آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12046 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6893 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12756 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14070 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48265 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43269 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 35615 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20558 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20773 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 26689 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2019, 04:52 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


#التاريخ_مدرسة

#التاريخ_مدرسة

ركز وا معي جيد

الدولة العثمانية التركية
دولة شيعية
بدليل أن دينها حتى سقطت
كان يعتمد على
البكداشيه
وهي دين خليط بين
الصوفية والإثناعشر الشيعيه
وان ما يسمى الحرب
مع الصفوية التركية
هي حرب سياسية عسكرية
على المصالح
والزعامة
فقط لاغير


رد مع اقتباس
قديم 12-10-2019, 05:22 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: #التاريخ_مدرسة

السياسة العثمانية تجاه الشيعة في العراق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
‏١٣ نوفمبر ٢٠١٣‏، الساعة ‏١١:٠٩ م‏
عاش عدد كبير من الشيعة الناطقين بالعربية في المحافظات العراقية بغداد والبصرة. والعدد الدقيق لهؤلاء الشيعة ليس واضحا اذ ان الحكومة العثمانية لم تقم بأية إحصاءات من هذا القبيل.

علاوة على ذلك, وطوال القرن التاسع عشر, فانه لا يبدو أنه كان هناك نمو لهذه الطائفة السكانية الشيعية على حساب الاغلبية السنية, وكان وجود أعداد كبيرة من الشيعة ومتنامية من السكان في العراق يمثل مشكلة سياسية خطيرة للسلطات العثمانية, اذ كانت الإمبراطورية العثمانية دولة سنية, وكان لا يمكن لها من الوثوق برعاياها من الشيعة.

ومن حيث المبدأ, لم يعترف الشيعة بالمطالبة العثمانية بحيازة الخلافة الإسلامية العظمى, وهو ما ادعاه السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) الذي شدد مرارا وتكرارا, على محاولة إضفاء الشرعية الدينية لنظامه.

والمشكلة أيضا لها أبعاد دولية. فالعراق يحده إيران, وهي دولة شيعية كانت تدعي المرجعية الشيعية التاريخية والدينية فيها, وخلال قرون, كانت تخوض حروبا كثيرة مع الدولة العثمانية للسيطرة على العراق. وحتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر, حينما كانت الدولة العثمانية ضعيفة دوليا, بقي شعور قوي بأن ايران تشكل تهديدا عسكريا, وخصوصا في حال وقوع الغزو الروسي للأناضول.

بالإضافة إلى ذلك, كانت مسألة ترسيم الحدود العثمانية وإيران مصدرا دائما لعدم الاستقرار وايضا موضوع ثابت للاتصالات بين العراق وايران. فالعراق يضم أقدس الأضرحة الشيعة, وتقع في النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية, التي تعرف مجتمعة بالعتبات.

في القرن الثامن عشر, أصبحت العتبات مركزا للأصولية الشيعية ومدارس للفقه الشيعي, والتي صنعت دور سياسي للعلماء الشيعة, وإبقاء تفوق العتبات كمركز للسلطة الدينية لجميع المجتهدين الشيعة.

فالعدد الكبير من الطلاب الذين أقاموا ودرسوا في هذه العتبات كان لهم دور مميز في احتجاج التبغ 1891-1892, وبعد ذلك في 1902 , وخصوصا دورهم خلال سنوات الثورة الدستورية الإيرانية (1905-1911) حيث اشترك مجتهدو العتبات وشاركوا بنشاط في السياسة الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك هناك التجار والحجاج. حيث في كل عام هناك عددا كبيرا من الناس من إيران, والهند, يزورون المدن المقدسة في العراق أو لدفن موتاهم في هذه العتبات.

وكان لبريطانيا, أيضا, صلات مع العتبات. ليس فقط من خلال زيارة العديد من الشيعة من رعايا الهند البريطانية الى العتبات, ولكن الروابط المباشرة للحكومة البريطانية مع المجتهدين الشيعة من خلال تركة العود. حيث كانت هذه التركة والتي أنشأها الملك عود من الهند, تنص على التوزيع السنوي من الصدقات لأغراض خيرية للعتبات. وبعد ضم الحكومة البريطانية للهند في 1850, كانت السيطرة على تركة العود وتنفيذ الوصية قد أجريت على أيدي القوات البريطانية, فكان التوزيع السنوي للأموال من قبل القنصل العام البريطاني في بغداد, من خلال اثنين من المجتهدين المختارين واحد في النجف وواحد في كربلاء.

وبالنسبة لهؤلاء المجتهدين, كانت التركة مصدرا رئيسيا من مصادر النفوذ والهيبة المحلية, وبشكل غير مباشر, وكانت قناة محتملة للنفوذ البريطاني, اضافة الى انه كانت هناك أيضا صناديق أخرى, من إيران والهند, والتي تم التبرع بها إلى العتبات. فالحكومة الإيرانية, على سبيل المثال, قدمت منحا سنوية للأضرحة في كربلاء والنجف والكاظمية. ولهذا يتمتع العلماء الشيعة بالرخاء والثروة العظيمة من خلال وصية العود والهبات الأخرى, ولذا فهي تمارس نفوذا كبيرا في العراق, وخصوصا بين القبائل. و يبدو أنه من خلال المدارس الدينية الشيعية في المدن, ومن خلال الملالي الشيعة الذين كانوا يتجولون بين السكان القبليين فان الطائفة الشيعية بدأت بالتوسع في المنطقة. نظرا لحقيقة أن المجتهدين بدأوا بتوزيع مبالغ مهمة من المال لطلبة المدارس الدينية وخصوصا من الفقراء منهم, كما أنهم بدأوا بتوزيع المال لبعض من رجال القبائل ولا سيما تلك التي استقرت حديثا, وكذلك الى بعض سكان البلدات الصغيرة. ومن ناحية أخرى, هناك بعض أدلة على وجود انخفاض في المؤسسات الدينية السنية في العراق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. نتيجة لسياسات التنظيمات المركزية, وسحب الإيرادات من أراضي الوقف التي كانت معتمدة لصالح المدارس الدينية السنية والعلماء الى الحكومة. وترتب على ذلك تخفيض الحصص المالية وهذا يعني إضعاف المؤسسة الدينية السنية.

لقد كان معروفا نمو التشيع في صفوف أبناء القبائل إلى الباب العالي قبل فترة عبد الحميد, ورغم أنه لم ينظر إليها بالجدية خلال فترة حكم مدحت باشا للعراق (1869-1872), لكن كان من الواضح أن هناك مشكلة لإثارة قلق بالغ من جانب السلطات العثمانية ويبدو أن هذا القلق سرعان ما هدأ, وابدت الحكومة العثمانية القليل من الاهتمام لهذه المسألة, فعلى سبيل سبيل المثال, يذكر أن عدد قليل من التقارير حول الشؤون العراقية المقدمة للسلطان عبد الحميد قبل 1885 تذكر المشكلة الشيعية. لكن من عام 1885 فصاعدا, تغير الموقف, حيث أكدت التقارير استمرار نمو التشيع في المنطقة. وكل هذه التقارير أزعجت النظام الحميدي. ففي أواخر 1880 دفع القصر إلى الشروع في دراسة جادة للشيعة وقد اتخذت تدابير مختلفة من أجل قطع الطريق على النمو الشيعي. وتم ارسال عدد من اللجان للمنطقة وطلب من المسئولين المحليين كتابة تقارير مفصلة حول هذا الموضوع, واتخذت بعض الخطوات في مجال التعليم. اضافة الى ذلك, بدا ان هناك شيئا جوهريا سيبدأ من خلال جهد السلطان عبد الحميد حين سمح ببدء مناقشة فكرة التقارب بين السنة والشيعة وإيجاد حل طويل الأجل للمشكلة الشيعية في العراق.

في أواخر اب 1886, استشار عبد الحميد الشيخ ميرزا حسن الريس, وهو منشق إيراني مهم, ويقيم في اسطنبول, من خلال اثنين من المقربين له, جودت باس ويوسف رضا, ووفقا لهؤلاء فان الشيخ الريس ابدى كل الميل والرغبة لاقتراح السلطان (في إزالة العداء بين الشيعة والسنة), ويبدو ان عبد الحميد طلب أيضا أن يقوم جودت باس ورضا, بإعطاء الآراء الخاصة بهم في تقرير وهو, الباحث الشهير ووزير العدل السابق حيث قاما بالدعم الكامل لقضية التقارب بين السنة والشيعة. وأوضحا أن التطور التاريخي والوضع الحالي للطائفة الشيعية, يوجب وضع فكرة الوحدة بين السنة والشيعة والتحالف بينهما والاتحاد ضد "الطغيان وسيادة الدول المسيحية" من خلال السلطات المعنية للخليفة والمجتهدين الشيعة .

وجادل جودت باس, أنه يجب توافر ثلاثة شروط:أولا: قبور ال البيت من الأسرة النبوية في المدينة المنورة, التي تعتبر في غاية الاهمية بالنسبة للشيعة فانه لا بد من إصلاحها, ويجب أن ترسل الهدايا لهم. ثانيا: يجب المساواة في الاجر بين المجتهدين الشيعة في العتبات مع نظرائهم من السنة, في الإمبراطورية العثمانية. ثالثا: ينبغي تنفيذ بعض الأشغال العامة للعتبات.

في تقرير آخر مؤرخ وغير موقع, يشجع التقرير السلطان للتوصل الى تفاهم بين السنة والشيعة. فبعد إعطاء الخلفية التاريخية وشرح المبادئ الأساسية للطائفة الشيعية, يصف يوسف رضا باس, العلاقة بين العلماء الشيعة وحكم سلالة قاجار, ودور علماء الدين في الحياة السياسية في إيران. ويذكر أن المجتهدين "كان لهم تأثير بألف مرة وأكثر فعالية من تلك التي يتمتع بها الشاه في إيران ولهذا السبب كان الشاه يحاول إصلاح المقابر المقدسة في العتبات, وبسبب معارضة المجتهدين فان الروس لا يمكن لهم من تنفيذ القوانين الأوروبية في ايران. وجادل التقرير بأن معظم المجتهدين اذا ارادوا ان يعيشوا في ظل الإمبراطورية العثمانية, فانهم سيتمكنون من ذلك بمجرد الإشارة, وجعل الناس يقومون بالثورة ضد الشاه في 24 ساعة, وإجبار الدولة الإيرانية ما يريدون.


حتى الروس, يدركون جيدا للغاية قوة العلماء المجتهدين في إيران, حيث كانوا يرسلون لهم الهدايا, و يتم تكريمهم بطرق مختلفة, من أجل التأثير في الشؤون الايرانية وفي نفس الوقت الحفاظ على هدوء السكان الشيعة في داغستان.

وبحسب رأيه, فأنه على الرغم من أن الخلاف بين السنة والشيعة قديم جدا, لكن لم يكن هناك أي عداء لمنع وحدتهم في سن مبكرة من الإسلام. وكانت الظروف السياسية هي التي أدت إلى العداوة المتبادلة: ففي أيام السلطان سليم الأول والشاه اسماعيل الصفوي, كان الصراع السياسي بين الدولتين سببا في تشيع الدولة الإيرانية, في حين ذهب العلماء العثمانيون إلى حد إعلان ان التشيع هو كفر.

ومع ذلك ففي الوقت الحاضر فإن الالتزام الديني للمسلم يوجب أن توحد الدول على أساس مشيئة الله في الوحدة ضد الطغيان وسيادة الدول المسيحية, ولأن كل واحد منهم يرى في هذه النقطة القدرة على الوحدة والتحالف فانه بات واضحا لكل من السنة والشيعة السير في هذا الاتجاه". وأن السياسة العثمانية في العراق جعلت الجماعة الشيعية هناك في 1880 تميل وترغب في إزالة الفتور بين السنة والشيعة. وقد لوحظ هذا الميل والرغبة بين علماء الشيعة خلال جميع الرحلات التي قام بها كاتب هذا التقرير الى بغداد.


ويخلص التقرير اخيرا الى ان السلطان عبد الحميد هو أنسب شخص لهذه المهمة, حيث يعتبر امام وخليفة المسلمين عند السنة, في حين أن شاه ايران ليس لديه مثل هذه السلطة بين الشيعة. فالوحدة الوطنية لا يمكن تحقيقها إلا من قبل السلطان, ومن قبل المجتهدين الذين لديهم السلطة الحقيقية على الشيعة في العالم.

بالنظر إلى أن المجتهدين عاشوا داخل الإمبراطورية, فان المهمة المقدسة للسلطان عبدالحميد هي في إزالة هذا العداء بين الطائفتين وبهذا الصدد, يقترح التقرير بعض التدابير, كإصلاح المقابر في المدينة المنورة. وفي العمل لبعض التحسينات للعتبات. وان تقوم السلطات العثمانية, ووفقا لاعتبارات سياسية, بدعوة العلماء الشيعة لهذه المهمة وتوفير المخصصات المالية مع التأكد من أن هذا الإجراء الأخير لن يكون على حساب العلماء السنة ويكون متوازنا وينبغي تنفيذ سياسة عادلة بين العلماء السنة والشيعة في هذا المجال.

وبعد سلسلة من المراسلات بين السلطان والجيش والمسؤولين المحليين, في مسألة تواجد الشيعة في الجيش العثماني في العراق, فضلا عن الأبعاد الأخرى للتهديد الشيعي في العراق ونتيجة لذلك, تم إيفاد لجنة من التفتيش العسكري إلى العراق في منتصف عام 1890, وبينما كانت اللجنة في العراق, استمر السلطان بالتشاور مع العلماء في وسط العراق, وطلب النظر في هذه المسالة وتشير مختلف التقارير في وثائق الارشيف العثماني في هذا الصدد على ان هذه المسالة كانت على ما يبدو تسبب القلق للسلطان عبد الحميد الذي كان يعدها على درجة كبيرة من الخطورة.

لذلك كانت الخطوة العملية الأولى له, في حزيران 1891, بإقالة والي بغداد بسبب تغلغل الايرانيين فيها, وفي نفس الوقت, كان السلطان منزعج من أنباء وجود الكثير جدا من الشيعة في الجيش, وبعد عدة مشاورات أصدر السلطان تعليمات إلى الصدر الأعظم بنقل بعض الجنود الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية لجيوش أخرى, والحفاظ على الجنود السنة فقط في بغداد.

ولأنه كان من المستحيل تغيير حياة الناس والمعتقدات بالقوة, وأن السياسة القسرية هي المحرك للسكان المحليين على التظاهر ولن تضمن سيطرة السنة الا لفترة من الوقت. وفي ظل هذه الظروف, فانه لا يمكن تحقيق هذا الهدف الا عن طريق التعليم والوعظ. لذلك تم الاقتراح على السلطان عبد الحميد بإرسال عدد قليل من الطلاب من كل البلدات والمدن التي يسكنها الشيعة, مثل بغداد والبصرة والنجف وكربلاء, وإرسالهم إلى مدرسة الأزهر في مصر, مع رواتب من الحكومة العثمانية. فبمساعدة التعليم, فإنه يمكن التخلي عن "الاعتقاد بالخرافات" ويعود بهم إلى الوطن وهم من السنة ثم يمكن تعيينهم لتدريس مواطنيهم. فمن خلال هذه القناة, سيتم زيادة عدد من هذا النوع من العلماء ويمكن لهم من أن يتغلبوا على المجتهدين الشيعة الذين كانوا قد اغروا الناس بجهل الخرافة. ولدعم وجهة النظر هذه فقد أعطي مثال على المبشرين الأمريكيين الذين كانوا يهتمون بالمقام الاول ببعض الشباب الأرمن في المدارس وفقا للعقيدة البروتستانتية, ثم يتم أرسالهم في وقت لاحق كمعلمين و دعاة للمجتمع الأرمني وجذبهم إلى الايمان بالبروتستانتية . وافق السلطان عبد الحميد على هذا الاقتراح باستثناء نقطة واحدة, فبدلا من ارسال الطلبة الى مصر التي تعد كمركز المعارضة المحتملة للخلافة العثمانية. قرر السلطان إنشاء مدرسة للطلاب في اسطنبول يكون التدريس فيها باللغة العربية مع رواتب مجزية تقدم الى أساتذة المدرسة المعينين مع ضمان ان يكون لهم رواتب كافية عند عودتهم إلى مناطقهم الأصلية بعد الانتهاء من التعليم.

وتبعا لذلك, اختار والي بغداد عشرة من الطلاب السنة والشيعة من بغداد وكربلاء, وتم أرسالهم الى اسطنبول. وفي قت لاحق تم ارسال المزيد من البصرة. ولكن وخلافا للتوقعات, غادر ستة الطلاب المدرسة وعادوا الى العراق, وكما انه في أواخر عام 1907, لم يحصل إلا على عدد قليل منهم على شهادات تخرجهم وتم تعيينهم كمدرسين وخطباء بأمر من السلطان في بغداد.

في تلك الاثناء بدأت العتبات بالظهور كمركز مهم للمعارضة في السياسة الإيرانية, حيث بدأ المجتهدون في العتبات بالتورط في الشؤون الايرانية الداخلية, للمرة الأولى من خلال أزمة التبغ 1891, والتي اثارها منح الشاه امتياز احتكار بيع وشراء وتصدير التبغ الايراني الى الرعايا البريطانيين. وكان أول احتجاج عام 1891, بقيادة المجتهدين الشيعة في المدن الكبرى في إيران. وكان أحد ابرز المتظاهرين ضد هذا الامتياز جمال الدين الأفغاني, الذي كان يعيش في إيران. والأفغاني (1838-1897), هو رائد النشاط السياسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر, وكان معروفا لفترة طويلة إلى عبد الحميد.

في أوائل عام 1891, تم طرد الأفغاني إلى البصرة من قبل الشاه. وفي حزيران 1891, أرسل الافغاني رسالة من البصرة إلى ميرزا حسن الشيرازي, المجتهد الكبير في سامراء, وحثه على التحرك. وفي أواخر عام 1891, تحت ضغوط من علماء الدين الشيعة في ايران ومن العتبات, أصدر الشيرازي فتوى قائلا فيها "أن استخدام التبغ هو ضد إرادة الإمام الثاني عشر, ويجب اتباع مقاطعة عالمية للتبغ في جميع أنحاء إيران". وبسبب هذه الفتوى اضطر ناصر الدين شاه إلى إلغاء الامتياز الداخلي, وبعد اضطرابات اخرى, الغى امتياز التصدير.

لقد أظهرت العتبات والمجتهدين, مدى قوتهم السياسية داخل ايران وجاء هذا التطور في أعين السلطان عبد الحميد بانه بداية الصدع بين الحكومة الإيرانية والمجتهدين الشيعة ثم باعتباره فرصة لترويج برامج جذرية لتأمين التقارب الديني بين الشيعة والإسلام السني, وتوسيع نطاق نفوذه السياسي الخاص به على حساب الشاه. ولأجل ذلك كانت اداته جمال الدين الأفغاني, الذي كان قد سبق وكتب إلى السلطان في مناسبات عدة من اجل الحصول على دعمه " لوحدة المسلمين".

دعي الافغاني الى اسطنبول من قبل عبد الحميد كجزء من السياسة العثمانية في العراق تجاه الجماعة الشيعية في 1880. وفي صيف عام 1892, كان في ذهن عبد الحميد من دعوة الافغاني هو توظيفه في المشكلة الشيعية ضد إيران, وفي منعه من التدخل في مناقشات مستقبل الخلافة المنبثقة من مصر.

وصل الأفغاني الى اسطنبول في أواخر صيف عام 1892 وكان في البداية على علاقات جيدة مع الشيخ ابو الهدى مستشار السلطان الديني. وبحلول الوقت, لوحظ بروز المشكلة الشيعية في العراق وتم بالفعل اتخاذ بعض التدابير من قبل السلطان, لكن ومن خلال عدد التقارير والواصلة إلى القصر حول المشكلة. أصبح من الواضح أن التدابير المتخذة حتى الآن هي فاشلة ولا سيما سياسة التعليم كما هو مبين أعلاه. وهذه الحقيقة مذكورة, في رسالة عبد الحميد الى الافغاني, باعتباره السبب في التحول نحو سياسة جديدة للتقارب بين السنة والشيعة, وبعد فترة من الدراسة والتشاور والنشاط من قبل السلطان, لكن سياسة الوحدة بين السنة والشيعة لم تبدأ إلا في وقت مبكر من عام 1894 وفي غضون ذلك, اتضح من خلال الوثائق ان عبد الحميد اقتنع بسبب مستشاريه, أن سياسة الوحدة بين السنة والشيعة ستكون هي الأفضل على المدى الطويل لحل مشكلة الشيعة في العراق.

ويبدو أن عبد الحميد, وربما في أواخر 1893, كتب إلى الافغاني بشأن هذه المسألة وطلب رايه. في الجزء الأول من رسالته, تحدث السلطان عن أنشطة المبشرين المسيحيين داخل الإمبراطورية, متهما اياهم بالعمل ضد السكان المسلمين. ثم يؤكد على نقطة: "انه لا يوجد خلط بالمفاهيم بالنسبة للمسلمين لتقوية انفسهم من خلال التحالف والوحدة ضد التصاميم والمبادرات المؤذية للمسيحيين ". وبعد ذكر جهود السلطان سليم الأول لتأمين وحدة المسلمين في القرن السادس عشر, وجادل عبد الحميد بما يلي: الإيرانيون, ومن اجل الحفاظ على معتقداتهم فانهم يؤمنون بالهرطقة باستمرار من اجل العيش بمعزل عن الحكومة العثمانية, ولقد سعوا إلى تحويل السنة الى طائفتهم من خلال خداع الجهلة في العراق وبغداد.

ومن أجل تحييد هذه الجهود والخداع, والحيلولة ضد هذا الضرر فقد أرسل السلطان الى بعض الدعاة والعلماء في هذه المناطق, وكرر أوامره إلى الولاة والمتصرفين بهذا الصدد, ثم في نهاية رسالته يشكو السلطان حماية الثوار الأرمن من قبل السلطات الإيرانية على الرغم من أن الإيرانيين هم أساسا من المسلمين, ويصلون مثلنا, نحو الكعبة في مكة المكرمة, لكنهم يدعمون ويقومون بحماية الطائفة الأرمنية الأشرار الذين يعملون ضد المسلمين. واختتم عبد الحميد بضرورة اعتماد معالجة جادة واتخاذ تدابير ضد هذه الظروف المؤسفة غير الواضحة.

ومن الواضح أن هذا العلاج والتدابير سيتم من خلال إنشاء التحالف الإسلامي والوحدة الاسلامية من خلال إزالة الصراعات والتناقضات المتصلة. وعرض عبد الحميد المهمة التالية للسيد جمال الدين الذي سافر الى معظم ديار الإسلام, وأمضى وقتا طويلا في إيران, ودرس جيدا الفرق بين المذاهب الأربعة للسنة ودرس الطائفة الشيعية, ومن خلال الوقت الذي كان يقضيه في أوروبا, والمعرفة بالشؤون العامة, فرغبة السلطان تبدو واثقة برغبته في تحقيق الاتحاد الاسلامي. وبصفته الخليفة والذي يعاود بالمبادرات التي أثبتت سابقا انها عقيمة بسبب عدم وجود العلماء الذين يفهمون السياسة, بإلغاء الخلافات الطائفية بين المسلمين في بعض أجزاء الدولة العثمانية, وكذلك في بعض الدول الاخرى من خلال تشكيل لجنة من شخصين أو ثلاثة أشخاص من علماؤنا وعلماء الدين الشيعة, والقضاء على الفتن الطائفية, وربما لإزالتها تماما. وهناك ميزة بالنسبة للإيرانيين ان يأتوا الى تفاهم مع العثمانيين, لكي لا يكونوا لعبة بيد روسيا وانكلترا. لكن بدا انه لن يكون هناك اتفاق كامل سيكون في هذا الصدد, ولن يتحقق التقارب بين الاثنين, ويبدو أن تأجيل عبد الحميد لأي إجراء اخر اجل لبعض الوقت بحسب الحسابات المتاحة التي بدأ بها تنفيذ هذا المشروع.

في وقت مبكر من عام 1894 اندلعت اضطرابات خطيرة بين السنة والشيعة في سامراء. هذا الحادث في سامراء اعطى حافزا إضافيا لجهود السلطان لشراء التقارب السني الشيعي , واستحق التحقيق بالحادث الذي وقع خلال فترة السياسة العثمانية في العراق تجاه الجماعة الشيعية في 1880.

التحذير جاء في نيسان 1894. حينما بدأت مشاجرة بسيطة حول بعض المعاملات المالية بين السنة والشيعة من سكان المدينة, ولكنها تطورت بسرعة في ما يشبه الحرب الدينية بين السنة والشيعة, والذي قتل فيها العديد من الناس وبعد الحادث, سعت السلطات العثمانية والقنصل البريطاني العام في بغداد, بزيارة سامراء من اجل ضمان سلامة الطلاب الهنود البريطانيين المقيمين فيها. ومن المثير للاهتمام, أن السلطات العثمانية كانت منزعجة أكثر من ذلك بكثير من الزيارة التي قام بها القنصل العام البريطاني بسبب حادثة سامراء نفسها, وحاولت عبثا وقفها وفي الوقت نفسه, دعا مسؤول السفارة الروسية وزير الخارجية العثماني للموافقة على سفره إلى سامراء لتمكين المجتهد من الهرب إلى الهند. هذا ما عزز الشبهات حول الاسباب التي تسببت بحادث سامراء ومتاعب الشيعة في كل من العتبات وايران. فبعض علماء الشيعة في سامراء امروا أتباعهم بفتح محلاتهم, والتوقف عن الصلاة باعتبارها سبب الاحتجاج, لكن في نهاية المطاف, كانت سياسة عبد الحميد المحلية وغفلة السلطات ويرجع ذلك إلى حقيقة أن هناك مواطنون أجانب والقناصل الأجانب كانوا من بين المتورطين في الحادث, و خصوصا القنصل البريطاني العام. وأعرب السلطان عن قلق خاص خوفا من محاولة بريطانية من احتواء المجتهد الشيعي الاعلى. وأمر عبد الحميد بتأليف لجنة من مسؤولين من الذين كانوا مطلعين على المنطقة, ويتم تشكيلها للتحقيق في الوضع, وذلك بالتشاور مع والي بغداد.

في الوقت نفسه, قام عبد الحميد بالتشاور أيضا مع علي غالب بك, السفير العثماني في طهران وسمع رأيه في حادثة سامراء والتشيع والمجتهدين في العراق. حيث رد السفير أن ايران استفادت من تلك الحادثة من خلال الغرس في العقول المحلية للشعب الإيراني بفكرة أن استمرار بقاء أبناء الطائفة الشيعية في بغداد ليس نتيجة حماية صاحب الجلالة الخليفة الإمبراطور, ولكن بسبب كما يعتقد بسبب نفوذ الدولة الإيرانية وفشلت مبادرات القناصل الإيرانيين في المسائل المتعلقة بالطائفة وعلماء الشيعة, و باختصار, فالدولة الايرانية والمسؤولين فيها يتظاهرون على انهم يدعمون الشيعة في العراق ماديا لكن العكس هو الصحيح حيث التزام السلطنة العثمانية هو الذي سبب الازدهار والخلاص للشيعة في العراق. . .

ويكشف تقرير اخر عن أن السلطان عبد الحميد قد قرر بالفعل استمالة بعض المجتهدين الايرانيين الى جانبه بعدما اعتقد أن الإيرانيين كانوا وراء حادث سامراء. وانه يواجه بالفعل مشكلة مع الثوار الأرمن عبور الحدود الإيرانية في شرق الأناضول, ويبدو أن السلطان شعر أيضا بان شاه إيران وضع الضغوط عليه في العراق وردا على ذلك, قرر عبد الحميد تنفيذ مقترحات قدمت له في وقت سابق عن التقارب السني والشيعي بهدف احتمال التوصل إلى حل نهائي لمشكلة الشيعة في العراق, وأيضا ايجاد وسيلة للهجوم المضاد ضد شاه ايران.

ونتيجة لذلك, تم تشكيل مجموعات عمل في إطار مبادرة الافغاني, وأرسلت مئات الرسائل الى العلماء الشيعة البارزين في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ., وحمل السلطان العثماني إلى الاعتقاد بوحدة إسلامية مختلفة , وطلب من السيد جمال الدين الكتابة إلى علماء الدين الشيعة في ايران و العراق ودعوتهم إلى الوحدة.

ونتيجة لاستجابة المجتهدين الشيعة فقد خصص السلطان لهم راتب شهري, وسوف يقوم المسؤولون العثمانيون بمراقبة سير المعاملة الطيبة تجاه الايرانيين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي المدن المقدسة في العراق تقديرا لهذا العمل العظيم لعمل العلماء الشيعة..

وبعد ستة أشهر من بدء هذه المبادرة وصلت الى السلطان حوالي 200 رسالة جوابية من العلماء العرب والإيرانيين الشيعة مع بعض الهدايا والتحف ردا على مبادرة السيد جمال الدين. وتم ترجمة هذه العرائض إلى اللغة التركية, وسلمت إلى السلطان وكان الخليفة العثماني في غاية السعادة لرؤية هذه الرسائل.

ومع ذلك, فإن المراسلات بين دائرة اسطنبول الافغانية والعلماء الشيعة كانت بعلم القنصل الايراني في بغداد, والسفير الايراني في اسطنبول, وقد ذكرت للشاه. ونتيجة لذلك طالب السفير الايراني بترحيل الافغاني, ومن جهة أخرى, بدأت السلطات الإيرانية باستخدام "المسألة الأرمنية", كوسيلة ضغط, واعطاء الحرية للثوريين الأرمن, داخل إيران وعلى الحدود. ويبدو أن تلك الضغوط كانت فعالة. وينبغي التذكير الفترة التي شهدت بين آب 1894 وصيف عام 1896 والتوصل إلى أزمة مسألة الأرمن , سواء في الأناضول او في اسطنبول. حيث يبدو ان في هذه المرحلة, أجبر عبد الحميد على التخلي عن دعمه للمهمة, بسبب هذا الدعم الإيراني أو التسامح مع الثوار الأرمن في الأناضول الشرقية. وبحلول نهاية عام 1895, كانت العلاقات بين الافغاني مع عبد الحميد متدهورة, وذلك بفضل عدد من الحوادث التي قوضت الثقة لدى عبد الحميد به فبعد اللقاء السري بين الأفغاني والخديوي في مصر في صيف عام 1895, والخلافات المستمرة مع المقربين من السلطان مهدت الطريق لسقوطه من حظوة السلطان وحاول الافغاني مغادرة اسطنبول, لكنه فشل في الحصول على إذن من السلطان, في حين نجح في محاولته للحصول على جواز سفر بريطاني من السفارة البريطانية.

في غضون ذلك, قاوم عبد الحميد بقوة المطالب الإيرانية بترحيل الأفغاني. لكن نتيجة للضغط الايراني المستمر ألقي القبض على ميرزا آغا خان كرماني, والشيخ أحمد روحي, وميرزا حسن خان ونفوا الى طرابزون, وفي 1896 تم اغتيال الشاه ناصر الدين, من قبل رضا ميرزا كرماني, وهو موظف وتلميذ سابق عند الأفغاني, وكان قد زار الأخير في اسطنبول, وبعد زيادة الضغوط الإيرانية وبعد مطالبة الحكومة الايرانية بتسليم الافغاني والرجال الثلاثة المحتجزين في طرابزون, والمتعاونين في عملية اغتيال ناصر الدين شاه. , ومن ناحية أخرى, كانت تسبب المشاكل لا تزال على الحدود مع الأرمن. نصح الصدر الاعظم رفعت باس, السلطان بتسليم الافغاني والرجال الثلاثة, الذي اتهم سابقا بأنه زنديق ويحافظ على اتصالات مع الأرمن, والماسونيين, تم تسليم الرجال الثلاثة الذين اعتقلوا في طرابزون و وأعدموا في تبريز 1896, وبقي الافغاني في اسطنبول كأسير حتى وفاته مارس 1897. وفي وقت مبكر من عام 1900 واصل السلطان عبد الحميد جهوده لحل المشكلة الشيعة في العراق, لكسب التأييد بين العلماء الشيعة في العتبات.


إعداد: المؤسسة الوطنية للدراسات والبحوث

إعداد: المؤسسة الوطنية للدراسات والبحوث


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir