العودة   منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة > كليةالشريعة College of Sharia > سنة اولى كلية

آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 20749 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14594 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20753 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22185 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56248 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51372 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43258 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25668 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26044 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 31946 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-23-2007, 03:40 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الحث على طلب العلم {وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمَا}

بسم الله الرحمن الرحيم


الحث على طلب العلم {وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمَا}


الحمد لله رب العالمين لَهُ النِعْمَةُ وَلَهُ الفَضل وَلَهُ الثَناءُ الحَسَن صلواتُ الله البَرِّ الرَّحيم والملائِكَةِ المقَرَّبين على سَيِـّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلى جَميعِ إخوانِهِ مِنَ النَبِيّينَ وَالمرْسَلين وَعَلى ءالِهِ الطَّيِـّبينَ الطَّاهِرين أمَّا بَعْد فَإِنَّ الله تَبارَكَ وَتعالى عَظَّمَ شَأْنَ العِلم فَقَدْ أَمَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِطَلَبِ الازْديادِ مِنَ العِلم الله أَمَرَ نَبيُّهُ مُحَمَّدًا بِأَنْ يَطْلُبَ مِنَ الله المزِيدَ مِنَ العِلم وَلَمْ يَأْمُرْهُ في القُرءَانِ الكَريم بِطَلَبِ الازديادِ مِنْ شَىءٍ غَيْرِ العِلم ما أَمَرَهُ بِطَلَبِ الازديادِ مِنَ الولَد ما أَمَرَهُ بِطَلَبِ الازديادِ مِنَ الرِّزق إنَّما أَمَرَهُ بِطَلَبِ الازديادِ مِنَ العِلم قال الله تعالى في القُرْءَانِ الكَريم: {وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمَا} [سورة طه ءاية 114] وَذَلِكَ لأَنَّ العِلْمَ أَسَاسُ الدِّين، لأَنَّ الدِّين هُوَ العِلْمُ بالله وَبرَسولِه وَبِأُمُورِ دِينِهِ هذا الدِّين هذا الإِسْلام هذا الإِيمان وَقَالَ نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم: لا يَشْبَعُ المؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يسْمَعُه حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهاهُ الجنَّة هذا الحديثُ رُويَ عَلى وَجْهَين، رُوِيَ بهذا اللَّفظ: لا يَشْبَعُ المؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهاهُ الجنَّة وَرُوِيَ بِدونِ لَفْظَةِ "يَسْمَعُهُ" فَعَلى الرِّوايَةِ الثَانيةِ يَشْمَل العِلم وَغَيْرَ ذَلِكَ أَيْ أَنَّ المؤمِنَ لا يَنْبَغي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ العِلم وَغَيْرُ العِلْمِ مِنَ الحَسَنات كذلِكَ لا يَنْبَغي أنْ يَشْبَعَ المؤمِنُ مِنْهُ لكنْ العِلْمُ أَهَمُّ لأَنَّهُ أَسَاسُ الدِّين.

وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَيْضًا: لأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَتَعَلَّمَ بابًا مِنَ العِلم خَيْرٌ لَهُ مِنَ أَنْ يُصَلِـّيَ أَلْفَ رَكْعَة تَطَوُّعًا هذا الحَديثُ فيه بيانُ عَظيمِ فَضْلِ العِلم عِلْمِ الدِّين حَيْثُ إِنَّ تَعَلُّمَ بابٍ مِنَ العِلم كَبابِ التَّيَمُّمِ أَوْ بابِ الاسْتِنْجاءِ أَوَ بابِ الأَذان أَوْ بابِ مَواقيتِ الصَّلاة أَوْ بابِ شُروطِ الصَّلاة أَو بابِ الحجِّ أَوْ بابِ الصِـّيام إلى غَيْرِ ذلك الله تعالى جَعَلَ ثوابَ مَنْ يَذْهَبُ لِيَتَعَلَّمَ بابًا مِنَ العِلم كَأَحَدِ هذه الأبواب المذْكورَة أَفَضَلَ مِنْ أَلَفِ رَكْعَة مِنَ التَّطَوُّع، في رَمَضان أَغْلَبُ المسْلِمين في الشّرقِ وَالغَرْب يُصَلُّون كُلَّ لَيْلَة سِوى الفَرض ثلاثَةَ وعشريْن رَكْعة ومَجْموعُ ذلِكَ سِتُّمِائةٍ وَشَىء فالذَّهابُ إِلى مكانٍ يَتَعَلَّمُ فِيهِ المسْلِمُ بابًا مِنَ العِلم أَيْ صِنْفًا مِنْ أَصْنافِ عِلْمِ الدِّين أَفْضَل مِنْ هذه الرَكَعات رَكَعاتِ التَّرَاوِيح الَّتي اعْتَادَها أَكْثَرُ المسْلمين في البِلادِ الإِسْلامِيَّةِ فَإِذا عُلِمَ أَنَّ الأَمْرَ كَذلِكَ فَلْيعْلَم أَنَّ العِلم مراتِب بَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْض فَأَفْضَلُ عِلْمِ الدِّين هُوَ العِلْمُ بالله وَالعِلْمُ بِرَسُولِهِ وَالعِلْمُ بِأُمُورِ الدِّين أَيْ كالصَّلَواتِ الخَمْس. فالعِلْمُ بالله هُوَ أَهَمُّ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ لأَنَّ الله تَباركَ وَتَعالى هُوَ الَّذي أَوْجَدَنا أَخْرَجَنا مِنَ العَدَم إلى الوجودِ هُوَ تَبَاركَ وَتعالى الَّذي يَسْتَحِقُّ التَّعْظيم غايةَ التَّعْظيمِ وَلا يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ غَايَةَ التَّعْظيم إِلاَّ هُوَ لا يَسْتَحِقُّ غَايَةَ التَّعْظِيمِ وَالخُضُوعِ إِلاَّ هُوَ، الأَنْبياء والملائِكة والأَوْلياء يُعَظَّمُونَ لكن لا كَتَعْظيمِ الله بَلْ أَقَلَّ مِنْ تَعْظيمِ الله تَبَارَكَ وَتَعالى ثُمَّ إِنَّ الأَنْبياء والمَلائِكَة والأَوْلياء لَوْلا أَنَّ الله أَمَرَنا بِتَعْظيمِهِم مَا كَانَ عَلَيْنا أَن نُعَظِـّمَهُم إنَّما وَجَبَ عَلَيْنَا تَعْظيمُهُم لأَنَّ الله أَمَرَنا بِتَعْظيمِهِم. فَمَعْرِفَةُ الله تبارك وتعالى لَيْسَ بالتَّصَوُّرِ والتَّشْخيصِ في النَفْسِ كُلُّ ما يُشَخِـّصُهُ الإِنْسانُ في نَفْسِهِ إِنْ كان كمِـّيَةً صَغيرة وإِنْ كانَ كَمِيّةً كَبيرة إِنْ كان ذا حَدٍّ صَغير أو ذا حدٍ كبير فالله ليس كذلك لأَنَّ الشَّىءَ الَّذِي لَهُ كَمِيّة ما أَوْجَدَ نَفْسَهُ عَلى هذه الكَمِيَّة إنَّما لهُ مُوجِدٌ لا يُشْبِهُ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ كَمِيَّة لَيْسَ لَهُ حَد هو الّذي أَوجَدَهُ، هذه الأَرْضُ الَّتي نَحْنُ عَلَيْها ومَا عَلَيْها مِنْ جِبَالٍ وَأَشْجارٍ وَابنِ ءادم، وهذِهِ السَّمَاء الَّتي تُظِلُّنا وَمَا بَيْنَهُما كالشَّمْسِ والقَمَرِ وَالنُجوم كُلُّ هذِهِ الأشْياء لها مَقادير لها حُدود الإنْسانُ لَهُ حَدٌّ أَرْبَعَةُ أَذْرُع، طُولُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُع، والشَّمْسُ لها كَمِـّيَة لها حَدٌّ وَالقَمَرُ لَهُ حَدٌّ وَهذِهِ الأَرضُ لها حَدٌّ يَعلَمُهُ الله وهذه السَّماءُ كَذلِك لها حَدٌّ يَعْلَمُه الله وَكَذلِكَ ما فَوْقَ السَّموات، وَكذلِكَ ما تَحْتَ الأَرْض كُلُّ الأَجْرام ما هي أَوجَدَت نَفْسَهَا على حَجْمِها الَّذي هُوَ مِقْدارُها الخاصُّ بها إِنَّما لها مُوجِدٌ لا يُشبهها لا يُشْبِهُ هذِهِ الأشْياء هُوَ الَّذي أَوْجَدَ هذه الأَشْياءَ كُلَّها عَلى مَقاديرِها. لا يَجوزُ في العَقْل أَنْ يَكُونَ الإنْسانُ أَوْجَدَ نَفْسَهُ على هذِهِ الكَمِـّيَة على هذا المِقْدار وَكذلِكَ الشَّمْسُ لا يَجوزُ في العَقْلِ أَنْ تكون هي أَوْجَدَتْ نَفْسَها على هذا المِقْدار، الإِنْسان كان يَجوزُ في العَقْلِ أَنْ يكونَ أَطْوَلُ مِنْ هذا أَنْ يكون كالجَبَل وَأَنْ يَكون صغيرًا كحَبَّةِ الخَرْدَل لكن مَنْ الَّذي خَصَّصَهُ بهذا المِقْدار وهذا الحجم، يجب أن يكون بتخصيص مَوْجود لَيْسَ لَهُ حَدٌّ وَمِقْدار، كذلك العَرْشُ والسَّموات مَهْما كانَ الجِرْمُ كبيرًا لا يَجوزُ في العَقْلِ أَنْ يَكونُ هُوَ أَوْجَدَ نَفْسَهُ على ذلِكَ الحَدِّ وَمَهْمَا كانَ الجِرْمُ صغيرًا كذلِك لا يَجوزُ في العَقْلِ أن يَكونَ أَوْجَدَ نَفْسَهُ على ذلِكَ المِقْدار دونَما سِواهُ، كُلِّ جِرْمٍ بالمِقْدارِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ يَجِبُ عَقْلاً أَنْ يكون بِتَخْصيصِ موجودٍ لا يُشبهُ هذِهِ الموْجودات أَيْ لَيْسَ لَهُ كَمِـّيَة وَحَجْم وَمِقْدار اَيْ حَدّ ليس له حَدٌّ يَجِبُ في نظَر العقلِ أَنْ يَكونَ كُلُّ شىءٍ لَهُ حَجْم لَهُ خَالِقٌ أَوْجَدَهُ على ذلِكَ الحَجم فَخَالِقُهُ لا يَكُونُ كَذلِكَ لَوْ كانَ خَالِقُهُ كذلك لاحتاجَ أَيْضًا هو إلى موجِدٍ أوجدَهُ على ذلِكَ الحَجم فالله لا يَجُوزُ أنْ يكون كحجم الإنسان ولا أصغر ولا كحجمِ السماء ولا كحجمِ العرش الذي هو أكبرُ مخلوقٍ خلَقَهُ الله تعالى لا يجوز، العقلُ لا يَقْبَلُهُ لأَنَّ شبيهَ الشىءِ لا يَخْلُقُ شَبيهَهُ. هذا دليلُنا العقلي على أَنَّ الله مَوْجودٌ بلا مكان بلا حجمٍ بلا كمية بلا شكل.

أما الدليلُ السَمْعِيُّ القُرْءَانِيُّ فقد قال الله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىء} مَعْناهُ اَنَّ الله لا يُشْبِهُهُ شَىءٌ بِوَجْهٍ مِنَ الوجوهِ أَيْ لَيْسَ ذا حَدٍّ كما أَنَّ كُلَّ جِرْمٍ صغيرٍ أَوْ كبيرٍ لَهُ حَدٌّ لهُ مِقْدار، ولا هُوَ ذو شَكْل أي كَيْفِيَّة من لَوْن وحَرَكَة وسُكون إلى غَيْرِ ذلِكَ من صِفاتِ الخَلْق. هذه الآيةُ الكَريمَة بَيَّنَتْ أَنَّ الله تعالى لا يُشْبِهُ العالم بشَكْلٍ من الأَشْكالِ ولا بوَجْهٍ من الوجوه إنَّما هو موجودٌ وُجُودًا لا يُشْبِهُ وجودَ غيرِهِ بلا مكان، موجودٌ بلا مكان، ليس مُتَخَصِـّصًا بمكانٍ وَاحِد ولا بجهةٍ واحدة كما أَنَّ العرشَ متخصص بجهةٍ واحدة وليس مُنْتَشِرًا في كُلِّ مكان ولا هو منتشرٌ في جميعِ الجهاتِ، الجهاتُ السِـّتُّ لا يجوزُ أَنْ يكونَ الله في جهةٍ واحدةٍ منها ولا في جَميعِها وكذلكَ الأمكنة لا يجوز أَنْ يكونَ الله في كُلِّ مكان ولا يجوز أن يكون في مكانٍ واحد فالله تباركَ وتعالى موجودٌ لا يُمْكن تَصَوُّرُهُ إنما يعلمُ بأنه موجودٌ لا يُشْبِهُ شيئًا هذا غايةُ المعرِفَةِ بالله أمَّا أن يُحاوِلَ الإنسان أنْ يَتَصَوَّرَ الله شيئًا ضَخْمًا وشَيْئًا وَسَطًا وشَيْئًا صغيرًا حجمًا صغيرًا كُلُّ هذا وَهم فَمِنَ الجهلِ العظيم تَصَوُّرُ بعضِ الناس انَّ الله شىءٌ موجودٌ فَوْقَ العَرْشِ الذي هُوَ اعظَمُ الأجرام لا يوجدُ شىءٌ فوقَ العرشِ إلاَّ كتابٌ أَخْبَرَ الرسول أنَّ الله كَتَبَهُ وَضَعَهُ على العَرْشِ قَبْلَ خلقِ السمواتِ والأَرضِ بأَلفي عام هذا الكتابُ مكتوب فيهِ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضبي معناه المخلوقاتُ التي هي مرحومةٌ عندي أكثر من المخلوقاتِ التي هي أَكْرَهُهَا وَذلك أنَّ الملائكة هم أكثرُ خَلْقِ الله أكثرُ من الإنسان والجنِّ والبهائم والطيور والحشرات وكُلِّ ذي روح ومن عَدَدِ الرِّمال وعددِ الأشجار وغيرِ ذلك من المخلوقات، الملائكةُ أكثرُ خَلْقِ الله تعالى هؤلاء كُلُّهُم مظاهِرُ الرَّحمة يُحبُّهُم الله لأنهم مؤمنون بهِ مُطيعونَ له لا يَعْصونَ الله لا يَفْترون عن تسبيحِ الله تعالى لأنَّهم ليس فيهم ما يُثَّبِتْهُم من طاعةِ الله لا يحتاجون للشربِ والنومِ ولا للنساءِ الله تعالى ما خَلَقَ فيهم حاجةَ الأكل والشرب والنساء ولا خَلَقَ فيهم التعب جَعَلَهم مُطيعين مُطيقين للتنقل ما بينَ السمواتِ والأرض في لحظاتٍ يسيرَةٍ خفيفة، الله تعالى قادِرٌ على كلِّ شىء، شخصٌ من البشر كان هو وزيرَ سليمان، نبيِّ الله سليمان، فهذا كانَ من الأولياءِ سليمان عليهِ السلام كان كتبَ إلى مَلِكَةِ اليمن إسمُها بَلْقيس في ذلك الوقت أنْ تأتيَ إليهِ خاضِعةً، كانت تَعْبُدُ الشمسَ هي وقومُها يعبدون الشمسَ دَعاها إلى الإسلام فكان سليمان مسخَّرًا لَهُ الشياطين مع أنهم كافرون، الله تعالى جعلَهُم مُطيعين لَهُ فيما يأمرُهُم بهِ من أُمورِ الدنيا مع كُفْرِهِم وكان من خالفَ أمرَهُ منهُم الله تعالى ينتقمُ منه في الحال، كانوا مطيعين لـهُ كان في ديوانِهِ الذي يَجْلِسُ فيه للحكم سِتُمائةِ ألف كُرسي، جهةُ اليمين للإنس جهةُ اليسار للجن، قال للذين معه من إنسٍ وجنٍّ من يأتِيني بعرشِ هذه الملِكَة بِلقيس كان لها عرشٌ من ذهب ثمانونَ ذراعًا طولُهُ وعرضُهُ سِتُونَ ذراعًا من ذهب مُكَلَّل بالجواهرِ قال سليمان: أيُّكُم يأتيني بعرشِها فقال عِفريتٌ من الشياطين قويُ البُنْية. أنا ءاتيك بهِ قبل أن تُغادرَ مجلِسَك هذا ثم قال هذا الذي هو وزيرُه الذي هو وليٌّ من أولياءِ الله أنا ءاتيكَ بهِ قبلَ أنْ يَرْتَدَّ إليكَ طَرْفُكَ تَمُدُّ نظرَك هكذا قبلَ أَنْ تُطْبِقَ جَفْنَكَ أنا أحْضِرُهُ فأحْضَرَهُ من اليمن إلى برِّ الشَّام في هذه اللحظة هذا واحدٌ من البشرِ من أولياءِ الله، الله تعالى أَقْدَرَهُ على أن يُحْضِرَ يَنْقُلَ ذلك العرشَ العظيم من اليمن إلى الشَّام فالملائكةُ أقوى من هذا. جبريلُ عليه السَّلام الله تعالى وَصَفَهُ بأَنَّهُ ذو قُوَّةِ أي أَنَّهُ أعطاهُ قوةً عظيمة، من أمثِلةِ قوتِهِ أنه نقلَ جَبَلَ الطائف إلى الحجاز إلى مسافة وتَبْعُدُ من مكة نحوَ تسعين كيلومتر هذا الجبل يختلف حالُهُ عن كلِّ ما حَوْلَهُ من أرضِ الحجاز عالٍ جدًا ثم فيه رُمَّان وفيه عنب وفيه نبات أخضر وفيه بُرود، حتى في الصيفِ يَلْبَسون سُكَّانُهُ بطانيات ثيابَ التدفئة جبريل بأمرِ الله تعالى نَقَلَهُ من برِّ الشام إلى تلك البقعة فصارَ مُصْطَافًا لأهلِ مَكَّة ومن حولهم هذا الجبل يقال له الطائف وذلك استجابةً لدعوةِ إبراهيم لأن إبراهيمَ عليه السلام لما ترَك سُرِّيَتَهُ وابنَهُ الطِفل اسماعيل كان أخذَهُما من الشَّام إلى مكة تركَهُما هناك، هناك لا يوجد زرع في مكة وما حولها ولا أشجار إنما جبال جرداء حِجَارَةٌ سُوْد استجابةً لدعوةِ إبراهيم الله نَقَلَ هذا الجبلَ العظيم إلى هناك لأن هذا الجبل ينبت فيه الفواكة تنبت فيه العنب والرُّمان. وله من القوةِ جبريلُ عليه السَّلام ما يكون هذا شيئًا صغيرًا جدًا جدًا هؤلاء الملائكة الذين هم أكْثَر خَلْقِ الله من مظاهرِ الرحمة أي ممن يحبُهُم الله والمؤمنون مِنْ أهلِ الأَرْضِ من إنسٍ وجنٍ يُحبُّهُم الله تعالى والجَنَّة من مظاهر الرحمة، الجنة أوسَعُ من أَرْضِنا هذه ومن جهنم بمراتٍ كثيرة جدًا حيث إنه في الجنة خلق الله شجرةً ظِلُّها يمتدُّ هكذا وهكذا وهكذا وهكذا لو سارَ فيه الراكِب مائةَ سنة لا يقطعُها كلُّ هذا من مظاهرِ الرحمة. هذا معنى إن الله كتبَ في ذلك الكتاب: إنَّ رحمتي سَبَقَتْ غضبي لا يوجدُ فوق العرش إلاّ هذا الكتاب لَيْسَ كما يَظنّهُ الوهابية أنَّ الله جِرمٌ قاعدٌ فوق العرش هذا تَخَيُّلٌ فاسِدٌ مالَهُ أسَاسٌ، والله تعالى ما قال إنَّه جَلَسَ على العرشِ إنما قال: {على العرش استوى} معناهُ قهرَ العرشَ الذي هو أعْظَمُ المخلوقات الله تعالى قاهِرُهُ فماذا يكونُ غيرُهُ يكون؟!! بالأولى مقهورًا لله هذه الأَرْضُ وهذه السَّماء التي من غيرِ عَمَدٍ واقفة بقُدْرَةِ الله تعالى من غيرِ عَمَد، هذا توَهُّمٌ وتخيلٌ فاسدٌ اعتقادُ الوهابيةِ ومن أشْبَهَهُم أن الله خالقَ العالم على اختلاف أنواعِهِ قاعِدٌ على العَرْش على زَعمِهِم الله مَحْمُولٌ حامِلُهُ العرش كيف تَصِحُّ الربوبية والألوهية لشىءٍ محمول لشىءٍ يحملُهُ شىءٌ غيرُهُ، هؤلاء سُخَفَاءُ العقول. دعوةُ إبراهيم كانت أن يَرْزُقَ الله تعالى ذريتَهُ من الثمرات في هذا البلدِ الذي ليس فيه زرع في هذا الوادي الذي ليس فيه زرع فكان نَقْلُ جبريل للطائف من برِّ الشام إلى هناك إلى الحجاز إلى قرْبِ مَكَّة اجابةً لدعوةِ إبراهيم تلك

Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir