الملتقى الوطني الرابع يستعرض علاقة التعليم بالثقافة
15 نوفمبر 2009 ،27 ذو القعدة 1430 هـ - العدد 10742 الأحد
2009-11-15 02:53:35 UAE
أكد الحاجة إلى زيادة التطوير للوصول إلى المستوى المطلوب
الملتقى الوطني الرابع يستعرض علاقة التعليم بالثقافة
نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع اللقاء الثقافي الوطني الرابع الذي اختتم أعماله أمس في العين ضمن فعاليات اليوم الوطني ال38، وسلط الضوء على العلاقة بين التعليم والثقافة في الإمارات. وشارك في الملتقى معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ونخبة من مثقفي الإمارات.
وثمن المشاركون جهود تحسين وتطوير مخرجات التعليم على مدار الأعوام التي مضت ومنذ قيام دولة الإمارات مؤكدين أن مخرجات التعليم في حاجة إلى مزيد من التطوير لتصل إلى المستوى الذي تصبو إليه القيادة الرشيدة وطموحات المخلصين من الأكاديميين والمهتمين بالشأن التعليمي والثقافي في الدولة الذين أعادوا ذلك إلى كثرة التعقيدات والتداخلات لعناصر العملية التعليمية في مراحلها المختلفة، وهو ما استدعى التجريب مرات عدة انطلاقا من حرص القيادة السياسية في الإمارات على تطوير هذا المرفق الحيوي والمهم.
وركز الملتقى على مناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة على مدى أيامه الثلاثة بدأها بالمنهاج الدراسي المؤسس للثقافة العامة والذي تناوله الكاتب حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتاب والأدباء في الإمارات، مؤكدا على أهمية وجود الرؤية الثقافية بصورة واضحة داخل المناهج الدراسية مع الاهتمام بالأولويات لتأسيس جيل يقبل على الثقافة باعتبارها منهاج حياة لتوسيع مداركه، وتفعيل دوره في المجتمع .
أما الموضوع الثاني فقد ركز على المكتبة المدرسية ودورها الثقافي في تنمية قدرات الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة، مشيرا إلى أنها تعد منارة داخل كل مدرسة، وأن وجودها باعتبارها مجرد مكمل يقلل من أهمية هذا الدور، ولعل خلق جيل قارئ يجب أن يبدأ من المكتبة المدرسية، وأوصى بضرورة تفعيل دورها من داخل المجتمع المدرسي نفسه .
أما الخبير التربوي الدكتور عبد الله الأميري فتناول أحد المحاور الرئيسية للملتقى بالشرح وهو التعليم العالي والتواصل المجتمعي في مجال المعرفة خلال الجلسة التي ترأسها سليمان الجاسم مدير جامعة زايد حيث أكد د. عبدالله على أهمية ارتباط الجامعات بمجتمعاتها لتكون طوق النجاة في مواجهة كافة التحديات التي تواجه المجتمع، كما ركز على أهمية الرؤية المستقبلية للتعليم العالي، وتنوع مخرجاته، وكفاءتها على مستوى الكيف، إضافة إلى المستوى الكمي .
وكانت اللغة العربية حاضرة بقوة في جلسة الملتقي الأخيرة لغة أساسية للتعليم حيث تحدث الأستاذ على عبد القادر في جلسة ترأستها فاطمة المري فاطمة غانم المري مديراً تنفيذياً لمؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عن أهمية تفعيل دور اللغة العربية في كافة مناهج التعليم سواء في مراحله الأولى أو المراحل الجامعية، ليس فقط محاولة لحمايتها والحفاظ عليها ولكن من منطلقات وطنية وقومية، وحتى نصبغ العلوم المختلفة بصبغة مجتمعنا العربي ومن هنا يمكن إنتاج معارف جديدة بهذه اللغة تقوي شوكتها بين اللغات الأخرى على الأقل بين أبنائها .
وركز اللقاء على أهمية الحديث عن التعليم الذي يمثل العنصر الأساسي في التنمية، والذي يتعلق عليه بناء الأجيال تعليمياً وفكرياً وثقافياً، وقد نوه المشاركون إلى أهمية إبلاء التعليم أهمية خاصة في المستويين العام والخاص وعلى المستوى المدرسي والجامعي، ولن يتأتى ذلك إلا باعتبار السياسة الثقافية هي منطلق المنهاج الدراسي، ليعد الطلاب للعمل وفق السياسة الثقافية للدولة، مؤكدين أهمية الاعتناء بالمعلم باعتباره محور التعليم الذي تنتقل عبره المعارف إلى الطلاب، وذلك بإعداده علمياً وتدريبياً وتوفير سبل الحياة الكريمة له حتى لا تكون مهنة التعليم مهنة طاردة، والتركيز كذلك على صناعة الطالب العصري المواكب لمستجدات العصر.