آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 20773 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14606 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20766 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22195 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56260 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51374 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43267 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25676 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26050 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 31953 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-15-2004, 09:12 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








سيرة سياسي يمني لم ينصفه التاريخ

سيرة سياسي يمني لم ينصفه التاريخ (1-4)

النعمان يقيم في "المنفى الاختياري"

عرض: صادق ناشر

لا يمكن لأي متتبع لتأريخ اليمن الحديث أن يتجاوز اسم سياسي يمني كبير وضع بصماته في تأريخ البلاد كله، وهو “الأستاذ” النعمان الذي كان في قلب معظم الأحداث التي عاشتها اليمن لمراحل طويلة قبل قيام الثورة وبعدها. ويعتقد كثيرون أن النعمان كان المحرك لمشروع التغيير في اليمن، وخلال مشواره الطويل في النضال من أجل حرية اليمن وتقدمها خاض الكثير من المعارك التي أفقدته بعض أصدقائه وزادت من خصومه. لكن هؤلاء الخصوم عادوا بعد زمن طويل ليكتشفوا كم كان طريق النعمان واضحاً، وكم كان الرجل صادقاً، ولهذا فإن الباحثين يرون أن التاريخ لم ينصف النعمان. بعد اكثر من اربعين عاما من اندلاع الثورة اليمنية العام 1962، ظهرت إلى النور مذكرات أحمد محمد النعمان، ابن الحجرية البسيط، المثقف، العالم، الحاضر في قلب الأحداث الكبيرة والصغيرة منذ أن كانت البلاد ترزح تحت حكم الأئمة الذين ورثوا الحكم من الاحتلال التركي.

مذكرات النعمان التي تولى جمعها مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية التابع للجامعة الأمريكية في بيروت والمركز الفرنسي للآثار والعلوم الإجتماعية في صنعاء وأصدرتها مكتبة مدبولي في مصر العام الماضي تؤرخ لفترة خصبة من تأريخ اليمن شارك في صناعته بفعالية النعمان، وإن كان هذا التأريخ اقتصر على سنوات معينة امتدت إلى العام 1969 عندما اقتنع بكتابة أو بالأصح بتسجيل مذكراته في منفاه الاختياري في دمشق.

كعادة الزعماء اليمنيين فإن مذكراتهم لا تظهر إلا بعد وفاتهم، وكأن هناك خصومة بين التأريخ المدون والحياة التي يعيشها هذا السياسي أو ذاك. هكذا كان الأمر مع أول رئيس للجمهورية في اليمن المشير عبدالله السلال، وهكذا كان مع الرئيس الثاني القاضي عبدالرحمن الإرياني، وهكذا تسير الأمور مع بقية رؤساء اليمن الأحياء وآخرهم الرئيس علي ناصر محمد الذي يعكف على كتابة مذكراته منذ العام ،1986 أي بعد خروجه من السلطة ولا تزال حبيسة الأدراج إلى اليوم.


سيرة حياة النعمان فيها الكثير من المحطات التي يتعرف من خلالها القارئ الى تاريخ اليمن خلال سنوات عهد الإمامة وما بعدها، وفيها تتكشف مواهب وقدرات النعمان السياسية والاجتماعية، ومواقفه التي كانت ترضي الكثير وتغضب مثلهم، لكنه كان ذلك المكافح الصلب العنيد الذي لم يكن يسمح لأحد أن يملي عليه أي موقف سياسي.

ولعل خلافاته مع القيادة المصرية تعد واحدة من المحطات المهمة في تاريخ النعمان السياسي، فقد كان يعارض الوجود المصري في اليمن، على الرغم من أنه درس في الأزهر وعاش سنوات طويلة في مصر واقترب كثيراً من التجربة المصرية، إلا أن أخطاء بعض القادة العسكريين المصريين في اليمن أدى إلى نفور بينه وبين هؤلاء القادة الذين ظلوا في اليمن لمساعدة النظام الجمهوري الوليد الذي تكالب عليه أعداء من الداخل والخارج.

في الخارج كان المصريون من أشد الغاضبين على الأستاذ النعمان، وفي الداخل لم يسلم النعمان من غضب رفاق دربه من الثوار. وكان النعمان واحداً من قلة سحبت منه الجنسية اليمنية وشنت ضده حملة إعلامية من قبل نظام الجمهورية الجديدة، لكن الجنسية اليمنية عادت إليه بعد سنوات ليعود مشاركاً فاعلاً في صياغة القرار السياسي اليمني، لكنه كان يجد نفسه في الغالب متمرداً حتى وهو في قمة هرم السلطة.

لذا نجد عدد استقالات النعمان كثيرة، سواء من عضوية المجلس الجمهوري ومن رئاسة الحكومات التي تم تشكيلها أكثر من مرة، ما يعكس حالة التمرد الداخلي لدى “الأستاذ” طوال حياته.

تبدأ المذكرات بتقديم مشترك لمدير المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في صنعاء فرانسوا بورغا ومديرة مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية ناديا ماريا الشيخ، حيث تشير المقدمة لكتاب المذكرات الذي حمل عنوان “مذكرات أحمد محمد نعمان.. سيرة حياته الثقافية والسياسية” إلى أن النعمان يعد أحد النشطاء المثقفين والسياسيين في اليمن الحديث، وقد لعب دوراً أساسياً في تاريخ هذا البلد الذي مر بعواصف سياسية واجتماعية كبيرة وقد عرفت هذه الشخصية الفذة بلقب “الأستاذ”، حيث ارتبط هذا اللقب بإنشائه مدرسة كأسلوب للتأكيد على أهمية التعليم في العملية الثورية وفي التنمية التي عانى اليمن من فقدانها كثيراً.


وتقول إن الجهاد التحديثي الذي ساهم في ولادة النظام الجمهوري عام 1962 مدين للنعمان بالكثير، غير أن النعمان سرعان ما وجد نفسه في خلاف مع ثورة 26 سبتمبر/ أيلول من العام ،1962 فما كان منه إلا أن يختار المنفى، حيث استقر في العاصمة السورية دمشق حتى توفاه الله مثله مثل الرئيس عبدالرحمن الإرياني، الذي فضل البقاء في دمشق إلى حين وفاته.

وترى المقدمة أنه “لما كان صديقه وموضع ثقته محمود الزبيري قد لقي حتفه مبكراً أثناء الحرب الأهلية، فإن هاتين الشخصيتين لم تجدا حتى اليوم الموقع الذي يليق بهما ضمن مؤسسي اليمن الحديث”.

أما علي محمد زايد، الذي أنيطت به مهمة مراجعة وتحرير المذكرات فإنه كتب في مقدمة الكتاب أن النعمان “يعد نموذجاً لعدد قليل من الطلائع الأفذاذ الذين يمثلون جسراً بين القديم ومحاولات التمرد عليه للانتقال إلى العصر الحديث، حيث بدأ تكوينه الفكري في العقد الثالث من القرن العشرين بالدراسة الدينية التقليدية في منطقة زبيد المعروفة، وهي تقع في إطار محافظة الحديدة، غربي اليمن، كما تواصلت منذ ما يزيد على ألف سنة دون أن يطرأ عليها سوى القليل من التغيير، ليبدأ فيما بعد أولى محاولات التجديد بالتمرد على زبيد نفسها، ثم شرع في منتصف الثلاثينات بنسخ صلته ومن ثم صلة اليمن بالعالم الحديث عن طريق نهل المعرفة الجديدة من القادمين من عدن ومما يتسرب عبر هذه المدينة الرائدة من مطبوعات جديدة صدرت في الحواضر العربية التي سبقت اليمن في التفتح على العالم الحديث، مثل القاهرة وبيروت”.

ويضيف: حين اضطره (النعمان) الاستبداد للخروج إلى القاهرة التقى هناك بمثقفين يمثلون الأمل العربي في نيل الحرية، من أمثال الفلسطيني محمد علي الطاهر، صاحب جريدة “الشورى”، وشكيب أرسلان “أمير البيان” المثقف العربي الداعي لتحرر العرب والمسلمين من السيطرة الاستعمارية وغيرهما من الداعين لنهضة حضارية عربية.



سيرة الطفولة

يبدأ الكتاب بسرد للحياة الأولى للمناضل أحمد محمد نعمان، الملقب ب الأستاذ النعمان، المولود في العام 1909 في ذبحان، وهي منطقة تقع في قمة جبل مرتفع في اليمن، والمعروفة بالحجرية في محافظة تعز.

ويعد النعمان في المرتبة السادسة بين إخوته الذكور بعد كل من: عبدالحميد، أحمد، علي، عبدالله ونعمان، وهناك إخوة له من الذكور والإناث من بعده هم: زبيدة، فاطمة، خديجة، عبدالعزيز وزينب، وقد توفي إخوته جميعاً.

ينطلق لسان الأستاذ بسرد حياته بقوله: قضيت 7 سنين ولم يكن هناك أي شيء أعمله، كنت ألعب في الطرقات في القرية مع الأطفال كرة الشقلح بعصي صغيرة في طرفها كسر، يحدفونها بالعصي إلى محل بعيد، وكان يحدث بيننا وبين أبناء القرى المجاورة تبادل الرجم بالأحجار، يغلبوننا أو نغلبهم، وأحياناً تحدث جنايات وكسر رؤوس يسمونه عديف، أي أن أبناء هذه القرية يجتمعون ضد أبناء القرية الأخرى يتحاجرون، أي يقذفون بعضهم بعضاً بالحجارة.

أما بداياته مع المدرسة والعلم فإنه يروي ذلك بقوله: ذهبت في السنين التي بعدها إلى المعلامة، وهو نظام الكتاب الذي يعمل فيه فقيه القرية بتعليم الأطفال، يجلس الفقيه على دكة مرتفعة ولكنها ليست مفروشة وليس فيها حتى حصيرة، نتمرغ في الأرض كما تتمرغ الدواب، ويظل الأبناء متراكمين هناك والفقيه يدرس كل واحد بمفرده، حيث لا يوجد نظام الصفوف، كل واحد يختلف عن الآخر، مثلاً واحد يقرأ الألف (أي أول حروف الهجاء) والآخر قد انتقل إلى سورة أخرى من سور القرآن، كانوا يكتبون على الألواح بعد أن يطلوها بنوع من الحصى حتى تجف، ثم يكتبون عليها بالفحم لأن الحبر لم يكن موجوداً بعد، ولم يوجد الحبر والأقلام إلا مؤخراً.

بالقدر نفسه الذي تعد فيه المدرسة في الوقت الحاضر مصدر تعليم الطالب كانت “المعلامة” تؤدي الدور نفسه في تلك المرحلة من تأريخ اليمن. يقول النعمان: كانت المعلامة المصدر الوحيد لثقافتنا، كنا نعاني معاناة كبيرة من الفقيه لشدة العقوبة التي كان يفرضها علينا، وكنا نعاني خوفاً من الفقيه، فكان أكثر الأولاد يهربون ولا يدرسون ثم يبقوا أميين، وكل ذلك بسبب خوفهم الشديد من الفقيه، أما نحن فكانت أسرتنا تريد أن نتعلم، ولا يوجد معلم إلا الفقيه، فنذهب إلى الفقيه، أحياناً يقسو علينا بالضرب إما لكما أو قرصاً، هذا إذا كنا على مقربة منه، أما إذا ابتعدنا فالعصا للمسافة البعيدة، ونرجع إلى البيت تنظر الأمهات إلى أجسادنا ثم يحدثن الآباء عن أجسامنا المضروبة والمشوهة، فكانوا يقولون نحن لا نريد إلا العين والعظم فقط، أما اللحم والجلد فللفقيه.



رد مع اقتباس
قديم 07-15-2004, 09:15 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








كان الجوع يشمل الطلاب والفقهاء ومدرسي التلاميذ في المعلامة، ويسرد النعمان المعروف بفكاهته ومرحه: عندما نغيّب (نحفظ) درسنا عند الفقيه يدعونا ويعطينا نصف اللقمة التي جئنا بها ثم يأخذ النصف الآخر، نجلس في شكل حلقة، ونكسر أقراص الخبز ونضعها في حجر أحد الأولاد، ونقرأ “بسم الله الرحمن الرحيم، لإيلاف قريش، إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” ثم نبدأ بتناول اللقمة بشراهة ونرجع بعدها لنكمل درسنا.

يبقى التلاميذ حوالي 5 أو 10 سنوات عند الفقيه إذا لم يستطع أن يختم القرآن، والبعض الآخر يبقى مدة أطول، أما بالنسبة للأستاذ النعمان فقد كان من الأذكياء الذين ختموا القرآن خلال سنتين حتى ينفذ بجلده من ضرب الفقيه، وقد وجد نفسه بعد ذلك مجبراً على تعلم الكتابة، لأنه كان من أولاد مشائخ المنطقة، وقد أصبح أبوه معروفاً لدى الدولة العثمانية، وكان عمه قائم مقام الحجرية، وكان لا بد له ولغيره من أبناء المشائخ من تعلم الكتابة، بخاصة بعد أن فتح الأتراك الذين كانوا حينها لا يزالون يحتلون اليمن مكتباً لهم في المنطقة لتعليم الكتابة على يد الخوجة أحمد مقبل.

يقول النعمان إن أول ما تعلمه من الخوجة مقبل: رب يسر ولا تعسر، رب تمم بالخير، وبه نستعين. ويعلق على أساليب العقاب ساخراً: لقد جاءتنا الحضارة التركية بالفلقة (...) حيث يقعد الطالب على الأرض القرفصاء، ثم يضعون عصا خلف ركبتيه ويثني الركبتين إلى الخلف، ثم تشد الرجلان بحبل إلى العنق، ويقلب الطالب على ظهره بحيث تظل قدماه متجهتين إلى السقف دون أن يقوى على الحركة، وبعدها ينهال المعلم بعصاه ضرباً على باطن القدمين.

الرحيل إلى زبيد

بدأ تفكير النعمان عندما كان شاباً بالرحيل إلى مدينة زبيد في محافظة الحديدة، حيث العلم الغزير، وكانت فرصة له للهروب من الظروف التي كان يعيشها في قريته الصغيرة ذبحان، ويقول إن سبب تفكيره الذهاب إلى مدينة زبيد المشهورة راجع إلى أن حصيلة ما في القرية من تعليم كانت تقتصر على الكتاب المكتب، وكان هذا المكتب امتيازاً عندنا فقط باعتبار أن هناك مركزاً حكومياً ونحن من طبقة المشايخ، أما باقي أولاد القرى فيتعلمون عند الفقية، ولا يتعلم إلا القلة القليلة.

كانت زبيد برأي النعمان من المدن العلمية الكبيرة، فيها دراسة للغة العربية والشريعة وفيها علماء، أي أنها كانت مشهورة بالعلم، وكانت فيما مضى عاصمة لدولة بني زياد ثم إنها أشهر مدينة بعد مدينة صنعاء، ثم أصبحت مشهورة كأنها مدينة مقدسة.

لم تكن هذه الأسباب فقط التي شجعت النعمان للذهاب إلى مدينة زبيد، فقد كان إرضاء والده الراغب في ذهاب إبنه إلى المدينة لتلقي العلم سبباً إضافياً: شعرت أن والدي يتشوق لكي أذهب إلى هذه المدينة، فهو يتمنى دائماً أن يذهب أولاده إلى زبيد، خاصة وقد كان يقول إن من لم يتعلم في زبيد فليلمس أحجارها، فحرصت على استغلال مشاعر والدي حتى أنجو من العذاب الذي نزل بي، وقررت الهرب من البيت والعائلة إلى زبيد.

ويحكي الأستاذ حكاية عودته إلى ذبحان بعد أن قضى عاماً كاملاً في مدينة زبيد: بقينا مدة نتعلم خلال السنة الأولى ثم عدنا إلى البلاد حيث قوبلنا عند عودتنا بحفاوة واحترام في المعلامة، وطلبوا أن أصلي بالناس في المسجد، وبدأ الغرور يدغدغني في السر، فكنت أسمع الهمسات المعجبة بي وأتظاهر بعدم سماعي لها، الله، هذا ولد صالح، جزاك الله خيراً يا شيخ محمد يقولون لوالدي، وهكذا.

لم يثبت سواه في زبيد، ويروي ذلك بقوله: كل أخوتي رجعوا، وأنا الذي بقيت فقط وثبت في المعركة، ذهب كل منهم للعمل بالوظائف الحكومية وأنا بقيت أطلب العلم، فلما وجدت كل هذا الاحترام والرضا من أهل البلد، قررت أن أعود إلى زبيد مرة أخرى مع أنني بدأت هارباً من ضرب اخوتي وأبي لي، وهكذا أخذت أدرس 7 سنين في زبيد.

قبل ذهابه للدراسة في زبيد حرص والده على تزويجه وهو صغير: “زوجوني وأنا صغير، كنت أبلغ من العمر الرابعة عشرة، ثم ذهبت إلى زبيد وبقيت حتى سن الحادية والعشرين، أصبح الزواج شرعاً في تلك السن المبكرة، بقيت الزوجة عند أبي”.

وعاد النعمان ليصبح شخصاً مهماً في القرية: رجعت عالماً من العلماء لألبس العمامة والقميص المكمم والعصا بيدي، وأصبحت أعقد الحلقات، وكان الناس يأتون إلي (...) منهم من يطلب الدعوة الصالحة، ومنهم من يطلب النفحة والمرأة الوالدة التي يصاب ابنها بحمى تأتي لأكتب لابنها تميمة، أصبح لي عند الناس سمعة دينية.
وجد نفسه بعد فترة أنه صار يدرس الناس الذين استغنى الكثير منهم عن الذهاب إلى زبيد، كما فعل هو: بقينا ماضين في هذا الطريق، أدرّس الناس بدلاً من أن يذهبوا إلى زبيد، أصبحت زبيد عندهم، كنا نقرأ في شهر رجب صحيح البخاري، وهو من الأحاديث النبوية، وهو مصدر من مصادر كتب السنة، وكان هذا الكتاب يقرأ في زبيد خلال أشهر رجب وشعبان ورمضان، لأنها أيام عطلة، فالناس يأتون ويتحلقون لسماع أحاديث النبي، وقد قمت بنقل هذه السنة التي في زبيد إلى قريتي ذبحان وفتحت المدرسة، كنا نبعث بدعوات، نقول فيها إن قراءة صحيح البخاري ستكون الساعة كذا، وتاريخ كذا، نرجو تشريفكم ونحضر القهوة والحلوى لتوزيعها، يأتون للقراءة وسماع الأحاديث، وهكذا أصبحت صاحب مدرسة.


روح المعارضة

لكن روح المعارضة كانت لا تزال تشتعل في صدره: كنت أتهرب من الجلوس مع الحكام وأعتبرهم ظلمة، وحتى أخوتي كنت أتأفف منهم، وأقول لا تجالسوا الظلمة، ابتعدوا عنهم، كنت أكره الظالمين وأتأفف منهم، إلا أن هذه النظرة لم تشمل الإمام يحيى بن حميد الدين، وفي هذا يقول الأستاذ النعمان: كانت نظرتي إلى الإمام يحيى أنه خليفة الله على الأرض، كنا نقوم في منتصف الليل إلى المسجد ونقول اللهم أمنح النصر والتمكين والظفر والفتح المبين، لمن اخترته لإصلاح أمور الدنيا والدين، مولانا أمير المؤمنين الإمام يحيى بن حميد الدين، آمين، هذه هي دعواتنا في منتصف الليل، والمؤتمون يرددون: آمين، آمين، ونقول: اللهم شد عضده بأبنائه سيوف الإسلام الميامين وهكذا كنا نصلي بإخلاص.


بعد سنوات يصدم النعمان الابن بالحكام الجدد الذين حلوا محل الاحتلال التركي، ويمكن رصد أول تغيير لنظرته نحو الحكام في هذا التقييم الذي لخصه النعمان بقوله: بدأ الإنسان يتأمل المسألة ويعرف ويشاهد الحكام الموجودين، لم يعد الحكم بأيدينا نحن، كنا نحكم أيام الأتراك، فلما زالت دولة الأتراك واستلم الإمام يحيى الحكم في اليمن بعد الأتراك، كل الذين كانوا يعملون مع الأتراك ومنهم عمي أعتقل وظل في السجن حوالي 27 سنة، ثم أعدم سنة 1948 (الثورة ضد الإمام يحيى) وهو أبو زوجتي واسمه عبدالوهاب نعمان، ولما كان الحكم ليس في أيدينا أتى الحكام من عند الإمام، وكانوا من الزيدية ونحن من الشافعية شوافع.



رد مع اقتباس
قديم 07-15-2004, 09:16 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي









شغف للمعرفة

وبدأ الشغف للجديد يسيطر على النعمان: أصبح المقصود عندي هو التطلع ومعرفة الجديد، تعلم الجغرافيا والتاريخ وغير ذلك، وحين بدأت وقع في يدي كتاب “طبائع الاستبداد” لعبدالرحمن الكواكبي، وكتاب “هدي الرسول” لمحمد أبو زيد، كنت قد انتقلت من كتب الفقه إلى مرحلة السنة، إلى الفكر الإسلامي الخالص، الدراسة الأولى كانت دراسة إسلامية ولكن محشوة بالخرافة، فانتقلنا إلى مرحلة الديانة الإسلامية المجردة من الخرافة، وجاء كتاب طبائع الاستبداد وطبائع المستبد، ذلك المستبد الذي يريد أن يضع قدمه على أفواه الملايين ويريد من الأمة أن تعيش كبقر الجنة لا يطمحون ولا يرمحون، لا يريد أن يعرف الشعب كلمة لا إله إلا الله، بل يريد أن يخضعهم لإرادته. هذا وصف المستبد، وكانت الشعلة الثانية ماذا أعمل؟ من أين لي الكتب؟ كان الأستاذ حيدرة قد جلب معه الكتب العديدة وتركها وذهب، ابتدأت أقرأ فيها، وإذا بكتب التاريخ فيها شرح لحضارة العالم الإسلامي، بقيت اقرأ وألتهم الكلمات وأغيب الفصول غيباً، مثل غرائب الغرب لمحمد كرد علي، كنت أغيب الفصول غيباً عن تطورات الشرق والغرب، وأول شيء قمت به أن عملت لإعادة الأستاذ حيدرة، أعدت له المنزل وحشدنا الطلاب وأطلقنا لهم الحرية، وقمت أنا بتدريس اللغة العربية بأسلوب حديث.


لكن التغيير الذي بدأ النعمان يؤمن به لقي مقاومة لدى أهالي القرية والمناطق المجاورة لذبحان التي كانت ترسل أبناءها لتعلم أصول الدين على يد النعمان: حدثت مقاومة لنا (...) بدأنا نهيئ الأمور لهم شيئاً فشيئاً وإذا بمدرسة الحجرية تنشأ وتؤثر وتشتهر، ثم أنشأنا مكتبة، وبدأت الأمور تسير رويداً رويداً، إلى أن دخلنا في صراع مع الحكومة، كان لا بد من أن يحدثوا لنا فتنة، ولا بد من أن يفصلوا هذا البلد كما فصل لبنان وسوريا، جاء أحد أبناء الإمام إلى الحجرية (الأمير القاسم بن الإمام يحيي حميد الدين الذي زار الحجرية ومعه الأمير علي الوزير في سنة 1935) وقال ذبحان هذه ستكون كلبنان، وذهب إلى الإمام الذي أمر بسحب الأستاذ حيدرة فأخرجوه حالاً، وأتوا بمعلمين آخرين إلى المدرسة.


بعد ذلك ذهب النعمان للدراسة في الأزهر: ذهبت إلى الأزهر، استقبلت هناك وامتحنوني، وكان الامتحان قراءة آيات من القرآن، أخذت أقرأ، ولما قرأت دهشوا وقالوا ما شاء الله، بارك الله فيك، قالوا لي تعرف اللغة العربية والنحو، قلت اعرف لكن ليس مثلكم، فقالوا لي يجب أن تنتسب حالاً، وسجلوا اسمي ودخلت الأزهر، هناك في الأزهر يوجد قسم يسمونه القسم العام تستطيع فيه أن تأخذ الشهادة خلال سنة، تسأل عن المواد التي ستمتحن فيها ومن ثم تحضر نفسك للامتحان، ويعطونك الشهادة العالمية اندمجت في الأزهر وفي المجتمع.

ورغم بعده عنها ظلت اليمن في عقله وقلبه، وفي مصر ترسخت لديه فكرة المقاومة ضد الأسرة الحاكمة بعدما شاهد معالم التحضر والتقدم في مصر والتعليم الذي كان يتلقاه فيها: دخلت روح المقاومة للوضع في اليمن، كنت قد تشربت بها وخرجت من اليمن لأن الحكام فيها لم يمكنوننا من العلم، ولأني كنت عرفت الاستبداد الذي يسود في البلاد.

يروي الأستاذ النعمان قصة لقائه بالصحافي محمد علي طاهر، الفلسطيني المقيم في مصر والملقب ب أبي الحسن، حيث كانت الجريدة التي يصدرها الأخير تقرأ في اليمن، وكان يتصور النعمان أن كل من يخرج من اليمن سيكتب عنه أبو الحسن، بخاصة وأنه كان يكتب عن الظلم في اليمن أثناء ماكان الأستاذ النعمان يتواجد في اليمن.

يقول النعمان: كان يتصور لي بمجرد أن يخرج الإنسان من اليمن سيكتب عنه أبو الحسن، وأبو الحسن هذا هو محمد علي طاهر، فلسطيني من يافا، كان يصدر جريدة اسمها الشورى، أصدرها في يافا سنة ،1924 وانتقل بها فيما بعد إلى مصر، وكانت الجريدة الوحيدة التي تصل إلى كل الأقطار العربية وتنشر الأخبار، وكان الكتاب فيها من كبار الكتاب، ومنهم الأمير شكيب أرسلان وعبدالله الجابري، وأمين الحسيني.

التقى بأبي الحسن أثناء تواجده في مصر: زرت أبو الحسن في مكتبه، وحين دخلت إلى مكتبه كان عنده رجال من المكافحين الأولين من أجل استقلال الجزائر وتونس، وكان الرجل يتمتع بشجاعة نادرة، ولذلك تنتشر جريدته خارج مصر، وكانت الحملات تشن على الجريدة من الإنكليز والفرنسيين لإيقافها، فكان الإنسان يتصور أية قوة وراء هذا الرجل تعطيه هذا القدر من المهابة والتأثير، دخلت على المكتب، وكنت أرى كيف يتحدث الناس في خارج اليمن، فأنا من اليمن، وفي اليمن كنت اعتبر من العلماء الكبار، ولكن في قرارة نفسي كنت أؤمن بأنني من أبناء المجتمع، أو أنني ينبغي أن أعمل من أجل حياة المجتمع، فبقيت أجلس بتواضع، كتب في جريدته بهذه المناسبة يقول: زارنا أحمد محمد نعمان من ذبحان، وصادف أنني في وقت سابق على هذه الزيارة جمعت تبرعات لفلسطين من أشخاص وأرسلتها إليه ووقعت الرسالة باسم أحمد محمد نعمان اليمن ويبدو أنني أضفت ذبحان أيضاً، فتذكر وسألني: أنت من ذبحان؟ قلت له: نعم، قال لي: أهلاً وسهلاً، وكانوا يدخلون، الأمير شكيب أرسلان، وغيره، يجلسون كلهم وأنا أجلس في مكان متواضع، وأستمع إليهم وعماذا يتحدثون وماذا يقولون، ولم أتكلم بشيء، أخشى أن أتكلم بكلام لا يناسب الوضع، ولكن عندما أخذوا يتناقشون أردت الكلام، وأحسست أنني إذا تكلمت العامية لن يفهموا عامية اليمن، وأنا لن أفهم عاميتهم، فتكلمت بالعربية الفصحى، قالوا لي: هل هذه لغة اليمن. قلت لهم: نعم، قالوا: ما شاء الله. اليمنيون الذين قرأوا اسمي في الجريدة، وكنت مشهوراً في اليمن بأنني علامة كبير، كتبوا إلى أبو الحسن يقولون له انهم بعد ذلك لن يكتبوا للجريدة عن اليمن شيئاً، لأن عندكم العلامة أحمد محمد نعمان، خذ أحوال اليمن منه، فلما أتيت إليه حسب العادة، قال لي: يا نعمان عرفناك، قم إلى هنا، قلت له: حيث ما انتهى بك المجلس أجلس، قال: أبدا، هنا مجلسك، بقيت أجلس مستمعاً دائماً، وكان الزعماء الكبار يأتون، وكان هو ديكتاتوراً يقعد على كرسيه لا يتكلم أحد غيره، يفتح الكلام والناس يستمعون بصمت، وكنت أراقبه كيف يقابل من يتكلم معه ويقول له: اسكت، لا تتكلم، هكذا بهذه اللهجة القاسية كان يتكلم معهم والناس صامتون، إلى أن جاء يوم إلى عنده محمد الغانم ويوسف مشاري، فلما انتهى الموعد هم أحدهم بالرحيل، فقال له: أتخرج؟ دخلت بإذني وتخرج بإذني، هكذا كان ديكتاتوراً على الكبير والصغير.



لقاء مع شكيب ارسلان

ويتذكر النعمان لقاءه الأول بالأمير شكيب أرسلان: صادفت الأمير شكيب أرسلان هناك وصاحبته لفترة، كانت يده ترتعش حتى عجز عن الكتابة، وكنت أجدها حاجة عظيمة جداً عندما يقترن اسمي بالأمير شكيب أرسلان، أمير البيان، كان يملي علي رسائله وأنا أكتب، يرى الخط السليم ويسر بي (... )، وغادر الأمير شكيب أرسلان إلى جنيف، وعندما وصل إلى جنيف أرسل إلي رسالة يقول فيها يا ولدي أريد أن تصل إلى هنا لكي تساعدني في الكتابة وسأخصص لك 10 جنيهات شهرياً مكافأة لك، وكان ذلك في سنة 1939 قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، ثم قال لي: ستقوم بتعليم أولادي اللغة العربية وفي الوقت نفسه ستتعلم هنا اللغة الفرنسية.

لم يكتب لهذه السفرية النجاح، فحين أراد السفر إلى سويسرا لمقابلة شكيب أرسلان لم يكن يعلم أنه يجب الحصول على جواز سفر، فقد كتب لنفسه ورقة مثلما جاء إلى مصر بورقة من الإمام: وصلت إلى السفارة السويسرية أعطيتهم جواز السفر، وكان عبارة عن ورقة كتبتها بنفسي، وليس من الأوراق التي يعطيها الإمام باسم جواز سفر، رتبت الجواز لنفسي، ولكن لم يقبلوا هذا الجواز في السفارة السويسرية، لأنه ورقة غير معروفة، ذهبت إلى أبو الحسن وأخبرته بأن السفارة السويسرية لم تقبلني، فقال لي: كيف يقبلونك وأنت تحمل هذه الورقة وليس لديك جواز سفر؟ ولم أكن أعرف ذلك من قبل. فما قدمته للسفارة كان مجرد ورقة بخط يدي، حتى الإمضاء أمضيته أنا، لهذا السبب لم يقبل.

لم يسافر النعمان لمقابلة أرسلان، وبقي في مصر للدراسة لحين قيام الحرب العالمية الثانية، وظل أبو الحسن ينفق عليه حتى قامت الثورة المصرية العام 1953: في مصر بقيت أنشر في الصحف، وحسنت علاقتي بولي العهد الذي أصبح بعد 1948 الإمام أحمد، وحاول بنفسه استمالتي، وكان يرسل لي بعض النقود لمساعدتي على الدراسة.

كانت علاقة النعمان بالإمام أحمد تعود إلى أيام المدرسة في الحجرية: بدأت علاقتي به منذ أن بدأنا في الحجرية نحن والأستاذ حيدرة واستمرت العلاقة الى ان اصبح ولي العهد بعد الهزيمة التي لقيتها المملكة المتوكلية سنة 1934 أميراً في تعز، “فلما وصل تعز سنة 1938 سأل عني وعلم أنني في مصر فكتب إلي، فوعدته بأننا سنواصل إصدار صحيفة من هناك اسمها اليمن الخضراء لأن جريدة أبو الحسن توقفت بعد أن طاردها الإنجليز وأعتقل أبو الحسن.

عاد الأستاذ النعمان إلى اليمن بعد اعتقال أبو الحسن، بخاصة أن ولي العهد أحمد الذي كان يكاتبه من قبل قد نحى أولاد الوزير الذين كانوا يحكمون الحجرية واستلم الحكم، فغادر مصر بجواز مصري عن طريق ميناء جدة وعاد إلى اليمن بروح مختلفة.

لقد أراد النعمان ترويض الحاكم الجديد في تعز والنأي عن مواجهة النظام، ويعترف ذلك بصراحة عندما قال: رجعت إلى اليمن وخطبت بين الرجال أذكر الحضارة الفاسدة، النساء السافرات، والأمير أحمد يبكي في المحراب من التأثر بالخطبة، وأخذ يشكرني لأنني كنت أشيد باليمن التي حماها الله من الاستعمار ولم ترفع فيها راية أجنبية، لماذا قلت ذلك؟ لأنني فهمت الوضع، قلت ذلك لأستقر، فسلموني إدارة المعارف، أصبحت مدير المعارف، وأقام أحمد في تعز فكان ولياً للعهد وحاكماً لمنطقة تعز، ويعتبر نائباً للإمام.

عندما تولى إدارة المعارف أنشأ النعمان كتاتيب في القرى على أساس البرنامج الذي يحوي تعليم القرآن وما يتعلق بالصلاة من الوضوء والطهارة، ثم محبة الإمام ووجوب طاعته على الناس وموالاته، كان النعمان يعتقد أن ولي العهد أحمد، مع تجاوبه ومشاركته في المساجلات الأدبية أنهم ربما يستطيعون في بعض المناسبات إقناعه بإدخال العلوم واستقدام المدرسين من الخارج، وإرسال البعثات، لكنه كان من الواضح أنه كان بين الحكام والخارج وحشة، فقد كان الحكام يعتقدون أن اليمن إذا فتحت الأبواب للخارج سيكون ذلك مصدراً لثورة على الوضع في اليمن، سيما وأنهم كانوا يسمعون عن مطالبة الشعوب بالديمقراطية والحرية وعن التقدم في مصر والعراق عن طريق الصحف التي كانت تأتي خفية عن طريق عدن، ثم بدأ الراديو يظهر ولكنه كان محصوراً بالإمام، وبولي العهد وبعض المسؤولين.

Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir