عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2010, 03:20 PM   رقم المشاركة : 11
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: معارك الحجاب.. وصعود نجم الحشمة


الحلقة الأخيرة
مصـــير الحجـــاب ومستقبـــل القــوى الاجتماعيــة


ليس للحديث في شأن الحجاب - كعلامة بارزة من علامات الانتماء الديني ساعة، وساعة أخرى لاستجابة اجتماعية - أن ينتهي اليوم حتى بعدما تم استجلاء وجهات النظر.
فالطرفان، القابل والرافض للحجاب، والطرف الثالث الذي يرى أن لكل إنسان حرية لبس ما يشاء ما دام ما يلبسه لا يصدم المجتمع ولا يتصارع معه. فهناك من الطرفين الآخذين في التشدد رغبة في أن يريا المجتمع كما يودان أن يرياه، لون واحد، وطعم واحد، وصبغة واحدة، ولو كان الادعاء الظاهر أن الجميع يقبل الجميع. إلا أن هناك ضغطاً غير معلن، وربما ينفلت أحياناً في اتجاه الآخر.

أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار واحد من الذين يراقبون التحولات المجتمعية كموجات مختلفة عاصر الكثير منها، ورصد أخرى، وله رأي في مسألة الحجاب في المجتمع البحريني.
يرى النجار الحجاب بعيدا عن استراتيجية الملبس ''الذي لا يعدو أن يكون ابتداعاً إنسانياً نظم من خلاله الإنسان علاقته بالبيئة المحيطة، وبعد ذلك بالفضاء الاجتماعي، ولربما الثقافي المحيط''.
يؤدي الملبس في رأي النجار- تقليدياً - وظائف اجتماعية عدة، من بينها تحققه لوظيفة الستر ''وإذا ما انتقلنا للحجاب اليوم، فإنه يختزل رمزيات كثيرة بعضها ديني وآخر اجتماعي، وهو في الوقت ذاته يعبر عن قيم الصون والحفظ الاجتماعي عند الناس''.

وإذا كانت هذه واحدة من الوظائف التي يؤديها الملبس، فإنه يتعداها أيضاً إلى أنه أصبحت له تعبيراته ورمزياته المختلفة المعبرة عن المستويات الطبقية والثقافية وربما حالة التدين. والحجاب كملبس فإنه بشكل أو بآخر يخضع لاستراتيجية الملبس وعوامل تطوره أيضاً، وهو جزء من تطور نظرة المجتمع إلى ''الموضة''.

فالحجاب على رغم وظيفته التدينية أو عند البعض رمزيته الدينية وعلى رغم الانطباعية المحافظة التي يصبغها على لابسه إلا انه وفي الوقت ذاته بات متأثرا كذلك بحركة الموضة وتطورها. فلم يعد الحجاب أسود أو أبيض اللون، وإنما بات يتشكل وفق تشكل الأذواق وتطور الثقافة الاستهلاكية عند الناس. بل إنه كملبس بات يصنع ويصمم بعضه في دور الأزياء العالمية المعروفة، والتي تضع في اعتبارها وظائفه الاجتماعية و الثقافية أكثر منه التدينية.

لكل وظيفة لبوس

كان الملبس في الماضي - ولا يزال في رأي النجار - يوظف للتمييز بين الناس وفق الحالة المهنية لهم، بل إن ذلك يمتد ليحدد وظائف البعض الدينية عن البعض الآخر ''فقد كان للقساوسة في الديانة المسيحية ملبسا خاصاً بهم يميزهم عن الآخرين من سائر الناس، بل إن هذا الملبس بات يميز من يقوم بهذه الوظيفة وفق المعتقد الديني أو المذهبي''.

يضيف ''فأصحاب الكنيسة الكاثوليكية من رجال الدين لهم ملبسهم الخاص بهم الذي يختلف في ذلك عن أصحاب الكنيسة الرومانية الأرثوذوكسية بل يمتد ذلك في الدين الإسلامي (...) ملبس رجال الدين الشيعة يختلف في ذلك عن السنة، وفي أوساط هؤلاء فإن الاختلاف يبدو واضحا وفق اختلاف المدرسة الفقهية التي يتبعونها(...) فالأزاهرة يختلفون في ذلك عن السلفيين كما أن ملبس رجال الدين في الخليج بدا مختلفا في ذلك عن مشارقة العرب وإن اخترقوا في ذلك بعض المشارقة والمغاربة''.

ويستطرد النجار''بشكل عام، فإن ملبس رجال الدين في الديانات المختلفة يختلف من ديانة إلى أخرى (..) كما أن أصحاب الديانات السماوية يختلفون في ملبسهم عن رجال الدين في الديانات غير السماوية (..) هم في ذلك يتبعون تعاليم واجتهادات مختلفة، بل ومتباينة ومتناقضة أحيانا أخرى (..) فالملبس في الدين الإسلامي يؤدي وظيفة وينطلق من تعاليم محددة قد تزيد عند البعض عنها عند البعض الآخر وفق اجتهاده في النص وتفسيره''.

وصولاً إلى الحجاب الذي هو واحد من هذه الملابس ذات الوظيفة والدلالة إذ يمثل الحجاب واحداً من مفاصل هذه الفلسفة أو التفسير، انه يختصر في أذهان البعض وتحديدا في الغرب رمزية أو رمزيات معينة ويكثف الهوية الإسلامية بالنسبة للمرأة. وحسب النجار ''بات الحجاب في الغرب رمزية تختصر الموقف من الآخر الإسلامي، وإن اختلفت التفسيرات، كما أنه عند البعض من المسلمين أصبح الحجاب يمثل بالنسبة لهم مكوناً أساسياً من مكونات الهوية التي لا يجب التنازل عنها''.

بديل عن المضي في التجربة

لأسباب مختلفة، لم يكن الحجاب - كما هو عليه اليوم - واسع الانتشار في أوساط النسوة العربيات، إذ كانت فكرة ''الحداثة'' التي طغت على المجتمعات العربية تحديداً منذ مطلع القرن العشرين، تنحو إلى نزع كل ما له علاقة بالماضي. وكان الحجاب بتلاوينه المختلفة (اليشمك في مصر، العباءة في الخليج العربي وما يرتبط بها من ملابس لتغطية الرأس والوجه)، وصار نزع هذه الرموز دليلاً على التحرر والانتماء إلى الحداثة والارتباط بالحركة الجديدة التي أخذت تتغلغل في المنطقة بشكل عام، وسادت هذه الحركة أيضاً في الخليج العربي منذ منتصف الخمسينات حتى مطلع الثمانينات تبعاً للحركات التحررية المناهضة للاستعمار، وما رافقها أيضاً من حركات لتحرير المجتمع من المفاهيم القديمة.
''لكن هذه الحداثة لم تكن متكاملة العناصر'' مع هذا الاستدراك يمضي النجار قائلاً إن الحداثة تعرضت لانتكاسات ثقافية كبرى ''ولم تستطع ثقافة التحرر أن تجاري ولا أن تتساوق مع المجتمع، فبقت خلفه بمسافة بينما كانت (أشكال) التحرر تسير بشكل أسرع وأعمق من ثقافته''. وحسب النجار ''ان النكوص عن ثقافة التحرر لم تأتِ كما يعتقد البعض أو يحاول أن يؤرخ له بعد هزيمة يونيو/ حزيران العام 1967 وحدها'' موضحا ''لكنها أتت نتيجة لانتكاسة التجربة التحررية الإيرانية التي لم تستطع أن تؤسس لثقافة تحررية صحيحة هناك، وبروز النظام الإسلامي في إيران بديلاً عن النظام الشاهنشاهي السابق (..) وفي إطار النظام الجديد برزت القوى الدينية في عموم المنطقة''.

لا يزال النجار واحداً من علماء الاجتماع الذين يتساءلون عن ''موطن الخلل'' الذي أدى إلى انتكاسة التجربة الثقافية الحداثية وابرز ما يطرحه من تساؤلات هو ''هل الخلل أساس في الثقافة ذاتها وعدم قدرتها على ملامسة شرائح المجتمع بالشكل الصحيح الذي يضمن تغلغلها فيه، أم في الأنظمة السياسية وعلاقتها بالمجتمع وغياب مفاهيم المواطنة والديمقراطية ودولة القانون، أم في الطريقة التي نفهم من خلالها الدين والإسلام بشكل عام؟''. ويحاول الإجابة عن هذه الحزمة من الأسئلة والتساؤلات بقوله ''قد يكون جزء من هذا الخلل مرتبطاً بالمكون الثقافي القديم المحدد لتفسيرنا للأمور وموقفنا من الآخر (..) وقد يذهب البعض في تفسيره ومعالجاته للمسألة الثقافية إلى وجود إسرائيل في المنطقة، وبالتالي تأثير الحروب والمقاومة ومصاحباتها المختلفة على الأنماط الثقافية التي سادت في المنطقة في الفترات السابقة''.

ويخلص للقول ''هناك خلل ما يجعل هذه المنطقة غير قادرة على إنتاج ثقافتها الخاصة المتوائمة مع طموحاتها، أو بالأحرى يجعل هذه المنطقة عاجزة عن اختراق المستقبل (..) هذه مسألة لم تعد تخصنا وحدنا وإنما باتت تخص العرب والفرس والباكستانيين وإلى حد ما الأتراك (..) نحن أمة أصبح الماضي متمكنا منا بشكل مخيف (..) أنظر إلى ما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين ومواقع أخرى من هذه المنطقة العربية''.

زيٌّ جديد لثقافة قديمة

ليس القدم في الثقافة يعني بالضرورة تعكر مائها، وإنما جرّب العالم الإسلامي هذه الثقافة في الماضي، وربما يحنّ إلى ما يسميه بالأيام الذهبية فيها، وربما ذلك ما أغرى على انتشار الحجاب. يقول النجار ''أعتقد أن جزءاً من قدرة الحجاب على الانتشار في مجتمعاتنا على مدى الثلاثين عاماً الماضية، قد تكون حالة التديّن التي دخلها الناس بشكل واسع من ناحية، وغياب الدولة كمؤثر حقيقي في عملية التحديث''.

يضيف ''هذا الغياب يجر أيضاً لغياب الاستراتيجية الواضحة لتأسيس الدولة الحديثة القائمة على قيم التشارك والمواطنة، وينسحب كذلك إلى فشل عمليات التحديث الثقافي بشكل واسع، فبات ارتداء الحجاب يحمل رمزية دينية من ناحية والمحافظة والستر من ناحية أخرى (..) بل ضياع أية استراتيجية حقيقة لبناء وتأسيس جديد للهوية التي عجزت الحداثة عن تأسيسها كما عجز الخطاب الديني بتلاوينه المختلفة عن تأسيسها تأسيسا جديدا يتجاوز في ذلك حالة تشظي الهوية التي جاءت نتاجاً لتشظي الخطاب الديني وتقاتله''. لا يكتفي النجار بهذا التوصيف والتعليل، يضيف ''بل وأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو انتشار الزي الجديد للحجاب بالعباءة التي لم تعد تقليدية كما كانت في السابق، فأتت العباءة الجديدة على أنقاضها، وذلك لانتشار شركات التصنيع التي تتماشى مع الموضة وتؤثر فيها وتقودها إلى ما يمكن أن يفسح المجال أمامها تجارياً، وذلك باستخدامها آليات الصناعة والتسويق الحديثة، واستخدام رمزية الدين للترويج لها''.

ويتابع موضحا ''أن جانباً من هذه الأزياء الجديدة مدعاة للفت الأنظار بدلاً من صدها وحجبها (..) المقاييس الجديدة لهذه العباءات الداخلة ضمن الحجاب والمكملة له في غالب الأحيان، وتطريزها بشكل مبالغ فيه أحيانا بما يفتح السؤال على وظيفة العباءة الجديدة ومدى قربها من المفهوم الأساسي الذي جاءت من أجله (..) أمازالت تؤدي دورها (الساتر) أم بات لها دور آخر يقترب من أية ملابس أخرى التي تصف مفاصل الجسم أحياناً، وتبهر وتلفت وتغري في أحيان أخرى''.

وكما لم تعد العباءة واحدة كما هو حالها قديماً، فالحجاب أيضاً لم يعد واحداً، فهو في هذا يختلف باختلاف المدرسة الفقهية التي ينتمي إليها الفرد أو يتبعها، ويستطيع أي باحث أن يميز - وفق حجاب المرأة ووفق الشكل والمساحة التي يغطيها من الرأس أو الوجه - المدرسة الفقهية التي تتبعها. فهناك ما قد يسمى بالحجاب الديني أي الملتزم بمدرسة فقهية معينة، وهناك الشارع الأوسع من النسوة ممن يرتدين حجاباً أقرب إلى ما قد يسمى بـ ''الحجاب الاجتماعي''.

وظائف ليس الستر أساسها

بالإضافة لذلك، يقول النجار ''فإن طريقة ارتداء المرأة للحجاب وظائف كثيرة أخرى اليوم، فهناك من النساء من كانت قد اقتنعت أو أقنعت في فترات سابقة من حياتها بارتداء الحجاب، أو تلك التي ألبست الحجاب منذ صغرها وأصبح نتيجة لذلك جزءا أساسيا ومفصليا من شخصيتها وحياتها، وهي اليوم لا تستطيع التخلي عنه أو التراجع بسهولة عنه''.


لماذا؟ الجواب حسب النجار ''فالأمر سيحتاج إلى جرأة وإلى احتمال كلام كثير قد يمسّ ما لا تود المرأة الشرقية أن تتعرض له، وبالتالي، فإنها تستمر في لبس الحجاب من دون قناعة (..) هذا ما يفسر الاختلاف الشاسع بين الحجاب كملبس ديني والواقع المتناقض الذي تعيشه المرأة التي تتردد اليوم في مسألة الارتداء والنزع (..) يتم التحايل على هذا الوضع بإعطاء الحجاب (مساحات حداثية) ووضعه في هذا الحالة لا يختلف من حيث المظهر العام عن عدم ارتداء الحجاب أساساً''.
وحسب النجار فإن ''هذا يمكن أن يمحو الاختلاف الجوهري بين وظيفة الحجاب الأساسية والممارسة العملية من قبل البعض، حتى يمكن أن يطلق على هذا النوع من الملابس تعبير (ملابس فاضحة) إذا ما قيست بالمقاييس التي ينتمي إليها الحجاب في فكرته التي وردت المنطقة في بداية الثمانينات وانتشرت بشكل كبير فيها بعد ذلك''.


هذا الأمر يوقع عدداً من النساء في حيرة، ويوقع من يعرفونهن في حيرة مشابهة في تحديد إلى أي الصنوف تنتمي هذه المتحجبة، أو بالأصح هنا ''المحجَّبة''، ومدى إيمان بما ترتدي على رأسها في الأساس.
يقول النجار ''إذا ما كان خلع البرقع والتنازل عنه أمرا قد عد سهلا نوعا ما عند بعض النسوة لكونه أمرا مختلفا عليه بين الفقهاء وأقرب ما يكون إلى العادة الاجتماعية، فإن التخلي عن الحجاب ونتيجة لانتشاره في مجتمعاتنا المحلية أمر في غاية الصعوبة''.
وحسب النجار فإن فكرة خلع الحجاب ''قد يدفع الراغبات في التخلي عنه إما إلى تبني مبدأ التدرجية أو التخفف منه للدرجة التي تنمحي حدود وجود الحجاب من عدمه (..) ومع ذلك يبقى الحجاب في جزئيته غير الدينية علاقة اجتماعية ربطت الفرد بالجماعة والتخلي عنه قد تعني تخلي الجماعة عن الفرد أو العكس''.

الملابس والسلوك.. من يسيّر من؟

قبل الدخول إلى مسألة السلوك المفترض ذهنياً للمتحجبة، فإن طغيان اللون الأسود في الزي الحاضر له دلالاته أيضاً، فاختيار اللون ''الأسود'' للحجاب له رمزية نفسية معينة يفسرها علماء النفس وفق مفاهيم مبنية على اللون ووظيفته وتعبيراته عن المكون الداخلي للفرد. وبشكل عام فإن اللون الأسود هو لون غير ''فرحي'' ولا يعبر عن السرور، وقد يعبر أحيانا عن الجدية أو منتهى الرسمية والصرامة. وإذا ما نظرت حولك فإنك تجد أن اللون الأسود - سواء أكان حجاباً أو عباءة أم ''شيْلة'' - هو اللون الأكثر انتشارا في أوساط النسوة اليوم، ليس في منطقة الخليج فحسب، وإنما هو كذلك في عموم المنطقة العربية ولربما الإسلامية. وهو في هذا قد يعبّر عن الزهد في لبس الجميل والملوَّن والزاهي من الملابس. لا أعتقد أن الدين الإسلامي دينٌ يرفض الجمال أو الفرح (إن الله جميل يحب الجمال)، فهذا المفهوم خاطئ، وانتشار الحجاب بلونه الأسود الحالك يعطي رمزية اجتماعية لعلماء الاجتماع تدل على نوع من الانغلاق والتزمت الذي يسود بعض المجتمعات العربية ولربما الإسلامية. ولكن لم يبق السواد مسيطراً تماماً على كل مفاصل هذا اللبس، فصار لدُور الأزياء نصيب في هذا الاتجاه الذي يسود مجتمعاتنا. تسابقت هي الأخرى إلى جعل الحجاب شكلاً من أشكال خطوط الموضة لديها، أو ما هو أقرب للحجاب في الملابس، وبالتالي، ساد نوع من الملابس سميت المرأة المرتدية لها بـ''المحتشمة'' والتي تقف بين ما يفترض أن يكون عند البعض بالحجاب الشرعي، وبين الملابس الحديثة المستجيبة لخطوط الموضة العالمية. فأصبحت مخرجاً لمن يرتدين الحجاب ولا يودّنّ أن يخرجن عن السياق المجتمعي، وألا يصدمن المجتمع بأنماط أخرى من الملابس يراها لا تتناسب مع سياقه العام. هذا ما يراه النجار في تحولات الموضة في الحجاب، معلقا ''هنا يصف البعض (المحتشمات) بالجماعة الوسطية التي تستر من جسدها ما يتوافق المجتمع على ستره، وتظهر منه ما لا يخدش حياء المجتمع، أو أن يتسبب في جعلها غريبة في مكانها أو وسطها الاجتماعي''.

وتخضع الألبسة بشكل عام للتغير والتبدل، وهذا أيضاً ملاحظ على الحجاب الذي هو الآخر قد خضع منذ أن بدأ بالظهور إلى يومنا هذا إلى تحولات كبيرة وكثيرة كما يلاحظ النجار. إذ ''طرأ التغيير على ألوانه، وطريقة ارتدائه، وما صاحبه من ملابس مرفوضة بالأمس مقبولة اليوم، أو العكس'' وفق النجار.
إلى أين؟

يلخص النجار رأيه بالقول ''انتشر الحجاب نتيجة لاستواء القوى والتيارات الدينية في المجتمع وإمساكها بمفاصله (..) لكن هل هذه القوى قابلة للأفول؟'' يتساءل قبل أن يضيف ''ربما يحدث هذا حسب صيرورة التاريخ ومسألة انحسار الحجاب ربما تتأخر وقتاً آخر أيضاً من الزمن (..) فارتباطها بالعامل الديني سيعطيها مجالاً آخر ومدى آخر للاستمرارية لكن ليست بالضرورة أن تكون القوى الدينية هي المتربعة على عرش حركة المجتمع حتى قيام الساعة''. يتابع موضحا ''التفاعلات المجتمعية والظروف الداخلية والخارجية سواء كانت اجتماعية أو سياسة أو اقتصادية أو بيئية أو تعليمية أو غيرها من القوى المحركة لأي مجتمع من المجتمعات، قد تعيد رسم الخريطة الثقافية العامة للمجتمع (..) تؤلف قوى أخرى جديدة ربما تكون نافية للقوى الإسلاموية المعروفة حالياً، وربما تكون امتداداً آخر لها، وتطوراً عما هو موجود حالياً في خطابها السياسي والثقافي وربما الديني''.


__________________________________________________ ___________

نشر على حلقات في جريدة الوقت البحرينية مايو2007
Cant See Links


رد مع اقتباس