13 Feb 2004 20:06:40 GMT
مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية
بقلم :د.عارف الشيخ
كنت في زيارة للمجمع الثقافي بأبوظبي، وبعد ان خرجت مررت أنا وأولادي بشارع الكورنيش، عندما وصلنا امام الصورة العظيمة لصاحب السمو رئيس الدولة على بوابة كاسر الامواج قال لي ابني الصغير يا أبي: هذه صورة بابا زايد ما أجملها.
قلت له يا ولدي والأجمل من صورة بابا زايد أعماله وأفعاله الطيبة.
ـ قال نعم ولقد مررنا اليوم بالمسجد الكبير الذي يبنى على مقربة من جسر المقطع، وقد قلت لنا بانه مسجد بابا زايد.
ـ قلت له ما بناه ليس هذا وذاك انه أبو الخير والجود واليمن والبركة أيما حل وارتحل.
ـ ثم مررنا بالعمارة التي تقع فيها مؤسسة زايد للاعمال الخيرية والانسانية، فتذكرت الاخ الفاضل سالم بن عبيد الظاهري ـ مدير المؤسسة بالانابة، فقلت لم لا أزوره وهو والمؤسسة يستحقان الزيارة؟
ـ ثم دخلت المؤسسة وإذا بالاخ سالم مشغول كعادته بالاجتماعات واللجان، فجلست معه دقائق، ولم أرد أن اضيع وقته اكثر، فخرجت من المؤسسة مودعا بعد ان اخذت معي كتيبات عن المؤسسة وانشطتها في الداخل والخارج، وعندما وصلت البيت عكفت على قراءتها، وكم استمتعت بها مثلما استمتعت قبل هذا بقراءتي عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للاعمال الخيرية والانسانية، وهيئة آل مكتوم الخيرية.
ـ نعم وجدت ان هذه المؤسسة انشئت بالقانون رقم 5 لسنة 1992، وينص النظام الاساسي على أن تكون هذه المؤسسة لأعمال الخير والبر والاحسان داخل البلاد وخارجها ومن أهدافها:
1 ـ الاسهام في انشاء ودعم المساجد والمراكز الثقافية الاسلامية، ومجامع البحث العلمي والمؤسسات التوعوية، والتعريف بتعاليم الدين الحنيف وآدابه وتراثه وحضارته.
2 ـ الاسهام في انشاء ودعم المدارس ومعاهد التعليم العام والعالي والمكتبات، وتقديم المنح الدراسية، ودعم جهود التأليف والترجمة والنشر.
3 ـ الاسهام في انشاء ودعم المستشفيات ودور التأهيل الصحي ودور الايتام ومراكز المسنين والمعاقين.
4 ـ الاسهام في اغاثة المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية والاجتماعية.
5 ـ انشاء الجوائز المحلية والعالمية لتكريم العلماء والباحثين من الذين يقدمون دراسات أو جهوداً في سبيل خدمة الانسان.
ـ نص النظام الاساسي ايضا على أن تكون مالية المؤسسة هي رأس المال المقدر في قانون انشائها وهو ما يعادل ألف مليون دولار اميركي، ويكون هذا المبلغ موقوف العين على أهداف المؤسسة ويصرف من ريعه، ومع ذلك فان النظام سمح بان تقبل المؤسسة بموافقة مجلس الامناء الاموال الثابتة والمنقولة التي يتطوع بتقديمها الافراد والمؤسسات عن طريق التبرع أو الهبة او الوصية، وتقبل ايضا ريع الاوقاف والزكوات المخصصة لمصارفها الشرعية.
ـ ثم حاولت ان أتعرف إلى ما قدمته مؤسسة زايد للاعمال الخيرية والانسانية منذ انشائها، فوجدت ان الاحصائية طويلة ولا استطيع قراءتها، ولكن من خلال استعراضي للعناوين الرئسية وجدت ان مجالات المؤسسة هي الاغاثة والبرامج الخيرية الدائمة والمشاريع، والاغاثة منها الطارئة ومنها المبادرات، والبرامج الخيرية منها العلاج الطبي ومنها المنح الدراسية ومنها المطبوعات ومنها برامج الحج.
ـ والمشاريع التي تبنتها المؤسسة كبيرة ولها تأثير فعال في البيئة الثقافية والاجتماعية في المجتمعات الاسلامية.
ـ ولقد تبنت المؤسسة نظام الخطة الخمسية في السابق، وسوف تستمر عليه، ورأيت أمام المؤسسة الآن عدة مشاريع كبيرة ستتبناها بالرعاية ان شاء الله حتى النجاح.
ـ فمن مشاريع المؤسسة المقترحة داخل الدولة: مشروع مركز زايد لغسيل الكلى في ابوظبي، ومشروع مركز زايد لامراض السكري في أبوظبي. ومشاريع مراكز صحية في الفجيرة ورأس الخيمة، ومشروع مبنى رعاية المسنين في رأس الخيمة، ومشروع تطوير معاهد التمريض في ابوظبي.
ـ ومن مشاريع المؤسسة المقترح تنفيذها خارج الدولة: مشاريع تعليمية على مختلف المراحل، ومراكز صحية، ومراكز ثقافية واجتماعية، ومراكز دور الايتام، ومراكز تدريب وتأهيل مهني، ومراكز الامومة والطفولة.
ـ هذا وبما ان الحديث عن اهداف المؤسسة كان شيقاً، واستعراض منجزاتها أكثر تشويقا، فانني اشرأبت نفسي الى معرفة التفاصيل فتصفحت اهم المشروعات داخل الدولة فاذا هي مساجد ومستشفيات ومدارس تحفيظ للقرآن، ورعاية معوقين.
ـ وأهم الدعم والمساهمات داخل الدولة عبارة عن معونات قدمت للجمعيات والمدارس الاسلامية والمراكز الثقافية والاجتماعية ومراكز تحفيظ ومراكز معاقين ومساجد وهيئات خيرية ودور مسنين، وصناديق خيرية، ونواد للمعاقين ومكاتب إغاثة ومكتبات وحفر آبار في قرى.
ـ أما أهم المشاريع المنفذة خارج الدولة فهي: مساجد وكراسي استاذية في جامعات وبناء مستشفيات ومدارس تحفيظ القرآن ومكتبات ودعم جامعات ومستشفيات وحفر آبار وبرامج اغاثة وترميم مجامع علمية ومساجد، واعادة وبناء جامعات واوقاف على مساجد وجامعات ومستشفيات.
ـ ومن الجميل في هذه المشاريع والمنجزات انها شملت كل امارات الدولة، وفي الخارج شملت الوطن العربي وأوروبا وأميركا واسترليا ونيوزيلندا وافريقيا وآسيا.
ـ نعم وجدت المبالغ التي تنفق هنا وهناك تفوق الخيال أحيانا، ولا يمكن للقلم ان يسردها في هذا الموجز، مما يدل على ان حب الخير متأصل في نفس منشيء المؤسسة وليس بمستغرب من سموه ذلك، فالبر والبحر والجو تشهد له ، وما يفعله من خير هو إنساني بحت بدليل انه وصل الى القاصي قبل الداني، والى العالم قبل دولة الامارات، فالغربي يعرفه قبل الشرقي.
ـ فمن المشاريع التي تم تنفيذها من خلال هذه المؤسسة في الخارج او في الخطة تنفيذها مستشفى زايد في اليمن بتكلفة اربعة ملايين دولار ومكتبة الشيخ زايد في جامعة المنار بلبنان بتكلفة مليونين ونصف مليون دولار، ودعم مستشفى المقاصد الخيرية في فلسطين بتكلفة مليونين ومئة الف دولار، وحفر الآبار في السودان بتكلفة مليوني دولار، ومشروع مسجد الهولومندناو في الفلبين، بتكلفة مليوني دولار، وكلية زايد للبنات في دلهي بتكلفة مليون دولار، ومسجد الشيخ زايد في نيروبي بتكلفة أربعة ملايين دولار.
ومشروع معهد زايد العلمي في تشاد بتكلفة مليونين ونصف مليون دولار، وكلية زايد للعلوم الاقتصادية في مالي بتكلفة أربعة ملايين دولار، وقسم الدراسات الاسلامية بجامعة كامبرج في بريطانيا بتكلفة اكثر من مليون جنيه استرليني، ومسجد الشيخ زايد في استكهولم بتكلفة مليوني ونصف مليون دولار، واغاثة كسوفا بتكلفة مليوني دولار، ومسجد الفاطر في شيكاغو بتكلفة مليوني دولار، ومدرسة الشيخ زايد في سيدني بتكلفة أربعة ملايين دولار.
ـ اذن ما ذكرته ما هو الا نمازج للاغاثات والاسهامات والبرامج والمشاريع التي تبنتها المؤسسة، والا فهي قدمت مئات الملايين من الدراهم ومازالت تقدم.
ـ أقول وما ذكرته هل هو كل ما قدمه سموّه للعالم الإنساني؟، كلا بل هذه المؤسسة هي أحد ينابيع الخير التي تفجرت على يده؟ ومثل هذا الإنسان يستحق أن يدعو له الشرق والغرب بطول العمر وبدوام الصحة، لانه كما قال الشاعر:
العرض العادي
