عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2013, 10:26 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: ومضات من فكر" . . رؤية قائد

الحكومات تقدم التعليم والعدل والرعاية الصحية وتطور البنى التحتية وتسعد مواطنيها
صدور وتوزيع كتاب محمد بن راشد «ومضــات من فكر» .. تجربة غنية وفكر متقد

المصدر: عرض: فريد وجدي
التاريخ: 12 مايو 2013

عندما تطور الحكومات نفسها وخدماتها لتسهيل حياة الناس، فإنها تحقق لهم الراحة والسعادة، عندما تخلق الحكومات الفرص لأبناء الوطن، فإنها تحقق لهم السعادة، عندما تقدم الحكومات أفضل أنظمة التعليم لأبناء الوطن، فإنها تزودهم بأهم أسلحة بناء مستقبلهم ليكونوا سعداء، عندما تقدم الحكومات رعاية صحية متميزة، فلا شيء أكثر إسعاداً للمريض من الشفاء والراحة.

عندما تطور الحكومات البنى التحتية، فإنها تختصر المسافات، وتقرب البعيد، وتقلل الأوقات الضائعة من أعمار الناس، ولا شك ان ذلك سيسهم في سعادتهم وراحتهم، عندما يتحقق العدل، ويجد المظلوم حقه بسهولة ويسر، فإن هذا يحقق السعادة والاطمئنان للمجتمع بأسره.

هذه «ومضات من فكر» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي ضمتها صفحات كتاب سموه الجديد والذي صدر مؤخرا ويحمل ذات الاسم، وبدأ توزيعه في البلاد قبل ساعات وهو الكتاب الذي يسجل الجلسة الحوارية لسموه خلال القمة الحكومية التي عقدت ابريل الماضي وتضمن الكتاب إضاءات سريعة على مواضيع متنوعة في الإدارة والقيادة وفي الحياة الشخصية وفي نظرة سموه للنجاح ورؤيته لأسبابه وغير ذلك مما طرح خلال تلك الجلسة.

قدم للكتاب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مشيرا سموه الى انه «يلخص فيه مجموعة من آرائه وأفكاره التي طرحها في القمة الحكومية الأخيرة والتي عقدت في فبراير عام 2013، استمتعت بمتابعة الجلسة الحوارية لأخي الشيخ محمد بن راشد واستمتعت أيضا بقراءة المسودة الأولى من كتابه الذي أضاف له أفكارا جديدة وطرح فيه آراء ومواضيع لم يطرحها خلال جلسته الحوارية وأتمنى للجميع الاستفادة من هذا الكتاب».

واوضح صاحب السمو نائب رئيس الدولة في مقدمة الكتاب انه «أضاف أيضا بعض المواضيع التي لم يتسع الوقت لطرحها خلال الجلسة استكمالا وتعميما للفائدة، قائلا: فصلت واستطردت في بعض الإجابات التي ذكرتها في الجلسة». وتاليا عرض وتلخيص لملامح من الـ»ومضات»:

- عندما تطور الحكومات نفسها وخدماتها لتسهيل حياة الناس، فإنها تحقق لهم الراحة والسعادة، وتخلق الحكومات الفرص لأبناء الوطن، فإنها تحقق لهم السعادة ومستوى الرضى النفسي لدى المسؤول الحكومي سيكون أفضل بكثير عندما يعرف أنه سيسهم في سعادة الآلاف من البشر.

هل لكم أن تتخيلوا معي أن إجمالي الدخل في الإمارات تضاعف خلال أربعين عاماً فقط أكثر من 190 مرة؟ عدد المدارس في الإمارات كان لا يتجاوز 74 مدرسة حكومية وخاصة عام 1971، والآن بلغ عددها أكثر من 1200 مدرسة. عدد المستشفيات كان لا يزيد على 7 مستشفيات عام 1971.

والآن وصل إلى نحو 90 مستشفى وأكثر من 2000 مركز وعيادة للرعاية الصحية في القطاعين الحكومي والخاص. عدد الخريجين كان لا يزيد على 40 خريجاً، وكانت لدينا آلاف الوظائف تبحث عن خريجين ولم يكن لدينا أي جامعة. اليوم لدينا 73 كلية وجامعة تضم عشرات الآلاف من الطلبة والطالبات، وغيرها الكثير من الإحصائيات.

لا أجد تفسيراً لهذه الجهود الجبارة التي بذلها الآباء المؤسسون، إلا أنهم كانوا يسعون لراحة الناس وإسعادهم. هم قادة أقاموا دولة ورأينا قادة آخرين أطاحوا بدول قائمة، لأن الأهداف كانت مختلفة.

هذا هو نهج أخي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي يسعى دائماً لراحة الناس ورضاهم واستقرارهم وسعادتهم. ونحن في الحكومة نمضي وفق هذا النهج، المواطن يأتي أولاً وثانياً وثالثاً.

حكومة المستقبل

- حكومة المستقبل ستقدم خدماتها للناس 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، 365 يوماً في السنة. فإذا كان هذا ممكناً في القطاع الخاص، فلم لا يكون قابلاً للتنفيذ في القطاع العام؟ نريدها كشركات الطيران، حكومة لا تنام.

نريد للحكومة ان تتفوق على الفنادق في حسن الاستقبال، وعلى البنوك في دقة الإجراءات، فهدفنا هو منافسة القطاع الخاص والتفوق عليه في جودة الخدمة المقدمة للمتعاملين.


حكومة المستقبل هي حكومة يستطيع المواطن من خلالها انجاز أي معاملة حكومية له من خلال أي من مراكز الخدمة الحكومية، بغض النظر عن الجهة التي يتبعها، مراكز الخدمات الموحدة ستعمل على راحة المواطنين، وتجنب إرباكهم في رحلة طويلة من المعاملات بين جهات عدة.

بل أكثر من ذلك، نريد ان ننقل مراكز تقديم الخدمات الحكومية إلى الهواتف الذكية للمتعاملين، حيث يستطيع المتعامل تقديم طلبه للحكومة من هاتفه المتحرك، ومتابعة هذا الطلب في أي وقت من ليل أو نهار.

حكومة المستقبل هي أيضاً حكومة مبدعة قادرة على توليد الأفكار بشكل مستمر، سواء من خلال موظفيها أو من خلال جمهور المتعاملين معها. خلال عام 2012 استطعنا في حكومة الإمارات توليد أكثر من 20 ألف فكرة إبداعية جديدة لتبسيط الخدمات وتطويرها.

حكومة المستقبل هي حكومة ذكية، تمتلك أنظمة تقنية مترابطة وفعالة، هذه هي رؤيتنا للجيل القادم من حكومات المستقبل باختصار.

أولويات التنمية

- أولويات التنمية في الإمارات، الجواب في ثلاث كلمات: التمكين، التعليم، التوطين.

- التمكين هو رؤية أخي الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله نحن اليوم في مرحلة التمكين، تمكين إنسان هذا الوطن. بناء الإنسان مستمر، ولكن نحن اليوم في مرحلة تمكين المواطن في جميع مؤسساتنا وهيئاتنا. والمواطن قادر. وثقتنا في أبنائنا كبيرة.

- التعليم هو أولوية وطنية كبيرة. أطلقنا العديد من المبادرات والمشاريع في التعليم. لسنا راضين تماماً حتى الآن عن حجم الإنجاز. ولكن سيظل التعليم أولوية مطلبه.

- التوطين أولوية لدى رئيس الدولة، وأولوية لدى الحكومة، وأولوية في جميع إمارات الدولة وحكوماتها المحلية رئيس الدولة أطلق مبادرة «أبشر» لتوظيف 25 ألف مواطن.

إشارة النصر

سر إشارة النصر التي أرفع يدي ملوحاً بها عقب كل انتصار، وهي رفع ثلاث أصابع: الإبهام، والسبابة، والوسطى، وهي تعبر عن ثلاثة أشياء عن كلمة فوز، وعن كلمة نصر، وكل واحدة ثلاثة أحرف، كما أنني استخدمها أيضاً للتعبير عن الحب، جرت العادة ان يرفع الكثيرون إصبعين حين احتفالهم بفوزهم كحرف (V)، الذي يرمز إلى الكلمة الإنجليزية Victory، والتي تعني النصر، لماذا علينا أن نتبع رموز غيرنا عند التعبير عن أفراحنا؟

جزيرة النخلة

- اذكر قبل أكثر من 12 عاماً، أتاني فريق عمل من إحدى الشركات العقارية الحكومية بفكرة جميلة ومبدعة، كانت الفكرة بناء جزيرة وسط البحر، وتعميرها، قلت لهم: هذا مشروع ضخم، وهو أكبر جزيرة من صنع الإنسان، نريد فيها بصمتنا الخاصة، لا نريده أن يكون كالشكل المعتاد.

واقترحت عليهم أن يكون على شكل نخلة، فهي تراث لنا، وبصمة من حياتنا، اليوم جزيرة النخلة هي أحد المعالم الرئيسية ليس محليا، بل أيضاً عالمياً، لفرادة شكلها وتميزه، وضخامة حجمها الذي يرى من الفضاء. لقد باتت إبداعاً لم يسبقنا إليه أحد.

برج خليفة.. والأهرام

- هل فعلاً استفادت دبي من بناء برج بلغت تكاليفه أكثر من 1.5 مليار دولار، وبلغت التكلفة الإجمالية للمنطقة المحيطة به نحو 20 مليار دولار؟ وإجابتي يمكن أن ألخصها في ثلاث نقاط:

أولاً: تنفيذ أعلى بناء على وجه الأرض هو عمل وطني، ومحطة تاريخية، ومنعطف اقتصادي رئيس. وهو ليس فخراً لأبناء الإمارات فقط، بل هو فخر لكل العرب، قبل أربعة آلاف عام كان أعلى بناء عرفه الإنسان يوجد في منطقتنا، كانت الأهرام مصدراً للفخر ورمزاً للتقدم الحضاري للمنطقة بأسرها. وظلت كذلك حتى عام 1311 ميلادي، حين تفوقت عليها كاتدرائية لنكولن «أو كاتدرائية القديسة مريم» ببريطانيا في ارتفاع البنيان، وأتمنى أن يكون برج خليفة اليوم أيضاً رمزاً للتغيرات العالمية الجديدة: عالم جديد يتلاقى فيه الشرق بالغرب، وتتمازج فيه الحضارات، ويسود فيه الإبداع البشري من دون النظر للحدود الجغرافية أو العرقية أو الدينية.

وشارك في هذا البناء العظيم آلاف المهندسين والعمال والاستشاريين وغيرهم من أنحاء العالم كافة. وكذلك هي الإمارات، فنحن مركز عالمي جديد، تجتمع فيه أفضل العقول.

ثالثا: بناء البرج هو رسالة، رسالة للداخل ورسالة للخارج. أما داخلياً فنحن نقول لأبنائنا إننا نستطيع ان ننجز الكثير، نبهر العالم، لسنا طارئين على التاريخ، ولسنا غريبين على حركة الحضارة، وهو رسالة للعالم نقول فيها: الإمارات رقم جديد في الاقتصاد العالمي، رقم راسخ رسوخ برج خليفة.

حياتي كإنسان

- حياتي بسيطة: تبدأ من صلاة الفجر، وهي نصيحة أنصح الجميع بالتعود عليها، الاستيقاظ مع الفجر إذا تعودت عليه ليس صعباً، فكأن منبهاً ذاتياً يوقظك كل يوم. بعد صلاتي وإفطاري مع أسرتي، أمارس بعض الهوايات المحببة لي، فأركب الدراجات الهوائية لأمارس بعض الرياضة، وأحب ركوب الخيل في الصحراء، وأرتاح كثيراً لرؤية الغزلان أو الأرانب في البرية، وأزور الأصدقاء سواء في بيوتهم أو مزارعهم، وأخرج معهم لرؤية الناس أو للغداء في المطاعم القريبة أو للمشي على شاطئ البحر أو نخرج معاً في رحلة صيد.. يومي بسيط، وحياتي بسيطة ولكنني سعيد بها.

البساطة هي الفطرة، وهي راحة للنفس، وهدوء للروح، لا أحب التكلف، ولا أسعى إليه، والقريبون مني يعرفون ذلك.

الرقم واحد

- إصراري الدائم على الرقم واحد رغم صعوبة تحقيق ذلك في المجالات كافة، لأن لا أحد يعرف صاحب المركز الثاني أو العاشر أو غيره، ووجهت سؤالاً للحضور إن كان أحدهم يعرف ثاني شخص صعد إلى قمة جبل إيفريست في جبال الهمالايا أو ثاني شخص صعد لسطح القمر، أو غيرهما من أصحاب المراكز الثانية؟

فكان الجواب: لا أحد، أنا وشعبي نحب المركز الأول. زايد وراشد كانا يحبان المركز الأول وأرادا لشعبهما تحقيق المراكز الأولى، وأرادا لدولة الإمارات من البداية أن تكون من أفضل دول العالم، وعلى ذلك يمضي خليفتهما رئيس الدولة حفظه الله.

كسرت إصبعي

الفروسية، والشعر، والقيادة هي ثلاثية تتفاعل مع بعضها بطريقة ايجابية لتجعلك فارساً أفضل، وشاعراً أفضل، وقائداً أفضل، عادة أحب مشاهدة المباريات مع مجموعة من الأصدقاء. وشاهدنا نهائي كأس الخليج، والتحدي كان كبيراً وأبناء الإمارات جميعهم أعينهم على الكأس، وأنا كنت فيما مضى ألعب كرة القدم، فكانت أعصابي مشدودة مع كل تغير يحدث في الملعب، وأنا أيضاً عسكري، فكنت أنظر للاعبين كجنود في الميدان. ودم العسكري يفور عندما يرى جنوده في الميدان. كانت الحماسة كبيرة والأعصاب مشدودة.

حتى جاء هدف الفوز، فقفزت من مكاني من فرحي بالهدف وضربت الطاولة التي أمامي فكسرت إصبعي. كنت أظن أن الإصابات تحدث فقط في الملعب، فكانت هذه الإصابة من خارج الملعب، لكن لذة الانتصار تنسيك الإصابات.

شرف لي أعتز به

حصولي على المركز الأول في بطولة العالم لسباقات القدرة التي عقدت في بريطانيا عام 2012، هو شرف لي أعتز به، وكان إجمالي المشاركين 150 فارساً من 38 بلداً، وقع اختياري على حصان لم يسبق له المشاركة في سباق بهذا الحجم من قبل، انطلقنا .

وكان الجو متقلباً بشكل كبير بين مطر وبرد ورياح، وطول السباق الذي يصل إلى 160 كيلومتراً يجبرك على وضع خطة تتناسب مع قدرات الحصان، وهكذا كان التحدي، وبحمد الله وصلت في المركز الأول، وحققت انجازاً رفعت فيه اسم بلدي بين جميع الدول، وسجلت اسمي أيضاً بين حاملي الذهب على المستوى العالمي.

نبيي وحبيبي

قدوتي في الحياة وقدوة الحضور هو نبيي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم. أما القائدان اللذان تعلمت منهما الكثير فهما الشيخ زايد والشيخ راشد طيب الله ثراهما.

كان والدي الشيخ راشد رحمه الله، يصحبني معه في حله وترحاله منذ كان عمري 6 سنوات، كانت رحلات للتعلم واكتساب الخبرة ومعرفة الحياة.

اما الشيخ زايد رحمه الله، فلي الشرف أن أقول إنه منذ قيام الاتحاد كان رحمه الله، يصحبني معه في كل رحلاته، وكانت هذه الرحلات دورات مكثفة في فنون إدارة الحياة، وفي أساليب القيادة والإدارة. لم يكن تعليماً بالتلقين والكلام، بل كان بتوجيه الأسئلة أحياناً لإشراكي في موضوع معين، وأحياناً بضرب الأمثال، وأغلب الأحيان كنا نتعلم من فعله وتصرفاته وتعامله مع الأحداث ومع الناس.

كان خير قائد ونعم القائد. تعلمنا في المدارس والكليات، ولكني لم أجد مدرسة أو جامعة أكبر من زايد رحمه الله. ومن المواقف الطريفة لي معه، رحمه الله، قصة حدثت في أحد اجتماعات مجلس التعاون الخليجي. كنا نجلس معه مساءً، وتأخر الوقت، وكلما رغبت بالذهاب للنوم كان يناديني ويجلسني، وكذلك الأمر مع أخي الشيخ محمد بن زايد. فبقينا جالسين معه حتى تأخر الوقت، وفي غفلة منه خرجنا أنا ومحمد بن زايد.

رأيته قد أعد قصيدة في ما حدث في الليلة السابقة، قال فيها:

اختفى محمد ورا محمد

حد يحضر وحدٍ يغيبٍ

والسبب ما هو بمتعمد

السبب حب الغراشيبٍ

لكن كم بنخفي وبنيود

من فعلهم رأسك يشيبٍ

بعد الإفطار كتبت قصيدة على وزن قصيدته، وقرأتها عليه، قلت فيها:

سيدي يشرح لك محمد

عن أمورٍ عنك ما تغيبِ

الخبر اللي لافك وعود

يا بعد شباني وشيبي

لك تركنا الجود يتجدد

حولك تحوم الرعابيبِ

أما الطيور اللي تبي تصعد

هي تقنص ولا تخيبِ

بس خايفة من صيدها تبعد

من عقاب له مخاليبِ

آلاف فرق العمل

الانجازات التي تحققت يقف خلفها آلاف فرق العمل التي تعمل بصمت ومن دون ضجة وما أنا إلا قائد تحمل مسؤولية هذه الأمانة، ونسأل الله أن يوفقنا لتأديتها، أما بالنسبة لتنظيم الوقت، فباختصار يمكنني أن أقول إننا جميعاً نملك 24 ساعة في اليوم والسؤال لا يكون حول كيفية إدارة هذا الوقت بل حول كيفية استثمار هذا الوقت، فالكثير من الأعمال يمكن انجازها في وقت أقل، وما ينجز في شهر يمكن عمله في أسبوع.

غيروا أو ستغيرون

أذكر انني خلال المنتدى الاستراتيجي العربي في عام 2004 وجهت كلاماً صريحاً للزعماء العرب، وقلت لهم إذا لم تجروا اصلاحات جذرية تمس المواطن، فستنصرف عنكم شعوبكم وسيكون حكم التاريخ عليكم قاسياً، وقلت لهم: غيروا أو ستغيرون. لم أكن وقتها أتنبأ بالغيب، فالغيب لا يعلمه إلا الله، ولكن هي دروس التاريخ وعبره، وهي مؤشرات كانت تنبئنا بوضوح بما سيحدث، فلكل فعل رد فعل، ولكل واقع تداعياته ونتائجه.

أذكر أني زرت بعض الزعماء العرب وصارحتهم بما يمكن ان يحدث ومنهم من غضب وقال لي إن كل التقارير التي لديه لا تشير لذلك فقلت لهم: مشكلتكم في تقاريركم، وأنا ناصح لكم، ليس لي أي مطمع عندكم، وليس لصراحتي أية حدود معكم، وكان هدفي مصلحة الشعوب العربية واستقرارها، ولا بد ان تصرفوا عليهم كل ما عندكم.

وتبذلوا لهم كل ما تستطيعون، وكانت الحجة وقتها أنهم لا يملكون شيئاً، ولكن بعضهم كانوا يأخذون الأموال ويخفونها في دول أخرى، وظنوا أن الشعوب ستستمر في تصديقهم، بإمكانك أن تكذب على شعبك سنة أو سنتين، ولكن ليس أربعين سنة. والمصيبة الأكبر أنهم صدقوا كذبتهم، لأنهم أجبروا صحفهم وإذاعاتهم على ترديد الايجابيات فقط. فصدقوها أنفسهم ولم يظنوا أن هناك أية مشكلة، لكن مع العصر الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي اليوم، ومع تكشف الكثير من الحقائق، مع طول صبر الناس، انفجرت هذه الشعوب.

التحديات

الحياة كلها تحديات، حياة آبائنا وأجدادنا وحياتنا أيضاً منذ قيام الاتحاد كانت كلها تحديات. الانتقال من دولة بسيطة إلى دولة ذات مكانة عالمية لم يكن من دون تحديات. لو توقفنا عن مواجهة التحديات لوقفت عجلة التقدم في بلادنا.

أصعب تحدَّ مر علي شخصياً هو أن تجعل أفراد فرق العمل الذين معك يؤمنون بك، ويثقون بالتغيير الذي تريده، ويقتنعون بالرؤية التي تحملها. الكلام وحده لا يكفي، ولكن تحقيق النجاح أمامهم مرة ومرتين يجعلهم يؤمنون بك وبرؤيتك، ويطمئنون إلى صحة الطريق الذي تأخذهم إليه.

أسميناها طيران الإمارات

التقيت قبل فترة وجيزة 500 مدير تنفيذي لكبرى الشركات حول العالم طلبوا مني كلمة فقلت لهم: سأحكي لكم ثلاث قصص تلخص لكم أهم ثلاث صفات لا بد أن يتحلى بها رجال الأعمال.

القصة الأولى حدثت عام 1985 في دبي، حيث تواصلت معنا إحدى شركات الطيران التي كانت تستحوذ على 70% تقريباً من الحركة الجوية في مطار دبي، طلبت منا الشركة ان نوقف سياسة الأجواء المفتوحة التي اعتمدناها وقتها، والتي كانت تقضي بأحقية أي شركة طيران بالعمل في مطار دبي.

كانوا يريدون حماية حصتهم في السوق، بل وأعطونا مهلة أسابيع عدة للاستجابة، وإلا فإنهم سينسحبون من المطار الذي سيخسر 70% من حركته. رفضنا طلب الشركة لسبب بسيط، لأننا نؤمن بأن المنافسة هي الأفضل لبلادنا، وليست الحمائية. أوقفت الشركة رحلاتها لمطار دبي، فاستأجرنا طائرتين، وأنشأنا شركة طيران اسميناها طيران الإمارات. لقد أجبرونا على أن نؤسس شركة طيران أصبحت ثالث أكبر شركة في العالم.

القصة الثانية حدثت في بداية التسعينات من القرن الماضي. جاءتني مجموعة من التجار لأثني والدي عن مشروع اعتزام القيام به وهو مشروع ميناء جبل علي. كان رأيهم أنهم ليسوا بحاجة إليه، وأنه سيكلف الخزينة أموالاً طائلة. بعد حديث قصير مع الوالد رحمه الله وبعد صمت قال لي إنه يبني شيئاً للمستقبل.

لن تستطيع بناءه بمواردنا المستقبلية اليوم، ميناء جبل علي يضم أكثر من ستين مرسى للسفن العملاقة، ويضم منطقة حرة تعمل فيها آلاف الشركات وأصبحت خبرتنا في هذا المجال تؤهلنا لإدارة أكثر من ستين ميناء حول العالم.

القصة الثالثة حدثت عام 1999، حيث قمنا بدراسة فكرة إنشاء تجمع يضم شركات التكنولوجيا، أسمينا المشروع مدينة دبي للإنترنت. كان الاستثمار بسيطاً، ثم تطورت الفكرة إلى مناطق متخصصة عدة في الإعلام والتعليم والانترنت وغيرها. تضم اليوم هذه المناطق 4500 شركة، و54 ألف موظف، وأصبحت دبي عاصمة للإبداع في المنطقة في هذا المجال.

مراقبة أداء الوزارات

متابعة الأداء الحكومي هي أحد أهم مرتكزات العمل الحكومي الناجح. بالطبع نحن نفوض المسؤولين، ونعطيهم الصلاحيات، ونعطيهم الميزانيات، ولكن لا بد من متابعتهم بطرق عدة ومن جهات عدة.

أولاً، لدينا نظام إلكتروني شامل يضم آلاف المؤشرات الخاصة بأداء الوزارات. بإمكاني الاطلاع على أداء هذه الوزارات، سواء وفق مؤشرات أدائها الكلية أو التفصيلية. ونرسل نحن أيضاً تقارير للوزارات حول جوانب التقصير لديها لمعالجتها أولاً بأول.

النوع الثاني لمراقبة الأداء هو المتابعة الميدانية من خلال مراقبة مستويات خدمة المتعاملين، حيث إن لدينا متسوقين ومتعاملين سريين يقومون بتنفيذ آلاف الزيارات بشكل سنوي لمختلف الوزارات، وكتابة التقارير، لكني لا اقتنع فقط بهذه التقارير.

النوع الثالث من الرقابة، أقوم شخصياً بزيارات للعديد من المؤسسات الاتحادية بهدف متابعة بعض المشاريع ميدانياً، أو الاطلاع على بعض التجارب المميزة في بعض الجهات، أو للالتقاء بالصفين الثاني والثالث من القيادات والاستماع لهم.

النوع الرابع من الرقابة هو الرقابة المالية، التي تأتي من خارج الحكومة ويقوم بها ديوان المحاسبة، وتتم مناقشة تقاريره على أعلى مستوى وإرسالها أيضاً للجهات المعنية لمعالجة أي خلل إن وجد.

والنوع الخامس من الرقابة هو رقابة وطنية عامة من المجلس الوطني الاتحادي، وهي رقابة خارجية من منظور مختلف نوعاً ما عن رقابتنا الداخلية، ولذلك تكون هذه الرقابة مفيدة لنا أيضاً

قدوة للدول

وأضاف سموه فصلاً للكتاب حول المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات لدول العالم المختلفة الأقل حظاً منا، أو للشعوب المنكوبة، أو المحرومة، وليس من عادتنا ولا من أخلاقنا أن نفاخر بمساعدة أو عون نقدمه لصديق أو قريب، ولكن أحببت أن اسجل هذا للتاريخ أولاً، ولنكون قدوة ثانياً، قدوة لغيرنا من الدول، وقدوة أيضاً للأجيال التي ستأتي بعدنا لتمشي على النهج نفسه.

توترات وثورات لأن الشعوب تريد حكومات تخدمها

ما يحدث في عالمنا العربي من توترات وثورات واضطرابات له علاقة وثيقة بالقمة الحكومية التي عقدناها تحت شعار الريادة في الخدمات الحكومية، الشعوب تريد حكومات تقدم خدمات متميزة، خدمات صحية وتعليمية، وسكنية، وقضائية، وشرطية. الشعوب تريد تنمية اقتصادية حقيقية، فعندما تركز الحكومات عملها وطاقاتها على هذه الجوانب فلن تحدث اضطرابات أو أزمات.

أكثر ما يزعجني

يزعجني ما يتكرر في بعض الأوساط الإعلامية في وطننا العربي حول «استفادة الإمارات من أية اضطرابات تحدث في دول أخرى». وأكثر ما يزعجني أنها تأتي من غير دليل، وأحياناً تصور الإمارات وكأنها تعيش على توترات تحدث في دول أخرى، ودول عزيزة علينا ولا نتمنى لها إلا كل الخير والاستقرار.

بداية أقول وبكل وضوح إن دولة الإمارات لا تعمل بهذه الطريقة. دولة الإمارات من أكثر الدول التي تساعد الشعوب على تحقيق الاستقرار والازدهار والتنمية. ونحن من أكثر دول العالم في تقديم المساعدات كنسبة من إجمالي دخلنا القومي. ثانياً، اقتصادنا في دولة الإمارات اقتصاد قائم على أسس مستقرة وثابتة وراسخة، نحن نعتمد على بناء نموذج لتحقيق تنمية مستدامة .

وليس تنمية وقتية تستفيد من بعض التوترات هنا وهناك، لدينا أكثر من 10 ملايين سائح سنوياً يأتون من جميع قارات العالم. حتى شركاؤنا التجاريون الاستراتيجيون ليس بينهم أي دولة من دول الربيع العربي ولا تضم قائمة أهم 10 شركاء أية دولة عربية إلا المملكة العربية السعودية. الاستثمارات التي تأتي لدولة الإمارات تأتي من جميع أنحاء العالم وهي منشورة.

حيث بلغت في عام 2012 ما يقارب 30 مليار درهم. تدفق الاستثمارات العالمية للإمارات كان موجودا قبل الربيع العربي واستمر بالوتيرة نفسها وسيستمر. ثالثاً، استثمارات الشركات الإماراتية في هذه الدول أكثر مما يأتينا منها من أموال.

القيادة العسكرية علمتنا

أفكار الإبداع التي نعلن عنها ليست أفكاري وحدي، ولكنها أفكار الموظفين وأفكار المراجعين، وكثرة احتكاكنا بهم في الميدان تعطينا الكثير من الأفكار، علمتنا القيادة العسكرية ان القائد لا بد ان يستمع لجنوده.

الأفكار تأتي من كل فئات الشعب: من المواطنين والمقيمين، ومن الصغير والكبير، ومن المسؤول والموظف. الجميع يسهم بفكرة وإن كانت بسيطة، وأنا دائماً أطالب من ألتقي بهم بأن يزودوني بأي اقتراحات جديدة يمكن ان تسهم في تطوير بلادنا، وخدماتنا، وسياساتنا.

ولعلي استطرد قليلاً في الإجابة التي ذكرتها خلال القمة لأهمية هذا الموضوع. فالإبداع هو أهم أصل من أصول أية مؤسسة حكومية، فبغيره لا يوجد أي تطوير أو تغيير أو حتي تحدَّ. لن تستطيع تحدي إنجازاتك السابقة بغير إبداع، ولن تستطيع تغيير واقعك الحالي بغير إبداع، ولن تسبق الآخرين أيضاً بغير إبداع.

الحكومات هي أولى من غيرها بتبني منهج الإبداع، فالإبداع في الحكومة يطور خدمة، ويبني إنساناً، ويعمر دولة، استطعنا خلال عام 2012 أن نولد أكثر من 20 ألف فكرة إبداعية في حكومة الإمارات، الحكومة المبدعة هي حكومة حية، تنمو وتكبر وتتطور.

رؤية 2021

أضاف سموه فصلا عن رؤية 2021 للكتاب لما له من أهمية كبرى في توضيح أهم أهدافنا الوطنية لغاية عام 2021، وهو العام الذي سيصادف الذكرى الخمسين أو اليوبيل الذهبي لقيام دولة الإمارات.

إطلاق مشاريع ضخمة

رغم التحديات الاقتصادية العالمية وعدم الاستقرار الاقليمي، إلا أن الإعلان عن اطلاق مشاريع ضخمة وخطط جديدة ومدن جديدة مستمر. «ألا يشكل ذلك مخاطرة؟»، لا يوجد مشروع من دون مخاطرة. كل خطوة نقوم بها فيها مخاطرة. كل عمل نعمله فيه مخاطرة. فهل نتوقف عن الحياة والعمل؟ حتى البنوك المؤتمنة على أموال الناس يكتنف عملها مخاطرة.

فهل نوقف البنوك؟! الحياة كلها مخاطر. كيف يمكننا تحقيق أهدافنا؟ وكيف يمكن تقوية اقتصادنا؟ وكيف يمكن تحقيق السعادة لمواطنينا اذا لم نطلق المشاريع ونأخذ بعض المخاطر المدروسة؟ وضربت للسائل مثالاً بسيطاً من حياته. قلت له: ذهابك للعمل بالسيارة فيه مخاطرة، وسفرك أيضاً بالطائرة فيه مخاطرة، فهل سنتوقف عن العمل؟ بالتأكيد لن تتوقف.

إلمام

كل شيء الآن


الاستعجال الدائم في تنفيذ المشاريع، ولم لا؟ ليس هناك أي سبب يدفعنا للانتظار. المستقبل يبدأ اليوم وليس غداً، ولو انتظرنا الغد حتى يأتي، فنستمر في تأجيل كل شيء. وإذا رأينا أي شيء يخدم شعبنا واقتصادنا ويقوي دولتنا نفعله مباشرة. دولة الإمارات خرجت من صحراء قاحلة إلى دولة ذات مكانة عالمية في 40 سنة فقط.

ليس لدينا ترف الوقت، ولم نتعود على الانتظار. نستعجل في المشاريع التنموية لأن الدولة القوية اقتصادياً قوية سياسياً. وكل ما نراه من انجازات في الدولة قامت بها فرق عمل من أبوظبي حتى الفجيرة، وشارك فيها الجميع من رئيس الدولة وحتى أصغر موظف.

دولة الإمارات تستقطب سنوياً ما يزيد على 10 ملايين سائح من أنحاء العالم كافة، وقطاع السياحة لدينا قطاع ضخم، ونموه مستمر، ويشكل أحد أعمدة اقتصادنا الوطني.

بدأنا قبل سنوات عدة نركز على السياحة العائلية، بداية مع اطلاق مهرجان دبي للتسوق في عام 1996، الذي كنا نهدف من خلاله إلى توفير تجربة سياحية مميزة لجميع أفراد الأسرة، وقد حقق المهرجان نجاحات كبيرة، واليوم تبلغ عوائده المباشرة على الاقتصاد نحو 15 مليار درهم، وخلال السنوات الأخيرة.

ومع انشاء العديد من المعالم الضخمة عندنا، وأيضاً مع توسع خطوط الطيران لدينا، بدأنا نرى سياحة عائلية على مدار السنة، وأصبحت دول الإمارات أحد المقاصد العالمية الرئيسية لهذا النوع من السياحة. أفرح كثيراً بمنظر العائلات الخليجية والعربية الزائرة وهي تتجول في أسواقنا ومرافقنا، فمشاعرنا تجاه هذه العائلات هي مشاعر أقرب للمشاعر الأسرية.

ريادة

رواد العمل الإنساني


في دولة الإمارات شخصيات إنسانية متعددة نفخر بها، أخص بالذكر منها هنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله، «أم الإمارات»، وأيضاً «أم العطاء» وأخي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وغيرهما الكثيرون. كما أن لدينا في الإمارات هيئات خيرية وشخصيات إنسانية قديرة، وآخرين كثيرين من أصحاب الخير من أبناء الإمارات، لا نعلمهم لكن الله يعلمهم.

موظفو الحكومة هم المحرك الأساسي للتنمية، وهم رأس المال الحقيقي والفرسان الذين نراهن عليهم لتطوير خدماتنا وتحقيق رؤيتنا وتطلعات شعبنا. الرؤية العظيمة لا يحققها إلا فريق عمل عظيم.

لا يمكن الحديث عن تطوير في الحكومة من دون تطوير في كوادر هذه الحكومة وموظفيها، العام الماضي وحده حققنا أكثر من مليون وثلاثمائة ألف ساعة تدريبية، استفاد منها أكثر من 55 ألف موظف في الحكومة الاتحادية.

القمة الحكومية جمعت الحكومة الاتحادية مع جميع الحكومات المحلية في مكان واحد لتبادل المعرفة والخبرة والتجارب الناجحة، هذا ما نسعى إليه أنا وأخواي الشيخ سيف بن زايد والشيخ منصور بن زايد، وأن هدفنا ان يعمل الجميع فريقاً واحداً وفق رؤية واحدة. يتخيل البعض أن هناك تضارباً في المصالح أو تنافساً غير صحي، بل وقرأت تقارير في بعض الصحف الغربية تذهب أبعد من ذلك وتصف الأمر وكأننا في «حرب باردة»!

لا يعرف الكثير ممن لديهم هذه الأوهام، طبيعة العلاقة بين الأسر الحاكمة في الإمارات، ولا يعرفون التاريخ، ولا يعرفون رؤيتنا للمستقبل، ولا يعرفون أخلاق أهل الإمارات وأخلاق قادة الإمارات، والمصيبة أنهم لا يعرفون انهم لا يعرفون!

شجاعة

الطفل الفارس


ردا على سؤال لطفل بكل براءة وشجاعة، كيف استطيع ان أكون فارساً مثلك؟ الفروسية ليست فقط رياضة، هي أيضاً أخلاق ونبل وشهامة وتفوق، تبدأ من الداخل، قلت للطفل خلال الجلسة إن أول شيء في الفروسية هو حب الأهل وطاعتهم، والتفوق في الدراسة، واحترام الكبير والتحلي بأخلاق الفرسان من رجولة وشهامة وغيرها فإذا حققت هذه الأخلاق، وحققت رضى والديك، ورضى معلميك، ورضى الناس من حولك بأخلاقك العالية، يأتي بعد ذلك الجزء الأسهل وهو تعلم ركوب الخيل في النوادي والمرابط.

تطور

الأداء الحكومي


التطور في الأداء الحكومي ومدى الرضى عنه، حيث لا يخفى على أحد أن دولة الإمارات وصلت إلى مراتب عالمية متقدمة في بعض القطاعات كتطوير البنية التحتية والقطاعات التكنولوجية، وتوفير البيئة الاستثمارية المتميزة والمنفتحة، وسرعة انجاز المعاملات في كثير من القطاعات.

وفي تميز علاقاتها الخارجية تجارياً ودبلوماسياً، وفي ملف المرأة، وفي مستويات الأمن والأمان، وغيرها من القطاعات المتنوعة التي اشترك فيها القطاع الحكومي مع القطاعات الأخرى لصياغة قصص نجاح كبيرة للدولة.

ولا شك أيضاً، أن بعض القطاعات تحتاج لتطوير، كالتعليم والصحة وملف التوطين وغيرها من القطاعات التي جعلناها أولوية لنا خلال الفترة المقبلة. ونحن مستمرون بالدفع بإخواننا المسؤولين نحو تحقيق نجاحات في جميع القطاعات، ومستمرون أيضاً بتوفير فرص التدريب والتطوير، ونقل المعارف والخبرات، وتبادلها داخلياً وخارجياً.

فكر

القيادة فطرية أم مكتسبة؟


القيادة فكر ودهاء وحكمة وقوة شخصية وتطلع دائم لمعالي الأمور، ولكن حتى من يولدون بهذه الصفات لا بد لقيادتهم من صقل وتعليم وممارسة واحتكاك ليكونوا قادة ناجحين. ليس كل من ولد يوم الجمعة أصبح قائداً، ولا كل من تخرج في كلية «ويست بوينت» الأميركية أو «ساند هيرست» البريطانية أصبح قائداً عسكرياً مثلاً. وأعرف العديدين من خريجي هذه الكليات بعضهم طور نفسه ومعرفته ووصل لمرتبة عالية في القيادة، وبعضهم توقف عند حد معين ولم تساعده صفاته ومهاراته على التقدم أكثر.

إخلاص

خليفة .. القلب الإنساني

الشيخ خليفة بن زايد هو صاحب اليد البيضاء، والقلب الإنساني المرهف، ولا عجب أنه في سنة واحدة فقط جاء أكثر من نصف المساعدات التي خرجت من دولة الإمارات من مؤسسة واحدة، هي صندوق أبوظبي للتنمية، بتوجيهات أخي الشيخ خليفة، حيث بلغت المساعدات التي قدمها 4.9 مليارات درهم في سنة واحدة، بالإضافة إلى المساعدات الأخرى عن طريق مؤسسة خليفة للأعمال الخيرية وغيرها من المؤسسات التي تتبع لسموه بشكل مباشر.

لا أجد ما أقول في خليفة إلا ما قاله الشاعر:

هو البحر من أي النواحي أتيته

فلجته المعروف والجود ساحله


تمكين المرأة

مازال البعض يتساءل عن تمكين المرأة في المجتمع، وتكثر الأسئلة خاصة من خارج بلادنا، فأقول لكل هؤلاء: نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. نحن نمكن المجتمع عن طريق المرأة. نحن نمكن اقتصادنا بتعزيز دور المرأة، ونطور خدماتنا الحكومية عندما تتولى المرأة المناصب القيادية ونطلق مشاريعنا التنموية التي تقوم على إدارتها المرأة، ونطور بنيتنا التحتية وخدماتنا الصحية والتعليمية، بل وحتى نعزز قوتنا العسكرية، اعتماداً على دور المرأة في هذه المجالات.

ووجود المرأة في هذه المجالات والقطاعات هو نتيجة منطقية لطبيعة خريجي الجامعات اليوم، الذين تشكل الإناث منهم 70% تقريباً، في الحكومة تشكل النساء أكثر من 65% من إجمالي العاملين ويتقلدن 30% من مناصبها القيادية، حتى أنا شخصياً في عملي اليوم لا استغني عن عمل المرأة، لأن 85% من فريق العمل في مكتبي هم أيضاً من بنات الوطن.


المستحيل

المستحيل هو كلمة اخترعها من لا يريدون العمل، أو كلمة اخترعها لنا من لا يريدوننا ان نعمل، لا مستحيل في قاموس شعب الإمارات. المستحيل هو كلمة يستخدمها بعض الناس لوضع سقف لطموحاتهم وأحلامهم وتطلعاتهم.

قالوا لنا: من المستحيل أن تقيموا صناعة سياحية في دولتكم الصحراوية الحارة. اليوم يزورنا أكثر من 10 ملايين سائح. قالوا لنا: من المستحيل ان تعمروا الأبراج في البحر. اليوم، أكبر جزيرة من صنع الإنسان في العالم موجودة عندنا. فيها مئات الأبراج ويعيش فيها الآلاف. قالوا لنا: منطقتكم تملؤها التوترات، ولا يمكن ان تستمر فيها تجارة. اليوم، نحن أكبر شريك في الشرق الأوسط لأكبر اقتصادات العالم، قالوا: من المستحيل أن يتفق العرب. اليوم، دولة الإمارات هي أنجح نموذج وحدوي عرفه العرب، وهي نموذج يؤكد إمكانية وحدة العرب.



خليل العوفي 12 مايو 2013 16:22
أسعدتم مساءا... الكتاب رائع جدا وجدير بكل شخص بإقتنائه أنا كعماني أفتخر بالشيخ محمد وبنظرته الثاقبه وفكره الملهم وما ذاك إلا تفانيا وإخلاصا في خدمة الوطن والمواطن...فسر إلى الأمام...
بوسعيد 12 مايو 2013 10:03
ومضات فكرك يا بوارشد حفظك الله أنارت عقول الكثير وفتحت أذهان المهتمين .. كتاب رائع وأفكار تنور العقول .. ونقول الحمدلله على وجودكم في الإمارات .. ربي يحفظكم
Mirvat Al Saadi 12 مايو 2013 09:20
صباحاتُكم ومَضاتُ فكرٍ مُنيرة نستلهمها من ذاكَ الشيخ الذي نَدرَ وجوده في هذا العصر .. قرأتُ فقط عناوين الأبواب التي يحتويها كتاب سمو الشيخ مُحَمَّد بن راشد .. مؤكد كتاب جدير بالإقتناء .. وفي وقت القراءة ستكونُ لي وِقفة للإطلاع على المقال بــِ أكمله .. بداية دوام وعمل سعيدة ونشيطة ومفيدة أتمناها للجميع .. أدامَ الله وأطالَ بعُمر هذا الرجال المعطاء طاقة إيجابية لا حدودَ لها بإذن الله لِيُشيعَ نورها على كُل من يقطُن هذه الأرض الطَّيبة .. أمَّنها الله بــِ أمنه وسائر بلاد المسلمين .. آآآمين

Cant See Links


آخر تعديل OM_SULTAN يوم 05-12-2013 في 10:28 PM.
رد مع اقتباس