عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2010, 03:17 PM   رقم المشاركة : 10
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: معارك الحجاب.. وصعود نجم الحشمة




المزيــــد من القمــاش والقليــــل منــــه

في الحلقة الماضية، عبّرت بعض من غير المتحجبات عن آرائهن في المجتمع وما يقوله عنهن، ومـا يعتقدنه في شـأن الحجاب نفسه. في المقابل، هناك عدد لا بأس به من غير المتحجبات اللاتي فضلن عدم الخوض في المسألة، أو عدم إيراد أسمائهن الحقيقية عند طرح الرأي، هناك تخوف أحياناً من الوقوع في المحظور من الدين، في حين يعتقد البعض أن رأيهن ربما يصدم مجتمع اليوم، أو ينعـتن بأوصاف مزعجة لا تليق. الشجاعة التي تحلت بها المحاورات هنا تنطلق من مبدأ الحرية الشخصية التي لا يمكن التنازل عنها والعيش في غربة ذاتية في سبيل رضا المجتمع وقبوله لهن، كما قلن في الحلقة الماضية.

هنا ينفتح الحوار على آراء أخرى في الشأن الاجتماعي أيضاً.عندما سألنا الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان سبيكة النجـــار عن رأيها في ''تلون'' بعض النساء في الحملات الانتخــابية أو المناســبات المختــلفة من لبس وخلع الحجاب، كان رأيها ''هناك بعض المناســبات التي نلبس فيها نحن النساء العباءة وهذا معروف في حالات العزاء.

كما أننا قد نلبس العباءة عند زيارة بعض كبار السن احتراما لهم. وهذا لا أعده من باب النفاق الاجتماعي ولكن ممكن القول إنه من باب احترام بعض العادات المتوارثة.لكن الحجاب تجاوز هذا النقاش عن احترام العادات والتقاليد الى ما هو أبعد من ذلك، لقد دخل الحجاب في السياسة وصار أيقونة ايضا على الداخلين في غمار السياسة ان يحسبوا حسابها مثل كل الايقونات والرموز الاخرى التي يحرص عليها الناشطون خصوصا لدى مخاطبة الجمهور.

على هذا النحو، دخل الحجاب المعركة الانتخابية وبات في صميمها خصوصا عندما تشتد الدعوات لتمكين المرأة سياسيا وتبدي النساء قدرا مضاعفا من العزم على الدخول في معترك السياسة من مدخلها الاهم: الانتخابات.عندما سألنا سبيكة النجار عن ارتداء بعض النسوة الحجاب أو حتى العباءة أثناء الحملات الانتخابية ردت ''لا أجد له تفسيراً مقنعاً''. وتضيف ''أعتقد أنه كان من الأفضل أن تظهر تلك التيارات السياسية على طبيعتها للجمهور الانتخابي ولا تتوارى خلف حجاب أو عباءة هي غير مقتنعة بها من الأساس''.

وترجع الصحافية عصمت الموسوي هذا الأمر إلى أن ''بعض النساء - والرجال أيضاً - يلجأون إلى مغازلة المجتمع'' موضحة ''مجتمعنا محافظ بطبعه (...) المتحجبات مقبولات أكثر سواء بين النساء او الرجال (...) لكن ارتداء زي إسلامي لكسب أصوات الجماهير الانتخابية يفعله الرجال أيضا، فالرداء الديني جاذب سواء كان لحية أم عمامة أم حجاب''.

لكن هل الدينيون وحدهم هم أصحاب المبالغات في شأن الحجاب والستر؟ هناك من يرى أن غير الدينيين، يبالغون على الضفة الأخرى أيضاً في الدعوة إلى إماطة الثياب عن الأنثى، فإذا كان الهوس لدى الديني منصبٌّ على أن تضرب المرأة بخمارها على جيبها، فإن من الليبراليين من يرى أن الثياب يجب أن تتعدى الخمار والجيب وصولاً إلى ''الميني جيب'' أو ما أشبه.

وترى النجار أن الليبراليين ليسوا ''أمة''، إذ تقول ''أرى أن موقف الليبراليين غير محدد تماماً من مسألة الحجاب ولم يصدر عن أي تيار ليبرالي موقف واضح من الحجاب''. وتستدرك ''هم قد يتكلمون فيما بينهم بأنهم ضد الحجاب ولكن الظاهر غير ذلك (...) أي أن الظاهر هو اعتبارهم لمسألة الحجاب على أنه حرية شخصية. كما أنهم أصبحوا يقبلون متدينين ولابسات حجاب في صفوفهم''.

تقف النجار موقفاً مراقباً للحديث المتكاثر الذي يترامى فيه طرفا النزاع (الدينيون والليبراليون) الاتهامات بـ ''الهوس الجنسي'' في المبالغة في طرح مسألة الحجاب والستر في الأساس، لتشير ''قالوها (المتدينون) أكثر من مرة إن المرأة فتنة، وهم لا ينظرون إلى المرأة إلا على أساس أنها مصدر للشيطان ولإثارة الغرائز الجنسية (...) لذا يحاولون إخفاء المرأة وراء محرمات كثيرة يصدرونها عن طريق فتاوى متشددة''.

تضيف ''هم لا ينظرون إلى المرأة كشريك وإنسان له عقل يفكر (...) الطرفان (أي المتشدد أو ذلك الذي يريد تعرية المرأة) كلاهما لا تعني المرأة لهما أكثر من وسيلة للجنس والإثارة''.على هذا النحو، فان المرأة ''إذ تقف في المنتصف بين من يود أن يدني عليها خمارها وجلابيبها، وبين من يريد أن يرفع عنها أكبر قدر من الملابس الممكنة، كون المرأة الحلقة الأضعف'' كما تقول الموسوي.


في رأيها عن هذا التدافع في لباس المرأة وحجابها، تقول الموسوي ''المرأة هي الحلقة الأضعف في هذه المنظومة، كما أن الدين ركز كثيرا على جسد المرأة (...) وعلى رغم التغييرات الهائلة التي طرأت على مجمل الحياة في عالمنا منذ مطلع الدعوة الإسلامية وحتى اليوم، فإن القضايا المعنية بالمرأة حافظت على الثبات إلى حد كبير (...) تبدو المرأة كآخر الحصون التي يجدر التمسك بها والحفاظ عليها لأن سقوطها يؤذن بانهيارات كبيرة في منظومة القيم والأسس التي ينهض عليها المجتمع''.

وتستطرد ''انظر على سبيل المثال مسألة العذرية وقضايا الأحوال الشخصية والحقوق الممنوحة للمرأة في القوانين الكونية بوصفها إنسانا أولا قبل ان تكون امرأة (...) كل هذه القضايا في عالمنا موضع سجال وجدل ومعارضة بين دعاة التغيير والحداثة وبين العناصر المحافظة''.تستغرب الصحافية هناء بوحجي هذا الإغراق فيما لا يقدِّم شيئاً على الصعيد الشخصي أو المجتمعي ''أستغرب حقا من ترك كل شؤون الدنيا والتركيز على المرأة خصوصا من جانب الرجل الذي يفرض نفسه وصياً (...) لو ترك كل فرد رجلا كان أو امرأة يؤدي مهمته في الدنيا ويسعى بالتساوي، وبحسب قدراته ومؤهلاته للمساهمة بايجابية في مجتمعه لكانت الأمور أفضل بكثير مما هي عليه''.

وتلقي بوحجي اللائمة على المرأة لأنها أفسحت المجال للرجل ''ليفكر عنها ويفتي عنها، وألغت قدرتها على التمييز بين ما يجوز ومالا يجوز (...) البعض فعلا مازالوا يشعرون أن المرأة عورة لا يجوز حتى السير إلى جانبها''. بوحجي ليست واثقة من أسباب ما تسميه ''هذه المبالغة'' في الحديث عن هذا الموضوع لكنها تخمن ان ذلك يعود إلى تفسيرين. تقول ''إما أن هذا النوع من الرجال (الدعاة) خاوين من الداخل من المعاني الإنسانية وأهداف وجودهم كبشر وتسيرهم فقط الغرائز كأي من ذكور المخلوقات الأخرى (...) أو لشعورهم بعدم الثقة بأن المرأة لو منحت حريتها كاملة في اختيار كل ما يخصها لتفوقت عليهم ولذلك فهم يفرضون مختلف المعوقات النفسية أو الشكلية التي تحد من انطلاق المرأة بكامل قدراتها''.

مؤسسات المع والضد

إلى ذلك، فإن أسهم الاتهام تتجه إلى نوعين من المؤسسات في القطاعين العام والخاص، بعضها يفضل لابسات الحجاب على غيرهن، ويمنحهن أولوية لكون المؤسسة ذات ''وجه إسلامي''، وبذلك تضطر البعض إلى لبس الحجاب ''تقيّة'' أو تزلفاً أو تقرباً أو طمعاً في المنصب داخل المؤسسة، وتخلعه خارجها. وبعض المؤسسات على النقيض من ذلك، فما أن ترتدي الفتاة حجاباً حتى تجد نفسها قد طُوِّح بها إلى وراء الوراء، ولم تعد في الصدارة كما كانت، هذا إن لم يُطلب منها خلع الحجاب تماماً إذا ما أرادت الاستمرار في عملها كله.

ان هذا يطرح سؤالا مهما: أليست الحرية هنا عاملا أساسيا؟ ليس هذا ما تراه الموسوي إذ تعلن تحفظها بالقول ''مع أن لكل مؤسسة الحرية في خياراتها؛ فإنني أخشى دوما من أن يُظلم الناس بسبب ميولهم وقناعاتهم وملابسهم وهوياتهم''.وتضيف ''لكن للأسف الأمر يحدث في كل مكان على رغم أن القوانين الإنسانية والأعراف والدساتير لا تجيز أية تفرقة على المستوى النظري أما على المستوى العملي فالخروقات فاضحة''.

هذه الخروقات توضحها الناشطة في حقوق الإنسان سبيكة النجار بقولها ''إذا كانت المؤسسات لديها معايير واضحة ومكتوبة حول اللباس سواء للرجل أو المرأة؛ فعلى الموظفين رجالاً ونساء اتباعها أو الاستقالة''. معربة عن اعتقادها أن جهاز التلفزيون محل المثل في السؤال الذي طرح عليها لا يتبع هذه المعايير، على رغم بعض الشكاوى الواردة في هذا الشأن، ولكنها تضع نقطة أساسية، وهو أنه إذا ما ثبت رفض الجهاز أن ترتدي مذيعات الحجاب ''فإنه تعدٍّ على حقوقهن الشخصية'' حسب النجار.

عوامل ضاغطة

مع ملاحظة أن غالبية المجتمع النسائي في البحرين تتخذ من الحجاب ملبساً لها، فإن هذا لا يعني أن النسبة الباقية من غير المتحجبات قليلة، ولكنهن مهما كثرن اليوم، فلسن بالغالبية النسبية فالأقليات أياً كانت هذه الأقليات تتعرض للضغوط المختلفة. هنا تغالب ''الأقلية'' غير المتحجبة إن صحت النسبة والتناسب مسألة الحجاب والضغط القائم على الغربة في المجتمع.

ترى بوحجي المسألة من زاويتها ''معظم النساء من أفراد عائلتي والمجتمع الذي اختلط به يرتدين الحجاب، لكن هناك أيضا غير المتحجبات (...) في الحقيقة لم أميّز بين المتحجبة وغيرها في اختيار المقربات إلى نفسي، فالمظهر لا يعني كثيرا بالنسبة لي أو لهن''.تضيف ''تتمنى والدتي أن أتحجب، وتضغط أحيانا بالتمني أن أحقق لها ذلك (...) لكنني وعلى رغم أنني لا أرفض لها طلبا يحقق لها السعادة مادمت قادرة على فعله، لا أعتقد بوجود أي ارتباط بين ارتداء الحجاب وبين العمل الصالح أو التقوى أو الإخلاص في العمل أو عمل الخير (...) السلوك الشخصي للإنسان منفصل تماما عن قطعة القماش التي يغطى بها الرأس وإلا لكانت جميع المتحجبات رائعات الأخلاق والسلوك، وغير المتحجبات عكس ذلك''.

غير أن الأمر لا يعدو أمنيات شخصية، فهناك الكثير من المنشورات التي يجدها الإنسان في العيادات والمستوصفات، والتي توزع هنا وهناك بداعي التأثير على المرأة لتتخذ من الحجاب لباساً لها، وذلك بداعي تعميم الخير وأداء واجب ديني بالنصح، سواء أصابت هذه الخطوة أم خابت. وفي المقابل هناك أيضاً فريق ممن يقاتل في سبيل ألا ينتشر الحجاب في أروقة معينة أو في دوائر خاصة.
الحديث كثير وربما مغرق في التناول، ومنذ سنوات مضت وليس حديث الأمس واليوم، لذا ترى الموسوي أن كثرة الحديث عن الحجاب تخفي وراءها أمراً آخر. فتقول ''الحجاب مسألة شكلية تتعلق بحرية الإنسان واختياره (...) في الداخل قد يبدو حديثاً مكرراً أما في الخارج فقد اتخذ أبعادا سياسية في أعقاب الهجمة على الإسلام والعرب''.

وتضيف ''الحرب الدولية على الإرهاب وانعكاسات ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من حروب واحتلالات ومشروعات وغيرها (...) منطقتنا بكل ما يجري فيها من تراشق داخلي وخارجي هي أيضا بؤرة اهتمام عالمي بسبب إمكاناتها النفطية والموقع الاستراتيجي الذي تحظى به (...) يتحمل العرب المهاجرون الذين عاشوا في الغرب وعجزوا عن الاندماج فيه جزءا من تبعات ما أصابهم بسبب الخطاب المتشدد للعناصر الراديكالية والمتطرفة''.

ثم تتابع موضحة ''أوروبا تصدت للحجاب وقالت انه يهدد هويتها وعلمانيتها ولم تتصد لملابس الأجناس والأعراق الأخرى كالساري الهندي مثلا ردا على أولئك الذين قسموا العالم إلى فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان، واعتبروا الجهاد من اجل تحرير الأرض من الكفر واجبا مقدسا (...) الحجاب الإسلامي صار هوية الإسلام المسيَّس والحربي والارهابي والمقاوم للغرب (...) إنها ليست مصادفة بالطبع أن يجري الاحتفاء بالشخصيات النسوية المتمردة والخارجة عن المألوف في مجتمعاتنا وخصوصا من تخلع حجابها''.

وتضيف الموسوي ''العالم العربي والإسلامي اليوم هو في تشابك ونزاع مع الآخر الساعي إلى الهيمنة عليه وإخضاعه وإجباره على الدخول في منظومة العولمة (...) من هذه الناحية يتجلى التمسك بالحجاب بوصفه احد عناصر الارتداد إلى الداخل والتحصّن به خشية التغيير والذوبان في الآخر''.

ومن جانبها ترى النجار أنه ''يجب طرح الكثير من الموضوعات الدينية بما في ذلك الحجاب. نحن في حاجة إلى محاكمة كل أمورنا الحياتية والتحاور بشأنها. كما إننا في حاجة إلى وجود تيارات دينية وأيديولوجية معتدلة''، وتردّ بوحجي المسألة إلى ''محاولة وصاية البعض على المجتمع رابطة الأمر بالخيارات الشخصية الحرة''. تقول ''هو موضوع ككل الموضوعات الأخرى التي يحلو للكثير الجدل فيها ربما بسبب ربطه بالدين الذي يستغله البعض للمبادرة بالوصاية على الآخرين (...) لكن لو بلغ الجميع درجة معقولة من احترام خيارات الآخرين لما طرح هذا الموضوع أصلا للنقاش''.

الوقوف بين الداخل والخارج

لم تستسغ بوحجي مصطلح ''الصحوة'' في مسألة انتشار الحجاب فتقول ''صحوة تعني أن الإنسان قبلها كان نائما ويحلو للبعض ضالا'' (...) لا أعتقد أن النساء من أهلنا كن مخطئات وضللن الطريق وكن يرتدين الملابس بموضتها القصيرة وغيرها، ومع ذلك فكان الاحترام سائدا في المجتمع بين الجنسين''.

إذا كانت النساء - أساساً - يرتدين بين الفينة والأخرى ملابس تبدو فاقعة بعد سنوات قليلة، ولمشاهدتهن صورا قديمة كن يستغربن كيف الواحدة منهن كانت تلبس مثل هذه الملابس وخطوط موضتها، فإن لذلك تفسيرا لدى النجار التي تقول ''أنا أعتقد أن للسن والوسط الاجتماعي دورا في طريقة اللبس (...) فما كنت ألبسه وأنا صبيّة صغيرة لا يمكن أن أتصور نفسي ألبسه وأنا في هذه السن والمكانة الاجتماعية''.

الموسوي تبعد الحجاب عن الموضة في الأساس، فتقول ''هناك الموضة ومدارسها المختلفة والمراحل التي تستغرقها قبل ان تتغير وتنتقل إلى مرحلة أخرى (...) لكن ارتداء الحجاب ليس موضة بل هو يستند إلى دين وعقيدة (...) على رغم بعض التأويلات والتفاسير المختلفة التي قد تختلف او تتناقض فيما بينها إلا أن ثمة إجماع على أن الحجاب فرض وواجب إسلامي، والمرأة المتحجبة قد تتفنن في حجابها قماشا وتفصيلا لكي يكون مواكبا للموضة (...) لكن يظل ذلك في إطار التحجب وبقاء الرأس والجسد مغطيين''.

تضيف ''الموضة لن تغير من النظرة إلى الحجاب إنما يتغير الملبس كما تتغير أنماط الحياة الأخرى إذا تغير التفكير وصار هناك تجديد وحوار واجتهاد في النصوص الدينية وفي مدى ملاءمتها للزمن في كل ما يتصل بالحياة من شؤون، والحجاب أحدها''.إذن، إلى أي مدى يعبّر الملبس عن الشخص، هل هو انعكاس لداخله أم أنه تبعاً للبس ما يرتضيه الناس؟ في هذا الأمر تقول بوحجي ''حتى يكون الإنسان منسجما مع نفسه لابد من أن يكون مظهره بشكل عام متوافقا مع شخصيته وقيم الإنسان فيه (...) كما تتداخل أيضا عوامل إضافية أخرى كالتقاليد والعادات يتوصل بها إلى المظهر الذي يحب أن يكون عليه (...) لكن في مجتمعاتنا - ليس فقط التي تدّعي أنها محافظة وإنما تفتقر إلى احترام الحريات الشخصية والاختلافات فيما بين أفرادها - نجد أن العوامل الخارجية والمجتمعية تضغط على الفرد وعلى خياراته، خصوصاً إذا كان ضعيفا في الدفاع عن قناعاته..''.

تشرح بوحجي نظرتها إلى المسألة ''هنا في مجتمعنا ميل لافتراض أن الحجاب هو الأمر الايجابي وأن مرتدية الحجاب يفترض فيها أن تكون ذات أخلاق حسنة وايجابية بشكل عام (...) بل انه أصبح من الصفات الحسنة لمن ترتديه (...) الحجاب مظهر تقرر النساء أن يكنّ عليه وكل له أسبابه، إما بسبب الدين أو بسبب الارتياح إلى ارتدائه أو حتى لسبب الضغط المجتمعي (...) الاحتشام أمر نسبي تبعا لقناعات الفرد''.

وتقترب النجار من هذا الرأي قائلة ''الحجاب لا يعبر عن حقيقة من تلبسه لأن هناك الكثير ممن تتسترن وراء الحجاب والنقاب لإخفاء تصرفات يرفضها المجتمع''. ولا تعمم النجار ولكنها تقول ''أعتقد أنه كلما كان الإنسان معتدلاً في تصرفاته ومظهره الخارجي كلما كان أكثر وضوحاً (...) فهناك الكثيرات من غير لابسات الحجاب ولكنهن معتدلات في تصرفاتهن ولباسهن نلن احترام وتقدير المجتمع''.
وتلخص الموسوي رأيها في أربع كلمات ''الشكل هو مضمون المضمون''.


الحلقة الأخيرة


رد مع اقتباس