عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 01:54 PM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: كتاب البلاغة الواضحة( سؤال وجواب)

الثاني عشر والأخير" التمني والاستفهام
الــنــهــي
المؤلف "النهي:القواعد: -النهي طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء.
للنهي صيغة واحدة هي المضارع مع لا الناهية.
قد تخرج صيغ النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال كالدعاء والالتماس والتمني, والإرشاد والتوبيخ والتيئيس , والتهديد والتحقير"
س عرف النهي ؟
النهي: طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء ، بمعنى أنه عكس الأمر؛ لأن يعني أن الأصل في النهي أن يكون صادرًا من الأعلى منزلة إلى الأدنى منزلة، ويكون الأصل فيه طلب الكف على سبيل الإلزام.
س/ ماهي صيغ النهي ؟
للنهي صيغة واحدة وهي: المضارع مقرونًا بـ"لا الناهية" ومنه قوله تعالي -(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32] الفعل المضارع دخلت عليه "لا الناهية" فتحوله إلى نهي، ويكون عندئذ مقتضاه وجوب الكف، ونلاحظ أن الآية الحكيمة في سورة الإسراء ﴿ وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى ﴾ فيها لطيفة بلاغية هنا وهي: أن الله -عز وجل- نهى عن قربان الزنا لا عن فعله، نبه بالأدنى عن الأعلى، ثم إن في هذا سدا للذريعة.
س/ أذكر بعض صيغ النهي التي تخرج عن معناها الحقيقي وهو الإلزام أو طلب الكف عن الفعل إلى معانٍ أخرى ؟
س" قد تخرج صيغ النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن-الأحوال فما هي تلك الصيغ مع التمثيل؟1
-الدعاء: أصله نهي ، كقوله -جل وعز-: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286] لما كانت منطلقة من العبد الذليل إلى الرب الجليل كانت في صيغة الدعاء؛ لأنها في مقام الخشوع والتذلل الابتهال لأن المقام هو الذي يغير الصيغة.

2-الالتماس: والالتماس إذا كان النهي صادرًا من شخص إلى آخر مساوٍ له في المنزلة كان التماسًا، مثل: لا تركب كذا أو لا تذهب مع فلان أو كذا، .
3-التمني: التمني قد يكون النهي للتمني، كبيت الخنساء المشهور: ( عيني جودا ولا تجمدا ) وتتمنى على عينيها عدم الجمود، وإنما تتمنى عليهما البكاء واستدرار الدمع على أخيها صخر.

4-الإرشاد: فتنهى غيرك بإرشاده، كقوله -جل وعز- إرشادًا لعباده المؤمنين: ﴿ لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [المائدة: 101] ما سكت عنه فينبغي أن يكون عفوًا ولا ينبغي التنقيب والتنقير عنه حتى لا تشدد على نفسك ولا على من حولك، فالنهي هنا نهي، لكن غرضه البلاغي هو الإرشاد.
5-التوبيخ: قد يكون الغرض منه نهي يخرج من الإلزام إلى التوبيخ مثل قول أبي الأسود في بيته المشهور:
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم ) ، فالنهي هنا الغرض منه التوبيخ، توبيخ الإنسان إذا كان ينهى عن خلق وإذا به يبادر أو يفعل ذلك الذي كان ينهى غيره عنه.
6-التيئيس: قد يكون غرض أو يخرج غرض النهي إلى التيئيس، كقوله -جل وعز-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التحريم: 7]، فهنا الغرض منه التيئيس، كقولك لفلان يحاول كذا لا تحاول لا ترج، معنى ذلك أنك أردت إدخال اليأس إما لصعوبة هذا الأمر وإما أنه قد فات.
7-التهديد: كقول المؤدب لولده أو لتلميذه أو كذا بعد أن يحاول معه ويعظه في هذه المسألة، يقول: ثم لا تطع أمري، أو لا تفعل ما أقول، هو لا ينهاه عن فعل ما يقول، وإنما أراد أن يهدده بها، إنه إن فعل هذا الشيء أو إنه إذا لم يفعل هذا الشيء فإنه سيرتكب محذورًا وسيكون عليه العقاب.
8-التحقير: قد يكون النهي الغرض البلاغي منه التحقير، منه بيت الحطيئة المشهور الموجه للزبرقان في قصيدة هجائه الزبرقان -رضي الله تعالى عنه- عندما هجاه الحطيئة عندما قال: ( دع المكارم لا ترحل لبغيتها ** واقعد إنك أنت الطاعم الكاسي ) ،هنا عندنا في أول البيت أمر "دع المكارم" طبعًا الغرض من الأمر هنا أيضًا التحقير، يعني لست أهل المكان ولا المكرمات كيف وهو سيد تميم، إنما الشعراء يتلاعبون بالألفاظ، وإذا رضوا مدحوا، وإذا سخطوا ذموا وهجوا.
الاستفهام وأدواتــه
المؤلف "القواعد : الاستفهام طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل, وله أدوات كثيرة منها الهمزة وهل.
يطلب بالهمزة أحد أمرين :-
التصور وهو إدراك المفرد , وفي هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه ,ويذكر له في الغالب معادل بعد أم .
التصديق وهو إدراك النسبة, وفي هذه الحالة يمتنه ذكر المعادل.
- يطلب بهل التصديق ليس غير , ويمتنع معها ذكر المعادل."
س/ مامعني الاستفهام ؟
الاستفهام: طلب العلم بشيء لم يكن معلومًا من قبل ، والاستفهام فن بلاغي رائع، ويخاطب العقل ويحرك الشعور، ويحرك الراكد من الأفهام والعقول، ولذلك نجد أنه اطرد في الذكر الحكيم كثيرًا، وانتشرت صيغ الاستفهام بدلالاتها بشكل لافت للنظر، لأن فيها دغدغة للشعور وتحريكا للعقول، وتحريكًا للراكد من الأفهام؛ بحيث أنها تطلب ما بعد ذلك، أو تطلب بحسب ما يطلب منها، ويتصل إلى العلم الذي تراه في نفس المخاطب.
س/ ماهي أدوات الاستفهام ؟
الهمزة: وهي أم أدوات الاستفهام، حتى نسب عن سيبويه -رحمه الله- أنه قال: إن العرب في استفهاماتها كانت تدخل الهمزة على جميع الحروف الأخرى، فكانوا إذا قالوا: متى جئت؟ يقولون: أمتى جئت؟ هل زيد عندك؟ أهل زيد عندك؟ ثم لما أمن اللبس تخففوا وتركوا الهمزة، فاستقلت كل أداة لما استقر الوضع على أنها للاستفهام واستقلت بدلالة الاستفهام بحسب معناها ومؤداها، ولهذا الهمزة هي أم أدوات الاستفهام لخفتها ولعراقتها في الاستفهام.
س/ ما الذي يطلب بالهمزة ؟
يطلب بالهمزة أحد أمرين هي الوحيدة من بين أدوات الاستفهام التي يطلب بها أمران، وهما 1- التصور.2- التصور
أولاً-التصور: هو طلب معرفة أو إدراك المفرد والإحاطة به، الشيء الذي سألت عنه المفرد سواءً كان فردًا شخصًا أو معنًى يراد الإحاطة والعلم به؛ وأداة الاستفهام تدخل على المجهول وعلى ما تريد كشفه أي على الشيء الذي تريد كشف جهله وإيضاحه ، مثل أن يقال: أسعيد مسافر أم محمد؟ هنا هذا الاستفهام بالهمزة هو للتصور، لتحديد وتعيين المسافر.
س/ ما المقصود بـ "أم المعادلة" ؟
إذا أتي بعد الهمزة في أسلوب الاستفهام إذا كان للتصور بـ"أم" التي هي عاطفة وتسمى "أم المتصلة"؛ لأن ما بعدها لا ينفك عما قبله، متصل به اتصال المعادلة، وسميت "أم المعادلة" أخذًا من قولهم: "فلان عديل فلان" إذا أخذ أخت زوجته.
س/ ما الذي ينبغي إذا سألت عن ذات عن عاقل ؟
فعندما تقول: أسعيد مسافر أم محمد ؟ هنا إذا سألت عن ذات عن عاقل ينبغي أن يكون المعادل بعد "أم" عاقلاً، لا يصح أن تقول: أسعيد مسافر أم مقيم؟ لأن الإقامة ليست معادلة لسعيد، الإقامة معنى ليست عاقلة، إنما إذا سألت عن ذات تجعل المعادل لما بعد "أم" ذاتًا، أسعيد مسافر أم زيد؟ إذا سألت عن معنى يكون المعادل معنى، أمقيم محمد أم مسافر؟ المقابل للإقامة السفر، والمعادل للإقامة السفر.
س/ أذكر بعد أمثلة "أم المعادلة " ؟ وما الذي ينبغي أن يتوافر في المعادل ؟
مثال ذلك: في قوله -جل وعز-: ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴾ [الواقعة: 69] السؤال هنا عن الفاعل، فاعل الإنزال، هؤلاء يفعلون والله -عز وجل- فاعل، ولا شك أن الفاعلين متفاوتان، ولكن الله -عز وجل- أراد أن يقررهم بهذا ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴾ وقبلها: ﴿ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الواقعة: 59] أيضًا في مسألة الزرع: ﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ [الواقعة: 64]، وتلاحظ أن المعادل الذي يأتي بعد "أم" يكون مناسبًا يصدر عنه الفعل مثلاً، ﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ فهنا لاحظ المعادل ينبغي أن يكون مساويًا أو مجانسًا من حيث الفعل أو عدمه، من حيث المعنى أوعدمه، من حيث الذات أو عدمها مع الفارق.


ثانياً الهمزة للتصديق ؟
إذا كانت الهمزة للتصديق فيجاب عنها بنعم أو لا، ولا يذكر بعد ذلك لا أم ولا معادل بعد أن، فتقول: أزيد عندك ؟ تجيب بنعم أو لا، أتسافر غدًا ؟ تجيب بنعم أو لا ؟ لكن إذا كان عندك علم أنه سيسافر قطعًا مثلاً، لكنك لا تعلم أغدًا تسافر أم بعده فيكون هنا معادل، وأيضًا يكون الجنس ما دخلت عليه همزة الاستفهام.
س/ كيف نرد علي من يقول أن السماء ليست ذاتًا في قوله - ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ﴾ [النازعات: 27] .قد يقال: إن السماء ليست ذاتًا والمستفهم عنه والمخاطب ذات عاقلة ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا ﴾ فالجواب عن هذا: أن المقصود التمييز ولهذا قال: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا ﴾ على تأويل: أخلقكم أشد أم خلق السماء؟ فإذن يستفهم عن الخلق، أخلقكم أشد؟ خلق السماء لا يضاهى ولا يمكن أن يقترن بخلق الأناسي، فيكون على القاعدة، فهنا سئل عن معنى، أخلقكم أشد أم خلق السماء.
س/ ما المقصود بالنسبة في قوله : (هو إدراك نسبة) ؟
المقصود بالنسبة نسبة الإسناد، عندما أقول: أقام زيد ؟
إذا قلت: نعم، نسبت الإسناد إلى زيد نعم قام زيد، أسندت القيام إلى زيد، هذه نسبة، نسبة الشيء إلى شيء، وسواءً إثباتًا في حالة الإجابة بنعم، أقام زيد؟ تقول: نعم قام زيد فأثبت نسبة القيام إلى زيد، أو نفيًا إذا قلت: أقام زيد؟ تقول: لا بمعنى لم يقم زيد، نفيت نسبة الإسناد إلى زيد المتحدث عنه.
س/ هل "هل" كالهمزة صالحة للتصور والتصديق ؟"هل" ليست كالهمزة صالحة للتصور والتصديق، "هل" وضعتها العرب للسؤال عن المجهول الذي لا يجزم بانتفائه، عن مجهول، تقول: هل قام زيد؟ هل ستسافر غدًا؟ أنت لا تعلم هذا الشيء، ولهذا "هل" تدخل على المواضع التي تجهلها، بمعنى أنها لا تصلح إلا للتصديق إثباتًا للنسبة في حال الإيجاب، أو نفيًا لها في حال النفي. لا يذكر مع "هل" أم ولا المعادل لأن "هل" للسؤال عن المجهول وأم والمعادل بعدها يفيدان بعض علم فلو ذكرا مع هل يكون هناك تناقضا.
ورد في بعض النصوص البليغة أم بعد هل كقوله تعالى:(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَىَ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظّلُمَاتُ وَالنّورُ) [سورة: الرعد - الآية: 16] , أم في هذه الآية يسمونها أم المنقطعة الإضرابية فهي في مقام بل بمعنى هل يستوي الأعمى والبصير والأعظم من ذلك هل يستوي الظلمات والنور ,فأبطل السؤال الأول ودخل بسؤال أعم وأعظم ,فحصل تدرج في المعنى وترك السابق كأن لم يكن ,لذلك هي ليست أم المعادلة ولا المتصلة وإنما هي المنقطعة الإضرابية في مقام بل.
في قوله تعالى : (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ* أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرّونَ) [سورة: الشعراء - الأية72: 73]) هنا "أو" وليست "أم" على تقدير تكرار السؤال وتفيد الانتقال بمعنى هل يسمعونكم أو هل ينفعونكم
س/ وضح بالمثال معني قوله: (الإضراب يفيد إبطال ما قبله وإثبات ما بعده) ؟
مثال ذلك: قول قتيلة بنت النضر:
(هل يسمعن النظر إن ناديته ** أم كيف يسمع ميت لا ينطق ) ، فهنا "أم" بمعنى "بل" هل يسمعن النظر إن ناديته، وهو ميت أم كيف أي بل كيف؟ فأضربت، أضربت عن الأول، أرادت أن تتدرج ثم أرادت أن تسلي نفسها؛ كيف يسمع ميت لا ينطق في قبره، فهنا تكون "أم" إضرابية.
وكذلك: في قوله - تعالي سورة الأنبياء في حديث إبراهيم عن أصنام قومه، ويقرر قومه في عبادته في قوله: ﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ [الشعراء: 73] لم يقل "أم" هل تنفعكم أو يضرون؟ هنا "أو" ليست "أم" يعني هنا على تقديم أيضًا تكرار السؤال هل ينفعونكم أو هل يضرون؟ لا ينفعون ولا يضرون، فلا يأتي بـ"أم" وإنما أتى بـ"أو" التي تفيد الانتقال أيضًا.
س/ ماهي أدوات الاستفهام غير الهمزة وهل ؟
أدوات الاستفهام غير الهمزة وهل وهي:
من: ويطلب بها تعيين العقلاء. مثال: من أغلي الناس الجواب علاء
ما: ويطلب بها شرح الاسم أو حقيقة المسمى. لشرح الاسم أو حقيقة المسمى
مثلاً يقال: (ما الفدوكس)؟ فيقال في الجواب: (أسد).
وما تكون لغير العاقل فإذا كان السؤال مثلا (من تزوجت ؟) فالسؤال عن العاقل أم إذا كان السؤال (ما تزوجت ؟) فالسؤال هنا عن صفات المرأة مثلا فتكون الإجابة بكرا أو ثيبا أو ربة منزل وغير ذلك من الصفات.
متى: ويطلب بها تعيين الزمان ماضيًا كان أو مستقبلاً كقوله -جل وعز-: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 48].
أيان: ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل كقوله -جل وعز-: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾ [المرسلات: 42].
كيف: ويطلب بها تعيين الحال كقوله -جل وعز-: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41].
أين: ويطلب بها تعيين المكان.
أنّى: وتأتي بمعاني عدة فتكون1-معنى كيف (أنى ينتصر المسلمون وهم متفرقون؟)،2-بمعنى من أين - ﴿ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ﴾. 3-وتكون بمعني متى:أني يحضر فلان)
كم: ويطلب بها تعيين العدد مثل قوله -جل وعز-:﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴾ [المؤمنون: 112]. .
أي: ويطلب بها تعيين أحد المتشاركين في أمر يعمهما، ويسأل بها عن الزمان والحال والعدد والعاقل وغير العاقل حسب ما تُضاف إليه ، الزمان:لسنوات ولدت؟ مثلاً سنة كذا أو كذا،2-ن الحال: مثل على أي حال قومك؟ على أي حال أنت؟3-لعدد: مثل في أي سن أنت ؟ ،4-عن العاقل: أي الرجال تصاحب؟5-غير العاقل: أي سيارة تركب؟ أي الخيول عندك؟ أي الكتب تقرأ ؟ فهي مرنة بحسب ما تضاف إليه.


المؤلف "قد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعان أخرى تستفاد من سياق الكلام كالنفي والإنكار والتقرير و التوبيخ والتعظيم والتحقير والاستبطاء والتعجب والتسوية والتمني والتشويق"
س/ تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعانٍ أخرى ـ وضح ذلك ؟
من هذه المعاني:
النفي: مثل: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60] أي ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهذه صيغة استفهام لكنها خرجت إلى غرض بلاغي وهو النفي ، ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ﴾ [النحل: 33] أي ما ينظرون إلا هذا الأمر.
الإنكار: أتترك الصلاة؟ هذا إنكار، أتصاحب الأشرار؟ هذا أيضًا إنكار، الصيغة تدل على هذا ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44] إنكار وتوبيخ.
التقرير: وهو بمعنى التثبيت، ولهذا يكون دلالته خبرية ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1] أي: قد شرحناه، ﴿ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا ﴾ [الشعراء: 18] أي: قد ربيناك، ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 67] أي قد قلت لك هذا، فيسمى هذا استفهام تقريري.
التوبيخ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2] شيء عجيب.
التعظيم: ﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1، 2] شيء عظيم، ولهذا أخبر عنها بعد ذلك بأهوالها، ﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴾ [القارعة: 4، 5].
التحقير: كقول الله -عز وجل- يحكي ثم مقالة المشركين بحق النبي -عليه الصلاة والسلام-: ﴿ أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً ﴾ [الفرقان: 41] "أهذا" يعني هذا الرسول الذي بُعث وهكذا.
الاستبطاء: أحيانًا طالب الاختبار مثلاً أيام الاختبارات تطول على الطلاب والطالبات الاختبارات فتجد من يقول: متى ينتهي هذا الاختبار؟ سينتهي بعد أسبوع أو أسبوعين أو عشرة أيام، لكن متى؟ وكأنه مستمر، ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ ﴾ [البقرة: 214] استبطئوا لأنه طالت المحن والفتن وكذا، ولهذا جاءت البشارة عاجلة ﴿ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ ﴾.
التعجب: كقول سليمان -عليه السلام- لما تفقد الطير: ﴿ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴾ [النمل: 20] عجيب. تفقد الطير أين ذهب.
التسوية: التسوية كقول الله -عز وجل- كقول قوم عاد لهود: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ [الشعراء: 136] يستوي وعظك وعدمه، وكقوله -جل وعز- في حق المنافقين: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَّغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ﴾ [المنافقون: 6] الذي دل على التسوية بهذا الاستفهام هو كلمة "سواء".
التمني: كقوله -جل وعز- يحكي مقالة العصاة أو المشركين في أيام القيامة إذا رأوا العذاب: ﴿ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا ﴾ [الأعراف: 53] يتمنون بصيغة الاستفهام، فهل لنا؟ ممكن؟ يبحثون يمنة ويسرة يسلون أنفسهم.
التشويق: التشويق كقوله -جل وعز-: ﴿ هَلْ أَدُّلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الصف: 10] فلما كان السؤال للتشويق جاء الجواب مباشرة ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ
الــتـمــنــي
المؤلف "القواعد: التمني طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله ,إما لكونه مستحيلا ,وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله .
للفظ الموضوع للتمني ليت ,وقد يتمنى بهل ,ولو ,ولعل لغرض بلاغي.
إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا , ويعبر فيه بلعل أو عسى , وقد تستعمل فيه ليت لغرض بلاغي"
س/ ما معني التمني ؟ وما ألفاظه ؟
التمني: طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا كقول الشاعر:
( ألا ليت الشباب يعود يومًا ** فأخبره بما فعل المشيب ).كقول من تعجب من أموال قارون: ﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [القصص: 79] يتمنون، طبعًا هذا شبه مستحيل، وإن كان من حيث العقل والواقع ممكن، لكنه بعيد المنال في هذا المقام .
س/ هل يتمنى بـ"هل" و"لو" و"لعل" لغرض بلاغي ؟
هل : ويستصحب حال دلالتها الأصلية في الاستفهام وهو إبراز المتمني في صورة الشيء الذي لا يمكن الجزم بانتفائه ولذلك لكمال العناية به والحرص عليه قال تعالى: (فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 53]
لو : يستصحب أيضا حال دلالتها الأصلية في الشرط فهي حرف امتناع الامتناع فيتمنى بها عندما يكون المُتَمنى صعب المنال والوقوع.
قال تعالى: (فَلَوْ أَنّ لَنَا كَرّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة: الشعراء - الآية: 102]
لعل : ويستصحب حال الترجي بها في الأمور التي تطمع بها وقريبة الحصول فالترجي هو ترقب الوقوع .كقول العباس بن أحمد :
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيـرٍ جَناحَـهُ *** لَعَلِّي إِلَى مَن قَـد هَوَيـتُ أَطيـرُ
فاستخدم لعل في مقام التمني إشعارا بأن ما تمناه قريبا وفي يده إشعارا بكمال عنايته به وشوقه إليه .
لعل و عسى للترجي: والترجي ترقب الوقوع.
قال تعالى: (لَعَلّ اللّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) [سورة: الطلاق - الآية: 1]
قال تعالى: (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَىَ مَآ أَسَرّواْ فِيَ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [سورة: المائدة - الآية: 52]
قد تستخدم ليت(أصلا للتمني) في الترجي لغرض بلاغي وذلك إظهارا ما وقعت فيه بأنه صعب المنال وإن كان قريب الحصول كقول جرير:
أقول لها من ليلة ليس طولها *** كطول الليالي ليت صبحك نورا
فالصبح قريب الوقوع بعد الليل ولكنه أشعرنا أن ليلته شديدة عليه كأنها لا تنهض ولا يمشي وقتها فاستعمل ليت وهي للتمني في الترجي إظهار أن هذا الشيء الذي استعملها فيه شديد عليه وصعب.
______________________________
انتهت مادة البلاغة سؤال وجواب








رد مع اقتباس