لم يفق السريلانكيون بعد من وقع الصدمة بما جره عليهم الـ «تسونامي» وقد بدا هذا واضحاً على مسحات الحزن التي ترتسم على الوجوه، فقد كان الحادث بمثابة مأساة أصابت الجميع، لكن هذه الفاجعة لم تثنهم عن عادتهم السنوية في المشاركة بالقرية العالمية.. جاؤوا بمنتجاتهم الشهيرة كالفواكه والأدوية الطبيعية والتوابل والبهارات والشاي.. جاؤوا بجناح يعكس الهوية والحضارة التي تمتد لآلاف السنين..
واجهة الجناح اختصرت كل هذا بنماذج ثقافية ودينية تتميز بها «كاندي» عاصمة الفن والثقافة وحاضنة أشهر معابد بوذا في سريلانكا حيث يقال ان بوذا جاءها في زيارة واحدة من الهند وان أحد الأشخاص قد جاء فيما بعد بـ «سن بوذا» ووضع في هذا المعبد الذي كان في الأصل قصراً لآخر ملوك كاندي وحينما جاء الاحتلال الى هذه المدينة التي تتوسط سريلانكا اعتقل الملك فكان له رجاء بأن يحول قصره الى معبد بوذي ووفق على طلبه.
أزمنة طويلة مرت على هذه الواقعة وغادر الاحتلال سريلانكا مثل غيرها من الدول الآسيوية والافريقية وصارت فيما بعد احدى دول عدم الانحياز وما إن بدأت تشق طريقها في التنمية حتى أعيتها حرب أهلية استمرت 20 سنة وانتهت بميثاق شرف واتفاق تم توقيعه قبل سنتين ونصف السنة برعاية الأمم المتحدة لتبدأ تلك الدولة الجزيرة مرحلة جديدة من التنمية مستندة الى امكانات اقتصادية وسياحية تؤهلها لذلك.
أمام الواجهة الرئيسية لمدخل الجناح السريلانكي تقف شاندريكا في محلها الممتليء بفاكهة الأناناس وهو أشهر الفواكه في بلدها.. وخفت تقدمه طازجاً للجمهور الذي جذبه طريقة التقطيع التي لا يجيدها إلا السريلانكيون. تقدمه قطع مأكولات أو عصيراً وبجواره الرمان. تقول شاندريكا: أضيف اليه بعض الـ «أشار» ويعجب الجمهور كثيراً وبجوار الفاكهة تتواجد في محل شاندريكا ألوان عديدة من البسكويت السادة والمملح والمطعم بالكريمة وغيرها.
وتقول: شاركت العام الماضي بنفس الاسلوب ويعجب الكثيرون هنا بتذوق مأكولاتنا وفاكهتنا وهو ما شجعني على المشاركة هذا العام. وبنبرة غلفها الألم قالت شاندريكا: رغم أنني أعيش في كوالالمبور العاصمة والتي لم تصل إليها موجات المد التسونامي إلا أننا جميعاً لا نزال نشعر بالمأساة فقد أضرت بنا جميعاً نفسياً ومادياً.
في جانب آخر من الجناح السريلانكي كانت كوسوم قاري تبيع في المحل الذي قامت باستئجاره ووضعت أعلاه «مركز الدواء العشبي» أصنافاً من الأدوية المستخلصة من الطبيعة والتي تعالج العديد من المتاعب كالكوليسترول والمعدة وأيضاً منتجات من الصابون الطبي ومستحضرات تنظيف وتغذية الشعر وتمنع تساقطه..
قالت كوسوم التي جاءت لمهرجان دبي للتسوق من مدينتها الواقعة على الساحل الجنوبي لسريلانكا والذي تأثر كثيراً: تحتل سريلانكا شهرة واسعة في مجال الأدوية الطبية وكثير من السواح القادمين إلى بلادنا يحرصون على الذهاب لمزارع هذه النباتات ويشترونها. وأضافت: خلال المهرجان احقق عملاً جيداً نظراً لهذا الاقبال على منتجاتنا وقد نفدت في الدورة الماضية في منتصف المهرجان وسأشارك سنوياً فيه لهذا النجاح إضافة إلى التقائنا هنا بجنسيات وثقافات عديدة حول العالم.
ولأنه علامة مميزة لسريلانكا وشهرته تغطي الكرة الأرضية فقد كان للشاي السريلانكي بأصنافه العديدة تواجده في القرية العالمية ومنها شاي «مليسنا» الذي يعرضه فريم ساليين الذي يبيع في جناحه ايضا عسلاً ومشروبات أخرى كالكركديه والزنجبيل والقرفة والينسون والبابونج وكلها أعشاب ومشروبات طبيعية تشتهر بها سريلانكا ويقول فريم:
العمل هذا العام جيد للغاية وإن كانت الحركة في القرية العالمية اكثر في النصف الأول حيث إجازات العيد ونصف العام وربما لان الناس يعرفون ان القرية ستمتد 78 يوماً. ولهذا يفضلون ألا يتزاحموا في كل الأيام وأضاف: منتجاتنا السريلانكية شهيرة في الإمارات وفي مختلف دول العالم، لهذا نجد اقبالاً كبيراً عليها.
العرض العادي
