من الشايات- الأوراق- البذور- المراهم- المعاجين- الجذور) في علاج الكثير من الحالات المرضية ..
العرض العادي
