النبلاء (9): لا يعرف الانسان في المنام انه في منام، في الغالب، حتى يستيقظ إما من شخص أو حدث أو من شدة كثافة المنام. غالب الناس في الواقع يعيشون في حلم، ليسو في يقظة، حتى توقظهم حادثة أو شخص أو يصلون إلى حد شديد من الكثافة والمعاناة. المعلم النبيل هو الذي يوقظ الناس من كابوس البرمجة والقناعات التي ولدوا فيها ومازالوا فيها
المعلم النبيل يصدق الآخرين، يفهم الفرق بين ما يقوله ويفعله من واقع برمجة (خوف، تأنيب، مشاعر مكبوتة، عادة..) وما يقوله ويفعله من باب وعي (البناء والأجدى والأفضل). المعلم النبيل بمثابة من يوقظك صباحاً للصلاة أو لأداء عملك، وأحياناً كالمسعف في صالة الطوارئ، الذي يجلب الشخص الميت للحياة بتنشيط قلبه
المعلم النبيل، حاد، أحياناً جارح (لو اضطر للجراحة يستخدمها)، نبيه، متجرد، واسع المعرفة، يفرق بين الناس في التعليم (بالذات طلبته) ولا يساويهم ببعض، متدرج، واثق، لا يهمه كثرة نقد الناقدين، هو أصلاً يدري أن الغالبية مبرمجة، له حساد كثر، ومتسلقون أكثر، يقلده الكثيرون، يتبعه أكثر، مؤثر، تدب نواياه وعلومه في المجتمع أو المجتمعات، له محبون يبهرونك من حبهم له، آية حب الله له وصدقه حب الناس له (كما في حديث جبريل)، مقدام، مختلف، جرئ، ينفر منه السلبيون جداً، تطردهم طاقته، تقيس مدى حسن طاقتك به، هو بين "العلماء" كندرة المطر في الربع الخالي، هو بين الناس يمشي كواحد منهم، يمر عليه الجاهل لا يدرك قدره، ويمر بقرب شجرة فتنحي له، وبقرب نملة فتستغفر له، وبقرب بلدة فتتغير في عالمها الكوانتي، المعلم النبيل لو توفرت له البيئة ووفر لنفسه الأصحاب يغير معالم أمة، ويؤثر في الوعي العام للبشرية