حمل كتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل الكتاب الرائع والجميل في الحديث عن رب العالمين :
حمل كتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين
للشيخ الزاهد : عبدالكريم بن صالح الحميد - حفظه الله -
جاء في مقدمة كتابه هذا :
أما بعد :
فإنه من الملاحظ في زماننا هذا تغليب الرجاء على الخوف مما أدّى إلى إدلال وانبساط ظاهر من كثرة ذكر الحور العين ونحو ذلك من المخلوقات التي هي في ذاتها مخلوقات ، ولم تكن هذه حال الصحابة والسلف بل كانوا يُغلّبون الخوف إلا عند الموت فيُحسنون ظنونهم بالله عز وجل .
والربُّ سبحانه وإن كان عَظّم الجنة المخلوقة فإن التعلق بها وأن تكون هي مبلغ العلم نقص كبير إذْ إنَّ حقيقة التألّه وهو التعبد إنما المراد منه تعلق القلب محبة وخوفاً ورجاء بذات المألوه المعبود سبحانه ليس بمخلوقات دونه ، وهذا هو معنى كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) لأن المألوه هو الذي يأْلَهه القلب محبةً وشوقاً وخوفاً ورجاءً .
يُوضح ذلك أن الرب سبحانه تعبّد عباده بهذه الكلمة وليس من شرطها أن يسكنهم جنة مخلوقة إذا هم أطاعوه حيث قال سبحانه وتعالى في الأثـر : ( لوْ لـَمْ أخلُق جَنَّةً ولا ناراً ألـَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ أُعْـبَد ) .
فهذا يبين حقيقة معنى ( لا إله إلا الله ) بحيث أنْ تتخيّل أنْ ليس عند معبودك حُوُرٌ وقصورٌ ومآكل ومشارب وما إلى ذلك مما في ( الجنة المخلوقة ) فكيف تكون محبتك له سبحانه ؟! .
إن الذي خلق الله له عباده هو أن تُفضي محبة قلوبهم وشوقهم إليه لذاته بالقصد الأول ، وإنما يعرف ذلك مَنْ عَرَفَ معنى كلمة التوحيد وما يتصف به الإله الحق سبحانه من صفات الجمال والجلال والكمـال ، فتأمـل الآن ما ورَد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عن رؤية أهل الجنة لربهم تعالـى : ( فَمَا أُعطُوا شَيئـاً أحَبّ إليهِمْ مِنَ النَّظـَرِ إلى رَبـِّهِمْ ) .
ومعلوم أن المراد هنا هم أهل الجنة ، والمعنى ظاهر واضح في أنه سبحانه لم يُعطهم في الجنة المشتملة على الحور العين والنعيم المقيم شيئاً أحب إليهم من النظر إلى وجهه ، وحَسْبك أن تتفكر فيما جاء عنه صلى الله عليه وسلم
أنه قال عن ربه تعـالى : ( حجابه النور لوْ كشفه لأحرقت سُـبُحَاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) ؛ والسُّـبُحَاتُ بضمِّ السين والباء ورفع التاء في آخره وهي جمع سُبحة ، وقال جميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين : سُبـُحَاتُ وجهه الكريم هي نوره وجلاله وجماله وبهاؤه .
وهذا الفهرس التفصيلي لمحتويات الكتاب :
مقدمة .. خطأ تغليب الرجاء على الخوف إلا عند الموت . 3
التعلق بالجنة دون التعلق بخالقها - سبحانه وبحمده - نقصٌ كبير . 3
أثر ( لو لم أخلق جنةً ولا ناراً ألم أكن أهلاً أنْ أعـبَـد ! ) . 3 - 4
حديث ( رؤية الله تعالى أعلى نعيم أهل الجنة ) . 4
حديث السُّبحات الذي يدل على عظمة الله وعظمة جماله ونوره . 4
ما هي سُبحات وجه الله تبارك وتعالى ؟ . 4 - 5
أبيات قيمة حول اسم الله تعالى ( الجميل ) ، وأنه أجمل شيء على الإطلاق . 5
تكريم الله للإنسان يقتضي أن يكون مقبلاً على ربه متعلقاً به . 6
قول عثمان الدارمي في معنى قوله تعالى : ( ليْسَ كمِثلِهِ شَيء ) . 6
الشوق للحور العين ناقص جداً بالنسبة لشوق المحبين لله تعالى . 6
الأكل والشرب والحور في الجنة ضيافة لأولياء الله ، ومحبته ورؤيته هي الغاية . 7
ليس للملائكة شهوة للنساء ومع ذلك فهم في نعيم عظيم لقربهم من الله وحبهم له . 7
الأنس بالله سبحانه أعلى من الأنس بما يرجوه العابد من نعيم الجنة المخلوق . 8
يسيرٌ من رضوان الله أكبر من الجنان وما فيها ! . 8
الحكمة من احتجاب الله تعالى عن خلقه في الدنيا . 8 - 9
معنى قوله تعالى في قصة داود : ( وإنّ لهُ عندنَا لزلفَى وحسْنَ مآب ) . 9
ليس عند الله ليل ولا نهار ونور العرش من نور وجهه ، وثمرة العلم بذلك . 10
مقصود الكتاب التفريق بين المعبود والمخلوق وليس التزهيد بالجنة وما فيها . 10
المقصود بقوله – عليه الصلاة والسلام - عن الجنة ( حولها ندندن ) . 11
لماذا جـُعِـلت قرة عينه – عليه الصلاة والسلام – في الصلاة ؟! . 11
هل تحبيب الله لنبيه النساءَ في الدنيا تـُزاحم وتـُقارب محبته لربه تعالى ؟! . 11
معنى أحاديث خلق الله تعالى آدم على صورته . 11 - 13
ذكر ما يحصل للقلب إذا خلا من الاهتمام بالدنيا والتعلق بها . 13 - 14
باب الأنس بالخلوة والوحدة . 13 - 14
باب حلاوة العبادة التي تفوق حلاوة الشهوات بأضعافٍ مضاعفة ! . 14
باب شهود عظمة الله تعالى . 14
باب الحياء من الله تعالى – وهو أول شواهد المعرفة - . 15