عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 12:34 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: كتاب البلاغة الواضحة( سؤال وجواب)


س/ ماهي شروط فصاحة التركيب ؟

الشرط الأول:
#أن تكون الكلمات جارية على القياس الصحيح فلابد أن يخلو الكلام من العيوب القادحة
في الكلمة، من حيث تنافر حروفها، أن يكون سالمًا من ذلك، أن تكون الكلمة سالمة
من مخالفة القياس الصرفي، أن تكون سالمة من البشاعة والغرابة، هذه الشروط
الأساسية التي اشترطها العلماء أو البيانيون للكلمة لتكون فصيحة، لابد منها في
فصاحة الكلام لأن التركيب أو الكلام يتكون من كلمة ثم كلمة، فإذا كانت هذه الكلمة
معيبة انتقل العيب إلى الكلام
الشرط الثاني: أن يكون خاليًا من ضعف التأليف وهو خروج الكلام على قواعد اللغة
المطردة . كأن ينصب الفاعل ويرفع المجرور ويعد ذلك فساداً وخطأً ولحناً.
مثال: كقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَىَ إِبْرَاهِيمَ رَبّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ) [سورة: البقرة - الأية: 124]
فالضمير في ربه عائد على إبراهيم فهو متقدم ومعروف
الشرط الثالث:ويشترط أن يسلم التركيب من تنافر الكلمات، فلا يكون اتصال بعضها ببعض
مما يسبب ثقلها على السمع، وصعوبة أدائها باللسان، كقول الشاعر:
وقبر حرب بمكان قفر ** وليس قرب قبر حرب قبر
لأن اجتماع كلماته وقرب مخارج حروفها يحدثان ثقلاً ظاهرًا، مع أن كل كلمة منه
لو أخذت وحدها كانت غير مستكرهة ولا ثقيلة.
الشرط الرابع:
ويجب أن يسلم التركيب من
(ا) التعقيد اللفظي:
وهو أن يكون الكلام خفي الدلالة على المعنى المراد بسبب تأخير الكلمات
أو تقديمها عن مواطنها الأصلية أو بالفصل بين الكلمات التي يجب أن تتجاور
ويتصل بعضها ببعض مثل: ("ما قرأ إلا واحدًا محمد مع كتابًا أخيه") كان هذا
الكلام غير فصيح لضعف تأليفه، إذ أصله: "ما قرأ محمد مع أخيه إلا كتابًا
واحدًا، فقدمت الصفة على الموصوف وفصل بين المتلازمين، وهما أداة الاستثناء
والمستثنى، والمضاف والمضاف إليه
(ب) من التعقيد المعنوي.
والتعقيد المعنوي معناه خفاء دلالة العبارة أو اللفظة أو التركيب بشكل
عام عن المراد بدقة.
مثال 1: قال تعالى: (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رّسُولٍ إِلاّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ فَيُضِلّ اللّهُ
مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة: إبراهيم - الأية: 4]
واللسان المقصود به اللغة وهذا من حكمة الله تعالى حتى يفهم المبَلَغ ولا تكون له حجة.
وبالقياس من قال "بث الحاكم ألسنته في المدينة" كان مخطئاً لأن الدلالة
خافية ولو قال"بث الحاكم عيونه في المدينة" صح لأن العين ترى وتبحث وتدقق.

س/ أذكر مثالا يبين معني الضعف في التأليف ؟

مثل ما ذكر هنا كرجوع الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة: كبيت حسان هنا في قوله:
"أبقى مجده الدهر مطعمًا" فهنا الضمير في "مجده" عائد على "مطعم
" المتأخر في البيت، هو عاد على متأخر في اللفظ: يعني في النطق هنا
"مطعمًا"، وفي الرتبة: لأن رتبة المفعول به أن يأتي متأخرًا عن الفعل ثم
عن الفاعل وصحته أن يقول: "أبقى مطعمًا مجده الدهر" ومطعم هذا الذي
ذكره حسان -رضي الله عنه- وهو شاعر الرسول الفحل المعروف الذي جاهد
بلسانه وكان في جهاده بلسانه -رضي الله عنه- كان أشد مضاءً
في قريش وفي كفارها من رشق
النبال كما حكى وبين ذلك المصطفى -عليه الصلاة والسلام .

أذكر بعض الأمثلة الفصيحة في و لم يوفقوا إلى تلبية المقام ، فعدت عليهم سقطات؟
(1) قول المتنبي في كافور الإخشيدي في أول قصيدة مدحه بها:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًا ** وحسب المنايا أن يكنأمانيَ
أي: أنه قد بلغ بك الأمر وشدته إلى أن ما بك من ألم وحسرة لا يكاديشفيها إلا الموت، يعني أشبه بالانتحار ، ثم قال: "وحسب المنايا أن يكن أماني" صارالموت -الذي يكرهه الناس- صار أمنية ومطلبا، لم يوفق، وإن كان البيت في حد ذاته منحيث فصاحة ألفاظه ولكنه لم يوفق من حيث المقام. وكذا في مدحه:

(2)وما طربي لما رأيتك بدعة ** لقد كنت أرجو أن أراك فأطرب:
إنني عندما رأيتك طربت، كأن الأمير من المضحكات، أنه إذا رآه ضحك وطرب وهذا لاشكأنه غير موفق فيه .
س/ ماهي ملاحظ النقاد علي المتنبي؟
ـقال الواحدي:
وهو أحد شراحديوان أبي الطيب: هذا البيت يشبه الاستهزاء، فإنه يقول: طربت عند رؤيتك كما يطربالإنسان لرؤية المضحكات.
ـ قال ابن جني:
العالم اللغوي المشهور، هو -أيضا-ً أحد شراح ديوان أبي الطيب واسم شرحه "الفسر" قال: لما قرأت على أبي الطيب هذا البيت قلت له: ما زدت على أن جعلت الرجل قردًافضحك ، يعني يثير الضحك، ولاشك أن هذا المقام لا يليق ولكن أبا الطيب هو طامع فيإمارة ويرى نفسه أعلى من كافور الإخشيدي، ومثل ما ذكر الشارحان أن تلك فلتات خرجتعلى لسانه سواءً شعر أو لم يشعر، يعني كأنما هي تعبر عن طموحه وأن الذي أمامه لايلبي طموحه، أو هو فوق طموحه.
(3) حكوا أن أبا النجم دخل على هشام بن عبد الملكوأنشده:
صفراء قد كادت ولما تفعل ** كأنها في الأفق عينالأحول
وإن كان هو في وصف الشمس عند غروبها، هي صفراء وهي عند غروبهاعندما تتضيف الشمس للغروب أو كأن شعاعها يستجف قليلاً، وعين الأحول تراها غيرمستقرة، فظن الخليفة هشام أنه يقصده بهذا، فأمر بحبسه مع أنه مقرب إليه، من الرجازفي العصر الأموي، من الشعراء المعروفين، ومع ذلك لأنه لم يوفق في مقام بيته هذا نالذلك الجزاء .
(4) وكذلك جرير الشاعر المشهور الفحل، فإنه دخل يومًا على عبدالملك بن مروان وأنشده قصيدة مشهورة والتي افتتحها بقوله:
أتصحو أم فؤادك غير صاحٍ ** عشية هم صحبك بالرواح
قال لهالخليفة: "بل فؤادك أنت يا ابن الفاعلة غير صاحٍ" جرير حقيقة هو من حيث الموضوعيةلم يخطئ جرير في ذلك، لأن هذا الذي انتهجه هو أسلوب من أساليب العرب، يسمى التجريدفي علم البديع المعنوي، وهو أن يجرد المتكلم من نفسه ذاتا أخرى يخاطبها ويخلع عليهاالنعوت والصفات فيكون أعذر له، فيكون ذلك أعذر له، فيفضي إليها ما شاء من الآهاتوالأنات والعتاب وغير ذلك، فجرير بن عطية هنا الشاعر الأموي المشهور هو يريد ذاتهعندما قال: "أتصحو" يريد ذاته، جرد من ذاته ذاتًا أخرى، ولكن عبد الملك وبخاصة أنهمطلع القصيدة، فهم أنه يريده، فعاتبه على هذا المطلع، فالبيت فصيح ولكنه غير بليغلأنه لم يوفق في المقام
.
(5) ونعى علماء الأدب على البحتري أن يبدأ قصيدة منشدهاأمام ممدوحه بقوله:
لك الويل من ليل تقاصرآخره
كأن يخاطب ممدوحه بهذا الويل والثبور وغير ذلك هذا غير موفق، وإنكان -أيضا-ً على طريقة التجريد، لكنه لم يوفق في ذلك.
(6) وعابوا على المتنبيقوله في رثاء أم سيف الدولة:

صلاة الله خالقنا حنوط ** على الوجه المكفنبالجمال
لم يوفق -أيضا-ً أبو الطيب في هذا المقام في وصف أم سيف الدولة بالجمالفي مقام الموت والعزاء وما تعلق به.
المؤلف"إذن لابد للبليغ أولاً من التفكير فيالمعني" إلى قوله"ولكنها أثر لازم لسلامة تأليف هذين وحسن انسجامهما"


رد مع اقتباس