عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2004, 08:40 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي









تركـت بهـا ليلاً طـويلاً ومنـزلاً

وموقـد نار لم تـرمـه القـوا بـس

وتسـمع تزقـاء من البُـوم حولنـا

كمـا ضُرِبَـت بعد الهـدوء النواقيـس

ومن جميـل قول الشـعراء في وصف الناقـة ما نظمـه الشاعر بشـامة بن العذيـر بقولـه :

كـأن يـديهـا إذا أرقـلت

وقـد حـرن ثم اهتـدين السـبيلا

يـدا سـابح خـرَّ في غمـرة

وقـد شـارف الموت إلاّ قليــلا

إذا أقبـلت قلتُ مشـحونـة

أطاعت لهـا الريـح قلعـا جفـولا

وإذا أدبـرت قلتُ مـذعـورة

مـن الربـد تتبــع هيقاً ذَمـولا

وقـول الشـاعر العبـاسي أبي تمـام الطـائي :

وبـدلها السـرى بالجهـل حلمـا


وقـد أديمهـا قـد الأديــم

بـدت كالبـدر فـي ليـلٍ بهيـم

وآبـت مثـل عرجون قديـم

نـاقـة ابن العبـــد :

ويذكر بأنّ الشاعر طرفة بن العبد هو من أكثر الشعراء صحبـة للنـاقـة حتى أنّ مشكلته مع أهله صغيراً ، وإسـرافه في اللهـو شاباً ، دفعـه إلى التغـرب في البلدان هائمـاً على وجهـه ، متنقلاً بين أحيـاء العرب ، أو قاصداً الملوك ، ولا أنيس له إلاّ ناقتـه ، فطال نظـره إليها ، ومراقبته لها وتعاطفه معها فوصفها وصفاً تفصيلياً ، وهو القائـل :

كـأن حـد وج المالكيــة غــدوة

خـلايا سفـين بالنواصف مـن دد

عدوليـة أو مـن سفـين ابن يامـن

يجـورُ بهـا المـلاح طورا ويهتـدي

يـشق حبـاب المـاء حيـزومها بهـا

كما قسـم الُّـرب المفايـل باليـد

أمـا الشاعرة الخنسـاء ، فإنهـا اتخـذت مـن الناقـة مثالاً لهـا للتعبير عن حزنها على فقـدها لشقيقها صـخر فرثتـه بقولهـا :
يـا صـخر ورّاد مـاء قـد تنـاذره

أهـل الموارد مــا في ورده عـار

فمـا عجـول على بـوًّتطيـف بـه

لهـا حنينـان : أصـغار واكبــار

أمـا شـاعر المعلقات عنترة بن شداد العبسي ، فكثيرا ما كـان يوقف ناقتـه في دار عبلـة ، ويشبهها بالبنـاء المتماسك المحكم في قـوته وعنفوانه :

فـوقفـت فيهـا ناقتـي وكـأنهـا

فـدن لاقضـي حـاجـة المتلــوم

تـأوي لـه قلص النعـام كمـا أوت

حـزق عانيـة لاعجـــم طمطـم

كمـا تُعـد ناقتـه مُلهمتـه التي توصـله إلى محبـوبتـه وابنـة عمـه فيقـول :

هـل تبلغنـي دارهـا شـدنيـة

لعـنت بمحـروم الشــراب مصـرم

خطـارة غـبّ السـري زيـافـه

تطـسُّ الآكــام بـذات خـف ميثـم



الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس