أفاق الفكر
مراقب
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنشودة الطفولة "هذه رائعة جديدة للشاعر الدكتور عائض بن عبد الله القرني , محكمة الصياغة, جديدة الأفكار، فيها بوح وجداني أخّاذ, عن العلاقة الإنسانية, والحب, والطفولة, والصفح.. إنها ملحمة إبداعية عذبة. وَلَولا خِصَالٌ سَنَّها الشِعرُ ما دَرى***بُناةُ العُلا مِن أَينَ تُؤتى المَكارِمُ عققتُ الهوى إن لـم أَنُـحْ فيه مُعربـــا***وجُـنّ جنـونـي كـلـمـا عن لـي الصّبـا هَبِي لـي مـن تـحـنـان جـفـنـكِ دمـعـةً***أبــلُّ بـهـا قـلـبــــاً عـلـيـكِ تـلـهـّـبـــــا خذي من فؤادي قصةَ الحب وانسجي***بأعصابِ جثماني ضريحـــاً مطـنـّـبـــا أمــوتُ وأحـيـــا والمســـراتُ جـمـةٌ***وأنتِ التـي سـددتِ سـهـمـــاً مصوّبــا بقلبي قـامتْ كعبـةُ الحـسـن مثـلـمـــا***يطوف غـرامـي حـولـهـا مـتـعـجـّـبــا ألا رحـــم الله المحـبـيــــن لـيــتـنـي***تلوتُ عليـهم سـورةَ الصبــر مسـهـبـا يهيّجهم في ســـاعة البــيــن بــــارقٌ***وكم شاركوا نوحـاً حمــامــاً مـطـرّبـا خشوعاً كرهـبــان المـعــرّة أيـقـنــوا***بأن سهـام اللحظ أمضى مـن الظـّـُـبــا ألـذُّ الهــوى مــا لوّع القـلـب هـجـره***ليهمي سحـاب الحب بالوصل صيـّـبـا وعينــاكِ تـروي لي روايــةَ عــاشـقٍ***وكم قلتِ لـي ما لـي أراك مصـوّبـا ؟ وآمـنــتُ أن الحـب أعـمـى فـزادنـي***يقـيـنــاً بـــــأن أبـقـى محبــاً مـعـذّبـــا أتيـت زمـانـي مـثـخـنَ الجـسـم دامياً***أجـــاهـدُ قـلـبـــاً كـلـمـا صنـتُــه أبــى وأسـتـحـلـفُ الأيـــامَ وهـي كـواذب***ووعــداً ختـــولاً ما أغـــشَّ وأكـذبـــا وأبصر في المـرآة شـيـخــاً مـعـمـمـاً***وكــــان صبـيــاً كــالـفـرنــد مذهـّبـــا يسـاومـُه عـن فـاحم الشـعـر أبـيـض***ملح كوجه الصبح في الـعـيـن أشـْـيـَبا بريئـاً كوجهِ الطفـل سـمـحـاً كـقـلـبـهِ***تــمــرّس فـــي أهــوالــه وتــقـلـبــــا *** ســلام عــلى عــهــد الـطـفــولــة إنه***أشـــد ســرور القلـب طـفـلٌ إذا حـبــا ويــــا بـسـمـةَ الأطـفـال أي قـصـيــدة***تـوفِّـي جــلال الطهر ورداً ومشـربــا فيـا رب بـارك بسـمة الطفل كي نرى***عـلـى وجـهـه الرّيــان أهـلاً ومرحـبـاً ويـــــا رب كـفـكـف دمعـه بـرعـايــة***ولطـفـك بالجسـم الصـغـيــر إذا كـبـــا وحبـّـبـــه للأجيـــال تحضــن طـهـرَه***وتـقـبــس مـنـه الـطهـر عطراً مطيـبــا ويــا رب في بـيـتـي عصـافيـر دوحة***فـقـلبـي مـن خـوف الـفـراق تـشـعـبــا أخــاف عـلـى عـش الـطـفـولـة جائراً***يـرون بـه فـظّـــاً ووجـهـــاً مـقطـِّبــــا وكـنـت أداري عنـهـم الضيـم جـاهـداً***وأستـقــبـل الأحــداث نابـــاً ومخـلـبــا تـجـرعت غـيـظـاً دونـهـم وأمضـّـنـي***زمــــان فــألــقيــت الــمقــادة مجـنبــا ولـولاهـم ما سـامـنـي الـدهـر خـطــة***وشابهت في دفع الظّـُلامــة مـصـعـبــا وأستمـهـل الـمـوت الـلـحوح مـخـافـة***على صبيتي أن يرعوا الروض مجدبا وكـم لـيــلـة أضنــى أنـيــن بكــائــهـم***فؤادي أراعـي الليـل نجمــاً وكــوكبــا ولـي مـن تـواقيـــع الـغـرام شـواهــد***غــدت قبـلاً لو لاقـت الجـدب أعشـبــا *** ســلام لأعــدائي لــحســن صنــيــعهم***وما تركوا في الجسم للسيف مضربـا ولـكــن تـضميــد الفـؤاد على الأســى***أعف وأعلى أن أخـــاصم مـغـضـبـــا فما عرف السـلوان مـن بــات نــاقمـا***وما فـــاز بالرضوان من ظل مشغبــا ومــــا سـعــة العمر القصيـر لغضبـة***سيــلقى به سيفــاً من الموت أعضبــا غفـرت لـهـم كـل الذنـوب ولـو غـدوا***حواليّ مــن غيــض أسوداً وأذؤبــــا إذا قـطـعــوا حبــل الوفـــاء وصـلـتـه***ولو ركبــوا في الغي سبعين مركبـــا إذا مرضــت نفسـي مـن القـهـر عدتهم***ومــا حيلتي إذ قلـب خصمي أجدبــــا ويـــــا رب لا تــأخــذ بـزلــة مذنـــب***وجنّبه عــن نــــار الضلالــة مذهبـــا ووشِّحه مــن سربـــال عـفــوك حلـّــة***فأنــت جعلت الصفح والجود أرحبــا ويــا رب عــن أهـل الذنـوب تـجـاوزاً***ولــو عظـم الذنـب الشنيـع وأغضـبـا كـتـــابـك فـوق العرش نـنـشـد وعــده***وأنــت الـذي بالعـفـو للذنــب أوجبــا يـشـيــعـنـي قـلــب تــعـــاظـم خـوفــه***وخــدٌّ غــدا بــالدمـع فيـك مخضـبـــا *** غـــداً ستـرى الأيــام أعـلامَ عــزِّنــــا***وتحملـنـــا الجــوزاء مغنـى وملعـبـــا يــقـوم لنـــا التــــاريخ فخـراً وهيــبـةً***وكنـــا لــه فــي كــل نـــــازلـة أبـــــا على وهـج مـن لاهـب الشـوق مـقـلـق***وفــي وارف مـــن جنـــة قــد تــهدّبـا أعــاتب في الركـن الحطيــــم مدامعي***وفي الغار ألوي ثوب مجدي مسحّبــا وفـي أحــدٍ ذكـراي يــورق عودُهـــــا***ولي زفــرات فـي العـقـيـق وفـي قبـا ديـــــار رسول الله أعشق روضــهـــا***عـلـى سـفحـهــا جبريل سار وصوّبـا إذا مـــا نثرت الرمــل فــــــاح أريجه***بـأزكى مـن المسـك الـعتـيـق وأجـذبـا بــه ذائـع مـن نـفحـة القـدس ثـــــائــر***دم سـال فـي أرض الـبـطولـة طيـّـبــا أنا قصتي في الغار صيغت فصولـــها***وفـي خيــبــر قدمــت للنــار مرحبـــا غـداً سيــرانـــا كـالنـجوم تـتـــــابـعـت***إلـى صـهـوة العليـــاء مــرداً وشيّـبــا لنــا زجـل بـالـذكـر كـالطيـر جنـدنـــا***ملائكةـٌ طـهـر وتـنـصرنــــا الصّـَـبَــا يـعـود لـنـا الـفـتـح الـمـبـيـن متـوجـــاً***ونـفـتــح بـالإيـمـــان بــابـــاً مضبّـبـــا كــأن أذان الفجـر فـي مسمـع الـدنـــا***مزاميــــر داود إذا نـــــاح أطـربــــــا وصوت بـلال يـعـلـن الـعــدل مــاثـلاً***على هـــامة الأكوان أعلـى وأعذبـــــا وكانت زهور الروض عطشى ولم يعد***هَـزارُ الرُّبــى يشـدو وقد كــان معتبــا فـأشرقت البشرى من الغـار وانطـوى***ديـــاجيــر جهـل مـــا أضـل وأخيــبــا فمن بـردة المختــــار أنـسج مطـرفـي***ومـن همــة الصدّيـق أقطـع سـبـسـبـــا وفـي درة الفـــــاروق قـصـة عـــادل***فصـول مـن الإلهـام قـد صرن مضربا فيــــا لـفؤادي كـلـمــــا عَــنَّ ذكــرهم***خشيــت عـلى أحشــائـــه أن تــلهبــــا أظـل أراعـي النـجم والطـرف سـاهر***حنـــانـيــك مـن ليـــل أطـــال وعذّبـــا فيــــــا أيـهـا الإنـسـان هـاك صـداقـة***أبـّــــر مــــن الأم الرءوم وأحدبـــــــا تـعــال نـعيـد الـوصــل عهـداً مباركاً***وخـذنـي أخــاً إذ كــان آدم لــي أبـــــا إذا كنــت قــــابـيــل العداوة والـرّدى*** فــإني أنــــا هابيــل رأيــــا ومــذهبـــا منقول