مسكينة أنتِ يا مطلقة
الأمة تتركك وحيدة .. طليقة
لا أم لك ولا أب
الكل ينظر لك بعين واحدة
وإن نظروا بعينين تكون كنظرة الأحول
لماذا ينظرون لك وكأنك عاهة على المجتمع ؟
آهٍ يا مطلقة .. اجتمع الكل عليك فرموك من قوس واحدة
فأصابوك في مواقع عدة .. في شدة
ولسان حالك يقول
فلو أنه رمح إذن لاتقيته ... ولكنه رمح وثان وثالث
إذن أنت بعينيهم عار ونجسة
كبقعة دم على ثوب
لا تجوز الصلاة به
يرمون عليك التهم
ويصفونك بأبشع الأوصاف
كل هذا لأنك مسكينة لا حول لك ولا قوة
أستغرب من تراشق الألفاظ عليك
لم يبق لك في هذا الزمن إلا دموعك وغرفتك
هم من وقفوا معك
سخيف أنت يا مجتمع في نظر المطلقة
وسخيفة أنتِ في نظره
لماذا حتى أبويك تركاك ؟
وإن ساعداك قالا : مسكينة
أجيبوني ألهذا الحد في نظركم تكون المطلقة ؟
منبوذة لديكم
مشؤومة عليكم
متى يسمع كلامها ؟
متى تبصر النور في هذه الدنيا ؟
تتزوج وتظن أنها رأت النور
وما هي إلا لحظات وتطلق
فترى الظلام
فتزداد حياتها ظلاما بظلام
مسكينة أنت يا مطلقة
يرونك بعيون ترمي بشرر كالقصر
والله
ثم والله
إني لأحزن عليك
ويتفطر قلبي عندما أنظر إليك
أختي المطلقة
لا تيأسي فإن خانك الكل
فابقي وحيدة شامخة في جبين الدهر
أعلم أنك تبدين قوية أمام الجميع
وضعيفة أمام نفسك
أعلم أنك مع نفسك تتأوهين
وتحترقين وتدمعين
ودائما تقولين
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ... ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوما اتركوه ... إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
أتمنى لك من سويداء قلبي
أن لا تنظري للمجمتع إلا نظرة ازدراء وحماقة
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
وتمثلي بقول القائل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
العرض العادي
