رفض مسلمو كينيا عرضا أمريكيا بتقديم دعم للمدارس الإسلامية الكينية خوفا "من مقاصد خفية" وراء تلك المساعدات يعتقد أنها تستهدف تغيير المناهج الدراسية.
ونقلت صحيفة "ذا نيشن" الكينية الأربعاء 25-2-2004 عن الشيخ محمد خليفة سكرتير مجلس الأئمة والوعاظ بكينيا قوله: إنهم رفضوا عرضا من هيئة المعونة الأمريكية بتقديم دعم مالي للمدارس الإسلامية، مشيرا إلى أنهم يتشككون في وجود "دوافع خفية وراء ذلك العرض".
كانت السفارة الأمريكية قد أعلنت في بيان لها منتصف فبراير 2004 أن هيئة المعونة الأمريكية وافقت على تمويل برنامج لدعم التعليم في كينيا.
وأضاف البيان أن البرنامج سيدعم عمليات إصلاح التعليم التي تنفذها الحكومة الكينية، كما سيركز على إتاحة فرص التعليم أمام الأطفال بالمناطق المهمشة بما فيها مناطق الشمال والمناطق الساحلية ذات الأغلبية المسلمة.
ووفقا للصحيفة الكينية، يهدف البرنامج -أيضا- إلى تعزيز الروابط بين المدارس والمجتمعات المحلية. كما سيساعد على تطوير قدرات الأطفال -الذين يدرسون بالمدارس الإسلامية بإقليم الساحل- وهم في مرحلة سنية مبكرة.
إلا أن مسلمي كينيا استقبلوا العرض الأمريكي بتوجس شديد معتبرين أن الحرب الأمريكية المزعومة على الإرهاب ما هي إلا حرب تستهدف الإسلام.
وتساءل الشيخ خليفة من جانبه قائلا: "كيف لنا بوصفنا مسلمين أن نقبل هذا العرض الأمريكي بتقديم مساعدات، في وقت قامت فيه الحكومة الأمريكية نفسها بحظر مؤسسات خيرية إسلامية مثل جمعية الحرمين التي كانت تقوم بأنشطة إنسانية!".
ومؤسسة "الحرمين" هي إحدى الجمعيات الخيرية السعودية التي تتهمها الولايات المتحدة بتمويل "الإرهاب" منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.
وتنشط المؤسسة في مجال الإغاثة في مناطق الأحداث في العالم من أفغانستان إلى البوسنة والصومال وكوسوفا والشيشان، وأنشأت 18 مكتبا حول العالم. وقد جمدت السعودية نشاط مكتبين لها بالصومال والبوسنة والهرسك في مارس 2003 عقب قيام واشنطن بإدراج المكتبين على قائمة "المنظمات الإرهابية".
كما نقلت صحيفة "ذا إيست أفريكان إستاندارد" الكينية في 23-2-2004 عن خليفة قوله: "إننا نشك في إخلاص الأمريكيين بشأن دعم المدارس الإسلامية، ونعتقد أن هدفها هو التأثير على مناهجنا الدراسية لتتماشي مع مصالحهم".
في المقابل نقلت "ذا نيشن" عن السفير الأمريكي في كينيا وليم بيلامي -الذي رفض زعماء المسلمين لقاءه أثناء زيارة له لإقليم الساحل الأسبوع الماضي- تأكيده أن التوجه الأمريكي نحو دعم المدارس الإسلامية ليس له أي علاقة بحملات الحرب على الإرهاب التي تقودها واشنطن.
وأضاف بيلامي قائلا: "لقد تساءلنا فيما بيننا: إذا كنا ندعم التعليم العلماني والتعليم الديني بكينيا، فلماذا لا ندعم التعليم الإسلامي؟".
وأشار السفير الأمريكي إلى أن بعض المنظمات الإسلامية سعت من قبل إلى الحصول على دعم من هيئة المعونة الأمريكية وهو ما أدى إلى مفاوضات حول برامج لتنمية الطفولة المبكرة مع بعض المجتمعات.
وأكد بيلامي أن واشنطن لن تمول المدارس الإسلامية إلا إذا أبدت الأخيرة اهتماما من جانبها بذلك.
من ناحية أخرى ربط الشيخ محمد دور الأمين العام لمجلس الأئمة بكينيا، بين العرض الأمريكي بتقديم الدعم للمدارس الإسلامية وبين طلب من وزارة التعليم الكينية قدمته إلى المسئولين عن تلك المدارس للحصول على بيانات تفصيلية حولها.
واتهم الشيخ دور هذه الخطوة بأنها "جاءت بضغوط من الإدارة الأمريكية في محاولاتها لقمع الإسلام"، على حد قوله للصحيفة الكينية. ويبلغ عدد سكان كينيا نحو 32 مليون نسمة نسبة المسلمين فيهم نحو 10%.
وقال "دور": إن "قرار الحكومة الكينية باستهداف المدارس الإسلامية كان نتيجة لشكوك أبدتها الولايات المتحدة بأنها تعد إرهابيين".
وأضاف الشيخ أن تلك الخطوات من جانب أمريكا تم تنفيذها في الآونة الأخيرة في كل من باكستان وأفغانستان والمملكة العربية السعودية، وهو ما يشير -على حد قوله- إلى أن للأمريكيين يدا في توجه وزارة التعليم الكينية وهو ما يتناقض وقانون التعليم الكيني.
يشار إلى أنه في أعقاب هجمات مومباسا (تفجير فندق باراديس وإطلاق صواريخ على إحدى الطائرات المغادرة لمطار موي الدولي بكينيا في 28 نوفمبر 2002)، تصاعدت المخاوف لدى كثير من وكالات الأمن الدولية من وجود خلايا نشطة لتنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن في كينيا.
وأدت تلك المخاوف إلى تشكيل كينيا لوحدة مكافحة الإرهاب والتي كثفت بدورها التحقيقات حول أنشطة إرهابية مزعومة بالبلاد.
كما قامت الحكومة الكينية في الآونة الأخيرة بحظر مؤسسة "المنتدى الإسلامي" الخيرية التي كانت تشرف على الإنفاق على عدد من المدارس الإسلامية والمراكز الصحية في كينيا. كما قامت السلطات الكينية بترحيل مديرها السوداني الشيخ معاوية حسين، في يناير 2004
العرض العادي
