آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 35575 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24412 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 30788 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 32243 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 65645 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 59859 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51727 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34143 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34377 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 40304 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-2008, 03:57 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


تفسير سورة الكوثر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تفسير سورة الكوثر


و تسمى سورة النحر

مكية و عدد آياتها ثلاث .

ما هو الكوثر :

روى مسلم عن أنس بن مالك قال : ( بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه و قال أنزلت عليّ آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم : " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر إن شانئك هو الأبثر " , ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا الله و رسوله أعلم قال فإنه نهر و عدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم , فيختلج العبد منهم , فأقول : رب إنه من أمتي , فيقول : إنك لا تدري ما أحدث بعدك ) - و ظاهر هذه الرواية أن سورة الكوثر مدنية و لا مانع من نزولها مرتين مرة بمكة و أخرى بالمدينة - , و عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب , و الماء يجري على اللؤلؤ , و ماؤه أشد بياضا من اللبن , و أحلى من العسل ) إسناده صحيح .

( إنّا أعطيناك الكوثر ) روى الإمام أحمد عن أنس أنه قرأ هذه الآية " إنا أعطيناك الكوثر " قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أعطيت الكوثر , فإذا هو نهر يجري , و لم يُشق شقا , و إذا حافتاه قباب اللؤلؤ , فضربت بيدي في تربته , فإذا مسكه ذَفَرة ,و إذا حصاه اللؤلؤ ) . إسناده صحيح , و روى البخاري عن أبي عبيدة عن عائشة قال : سألتها عن قوله تعالى " إنا أعطيناك الكوثر " قالت : ( نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه و سلم , شاطئاه عليه دُرّ مجوف آنيته كعدد النجوم ) , ثم قال البخاري عن ابن عباس أنه قال في الكوثر : هو الخير الذي أعطاه الله إياه , و قال كذلك - أي ابن عباس - الكوثر : الخير الكثير . و هذا تفسير يعم النهر و غيره , لأن الكوثر من الكثرة و هو الخير الكثير و من ذلك النهر كما قال ابن عباس و عكرمة و سعيد بن جبير و مجاهد .
و من الكوثر يملأ الحوض الذي في عرصات القيامة و لا يرده إلا الصالحون من أمته صلى الله عليه و سلم .

( فصلّ لربك و انحر ) أي كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا و الآخرة , و من ذلك النهر الذي تقدم صفته فأخلص لربك صلاتك المكتوبة و النافلة و نَحْرَك , فاعبده وحده لا شريك له و انحر على اسمه وحده لا شريك له كما قال تعالى " قل إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أوّل المسلمين " .
و خصّ هاتين العبادتين بالذكر لأنهما من أفضل العبادات و أجلّ القربات , و لأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب و الجوارح للّه , و تنقلها في أنواع العبودية , و في النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر و إخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته و الشح به .
و في الآية دليل على وجوب تقديم صلاة العيد على النحر و هو ما عليه جمهور الفقهاء - قلت ( عبد الحي ) : روى البخاري عن البراء بن عازب قال : ( خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النّحر بعد الصلاة , فقال : من صلّى صلاتنا و نسك نسكنا فقد أصاب النسك , و من نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم ) - .

و جائز أن يكون المراد من صلّ لربك و انحر أي صلّ صلاة الصبح بمزدلفة وانحر هديك بمنى .

( إنّ شانئك هو الأبتر ) أي إن مبغضك - يا محمد - و مبغض ماجئت به من الهدى و الحق و البرهان الساطع و النور المبين , هو الأبتر الأقل الأذل المنقطع ذكرُهُ .
قال ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير , و قتادة : نزلت في العاص بن وائل . و قال شَمِر بن عطية : نزلت في عقبة بن أبي معيط , و قال ابن عباس أيضا , و عكرمة : نزلت في كعب بن الأشرف و جماعة من كفار قريش . و قال عطاء : نزلت في أبي لهب , و عن ابن عباس : نزلت في أبي جهل . قال ابن كثير : و الآية تعم جميع من اتصف بذلك , ممن ذكر و غيرهم .
" هو الأبتر " أي المقطوع من كل خير , مقطوع العمل , مقطوع الذِكر , و أما محمد صلى الله عليه و سلم فهو الكامل حقا , الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق من رفع الذِكر , و كثرة الأنصار و الأتباع صلى الله عليه
و سلم .



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تفسير سورة المرسلات

و تسمى سورة العرف , و هي مكية و آيها خمسون .

أقسم الله تعالى – على البعث و الجزاء بالأعمال – بعدة أشياء من مخلوقاته – و لله أن يقسم بما شاء , و الحكمة من الإقسام أن تسكن النفوس للخبر و تطمئن إلى صدق المخبر فيه و بذلك يحصل الغرض من إلقاء الخبر على السامعين – فقال :

( و المرسلات عرفا ) هي الرياح المتتابعة الطيبة العذبة .

( فالعاصفات عصفا ) أي الرياح الشديدات الهبوب , السريعات الممرّ , التي قد تعصف بالأشجار و تقتلعها و بالمباني و تهدمها .

( و الناشرات نشرا ) هي الرياح المعتدلة التي تنشر السحاب في آفاق السماء - كما يشاء الرب عز و جل – و تفرقه أو تسوقه للإمطار و إنزال المطر , فتحيي الأرض بعد موتها . قال تعالى " و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " , و قال سبحانه " الله الذي يرسل الرّياح فتثير سحابا فيبسطه في السّماء " .

( فالفارقات فرقا ) يعني الملائكة , فإنها تنزل بأمر الله على الرسل تفرق بين الحق و الباطل , و الهدى و الغيّ , و الحلال و الحرام .

( فالملقيات ذكرا ) و هي الملائكة تلقي بالوحي على من اصطفى الله تعالى من عباده .

( عذرا أو نذرا ) أي : إعذارا و إنذار للناس , تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف , و تقطع معذرتهم , فلا يكون لهم حجة على الله .

( إنّما توعدون لواقع ) - هذا هو المقسم عليه بهذه الأقسام - , أي : ما وعدتم به من قيام الساعة , و النفخ في الصور , و بعث الأجساد , و جمع الأولين و الآخرين في صعيد واحد , و مجازاة كل عامل بعمله , إن خيرا فخير و إن شرا فشر , إن هذا كله متحتم وقوعه , من غير شك و لا ارتياب , و عليه فأصلحوا أعمالكم بعد تصحيح نياتكم فإن الجزاء واقع لا يتخلف أبدا و لا يتغير و لا يتبدل .

( فإذا النجوم طُمست ) أي : ذهب ضوؤها و محي , كقوله " و إذا النجوم انكدرت " و كقوله " و إذا الكواكب انتثرت " .

( و إذا السماء فُرِجَت ) أي انشقت و تصدعت , و تدلت أرجاؤها , و وَهت أطرافها .

( و إذا الجبال نُسِفت ) أي اقتلعت من أماكنها بسرعة , ثم فتتت , فلا يبقى لها عين و لا أثر , كقوله تعالى " و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا , فيذرُها قاعا صفصفا , لا ترى فيها عِوجا و لا أمتا " , و قال سبحانه : " و يوم نُسيِّر الجبال و ترى الأرض بارزة و حشرناهم فلم نُغادر منهم أحدا " .

( و إذا الرُّسل أُقِّتت ) أي : أجلت للإجتماع لوقتها يوم القيامة للشهادة على أممهم و الفوز بما وعدوه من الكرامة .

( لأيّ يوم أجّلت ) لأي يوم أجلت الرسل و أرجئ أمرها ؟ – و الإستفهام للتعظيم و التفخيم و التهويل – و الجواب ( ليوم الفصل ) و هو يوم القيامة , قال تعالى : " فلا تحسبنّ الله مخلف وعده رسله إنّ الله عزيز ذوانتقام , يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار " .

( و ما أدراك ما يوم الفصل ) و هذا تفخيما لشأنه و إعلاما بهوله .

( ويل يومئذ للمكذبين ) أي : يا حسرتهم , و شدة عذابهم , و سوء منقلبهم , أخبرهم الله , و أقسم لهم , فلم يصدقوه , فاستحقوا العقوبة البليغة .

( ألم نُهلك الأولين ) أي : أما أهلكنا المكذبين بالرسل و الجاحدين بالآيات من الأمم السابقة كعاد و ثمود و قوم إبراهيم و قوم لوط إلى زمن البعثة النبوية .

( ثمّ نتبعهم الأخرين ) ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين , و هو عيد لأهل مكة .

( كذلك نفعل بالمجرمين ) أي كل من أجرم و طغى و بغى , سيكون هلاكه مثل هلاك الأولين .

( ويل يومئذ للمكذبين ) قال ابن جرير : أي بأخبار الله التي ذكرها في هذه الآية , الجاحدين قدرته على ما يشاء .

( ألم نخلقكم من ماء مهين ) أي : أما خلقناكم أيها الآدميون من نطفة – و هو المنيّ – ضعيفة حقيرة بالنسبة إلى قدرة الباري عز و جل .

( فجعلناه في قرار مكين ) يعني جمعناه في الرّحم , و فيه يستقر و ينمو . و الرحم معد لذلك , حافظ لما أودع فيه من الماء .

( إلى قدر معلوم ) و هو زمن الولادة , و هي مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر .

( فقدرنا ) أي : قدرنا و دبرنا ذلك الجنين , في تلك الظلمات , و نقلناه من النطفة إلى العلقة , إلى المضغة , إلى أن جعله الله جسدا , ثم نفخ فيه الروح , و منهم من يموت قبل ذلك .

( فنعم القادرون ) على الخلق و التقدير معا .

( ويل يومئذ للمكذبين ) بعدما بين الله لهم الآيات , و أراهم العبر و البينات .

( ألم نجعل الأرض كِفاتا , أحياءً و أمواتا ) قال ابن جرير : أي وعاء . و المعنى ألم نجعل الأرض تضمّ أحياءكم و تجمعهم في المساكن و المنازل , و أمواتكم في بطونها في القبور فيدفنون فيها ؟

( و جعلنا فيها رواسي شامخات ) يعني : الجبال , أرسى بها الأرض لئلا تميد و تضطرب بأهلها .

( و أسقيناكم ماءً فراتا ) عذبا زلالاً من السحاب , أو مما أنبعه الله من عيون الأرض .

( ويل يومئذ للمكذبين ) ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها , ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه و كفره .

( إنطلقوا ) أي : يقال لهؤلاء المكذبين بهذه النعم و الحجج التي احتج بها عليهم يوم القيامة و هم في عرصاتها , يقال لهم تقريعا و تبكيتا ( إنطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) من عذاب الله للكفرة الفجرة .

( لا ظليل و لا يُغني من اللهب ) أي : ظل الدخان المقابل للهب ليس ظلا حقيقيا كظل الشجرة و الجدار فيكن و يستر , بل هو ظل لا راحة فيه و لا طمأنينة , بحيث من يمكث فيه , لا يقيه حر اللهب , و لا يردّ عنه من لهب النار شيئا .

( إنها ترمي بشرر كالقصر ) أي : يتطاير الشرر من لهيب النار كالقصر , في عظمه و كبره و ارتفاعه , و هذا دال على عظم نار جهنم و فظاعتها و سوء منظرها .

( كأنه جمالات صفر ) أي : الشررة كالجمل – في هيئتها و لونها – الأصفر و هو الأسود المائل إلى الصفرة , و هذا يدل على أن النار مظلمة , لهبها و جمرها و شررها , و أنها سوداء , كريهة المرأى , شديدة الحرارة .

( ويل يومئذ للمكذبين ) يتوعد الله تعالى المكذبين به و بآياته و لقائه و رسوله صلى الله عليه و سلم .

( هذا اليوم لا ينطقون ) أي هذا اليوم العظيم الشديد على المكذبين , لا ينطقون فيه بشيء من الخوف و الوجل الشديد .

( و لا يُؤذن لهم فيعتذرون ) أي : لا يمهد لهم الإذن في الإعتذار , لعدم قبول معذرتهم بقيام الحجة عليهم .

و عرصات يوم القيامة حالات , و الرب تعالى يخبر مرة باعتذارهم و كلامهم في موطن , و ينفيه في آخر , إذ هو ذاك الواقع , في مواطن يتكلمون بل يحلفون كاذبين و في مواطن يغلب عليهم الخوف فلا يتكلمون بشيء و في مواطن يطلب منهم أن يتكلموا فيتكلموا و في أخرى لا .

( ويل يومئذ للمكذبين ) وعيد لكل المكذبين بهذا و بغيره .

( هذا يوم الفصل جمعناكم و الأوّلين ) يقال لهم يوم القيامة و هم في عرصاتها : هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون جمعناكم فيه أيها المكذبون من هذه الأمة و المكذبين الأولين من قبلها .

( فإن كان لكم كيد فكيدون ) إن قدرتم على أن تتخلصوا من قبضتي , و تنجوا من حكمي فافعلوا , فإنكم لا تقدرون على ذلك , كما قال تعالى " يا معشر الجنّ و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان " , و قال تعالى " و لا تضرُّونه شيئا " , وفي الحديث : " يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني " رواه مسلم .
ففي ذلك اليوم , تبطل حيل الظالمين , و يضمحل مكرهم و كيدهم ,و يستسلمون لعذاب الله , و يبين لهم كذبهم في تكذيبهم .

( ويل يومئذ للمكذبين ) أي : ويل يوم إذ يجيء يوم الفصل للمكذبين .

من باب الترغيب و الترهيب و هو أسلوب امتاز به القرآن الكريم , ذكر تعالى ما للمتقين من نعيم مقيم بعد ذكر ما للمكذبين الضالين من عذاب الجحيم فقال تعالى :

( إن المتقين ) أي : الذين اتقوا ربهم فآمنوا به و أطاعوه بأداء الواجبات , و ترك المحرمات .

( في ظلال و عيون ) في ظلال أشجار الجنة الوارفة , و عيون من ماء و لبن و خمر و عسل , جارية من السلسبيل , و الرحيق و غيرهما .

( و فواكه ممّا يشتهون ) و فواكه كثيرة منوعة مما يشتهون – أي يتمنون إذ أكلهم للذة الأكل لا للحفاظ على الجسم كما هي الحال في الدنيا – على خلاف الدنيا , إذ الناس يأكلون مما يجدون فلو اشتهوا شيئا و لم يجدوه ما أكلوه , و أما دار النعيم فإن المرء ما اشتهى شيئا إلاّ وجده و أكله و هذا السر في التعبير في غير موضع بكلمة مما يشتهون .

( كلوا و اشربوا ) من المآكل الشهية , و الأشربة اللذيذة .

( هنيئا ) أي : من غير منغص و لا مكدر , و لا يتم هناؤه , حتى يسلم الطعام و الشراب من كل آفة و نقص , و حتى يجزموا أنه غير منقطع و لا زائل .

( بما كنتم تعملون ) من الصالحات و تتركون من السيئات , فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم .

( إنّا كذلك نجزي المحسنين ) أي : هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل .

( ويل يومئذ للمكذبين ) هذا توعد بالعذاب الأليم لمن يكذب بوعيد الله هذا ووعده ذاك . و لو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم , لكفى به حرمانًا و خُسْرانًا .

( كلوا و تمتّعوا قليلا إنّكم مجرمون ) هذا تهديد ووعيد للمكذبين , أنهم و إن أكلوا في الدنيا و شربوا و تمتعوا باللذات , و غفلوا عن القربات , فإنهم مجرمون , يستحقون ما يستحقه المجرمون , فستنقطع عنهم اللذات و تبقى عليهم التبعات .

( ويل يومئذ للمكذبين ) كما قال تعالى " نُمتّعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " , و قال تعالى : " إنّ الذين يفترون على الله الكذِب لا يفلحون , متاع في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون " .

( و إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) أي : إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة , امتنعوا من ذلك و استكبروا عنه .

( ويل يومئذ للمكذبين ) الذين كذبوا رسل الله , فردوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم و نهيه لهم .

( فبأيّ حديث بعده يؤمنون ) أي : فبأي كتاب يؤمن هؤلاء المكذبون إذا لم يؤمنوا بالقرآن و ذلك لما فيه من الخير و الهدى و لما يدعو إليه من السعادة و الكمال , كما أنه معجز بألفاظه و معانيه , بخلاف الكتب و غيره , فمن لم يؤمن به لا يرجى له أن يؤمن بغيره بحال من الأحوال .


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تفسير سورة الإنسان

و تسمى سورة الدهر و الأمشاج و " هل أتى " , و هي مكية و آيها إحدى و ثلاثون .

( هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يَكن شيئا مذكورا ) يقول الله تعالى مُخبِرا عن الإنسان أنه مر عليه دهرٌ طويل , و هو الذي قبل وجوده , و هو معدوم بل ليس مذكور , ثم أوجده بعد ذلك .
قال الشهاب : و قد علم – أي الله تعالى – أنهم يقولون – أي منكري البعث - : نعم , قد مضى دهر طويل لا إنسان فيه . فيقال لهم : فالذي أوجدهم بعد أن لم يكونوا , كيف يمتنع عليه إحياؤهم بعد موتهم ؟

( إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) لما أراد الله تعالى خلق الإنسان , خلق أباه آدم من طين , ثم جعل نسله متسلسلا " من نطفة أمشاج " قال ابن عباس : يعني ماء الرجل و ماء المرأة إذا اجتمعا و اختلطا , ثم ينتقل بعدُ من طور إلى طور , و حال إلى حال .

( نبتليه ) أي نختبره بالتكاليف بالأمر و النهي و ذلك عند تأهله لذلك بالبلوغ و العقل .

( فجعلناه سميعا بصيرا ) أي : جعلنا له سمعا و بصرا يتمكن بهما من الطاعة و المعصية .

( إنّا هديناه السبيل ) أي بيّنا له طريق الخير و النجاة , و طريق الشر و الهلاك , و ذلك ببعثة الرسل و إنزال الكتب .

( إمّا شاكرا و إمّا كفورا ) و الإنسان إمّا أن يسلك سبيل الهدى فيكون شكورا , و إما أن يسلك سبيل الغيّ و الضلال فيكون كفورا , قال صلى الله عليه و سلم : " كل الناس يغدو , فبائع نفسه فموبقها أو معتقها " رواه مسلم .
و الشكور المؤمن الصادق في إيمانه المطيع لربه , و الكفور المكذب بآيات الله و لقائه .

( إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا ) إنّا هيأنا و أرصدنا لمن كفر بالله , و كذب رسله , و تجرأ على المعاصي , سلاسل ليقادوا بها و يستوثق بها منهم شدّا في الجحيم . ( و أغلالا ) لتشد فيها أيديهم إلى أعناقهم . ( و سعيرا ) أي : نارا تستعر بها أجسامهم , و تحرق بها أبدانهم , " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها , ليذوقوا العذاب " و هذا العذاب دائم لهم أبدا , مخلدون فيه سرمدا .

( إن الأبرار ) أي المؤمنين المطيعين في صدق لله و الرسول .

( يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ) أي : شراب لذيذ من خمر قد مُزج بكافور لبرودته و بياض لونه و طيب رائحته . و هذا الكافور في غاية اللذة , قد سلم من كل مكدر و منغص , موجود في كافور الدنيا .

( عينا يشرب بها عباد الله ) هذا الذي مُزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا خالصا بلا مزج و يَرْوَوْنَ بها . قال بعضهم : هذا الشراب في طيبه كالكافور . و قال بعضهم : هو من عين كافور .

( يفجرونها تفجيرا ) أي يتصرفون فيها و يجرونها و يسيلونها حيث شاؤوا و أين شاؤوا , من قصورهم و دورهم و مجالسهم و محالهم . و التفجير هو الإنباع , كما قال تعالى : " و قالوا لن نؤمن لك حتى تُفجر لنا من الأرض ينبوعا " . و قال : " و فجَّرنا خلالهما نهرا " .

( يوفون بالنّذر ) أي كانوا في دار الدنيا يوفون بالنّذر و هو ما يلتزمونه من طاعات لربهم كالصلاة و الصيام و الحج و الصدقات تقربا إلى ربهم و تزلفا إليه . و إذا كانوا يوفون بالنذر , و هو لم يجب عليهم , إلا بإيجابهم على أنفسهم , كان فعلهم و قيامهم بالفروض الأصلية , من باب أولى و أحرى .

( و يخافون يوما كان شره مستطيرا ) أي يتركون المحرمات التي نهاهم الله تعالى عنها خيفة من سوء الحساب يوم المعاد , و هو اليوم الذي شره منتشر عام على الناس إلا من رَحِم الله .

( و يطعمون الطّعام على حبّه ) و يطعمون الطعام في حال محبتهم و شهوتهم له كقوله تعالى " و آتى المال على حُبّه " , و كقوله تعالى : " لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبون " . و في صحيح مسلم : " أفضل الصدقة أن تصدّق و أنت صحيح , شحيح , تأمل الغنى , و تخشى الفقر " . فهم يقدمون محبة الله على محبة نفوسهم .

( مسكينا و يتيما و أسيرا ) و إنما اقتصر على الثلاثة لأنهم من أهم من تجدر الصدقة عليهم . فإن المسكين عاجز عن الإكتساب لما يكفيه . و اليتيم مات من يعوله و يكتسب له , مع نهاية عجزه بصغره . و الأسير لا يملك لنفسه نصرا و لا حيلة .

( إنما نطعمكم لوجه الله ) أي لا نقصد بإطعامكم إلا ثوابه تعالى و القربة إليه و الزلفى عنده .

( لا نريد منكم جزاءً و لا شكورا ) لا نطلب منكم مجازاة تكافئونا بها في يوم ما من الأيام , و لا أن تشكرونا عند الناس . قال مجاهد و سعيد بن جبير : أما و الله ما قالوه بألسنتهم , و لكن علم الله به من قلوبهم , فأثنى عليهم به ليرغب في ذلك راغب .

( إنّا نخاف من ربّنا يوما عبوسا قمطريرا ) إنما نفعل هذا لعل الله أن يرحمنا و يتلقانا بلطفه , في يوم ضيق شدي الجهمة و الشر , ثقيلا طويلا لا يطاق .

( فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ) أي : آمنهم مما خافوا منه , فلا يحزنهم الفزع الأكبر , و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون .

( و لقّاهم نضرة و سرورا ) أي : أكرمهم و أعطاهم نضرة في وجوههم , و سرورا في قلوبهم , فجمع لهم بين نعيم الظاهر و الباطن . و هذه كقوله تعالى : " وجوه يومئذ مّسفرة . ضاحكة مستبشرة " .

( و جزاهم بما صبروا ) بسبب صبرهم على فعل الصالحات و عن ترك المحرمات , أعطاهم و توَّلهم و بوَّأهم ( جنّة و حريرا ) منزلا رحبا , و عيشا رَغَدًا , و لباسا حسنا .

( متّكئين فيها على الأرائك ) الإتكاء : التمكن من الجلوس , في حال الرفاهية و الطمأنينة , و الأرائك و هي السرر التي عليها اللباس المزين .

( لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا ) أي : ليس عندهم حرّ مزعج , و لا برد مؤلم , بل جميع أوقاتهم في ظل ظليل , لا حر و لا برد , بحيث تلتذ الأجساد , و لا تتألم من حر و لا برد .

( و دانية عليهم ظلالها ) أي قريبة منهم أشجارها , فهي تظللهم و يجدون فيها لذة التظليل و راحته و متعته و إن لم يكن هناك شمس تستلزم الظل .

( و ذلّلت قُطُوفها تذليلا ) أي قربت ثمراتها من مريدها تقريبا ينالها , و هو قائم , أو قاعد , أو مضطجع , فلا شوك به و لا بُعد فيه , سهل التناول لأن الدار دار نعيم و سعادة و راحة و روح و ريحان .

( و يطاف عليهم بآنية من فضة و أكواب كانت قواريرا , قواريرا من فضة ) أي : يطوف عليهم الخَدَم بأواني الطعام , و هي من فضة , و أكواب الشراب و هي الكيزان التي لا أذن فيها , يرى باطنها من ظاهرها لصفائها . مادتها فضة و صفاؤها صفاء الزجاج . و هذا مما لا نظير له في الدنيا , عن ابن عباس : ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتهم في الدنيا شبهه إلا قوارير من فضة .

( قدّروها تقديرا ) أي : قدروا الأواني المذكورة على قدر ريّهم , لا تزيد و لا تنقص , بل هي معدَّة لذلك , مقدرة بحسب ريّ صاحبها . و هي كذلك مقدرة على قدر الكف .

( و يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ) أي : و يسقون – يعني الأبرار أيضا – في هذه الأكواب خمرا , تارة يُمزج لهم بالكافور و هو بارد , و تارة بالزنجبيل و هو حار , ليعتدل الأمر , و هؤلاء يمزج لهم من هذا تارة و من هذا تارة . و أما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صِرْفًا .

( عينا فيها تسمى سلسبيلا ) أي : الزنجبيل عين في الجنة تسمى سلسبيلا , و ذلك لسلاسة سيلها و حدّة جَريها , و لسلاستها في الحلق أيضا .

( و يطوف عليهم ولدان مخلّدون ) و يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان الجنّة , لا يتغيرون و لا يكبرون و لا يموتون , و هم في غاية الحسن .

( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ) إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة , و كثرتهم , و صباحة وجوههم , و حُسن ألوانهم و ثيابهم و حليهم , حسبتهم لؤلؤا منثورا . و لا يكون في التشبيه أحسن من هذا , و لا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن .

( و إذا رأيت ثَمَّ ) و إذا رأيت يا محمد هناك , يعني في الجنة و نعيمها و سعَتَها و ارتفاعها و ما فيها من الحَبْرَة و السرور .

( رأيت نعيما و مُلكا كبيرا ) أي : مملكة لله هناك عظيمة و سلطانا باهرا . و ثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول لآخر أهل النار خروجا منها , و آخر أهل الجنة دخولا إليها : " إنّ لك مثل الدنيا و عشرة أمثالها " . فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنة , فماظنك بما هو أعلى منزلة , و أحظى عنده تعالى .

( عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق ) أي : لباس أهل الجنة فيها الحرير , و منه سندس , و هو رفيع الحرير كالقمصان و نحوهما مما يلي أبدانهم , و الإستبرق و هو ما غلظ من الديباج و فيه بريق و لمعان , و هو مما يلي الظاهر , كما هو المعهود في اللباس .

( و حلّو أساور من فضّة ) حلّوا في أيديهم أساور الفضة , ذكورهم و إناثهم . و هذه صفة الأبرار , و أما المقربون فكما قال : " يُحَلّون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم فيها حرير " .

( و سقاهم ربهم شرابا طهورا ) لا كدر فيه بوجه من الوجوه , مطهرا لما في بطونهم من كل أذى و قذى .

( إنّ هذا ) الجزاء الجزيل و العطاء الجميل ( كان لكم جزاءً ) على ما قدمتم من الصالحات ( و كان سعيكم مشكورا ) أي مجازًى عليه غير مضيَّع , بل جزاكم الله على القليل بالكثير .


( إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلا ) إن هذا القرآن ما افتريته و لا جئت به من عندك و لا من تلقاء نفسك كما يقول المشركون , بل هو وحي منزل من عندنا , نزلناه عليك شيئا فشيئا لحكمة بالغة .
و القصد من هذا تثبيت قلبه صلوات الله عليه , و شرح صدره و تحقيق أن المنزّل وحي . و عدم المبالاة برميهم له بالسح و الكهانة .

( فاصبر لحكم ربك ) أي : كما أكرمك بما أنزل عليك , فاصبر على قضائه و قدره , و اعلم أنه سيدبرك بحسن تدبيره .

( و لا تطع منهم آثما أو كفورا ) لا تطع الكافرين و المنافقين إن أرادوا صدّك عما أنزل إليك , بل بلّغ ما أنزل إليك من ربك , و توكل على الله , فإن الله يعصمك من الناس . و الآثم هو الفاجر في أفعاله , و الكفور هو الكافر قلبه .

( واذكر اسم ربك بكرة و أصيلا ) لما كان الصبر يستمد من القيام بطاعة الله , و الإكثار من ذكره , أمره الله بدعائه و تسبيحه و الصلاة له في أول النهار و آخره , فدخل في ذلك , الصلوات المكتوبات و ما يتبعها من النوافل , و الذكر , و التسبيح , و التهليل , و التكبير في هذه الأوقات .

( و من الليل فاسجد له و سبحه ليلا طويلا ) كقوله : " و من الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا " , و كقوله : " يا أيّها المزّمل . قم الليل إلا قليلا . نصفه أو انقص منه قليلا . أو زد عليه و رتّل القرآن ترتيلا " – و في هذه الأوامر ما يدل على العناية بقيام الليل و الحرص عليه – و القصد من هذا حثه صلى الله عليه و سلم أن يستعين في دعوة قومه و الصدع بما أمر به , بالصبر على أذاهم و الصلاة و التسبيح . و قد كثر ذلك في مواضع من التنزيل كقوله : " و استعينوا بالصّبر و الصلاة " و قوله : " فاصبر على ما يقولون و سبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب , و من الليل فسبّحه و أدبار السّجود " .

( إنّ هؤلاء يحبّون العاجلة و يذرون وراءهم يوما ثقيلا ) إنّ الكفار و من أشبههم من المكذبين لك أيها الرسول – بعدما بيّنت لهم الآيات , و رغبوا و رهبوا , و مع ذلك , لم يفد فيهم ذلك شيئا – لا يزالون يؤثرون حبّ الدنيا و الإقبال عليها و الإنصباب إليها , فيسعون لها جهدهم , و إن أهلكوا الحرث و النسل , تاركين للعمل الصالح مهملين له , غير آبهين بما ينتظرهم من يوم شديد مقداره خمسين ألف سنة . فكأنهم ما خلقوا إلا للدنيا و الإقامة فيها .

( نحن خلقناهم و شددنا أسرهم ) أي : أوجدناهم من العدم , و أحكمنا خلقهم بالأعصاب , و العروق , و الأوتار , و القوى الظاهرة و الباطنة , حتى تمّ الجسم و استكمل , و تمكن من كل ما يريده .

( و إذا شئنا بدّلنا أمثالهم ) و إذا شئنا بعثناهم يوم القيامة , و بدلناهم فأعدناهم خلقا جديدا . و هذا استدلال بالبداءة على الرجعة . و قال ابن زيد و ابن جرير في معنى الآية : و إذا شئنا أتينا بقوم آخرين غيرهم , كقوله : " إن يشأ يُذهبكم أيّها النّاس و يأت بآخرين و كان الله على ذلك قديرا " , و كقوله : " إن يشأ يذهبكم و يأت بخلق جديد , و ما ذلك على الله بعزيز " .

( إنّ هذه تذكرة ) إن هذه السورة عظة يتذكر بها المؤمن , فينتفع بما فيها من التخويف و الترغيب .

( فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا ) أي : طريقا موصلا إليه , فالله يبين الحق و الهدى , ثم يخير الناس بين الإهتداء بها أو النفور عنها , مع قيام الحجة عليهم .

( و ما تشاءون إلاّ أن يشاء الله ) قال ابن جرير : أي و ما تشاءون اتخاذ السبيل إلى ربكم إلا أن يشاء الله ذلك لكم , لأن الأمر إليه لا إليكم , أي لأن مالم يشأ الله و قوعه من العبد , لا يقع من العبد و ما شاء منه و قوعه , و قع . و هو رديف { ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن } .

( إن الله كان عليما حكيما ) أي : عليم بمن يستحق الهداية فيُيسّرها له , و يقيض له أسبابها , و من يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى , و له الحكمة البالغة , و الحجة الدامغة .

( يُدخل من يشاء في رحمته ) أي : يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها , و هو الذي يصرف مشيئته نحو اتخاذ السبيل إليه تعالى , حيث يوفّقه لما يؤدي إلى دخول الجنة من الإيمان و الطاعة .

( و الظالمين أعدّ لهم عذابا أليما ) أي : الذين اختاروا الشقاء على الهدى , أهانهم و أعدّ لهم عذابا مؤلما موجعا .




التوقيع :




لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم








رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir