«حار بعده ما برد» حكاية المعاناة والقسوة

[abo _mohammed]

10 Feb 2005 20:19:48 GMT

«حار بعده ما برد» حكاية المعاناة والقسوة

عودة إلى عصر البائع الجوال ايام لول يعني ايام زمان

قرية التراث احتضنت مصنوعات شعبية نادرة ونفيسة في الوقت نفسه وصورت حياة اجدادنا بكل حذافيرها على مدار شهر مهرجان دبي للتسوق 2005، توقفنا مع الحاج ابراهيم اسماعيل الذي ينادي بأعلى صوته «حار ما برد». حكايته تبدأ بالخيال وبالسفر الى تلك السنين الغابرة والتي نسيها الناس مع مرور الزمن.. وبصوت هذا الرجل عانقنا الماضي بالحاضر فسرد لنا ابراهيم اسماعيل اجمل حكايات الزمان..


يقول: في الماضي كانت الظروف قاسية ولم تكن هناك محلات بيع المواد الغذائية أو حلويات وسكريات بأنواعها للاطفال وعندما كنا صغاراً يطوف علينا رجل كبير في السن ويصرخ بصوت عال جداً ويقول «حار ما برد» ومعه عربة على شكل سفينة صغيرة بها اماكن عديدة للحلويات والبفك والنخي بأنواعه ويقط وفول سوداني ومكسرات اخرى.

وبعض الالعاب الشعبية ويتجمع حوله الصغار لشراء ما يحبون وبسعر رخيص جداً ويومياً بعد صلاة العصر يطوف هذا الرجل والاطفال يترقبونه من وقت لآخر فهو وسيلتهم الوحيدة للحصول على الحلويات وهذه الحلويات كانت شائعة انذاك وتجلب من عمان والفجيرة وغيرها..


ومنها ما يصنع محلياً على يد النساء.. وهذه العادة قديمة جداً وانا هنا بقرية التراث أحيي هذه العادة السائدة ايام الاجداد والجدات.. والحمد لله لفت انظار الكثير من الزمار بشكل لا يوصف..وعندما يسألونني عن هذه العادة اخبرهم قصتها وبالتفصيل وتكون الابتسامة واضحة على الجميع ويبادرون بشراء ما تحتويه العربة القديمة وهي عبارة عن مجسم خشبي لسفينة قديمة صنعها الاجداد وخاصة سكان الساحل..

ويضيف: هذه السنة العاشرة التي اشارك فيها بالمهرجان ولا أتردد مطلقاً في عرض تراث بلدي ووصف مدى المعاناة التي كانت سائدة انذاك وسط الندرة في كل شيء والرضاء ورغد العيش لم يعم علينا إلا بعد بذل جهد ومشقة كبيرة لنصل الى ما نحن عليه الآن.. والتراث لابد ان يعرض في مثل هذه المناسبات العالمية فمن لا ماضي له لا حاضر له.


كتبت: عائشة عثمان

الصور المرفقة

 

التوقيع :

قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت:33]