[OM_SULTAN]

أبوطبيلة




بقلم: صالح العجيري

سمي كذلك لأنه يحمل طبلا يقرعه بعصا ليوقظ النائمين، ويسمّى أيضا في بعض البلدان العربية «مسحراتي» كناية الى انه يوقظ الناس للسحور ايضا.
فيما مضى قبل عصر الكهرباء كان الناس ينامون باكرا مما يجعل الحاجة ملحّة لمن يوقظهم آخر الليل لتناول طعام السحور فالإمساك، ثم صلاة الفجر، ابوطبيلة الذي يمشي لمسافات طويلة يجوب الاحياء ويمشي على قدميه كل تلك المسافات يستحق أجرة، واجرته تعطى له ايام العيد، فهو يسوق امامه حمارا يتدلى من جانبيه «خرجان» ويقوم بقرع الطبل ذاته ويقول بصوت مسموع «عادت عليهم والشر ما يجيهم»، فيقدمون له بعض الاطعمة او الحبوب، وكانت في غالبيتها تمرا او ربما اعطوه نقودا.

في العقود المتأخرة انتفت الحاجة الى ابوطبيلة، فالناس صاروا يسهرون الى وقت السحور بسبب الاضاءة الكهربائية في الشوارع والبيوت، واصبحت هناك وسائل كثيرة لمعرفة وقت السحور والامساك، منها امساكيات شهر رمضان والساعة المنبهة والراديو والتلفزيون وغيرها الكثير.

ومما تجدر الاشارة اليه انه قبل نحو 65 عاما إبان الحرب العالمية الثانية احضرت الحكومة «صفارة انذار» لتنذرنا عن توقع قصف الطائرات الحربية المغيرة، لكن الطائرات لم تقصف الكويت اثناء الحرب لعدم وجود مرافق مهمة، فلجأت الحكومة الى استعمال صفارة الانذار واطلاقها مع مدفع الامساك والافطار مساندة له، وكان صوتها مدويا يسمع بوضوح تام لصغر مساحة مدينة الكويت وعدم وجود ضجيج كما هو الآن، لقد اصبح ذلك مع «ابوطبيلة» من الذكريات التي لا يعيها شباب اليوم فلنذكّرهم بها ولو إعلاميا.