آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 20890 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14704 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20855 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22271 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56328 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51430 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43335 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25735 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26118 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 32021 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-28-2011, 02:18 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


اداب التعلم والتعليم والتفقه في الاسلام وقصيدة من الفصحى


اداب التعلم والتعليم والتفقه في الاسلام وقصيدة من الفصحى

د.سلمان بن فهد العوده
مهمٌ أن يتعلم الشباب أدب العلم والتعليم والتفقه مع كل مسألة تعرض عليهم ،
ليتحول هذا الأدب النظري إلى سجية وطبع وسلوك دائم ملازم ، وليس تحصيلاً معرفياً مجرداً من التأثير ! .
الفيس بوك


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أحببت في هذا الموضوع أن انقل لكم ما جاء في القران الكريم وفي السنة النبوية
وفي الآثار السلفية من آيات وأحاديث تحث على العلم وفضله, سائلة المولى
أن يتقبل منا ومنكم خير أعمالنا وان يرزقنا حسن الخاتمة.

* فضل العلم والتعليم :
لقد جاء في فضل العلم ووجوب طلبه وبيان منزلته في الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة
نصوص كثير , الأمر الذي جعل كثيرا من أهل العلم يذهبون إلى أفراد مصنفات بهذا الخصوص
, بل لا تكاد تقف على مصنف في دواوين السنة إلا وتجد كتبا أو أبوابا معقودة في بيان فضل العلم وأهله .
والداعية إلى الله تعالى من أولى الناس حرصا على التأهل بالعلم قبل الدعوة إلى الله تعالى,
لان دعوته قائمة على العلم, وهو احد أهم أركانها, وبدونه يهوي البنيان ولا يتماسك.

بعض ما جاء في القران الكريم :

قال الله تعالى : ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) .

قال الله تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ) .
قال الله تعالى: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ).

بعض ما جاء في السنة النبوية :

قال الرسول : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ) .
قال الرسول : ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) .
قال الرسول : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ) .

أقوال السلف الصالح:
يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ( لان اجلس ساعة فأتفقه في ديني أحب إلي من إحياء ليلة إلى الصباح )
وقال أيضا: ( لكل شيء عماد, وعماد هذا الدين الفقه, وما عيد الله بشيء أفضل من فقه في الدين ) .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ( تعلموا العلم, فان تعلمه لله خشية, وطلبه عبادة, ومذاكرته تسبيح, وتعليمه جهاد ).
قال ابن عباس رضي الله عنه تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها).
قال سفيان الثوري رحمه الله : ( ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية ) .

أخيرا وليس اخرا , ما نقلته لكم ما هو إلا نشرة موجزة ومختصرة حول فضل العلم وفق ما جاء في القران والسنة وأقوال السلف الصالح , سائلة الله أن يتقبل مني وان يرزقني ثواب هذا العمل وأجره , واسأل الله أن يرزق الجميع علما نافعا وقلبا خاشعا , وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين .

قال الحافظ أبو عمر بن عبدالبر في كتابه جامع بيان العلم وفضله
( وأحسن ما رأيت في اداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤي من الرجز ، وبعضهم ينسبه إلى المأمون قال :

واعـلم بأن العلـم بالتــعلمِ *** والحفظِ والإتقانِ والتفـهـمِ

والـعلمُ قد يُـرزَقه الصغيـرُ *** في سـنه ويُحرم الكـبـيرُ

وإنـما المـرءُ بأَصـْغَريْــهِ *** ليـس برجـليْه ولا يديـْهِ

لســانُه وقـلـبُه الـمركـبُ *** في صدرِهِ وذاك خلقٌ عَجبُ

والعـلمُ بالفـهمِ وبالـمذاكـرَهْ *** والدرسِ والفكرةِ والمناظرَه

فربَّ إنسـانٍ يَـنال الـحِفـْظَا *** ويُوردُ النصَّ ويَحكي اللَّفْظاَ

وما لـه في غـيرِهِ نصـيـبُ *** مِمّا حواه العـالمُ الأديـبُ

وربّ ذي حرصٍ شديد الحـبِّ *** للعـلمِ والذُكر بلـيد القلبِ

معـجز في الحـفظِ والروايـهْ *** ليستْ له عمِّن رَوَى حِكايهْ

وآخـَرُ يُعـطى بلا اجْتـهـادِ *** حفظاً لما قد جاء في الإسنادِ

يهـذه بالقـلـب لا بـناظـرهْ *** ليس بمـضطرٍ إلى قماطرهْ

***

فالتمسِ العلمَ وأَجْمِل في الطلَبْ *** والعلم لا يَحسـنُ إلا بالأدبْ

والأدبُ النـافعُ حسنُ الصـمتِ *** وفي كثير القولِ بعضُ المقتِ

فكُن لحسن السـمت ما حـَيِتَا *** مـقارناً تُحـمد ما بـقيـتَ

وإنْ بدت بيـن أناسٍ مسـألهْ *** معروفةٌ في العلمِ أو مُفتـعَلهْ

فلا تكـن إلى الجـوابِ سابقاً *** حتى تَرَى غيرَك فيها ناطـقاً

فكم رأيتُ من عـجولٍ سـابقِ *** من غير فهـمٍ بالخطأ ناطـقِ

أزرى بهِ ذلـك في المجـالسِ *** عند ذوي الألـبابِ والتـنافسِ

وقُـلْ إذا أعـياكَ ذاك الأمـرُ *** مالي بمـا تسـأل عنـه خُبْرُ

فذاك شطرُ العـلمِ عند العـلما *** كذاك ما زالـتْ تقـول الحُكما

والصمت فاعلم بك حقاً أزيـن ُ *** وإنْ لم يكن عندك علمٌ مـتقنُ

إياك والعجب بفـضل رأيِكـا *** واحذر جوابَ القولِ من خطائكا

***

كم من جوابٍ أعقبَ الندامـهْ *** فاغتَنِمِ الصـمتَ مع السـَّلامهْ

العلـم بـحرٌ منـتهاه يبـعد *** لـيس لـه حـدٌ إليه يقصـدُ

وليس كلُّ العلـمِ قد حـويتَه *** أجَل ولا العُشر ولو أحصـيتَه

وما بَقِـي عليـكَ منه أكـثرُ *** مما علِـمتَ والجـوادُ يَعـْثُرُ

فكُنْ لمـا سمـعتَهُ مسـتفِهما *** إن أنتَ لم تفـهمْ منـه الكلِما

القول قـولانِ : فقولٌ تعـقِلُهْ *** وآخـرُ تسمـعُهُ فتـجـهَلُـهْ

وكـل قـولٍ فـلـهُ جـوابُ *** يجمعــُهُ البـاطلُ والصوابُ

ولـلـكــلامِ أولٌ وآخــرُ *** فافهمهما والذهنُ منك حـاضرُ

فربما أعـْيا ذوي الفضـائـلِ *** جواب ما يُلـقى من المسـائلِ

فيُمسكوا بالصمتِ عن جـوابهِ *** عند اعتراضِ الشكِّ في صوابهِ


ولو يكون القـولُ في القيـاسِ *** من فضَّةٍ بيضـاءَ عند النـاسِ

إذاً لكان الصمتُ من خير الذهبْ *** فافهم هداك الله آداب الطلبْ

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 02:29 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤي


قراءات: في
وصية الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضى الله عنه إلى تلميذه
يوسف بن خالد السمتي البصري رحمه الله .


ويليها منظومة في آداب التعلم والتفقه

راجعهما وعلق عليهما
الأستاذ إبراهيم المختار أحمد الجبرتى ( أحد علماء الأزهر الشريف )

ترجمة الموصى إليه

هو يوسف بن خالد السمتي من شيوخ الشافعي، وقد ذكره ابن حجر في عداد شيوخه في مناقب الشافعي، وخرج عنه ابن ماجة، وترجمه البدر العيني في رجال معاني الآثار، وقد روى الطحاوي عن المزني عن الشافعي أنه قال في حق يوسف بن خالد هذا كان رجلا من الخيار، وقد فند البدر العيني ما ينسب إليه من التجهم، وتوفي بالبصرة سنة 189هجرية.

قال الزرنوجي في كتابه: ' تعليم المتعلم' وينبغي لطالب العلم أن يحصل كتاب الوصية التي كتبها أبو حنيفة رحمه الله ليوسف بن خالد السمتي البصري عند رجوعه إلى أهله.

الدين النصيحة( حديث شريف)

بســــــم الله الرحمـــن الرحيـــم
بعد أن أخذ يوسف بن خالد السمتي العلم عن أبي حنيفة وأراد الرجوع إلى بلدته البصرة أستأذن أبا حنيفة في ذلك، فقال له أبو حنيفة : حتى أزودك بوصية فيما تحتاج إليه من معاشرة الناس، ومراتب أهل العلم وتأديب النفس، وسياسة الرعية، ورياضة الخاصة والعامة، وتفقد أمر العامة، حتى إذا خرجت بعلمك كان[1] معك آلة تصلح [2] له، وتزينه ولا تشينه.
واعلم أنك متى أسأت معاشرة الناس صاروا لك أعداء، وإن كانوا لك آباء وأمهات، ومتى أحسنت معاشرة قوم ليسوا لك بأقرباء صاروا لك أمهات وآباء.
ثم قال لي: أصبر حتى أفرغ لك نفسي، وأجمع لك همي، وأعرفك من الأمر ما تحمدني في نفسك عليه، وما توفيقي إلا بالله، فلما مضى الميعاد أخلى لي نفسه، فقال: أنا أكشف لك عما تعرضت له: كأني بك، وقد دخلت البصرة ، وأقبلت على من يخالفوننا بها، ورفعت نفسك عليهم، وتطاولت بعلمك لديهم، وانقبضت عن معاشرتهم ومخالطتهم، وخالفتهم وخالفوك، وهجرتهم وهجروك، وشتمتهم وشتموك، وضللتهم وضللوك وبدعوك، واتصل الشين [3] بنا وبك، فاحتجت إلى الإنتقال عنهم، والهرب منهم، وهذا ليس من رأى لأنه ليس بعاقل من لم يدار من ليس له من مداراته بد حتى يجعل الله له مخرجا.
إذا دخلت البصرة استقبلك الناس وزاروك، وعرفوا حقك، فأنزل كل رجل منهم منزلته، وأكرم أهل الشرف وعظم أهل العلم، ووقر الشيوخ، ولاطف الأحداث [4]، وتقرب من العامة [5]، ودار الفجار، واصحب الأخيار، ولا تتهاون بالسلطان، ولا تحقرن أحدا، ولا تقصرن في إقامة مروءتك، ولا تخرجن سرك إلى أحد، ولا تثقن بصحبة أحد حتى تمتحنه، ولا تصادق خسيسا، ولا وضيعا[6]، ولا تألفن ما ينكر عليك في ظاهرك، وإياك والإنبساط إلى السفهاء [7] ولا تجيبن دعوة [8] ، ولا تقبلن هدية.

وعليك بالمداراة [9]، والصبر والإحتمال، وحسن الخلق، وسعة الصدر، واستجد ثيابك[10]، واستفره [11] دابتك، وأكثر إستعمال الطيب، واجعل لنفسك خلوة ترم بها حوائجك، وابحث عن أخبار حشمك، وتقدم في تأديبهم وتقويمهم، واستعمل في ذلك الرفق، ولا تكثر العتاب فيهون العذل، ولا تل تأديبهم بنفسك، فإنه أبقى لحالك.
وحافظ على صلواتك، وابذل طعامك، فإنه ما ساد بخيل قط ،ولتكن لك بطانة[12] تعرفك أخبار الناس، فمتى عرفت بفساد بادرت إلى إصلاحه، ومتى عرفت بصلاح ازددت رغبة وعناية.
وزور من يزورك ومن لا يزورك، وأحسن إلى من يحسن اليك أو يسئ، وخذ العفو، وأمر بالمعروف، وتغافل عما لا يعنيك، واترك كل من يؤذيك ، وبادر في إقامة الحقوق ، ومن مرض من إخوانك فعده بنفسك ، وتعاهده برسلك ، ومن غاب منهم إفتقدت أحواله ومن قعد منهم عنك فلا تقعد أنت عنه ، وصل من جفاك ، وأكرم من أتاك ، وأعف عمن أساء اليك ، ومن تكلم فيك بالقبيح فتكلم فيه بالحسن والجميل ، ومن مات منهم قضيت حقه ومن كانت له فرحة هنأته بها ، ومن كانت له مصيبة عزيته عنها ، ومن أصابته جائحة [13] توجعت بها ، ومن استنهضك [14] بأمر من أموره نهضت له ، ومن استغاثك فأغثه ، ومن استنصرك نصرته ، وأظهر توددا إلى الناس ما استطعت وأفش السلام ولو على قوم لئام.
ومتى جمع بينك وبين غيرك مجلس ، أو ضمك وإياهم مسجد ، وجرت المسائل وخاضوا [15] فيها بخلاف ما عندك لا تبد لهم منك خلاف. فإن سئلت عنها أخبرت بما يعرفه القوم ، ثم تقول : فيها قول آخر ، وهو كذا وكذا ، والحجة له كذا ، فإن سمعوه منك عرفوا منزلتك ومقدارك ، وأعطى كل من يختلف إليك نوعا من العلم ينظر فيه ، وخذهم بجلي العلم دون دقيقه وأنسهم ومازحهم أحيانا وحادثهم، فإنها تجلب لك المودة وتستديم مواظبة العلم ، وأطعمهم أحيانا وتغافل عن زلاتهم ، وأقضي حوائجهم ، وارفق بهم ، وسامحهم ، ولا تبدي لأحد منهم ضيق صدر ، أو ضجر ، وكن كواحد منهم ، وعامل الناس معاملتك لنفسك ، وارضى منهم ما ترضاه لنفسك ، واستعن على نفسك بالصيانة لها ، والمراقبة لأحوالها ، ودع الشغب [16] ولا تضجر لمن يضجر عليك ، واسمع من يستمع منك ولا تكلف الناس ما لا يكلفونك ، وارضى لهم ما رضوا لأنفسهم ، وقدم اليهم حسن النية ، واستعمل الصدق ، واطرح الكبر جانبا ، وإياك والغدر [17] ، وإن غدرو بك ، وأد الأمانة ، وإن خانوك ، وتمسك بالوفاء ، واعتصم بالتقوى [18] ، وعاشر أهل الأديان حسب معاشرتهم .

فإنك إن تمسكت بوصيتي هذه رجوت لك أن تسلم ، ثم قال له : إنه يحزننى مفارقتك ، وتؤنسني معرفتك فواصلني بكتبك ، وعرفني حوائجك، وكن لي كإبن فإني لك كأب .

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي ، وعلى آله وصحبه وسلم .
انتهت وصية الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت ويليها منظومة في آداب التعلم والتفقه. (انظر في الفقرة الأخرى من الموقع)

كان فعل تام، وآلة فاعلة [1]
[2] أي تصلح تلك الآلة للعلم. وفي نسخة تصلح لك وتزينك ولا تشينك.
[3] الشين: خلاف الزين، وفي الحديث ماشانه الله بشيب كما في المصباح
[4] الاحداث، جمع حدث بفتحتين: أي شاب
[5] العامة خلاف الخاصة. قال ثعلب: سميت بذلك لأنها تعم بالشر كما في لسان العرب.
[6] الوضيع: الدنئ من الناس وهو والخسيس متقاربان.
[7] لأن الإنبساط مع السفهاء مجلبة لقرناء السوء. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: الإنبساط إلي الناس مجلبة لقرناء السوء، والانقباض عنهم مكسبة للعداوة، فكن بين المنقبض والمنبسط.
[8] لعل المراد به دعوة السفهاء وهديتهم، لأنها لا تكون غالبا إلا بفساد، ويحتمل أن يكون ذلك عاما ليظهر الاستغناء عن الناس قطعا لما رسخ في نفوسهم من أن أهل العلم عالة عليهم حيث لا صنعة لهم سواه فيكون ذلك داعيا في تعميم نفع علمه، وإلا فإجابة الدعوة ، وقبول الهدية مطلوبان في الشرع إلا للولاة، فلا يجوز لهم حضور الدعوة الخاصة، وقبول الهدية من غير قريبه المحرم، أو ممن جرت عادته بالهدية له قبل الولاية كما هو مفصل في محله.
[9] المداراة: هي لين الكلام، وترك الإغلاظ في القول، وهي من صفات المؤمنين، والفرق بينها وبين المداهنة المحرمة أن المداراة الرفق بالجاهل في التعليم، والفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه والإنكار عليه باللطف حتى يرد عما هو مرتكبه. والمداهنة معاشرة المعلن بالفسق، وإظهار الرضى بما هو فيه من غير إنكار عليه باللسان ولا بالقلب. روى البخاري في صحيحه عن أبي الدرداء ' إنا لنكشر فى وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم' وروى البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ' إن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس إتقاء فحشه'. نكشر: بفتح النون وسكون الكاف وكسر الشين بعدها راء: أي نضحك ونبتسم.
[10] واستجد ثيابك: أي اطلب جيد الثياب لكسوتك، لأن جمال الثياب يزيد في الهيبة، ومما ينسب للإمام مالك:

حسن ثيابك ما استطعت فانهــا = زين الرجال بها تعز وتكــرم

ودع التخشن في الثياب تواضعـا = فالله أعلم ما تكن وتكتــــم

فرثيث ثوبك لا يزيدك رفعــــة = عند الإله وأنت عبد مجـــرم

وجديد ثوبك لا يضرك بعـــد أن = تخشى الإله وتتقى ما يحــرم

[11] واستفره دابتك: أي اطلب دابة جيدة السير. وفي الصحاح : الفاره من الناس: المليح الحسن، ومن الدواب: الجيد السير.
[12] بطانة الرجل : صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله.
[13] الجائحة : الآفة ، والجمع جوائح ، انتهى مصباح.
[14] ومن استنهضك : أي ومن طلب منك القيام بأمر فقم له

[15] قوله وخاضوا فيها . ومما يناسب هذا المقام وصية الإمام مالك ابن أنس ليحي ابن يحي الليثي ، قال أوصيك بثلاث : الأولى أجمع لك فيها علم العلماء ، والثانية أجمع لك فيها حكمة الحكماء ، والثالثة أجمع لك فيها طب الأطباء. أما التي أجمع لك فيها علم العلماء فإذا سئلت عن شئ لا تدريه فقل لا أدري ، وأما التى أجمع لك فيها حكمة الحكماء فإذا جلست مع قوم فكن أصمتهم ، فإن سلموا سلمت معهم ، وإن أخطئوا سلمت من خطئهم ، وأما التي أجمع لك فيها طب الأطباء فارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه .
[16] الشغب، بفتح الشين المعجمة وسكون الغين وتحريكها : تهييج الشرور وتحريكها
[17] الغدر: نقض العهد
[18] فإن التمسك بها الفوز بسعادة الدارين ، ولذلك ذكرها الله تعالى في أكثر من مئة وخمسين موضعا ضمنا وصراحة ، وقال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله. أخرجه ابن حبان البستي في صحيحه مطولا . وخطب سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو أهل له، وأن تخلطوا الرهبة بالرغبة فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته ، فقال إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ثم اعلموا أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم ، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي ، وهذا كتاب الله فيكم لا ينطفئ نوره ، ولا تنقضي عجائبه ، فاستضيئوا بنوره وانتصحوا كتابه واستضيئوا منه ليوم الظلمة فإنما خلقكم لعبادته ووكل بكم كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال في عمل الله فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله فسابقوا مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى سوء أعمالكم فإن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم ، ونسوا أنفسهم، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم ، فالوحا الوحا ، ثم النجا النجا ، فإن من وراءكم طالب حثيث أمره سريع . أخرجه الحاكم في المستدرك في تفسير سورة الأنبياء عن عبدالله ابن عكيم وصححه.

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 02:49 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤي


منهج التعلم والتفقه كما يراه ابن الجوزي

السؤال: سمعت كلاما لابن الجوزي –رحمه الله- عن المنهجية التي ينبغي على طالب العلم أن ينتهجها في بحوثه وفي تفقهه ، فهل يمكن أن تزودوني باسم الكتاب الذي ذكر فيه هذا الحديث، وهل بالإمكان إرسال ما كتبه في هذا الشأن؟

الإجابة: نقل ابن الجوزي كلاما نفيسا عن الموضوع الذي أشرت إليه، وهو موضوع منهج التعلم والتفقه في دين الله حيث قال في كتابه النفيس.

صيد الخاطر (ص: 183): "ينبغي لمن له أنفةٌ أن يأنَفَ من التقصير الْمُمْكِن دفعُه عن النفس، فلو كانت النبوة مثلًا تأتي بكسب؛ لم يجز له أن يقنع بالولاية، أو تصوَّر أن يكون مثلًا خليفة، لم يحسن به أن يقتنع بإمارة، ولو صحَّ له أن يكون مَلَكًا، لم يرض أن يكون بشرا، والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن لها في العِلم والعَمل.

وقد علم قِصَر العمر، وكثرة العلم: فيبتدئ بالقرآن وحفظه، وينظر في تفسيره نظرًا متوسِّطًا، لا يخفى عليه بذلك منه شيء، وإن صحَّ له قراءة القراءات السبع، وأشياء من النحو، وكتب اللغة، وابتدأ بأصول الحديث من حيث النَّقل، كالصحاح والمسانيد والسنن، ومن حيث علم الحديث، كمعرفة الضعفاء والأسماء، فلينظر في أصول ذلك، وقد رتَّبَتِ العلماءُ من ذلك ما يستغني به الطالب عن التعب.


ولينظر في التواريخ، ليعرف ما لا يُستغنى عنه، كنسب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأقاربه وأزواجه وما جرى له.

أمّا العالم، فلا أقول له: اشبع من العلم، ولا اقتصر على بعضه، بل أقول له: قدِّمِ المهم؛ فإن العاقل من قدر عمره، وعمل بمقتضاه، وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر، غير أنه يبني على الأغلب، فإن وصل، فقد أعد لكل مرحلة زادًا، وإن مات قبل الوصول، فنيتُه تسلك به. فإذا علم العاقل أن العمر قصير، وأن العلم كثير، فقبيح بالعاقل الطالب لكمال الفضائل أن يتشاغل مثلًا بسماع الحديث ونسخه، ليحصل كل طريق، وكل رواية، وكل غريب، وهذا لا يفرغ من مقصوده منه في خمسين سنة، خصوصًا إن تشاغل بالنسخ، ثم لا يحفظ القرآن، أو يتشاغل بعلوم القرآن، ولا يعرف الحديث، أو بالخلاف في الفقه، ولا يعرف النقل الذي عليه مدار المسألة... ثم ليقبل على الفقه، فلينظر في المذهب والخلاف، وليكن اعتماده على مسائل الخلاف، فلينظر في المسألة وما تحتوي عليه، فيطلبه من مظانِّه، كتفسير آية وحديث وكلمة لغة. ويتشاغل بأصول الفقه وبالفرائض، وليعلم أن الفقه عليه مدار العلو... ويكفيه من النظر في الأصول ما يستدل به على وجود الصانع، فإذا أثبته بالدليل، وعرف ما يجوز عليه مما لا يجوز، وأثبت إرسال الرسل، وعلم وجوب القبول منهم؛ فقد احتوى على المقصود من علم الأصول..فإن اتسع الزمان للتزيد من العلم، فليكن من الفقه، فإنه الأنفع... ومهما فسح له في المهل، فأمكنه تصنيفٌ في علم، فإنه يخلِّف بذلك خلفه خلفًا صالحًا. مع اجتهاده في التسبب إلى اتخاذ الولد...ثم يعلم أن الدنيا معبرة، فيلتفت إلى فهم معاملة الله عز وجل، فإن مجموع ما حصله من العلم يدله عليه. فإذا تعرض لتحقيق معرفته، ووقف على باب معاملته، فَقَلَّ أن يقف صادق إلا ويجذب إلى مقام الولاية، ومن أُريد وُفِّق، وإن لله عزَّ وجل أقوامًا يتولى تربيتَهم، ويبعث إليهم في زمن الطفولية مؤدبًا؟ ويُسمَّى العَقْل، ومُقَوِّمًا، ويُقال له: الفَهْم، وَيتولى تأديبهم وتثقيفهم، ويُهيء لهم أسباب القرب منه؛ فإن لاح قاطع قطعهم عنه، حماهم منه، وإن تعرَّضت بهم فتنة؛ دفعها عنهم. فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم، ونعوذ به من خذلان لا ينفع معه اجتهاد".

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 03:01 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤي

التعليم في الاسلام

ملخص الخطبة
1- معنى التعلّم والتعليم. 2- سعي النبي لمحو الأمية. 3- لا غنى لأحد عن التعلم. 4- أهمية ميدان التربية والتعليم. 5- التربية في الإسلام. 6- مفاسد العلم بلا تربية. 7- ثمار التعليم في الإسلام. 8- أول خطوات التعليم في الإسلام. 9- قاعدة كبرى في التربية والتعليم. 10- القرآن أساس التربية والتعليم. 11- تعليم المرأة في الإسلام. 12- أهمية اللغة العربية.

الخطبة الأولى
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
التّعلّم طلب العلم والمَعرفة، والتعليم إيصالُ العِلم والمعرفة وبذلُهما للآخرين. العِلم في الإسلام لا حَدَّ له ولا نهايةَ، قال الله تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء:85]. ومَن أمعنَ النظرَ وأحسَن التفكير وتتبَّع الأسبابَ المبثوثةَ في الكونِ دلّه الخالق سبحانه على بعضِ أسرار خلقِه، قال تعالى: عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:5]، وقال سبحانه: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]، وقال سبحانه: وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا [الزخرف:48]. وكلُّ علمٍ نافع فهو مطلوب شرعًا.
كان الرّسول أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداءَ أسرى بدرٍ أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين القراءةَ والكتابة(1)[1]. ومهما كان مقامُ الإنسان عاليًا ومنصبُه ساميًا فإنّه لا يستغني عن التّعليم، فهذا نبيّ الله داود عليه السلام مع حصوله على الملك والنبوّةِ لم يستغنِ عن تعليم الله إيّاه، قال الله تعالى: وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ [البقرة:251]. وموسى عليه السلام يلتمِسُ من العبدِ الصالح مرافقتَه ليتعلّمَ منه، قال تعالى: قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [الكهف:66]، وطلبَ منه المزيدَ: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه:114]. قال سفيان بن عُيينة رحمه الله: "أوّل العلم الاستماع، ثمّ الفَهم، ثمّ الحِفظ، ثمّ العمَل، ثمّ النّشر"(2)[2].
ميدانُ التربية والتعليمِ من أهمِّ الميادين، أثرُه كبير في تنشِئَةِ الأجيال الذين هم قاعِدةُ بناءِ المجتمعات والدّوَل، ولما كان التّغيير في المجتمعاتِ والأمم يسيرُ حسب سنّةٍ لا تتبدّل: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11] فإنّ ميدانَ التغيير التربيةُ والتّعليم، وجيلُ المتعلِّمين اليومَ هم قادةُ مجتمَع الجيل القادم.
ولقد صارتِ التربية والتعليم في الواقعِ التاريخيّ للأمّة فكانت وسيلةَ هدايةٍ وطريقةَ خير للفردِ والمجتمع والنّاس أجمعين، فقد كان الرّسول هو المعلّم الأوّل للأمّةِ، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2].
التّربيةُ في الإسلام تؤسَّس على قِيَم الأمّةِ ومبادئها، وبهذا نعلَم أنّه لا يمكن لأمّةٍ من الأمم أن تستعيرَ مناهجَها التعليميّة من أمّةٍ أخرى.
التّربية الإسلاميّة تغدِّي العقلَ بالحقائقِ والمعارف والنفسَ بالتربية والأخلاق، فنحن أمّةُ نبيٍّ بُعِث بمكارِم الأخلاق.
وفي عصرِنا يظهر جليًّا أنّ التعليم بلا تربيةٍ ضررُه أكثر من نفعِه، فالتقدّم التقنيّ في الأطباق الفضائيّة مثلاً سُخِّر للعُريِ الماجن والمُجون الفاضح وقتلِ الحياء ووأدِ الفضيلة وتلويثِ العقول بالأفكار المنحرِفة، وكذا التقدّم العلميّ في الحضارةِ المادّية المعاصرة ولّدَ قوى عُظمى، لكنّها قوى همجيّة، لا أخلاقَ تردَعُها، ولا قيَم تهذِّبها، قوَى سيطرةٍ واستبدادٍ وامتصاصِ ثرواتِ الضعفاء وسَحق الأبرياء. هذه الحضارة المادّيّة ولّد عِلمُها الذي لم يهذِّبه دينٌ ولم يقوِّمه خُلقٌ جيوشًا جرّارة، ترتكِب المذابح، وتنحَر السلام، وتغتصِب الفتيات، ونَشأت في أحضانِ هذا العِلم عصاباتُ الاتِّجار بأعضاءِ البشر باعتبارها قِطَع غيارٍ عالميّة. إنّه علمٌ يجعلُ المنتمين له سَكرى، لا وازعَ لهم ولا حيَاء.
الثّورةُ العلميّة المادّية لم توفِّر للناس طمأنينةَ القلب وسكينةَ النفس وهدوءَ الأعصاب والأمنَ الشّامِل والسلامَ العادل، فالعالم ينزِف من ويلاتِ القتل الجماعيّ والتدمير الإباديّ والتفجير الذي ينشُر الأشلاء، العالَم يئنّ من موتِ الضمير وفقدانِ الأخلاق، فالسّرقة والاختلاس والغشّ والرّشوة والترويجُ والخيانات وغيرها شاعَ أمرُها وفشَا ضررُها في العالَم، والسّبَب هو غِياب التربية مع التعليم.
هذه مفاجأةُ ما يُسمَّى بالتّربية الحديثة، لا تقيم وزنًا لدِينٍ أو خلُق، تحرّكها المصلحةُ والمنفعة، تشعَل حروبٌ وتدمَّر قرًى من أجل المصالح والمنافع، إنّها قِوى لا تهتدِي بنور الله.
أمّا التعليم في الإسلام فأنموذجٌ فريد وتكاملٌ بديع مع التربيّة الإيمانيّة الراسخة، إنها تنشِئ جيلاً ربّانيًا، يعمِّر الحياة، يبني الأرضَ، يقيم العقيدةَ في القلب والمشاعِر والجوارح، يقوم بدَور الخِلافة لتحقيق العبوديّة لله، ولتكونَ سمةُ المُخرجات جسدًا طاهرًا، قلبًا مؤمنًا، عِلمًا نافعًا وحضارةً تستنير بهدَى الله.
التّعليم في الإسلامِ هو المنهَج الوحيد الذي يربِّي الفرد وينميّ شخصيتَه ويجعله يطلُبُ التعليمَ ويسعى للنّبوغ والرّيادةِ للبناء لا للهَدم، للخير لا للشرّ، للفضيلة لا للرّذيلة، إنه لا يعتدِي، لا يفسِد، لا يدمّر، يخشَى مِن إراقة قطرةِ دمٍ فضلاً عن تدميرِ قُرًى وبيوتٍ على الأطفال والنّساء والأبرياء كما تفعلُه جرّافات أدعياءِ التقدّم والحضارة.

إخوةَ الإسلام، أوّلُ خُطوات التعليم في الإسلامِ تهيئةُ القلب، تأديبُه بأدبِ النبوّة في الأمانةِ والصّدق والاستقامة والعَدل والإخلاص وصلاحِ الظاهر وطَهارةِ السريرة إلى غير ذلك من المثُل العُليا، والمناهجُ والنّصوص مهما كانت سامِيةً لا يكون لها تأثيرٌ فعّال إلاّ إذا تحوّلت إلى واقعٍ متحرِّك وترجمةٍ عمليّة في التصرّفات والسلوكِ والمشاعر والأفكار، فحاجتُنا إلى القلوبِ العامرة بالإيمان ليست دونَ حاجتنا إلى الرؤوس المشحونةِ بالمعلومات.
يخطئ كثيرًا من يحصُر التعليمَ في تكثيفِ المناهج وحشوِ المعلومات، ومع أهمّيّة ذلك إلاّ أنّ تقدّمَ الأمم يُقاس بقَدر التزامِها بالقيَم وتشبُّعها بالمبادئ وتمثُّلها بالأخلاقِ. إنّ أيَّ حضارةٍ وأمّةٍ لا تقوم مؤسَّساتها التعليميّة على التربيةِ الرشيدة واقعًا عمليًّا وسلوكًا واقعًا في محاضِن التربيةِ والتعليم لا يمكن أن تسيرَ طويلاً مهما ارتفَعت وتفنّنت في الوسائل والتّقنية، والذي يُعمِّق الأسى ويُفجِّر الحزنَ تتبُّع بعضِ أبناء المسلمين جُحرَ الضبِّ الذي نُهينا عنه وعدمُ الاعتبار بمآسي التعليم المادّي الذي لم يُصبَغ بنور الإيمان وهداية القرآن. وواقعُ الأمة يقتضِي تغذيةَ المناعةِ وتحصينَ الأجيال حذرًا من أخطار محدِقة بالعقيدة والفِكر والسلوك، وهذا يتطلّب من القائمين على التربيةِ والتعليم تقييمَ مسارِنا التربويّ لصناعة الشخصيّة المسلمة السّويّة، والإهمالُ في تقويم السلوك أعظمُ خطرًا وأشدُّ فتكًا من الإهمال في تقويمِ المعارف والعلوم، ذلك أنّ السلوكَ المنحرِف يتجاوز ضررُه الفردَ إلى المجتمع كلِّه.
هذه أمٌّ مسلِمة ومربّية واعيَة تجلّي لابنها وللأجيالِ الهدفَ من التعليم وقيمةَ التّربية، تقول أمّ سفيان الثوريّ الذي غدا في عصره علَمًا وبين أقرانه نجمًا ساطِعًا: "يا بنيّ، خذ هذه عشرة دراهم، وتعلّم عشرةَ أحاديث، فإذا وجدتها تُغيِّر في جلستِك ومِشيتك وكلامك مع الناس فأقبِل عليه، وأنا أعينُك بمِغزلي هذا، وإلاّ فاتركه، فإني أخشَى أن يكونَ وبالاً عليك يومَ القيامة"(3)[3].
هذه المرأةُ المسلمة تؤسِّس في التربيّة والتعليم قاعدةً كبرى: لا نفعَ للعِلم بدون عمَل، ولا قيمةَ له بدون أثرٍ في السّلوك. نعم، إنّ الأمّة العظيمةَ وراءها تربية عظيمةٌ.
إخوةَ الإسلام، أساسُ التربيةِ والتعليم القرآنُ الكريم تفسيرًا وفهمًا وتجويدًا وحِفظًا، فهو النّبع الذي لا ينضَب والسعادةُ التي لا حدَّ لها والعِزُّ المشِيد والرقيّ الحميد، لم ترفعِ الأمةُ رأسًا إلا بالقرآن، ولم تنَل العزِّةَ والمنعةَ إلا بتطبيقِ أحكامه، وحريٌّ بأمّة الإسلام أن ترفعَ شأنَ القرآن في مناهِجها وتُعليَ قدرَه ومِقداره، تنتخِبُ له أكفأَ المعلِّمين وأفضلَ الأوقات.
لا يُتصوَّر ـ يا أمّةَ الإسلام ـ أن تكونَ مادّةُ القرآن جافةً جامدة لا روحَ فيها ولا أثرَ لها في الفكر والسلوك والأخلاق، والأدهَى أن نشهدَ ضعفًا عامًّا في القراءةِ والتلاوة، فضلاً عن الفهم والتدبّر.
عن عبد الله بن مسعودٍ قال: (كان الرّجل منّا إذا تعلّم عشرَ آيات لم يجاوزهُنّ حتى يعرفَ معانيهِن والعملَ بهنّ)(4)[4]، وقال الحسن البصريّ: "والله، ما تدبّرَه من حفِظ حروفَه وأضاع حدودَه حتى إنّ أحدَهم ليقول: قرأتُ القرآنَ كلَّه ولم يُرَ للقرآنِ عليه في خُلُقٍ ولا عمَل"(5)[5]، وقال عبد الله بن مسعود: (والذي نفسي بيدِه، إن حقّ تلاوته أن يحِلَّ حلالَه ويحرِّم حرامَه ويقرأَه كما أنزَله الله)(6)[6]. وهنا نريد من طلاّبِ العِلم أن يزِنوا حالَهم على ضوءِ هذه النّصوص؛ أينَ موقِعهم من فَهم القرآن؟ وما هو حضُّهم مِن هدايتِه؟
ما أجملَ ـ إخوةَ الإسلام ـ أن تُربَط كلُّ العلوم في الإسلام بالقرآنِ الكريم، لتعيشَ الأجيال قلبًا وقالَبًا مع القرآن وقريبًا منه في كلِّ منهَجٍ شرعيّ أو عِلميّ، قال تعالى: أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً الآية [الحج:63]، وفيها إشارَةٌ إلى علم الفلَك والخلق البديع. وقال تعالى: فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا [فاطر:27]، وفيها إشارةٌ إلى علمِ النبات شكلاً ولونًا وحجمًا. وقال عزّ وجلّ: وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [فاطر:27]، وفيها إشارة إلى عِلم طبقاتِ الأرض وما يتّصل به. وبهذا تُغذّي المناهجُ على مختلفِ تخصُّصاتها القلوبَ بعظمةِ الله وخشيتِه وإجلاله في كلّ وقتٍ وحينٍ وساعَة، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53].
إخوةَ الإسلام، التعليمُ في الإسلام يجعَل للمرأةِ تميّزًا في المناهج، يتلاءم مع فطرتِها وأنوثتِها ووظيفتها، قال تعالى: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى [آل عمران:36].
فإعدادُ الفتاة ليس كإعدادِ الفتى، المرأةُ لم تعَدَّ لتصارِعَ الرجل في المصنَع والمتجَر، ولتكونَ كادحةً ناصِبةً. إعدادُها بما يناسِب طبيعتَها ولينسجِمَ مع وظيفتِها. إعدادُها لتكونَ زوجةً تجعَل بيتَ الزوجية جنّةً وارفةَ الظلال، تتفيّأ ظلالَها أسرةٌ سَعيدة، وأُمًّا تغدِق حنانَها على أطفالها وتحسِن تربيةَ أولادها، وأيُّ خدمةٍ للأمّة والوطنِ أجلُّ وأعظم من صنعِ الرجال وتربيةِ الأجيال؟! فهذه هي الثّروة الحقيقيّة للأمّة.
تجاهلَت بعضُ المجتمعات طبيعةَ المرأة وتناسَت الفرقَ بين تركيبها وتركيبِ الرجل، فأودَى بها ذلك في مهاوِي التفكُّك والانهيار، نزَلت المرأةُ إلى ميادينِ الرجال، زاحمَته في ميادينِ العمل، تخلّت عن تربيةِ الأطفال، غفَلت عن أنوثتِها، ففسَد المجتمَع، وفسَد المنزِل، وتتشرّدَ الأطفال، وضاعَ الزوج، وتفكّكت عُرَى الأسرةِ، وساءتِ الأحوال، وفي هذا يقول ربّنا تبارَك وتعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونَفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقِه وامتنانه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وإخوانِه.
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله.
اللغاتُ من أعظمِ شعائرِ الأمم التي بها يتميّزون، ولغتُنا العربيّة رمزُ عِزِّنا وعنوانُ مجدنا وأصالتِنا وسيادَتنا، واللسانُ العربيّ شِعار الإسلام لارتِباطه بأهمّ مقدّساتِ المسلمين الكتابِ والسنة، واعتيادُ اللغةِ الفُصحى له أثرٌ على العقلِ والدّين والخلُق كما ذكر ذلك العلماء.
ويعاني جيلُنا المشهود ضعفًا لغويًّا، وهذا مظهرٌ من مظاهِر تخلّف الأمة، وحين تتهاوَى اللغة تسقُط معها أسُسُ العقيدةِ ومعالم التاريخ وسيادَة الأمّة، واللغة العربية مهدَّدٌ إشراقُها مع فشُوِّ العامّية وتعدُّد اللهجاتِ وسيطرة الإعلامِ الفضائيّ غير العربيّ ومزاحمة غيرها من اللغات.

والعلاجُ تعزيز اللّغة في مناهج ومحاضِن التعليمِ وإحياءُ محبّتها في نفوس الناشئة، مع أهمّية المساندة الإعلاميّة، ولن تعجزَ أمّةٌ حملت حضارةَ العالم أربعةَ عشر قرنًا ومهّدت لحضاراتٍ معاصرة، لن تعجزَ هذه اللغةُ عن تدريسِ العلوم كلِّها بلغتِها في مدارسها وجامعاتها، وتعريبُ التعليم أسلمُ للُغةِ الأمّة وأحفَظ لكرامتها وسيادتها، وما زال السّلف يكرهون تغييرَ شعائر العَرب حتى في المعاملات، ومنه التكلًُّم بغير العربيّة إلاّ لحاجة، بل قال الإمام مالك رحمه الله: "من تكلَّم في مسجدِنا بغير العربية أُخرِجَ منه".
ألا وصلّوا ـ عبادَ الله ـ على رسولِ الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابِه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلّم على عبدك رسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين...
__________
(1) روى أحمد (1/247) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة)، قال الهيثمي في المجمع (4/96): "رواه أحمد عن علي بن عاصم وهو كثير الغلط والخطأ، وقد وثقه أحمد"، لكن تابعه خالد بن عبد الله عند البيهقي في الكبرى (6/124، 322)، وصححه الحاكم (2621).
(2) رواه أبو نعيم في الحلية (7/274)، والبيهقي في الشعب (2/289).
(3) رواه البيهقي في المدخل إلى السنن (528)، والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص109).
(4) رواه البيهقي في الكبرى (3/119) نحوه، وانظر: سير أعلام النبلاء (1/490)، وتفسير ابن كثير (1/4).
(5) رواه عبد الرزاق (3/363-364)، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/34).
(6) رواه الطبري في تفسيره (1/519، 520، 521).
__________________

((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128]


رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 03:06 AM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤي


گيف ينظر الإسلام إلى التعليم

يتبوء العلم والتعليم في الإسلام درجة عظيمة، ومرتبة كبيرة، به ترتفع الأقدار، وتحاز المغانم الكبار، يقول الله جلَّ وعلا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} المجادلة: 11

والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنّة" أخرجه مسلم.

والدعوة إلى العلم والمعرفة عامة لكل أحد، شاملة لميادين الحياة ومجالاتها التي تصلح بها الأفراد والمجتمعات، في الحديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه ابن ماجه.

كل أمّة تهدف من التعليم أغراضًا ومنافع، وتقصد من ورائه غايات ومقاصد، لذا تسعى الأمم من خلال منطلقات علمية وأهداف تربوية إلى تحقيق أغراض ومقاصد من التعليم، وغايات وأهداف من التربية.

أبرزها: صهر الجيل بروح التربية ومفاهيمها، ونوعها وشكلها.

سُئل أحد المربين عن مستقبل أمته، فقال: أعطوني مناهج تعليمها لأقول في مستقبلها.

فالتعليم بشتى أنواعه، والتربية بمختلف صورها هما الوسيلة الكبرى لإنشاء الأجيال التي تؤمن بمبدأ الأمة وقيمها، وهما السبيل لتسديد المجتمع بكامله بروحهما ومضامينهما.

العلم في نظرة الإسلام صمام الأمان بإذن الله للنهوض بالأمة، وجعلها في مكان عالٍ من المكارم والفضائل، والرقي والتمدن، والصلاح والسعادة، والاجتهاد والفلاح. العلم في الإسلام له غايات عظمى، وأهداف نبلى، تضمن سعادة الأفراد وسلامة المجتمعات وفلاحها دنيا وأخرى.

والأمة المحمدية أمة عقيدة تقوم على مبدأ رسالة سامية، ومنهج ربانيٍّ يراد منه تحكيم شريعة الله جلّ وعلا في هذه الحياة في جميع المجالات ومختلف الصور، فلا غرو حينئذٍ أن يكون التعليم بشتى أنواعه أداة لإنشاء الأجيال التي تؤمن بذلكم المبدأ الراسخ، وتدين بالعقيدة الصحيحة التي حملتها الرسالة المحمدية، والمشكاة النبويّة.

إنّ الإسلام وهو يحث على التعليم ويركز على التربية لينظر إلى ذلك على أنّه أساس وقاعدة لضمان ترسيخ المفاهيم الصحيحة في نفوس الخلق نحو خالقها، وما تتضمنه تلك المفاهيم من أثر بالغ في ضبط السلوك والتوجهات التي تحقق الفوز والسعادة لبني البشر { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} فاطر: 28 .
ينظر الإسلام للتعليم على أنّه أداة تحقق بناء مجتمع صالح في جوانب حياته كلها، في محيط التزام كامل بمنهج الله جلّ وعلا وفق معايير الرفض والقبول التي حددها الشرع لتصبح الحياة صورة تطبيقية لقوله جلَّ علا في خطابه لنبيّنا محمد { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ)
التربية والتعليم في الإسلام ينطلقان من أهداف تضمن بإذن الله جلّ وعلا تخريج أجيال مملوكة الفكر والمشاعر لخالقها، تابعة بالثقافة والتصور والواقع لدينها قلباً وقالباً، وفق فهم صحيح لحقائق الإيمان ومناهج الإسلام، فتبذر حينئذٍ من خلالهما في نفوس الناشئة روح العزة بهذا الدين فترتسم به مبادئهم ونظراتهم، وتصاغ به عقلياتهم وتوجهاتهم نحو كل نافع ومفيد في دينهم ودنياهم.

التربية والتعليم سبيل لتعميق المبادئ العليا والمثل الفضلى في عقول الناشئة ليتمثلوها منهج سلوك وأسلوب عمل في حياتهم كلها، قال: " إنّما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق" ديننا يشجع على كسب العلوم والمعارف التي تزود الأفراد والمجتمع بكل صالح ونافع يحقق عمار الأرض وفق ما أراد الله جلّ وعلا: ( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ) الجاثية: 13

فسائر العلوم التي تحقق مبدأ احترام العمل، وترسخ المفاهيم والاتجاهات السليمة نحو كل عمل بناءً هي مطلب من مطالب هذا الدين، كل ذلك بغية إنشاء جيل مؤمن يعمل لدينه ودنياه، ويسهم في تفضيل أمته ومجتمعه، ويسير به قُدمًا في معارج التطور الميداني، والرقي الحضاري وفق إطار حياة كريمة تضمن بإذن الله للأمة الإسلامية حياة كريمة، تضمن بإذن الله جل وعلا للأمة الإسلامية العزّة والكرامة، والرفعة والسيادة، "المؤمن القوي خير وأفضل من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير"



حسين بن عبد العزيز

Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir