أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبي الحسن يسار مولى الانصار، ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب، وروي عنه أنه قال: كنت أدخل بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان أتناول سقفها بيدي وأنا غلام محتلم يومئذ. نشأ بوادي القرى وحضر الجمعة مع عثمان وسمعه يخطب وشهد يوم الدار وله يومئذ أربع عشرة سنة، وخرج منها بعد صفين بسنة . وروي أن أمه كانت خادمة لأم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنها، وربما بعثتها في حاجة فيبكي الحسن فتناوله ثديها فرأوا أن تلك الحكم التي رزقها الحسن من بركات ذلك.
وقد ذُكِر أنه من أفقه التابعين وأعلمهم، ورويت عنه أحاديث كثيرة وحكم شهيرة، وتتلمذ على يديه خلق كثير، وهو الذي اعتزل مجلسه واصل بن عطاء الذي سمّي أصحابه بعد ذلك بالمعتزلة. وعمل كاتباً للربيع بن زياد عامل معاوية على خراسان. وعمل على قضاء البصرة في أيام عمر بن عبد العزيز لعامله عدي بن أرطأة، ثم استعفاه بعد ذلك. وقد أسهب المؤرخون وأرباب التراجم في أخباره، وأطنبوا في ذكر آثاره.رأى عثمان وطلحة والكبار وروى عن عمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة، وسمرة بن جندب وأبي بكرة الثقفي والنعمان بن بشير وجابر وجندب البجلي وابن عباس وعمرو بن تغلب ومعقل بن يسار والأسود ابن سريع وأنس وخلق من الصحابة
ـ محمد بن سعد قال: قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما.
ـ عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي.
ـ أبو عبيدة الناجي أنه سمع الحسن يقول: يا ابن ءادم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيبًا إلا وجدت عيبًا ءاخر لم تصلحه، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في نفسك، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك.
ـ مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن وقال له شاب: "أعياني قيام الليل"، فقال: قيّدَتك خطاياك.
ـ عن عبد المؤمن بن عبيد الله: قال الحسن: يا ابن ءادم بِع دنياك بآخرتك تربحْهما جميعًا، ولا تبيعنّ ءاخرتك بدنياك فتخسرَهما جميعًا.
العرض العادي
