عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2010, 01:22 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


عبده خال .. حكاية الأدب والصحافة..وفوز «ترمي بشرر..» بجائزة «البوكر»:



عبده خال .. حكاية الأدب والصحافة


Cant See Images

ثقافة اليوم – محمد المرزوقي

هو عبده محمد علي هادي خال، من مواليد قرية المجَنّة، بصامطة في منطقة جازان، عام 1962م ، وقد تلقى تعليمه الابتدائي بمدينة الرياض، التي قضى بها طفولته، وبدأ فيها تعليمه بالمرحلة المتوسطة، إلا أن أسرته انتقلت إلى محافظة جدة، حيث أكمل تعليمه المتوسط بمدرسة البحر الأحمر، ليلتحق بعدها بثانوية قريش.

مواصلا بعد ذلك تعليمه الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فالتحق بها وحصل منها على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1986م،وخلال تعليمه الجامعي ظهر لديه الاهتمام بكتابة السرد، إلى جانب الاهتمام الصحفي الذي تدرج فيه من متعاون، إلى محرر متفرغ وكاتب صحفي فيما بعد.. إلى جانب كتابته في عدد من المجلات العربية،كمجلة الحداثة البيروتية، ونزوى العمانية، والعربي الكويتية.. فقد اشتغل بالصحافة منذ عام 1982 م، الأمر الذي جعل العمل الصحفي شريكا رئيسا لأعماله القصصية والروائية، حيث تدرج في العمل الصحفي حتى أصبح يشغل مدير تحرير بجريدة عكاظ السعودية، وقد كان له زاوية أسبوعية بالصفحة الأخيرة ،التي تحول منها بعد فترة إلى كتابة المقال الاجتماعي الذي لا يزال يكتبه حتى اليوم بالصحيفة نفسها تحت عنوان (أشواك).

أما على الجانب الأدبي، فقد بدأ عبده الكتابة السردية متخذا من فن القصة بداية ومنطلقا لمشواره الأدبي،منذ الثمانينيات الميلادية، ومع أنه بدأ مشواره الأدبي قاصا فكتب قصصا منها ما هو للأطفال ومنها ( حكاية المداد) ومنها ما هو نقد اجتماعي وطرح ثقافي كمجموعته ( حوار على بوابة الأرض) إلا أنه سرعان ما سلك طريق السرد الروائي، بعد أن ظل فترة في حالة أشبه ما تكون بالموازنة بين السرد القصصي والروائي، ليصدر روايته ( الموت يمر من هنا) التي أعقبها بعد قرابة سبع سنوات برواية ( مدن تأكل العشب) ليصدر في عام 2000م رواية ( الأيام لا تخبئ أحدا) التي أصدر بعدها روايته (الطين) ليصدر في عام 2005م روايته ( فسوق) التي أعقبها برواية ( ترمي بشرر ) الحائزة على جائزة بوكر للرواية العربية في دورتها الثالثة 2010م.

وقد سجل عبده حضورا أدبيا وصحفيا في المشهد المحلي، وذلك من خلال مشاركاته في الأمسيات والندوات في عدد من الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون بالمملكة، إلى جانب مشاركاته في اللقاءات السردية خارج الوطن،إلا أنه لا يزال على صلة فاعلة بنادي جدة الأدبي، الذي اختير عضوا فيه عام 2006م، وعين رئيسا للجنة السرد فيه، الأمر الذي جعله يقدم كل ما لديه فيما يشبه ورشة سردية ضمت عددا من الأسماء السردية والأكاديمية المعروفة في مشهدنا المحلي، مما جعل اهتمامه الأدبي حضورا وتأليفا ومشاركة، يظل المتفوق وبجدارة على العمل الصحفي والكتابة الصحفية التي لم تنفك عنه..كما أن عبده يعد من الأعضاء الفاعلين في عدد من الدوريات، فهو يشارك في تحرير دورية الراوي الصادرة عن نادي جدة الأدبي والمعنية بالسرد في الجزيرة العربية، إلى جانب مشاركته في تحرير مجلة النص الجديد وتعنى بالأدب الحديث لكتاب المملكة العربية السعودية، إضافة إلى عضويته الفاعلة في عدد من الجمعيات الأدبية والثقافية.

Cant See Links

Cant See Images

بمناسبة فوز «ترمي بشرر..» بجائزة «البوكر»:


نورة القحطاني: عبده خال يمثل الرواية السعودية في قمة مجدها

Cant See Images
عبده خال ثقافة اليوم – محمد باوزير

يعتبر فوز الروائي عبده خال بالجائزة الدولية للرواية العربية لعام 2010م «البوكر» عن روايته «ترمي بشرر..» من أهم الأحداث الثقافية على صعيد الرواية محلياً، ليتوج خال مشواره الروائي الذي انطلق منذ عقود بهذه الجائزة الأهم.

يرى الدكتور سحمي الهاجري ان فوز رواية سعودية بجائزة البوكر العربية لهذا العام يعكس مدى الإسهام الفعال للرواية السعودية المعاصرة في مسيرة الرواية العربية، وفوز عبده خال تحديدا، يعكس مدى الإسهام الفعال لهذا المبدع الدؤوب في مسيرة الرواية السعودية، بعد أن أصدر خمس روايات سابقة (الموت يمر من هنا) و(مدن تأكل العشب) و(الأيام لا تخبئ أحدا) و(الطين) و(فسوق) وأخيرا (ترمي بشرر) التي توجت بالجائزة.

ويضيف الهاجري: من المعروف أن الروايتين الفائزتين في العامين الماضيين (واحة الغروب) لبهاء طاهر، و(عزازيل) ليوسف زيدان، هما روايتان تاريخيتان، وكان لا بد من فوز رواية تمثل الواقع المعاصر شديد التعقيد، بدرجة غير مسبوقة، وخير ما يمثل شدة تعقيد الواقع مثل هذه الشخصيات الإشكالية التي تحفل بها رواية (ترمي بشرر) مما قد يصدم القارئ غير المدرب على قراءة النصوص المشرعة على آفاق مفتوحة من الدلالات خاصة إذا اقتصر تركيزه على الحدوثة الخام، لأن بنية الرواية، في حدثها الأساس والنصوص الملحقة بها حافلة بطاقات تأويلية لا متناهية.



وختم بقوله: أبارك لعبده خال هذا الفوز المستحق وأبارك لكل من يهتم بالوطن وبأدب الوطن وبرواية الوطن، وأقول إنه لم يعد هناك مراكز وأطراف ثقافية في العالم العربي فالكل يكتب والكل يقرأ والكل عربي وكل إنجاز والوطن بخير.

من جهتها ترى الناقدة نورة القحطاني أن عبده خال روائي يدهشنا بسرده و يدخلنا إلى عوالم غريبة لم ندخلها من قبل، فيجيد النبش في عمق العمق، لا يكتفي بسرد الأحداث بل يستطرد هنا وهناك في محاولة جادة لكشف الباطن، وفضح المسكوت عنه يحكي عن آلام الناس وبؤسهم وظلمهم، يسمعنا صوت الشخصيات ويخرج حتى الأموات من قبورهم ليستعيدوا حكاياتهم الممزقة، ويسرد لنا من خلال الشخصيات تارة ومن خلال السارد تارة أخرى أحداثًا متداخلة، وكلما شعرنا بقربنا من النهاية نقع في خيوط حكايات جديدة تشدّنا ويعتصرنا الألم، لنفيق على فاجعة النهاية التي لم تكن ضمن أفق توقعاتنا.

وتضيف: تلك لعبة السرد التي يحبك نسج خيوط شبكتها عبده خال؛ ليجذب القارئ الذي ينتقل معه لحياة الرواية ويعيش تفاصيلها مع أبطالها، وضحاياها بلغة يتفنن في استخدام مفرداتها وإيحاءاتها؛ ليكشف عن مواقف ما كنّا لنراها لولا نبشه في خفاياها واسترساله في وصفها.

وتختم مؤكدة أن هذا هو السرد القادر على معالجة الفكرة التي تشغل الكاتب بذكاء المبدع وتقنيات الفن الجميلة، التي تشعرك بجمال الحكي ومتعة المتابعة، تلك القدرة على امتلاك السرد والإمساك بخيوط الأحداث، برغم الاستطراد إلا أنه يوظفه لخدمة لعبته السردية التي لا يتقنها سوى عبده خال، الذي استطاع الصمود سنوات طويلة من الحكي في روايات انتشرت محليا وعربيا حتى حصد جائزة الرواية العربية ليخرج منها إلى العالمية كأول خليجي يحصل عليها، ونجاحه لم يعد له فقط بل لكل قرائه الذين عاشوا مع حكاياته وتعاطفوا مع شخوصه، وهو الآن يمثل الرواية السعودية في قمة مجدها.

يرى القاص والروائي صلاح القرشي أن خبر فوز عبده خال بالبوكر خبر سعيد من جهتين، الأولى أن الجائزة ذهبت لعبده خال تحديدا فهو أكبر المستحقين لها "محليا" لأنه روائي شديد الإخلاص لمشروعه الروائي وقدم الكثير للرواية السعودية إن يكن على مستوى التراكم الروائي أو على مستوى القيمة الفنية للكثير من رواياته أما الثانية فلأن فوز روائي سعودي بجائزة البوكر العربية هو في النهاية فوز للرواية السعودية وسوف يمتد تأثير هذا الفوز ليخدم كل الرواية السعودية ويقدمها للعالم العربي باعتبارها رواية تستحق مكانتها العربية، خصوصا وأن هذا الفوز يأتي في وقت تتعرض فيه الرواية السعودية للكثير من الظلم والاختزال من قبل هواة التعميم البعيدين عن الاطلاع على المنجز الروائي السعودي بشكل حقيقي.




Cant See Images
سحمي الهاجري


ويختم القرشي: أيضا لا أنسى أن عبده خال على المستوى الإنساني يستحق كل خير فهو شخصية دمثة ويمتلك روحاً تفيض بالمحبة والتواضع

وشخصيا أعتقد أنه لا أحد على المستوى المحلي يستحق هذه الجائزة أكثر من عبده خال.

ترى الروائية أمل الفاران من جانبها أن أي كاتب حين يكتب تكمن ذروة متعته الأدبية في وصوله الواسع للقراء، وهذا الوصول تعترض مجراه عندنا عوامل أولها قلة إقبالنا على القراءة - كشعوب عربية – وقلة المنتج النقدي الموازي، وعجز دور النشر عن اتخاذ آليات تسويقية جيدة لكتبها، مما يجعل الراغب في القراءة يقف مشوشاً أمام أكداس الكتب في المكتبات، وقد زاد التشويش الحاصل للقارئ بعد ظواهر الكتب الأكثر مبيعاً والتي مقاييس انتشارها مختلفة عن مقاييس الإبداع في أذهان كثير من المبدعين العرب الذين يحاول واحدهم خلق متابعه الذكي الذي يقدر جهده في العمل ولفتاته الخفية، كما أن ظهور أجيال جديدة كانت مقاربتها الأولى للأدب متابعة لأحوال مبدعيه وقراءة فيه عبر فضاء النت الذي تبحث فيه عن نصوص تناسب أجواءها: سهلة الهضم والفهم من مطالعة واحدة.

وتضيف الفاران: ولأننا شعوب قليلة القراءة فمن الجيد في غياب فعاليات نقدية مكثفة أن تأتي الجوائز فتوصي بهذا أو ذاك من الأعمال ليطلع عليها من خطواته في القراءة غير ثابتة، ويقتدي بهداها من يربكه كثرة المنتج. وعليه فالجوائز الأدبية التي يحكمها نقاد معروفون يفترض فيها أن تكون عامل معادلة للانتشار الشعبي بمقاييس جودته المختلفة.

وتشير أمل الفاران إلى أن الجائزة تأتي لتؤكد لكاتب كبير كخال ولكل مبدع من خلفه أن الجيد سيسلط عليه الضوء يوماً ولعل الجوائز تجعله ضمن الأكثر مقروئية.

تقول الفاران: البوكر العربية سعودية أمر مفرح، وعند عبده خال أمر يفرح كل من قرأ لهذا المبدع في منتجه الغزير، فهل ستفرح به نخبنا المثقفة؟ في الدورتين السابقتين للجائزة كما في كثير من الجوائز سُبقت الترشيحات بتكهنات مشوبة باتهامات بعدم نزاهة المحكمين، وشيعت بتفسيرات لسيناريوهات الدهاليز. وقد أعلن خال فائزاً بالجائزة اليوم فهل سنشكك في نزاهتها؟ وما الذي يحكم قبولنا ورفضنا وتشكيكنا وفرحنا بأي تقييم؟ هل من أسس للتقييم وهل من أسس بالتالي لنقد التقييم ؟

وتختم الفاران: هي فرصة بعد الفرحة أن نراجع منطلقاتنا – كمثقفين - في القول والقبول والرفض، خاصة وأننا ندعي أننا نمثل نخباً ممتازة. أم نظل أبناء امرئ القيس وعلقمة وحسان والأعشى والخنساء فننحاز تقييماً ونتطرف تلقياً؟.


يقول الروائي طاهر الزهراني: عبده خال ينال البوكر – لا حاجة لكتابة أداة التعجب هنا – ذلك الإنسان الغريب ، ذلك النحيل الأسمر ، البشوش دائماً ، العفوي في كل شيء ، ذلك ( الحرفوش ) الذي يحمل ( نبوتاً ) عتيقاً لا يمل من ضربنا به، الآسر لقرائه، الذي يضخ للورقة البيضاء حبراً أسود يترك أثره على الورق والبشر ! يسير ومعه أعاصير من الألم والمفاجآت التي لا تنتهي !


Cant See Images

صلاح القرشي

لا أريد أن أكتب عن عبده خال كصديق ؛ لأن المقال عندها سيصبح رسالة حميمية يستهجنها بعضنا ، نحن الذي لم نعتد أن نكتب عن بعضنا بحب ! نعم أحب شخصه، من الذي يخالط عبده ولا يحبه ؟! أحب قلمه، ومن الذي يقرأ لعبده ولا يعشق قلمه؟!

ويؤكد الزهراني: إن كل رواية لعبده هي رحلة إلى عالم مرهق، هي غوص في أعماق أبطال دعكتهم الحياة ودعكهم البشر، كل رواية لعبده خال هي دخول لعالم عار حد الصراخ، قاس حد الصمت!

إن أهوال ( الموت يمر من هنا ) وشقاء ( مدن تأكل العشب ) والصدمة الفظيعة من ( الأيام لا تخبئ أحداً ) وأخيراً المرض الذي يطرحك أرضاً من ( ترمي بشرر ) – التي بمجرد أن انتهيت منها ذهبت أبحث عن حليب أبيض بارد أغسل به داخلي – أقول إن كل هذه العوالم التي يسحقك بها عبده خال تقرر أن هناك أدباً لابد أن يقف الجميع عنده باحترام وتقدير واعتراف وتكريم.

كل القراء في العالم العربي الذين دخلوا الى عوالم عبده خال فرحوا بفوزه، وفوزه هو فوزٌ لنا بلا شك. هو شهادة دمغت كل الآراء التي تهمش أدبنا وكتابنا !

اعتقد أن قفزتي بفوزه ذلك المساء ساندتها آلاف القفزات التي شعرت بها الأرض لتدرك أن إنساناً يدعى عبده محمد علي خال يستحق الفوز، الفوز بجدارة.

Cant See Links



يا عبده خال.. هناك ما يبهج

Cant See Images
الموت يمر من هنا

طامي السميري

من يقرأ روايات عبده خال سيظن أن وراء كاتب هذه الروايات كائنا انعزاليا، كئيبا، وسوداويا. هذه المشاعر تتسرب للقارئ من خلال موضوعات رواياته، غير أنّ الأمر ليس كذلك، فعبده خال هو الرجل البسيط لكن الصاخب والضاجّ بالحركة والطموح. ومن يعرفه يعتقد بأنه الكائن الفوضوي، غير المنضبط في مواعيده مع الآخرين، لكن هذه الفوضوية يتم ضبطها في حالة الكتابة فلا يمكن أن تصح هذه التهمة على رجل يواصل انجازه السردي دون كلل. إنّ من يرصده وهو يكتب المقالة اليومية ويشارك في أنشطة النادي الأدبية ويتداخل مع الفضائيات في شأن المجتمع سيخيل إليه أنه في حالة شتات، لكنه يفاجئ الجميع بأنّ إصداره السردي متواصل وبعيد كل البعد عن الشتات.

في ظل هذه المقدمة عن الإنسان عبده خال نتساءل عن السارد المختبئ في هذا الجسد النحيل. هذا السارد الفطري الذي ارتشف الحكايات من أفواه العجائز اللائي أحطنه بالود وحقنّ ذاكرته بالمرويات الشفهية القروية، وخلقن في داخله لذة الإصغاء وأمجاد الخيالات.

هذا السارد حين كتب رواياته تخلى عن فطريته، تخلى عن عفوية القص، وأخذ من تلك الحكايات مادته الحكائية لينسجها بحالة احترافية سردية. هذا السارد المختبئ الذي نظنه مهملاً ومتوارياً وهو ليس كذلك ، يرصد الوجوه في صمت ، يدون الملاحظات، يستعيد الحكايات وينسج التخيلات السردية لكل رواية سيكتبها. هو ممن يؤمنون بأن الإنسان هو صانع مجده، وقد وجد في السرد مادة هذا المجد، وتحقق له ما أراد مع حصوله على جائزة البوكر للرواية العربية. هذا الكاتب الذي كان الأكثر طموحاً بين أبناء جيله من كتاب القصة، والأكثر مغامرة في تقديم نفسه ساردا محترفاً، بدأ طريقه ب"الموت يمر من هنا" ولا أظنه سينتهي ب "ترمي بشرر".

العناوين:

"حوار على بوابة الأرض" مجموعة قصصية. "لا أحد" مجموعة قصصية أخرى. "ليس هناك ما يبهج" مجموعة قصصية ثالثة. "الموت يمر من هنا" رواية. "مدن تأكل العشب" رواية. "من يغني في هذا الليل" مجموعة قصصية. "الأيام لا تخبئ أحداً" رواية. "الأوغاد يضحكون" مجموعة قصصية. "الطين -ذلك البعيد كان أنا" رواية. "نباح" رواية. "فسوق" رواية. ثم روايته "ترمي بشرر". من سيقرأ عناوين المجموعات القصصية والروايات لعبده خال سيجد أنه كان في بداياته يلجأ إلى شعرية العبارة، لكن تلك الشعرية في اللغة تُخفي وراءها معاني اليأس واللا أمل والسوداوية وقد تعمّد أن يوارب بها المعنى. وتلك العناوين مثقلة بالوقوف على المكان والنفي لحالة ما. فهو ينفي البهجة في ليس هناك ما يبهج وهو يقرر بأن الأيام لا تخبئ أحدا وهو يتساءل عمن سيغني في هذا الليل.

كان في بداياته يكتب العنوان بحزنه أو بالجزء اليائس في داخله أو أنه يعلن موقفاً ما، لكنه في عناوين رواياته الأخيرة تخفف من اللغة الشعرية في صياغة العنوان. ليس ذلك بهدف صياغة عنوان تسويقي، لكنه أصبح أكثر وضوحاً، أكثر حدة، وأكثر اقترابا من التعبير عن همه العابر لكل منجزه السردي. فعبده خال ربما هو الروائي السعودي الوحيد الذي يشتغل على هموم محددة تربط رواياته بخيط سردي يحمل طابع الرهافة ولا يدركه إلا من يترصد تلك الهموم في كل الروايات التي أصدرها.

Cant See Images

الاوغاد يضحكون


التكنيك السردي:

وان كان عبده خال نتاج الحكايات الشفهية والفضاءات المفتوحة التي تحرّض على شهوة الحكي فهو، حين يسرد نصه، يكون مولعاً بالتجريب والمغامرة. وهو، وإن تشابهت الثيمة التي يشتغل عليها في كل رواياته، إلا أنه يحمل المغايرة في التكنيك مابين رواية وأخرى. فهو في رواية الموت يمر من هنا يفتتن بالواقعية السحرية لروايات أمريكا الجنوبية ويحاكيها ببصمته ونكهته المحلية. وفي الطين يعلو سقفه التقني في الكتابة ويجرب ويكتب برؤى فلسفية تحت مظلة شغفه بالزمن وتأويله، وفي نباح يرتد للحكاية، ثم يعود في فسوق إلى مغامرة سردية مختلفة وكذلك في ترمي بشرر. لكنه لا يتخلى عن الحكاية فهو شغوف بها وهو يدري بأنها صانعة المجد لكل رواية مدهشة.


الشخصيات:

في روايات عبده خال نجد أنّ الشخصية الذكورية ناضجة كشخصية السوداي، درويش، أبو حية، الجبلي ، يحيى الغريب. وأتصور أن الشخصيات في الروايات الأولى لعبده خال أكثر نضوجا من الروايات الأخيرة، ربما لأنه انصرف في الروايات الأخيرة للاشتغال على التكنيك. كذلك فهو يبرع في رسم الشخصية النسائية التي تجيء في مقام "الأم" كأم يحيى الغريب أو العجوز نوار بينما يخفت رسم الشخصية عندما يتعلق الأمر بشخصية الأنثى الشابة. ونلاحظ أن الشخصيات النسائية الشابة تتشابه وليست بعمق الشخصيات النسائية الكبيرة في السن. ربما سر هذا التشابه هو الوقوع في نموذج الأنثى المتسلطة عاطفيا، فنجد شخصية مها في رواية "الأيّام لا تخبىء أحداً" وشخصية وفاء في "نباح" ثم جليلة بطلة "فسوق" وكذلك بطلة رواية ترمي بشرر. وربما ولعه وقربه من نموذج الأم التي تحمل تأثيراً شخصياً في حياته جعله يبرع في رسمها. وغالباً ما تحتشد روايات عبده خال بالشخصيات، لكنه قادر أن يمنح كل شخصية صوتها الخاص، لذا نجد أنّ للكثير من تلك الشخصيات أقوالاً وأفعالاً تعلق بالذاكرة. وكلما كانت الشخصية قروية أصبح الكاتب أكثر حميمة في بناء ملامحها. وكلما كانت الشخصية من تشكلات الحارة كلما أجاد في تقديمها بكل خصائصها النفسية، لكنه يكون أقل إجادة في رسم الشخصية الارستقراطية، ربما لعامل مهم هو أن رواياته تشتغل غالبا على الطبقة الكادحة والمهمشة، وإن الهم الطبقي يتضح جليا في كل رواياته.

Cant See Images

الطين

القارئ وعبده خال:

يجب ألاّ تأخذك الدهشة عندما تسمع قارئاً يقول: لم أستطع إكمال قراءة رواية لعبده خال .. وليس غريبا أن تجد قارئاً مفتوناً بمنجزه السردي فهذا التباين هو التباين المنطقي الذي يُحدثه المبدع الحقيقي وعبده خال كذلك. فله قارئه المحب والشغوف ثم، في المقابل، هناك القارئ المتملل وغالبا ما أرصد أن سبب هذا الملل من القارئ يرجع، إما للغة أو لطبيعة موضوع الرواية. لكن عبده خال وبحسب هذه المسيرة السردية استطاع أن يستحوذ على رصيد جيد من القراء. تستطيع أن تتلمس هذا الإعجاب في تواقيع أعضاء المنتديات الإلكترونية المأخوذة من رواياته. والأمر الملفت أن روايات عبده خال هي أكثر قرباً للناقد العربي، وستجد أنه اقتراب حقيقي وليس من باب المساندة للمنتج السعودي. وقد يكون القارئ العربي ميالاً إلى تقنياته السردية وكذلك إلى موضوعاته التي تقرأ خارجيا بطريقة مختلفة عن القراءة للقارئ من الداخل.


ما بعد البوكر

عندما يقال ان رواية "ترمي بشرر" هي الحلقة الأضعف في روايات عبده خال فهذا الرأي لم يعد مهماً الآن، فالرواية حصدت الجائزة التي ينتظرها كل روائي عربي. لكن الأمر المهم هو ألاّ يتعاطى عبده خال مع فوزه بالجائزة على أنه رد على كل المشككين في ضعف وترمي بشرر.

إنّ فوز عبده خال بهذه الجائزة وهو في هذا العمر وحصده لها وهو قادم من منجز محدود التراكم.. كل هذه المعطيات تجعل المسؤولية تتضاعف، فهو الآن يعيش لحظة نشوة وطمأنينة، لذا فإن لديه فرصة الكتابة بهدوء وصفاء في القادم من الأيام دون ضغوط إلا ضغوط التفوق والانتصار لموهبته السردية وترسيخها. وإذا ما انحاز للفنان في داخله - وهو قادر على ذلك- وإذا ما استشعر الفرح الجماعي لفوزه بالجائزة فإنه سيكتب وهو على يقين بأن هناك ما يبهج وأنه عندما صاغ العنوان الرديف لرواية الطين ( ذلك البعيد أنا ) .. يدرك أنه الآن اقترب من ذاكرة المجتمع .. انه الآن أصبح بطلنا الثقافي الذي نفخر بمنجزه وبفوزه بجائزة البوكر.

Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس