عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2006, 08:39 PM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


مشاركة: البداية والنهاية الجزء الرابع عشر

@
*2* ثم دخلت سنة تسع وسبعمائة
@ استهلت وخليفة الوقت المستكفي أمير المؤمنين ابن الحاكم بأمر الله العباسي وسلطان البلاد الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير ونائبه بمصر الامير سيف الدين سلار وبالشام آقوش الأفرم وقضاة مصر والشام هم المذكورون في التي قبلها وفي ليلة سلخ صفر توجه الشيخ تقي الدين ابن تيمية من القاهرة إلى الاسكندرية صحبة أمير مقدم فأدخله دار السلطان وأنزله في برج منها فسيح متسع ! الاكناف فكان الناس يدخلون عليه ويتشغلون في سائر العلوم ثم كان بعد ذلك يحضر الجمعات ويعمل المواعيد على عادته في الجامع وكان دخوله إلى الاسكندرية يوم الاحد وبعد عشرة أيام وصل خبره إلى دمشق فحصل عليه تألم وخافوا عليه غائلة الجاشنكير وشيخه المنبجي فتضاعف له الدعاء وذلك أنهم لم يمكنوا أحدا من أصحابه أن يخرج معه إلى الاسكندرية فضاقت له الصدرو وذلك أنه تمكن منه عدوه نصر المنبجي وكان سبب عداوته له أن الشيخ تقي الدين كان ينال من الجاشنكير ومن شيخه نصر المنبجي ويقول زالت أيامه وانتهت رياسته وقرب انقضاء أجله ويتكلم فيهما وفي ابن عربي وأبتاعه فأرادوا أن يسيروه إلى الاسكندرية كهيئة المنفي لعل أحدا من أهلها يتجاسر عليه فيقتله غيلة فما زاد ذلك الناس إلا محبة فيه وقربا منه وانتفاعا به واشتغلا عليه وحنوا وكرامة له وجاء كتاب من أخيه يقول فيه إن الاخ الكريم قد نزل بالثغر المحروس على نية الرباط فإن اعداء الله قصدوا بذلك أمروا يكيدونه بها ويكيدون الاسلام وأهله
وكانت تلك كرامة في حقنا وظنوا أن ذلك يؤدي إلى هلاك الشيخ فانقلبت عليهم مقاصدهم الخبيثة وانعكست من كل الوجوه وأصبحوا وأمسوا ومازالوا عند الله وعند الناس العارفين سود الوجوه يتقطعون حسرات وندما على ما فعلوا وانقلب أهل الثغر اجمعين إلى الأخ مقبلين عليه مكرمين له وفي كل وقت ينشر من كتاب الله وسنة رسوله ما تقربه أعين المؤمنين وذلك شجى في حلوق الاعداء واتفق انه وجد بالاسكندرية إبليس قد باض فيها وفرخ وأضل بها فرق السبعينية والعربية فمزق الله بقدومه عليهم شملهم وشتت جموعهم شذر مذر وهتك أستارهم وفضحهم واستتاب جماعة كثيرة منهم وتوب رئيسا من رؤسائهم واستقر عند عامة المؤمنين وخواصهم من أمير وقاض وفقيه ومفتي وشيخ وجماعة المجتهدين إلا من شذ من الأغمار الجهال مع الذلة والصغار محبة الشيخ وتعظيمه وقوبل كلامه والرجوع إلى أمره ونهيه فعلت كلمة الله بها على أعداء الله ورسوله ولعنوا سرا وجهرا وباطنا وظاهرا في مجامع الناس بأسمائهم الخاصة بهم وصار ذلك عند نصر المنبجي المقيم المقعد ونزل به من الخوف والذل مالا يعبر عنه وذكر كلاما كثيرا
والمقصود أن الشيخ تقي الدين أقام بثغر الاسكندرية ثمانية اشهر مقيما ببرج متسع مليح نظيف له شبا كان أحدهما إلى جهة البحر والاخر إلى جهة المدينة وكان يدخل عليه من شاء ويتردد إليه الاكابر والاعيان والفقهاء ويقرؤن عليه وستفيدون منه وهو في أطيب عيش وأشرح صدر وفي آخر ربيع الاول عزل الشيخ كمال الدين بن الزملكاني عن نظر المارستان بسبب انتمائه إلى ابن تيمية باشارة المنبجي وباشره شمس الدين عبدا لقادر بن الخطيري وفي يوم الثلاثاء ثالث ربيع الاخر ولي قضاء الحنابلة بمصر الشيخ الامام الحافظ سعد الدين أبو محمود مسعود بن أحمد ابن مسعود بن زين الدين الحارثي شيخ الحديث بمصر بعد وفاة القاضي شرف الدين أبي محمد عبدالغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحراني وفي جمادي الاولى برزت المراسيم السلطانية المظفرية إلى البلاد السواحلية بإبطال الخمور وتخريب الحانات ونفى اهلها ففعل ذلك وفرح المسلمون بذلك فرحا شديدا وفي مستهل جمادى الاخرة وصل بريد بتولية قضاء الحنابلة بدمشق للشيخ شهاب الدين أحمد بن شريف الدين حسن بن الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني المقدسي عوضا عن التقى سليمان بن حمزة بسبب تكلمه في نزول الملك الناصر عن الملك وإنه إنما نزل عنه مضطهدا بذلك ليس بمختار وقد صدق فيما قال وفي عشرين جمادي الاخرة وصل البريد بولاية شد الدواوين للأمير سيف الدين بكتمر الحاجب عوضا عن الرستمي فلم يقبل وبنظر الخزانة للأمير عز الدين احمد بن زين الدين محمد بن أحمد بن محمود المعروف بابن القلانسي فباشرهما وعزل عنها البصراوي محتسب البلد وفي هذا الشهر باشر قاضي القضاة ابن جماعة مشيخة سعيد السعداء
بالقاهرة بطلب الصوفية له ورضوا منه بالحضور عندهم في الجمعة مرة واحدة وعزل عنها الشيخ كريم الدين الايكي لأنه عزل منها الشهود فثاروا عليه وكتبوا في حقه محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس ومن جملة ذلك قيامه على شيخ الاسلام ابن تيمية وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقلة ورعه فجعل الله له هذا الخزي على يدي أصحابه وأصدقائه جزاء وفاقا وفي شهر رجب كثر الخوف بدمشق وانتقل الناس من ظاهرها إلى داخلها وسبب ذلك أن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ركب من الكرك قاصدا دمشق يطلب عوده إلى الملك وقد مالأه جماعة من الأمراء وكاتبوه في الباطن وناصحوه وقفز اليه جماعة من أمراء المصريين وتحدث الناس بسفر نائب دمشق الافرم إلى القاهرة وأن يكون مع الجم الغفير فاضطرب الناس ولم تفتح أبواب البلد إلى ارتفاع النهار وتخبطت الامور فاجتمع القضاة وكثير من الامراء بالقصر وجددوا البيعة للملك المظفر وفي آخر نهار السبت غلقت أبواب البلد بعد العصر وازدحم الناس بباب النصر وحصل لهم تعب عظيم وازدحم البلد بأهل القرى وكثر الناس بالبلد وجاء البريد بوصول الملك الناصر إلى الخمان فانزعج نائب الشام لذلك وأظهر أنه يريد قتاله ومنعه من دخول البلد وقفز اليه الاميران ركن الدين بيبرس المجنون وبيبرس العلمي وركب اليه الامير سيف الدين بكتمر حاجب الحجاب يشير عليه بالرجوع ويخبره بأنه لا طاقة له بقتال المصريين ولحقه الامير سيف الدين بهادرا يشير عليه بمثل ذلك ثم عاد إلى دمشق يوم الثلاثاء خامس رجب وأخبر أن السلطان الملك الناصر قد عاد الى الكرك فسكن الناس ورجع نائب السلطنة الى القصر وتراجع بعض الناس الى مساكنهم واستقروا بها

*3* صفة عود الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون الى الملك وزاول دولة المظفر الجاشنكير بيبرس وخذلانه وخذلان شيخه نصر المنبجي الاتحادي الحلولي
@ لما كان ثالث عشر شعبان جاء الخبر بقدوم الملك الناصر إلى دمشق فساق اليه الاميران سيف الدين قطلوبك والحاج بهادر إلى الكرك وحضاه على المجيء اليها واضطرب نائب دمشق وركب في جماعة من اتباعه على الهجن في سادس عشر شعبان ومعه ابن صبح صاحب شقيف اربون وهيئت بدمشق ابهة السلطنة والاقامات اللائقة به والعصائب والكوسات وركب من الكرك في أبهة عظيمة وأرسل الأمان ألى الافرم ودعا له المؤذنون في المأذنة ليلة الاثنين سابع عشر شعبان وصبح بالدعاء له والسرور بذكره ونودي في الناس بالأمان وأن يفتحوا دكاكينهم
ويامنوا في أوطانهم وشرع الناس في الزينة ودقت البشائر ونام الناس في الاسطحة ليلة الثلاثاء ليتفرجوا على السلطان حين يدخل البلد وخرج القضاة والأمراء والاعيان لتلقيه
قال كاتبه ابن كثير وكنت فيمن شاهد دخوله يوم الثلاثاء وسط النهار في أبهة عظيمة وبسط له من عند المصلى وعليه أبهة الملك وبسطت الشقاق الحرير تحت أقدام فرسه كلما جاوز شقة طويت من ورائه والجد على رأسه والأمراء السلحدارية عن يمينه وشماله وبين يديه والناس يدعون له ويضجون بذلك ضجيجا عاليا وكان يوما مشهودا قال الشيخ علم الدين البرزالي وكان على السلطان يومئذ عمامة بيضاء وكارثة حمراء وكان الذي حمل الغاشية على رأس السلطان الحاج بهادر وعليه خلعة معظمة مذهبة بفرو فاخم ولما وصل الى القلعة نصب له الجسر ونزل اليه نائبها الامير سيف الدين السنجري فقبل الارض بين يديه فأشار اليه إني الان لا أنزل ههنا وسار بفرسه إلى جهة القصر الابلق والامراء بين يديه فخطب له يوم الجمعة
وفي بكرة يوم السبت الثاني والعشرين من الشهر وصل الأمير جمال الدين آقوش الافرم نائب دمشق مطيعا للسلطان فقبل الارض بين يديه فترجل له السلطان وأكرمه وأذن له في مباشرة النيابة على عادته وفرح الناس بطاعة الأفرم له ووصل إليه أيضا الامير سيف الدين قبجق نائب حماة والامير سيف الدين استدمر نائب طرابلس يوم الاثنين الرابع والعشرين من شعبان وخرج الناس لتلقيهما وتلقاهما السلطان كما تلقى الأفرم وفي هذا اليوم رسم السلطان بتقليد قضاء الحنابلة وعوده إلى تقي الدين سليمان وهنأه الناس وجاء إلى السلطان إلى القصر فسلم عليه ومضى إلى الجوزية فحكم بها ثلاثة أشهر وأقيمت الجمعة الثانية بالميدان وحضر السلطان والقضاة إلى جانبه وأكابر الامراء والدولة وكثير من العامة وفي هذا اليوم وصل إلى اسلطان الامير قراسنقر المنصوري نائب حلب وخرج دهليز السلطان يوم الخميس رابع رمضان ومعه القضاة والقراء وقت العصر وأقيمت الجمعة خامس رمضان بالميدان أيضا ثم خرج السلطان من دمشق يوم الثلاثاء تاسع رمضان وفي صحبته ابن صصرى وصدر الدين الحنفي قاضي العساكر والخطيب جلال الدين والشيخ كمال الدين بن الزملكاني والموقعون وديوان الجيش وجيش الشام بكماله قد اجتمعوا عليه من سائر مدنه واقاليمه بنوا به وأمرائه فلما انتهى السلطان إلى غزة دخلها في أبهة عظيمة وتلقاه الامير سيف الدين بهادر هو وجماعة من أمراء المصريين فأخبروه أن الملك المظفر قد خلع نفسه من المملكة ثم تواتر قدوم الامراء من مصر إلى السلطان وأخبروه بذلك فطابت قلوب الشاميين واستبشروا بذلك ودقت البشائر وتأخر مجيء البريد بصورة الناصري
واتفق في يوم هذا العيد أنه خرج نائب الخطيب الشيخ تقي الدين الجزري المعروف بالمقضاي في ! السناجق إلى المصلى على العادة واستناب في البلد الشيخ مجد الدين التونسي فلما وصلوا إلى المصلى وجدوا خطيب المصلى قد شرع في الصلاة فنصبت السناجق في صحن المصلى وصلى بينهما تقي الدين المقضاي ثم خطب وكذلك فعل ابن حسان داخل المصلى فعقد فيه صلاتان وخطبتان يومئذ ولم يتفق مثل هذا فيما نعلم
وكان دخول السلطان الملك الناصر إلى قلعة الجبل آخر يوم عيد الفطر من هذه السنة ورسم لسلار أن يسافر إلى الشوبك واستناب بمصر الأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار الذي كان نائب صفد وبالشام الأمير قراسنقر المنصوري وذلك في العشرين من شوال واستوزر الصاحب فخر الدين الخليلي بعدها بيومين وباشر القاضي فخر الدين كاتب الممالك نظر الجيوش بمصر بعد بهاء الدين عبد الله بن أحمد بن علي بن المظفر الحلي توفي ليلة الجمعة عاشر شوال وكان من صدور المصريين وأعيان الكبار وقد روى شيئا من الحديث وصرف الامير جمال الدين آقوش الأفرم إلى نيابة صرخد وقدم إلى دمشق الامير زين الدين كتبغا رأس نوبة الجمدارية شد الدواوين واستاذ دار الاستادارية عوضا عن سيف الدين اقجبا وتغيرت الدولة وانقلبت قلبة عظيمة
قال الشيخ علم الدين البرزالي ولما دخل السلطان إلى مصر يوم عيد الفطر لم يكن له دأب إلا طلب الشيخ تقي الدين بن تيمية من الاسكندرية معززا مكرما مبجلا فوجه إليه في ثاني يوم من شوال بعد وصوله بيوم أو يومين فقدم الشيخ تقي الدين على السلطان في يوم ثامن الشهر وخرج مع الشيخ خلق من الاسكندرية يودعونه واجتمع بالسلطان يوم الجمعة فأكرمه وتلقاه ومشى اليه في مجلس حفل فيه قضاة المصريين والشاميين وأصلح بينه وبينهم ونزل الشيخ إلى القاهرة وسكن بالقرب من مشهد الحسين والناس يترددون اليه والامراء والجند وكثير من الفقهاء والقضاة منهم من يعتذر اليه ويتنصل مما وقع منه فقال انا حاللت كل من أذاني
قلت وقد أخبرني القاضي جمال الدين بن القلانسي بتفاصيل هذا المجلس وما وقع فيه من تعظيمه وإكرامه مما حصل له من الشكر والمدح من السلطان والحاضرين من الامراء وكذلك أخبرني بذلك قاضي القضاة منصور الدين الحنفي ولكن أخبار ابن القلانسي أكثر تفصيلا وذلك أنه كان إذ ذاك قاضي العساكر وكلاهما كان حاضرا هذا المجلس ذكر لي أن السلطان لما قدم عليه الشيخ تقي الدين بن تيمية نهض قائما للشيخ أول ما رآه ومشى له إلى طرف الايوان واعتنقا هناك هنيهة ثم أخذ معه ساعة إلى طبقة فيها شباك إلى بستان فجلسا ساعة يتحدثان ثم جاء ويد الشيخ في يد السلطان فجلس السلطان وعن يمينه ابن جماعة قاضي مصر وعن يساره ابن الخليلي الوزير وتحته ابن صصرى ثم صدر الدين علي الحنفي وجلس الشيخ تقي الدين بين يدي السلطان على طرف طراحته وتكلم الوزير في إعادة أهل الذمة إلى لب س العمائم البيض بالعلائم وأنهم قد التزموا للديوان بسبع مائة ألف في كل سنة زيادة على الحالية فسكت الناس وكان فيهم قضاة مصر والشام وكبار العلماء من أهل مصر والشام من جملتهم ابن الزملكاني قال ابن القلانسي وأنا في مجلس السلطان إلى جنب ابن الزملكاني فلم يتكلم أحد من العلماء ولا من القضاة فقال لهم السلطان ما تقولون يستفتيهم في ذلك فلم يتكلم أحد فجثى الشيخ تقي الدين على ركبتيه وتكلم مع السلطان في ذلك بكلام غليظ ورد على الوزير ما قاله ردا عنيفا وجعل يرفع صوته والسلطان يتلافاه ويسكته بترفق وتؤدة وتوقير وبالغ الشيخ في الكلام وقال مالا يستطيع أحد أن يقوم بمثله ولا بقريب منه وبالغ في التشنيع على من يوافق في ذلك وقال للسلطان حاشاك ان يكون أول مجلس جلسته في أبهة الملك تنصر فيه أهل الذمة لأجل حطام الدنيا الفانية فاذكر نعمة الله عليك إذ رد ملكك إليك وكبت عدوك ونصرك على أعدائك فذكر أن الجاشنكير هو الذي جدد عليهم ذلك فقال والذي فعله الجاشنكير كان من مراسيمك لأنه إنما كان نائبا لك فأعجب السلطان ذلك واستمر بهم على ذلك وجرت فصول يطول ذكرها وقد كان السلطان أعلم بالشيخ من جميع الحاضرين ودينه وزينته وقيامه بالحق وشجاعته وسمعت الشيخ تقي الدين يذكر ما كان بينه وبين السلطان من الكلام لما انفردا في ذلك الشباك الذي جلسا فيه وأن السلطان استفتى الشيخ في قتل بعض القضاة بسبب ما كانوا تكلموا فيه وأخرج له فتاوى بعضهم بعزله من الملك ومبايعة الجاشنكير وأنهم قاموا عليك وآذوك أنت أيضا وأخذ يحثه بذلك على أن يفتيه في قتل بعضهم وإنما كان حنقه عليهم بسبب ما كانوا سعوا فيه من عزله ومبايعة الجاشنكير ففهم الشيخ مراد السلطان فأخذ في تعظيم القضاة والعلماء وينكر أن ينال أحدا منهم بسوء وقال له إذا قتلت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم فقال له إنهم قد آذوك وأرادوا قتلك مرارا فقال الشيخ من آذاني فهو في حل ومن آذى الله ورسوله فالله ينتقم منه وأنا لاأنتصر لنفسي وما زال به حتى حلم عنهم السلطان وصفح
قال وكان قاضي المالكية ابن مخلوف يقول ما رأينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا ثم إن الشيخ بعد اجتماعه بالسلطان نزل إلى القاهرة وعاد إلى بث العلم ونشره وأقبلت الخلق عليه ورحلوا اليه يشتغلون عليه ويستفتونه ويجيبهم بالكتابة والقول وجاء الفقهاء يعتذرون مما وقع منهم في حقه فقال قد جعلت الكل في حل وبعث الشيخ كتابا إلى أهله يذكر ما هو فيه من نعم الله وخيره الكثير ويطلب منهم جملة من كتب
العلم التي له ويستعينوا على ذلك بجمال الدين المزي فإنه يدري كيف يستخرج له ما يريده من الكتب التي أشار اليها وقال في هذا الكتاب والحق كل ماله في علو وإزدياد وانتصار والباطل في انخفاض وسفول واضحلال وقد أذل الله رقاب الخصوم وطلب أكابرهم من السلم من يطول وصفه وقد اشترطنا عليهم من الشروط ما فيه عز الاسلام والسنة وما فيه قمع الباطل والبدعة وقد دخلوا تحت ذلك كله وامتنعنا من قبول ذلك منهم حتى يظهر الى الفعل فلم نثق لهم بقول ولا عهد ولم نجبهم إلى مطلوبهم حتى يصير المشروط معمولا والمذكور مفعولا ويظهر من عز الاسلام والسنة للخاصة والعامة ما يكون من الحسنات التي تمحو سيئاتهم وذكر كلاما طويلا يتضمن ما جرى له مع السلطان في قمع اليهود والنصارى وذلهم وتركهم على ما هم عليه من الذلة والصغار والله سبحانه أعلم

وفي شوال أمسك السلطان جماعة من الامراء قريبا من عشرين أميرا وفي سادس عشر شوال وقع بين أهل حوران من قيس ويمن فقتل منهم مقتلة عظيمة جدا قتل من الفريقين نحو من ألف نفس بالقرب من السوداء وهم يسمونها السويداء ووقعة السويداء وكانت الكسرة على يمن فهربوا من قيس حتى دخل كثير منهم إلى دمشق في أسوأ حال وأضعفه وهربت قيس خوفا من الدولة وبقيت القرى خالية والزروع سائبة فإنا لله وإنا اليه راجعون
وفي يوم الأربعاء سادس القعدة قدم الأمير سيف الدين قبجق المنصوري نائبا على حلب فنزل القصر ومعه جماعة من أمراء المصريين ثم سافر إلى حلب بمن معه من الأمراء والأجناد واجتاز الأمير سيف الدين بهادر بدمشق ذاهبا إلى طرابلس نائبا والفتوحات السواحلية عوضا عن الامير سيف الدين استدمر ووصل جماعة ممن كان قدسا فر مع السلطان إلى مصر في ذي القعدة منهم قاضي قضاة الحنفية صدر الدين ومحيي الدين بن فضل الله وغيرهما فقمت وجلست يوما إلى القاضي صدر الدين الحنفي بعد مجيئة من مصر فقال لي أتحب ابن تيمية قلت نعم فقال لي وهو يضحك والله لقد أحببت شيئا مليحا وذكر لي قريبا مما ذكر ابن القلانسي لكن سياق ابن القلانسي أتم
*3* مقتل الجاشنكيري
@ كان قد فر الخبيث في جماعة من أصحابه فلما خرج الامير سيف الدين قراسنقر المنصوري من مصر متوجها إلى نيابة الشام عوضا من الافرم فلما كان بغزة في سابع ذي القعدة ضرب حلقة لأجل الصيد فوقع في وسطبا ! الجاشنكير في ثلاثمائة من أصحابه فأحيط بهم وتفرق عنه أصحابه فأمسكوه ورجع معه قراسنقر وسيف الدين بهادر على الهجن فلما كان بالخطارة تلقاهم استدمر فتسلمن منهم
ورجعا إلى عسكرهم ودخل به استدمر على السلطان فعاتبه ولامه وكان آخر العهد به قتل ودفن بالقرافة ولم ينفعه شيخه المنبجي ولا أمواله بل قتل شر قتلة ودخل قراسنقر دمشق يوم الاثنين الخامس والعشرين من ذي القعدة فنزل بالقصر وكان في صحبته ابن صصرى وابن الزملكاني وابن القلانسي وعلاء الدين بن غانم وخلق من الامراء المصريين والشاميين وكان الخطيب جلال الدين القزويني قد وصل قبلهم يوم الخميس الثاني والعشرين من الشهر وخطب يوم الجمعة على عادته فلما كان يوم الجمعة الاخرى وهو التاسع والعشرون من الشهر خطب بجامع دمشق القاضي بدر الدين محمد بن عثمان بن يوسف بن حداد الحنبلي عن إذن نائب السلطنة وقرئ تقليده على المنبر بعد الصلاة بحضرة القضاة والاكابر والاعيان وخلع عليه عقيب ذلك خلعة سنية واستمر يباشر الامامة والخطابة اثنين واربعين يوما ثم أعيد الخطيب جلال الدين بمرسوم سلطاني وباشر يوم الخميس ثاني عشر المحرم من السنة الاتية
وفي ذي الحجة درس كمال الدين بن الشيرازي بالمدرسة الشامية البرانية انتزعها من يد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني وذلك أن استدمر ساعده على ذلك وفيها أظهر ملك التتر خربندا الرفض في بلاده وأمر الخطباء أولا أن لا يذكروا في خطبتهم إلا على بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل بيته ولما وصل خطيب بلاد الازج إلى هذا الموضع من خطبته بكى بكاءا شديدا وبكى الناس معه ونزل ولم يتمكن من إتمام الخطبة فأقيم من أتمها عنه وصلى بالناس وظهر على الناس بتلك البلاد من أهل السنة أهله البدعة فإنا لله وإنا اليه راجعون ولم يحج فيها أحد من أهل الشام بسبب تخبيط الدولة وكثرة الاختلاف وممن توفي فيها من الاعيان
*3* الخطيب ناصر الدين أبو الهدى
@ أحمد بن الخطيب بدر الدين يحيى بن الشيخ عز الدين بن عبدالسلام خطيب العقيبة بداره بها وقد باشر نظر الجامع الاموي وغير ذلك توفي يوم الاربعاء النصف من المحرم وصلى عليه بجامع العقيبة ودفن عند والده بباب الصغير وقد روى الحديث وباشر الخطابة بعد والده بدر الدين وحضر عنده نائب السلطنة والقضاة والاعيان :
*3* قاضي الحنابلة بمصر
@ شرف الدين أبو محمد عبد الغني بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحراني ولد بحران سنة خمس وأربعين وستمائة وسمع الحديث وقدم مصر فباشر نظر الخزانة وتدريس الصالحية ثم أضيف إليه القضاء وكان مشكور السيرة كثير المكارم توفي ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الاول دفن بالقرافة وولى بعده سعدالدين الحارثي كما تقدم
*3* الشيخ نجم الدين
@ أيوب بن سليمان بن مظفر المصري المعروف بمؤذن النجيبي كان رئيس المؤذنين بجامع دمشق ونقيب الخطباء وكان حسن الشكل رفيع الصوت واستمر بذلك نحوا من خمسين سنة إلى أن توفي في مستهل جمادي الاولى وفي هذا الشهر توفي
*3* الامير شمس الدين سنقر الاعسر المنصوري
@ تولى الوزارة بمصر مع شد الدواوين معا وباشر شد الدواوين بالشام مرات وله دار وبستان بدمشق مشهوران به وكان فيه نهضة وله همة عالية وأموال كثيرة توفي بمصر
*3* الامير جمال الدين آقوش بن عبد الله الرسيمي
@ شاد الدواوين بدمشق وكان قبل ذلك والي الولاة بالجهة القبلية بعد الشريفي وكانت له سطوة توفي يوم الاحد تاسع عشر جمادي الأولى ودفن ضحوة بالقبة التي بناها تجاه قبة الشيخ رسلان وكان فيه كفياة وخبرة وباشر بعده شد الدواوين أقبجا وفي شعبان أو في رجب توفي
*3* التاج ابن سعيد الدولة
@ وكان مسلمانيا وكان سفير الدولة وكانت له مكانة عند الجاشنكير بسبب صحبته لنصر المنبجي شيخ الجاشنكير وقد عرضت عليه الوزارة فلم يقبل ولما توفي تولى وظيفته ابن اخته كريم الدين الكبير
*3* الشيخ شهاب الدين
@ أحمد بن محمد بن أبي المكرم بن نصر الاصبهاني رئيس المؤذنين بالجامع الأموي ولد سنة اثنتين وستمائة وسمع الحديث وباشر وظيفة الأذان من سنة خمس وأربعين إلى أن توفي ليلة الثلاثاء خامس ذي القعدة وكان رجلا جيدا والله سبحانه أعلم
*2* ثم دخلت سنة عشر وسبعمائة
@ استهلت وخليفة لوقت المستكفي بالله أبو الربيع سليمان العباسي وسلطان البلاد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون والشيخ تقي الدين بن تيمية مقيم بمصر معظما مكرما ونائب مصر الامير سيف الدين بكتمر أميرخزندار وقضاته هم المذكورون في التي قبلها سوى الحنبلي فإنه سعدالدين الحارثي والوزير بمصر فخر الدين الخليلي وناظر الجيوش فخر الدين كاتب المماليك ونائب الشام قراسنقر المنصوري وقضاة دمشق هم هم ونائب حلب قبجق ونائب طرابلس الحاج بهادر والأفرم بصرخد
وفي محرم منها باشر الشيخ أمين الدين سالم بن أبي الدرين وكيل بيت المال إمام مسجد هشام تدريس الشامية الجوانية والشيخ صدر الدين سليمان بن موسى الكردي تدريس العذراوية كلاهما انتزعها من ابن الوكيل بسبب إقامته بمصر وكان قد وفد إلى المظفر فألزمه رواتب لانتمائه إلى المنبجي ثم عاد بتوقيع سلطاني إلى مدرستيه فأقام بهما شهرا أو سبعة وعشرين يوما ثم استعدادهما منه ورجعنا إلى المدرسين الأولين الامين سالم والصدر الكردي ورجع الخطيب جلال الدين إلى الخطابة في سابع عشر المحرم وعزل عنها البدر بن الحداد وباشر الصاحب شمس الدين نظر الجامع والأسرى والأوقاف قاطبة يوم الاثنين ثم خلع عليه وأضيف إليه شرف الدين بن صصرى في نظر الجامع وكان ناظره مستقلا به قبلهما وفي يوم عاشوراء قدم استدمر إلى دمشق متوليا نيابة حماة وسافر إليها بعد سبعة أيام
وفي المحرم باشر بدر الدين بن الحداد نظر المارستان عوضا عن شمس الدين بن الخطيري ووقعت منازعة بين صدر الدين بن المرحل وبين الصدر سليمان الكردي بسبب العذراوية وكتبوا إلى الوكيل محضرا يتضمن من القبائح والفضائح والكفريات على ابن الوكيل فبادر ابن الوكيل إلى القاضي تقي الدين سليمان الحنبلي فحكم باسلامه وحقن دمه وحكم باسقاط التعزير عنه والحكم بعدالته واستحقاقه إلى المناصب وكانت هذه هفوة من الحنبلي ولكن خرجت عنه المدرستان العذراوية لسليمان الكردي والشامية الجوانية للأمين سالم ولم يبق معه سوى دار الحديث الاشرفية وفي ليلة الاثنين السابع من صفر وصل النجم محمد بن عثمان البصراوي من مصر متوليا الوزارة بالشام ومعه توقيع بالحسبة لاخيه فخر الدين سليمان فباشرا المنصبين بالجامع ونزلا بدرب سفون الذي يقال له درب ابن ابي الهيجاء ثم انتقل الوزير إلى دار الأعسر عند باب البريد واستمر نظر الخزانة لعز الدين احمد بن القلانسي أخي الشيخ جلال الدين
وفي مستهل ربيع الاول باشر القاضي جمال الدين الزرعي قضاء القضاة بمصر عوضا عن ابن جماعة وكان قد أخذ منه قبل ذلك في ذي الحجة مشيخة الشيوخ واعيدت الى الكريم الايكي وأخذت منه الخطابة أيضا وجاء البريد إلى الشام بطلب القاضي شمس الدين بن الحريري لقضاء الديار المصرية فسار في العشرين من ربيع الأول وخرج معه جماعة لتوديعه فلما قدم على السلطان أكرمه وعظمه وولاه قضاء الحنفية وتدريس الناصرية والصالحية وجامع الحاكم وعزل عن ذلك القاضي شمس الدين السروجي فمكث أياما ثم مات
وفي نصف هذا الشهر مسك من دمشق سبعة أمراء ومن القاهرة أربعة عشر أميرا وفي ربيع الاخر اهتم السلطان بطلب الامير سيف الدين سلار فحضر هو بنفسه إليه فعاتبه ثم استخلص منه أمواله وحواصله في مدة شهر ثم قتل بعد ذلك فوجد معه من الاموال والحيوان والاملاك والاسلحة والمماليك والبغال والحمير أيضا والرباع شيئا كثيرا وأما الجواهر والذهب والفضة فشيء لا يحد
ولا يوصف في كثرته وحاصل الأمر أنه قد استأثر لنفسه طائفة كبيرة من بيت المال وأموال المسلمين تجري إليه ويقال إنه كان مع ذلك كثير العطاء كريما محببا إلى الدولة والرعية والله أعلم
وقد باشر نيابة السلطنة بمصر من سنة ثمان وتسعين إلى أن قتل يوم الاربعاء رابع عشرين هذا الشهر ودفن بتربته ليلة الخميس بالقرافة سامحه الله وفي ربيع الاخر درس القاضي شمس الدين بن المعز الحنفي بالظاهرية عوضا عن شمس الدين الحريري وحضر عنده خاله الصدر علي قاضي قضاة الحنفية وبقية القضاة والأعيان وفي هذا الشهر كان الأمير سيف الدين استدمر قد قدم دمشق لبعض أشغاله وكان له حنو على الشيخ صدر الدين بن الوكيل فاستنجز له مرسوما بنظر دار الحديث وتدريس العذراوية فلم يباشر ذلك حتى سافر استدمر فاتفق انه وقعت له بعد يومين كائنة بدار ابن درباس الصالحية وذكر أنه وجد عنده شيء من المنكرات واجتمع عليه جماعة من أهل الصالحية مع الحنابلة وغيرهم وبلغ ذلك نائب السلطنة فكاتب فيه فورد الجواب بعزله عن المناصب الدينية فخرجت عنه دار الحديث الاشرفية وبقي بدمشق وليس بيده وظيفة لذلك فلما كان في آخر رمضان سافر إلى حلب فقرر له نائبها استدمر شيئا على الجامع ثم ولاه تدريسا هناك وأحسن إليه وكان الأمير استدمر قد انتقل إلى نيابة حلب في جمادي الاخرة عوضا عن سيف الدين قبجق توفي وباشر مملكة حماة بعده الأمير عماد الدين اسماعيل بن الأفضل علي بن محمود بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وانتقل جمال الدين آقوش الأفرم من صرخد إلى نيابة طرابلس عوضا عن الحاج بهادر وفي يوم الخميس سادس عشر شعبان باشر الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني مشيخة دار الحديث الاشرفية عوضا عن ابن الوكيل وأخذ في التفسر والحديث والفقه فذكر من ذلك دروسا حسنة ثم لم يستمر بها سوى خمسة عشر يوما حتى انتزعها منه كمال الدين ابن الشريشي فباشرها يوم الاحد ثالث شهر رمضان وفي شعبان رسم قراسنقر نائب الشام بتوسعة المقصورة فأخرت سدة المؤذنين إلى الركنين المؤخرين تحت قبة النسر ومنعت الجنائز من دخول الجامع أياما ثم أذن في دخولهم
وفي خامس رمضان قدم فخر الدين إياس الذي كان نائبا في قلعة الروم إلى دمشق شاد الدواوين عوضا عن زين الدين كتبغا المنصوري وفي شوال باشر الشيخ علاء الدين علي بن إسماعيل القونوي مشخية الشيوخ بالديار المصرية عوضا عن الشيخ كريم الدين عبدالكريم بن الحسين الايكي توفي وكان له تحرير وهمة وخلع على القونوي خلعة سنية وحضر سعيد السعداء بها وفي يوم الخميس ثالث ذي القعدة خلع على الصاحب عز الدين القلانسي خلعة الوزارء بالشام عوضا عن النجم البصراوي بحكم إقطاعه إمرة عشرة وإعراضه عن الوزارة وفي يوم الاربعاء سادس عشر ذي القعدة عاد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني إلى تدريس الشامية البرانية وفي هذا اليوم لبس تقي الدين ابن الصاحب شمس الدين بن السلعوس خلعة النظر على الجامع الأموي ومسك الأمير سيف الدين استدمر نائب حلب في ثاني ذي الحجة ودخل إلى مصر وكذلك مسك نائب البيرة سيف الدين ضرغام بعده بليال وممن توفي فيها من الاعيان :
*3* قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس
@ أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي شارح الهداية كان بارعا في علوم شتى وولى الحكم بمصر مدة وعزل قبل موته بأيام توفي يوم الخميس ثاني عشر ربيع الاخر ودفن بقرب الشافعي وله اعتراضات على الشيخ تقي الدين بن تيمية في علم الكلام أضحك فيها على نفسه وقد رد عليه الشيخ تقي الدين في مجلدات وأبطل حجته وفيها توفي سلار مقتولا كما تقدم
*3* الصاحب امين الدولة
@ أبو بكر بن الوجيه عبدالعظيم بن يوسف المعروف بابن الرقاقي والحاج بهادر نائب طرابلس مات بها والأمير سيف الدين قبجق نائب حلب مات بها ودفن بتربته بحماه ثاني جمادي الآخرة وكان شهما شجاعا وقد ولى نيابة دمشق في أيام لاجين ثم قفز إلى التتر خوفا من لاجين ثم جاء مع التتر وكان على يديه فرج المسلمين كما ذكرنا عام قازان ثم تنقلت به الأحوال إلى أن مات بحلب ثم وليها بعده استدمر ومات أيضا في آخر السنة وفيها توفي
*3* الشيخ كريم الدين بن الحسين الأيكي
@ شيخ الشيوخ بمصر كان له صلة بالأمراء وقد عزل مرة عن المشيخة بابن جماعة توفي ليلة السبت سابع شوال بخانقاه سعيد السعداء وتولاها بعدة الشيخ علاء الدين القونوي كما تقدم
*3* الفقيه عز الدين عبد الجليل
@ النمراوي الشافعي كان فاضلا بارعا وقد صحب سلار نائب مصر وارتفع في الدنيا بسببه
*3* ابن الرفعة
@ هو الامام العلامة نجم الدين أحمد بن محمد شارح التنبيه وله غير ذلك وكان فقيها فاضلا وإماما في علوم كثيرة رحمهم الله
*2* ثم دخلت سنة إحدى عشرة وسبعمائة
@ استهلت والحكام هم المذكرورن في التي قبلها غير الوزير بمصر فإنه عزل وتولى سيف الدين بكتمر وزيرا والنجم البصراوي عزل أيضا بعز الدين القلانسي وقد انتقل الافرم إلى نيابة طرابلس باشارة ابن تيمية على السلطان بذلك ونائب حماة الملك المؤيد عماد الدين على قاعدة أسلافه وقد مات نائب حلب استدمر وهي شاغرة عن نائب فيها وأرغون الدوادار الناصري قد وصل الى دمشق لتسفير قراسنقر منها الى حلب واحضار سيف الدين كراي الى نيابة دمشق وغالب العساكر بحلب والاعراب محدقة باطراف البلاد فخرج قراسنقر المنصوري من دمشق ف ثالث المحرم في جميع حواصله وحاشيته وأتباعه وخرج الجيش لتوديعه وسار معه أرغون لتقريره بحلب وجاء المرسوم الى نائب القلعة الامير سيف الدين بهادر السنجري أن يتكلم في أمور دمشق الى ان يأتيه نائب فحضر عنده الوزير والموقعون وباشر النيابة وقويت شوكته وقويت شوكة الوزير الى ان ولي ولايات عديدة منها لابن أخيه عماد الدين نظر الاسرار واستمر في يده وقدم نائب السلطنة سيف الدين كراي المنصوري الى دمشق نائبا عليها وفي يوم الخميس الحادي عشرين من المحرم خرج الناس لتلقيه وأوقدوا الشموع واعيدت مقصورة الخطابة الى مكانها رابع عشرين المحرم وانفرج الناس ولبس النجم البصراوي خلعة الامرة يوم الخميس ثالث عشر صفر على قاعدة الوزراء بالطرحة وركب مع المقدمين الكبار وهو أمير عشرة باقطاع يضاهي إقطاع كبر الطبلخانات
وفي يوم الاربعاء سابع عشر ربيع الاول جلس القضاة الاربعة بالجامع لانفاذ امر الشهود بسبب تزوير وقع من بعضهم فاطلع عليه نائب السلطنة فغضب وأمر بذلك فلم يكن منه كبير شيء ولم يتغير حال وفي هذا اليوم ولي الشريف نقيب الأشراف أمين الدين جعفر بن محمد بن محيي الدين عدنان نظر الدواودين عوضا عن شهاب الدين الواسطي وأعيد تقي الدين بن الزكي الى مشيخة الشيوخ وفيه ولي ابن جماعة تدريس الناصرية بالقاهرة وضياء الدين النسائي تدريس الشافعي والميعاد العام بجامع طولون ونظر الاحباس ايضا وولي الوزارة بمصر أمين الملك أبو سعيد عوضا عن سيف الدين بكتمر الحاجب في ربيع الاخر وفي هذا الشهر احتيط على الوزير عز الدين ابن القلانسي بدمشق ورسم عليه مدة شهرين وكان نائب السلطنة كثير الحنق عليه ثم أفرج عنه وأعيد بدر الدين بن جماعة الى الحكم بديار مصر في حادي عشر ربيع الآخر مع تدريس دار الحديث الكاملية وجامع طولون والصالحية والناصرية وجعل له إقبال كثير من السلطان
واستقر جمال الدين الزرعي على قضاء العسكر وتدريس جامع الحاكم ورسم له أن يجلس مع القضاة بين الحنفي والحنبلي بدار العدل عند السلطان وفي مستهل جمادي الاولى اشهد القاضي نجم الدين الدمشقي نائب ابن صصرى على نفسه بالحكم ببطلان البيع في الملك الذي اشتراه ابن القلانسي من تركة المنصوري في الرمثا والثوجة والفصالية لكونه بدون ثمن المثل ونفذه بقية الحكام وأحضر ابن القلانسي الى دار السعادة وادعى عليه بريع ذلك ورسم عليه بها ثم حكم قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي بصحة هذا البيع وبنقض ما حكم به الدمشقي ثم نفذ بقية الحكام ما حكم به الحنبلي وفي هذا الشهر قرر على أهل دمشق ألف وخمسمائة فارس لكل فارس خمسمائة درهم وضربت على الاملاك والأوقاف فتألم الناس من ذلك تألما عظيما وسعى إلى الخطيب جلال الدين فسعى إلى القضاة واجتمع الناس بكرة يوم الاثنين ثالث عشر الشهر واحتفلوا بالاجتماع وأخرجوا معهم المصحف العثماني والأثر النبوي والسناجق الخليفية ووقفوا في الموكب فلما رآهم كراي تغيظ عليهم وشتم القاضي والخطيب وضرب مجد الدين التونسي ورسم عليهم ثم أطلقهم بضمان وكفالة فتألم الناس من ذلك كثيرا فلم يمهله الله الا عشرة أيام فجاءه الأمر فجأت فعزل وحبس ففرح الناس بذلك فرحا شديدا ويقال إن الشيخ تقي الدين بلغه ذلك الخبر عن أهل الشام فأخبر السلطان بذلك فبعث من فوره فمسكه شر مسكة وصفة مسكه ان تقدم الامير سيف الدين ارغون الدوادار فنزل في القصر فلما كان يوم الخميس الثالث والعشرين من جمادي الاولى خلع على الامير سيف الدين كراي خلعة سنية فلبسها وقبل العتبة وحضر الموكب ومد السماط فقيد بحضرة الامراء وحمل على البريد الى الكرك صحبة غرلو العادلي وبيبرس المجنون وخرج عز الدين القلانسي من الترسيم من دار السعادة فصلى في الجامع الظهر ثم عاد الى داره وقد أوقدت له الشموع ودعا له الناس ثم رجع الى دار الحديث الاشرفية فجلس فيها نحوا من عشرين يوما حتى قدم الأمير جمال الدين نائب الكرك
وفي هذا الشهر مسك نائب صفت الأمير سيف الدين بكتمر أمير خزندار وعوض عنه بالكرك بيبرس الدوادار المنصوري ومسك نائب غزة وعوض عنه بالجاولي فاجتمع في حبس الكرك استدمر نائب حلب وبكتمر نائب مصر وكراي نائب دمشق وقطلوبك نائب صفت وقلطنمز نائب غزة وبنحاص وقدم جمال الدين آقوش المنصوري الذي كان نائب الكرك على نيابة دمشق إليها في يوم الاربعاء رابع عشر ربيع الآخر وتلقاه الناس وأشعلت له الشموع وفي صحبته الخطيرى لتقريره في النيابة وقد باشر نيابة الكرك من سنة تسعين وستمائة الى سنة تسع وسبعمائة وله بها آثار حسنة وخرج عز الدين بن القلانسي لتلقى النائب وقريء يوم الجمعة كتاب السلطان على السدة بحضرة النائب والقضاة والاعيان وفيه الأمر بالاحسان الى الرعية وإطلاق البواقي التي كانت قد فرضت عليهم أيام كراي فكثرت الأدعية للسلطان وفرح الناس وفي يوم الاثنين التاسع عشر خلع على الأمير سيف الدين بهادراص بنيابة صفت فقبل العتبة وسار إليها يوم الثلاثاء وفيه لبس الصدر بدر الدين بن أبي الفوارس خلعة نظر الدواوين بدمشق مشاركا للشريف ابن عدنان وبعد ذلك بيومين قدم تلقليد عز الدين بن القلانسي وكالة السلطان على ما كان عليه وأنه أعفى عن الوزارة لكراهته لذلك
وفي رجب باشر ابن السلعوس نظر الاوقاف عوضا عن شمس الدين عدنان وفي شعبان ركب نائب السلطنة بنفسه الى أبواب السجون فأطلق المحبوسين بنفسه فتضاعفت له الادعية في الاسواق وغيرها وفي هذا اليوم قدم الصاحب عز الدين بن القلانسي من مصر فاجتمع بالنائب وخلع عليه ومعه كتاب يتضمن احترامه وإكرامه واستمراره على وكالة السلطان ونظر الخاص والانكار لما ثبت عليه بدمشق وأن السلطان لم يعلم بذلك ولا وكل فيه وكان المساعد له على ذلك كريم الدين ناظر الخاص السلطاني والامير سيف الدين أرغون الدوادار وفي شعبان منع ابن صصرى الشهود والعقاد من جهته وامتنع غيرهم أيضا وردهم المالكي وفي رمضان جاء البريد بتولية زين الدين كتبغا المنصوري حجوبية الحجاب والأمير بدر الدين ملتوبات القرماني شد الدواوين عوضا عن طوغان وخلع عليهما معا وفيه ركب بهادر السنجري نائب قلعة دمشق على البريد الى مصر وتولاها سيف الدين بلبان البدري ثم عاد السنجري في آخر النهار على نيابة البيرة فسار إليها وجاء الخبر بأنه قد احتيط على جماعة من قصاد المسلمين ببغداد فقتل منهم ابن العقاب وابن البدر وخلص عبيدة وجاء سالما وخرج المحمل في شوال وأمير الحاج الامير علاء الدين طيبغا أخوبها دراص
وفي آخر ذي القعدة جاء الخبر بأن الأمير قراسنقر رجع من طريق الحجاز بعد أن وصل الى بركة زيرا وأنه لحق بمهنا بن عيسى فاستجار به خائفا على نفسه ومعه جماعة من خواصه ثم سار من هناك الى التتر بعد ذلك كله وصحبه الأفرم والزردكش وفي العشرين من ذي القعدة وصل الأمير سيف الدين ارغون في خمسة آلاف الى دمشق وتوجهوا إلى ناحية حمص وتلك النواحي وفي سابع ذي الحجة وصل الشيخ كمال الدين بن الشريشي من مصر مستمرا عل وكالته ومع توقيع بقضاء العسكر الشامي وخلع عليه في يوم عرفة وفي هذا اليوم وصلت ثلاثة آلاف عليهم سيف الدين ملى من الديار المصرية فتوجهوا وراء أصحابهم الى البلاد الشمالية وفي آخر الشهر وصل شهاب الدين الكاشنغري من القاهرة ومعه توقيع بمشيخة الشيوخ فنزل في الخانقاه وباشرها بحضرة القضاة والأعيان وانفصل ابن الزكي عنها وفيه باشر الصدر علاء الدين بن تاج الدين بن الأثير كتابة السر بمصر وعزل عنها شرف الدين بن فضل الله الى كتابة السر بدمشق عوضا عن أخيه محيي الدين واستمر محيي الدين على كتابة الدست بمعلوم أيضا والله أعلم وممن توفي فيها من الاعيان :
*3* الشيخ الرئيس بدر الدين
@ محمد بن رئيس الأطباء أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن طرخان الأنصاري من سلالة سعد ابن معاذ السويدي من سويداء حوران سمع الحديث وبرع في الطب توفي في ربيع الأول ببستانه بقرب الشبلية ودفن في تربة له في قبة فيها عن ستين سنة
*3* الشيخ شعبان بن أبي بكر بن عمر الاربلي
@ شيخ الحلبية بجامع بني أمية كان صالحا مباركا فيه خير كثير كان كثير العبادة وإيجاد الراحة للفقراء وكانت جنازته حافلة جدا صلى عليه بالجامع بعد ظهر يوم السبت تاسع عشرين رجب ودفن بالصوفية وله سبع وثمانون سنة وروى شيئا من الحديث وخرجت له مشيخة حضرها الأكابر رحمه الله
*3* الشيخ ناصر الدين يحيى بن ابراهيم
@ ابن محمد بن عبد العزيز العثماني خادم المصحف العثماني نحوا من ثلاثين سنة وصلى عليه بعد الجمعة سابع رمضان ودفن بالصوفية وكان لنائب السلطنة الأفرم فيه اعتقاد وصله منه افتقاد وبلغ خمسا وستين سنة
*3* الشيخ الصالح الجليل القدوة
@ أبو عبد الله محمد بن الشيخ القدوة إبراهيم بن الشيخ عبد الله الأموي توفي في العشرين من رمضان بسفح قاسيون وحضر الأمراء والقضاة والصدور جنازته وصلى عليه بالجامع المظفري ثم دفن عند والده وغلق يومئذ سوق الصالحية له وكانت له وجاهة عند الناس وشفاعة مقبولة وكان عنده فضيلة وفيه تودد وجمع أجزاء في أخبار جيدة وسمع الحديث وقارب السبعين رحمه الله
*3* ابن الوحيد الكاتب
@ هو الصدر شرف الدين أبو عبد الله محمد بن شريف بن يوسف الزرعي المعروف بابن الوحيد كان موقعا بالقاهرة وله معرفة بالانشاء وبلغ الغاية في الكتابة في زمانه وانتفع الناس به وكان فاضلا مقداما شجاعا توفي بالمرستان المنصوري بمصر سادس عشر شوال
*3* الامير ناصر الدين
@ محمد بن عماد الدين حسن بن النسائي أحد أمراء الطبلخانات وهو حاكم البندق ولي ذلك بعد سيف دين بلبان توفي في العشرين الآخر من رمضان
*3* التميمي الداري
@ توفي يوم عيد الفطر ودفن بالقرافة الصغرى وقد ولى الوزارة بمصر وكان خبيرا كافيا مات معزولا وقد سمع الحديث وسمع عليه بعض الطلبة
وفي ذي القعدة جاء الخبر إلى دمشق بوفاة الامير الكبير استدمر وبنخاص في السجن بقلعة الكرك
*3* القاضي الامام العلامة الحافظ
@ سعد الدين مسعود الحارثي الحنبلي الحاكم بمصر سمع الحديث وجمع وخرج وصنف وكانت له يد طولي في هذه الصناعة والأسانيد والمتون وشرح قطعة من سنن أبي داود فأجاد وافاد وحسن الاسناد رحمه الله تعالى والله أعلم
*2* ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وسبعمائة
@ استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها وفي خامس المحرم توجه الأمير عز الدين ازدمر الزردكاش وأميران معه إلى الأفرم وساروا بأجمعهم حتى لحقوا بقراسنقر وهو عند مهنا وكاتبوا السلطان وكانوا كالمستجيرين من الرمضاء بالنار وجاء البريد في صفر بالاحتياط على حواصل الافرم وقراسنقر والزردكاش وجميع ما يتعلق بهم وقطع خبز مهنا وجعل مكانه في الامرة أخاه محمدا وعادت العساكر صحبة أرغون من البلاد الشمالية وقد حصل عند الناس من قراسنقر وأصحابه هم وغم وحزن وقدم سودي من مصر على نيابة حلب فاجتاز بدمشق فخرج الناس والجيش لتلقيه وحضر السماط وقرئ المنشور بطلب جمال الدين نائب دمشق الى مصر فركب من ساعته على البريد الى مصر وتكلم في نيابته لغيبة لاجين وطلب في هذا اليوم قطب الدين موسى شيخ السلامية ناظر الجيش الى مصر فركب في آخر النهار إليها فتولى بها نظر الجيش عوضا عن فخر الدين الكاتب كاتب المماليك بحكم عزله ومصادرته وأخذ أمواله الكثيرة منه في عاشر ربيع الأول وفي الحادي عشر منه باشر الحكم للحنابلة بمصر القاضي تقي الدين أحمد بن المعز عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي وهو ابن بنت الشيخ شمس الدين بن العماد أول قضاة الحنابلة وقدم الأمير سيف الدين نمر على نيابة طرابلس عوضا عن الأفرم بحكم هربه إلى التتر وفي ربيع الآخر مسك بيبرس العلائي نائب حمص وبيبرس المجنون وطوغان وجماعة آخرون من الأمراء ستة في نهار واحد وسيروا الى الكرك معتقلين بها وفيه مسك نائب مصر الامير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري وولى بعده ارغون الدوادار ومسك نائب الشام جمال الدين نائب الكرك وشمس الدين سنقر الكمالي حاجب الحجاب بمصر وخمسة أمراء آخرون وحبسوا كلهم بقلعة الكرك في برج هناك وفيه وقع حريق داخل باب السلامية احترق فيه دور كثيرة منها دار ابن ابي الفوارس ودار الشريف القباني
*3* نيابة تنكز على الشام
@ في يوم الخميس العشرين من ربيع الاخر دخل الامير سيف الدين تنكز بن عبد الله المالكي الناصري نائبا على دمشق بعد مسك نائب الكرك ومعه جماعة من مماليك السلطان منهم الحاج ارقطاي على حيز بيبرس العلائي وخرج الناس لتلقيه وفرحوا به كثيرا ونزل بدار السعادة ووقع عند قدومه مصر فرح عظيم وكان ذلك اليوم يوم الرابع والعشرين من آب وحضر يوم الجمعة الخطبة بالمقصورة وأشعلت له الشموع في طريقه وجاء توقيع لابن صصرى باعادة قضاء العسكر إليه وأن ينظر الأوقاف فلا يشاركه احد في الاستنابة في البلاد الشامية على عادة من تقدمه من قضاة الشافعية وجاء مرسوم لشمس الدين ابي طالب بن حميد بنظر الجيش عوضا عن ابن شيخ السلامية بحكم إقامته بمصر ثم بعد أيام وصل الصدر معين الدين هبة الله بن خشيش ناظر الجيش وجعل ابن حميد بوظيفة ابن البدر وسافر ابن البدر على نظر جيش طرابلس وتولى ارغون نيابة مصر وعاد فخر الدين كاتب المماليك الى وظيفته مع استمرار قطب الدين بن شيخ السلامية مباشرا معه
وفي هذا الشهر قام الشيخ محمد بن قوام ومعه جماعة من الصالحين على ابن زهرة المغربي الذي كان يتكلم بالكلاسة وكتبوا عليه محضرا يتضمن استهانته بالمصحف وانه يتكلم في أهل العلم فأحضر إلى دار العدل فاستسلم وحقن دمه وعزر تعزيرا بليغا عنيفا وطيف به في البلد باطنه وظاهره وهو مكشوف الرأس ووجهه مقلوب وظهره مضروب ينادي عليه هذا جزاء من يتكلم في العلم بغير معرفة ثم حبس وأطلق فهرب الى القاهرة ثم عاد على البريد في شعبان ورجع الى ما كان عليه وفيها قدم بهادراص من نيابة صعد الى دمشق وهنأه الناس وفيها قدم كتاب من السلطان الى دمشق ان لا يولي أحد بمال ولا برشوة فإن ذلك يفضي إلى ولاية من لا يستحق الولاية وإلى ولاية غير الاهل فقرأه ابن الزملكاني على السدة وبلغه عنه ابن حبيب المؤذن وكان سبب ذلك الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله
وفي رجب وشعبان حصل للناس خوف بدمشق بسبب أن التتر قد تحركوا للمجيء الى الشام فانزعج الناس من ذلك وخافوا وتجول كثير منهم الى البلد وازدحموا في الابواب وذلك في شهر رمضان وكثرت الأراجيف بأنهم قد وصلوا الى الرحبة وكذلك جرى واشتهر بأن ذلك باشارة قراسنقر وذويه فالله أعلم وفي رمضان جاء كتاب السلطان ان من قتل لا يجني أحد عليه بل يتبع القاتل حتى يقتص منه بحكم الشرع الشريف فقرأه ابن الزملكاني على السدة بحضرة نائب السلطنة ابن تنكز وسببه ابن تيمية هو أمر بذلك وبالكتاب الاول قبله وفي أول رمضان وصل التتر الى الرحبة فحاصروها عشرين يوما وقاتلهم نائبها الأمير بد الدين موسى الازدكشي خمسة أيام قتالا عظيما ومنعهم منها فأشار رشيد الدولة بأن ينزلوا الى خدمة السلطان خربندا ويهدوا له هدية ويطلبون منه العفو فنزل القاضي نجم الدين إسحاق وأهدوا له خمسة رؤس خيل وعشرة أباليج سكر فقبل ذلك ورجع الى بلاده وكانت بلاد حلب وحماة وحمص قد أجلوا منها وخرب أكثرها ثم رجعوا اليها لما تحققوا رجوع التتر عن الرحبة وطابت الاخبار وسكنت النفوس ودقت البشائرة وتركت الائمة القنوت وخطب الخطيب يوم العيد وذكر الناس بهذه النعمة وكان سبب رجوع التتر قلة العلف وغلاء الاسعار وموت كثير منهم واشار على سلطانهم بالرجوع الرشيد وجوبان
وفي ثامن شوال دقت البشائر بدمشق بسبب خروج السلطان من مصر لأجل ملاقاة التتر وخرج الركب في نصف شوال وأميرهم حسام الدين لاجين الصغير الذي كان والى البر وقدمت العساكر المصرية أرسالا وكان قدوم السلطان ودخوله دمشق ثالث عشرين شوال واحتفل الناس لدخوله ونزل القلعة وزينت البلد وضربت البشائر ثم انتقل بعد ليلتئذ الى القصر وصلى الجمعة بالجامع بالمقصورة وخلع على الخطيب وجلس في دار العدل يوم الاثنين وقدم وزيره أمين الملك يوم الثلاثاء عشرين الشهر وقدم صحبة السلطان الشيخ الامام العالم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الى دمشق يوم الاربعاء مستهل ذي القعدة وكانت غيبته عنها سبع سنين ومعه أخواه وجماعة من أصحابه وخرج خلق كثير لتلقيه وسروا بقدومه وعافيته ورؤيته واستبشروا به حتى خرج خلق من السناء أيضا لرؤيته وقد كان السلطان صحبه معه من مصر فخرج معه بنية الغزاة فلما تحقق عدم الغزاة وأن التتر رجعوا الى بلادهم فارق الجيش من غزة وزار القدس وأقام به أياما ثم سافر على عجلون وبلاد السواد وزرع ووصل دمشق في أول يوم من ذي القعدة فدخلها فوجد السطان قد توجه إلى الحجاز الشريف في أربعين أميرا من خواصه يوم الخميس ثاني ذي القعدة ثم إن الشيخ بعد وصوله الى دمشق واستقراره بها لم يزل ملازما لاشتغال الناس في سائر العلوم ونشر العلم وتصنيف الكتب وإفتاء الناس بالكلام والكتابة المطولة والاجتهاد في الاحكام الشرعية ففي بعض الأحكام يفتي بما أدى إليه اجتهاده من موافقة أئمة المذاهب الاربعة وفي بعضها يفتي بخلافهم وبخلاف المشهور في مذاهبهم وله اختيارات كثيرة مجلدات عديدة أفتى فيها بما أدى إليه اجتهادة واستدل على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف
فلما سار السلطان الى الحج فرق العساكر والجيوش بالشام وترك أرغون بدمشق وفي يوم الجمعة لبس الشيخ كمال الدين الزملكاني خلعة ! وكلة بيت المال عوضا عن ابن الشريشي وحضر بها الشباك وتكلم وزير السلطان في البلد وطلب أموالا كثيرة وصادر وضرب بالمقارع وأهان جماعة من الرؤساء منهم ابن فضل الله محيي الدين وفيه عين شهاب الدين بن جهبل لتدريس الصلاحية بالمقدس عوضا عن نجم الدين داود الكردي توفي وقد كان مدرسا بها من نحو ثلاثين سنة فسافر ابن جهبل الى القدس بعد عيد الاضحى
وفيها مات ملك القفجاق المسمى طغطاي خان وكان له في الملك ثلاث وعشرون سنة وكان عمره ثمانا وثلاثين سنة وكان شهما شجاعا على دين التتر في عبادة الاصنام والكواكب يعظم المجسمة والحكماء والاطباء ويكرم المسلمين أكثر من جميع الطوائف كان جيشه هائلا لا يجسر أحد على قتاله لكثرة جيشه وقوتهم وعددهم وعددهم ويقال إنه جرد مرة تجريدة من كل عشرة من جيشه واحدا فبلغت التجريدة مائتي ألف وخمسين ألفا توفي في رمضان منها وقام في الملك من بعده ابن أخيه أزبك خان وكان مسلما فأظهر دين الاسلام ببلاده وقتل خلقا من أمراء الكفرة وعلت الشرائع المحمدية على سائر الشرائع هناك ولله الحمد والمنة على الاسلام والسنة وممن توفي فيها من الاعيان :
*3* الملك المنصور صاحب ماردين
@ وهو نجم الدين أبو الفتح غازي بن الملك المظفر قرارسلان بن الملك السعيد نجم الدين غازي بن الملك المنصور ناصر الدين ارتق بن غازي بن المنى بن تمرتاش بن غازي بن أرتق الارتقي أصحاب ماردين من عدة سنين كان شيخا حسنا مهيبا كامل الخلقة بدينا سمينا إذا ركب يكون ! خلفعه محفة خوفا من أن يمسه لغوب فيركب فيها توفي في تاسع ربيع الآخرة ودفن بمدرسته تحت القلعة وقد بلغ من العمر فوق السبعين ومكث في الملك قريبا من عشرين سنة وقام من بعده في الملك ولده العادل فمكث سبعة عشر يوما ثم ملك أخوه المنصور وفيها مات
*3* الامير سيف الدين قطلوبك الشيخي
@ كان من امراء دمشق الكبار
*3* الشيخ الصالح
@ نور الدين ابو الحسن علي بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن علي بن حميد الثعلبي الدمشقي قارئ الحديث بالقاهرة ومسندها روى عن ابن الزبيدي وابن الليثي وجعفر الهمداني وابن الشيرازي وخلق وقد خرج له الامام العلامة تقي الدين السبكي مشيخة وكان رجلا صالحا توفي بكرة الثلاثاء تاسع عشر ربيع الآخر وكانت جنازته حافلة
*3* الامير الكبير الملك المظفر
@ شهاب الدين غازي بن الملك الناصر داود بن المعظم سمع الحديث وكان رجلا متواضعا توفي بمصر ثاني عشر رجب ودفن بالقاهرة
*3* قاضي القضاة
@ شمس الدين ابو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داود بن خازم الازرعي الحنفي كان فاضلا درس وأفتى وولى قضاء الحنفية بدمشق سنة ثم عزل واستمر على تدريس الشبلية مدة ثم سافر إلى مصر فأقام بسعيد السعداء خمسة أيام وتوفي يوم الاربعاء ثاني عشرين رجب فالله أعلم
*2* ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وسبعمائة
@ استهلت والحكام هم هم والسلطان في الحجاز لم يقدم بعد وقد قدم الامير سيف الدين تجليس يوم السبت مستهل المحرم من الحجاز وأخبر بسلامة السلطان وأنه فارقه من المدينة النبوية أنه قد قارب البلاد فدقت البشائر فرحا بسلامته ثم جاء البريد فأخبر بدخوله إلى الكرك ثاني المحرم يوم الاحد فلما كان يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم دخل دمشق وقد خرج الناس لتلقيه على العادة وقد رأيته مرجعه من هذه الحجة على شفته ورقة قد الصقها عليه فنزل بالقصر وصلى الجمعة رابع عشر المحرم بمقصروة الخطابة وكذلك الجمعة التي تليها ولعب في الميدان بالكرة يوم السبت النصف من المحرم وولى نظر الدواوين للصاحب شمس الدين غبريال يوم الاحد حادي عشر المحرم وشد الدواوين لفخر الدين إياس الاعسري عوضا عن القرماني وسافر القرماني إلى نيابة الرحبة وخلع عليهما وعلى وزيره وخلع على ابن صصرى وعلى الفخر كاتب المماليك وكان مع السلطان في الحج وولى شرف الدين بن صصرى حجابة الديوان وباشر فخر الدين ابن شيخ السلامية نظر الجامع وباشر بهاء الدين بن عليم نظر الاوقاف والمنكورسي شد الاوقاف وتوجه السلطان راجعا الى الديار المصرية بكرة الخميس السابع والعشرين من المحرم وتقدمت الجيوش بين يديه ومعه وفي أواخر صفر اجتاز على البريد في الرسلية الى مهنا الشيخ صدر الدين الوكيل وموسى بن مهنا والامير علاء الدين الطنبغا فاجتمعوا به في تدمر ثم عاد الطنبغا وابن الوكيل الى القاهرة
وفي جمادي الاخرة مسك امين الملك وجماعة من الكبار معه وصودروا بأموال كثيرة وأقيم عوضه بدر الدين بن التركماني الذي كان والي الخزانة وفي رجب كملت أربعة مناجيق واحد لقلعة دمشق وثلاثة تحمل إلى لاكرك ورمى باثنين على باب الميدان وحضر نائب السلطنة تنكز والعامة وفي شعبان تكامل حفر النهر الذي عمله سودى نائب حلب بها كان طوله من نهر الساجور إلى نهر قويق أربعين ألف ذراع في عرض ذراعين وعمق ذراعين وغرم عليه ثلثمائة ألف درهم وعمل بالعدل ولم يظلم فيه أحدا وفي يوم السبت ثامن شوال خرج الركب من دمشق واميره سيف الدين بلباي التتري وحج صاحب حماة في هذه السنة وخلق من الروم والغرباء وفي يوم السبت السادس والعشرين من ذي الحجة وصل القاضي قطب الدين موسى ابن شيخ السلامية من مصر على نظر الجيوش الشامية كما كان قبل ذلك وراح معين الدين بن الخشيش الى مصر في رمضان صحبة الصاحب شمس الدين بن غبريال وبعد وصول ناظر الجيوش بيومين وصلت البشائر بمقتضى إزالة الاقطاعات لما رآه السلطان بعد نظره في ذلك اربعة أشهر وممن توفي فيها من الاعيان :
*3* الشيخ الامام المحدث
@ فخر الدين أبو عمرو عفان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن داود التوزي بمكة يوم الاحد حادي ربيع الاخرة وقد سمع الكثير وأجازه خلق يزيدون على ألف شيخ وقرأ الكتب الكبار وغيرها وقرا صحيح البخاري أكثر من ثلاثين مرة رحمه الله
*3* عز الدين محمد بن العدل
@ شهاب الدين أحمد بن عمر بن إلياس الرهاوي كان يباشر استيفاء الاوقاف وغير ذلك وكان من أخصاء أمين الملك فلما مسك بمصر أرسل إلى هذا وهو معتقل بالعذراوية ليحضر على البريد فمرض فمات بالمدرسة العذراوية ليلة الخميس التاسع عشر من جمادي الآخرة وله من العمر خمس وثلاثون سنة وكان قد سمع من ابن طبرزد الكندي ودفن من الغد بباب الصغير وترك من بعده ولدين ذكرين جمال الدين محمد وعز الدين
*3* الشيخ الكبير المقريء
@ شمس الدين المقصاي هو أبو بكر بن عمر بن السبع الجزري المعروف بالمقصاي نائب الخطيب وكان يقرئ الناس بالقراءات السبع وغيرها من الشواذ وله إلمام بالنحو وفيه ورع واجتهاد توفي ليلة السبت حادي عشرين جمادي الاخرة ودفن من الغد بسفح قاسيون تجاه الرباط الناصري وقد جاوز الثمانين رحمه الله
*2* ثم دخلت سنة أربع عشرة وسبعمائة
@ استهلت والحكام هم هم في التي قبلها إلا الوزير أمين الملك فمكانه بدر الدين التركماني وفي رابع المحرم عاد الصاحب شمس الدين غبريال من مصر على نظر الدواوين وتلقاه أصحابه وفي عاشر المحرم يوم الجمعة قرئ كتاب السلطان على السدة بحضرة نائب السلطنة والقضاة والأمراء يتضمن باطلاق البواقي من سنة ثمان وتسعين وستمائة إلى آخر سنة ثلاث عشرة وسبعمائة فتضاعفت الادعية للسلطان وكان القارئ جمال الدين بن القلانسي ومبلغه صدر الدين بن صبح المؤذن ثم قرئ في الجمعة الاخرى مرسوم آخر فيه الافراج عن المسجونين وأن لا يؤخذ من كل واحد إلا نصف درهم ومرسوم آخر فيه إطلاق السخر في الغصب وغيره عن الفلاحين قرأه ابن الزملكاني وبلغه عنه أمين الدين محمد بن مؤذن النجيبي وفي المحرم استحضر السلطان إلى بين يديه الفقيه نور الدين على البكري وهم بقتله شفع فيه الأمراء فنفاه ومنعه من الكلام في الفتوى والعلم وكان قد هرب لما طلب من جهة الشيخ تقي الدين بن تيمية فهرب واختفى وشفع فيه أيضا ثم لما ظفر به السلطان الآن وأراد قتله شفع فيه الأمراء فنفاه ومنعه من الكلام والفتوى وذلك لاجترائه وتسرعه على التكفير والقتل والجهل الحامل له على هذا وغيره وفي يوم الجمعة مستهل صفر قرأ ابن الزملكاني كتابا سلطانيا على السدة بحضرة نائب السلطان القاضي وفيه الأمر بابطال ضمان القواسير وضمان النبيذ وغير ذلك فدعا الناس للسلطان وفي أواخر ربيع الاول اجتمع القضاة بالجامع للنظر في أمر الشهود ونهوهم عن الجلوس في المساجد وأن لا يكون أحد منهم في مركزين وان لا يتولوا
ثبات الكتب ولا يأخذوا أجرا على أداء الشهادة وأن لايغتابوا أحدا وأن يتناصفوا في المعيشة ثم جلسوا مرة ثانية لذلك وتواعدوا ثالثة فلم يتفق اجتماعهم ولم يقطع احد من مركزه
وفي يوم الاربعاء الخامس والعشرين منه عقد مجلس في دار ابن صصرى لبدر الدين بن بضيان وأنكر عليه شيء من القراءات فالتزم بترك الاقراء بالكلية ثم استأذن بعد أيام في الاقرءا فأذن له فجلس بين الظهر والعصر بالجامع وصارت له حلقة على العادة وفي منتصف رجب توفي نائب حلب الامير سيف الدين سودي ودفن بتربته وولى مكانه علاء الدين الطنبغا الصالحي الحاجب بمصر قبل هذه النيابة وفي تاسع شعبان خلع على الشريف شرف الدين عدنان بنقابة الاشراف بعد والده أمين الدين جعفر توفي في الشهر الماضي
وفي خامس شوال دفن الملك شمس الدين دوباح بن ملكشاه بن رستم صاحب كيلان بتربته المشهورة بسفح قاسيون وكان قد قصد الحج في هذا العام فلما كان بغباغب أدركته منيته يوم السبت سادس عشرين رمضان فحمل إلى دمشق وصلى عليه ودفن في هذه التربة اشتريت له وتممت وجاءت حسنة وهي مشهورة عند المكارية شرقي الجامع المظفري وكان له في مملكة كيلان خمسة وعشرين سنة وعمر أربعا وخسمين سنة وأوصى ان يحج عنه جماعة ففعل ذلك وخرج الركب في ثالث شوال وأميره سيف الدين سنقر الابراهيمي وقاضيه محيي الدين قاضي الزبداني وفي يوم الخميس سابع ذي القعدة قدم القاضي بدر الدين بن الحداد من القاهرة متوليا حسبة دمشق فخلع عليه عوضا عن فخر الدين سليمان البصراوي عزل فسافر سريعا إلى البرية ليشتري خيلا للسلطان يقدمها رشوة على المنصب المذكور فاتفق موته في البرية في سابع عشر الشهر المذكور وحمل إلى بصرى فدفن بها عند أجداده في ثامن ذي القعدة وكان شابا حسنا كريم الاخلاق حسن الشكل وفي أواخره مسك نائب صغد بلبان طوباي المنصوري وسجن وتولى مكانه سيف الدين بلباي البدري وفي سادس ذي الحجة تولي ولاية البر الامير علاء الدين علي بن محمود بن معبد البعلبكي عوضا عن شرف الدين عيسى بن البركاسي وفي يوم عيد الاضحى وصل الامير علاء الدين بن صبح من مصر وقد افرج عنه فسلم عليه الامراء وفي هذا الشهر أعيد أمين الملك إلى نظر النظار بمصر وخلع على الصاحب بهاء الدين النسائي بنظر الخزانة عوضا عن سعد الدين حسن بن الاقفاصي وفيه وردت البريدية بأمر السلطان للجيوش الشامية بالمسير إلى حلب وأن يكون مقدم العساكر كلها تنكز نائب الشام وقدم من مصر ستة آلاف مقاتل عليهم الامير سيف الدين بكتمر الابوبكري وفيهم تجليس وبدر الدين الوزيري وكتشلي وابن طيبرس وشاطي وابن سلار وغيرهم فتقدموا إلى البلاد الحلبية بين يدي نائب الشام تنكز
وممن توفي فيها من الأعيان :


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس