الكويت الأولى على العالم في حلقات تحفيط القرآن الكريم

[أفاق الفكر]

وقفات مع الدعاة الشيخ فهد الكندري:

الكويت الأولى على العالم في حلقات تحفيط القرآن الكريم

حوار: علاء الدين مصطفى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : >اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه<، وقال: >يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن متزلتك عند آخر آية تقرؤها<، وقال: >ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده<، وقال: >من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول -ألم- حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف<.

وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >خيركم من تعلم القرآن وعلمه<.

وفي حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران<.

هذه الأحاديث كلها توضح منزلة حافظ القرآن الكريم في الدنيا والآخرة، ومن أجل ذلك التقينا بأحد قراء المسجد الكبير الذي كان يبكي ويبكي المصلين من خلفه في العشر الأواخر من رمضان، حفظ القرآن في سن مبكرة، حينما التقيته أوضح أن حرص الوالد والوالدة على حفظه للقرآن هو الذي جعله يحب الحفظ ويختم القرآن.. إنه شاب في الرابعة والعشرين من عمره، لم يتأثر كغيره بالملهيات، ولكنه توجه إلى كتاب الله ورحاب المساجد، إنه القارئ الشاب فهد الكندري معي في هذا الحوار.

- في البداية نود أن نعرف كم كان عمرك عندما حفظت القرآن الكريم؟

- حفظت القرآن الكريم وكان عمري 16عاماً على يد الشيخ رشاد محمد علام، وهو مصري الجنسية - ومؤذن في منطقة الفحيحيل.

- ما المدة التي حفظت فيها القرآن؟

- في الحقيقة أنا حفظت القرآن في عام ونصف، وكان الحفظ متواصلاً ويومياً.

- هناك من يقول: إن استخدام الوسائل الحديثة في الحفظ مثل الكمبيوتر يمكن أن يغني عن الشيخ المحفظ.. مارأيك؟

- لاشك أن الكمبيوتر والوسائل الحديثة تساعد على حفظ كتاب الله، ولكن لا يمكن أن تلغي دور الشيخ المحفظ؛ لأن الأصل في الحفظ - وهذا اعتقادي واعتقاد المشايخ - أن يكون على يد شيخ متقن للقرآن وتجويده، أما الوسائل الأخرى ما هي إلا وسائل مساعدة، ولكن الأصل هو الشيخ المتقن.

- لو أراد الشخص أن يحفظ القرآن.. من أين يبدأ؟

- يفضل المشايخ دائماً أن يبدأ الحفظ من جزء عم إلى البقرة، وذلك لسهولة الأجزاء التي بها السور الصغيرة في الحفظ، ولكن لو بدأ بسورة البقرة سيواجه عقبات في الحفظ ويمكن أن تنفره من الحفظ.

- هل واجهت صعوبات أثناء حفظك للقرآن؟

- لاشك في ذلك، لاسيما وأني قد حفظت القرآن في سن مبكرة، والأولاد من حولي يلهون ويلعبون، وأنا كنت حريصا على حفظ كتاب الله، ولكن كنت في الصغر أحب لعب كرة القدم جداً، وكنت متعلقاً بها، وكنت ألعب في نادي الكويت، فخيرني الوالد - رحمه الله - بين النادي وحفظ القرآن، فتفرغت لحفظ كتاب الله وهذا شرف لي.

- هل كان للأسرة دور في حفظك للقرآن الكريم؟

- بعض الأسر يأتون بشيخ ليحفظ أولادهم دون متابعة منهم في الحفظ، فهم يعتقدون أن الشيخ يتكفل بحفظ الأولاد، وهذا مستحيل، فالدور المهم على الشيخ المحفظ، ولكن الدور الأهم هو دور الوالد والوالدة أو الإخوان الكبار في المنزل، وهذا ما تم معي، فعند عودتي من عند الشيخ يطالع والدي الدفتر المكتوب فيه الحفظ والمراجعة، ثم يسمع لي ويصحح حفظي، ثم أذهب بعد ذلك إلى الوالدة لتسمع لي هي الأخرى، فحرص الوالد والوالدة على حفظي للقرآن هو الذي جعلني أحب الحفظ وأختم القرآن.

- كيف كنت توفق بين الدراسة والحفظ؟

- الحمد لله كنت موفقا في هذا الجانب؛ لأن الوالد كان مهتماً بأن أحفظ القرآن، وحتى إنه في يوم من الأيام كان عندي اختبارات ودخل الوالد غرفتي فوجدني أدرس، فسألني.. ماذا فعلت في المقرر عليك حفظه اليوم؟ أجبته بأن عندي اختبار غداً، ولذلك لم أراجع القرآن اليوم، فقال الوالد: اترك دراستك واحفظ أولاً ثم ارجع لدراستك مرة أخرى، وهذا له معنى كبير ، فكان - رحمه الله - يعودني بأنه لا شيء في الدنيا يؤجل حفظي للقرآن الكريم، فكان أي عذر أمام عدم مراجعتي للقرآن الكريم غير مقبول بالنسبة له، فالأصل في ذلك البيت والشيخ.

- هل كان اهتمام الوالد والوالدة مقتصر عليك أم هناك من إخوانك من يحفظ القرآن الكريم؟

- الحمد لله أشقائي جميعهم من حفظة القرآن الكريم، ولكن لم يختموا القرآن، وأنا الذي حفظت القرآن كاملاً بعون الله.

- ما رأيك في فكرة الكتاتيب الموجودة الآن في معظم البلاد العربية والإسلامية، لاسيما مصر؟ وهل تعتقد أن الوسائل الحديثة ستقلص دورها التي كانت تقوم به؟


- استخدام الوسائل الحديثة شيء جميل وتساعد على الحفظ، لكن في الوقت نفسه يمكن أن تضعف من همة الحافظ، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها، ولو لاحظنا أن الذين حفظوا كتاب الله على يد المشايخ في الكتاتيب من المشايخ الحفظة الحاليين، ستجد أن لديهم إتقانا في الحفظ وسوف نجدهم أفضل من الذين حفظوا عن طريق الوسائل الحديثة، وهذا دليل قاطع أن الكتاتيب لابد أن تبقى ويجب عدم إلغائها إلى يوم الدين؛ لأنها تمثل التراث الإسلامي، فهي تعلم اللغة العربية وتعلم الفقه والعقيدة، فتجعل الشخص يخرج وهو ملم بأحكام شاملة للقواعد الإسلامية مع حفظ كتاب الله، فأنا أدعوا إلى عدم إلغائها، لاسيما في مصر.

- ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها إلى من يريد أن يحفظ القرآن الكريم؟

- نصيحتي للأسرة والشباب والشابات وكل أب وأم أن يلجؤوا إلى حفظ كتاب الله، فلن نفلح ولن نصل إلى الطريق القويم حيث تكون كل أسرة بها واحد أو اثنين من حفظة كتاب الله؛ لأن هذا يمثل الحماية لنا في الدنيا والآخرة، لأن القرآن يفتح البصيرة، هذا بالإضافة إلى أن الله عز وجل يقول: -ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر-.

فالقرآن سهل لمن أخلص له ولم ينشغل عنه، وهناك من يقول: إن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر، والحفظ في الكبر كالنقش على النهر أو الماء، وهذا غير صحيح، فالشيخ الحذيفي - حفظه الله - حفظ القرآن وهو عنده 35أو 40 سنة، وهناك العديد من المشايخ حفظوا القرآن في سن كبيرة، فأنصح كل شاب أن يحفظ كتاب الله، فهناك فوائد لا تعد لحفظ كتاب الله، أولها: أن الطفل يحصل على تربية صحيحة وهي التربية القرآنية، ثانياً: الأم والأب يلبسان تاج الوقار في الآخرة، والولد يكون من أهل الله.


- ما الطريقة المناسبة لحفظ القرآن الكريم للأطفال؟ وكيف نحبب الأطفال في حفظه؟

- أنصح كل أب أن يلجأ إلى شيخ محفظ وأن يجعله لأولاده فقط، أما كثرة الأولاد فمن الممكن أن تجعل الشيخ لا يتابع جيداً.

وأحب أن أوضح هنا أن القرآن يبعد الشباب عن التطرف والإرهاب؛ لأن القرآن يلين القلوب، -ثم تلين قلوبهم وجلودهم إلى ذكر الله-.

فمن المستحيل أن يلجأ حافظ القرآن إلى التطرف والإرهاب.

- كم مرة تختم القرآن في شهر رمضان؟

- نحن مقصرون في ذلك، ولكن الحمد لله أختم القرآن في رمضان كل عام.

- ماشعورك وأنت تؤم المصلين في المسجد الكبير في العشر الأواخر من رمضان، لاسيما مع الجمع الغفير من المصلين الذي وصل في العام الماضي إلى 140 ألف مصل؟

- في الحقيقة أن شعوري سلاح ذو حدين، وكم كنت سعيدا بهذا الجمع وأنا أصلي وخلفي هذا العدد من المصلين، حتى لو خرج منهم مئة مهتدٍ وتدبروا ما سمعوا من القرآن.

أما فيما يتعلق بالسلاح الآخر السلبي وهو دخول الشيطان في قلب الإمام؛ لأن الشيطان يلعب بقلوب من يحفظون القرآن، فيدخل من باب العدد الذي يصلي خلفك وأنت تؤم الناس، فيدخل في قلبك الغرور والرياء وعدم الإخلاص.. وأسأل الله تعالى أن يبعدني عنه.

- ما رؤيتك لعمل الجمعيات الخيرية فيما يخص حلقات تحفيظ القرآن الكريم؟

- نحن بلد حمانا الله بالعمــل في مجال العمل الخيري وكثرة حلقات القرآن، والــكويت الأولى على العالم في حلقات تحفيظ القرآن الـكريم، ولكن نحن نريد الحصاد والثمار لهذه الحلقـــات ولا نريد أن نتحـدث عن الــكم، بل عن الــكيف، نحن في حاجة إلى حافظ للقرآن، نحن نريد أن تخرج هذه الحــلقات من 5 إلى 10 حفـــاظ في الدورة، وأود أن أشــــكركم على هذا الجهد الواضح.

مجلة الفرقان
Cant See Links

مجلة الفرقان
Cant See Links

التوقيع :

لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم