عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 01:49 PM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: كتاب البلاغة الواضحة( سؤال وجواب)

الدرس العاشر
أسئلة المراجعة:
س:1 ما الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي والاستعارة من خلال الأمثلة؟

ج: - المجاز المرسل هو كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
مثال : قال تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرّاكِعِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 43] فالركوع في الآية يراد به الصلاة فالمجاز مرسل وعلاقته الجزئية.
- المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي.
مثال : قال تعالى: (قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاّ مَن رّحِمَ) [سورة: هود - الأية: 43] إسم الفاعل أسند إلى المفعول فالعلاقة المفعولية والمعنى لا معصوم اليوم من أمر الله .
- الاستعارة هي تشبيه حذف أحد طرفيه وهي إما تصريحية أو مكنية .
مثال: فلان يرمي بطرفه حيث أشار الكرم.
فشبه الكرم بإنسان يشير ثم حذفه ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو كلمة أشار على سبيل الاستعارة المكنية.
س:2في أي مقام تقول الحديث الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"؟
ج: الحديث على سبيل الاستعارة التمثيلية فهو تمثيل لإنسان أدخل يده في جحر فيه ثعبان فلدغه فتأذى وكاد يهلك ثم جاء مرة أخرى ووضع يده في نفس الجحر فلدغه الثعبان مرة أخرى, ويقال في حق من يقع في خطأ وإثم ثم يقع فيه مرة أخرى, فشبهت هذه الحالة بتلك والجامع بينهما الوقوع في الشيء مع المعرفة به بعد سابق علم وعدم الإقلاع عنه وهي على سبيل الاستعارة التمثيلية التصريحية لأن التركيب واقع في مقام المشبه به.
س:3-أورد شواهد بليغة للمجازين المرسل والعقلي تكون العلاقة فيهما السببية مع بيان الغرض البلاغي من كل واحد منهما؟
ج: - المجاز المرسل : قال تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [سورة: البقرة - الآية: 185] المقصود بالشهر هنا الهلال وليس الشهر لان الشهر لا يرى.
- المجاز العقلي : قوله تعالى: (وَقَالَ فَرْعَوْنُ يَهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لّعَـلّيَ أَبْلُغُ الأسْبَابَ) [سورة: غافر - الآية: 36] لأن الذي سيفعل ليس هامان ولكن العمال فهو مجاز عقلي والعلاقة السببية.
______________________________
الــدرس الجــديــد
الـكــنــايـــة
س: عرف الكناية مع التمثيل ثم بين نوع الكناية؟
لفظ أُطلِق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي.
1-قوله تعالي: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لّكُمْ) [سورة: البقرة - الآية: 223] كناية عن أنهن موضع الولد والعشرة.
2- قوله تعالي: ( هُنّ لِبَاسٌ لّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لّهُنّ) [سورة: البقرة - الآية: 187] كناية عن الستر والبعد عن المحرمات فالزوج يفضي لزوجته وهي تفضي له فيكون ذلك عفة للمجتمع المسلم.
س"تنقسم الكناية إلي ثلاثة أقسام باعتبار المكني عنه فما هي مع التمثيل لما تقول؟1-
كناية عن صفة:
تطلق الصفة ولا تريدها ولكن تريد لازمها وما يدل عليها .
مثال: فلان كثير رماد القدر.
لا تريد كثرة الرماد ولكن تريد أنه تكثر عنده الذبائح والطبخ وكثرة من يرد عنده وهذا دليل على كرمه.
وكذلك قول الخنساء :
طويل النجاد رفيع العماد ***** كثير الرماد إذا ما شتى
2-كناية عن موصوف:
يُذكر صفات الشيء مع عدم التصريح به.
مثال : قال تعالى: (أَوَمَن يُنَشّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) [سورة: الزخرف - الأية: 18]
فصفات النساء بشكل عام الاعتناء بالزينة وما تعلق بها ولكن في مسائل الشدة والاحتجاج فهي ضعيفة ويغلب عليها البكاء فلم يذكر الله تعالى النساء ولكن كنى عنهن بهذا الأمر.
3-كناية عن نسبة: وهي أن لا تنصب الصفة صريحة ولكن تنصب إلى شيء ملابس إلى ذلك الشيء الذي أردت نسبة الصفة إليه.
مثال: فلان الكرم في مجالسه.
نسبت الكرم إلى شيء من استحقاقاته أو شئونه.
مثال: قول الشاعر
إن السماحة والمروءة والندى ***** في قبة ضربت على ابن الحشرجي
فلم يقل إن ابن الحشرجي كريم ولكن قال إن السماحة والمروءة في قبته فهو إذن كريم.
_______________________________

عــلــم الــمــعــانــي
المؤلف "الكلام قسمان: خبر وإنشاء.
أ-الخبر ما يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب, فإن كان الكلام مطابقا للواقع كان قائله صادقا, وإن كان غير مطابق له كان قائله كاذبا.
ب- الإنشاء ما لا يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب"
س:عرف علم المعاني وعلي أي شيء يقوم؟
هو علم يُعرف به أحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال ,فهو يدور على تعريف البلاغة(مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال بحسب المقامات)و المعاني جمع معنى والمعنى هي الفكرة والقصد التي في النفس. وهذا العلم يقوم علي المطابقة بخلاف علم البيان فإنه يقوم علي التصوير وعلم البديع علي المحسنات البديعية

س:يعد علم المعاني علم المقامات فما المقصود بذلك؟
المقصود بذلك أنه يعتني متى يساق الكلام ومتى يُنكر ومتى يُعرف بأنواعه ,وكذلك التوابع متى يُؤتى بها ,وكذلك القصر والوصل ومقامات الإيجاز والإطناب وغير ذلك.
س :أكد الشيخ عبد القاهر الجرجاني في كتابه "دلائل الإعجاز" على علم المعاني فبما سماه؟
سماه علم النظم أو البلاغة أو الفصاحة على تردد عنده في هذه المسألة .
س: إلي كم قسم ينقسم الكلام؟
ينقسم الكلام إلى قسمين 1-خبر 2-إنشاء .
س: عرف كلا من الخبر والإنشاء؟
1-الخبر ما يحتمل الصدق والكذب 2-الإنشاء ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب.
س: علق الدكتور (د/ ناصر بن عبد الرحمن الخنين) على التعريف المشهور للخبر والإنشاء أذكر ماذا قال؟1- كيف يقال أن أخبار الله عز وجل الواردة في كتابه والأخبار الواردة عن رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وكذلك عقلاء الناس, كيف يُقال عنها أنها تحتمل الصدق والكذب؟.
1- كل قاعدة لا تنطبق مع كلام الله عز وجل متأدبة معه فليست بقاعدة فلذلك توقفت في تلقي هذا التعريف في رسالة الدكتوراه التي بعنوان"النظم القرآني في آيات الجهاد" وبحثت عن تعريف أرتضيه يناسب كلام الله عز وجل وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم بحيث يلتئم معه بغير احتراز أو استثناء فما وجدت.
2- بعض العلماء عندما عرفوا أنهم بالتعريف هذا اصطدموا بأخبار الله عز وجل فجاءوا بكلمة "لذاته" إلى التعريف" فقالوا إن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب لذاته," ويعني ذلك أنك تفصل الكلام عن قائله لأن قائله صادق قطعا ثم تجري التعريف على الآية لتكون خبرا أما المُخبر فإنه صادق, وهذا أيضا قلة أدب في حق كلام الله عز وجل, فإنما شرُف كلام الله عز وجل في نسبته إلى قائله فلا يصح هذا.
3- وبالرجوع إلى بعض العلماء وجدنا أن هذا التعريف قد تسرب إلينا من فلاسفة اليونانيين ومناطقتهم مثل فيثاغورث وأرسطو في كتابه"المقولات" ثم تلقفته المعتزلة في القرن الثالث الهجري في أيام إبراهيم النَّظَّام وتلميذه الجاحظ وقد نص على ذلك الدكتور درويش الجندي في كتابه "علم المعاني" .
4- بالنظر إلى تعريف الصدق والكذب عند الجمهور فيرون أن الضابط لصدق الخبر وكذبه هو الواقع الخارجي فإذا أخبرت مثلا أن الشمس طالعة فننظر إليها فإذا كانت طالعة فإن خبرك صدق ,وإن كانت غير طالعة فخبرك كذب وأنت كاذب فيه, وبالنظر أيضا إلى كتابات الشيخ الجرجاني وابن الأثير في تعريف الخبر نجد أنهم لم يتفلسفوا في ذلك.
5- أما إبراهيم النَّظَّام فيقول أن هذا الخبر يُرجع فيه إلى معتَقَد المُخْبِر فإن اعتقد أن الشمس طالعة فهو صادق وإن خالف قوله الواقع ,أما إذا طابق الواقع فهو صدق أصلا وهذه فلسفة والعرب ليست أمة الفلسفة , أما الجاحظ فيرى أن صدق الخبر وكذبه مبني على المطابقة (الواقع والمعتَقَد) فإن كنت تعتقد أن الشمس طالعة والواقع كذلك فأنت صادق وإن اختلف أحدهما فهو في منزلة بين منزلتين فليس صادقا وليس كاذبا بناءا على معتقد المعتزلة في مرتكب الكبيرة.
6 بعض العلماء انتقدوا البلاغيين في تعريفهم للخبر ولكنهم لم يقدموا بديلا لما انتقدوه كالدكتور درويش الجندي والدكتور منير سلطان ومما قاله الدكتور منير في ذلك (كيف يكون المتكلم صادقا والخبر الذي يلقيه كاذبا أو العكس كيف؟لقد وجدوا أمامهم القرآن الكريم والحديث الشريف والمسلمات من الأحكام فكيف يقولون فيها) ومما قاله أيضا(ثم أرادوا ان يريحوا أنفسهم فأخرجوا القرآن والحديث والمسلمات من القاعدة ونسوا أن القاعدة التي تعجز عن احتواء القرآن الكريم قاعدة عابثة)
-7 من أقوال الدكتور درويش(إن فيثاغورث هو أول من عُني بالبحث في ضروب القول والأحوال التي تصاغ عليها العبارة باختلاف أحوال هذا الشخص ثم عرض أرسطو لأساليب الخبر والإنشاء في بحوثه المنطقية كما في كتاب المقولات) ومما قال أيضا(وأول ما ظهر الكلام في هذا الموضوع في ميدان الفكر العربي إنما كان في اغلب الظن في رحبة الاعتزال وساحة علم الكلام حيث نجمت فتنة القوم بخلق القرآن)ثم قال(وفي بيئة الاعتزال هذه ظهر رأيان يدوران حول صدق الخبر وكذبه أحدهما يعزى إلى النَّظَّام والآخر إلى الجاحظ وكلاهما من زعماء المعتزلة وعلماء الكلام ونحن في عافية من هذا ومذهب أهل السنة كما نعلم أن كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود)



9- النحاة كانوا أقرب صدقا في تعريف الخبر وإن كان الخبر عند النحاة هو الجزء المتمم للفائدة وذلك يختلف عن البلاغيين فهو عندهم أعم من ذلك.
10- الأصل هو الصدق وهو ليس قسيم الكذب ولا العكس والنبي صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن لا يكذب" لأن الكذب من خوارم المروءة ,وعلى ذلك فإن الخبر والإنشاء مبناهما على الإفادة لكن طبيعة الإفادة في الخبر تختلف عن الإنشاء وأكثر الكلام أخبار.
11- عند تعريف حد معين يلمح وظيفته وغرضه الأصلي ولا يُعَّرف الشيئ بعارضه فلا نقول في تعريف الإنسان أنه الذي يعتريه المرض والصحة وإنما نقول هو مخلوق خلقه الله في أحسن تقويم لعبادته ,فالعبادة هي الغرض الرئيسي , كذلك الخبر فالغرض الرئيسي منه هو الإفادة أما الصدق والكذب فهي من العوارض ولا يعرف الشيء بعارضه.
12- مما سبق فإن تعريف الخبر هو}ما تركب من جملة أو أكثر وأفاد فائدة مباشرة أو ضمنية { , ومن التعريف يتضح الآتي :-
-الفائدة المباشرة هي ما يسميها البلاغيون فائدة الخبر(التي تساق إلى من ليس في ذهنه علم بالخبر أي الخالي الذهن)
-الفائدة الضمنية هي ما يسميها البلاغيون لازم الفائدة.
مثال : الغيث نازل في القصيم .
إذا كان الذي أُخبِر هذا الخبر عنده علم به فحصل له لازم الفائدة وهو أني علمت كما يعلم هو, وإن لم يكن يعلم فاستفاد إذن بذلك الخبر.
س:عرف الإنشاء وفيما يختلف عن الخبر؟
تعريف الإنشاء "ما سوى الخبر مما أفاد طلبا او قسيمه" ,يختلف عن الخبر من حيث الطبيعة والأساليب ولا يقال أنه غير مقيد بل هو مقيد
س:إلي كم نوع ينقسم الإنشاء؟
نوعين
1-النوع الأول الإنشاء الطلبي:وهو الذي تدل أساليبه على الطلب مثل (الأمر – النداء – النهي – التمني – الاستفهام).

2- النوع الثاني الإنشاء الغير طلبي :وهو ما لم يتضمن أسلوبا طلبيا مثل(أساليب التعجب – القسم – صيغ العقود – أفعال الرجاء – صيغ المدح وغير ذلك).

المؤلف "- لكل جملة من جمل الخبر والإنشاء ركنان محكوم عليه ومحكوم به, ويسمى مسنداً إليه, والثاني مسنداً, وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد"س: ماهما الركنان الأساسيان في جملة الإسناد؟
الركنان الأساسيان في جملة الإسناد هما المسند والمسند إليه.
وغالبا ما يكون المسند إليه هو الفاعل في الجملة الفعلية "قام زيد" فأسندت القيام إلى زيد.
وفي الجملة الاسمية فيكون المسند إليه هو المبتدأ والخبر هو المسند "زيدٌ قائم" فأسندت القيام إلى زيد. ما زاد على الركنين الأساسيين(المسند والمسند إليه)س:
س: مالمقصود بقول المؤلف وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد" مع التمثيل؟
في جملة الإسناد فهو قيد أي فضلات.
مثال: إن زيداً قائم في الفصل يوم الجمعة.
الفائدة الرئيسية في إسناد القيام إلى زيد, وما عدا ذلك فهي قيود.
س: لما استثنى المؤلف المضاف إليه والصلة مع التمثيل؟
لأن المضاف لا يتم إلا بالمضاف إليه كذلك الموصول لا تظهر فائدته إلا بصلته.
مثال: جاءني الذي أكرمته. فلو قلت جاءني الذي فقط فلا يُفهم ومبهم والذي يرفع إبهامه الصلة.

المؤلف "الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين :-
1-إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة, ويسمى ذلك الحكم فائدة الخبر.
2-إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ويسمى ذلك لازم الفائدة."
س: مالغرض الأول الذي من أجله يلقي الخبر مع التمثيل؟
يلقى غالبا لخالي الذهن فمثلا عندما تقول له حديث"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" فيكون قد استفاد بهذا المضمون. أما إن كان عالما به فقد أفدته بلازم الحديث فإن كان يفعل شيء يخالف الحديث يدعها ويتركها ويحصل بذلك لازم الفائدة, ويعلم أيضا انك تعلم الحديث وتحفظ نصه.
المؤلف "قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق منها ما يأتي:
أ- الاسترحام . ب- إظهار الضعف. ج- إظهار التحسر.
د- الفخر. ه- الحث على السعي والجد."
س: "قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق فماهي هذه الأغراض مع التمثيل لكل منها؟1-أولاً:الاسترحام .
مثال قوله تعالي:: (قَالَ رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: القصص - الآية: 16] فقوله تعالى (ظَلَمْتُ نَفْسِي) على لسان موسى عليه السلام خبر يريد به نزول رحمة الله عز وجل وأنه مفتقر إليها.
2- ثانياً. إظهار الضعف.
مثال قوله تعالي: (قَالَ رَبّ إِنّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنّي وَاشْتَعَلَ الرّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بدعائك رَبّ شَقِيّاً) [سورة: مريم - الآية: 4) فزكريا عليه السلام أراد بهذا الخبر إظهار ضعفه وأنه قد شاب رأسه ووهن عظمه ومفتقر إلى رحمة الله عز وجل.
3-ثالثاً إظهار التحسر.مثال قوله تعالي: (فَلَمّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبّ إِنّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىَ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذّكَرُ كالأنثى) (سورة: آل عمران - الآية: 36) فقول امرأة عمران (إِنّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىَ) إظهار لتحسرها ليس كراهية ولكن لأنها كانت ترجو أن يكون وليدها ذكرا فهي نذرته لخدمة العباد والزهاد في بيت المقدس فهي نطقت بالفطرة لأن الأصل في المرأة الخدر والحياء ولا تزاحم الرجال ,أما جملة (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ) احتراز من أن يُفهم أن الله تعالى لا يعلم أنها وضعت أنثى , واختلف المفسرون في جملة (وَلَيْسَ الذّكَرُ كَالاُنْثَىَ) على قولين :-
من كلام امرأة عمران وذلك تتميم لحسرتها.
كلام الله عز وجل وذلك استئنافا أي وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وُهِبت ,فإنها وُهِبت مريم عليها السلام التي حملت عيسى عليه السلام الذي أظهر اسمها إلى قيام الساعة ,فالعبد إذا اتخذ أسباب الدعاء وأخلص لله عز وجل فالله يعطيه أعظم مما قصد وطلب.

أسئلة الدرس :
1- أذكر حديثا شريفا تعالج به فعلا قبيحا على سبيل التعريض؟
2- أورد التعريف الراجح للخبر والإنشاء وعلل ذلك؟


انتهى الدرس العاشر

الدرس الحادي عشر
أسئلة المراجعة:[
]س: 1- أذكر حديثا شريفا تعالج به فعلا قبيحا على سبيل التعريض؟
إنسان يتفحص أغراضك فتقول الحديث الشريف "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"
س:2 أورد التعريف الراجح للخبر والإنشاء وعلل ذلك؟
ج: التعريف المشهور عند كثير من البلاغيين وهو أن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب والإنشاء ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب ولكن كيف يقال أن أخبار الله عز وجل الواردة في كتابه والأخبار الواردة عن رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وكذلك عقلاء الناس ,كيف يُقال عنها أنها تحتمل الصدق والكذب لذلك بعض العلماء عندما عرفوا أنهم بالتعريف هذا اصطدموا بأخبار الله عز وجل فجاءوا بكلمة "لذاته" إلى التعريف فقالوا إن الخبر ما يحتمل الصدق والكذب لذاته , وهذا أيضا قلة أدب في حق كلام الله عز وجل ,فإنما شرُف كلام الله عز وجل في نسبته إلى قائله فلا يصح هذا ,وبالرجوع إلى بعض العلماء وجدنا أن هذا التعريف قد تسرب إلينا من فلاسفة اليونانيين ومناطقتهم مثل فيثاغورث وأرسطو في كتابه"المقولات" ثم تلقفته المعتزلة في القرن الثالث الهجري , لذلك يرى شيخنا حفظه الله أنه عند تعريف حد معين يلمح وظيفته وغرضه الأصلي ولا يُعَّرف الشيئ بعارضه فالخبر الغرض الرئيسي منه هو الإفادة أما الصدق والكذب فهي من العوارض ولا يعرف الشيء بعارضه ومما سبق فإن تعريف الخبر هو}ما تركب من جملة أو أكثر وأفاد فائدة مباشرة أو ضمنية { , ومن التعريف يتضح الآتي :-
الفائدة المباشرة هي ما يسميها البلاغيون فائدة الخبر(التي تساق إلى من ليس في ذهنه علم بالخبر أي الخالي الذهن)
الفائدة الضمنية هي ما يسميها البلاغيون لازم الفائدة.
أما الإنشاء فهو }ما سوى الخبر مما أفاد طلبا أو قسيمه{ والإنشاء نوعان
طلبي وهو الذي يدل أساليبه على الطلب مثل (الأمر – النداء – النهي – التمني – الاستفهام).
الغير طلبي وهو ما لم يتضمن أسلوبا طلبيا مثل(أساليب التعجب – القسم – صيغ العقود – أفعال الرجاء – صيغ المدح وغير ذلك)
______________________________________.
المؤلف " أضرب الخبر:القواعد: للمخاطب ثلاث حالات:-1-أن يكون خالي الذهن من الحكم ,وفي هذه الحالة يلقى إلي الخبر خاليا من أدوات التأكيد ,ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائياً .
2-أن يكون متردد في الحكم طالبا أن يصل إلى اليقين في معرفته,وفي هذه الحالة يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه,ويسمى هذا الضرب طلبيا .
3-أن يكون منكرا له ,وفي هذه الحالة يجب أن يؤكد الخبر بمؤكد أو أكثر على حسب إنكاره قوة وضعفا ,ويسمى هذا الضرب إنكاريا."
س/ ما المقصود بأضرب الخبر ؟
هي الأنواع أو الأحوال التي يأتي عليها الخبر.
س/ ماهي أحوال المخاطب أمام المتكلم ؟
للمخاطب ثلاث حالات:
الحال الأولي: أن يكون خالي الذهن من الخبر الذي سيسوقه المتكلم إليه، وهذا يسمى ضربًا ابتدائيًا.
الحال الثانية: أن يكون مترددًا متشككًا في طبيعة الخبر الذي يسوقه إليه، وهذا يسمى الضرب الطلبي.
الحال الثالثة: أن يكون المخاطب منكرًا أساسًا للخبر الذي يسوقه المتكلم إليه، ولكل حال من هذه الأحوال طريقة في إلقاء الخبر.
س/ وضح بالمثال الحالات الثلاث لأحوال المخاطب أمام المتكلم ؟
الحال الأولى: وهي ما كان المخاطب خالي الذهن، يساق إليه الخبر عطلاً من المؤكدات لأنه لا داعي للتوكيد ، مثلاً: طالب اختبر عندك وتسوق له خبر نجاحه، نجحت، أو: أنت ناجح، فأقررت في ذهنه الفائدة بأقصر لفظ، وهي خبر النجاح، ولهذا يسمى هذا الخبر أو هذه الحالة حال الابتداء الخبر ابتدائي، لماذا؟ لأنه لا يزاد فيه أكثر من هذا.
الحال الثانية: نفس الطالب نأتي لمرحلة ثانية هو أن يكون مترددًا متشككًا في نجاحه، تقول: إنك ناجح، فأكدت بـ"إن" و"إن" عند العرب بمثابة تكرير الكلام مرتين، في قوة تكرير الكلام مرتين إذن هذا يسمى خبرًا طلبيًا؛ لأن ذهن المخاطب أو حال المخاطب تتطلب التوكيد لإزالة الشك.
الحال الثالثة: وهي حالة المنكر فتأتي له بعدة مؤكدات لتزيل الإنكار وتمسحه من ذهنه، فتقول: والله إنك لناجح، أتينا بالقسم وبـ"إن" وباللام الواقعة في خبر "إن" والجملة الاسمية عند البلغاء -وعند النحاة أيضًا- هي في صورة التوكيد، تعتبر مؤكدًا رابعًا، والله إنك لناجح، لماذا فعلت هذا؟ للحالة التي وجدت مخاطبك عليها أنه شبه متيقن أنه مخطئ أو راسب في هذه المادة.
س/ كيف رد أبي العباس علي الفيلسوف الكندي لما قال: إني أجد في كلام العرب حشوًا ، قال: يقولون: عبد الله قائم، وإن عبد الله قائم، وإن عبد الله لقائم، وقد تكررت الألفاظ والمعنى واحد، فما الداعي إلى مثل هذا ؟قال أبي العباس: لقد تكررت الألفاظ لتكرر المعاني ولاختلاف المقامات، فقولهم: عبد الله قائم خبر عن قيامه، وقولهم: إن عبد الله قائم، خبر لمتردد أو متشكك في خبر قيامه، وقولهم: إن عبد الله لقائم إجابة لإنكار منكر قيامه، فاختلف تركيب الألفاظ، وتعددت الكلمات واختلف بناؤها بناءً على اختلاف المعاني ومقاماتها، فانقطع الكندي.
المؤلف "لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها إنَّ ,وأنَّ ,والقسم ,ولام الابتداء ,ونونا التوكيد ,وأحرف التنبيه ,والحروف الزائدة,وقد ,وأما الشرطية"
س/ ماهي أدوات توكيد الخبر ؟ مع التوضيح بالأمثلة ؟
لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها:
ـ 1-"إن" قوله تعالي ﴿ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34]
2-أن." قوله تعالي (وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِيَ أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [سورة: البقرة - الآية: 235].
ـ 3-والقسم: والله وتالله،قال تعالى: (قَالُواْ تَاللّهِ إِنّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) [سورة: يوسف - الآية: 95] .
4- ولا الابتداء ﴿ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ ﴾ [البقرة: 221] .
ـ 5-ونون التوكيد "لتقومن" هذه بأسلوب التوكيد، ونون التوكيد المثقلة الداخلة على الفعل المضارع، والمخففة "ليسجنن" بتخفيف النون مثلاً ﴿ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّن الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32] .
ـ 6-وأحرف التنبيه مثل:
"ألا" ﴿ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62] ومثل: "أمَا" "أما تعلم أنك مخلوق لعبادة الله فاتقِ الله في ذلك" أما للتنبيه، .
"هاء" مثل قول -جل وعز-: ﴿ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ ﴾ [آل عمران: . و"ياء" عندما تنادي شخصًا تنبهه إلى ما يُطلب منه "يا محمد، اتقِ الله فإنك كذا وكذا مثلاً".
7-- الحروف الزائدة كثيرة: منها الباء الداخلة على خبر مثلاً ليس: ﴿ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36] فالباء هنا زائدة كما يقولون، لكنها ليست زيادة عدد بلا فائدة، وإنما هي لتوكيد المعنى وتقريره.
ـ 6=: "من" ﴿ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 107] "من" هنا استغراقية لزيادة استغراق النفي.
ـ 7-و "إن". تأتي بمعنى "ما" ﴿ إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 23] أي ما أنت إلا نذير.
"الكاف" مثل قوله -جل وعز-: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] أي ليس كصفته صفة هو السميع البصير.. وهكذا،
وأما الشرطية: مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11] ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 10] ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9].
المؤلف " خروج الخبر عن مقتضى الظاهر : القواعد :
إذا ألقي الخبر خاليا من التوكيد لخالي الذهن , ومؤكدا استحسانا للسائل المتردد ,ومؤكدا وجوبا للمنكر كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظاهر .
- وقد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم ومن ذلك ما يأتي :-
1- أن ينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد إذا تقدم في الكلام ما يشير إلى حكم الخبر.
2- أن يجعل غير المنكر كالمنكر لظهور أمارات الإنكار عليه.
3- أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل وشواهد لو تأملها لأرتدع عن إنكاره."
س: قد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم فماهي هذه الاعتبارات مع التمثيل؟
الأول: قد ينزل خالي الذهن منزلة المتردد لوجود بعض القرائن جعلته يبدو متشكك ومترددا فيتطلب مؤكد ليزيل ذلك الطارئ عنده فيقال أن الكلام خرج على خلاف مقتضى الظاهر ليطابق مقتضى الحال .
مثال : قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ) [سورة: هود - الآية: 37] فنوح عليه السلام في الأصل خالي الذهن ولكن لما بدأ في صنع السفينة بدأ يتساءل ما الذي سيحدث لقومه فانتقل حاله من كونه خالي الذهن إلى كونه مترددا فسيق الخبر في حقه (إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ) .
مثال : قال تعالى: (وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: يوسف - الآية: 53] لما نفت امرأة العزيز تبرئة نفسها تشكك السامع وتردد فقالت (إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ ) فزيد في الخبر توكيدا لإزالة التردد الحاصل بسبب نفيها.
الثاني : أن يجعل غير المنكر كالمنكر للخبر فيؤكد الخبر لإزالة الإنكار الطارئ الذي ظهرت علاماته وأماراته .
مثال : قال تعالى: (ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيّتُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 15]
فلا أحد ينكر الموت ,ولكن لما ظهر عليهم من أحوال اشتغالهم بالدنيا وافتتانهم بها ,فكانت حالتهم كحال من ينكر الموت فسيق لهم الخبر كأنهم منكرون وأكدت الجملة ب "إن" و "اللام" و الجملة الاسمية.
مثال : كمن يقول لمن يسيء الأدب لوالديه "إنهم لوالداك" فهو يعرف ولكن لما رأيت عليه أمارات العقوق سقت الخبر مؤكدا فحالته كمن ينكر أنهما والداه.
الثالث عكس الحالة السابقة وهي أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل لو تأمله لارتدع عن إنكاره.
مثال : قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) [سورة: الإخلاص ] فالسورة بالكامل بدون مؤكدات لأن وحدانية الله تعالى أقر بها الكون بكامله فهي أمر واضح وجلي ,لذلك يعتبر إنكار كفار قريش لوحدانية الله تعالى ليس بشيء ولا يُعتد به .
مثال : قال تعالى: (إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة قُلُوبُهُم مّنكِرَةٌ وَهُم مّسْتَكْبِرُونَ) [سورة: النحل - الآية: 22] المخاطب في الآية كفار قريش فجاءت الآية بدون مؤكدات فنزل الكفار بمنزلة من لا ينكر لعدم الاعتداد بإنكارهم .
أما آية البقرة وهي مدنية قال تعالى: (وَإِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَـَنُ الرّحِيمُ) [الآية: 163] فالخطاب للمؤمنين فكان على مقتضى الظاهر لأنهم لا ينكرون.
س ما هو الكلام البليغ ؟
أن يكون الكلام فصيحا مطابقا لمقتضى الحال سواءً كان مسوقا لخالي الذهن فيكون مطابقًا لمقتضى الظاهر ومطابقًا لمقتضى الحال في نفس الوقت، أو مسوقًا لتنزيل خالي الذهن منزلة المتردد فخرج بحاله إلى حال المتشكك فأكد الكلام بحقه لأن الحال يقتضي هذا، وإن كان مقتضى الظاهر أن لا يؤكد.
المؤلف " الإنشاء:
القواعد: الإنشاء نوعان طلبي وغير طلبي:
1-فالطلبي ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ,ويكون بالأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء.
2-وغير الطلبي ما لا يستدعي مطلوبا ,وله صيغ كثيرة منها :التعجب والمدح والذم والقسم وأفعال الرجاء وكذلك صيغ العقود
س/ مامعني الإنشاء في اللغة والاصطلاح ؟ وما أقسامه ؟
الإنشاء في اللغة: أصله الابتداء، تقول: أنشأ الشاعر يلقي قصيدته إذا ابتدأ، أنشأ المزارع يزرع مزرعته إذا ابتدأ زراعة بها.
الإنشاء اصطلاحا: الإنشاء ما سوى الخبر مما أفاد طلبًا أو قسيمه، ما سوى الخبر؛ لأن فائدة الخبر مطلقة، أما فائدة الإنشاء فهي مقيدة بالطلب وقسيم الطلب وهو غير الطلبي.
س: الإنشاء قسمان فماهما؟
1- الإنشاء الطلبي: ما يستدعي مطلوبا غير حاصل قبل الطلب وهو ما دلت أنواعه على الطلب، وأنواعه خمسة مشهورة: وهي1- الأمر،2- والنهي،3- والتمني، 4-والنداء 5-والاستفهام .
الأمر مثل: قم، النهي مثل: لا تقم، التمني مثل: ليت "ليت المسلمين ينتصرون في هذا الزمان" النداء مثل: يا زيد يا محمد، ، الاستفهام: ما اسمك؟ أين تسكن؟ كيف حالك؟.
الإنشاء غير الطلبي: الذي لا يستدعي مطلوبًا لذلك عده كثير من العلماء يندرج تحت الأخبار كأنما هي أخبار خرجت في صورة إنشاء..
ومن أنواعه :1-التعجب مثل: ما أحسن الأجواء 2- والمدح: مثل: نعم فلان، ﴿ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58] 3- والذم في "بئس" ﴿ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ [الكهف: 50] 4- والقسم: فوالله وتالله5- أفعال الرجاء: ﴿عَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾ [المائدة: 52] عسى الله أن يرفع الظلم، 6- صيغ العقود: مثل: بعتك هذه السيارة

المؤلف " الإنشاء الطلبي (1) الأمر: القواعد :
1- الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء .

2-للأمر أربع صيغ : فعل الأمر ,والمضارع المقرون بلام الأمر ,واسم فعل الأمر ,والمصدر النائب عن فعل الأمر"
س مامعني الأمر ؟
الأمر معناه الطلب، لكن قد يرد الأمر بمعنى الشأن ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ ﴾ [آل عمران: 159] فإذا كان الأمر بمعنى الشأن يكون جمعه أمورا، أما إذا كان الأمر بمعنى الطلب يُجمع على أوامر فينبغي أن نفرق بين هذين؛ الأمر في الأصل معناه الشأن، هذا إذا كان بمعنى الشئون أو شيء من ذلك، أما إذا كان بمعنى الطلب أو ما تعلق به.
الأمر معناه في اصطلاح الباحثين: بأنه طلب الفعل على وجه الاستعلاء، طلب الفعل أي فعل كان، يعني أن الآمر غالبًا أن يكون في مقام أعلى من مقام المأمور، الأصل في الأمر أن يصدر من مقام أعلى من مقام المأمور.
س/ ماهي صيغ الأمر ؟
للأمر أربع صيغ:
(أ) ـ فعل الأمر الصريح: اقرأ، قم، صلِّ كل ما هو دال على الأمر الصريح، .
(ب) ـ المضارع المقرون بلام الأمر قد يكون مضارعًا، لكن دخلت عليه اللام فحولته وقلبته من مضارع إلى أمر ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ ﴾ [الطلاق: 7] لتقرأ كذا، لتذهب إلى الصلاة، لتذهب إلى الجامع ولتحافظ على العلم، هذا أمر مضارع دخلت عليه لام الأمر فقلبته إلى أمر فصار واحدا من صيغ الأمر.
(ج) ـ اسم فعل الأمر: اسم فعل الأمر مثل "صه" بمعنى اسكت، مثل "إيه" زدني، حديث عمرو بن شريد الذي يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟ قال: نعم، قال: قل) فقال: فأنشدت بيتًا منه، ثم قال: (إيه) –أي زدني- فأنشدته بيتًا إلى أن قال ثلاث مرات، ثم قال: (ذلك رجل أسلم شعره وكفر قلبه) أو كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(د) ـ مصدر نائب عن فعل.. ضربًا زيدًا، ضربًا ناب عن فعل اضرب، ضربًا زيدًا، أي اضرب زيد، دراك عمرًا، أي: أدركه ﴿ فَضَرْبَ الرِّقَابِ ﴾ [محمد: 4] كذلك مصدر نائب عن فعل اضربوهم ضرب الرقاب.
س/ لماذا كانت عناية العلماء منصبة على الإنشاء الطلبي بأنواعه الخمسة أكثر من عنايتهم بالإنشاء غير الطلبي ؟
عللوا هذا قالوا: إن الإنشاء الطلبي لا تستقر صيغه على حالة واحدة، وإنما تتغير وتتجدد وتتنقل إلى معانٍ مجازية تقتضيها السياقات ومقامات الأحوال، وقرائن الألفاظ ومقامات الأحوال كالأمر الأصل فيه الوجوب، لكن كما هو الحال هنا ينتقل إلى الإرشاد إلى التهديد إلى الإباحة إلى التعجيز بحسب المقام والسياق، ولهذا فإن عناية البلاغيين انصبت على الصيغ التي تخرج عن معانيها الأصلية لأغراض بلاغية.
س/ تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي ـ وضح ذلك ؟
الأصل في الأمر الوجوب، إذا كانت صادرة الصيغة من أعلى إلى أدنى، لكن قد تخرج دلالات هذه الصيغة بحسب القرائن ومقامات الأحوال والسياق إلى غرض بلاغي واضح يدل عليه السياق، ومصدر هذه المعاني الدقائق من سياق الكلام بالضبط،
1- الإرشاد: مثل:1- قوله -عز وجل-: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199] .
2- قوله -عليه الصلاة والسلام- وهو حديث جامع عظيم قاعدة أخلاقية في الحياة: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) .

2-الدعاء: مثل قوله -عز وجل-: ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا ﴾ [البقرة: 286] الأصل كلمة "اعف" أمر لكنها لما كانت منطلقة من العبد الذليل إلى الرب الجليل فلما كانت منطلقة من العباد الذين هم في مقام الذلة والمسكنة والضعف إلى الله -عز وجل- ذي المقام الخلق والبسط والقدرة والحكمة والرحمة انقلبت هذه الألفاظ إلى دعاء.
3-الالتماس: ويكون الالتماس غالبًا يكون من الأنداد ، أمرك لمن هو في منزلتك يعد مساواة والغرض البلاغي منه المساواة.
4-التمني: قد يخرج الأمر للتمني، التمني كقول الخنساء: "أعيني جودا ولا تجمدا" هي أمرت عينيها تتمنى على عينيها أن تجود بالبكاء في رثاء أخيها صخر ، فهنا أمرتهما نادتهما أولاً، وفي الوقت ذاته أيضًا تطويع المعني حتى للجمادات لتفضي بها المشاعر وتخرج مع آهاتها وأناتها وأحزانها وغير ذلك.
-5-والتخيير: مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13] أسروا أو أجهروا فدلنا على أن الأمر في قوله: ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا ﴾ للتخيير كلمة "أو" القرينة اللفظية، فهي أفادت التخيير إسراركم وعدمه.
6- التسوية: كقوله -جل وعز- في حق من يستحق النار: ﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ﴾ [الطور: 16] الذي دل على التسوية كلمة ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ﴾ 7 -7- .التعجيز: كقوله -جل وعز- في حق الكافرين من باب التحدي: ﴿ وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23] فهذا أمر تعجيز، التحدي أن يأتوا بمثل القرآن ولو سورة واحدة أو آية واحدة.
8- التهديد: مثل أن ينصح الأب ابنه، رآه يترك الصلاة أو يباري فلانا أو يصاحب الأشرار أو كذا بعدما وعظه وأكثر الكلام عليه قال: ثم صاحب فلانًا، هنا الأصل مقتضى الظاهر أنه يعني صاحبه اتبعه كن صاحبًا له، لكن هذا تهديد، قوله -جل وعز-: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ [فصلت: 40] بعدما أمرهم ونهاهم ووعظهم ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ هذا تهديد.
9- الإباحة: كقوله -جل وعز- في آية الصيام: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187] إذن فيها ثلاثة أوامر: "كلوا، واشربوا، وأتموا" الأمران الأولان: "كلوا واشربوا" هنا للإباحة، يعني أباح لكم الأكل والشرب، لا يعني أن من لم يأكل ولم يشرب في ليلة الصيام أنه آثم، لا.. مباح الأكل والشرب، وقد كان محظورًا بعد النوم بعدما ينام الإنسان بعد الإفطار ثم خفف الله -عز وجل- على العباد.
أسئلة الحلقة
السؤال الأول: خاطب بالعبارة الآتية خالي الذهن، ومترددًا، ومنكرًا وغير ما يلزم في بناء الجملة مع التعليل، العبارة هي: "الإسلام صالح لكل زمان ومكان" ؟
السؤال الثاني: ما أنواع الإنشاء؟ وبأي نوع اعتنى علماء البلاغة ؟ ولماذا ؟
انتهي الدرس الحادي عشر


رد مع اقتباس