آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12068 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6906 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12771 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14086 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48274 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43287 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 35623 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20567 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20789 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 26700 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-2012, 11:12 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


أرض "بدر" تحتفظ بعبق التاريخ رغم تعاقب الزمان



نزلت الملائكة على جبالها

أرض "بدر" تحتفظ بعبق التاريخ رغم تعاقب الزمان




Cant See Images


المدينة المنورة: واس


شهد السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني للهجرة غزوة بدر الكبرى , إحدى الغزوات التي انتصر فيها الحق على الباطل بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم . وما يزال موقع الغزوة وبخاصة شهداء بدر والمكان الذي دفن فيه أولئك الشهداء الأطهار ملتقى للزوار من مختلف أنحاء المعمورة الذين يستحضرون تلك الذكرى حين انتصرت جيوش الحق والإيمان على فلول الباطل والبهتان .

ويذكر التاريخ أنه حين خرج المشركون لمقابلة المسلمين في بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها جاءت تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني " , وقام عليه السلام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع ورفع يديه حتى سقط رداؤه وقال " اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض بعد " , فالتزمه أبو بكر الصديق من ورائه وقال حسبك مناشدتك ربك يا رسول اللَّه , أبشر فو الذي نفسي بيده لينجزن اللَّه لك ما وعدك .



Cant See Images

Cant See Images


وكان جيش المسلمين لا يزيد عن ( 314 ) من الرجال الأفذاذ فيما وصل جيش المشركين إلى ( 1000 ) رجل , حيث نصرهم الله تعالى نصراً عظيماً وألحق بجيش المشركين هزيمة نكراء كانت فاتحة مباركة لانتصارات متتالية على بقايا الشرك والفساد . وقتل (70 ) رجلاً من المشركين من بينهم صناديد قريش, وأسر (70 ) آخرين , فيما استشهد ( 14 ) رجلا من المسلمين دفن ( 13 ) منهم في بدر وواحد دفن في الحمراء التي تقع على بعد 30 كم شمال بدر باتجاه المدينة المنورة وهو أبو عبيدة بن الحارث ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم .

وتقع محافظة بدر التابعة إدارياً لإمارة منطقة المدينة المنورة في الجزء الغربي من المملكة وتحديداً جنوبي غربي منطقة المدينة المنورة , ويبرز المكان مشابهاً في ملامحه القمر عند اكتماله , واحتضن ترابه شموخ "غزوة بدر الكبرى" التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة .

وقد منح التاريخ الإسلامي محافظة بدر مكانة عظيمة حيث ذكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها التي تحيط بها من كل اتجاه , وفي جنباتها عاش الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وثلة من صحابته رضوان الله عليهم جميعاً. واختلف الرواة في اسم محافظة بدر فمنهم من نسبها إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر وهو من كنانة وقيل من بني ضمرة , حيث سكن الرجل هذا المكان فنسب إليه وسمي به وبعد ذلك غلب الاسم على المكان , وقيل أن الاسم جاء انتساباً إلى بدر بن قريش الذي حفر بئراً في هذا المكان فسميت البئر باسمه ثم غلب الاسم على المكان وعُرفت بماء بدر .


ويذكر المؤرخون عن بدر أنها ماء مشهور بين مكة المكرمة والمدينة المنورة في أسفل وادي الصفراء , وبين هذا الماء وبين ساحل البحر ليلة واحدة , وهناك من يقول أن مدينة بدر سميت بهذا الاسم نسبة لشكل أرضها التي تحاط بالجبال من كل الجهات مما جعل أرضها تشبه القمر عند اكتماله بدراً ، كما تسمى أيضاً " بدر الصفراء " نسبة لوادي الصفراء , وتسمى أيضاً " بدر الكبرى " نسبة لغزوة بدر الكبرى .

وتقع بدر بين أربع من أكبر مدن المملكة هي ( مكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، وجدة ، وينبع الصناعية ) ، حيث تبعد عن مكة (310 كلم) باتجاه الشمال الغربي ، وعن المدينة (150 كلم) باتجاه الجنوب الغربي ، وعن جدة (270 كلم) باتجاه الشمال ، وعن ينبع (85 كلم) باتجاه الجنوب الشرقي ، وتقدر مساحتها بنحو ( 8186 ) كيلو متر مربع . ويغلب على محافظة بدر التي تقع في موقع مداري مناخ مداري في فصلي الصيف والشتاء مع قلة الأمطار التي تهطل شتاءً , فهي شديدة الحرارة والرطوبة صيفاً بسبب القرب من البحر , وذات جو معتدل شتاءً .

واشتهرت محافظة بدر بموقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية المتجهة للشام من مكة والطريق القادم من المدينة المنورة إلى ميناء المدينة المنورة القديم على البحر الأحمر الذي جعلها أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك حيث كانت تقام في بدر سوق مشهورة للعرب من الأول من ذي القعدة إلى الثامن منه .

ويعد مسجد العريش من أبرز معالم المحافظة الذي كان بمثابة مركز قيادة المسلمين أثناء معركة بدر وهو المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة بدر تحت عريش من النخل فبني المسجد وسمي بالعريش , ومن أبرز معالمها أيضاً " مقبرة الشهداء " التي تضم رفاة شهداء معركة بدر .

كما تبرز فيها " العدوة الدنيا " وهو مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة , و " العدوة القصوى " حيث مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة , بالإضافة إلى وجود " جبل الملائكة " و " الواجهة الساحلية على البحر الأحمر " وغيرها من الشواطئ .

وتتميز محافظة بدر بتعدّد التضاريس والبيئات الطبيعية المختلفة حيث يحيط بها جزء من سلسلة جبال السروات من جميع الجهات وتتميز بالبيئة الصحراوية , كما تتميز بالبيئة الزراعية حيث تنتشر مزارع النخيل فيها , وتتميز المحافظة كذلك بوجود عدة وديان حيث تقع المحافظة في نهاية مصب ( وادي الصفراء ) ويمر بها وادي " بدر ذو الخشب " , وتتميز ببيئة السهول حيث يبعد السهل الساحلي ( الخبت ) قرابة ( 6 كلم) عن المحافظة , كما تتميز بالبيئة البحرية حيث يبعد البحر عن المحافظة ( 35 كلم).
Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 08-04-2012, 11:15 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: أرض "بدر" تحتفظ بعبق التاريخ رغم تعاقب الزمان


محافظة بدر.. جبال تشرفت بالملائكة وعاش فيها المصطفى


مقبرة شهداء غزوة بدر.

«الاقتصادية» من المدينة المنورة


في الجزء الغربي من المملكة، وتحديداً ''جنوبي غربي'' منطقة المدينة المنورة، تتربع ''محافظة بدر'' التي يشبه موقعها الجغرافي ملامح القمر عند اكتماله، واحتضن ترابها شموخ ''غزوة بدر'' التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم، وتميزت هذه المحافظة عن غيرها من المواقع الإسلامية بأن ذكر الله عز وجل اسمها في القرآن الكريم، ونزلت الملائكة على جبالها، وعاش في جنباتها الحبيب المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم -، وثلة من صحابته - رضوان الله عليهم جميعاً.

ومحافظة ''بدر''، هي إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة الست، وتبلغ مساحتها (8226 كيلومترا مربعا)، وتمثل 5.5 في المائة من مساحة المنطقة، بينما يبلغ عدد سكانها (61577 نسمة)، وتحتل المرتبة الخامسة من بين محافظات المنطقة في السكان، في حين يرتبط بها إدارياً أربعة مراكز من فئة '' أ '' هي : المسيجيد، والواسطة، والقاحة، والرايس.

مواقع أثرية في محافظة بدر التابعة لمنطقة المدينة المنورة. وتعتبر المحافظة من أهم المواقع تاريخيا. واس

وحسب تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أمس، فقد اختلف المؤرخون في تسمية المحافظة بـ'' بدر''، فمنهم من نسبها إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر، وهو من ''كنانة'' وقيل إنه من ''بني ضمرة''، وسكن هذا المكان في قديم الزمان فسُمّيت به، وقيل إن الاسم جاء انتساباً إلى ''بدر بن قريش'' الذي حفر بئراً في بدر فسميت البئر باسمه، بينما ذكر معجم البلدان لياقوت الحموي، أن إطلاق اسم ''بدر''، جاء من ماء مشهورة بين مكة والمدينة في أسفل وادي الصفراء، وذكر آخرون أن هذه التسمية نسبة لشكل أرضها التي تحيط بها الجبال من كل جهة، مما جعل أرضها تشبه ملامح القمر عند اكتماله بدراً.

ولمحافظة بدر عدة مسميات منها : ''بدر الصفراء'' نسبة لوادي الصفراء، و''بدر الكبرى'' نسبة لغزوة بدر، وكذلك ''بدر حنين'' نسبة لعين الحنين التي كانت تسقي خيف إدمان، وقد ذكرها العلامة حمد الجاسر في حاشية رحلة ابن عبد السلام.

وتستقبل ''محافظة بدر'' ضيوفها من خلال أربعة طرق تتوزع على أربعة اتجاهات، فهي تقع بين أكبر أربع مدن في المملكة هي (مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة ، وينبع الصناعية)، وتبعد عن مكة (310 كيلومترات) باتجاه الشمال الغربي، وعن المدينة (150 كيلومترا) باتجاه الجنوب الغربي، وعن جدة (270 كيلومترا) باتجاه الشمال، وعن ينبع (85 كيلومترا) باتجاه الجنوب الشرقي.


ولموقع محافظة بدر الجغرافي تأثير كبير في مناخها، فهي تقع في موقع مداري بين خطي طول (30-38،30-39)شرقاً، ودائرتي عرض (10- 23، 30- 24) شمالاً، وبالتالي فإن مناخها يتميز بوجود فصلين صيف رطب وشتاء جاف مع ارتفاع الحرارة، وقلة الأمطار التي تهطل شتاءً، فقربها من البحر جعل مناخها شديد الحرارة والرطوبة صيفاً ومعتدل شتاءً، حيث تتراوح الحرارة ما بين 16- 25 درجة مئوية.

وتوصف أرض ''بدر'' بأنها رملية بوجه عام، وطينية في بعض المواقع, في حين يمرّ من طرفها الجنوبي وادي الصفراء، و يمرّ في أرضها وادي بدر ذو الخشب ''الخشبي''، ولها عدوتان هما ''العدوة الدنيا'' و''العدوة القصوى''، وتحيط بهما من الشمال والغرب ''كثبان رملية وجبال''، ومن الجنوب جبال وهضاب، ومن الشرق جبلان كبيران هُما ''الصدمتان''.

واشتهرت محافظة بدر منذ عصر الجاهلية، نظراً لشهرة مائها المعروف باسم (ماء بدر)، ومنحت مكانة اقتصادية متميزة نظير موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية المتجهة للشام من مكة، والطريق القادم من المدينة لميناء المدينة القديم على البحر الأحمر، وشهدت أرضها إقامة أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك.

ونالت المحافظة شرفًا كبيراً لم تنله أي بقعة في العالم، إذ احتضن ثراها 14 شهيداً من المسلمين الذين شاركوا في ''غزوة بدر'' دفن 13 منهم فيها، وواحد في مكان يسمى ''الحمراء'' ويبعد 30 كيلومترا شمال المحافظة باتجاه المدينة المنورة، وهو أبو عبيدة بن الحارث ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيما تحدّث كثير من الرحالة والمؤرخين عنها، أمثال: ابن بطوطة وابن جبير، وغيرهما.

وتتمتع المحافظة بمعالم عدة أبرزها ''مسجد العريش'' الذي كان بمثابة مركز قيادة المسلمين أثناء ''غزوة بدر''، وهو المكان الذي صلى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء الغزوة تحت عريش من النخل، فبني المسجد حينها وسُمي بالعريش.


ومن أبرز معالمها أيضاً ''مقبرة الشهداء'' التي تضم رفاة شهداء بدر، إلى جانب موقع ''العدوة الدنيا'' وهو مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة، و''العدوة القصوى'' وهو مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة، إضافة إلى وجود ''جبل الملائكة''، و''الواجهة الساحلية على البحر الأحمر'' وغيرها من الشواطئ.

ويتميز موقع المحافظة بتعدّد التضاريس والبيئات الطبيعية المختلفة، فيحيط بها من جميع الجهات الأربع جزء من سلسلة جبال السروات، أما بيئتها الصحراوية فهي عبارة عن كثيب الحنان المعروف بـ (دفّ علي) الذي يقف شامخاً في الركن الشمالي الغربي منها، كما تنتشر فيها مزارع النخيل، والوديان، حيث تقع في نهاية مصب (وادي الصفراء) ويمر بها وادي ''بدر ذو الخشب''، وتتميز كذلك بالبيئة السهلية والبيئة البحرية، فالبحر يبعد عنها مسافة 35 كيلومتراً فقط.
Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 08-04-2012, 11:17 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: أرض "بدر" تحتفظ بعبق التاريخ رغم تعاقب الزمان



غزوة بدر


سعد الشمراني

في هذا الشهر المبارك نصر الله المسلمين في غزوة بدر الكبرى على أعدائهم المشركين وسمّى ذلك اليوم يوم الفرقان ، لأنه سبحانه فرق فيه بين الحق والباطل وبنصر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين وخذل الكفار المشركين. كان ذلك في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية من الهجرة ، وكان سبب هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلغه أن أبا سفيان قد توجه من الشام إلى مكة بعير قريش ، فدعا أصحابه إلى الخروج إليه لأخذ العِيْر ، لأن قريشاً حربُ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ليس بينه وبينهم عهد ، وقد أخرجوهم من ديارهم وأموالهم وقاموا ضد دعوتهم دعوة الحق ، فكانوا مستحقين لما أراد النبي وأصحابه بعيرهم.

فخرج صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابُه في ثلثمائةٍ وبضعة عشر رجلاً على فرسين وسبعين بعيراً يعتقبونها منهم سبعون رجلاً من المهاجرين ، والباقون من الأنصار ، يقصدون العير لا يريدون الحرب ، ولكن الله جمع بيهم وبين عدوهم على عير ميعاد ليقضي الله أمراً كان مفعولاَ ويتم ما أراد.

علم بهم أبا سفيان فبعث صارخاً إلى قريش يستنجدهم ليحموا غيرهم ، وترك الطريق المعتادة وسلك ساحل البحر فنجا. أما قريش فإنه لما جاءهم الصارخ خرجوا بأشرافهم عن بكرة أبيهم في نحو ألف رجل معهم مئةُ فرس وسبعمائة بعير( بطراً ورئَاءَ الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ) ومعهم القيان يغنين بهجاء المسلمين ، فلما علم أبوسفيان بخروجهم بعث إليهم يخبرهم بنجاته ، ويشير عليهم بالرجوع وعدم الحرب ، فأبوا ذلك وقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نبلغ بدراً ونقيم فيه ثلاثاً ، ننحر الجزور ، ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر ، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً.

أما رسول الله صلى الله عليه آله وسلم فإنه لما علم بخروج قريش جمع من معه من الصحابة فاستشارهم وقال: إن الله قد وعدني إحدى الطائفتين إما العير أو الجيش ، فقام المقداد بن الأسود وكان من المهاجرين وقال: يا رسول الله امض لما أمرك الله عز وجل فوالله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ، وقام سعد بن معاذ الأنصاري سيد الأوس فقال: يا رسول الله لعلّك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، وأعطنا ما شئت ، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت ، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا فيه تبع لأمرك ، فوالله لئن سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك ، ولئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك ، وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غدا ، إننا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، ولعل الله يريك منا ما تقر به عين.

فسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع من كلام المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وقال: سيروا وأبشروا فوالله لكأني أنظر إلى مصارع القوم ، فسار النبي بجنود الرحمن حتى نزلوا أدنى ماءٍ من مياه بدر ، فقال له الحباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل؟ أمنزل أنزله الله ليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال: يا رسول الله إن هذا ليس بمنزل، فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضاً فنملأه فنشرب ولا يشربون ، فأستحسن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الرأي ونهض. فنزل بالعُدوةِ الدنيا مما يلي المدينة وقريش بالعدوة القصوى مما يلي مكة ، وأنزل الله تلك الليلة مطراً على المشركين وابلاً شديداً ووحلاً زلقاً يمنعهم من التقدم ، وكان على المسلمين طلاً طهرهم ووطأ لهم الأرض وشد الرمل ومهد المنزل وثبت الأقدام.

وبنى المسلمون لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه عريشاً على تل مشرف على ميدان الحرب ثم نزل النبي من العريش فسوّى صفوف أصحابه ، ومشى في موضع المعركة ، وجعل يشير بيده إلى مصارع المشركين ، ومحلات قتلهم يقول: هذا مصرع فلان إن شاء الله ، هذا مصرع فلان ، فما جاوز أحد منهم موضع إشارته ، ثم نظر صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه وإلى قريش فقال: الله هذه قريش جاءت بمفخرها وخيلها تحادك وتكذب رسولك اللهم نصرك الذي وعدتني ، اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تُعْبد ، اللهم إن تلك هذه العصابة اليوم لا تعبد ، واستنصر المسلمين ربهم واستغاثوه فاستجاب لهم }إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ذلك فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار{. ثم تقابل الجمعان ، وحمي الوطيس واستدارت رحى الحرب ، ورسول الله في العريش ، ومعه أبو برك وسعد بن معاذ يحرسانه ، فما زال صلوات الله وسلامه عليه يناشد ربه ويستنصره ويستغيثه ، فأغفى إغفاءة ثم خرج يقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر" وحرّض أصحابه على القتال وقال: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة. فقال عمير بن الحمام الأنصاري وبيده تمرات يأكلهن فقال: يا رسول الله جنةً عرضها السموات والأرض ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نعم ، قال: بخ بخ يا رسول الله ما بين وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ، لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، ثم ألقى التمرات وقاتل حتى قتل رضي الله عنه.


وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفاً من تراب أو حصاً فرمى بها القوم فأصابت أعينهم فما منهم واحد إلا ملأت عينه ، وشغلوا بالتراب في أعينهم آية من آيات الله عز وجل ، فهُزم جمع المشركين ، وولوا الأدبار ، وأتبعهم المسلمين يقتلون ويأسرون. قتلوا سبعين رجلاً وأسروا سبعين. أما القتلى فالقي منهم أربعة وعشرون رجلاً ومن صناديدهم في قليب من قلبان بدر ، منهم أبو جهل وشيبة بن ربيعة وأخوه عتبة وابنه الوليد بن عتبة ، وفي صحيح البخاري: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبل الكعبة فدعا على هؤلاء الأربعة قال: فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يوماً حاراً ، وفيه أيضاً عن أبي طلحة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر يوم بدر باربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طويً من أطواء بدر خبيث مخبث ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليه ثم مشى واتبعه أصحابه حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيَسُرُكُم أنكم أطعتم الله ورسوله ، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ قال عمر: يا رسول الله ما تلكم من أجساد لا أرواح لها؟ قال رسول الله: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".

وأما الأسرى فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استشار الصحابة فيهم ، وكان سعد ابن معاذ قد ساءه أمرهم وقال: كانت أول وقعةٍ أوقعها الله في المشركين وكان الإثخان في الحرب أحب إلي من استبقاء الرجال. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم فتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكنني من فلان يعني قريباً له فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها.

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هم بنو العم والعشيرة ، وأرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فأخذ النبي الفدية ، فكان أكثرهم يفتدى بالمال من أربعة آلاف درهم إلى ألف درهم ، ومنهم من افتدى بتعليم صبيان أهل المدينة الكتابة والقراءة ، ومنهم من كان فداؤه إطلاق مأسور عند قريش من المسلمين ، ومنهم من قتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم صبراً لشدة أذيته ، ومنهم منْ مَنّ عليه بدون فداء للمصلحة.


هذه غزوة بدر انتصرت فيها فئة قليلة على فئة كثيرة ( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) انتصرت الفئة القليلة لأنها قائمة بدين الله تقاتل لإعلاء كلمته والدفاع عن دينه ، فنصرها الله عز وجل.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir