عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2010, 02:37 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


معارك الحجاب.. وصعود نجم الحشمة



معارك الحجاب.. وصعود نجم الحشمة


Cant See Images
قطعة القماش التي تثير صراع الهويات

الوقت - غسان الشهابي - نادية الملاح:
ربما لم تلعب قطعة من القماش دورا في التاريخ مثلما لعبه ‘’الحجاب’’ وأيضا مثلما لعبته كوفية الراحل ياسر عرفات. وإذا كانت كوفية عرفات جسدت هوية وطنية في البداية، فقد تحولت مع تراكم النضال الفلسطيني وامتداده الكوني إلى هوية عالمية، إذ أصبحت رمزا لأكثر الطموحات الراديكالية التي تعبر عنها أجيال من شبان أوروبا والعالم الذين راحوا يطوقون أعناقهم بالكوفية الفلسطينية.

لقد اختزلت كوفية عرفات لأجيال في أوروبا حلم الثورة في مجتمعات الغرب الصناعي، فراح أنصار البيئة ومناهضو العولمة وحتى الثوريون الراديكاليون يتزينون بالكوفية الفلسطينية، مثلما راح الزعماء وقادة الدول والخطباء في منطقتنا يتزينون بها كلما فاض الدم الفلسطيني في دورة جديدة من ‘’الهولوكوست’’ الفلسطيني. لكن الحجاب يبدو أكثر تعقيدا من هذا وأبعد منه على رغم الجذر المشترك لهذه الأهمية الاستثنائية لكلا قطعتي القماش: أيقونة للهوية. لقد غدا الحجاب أيقونة من إيقونات الهوية.

فإذا كان القرن العشرين الذي شهد التحولات الكبرى، وتطبيق الأفكار والنظريات التي امتدت جذورها إلى القرن الذي سبقه، قد أيقظ في عقوده الثلاثة الأخيرة من نزعات، فلن تكون سوى نزعة واحدة ستمتد آثارها حتى السنوات الأولى من الألفية الثالثة للميلاد: نزعات الهوية.

لقد عادت الهويات لتعبر عن نفسها بكل الأشكال السلمية منها والعنيفة، وراحت النزاعات تنفجر في كل مكان من العالم الذي أيقن ان الهويات التي تم طمسها أو تحجيمها أو تذويبها باتت تضع كل منظومات القيم التي سادت العالم باتت أمام امتحان عسير، فقرننا العشرين ذاك اختتم سنواته الأخيرة بمقال صغير سوف يجري تعميمه لاحقا وترميم مفاهيمه ليصيغ العلاقات بين الأمم فيما بعد في نظرية أطلق عليها: صراع الحضارات.

في هذا الخضم، لسوف تلعب قطعة من القماش منذ وقت مبكر جدا دورا أكثر من استثنائي في صراع هويات متشابك سيأخذ بتلابيب المجتمعات العربية: أيديولوجي وسياسي. فالحجاب في المجتمعات العربية بات أكثر من التزام ديني ورمزا للورع، بل تحول إلى أيقونة هوية تستند إلى منظومة متكاملة من التعاليم والطموحات الدينية والسياسية والثقافية، وهو بهذا تحول الى أكثر من إعلان هوية. لقد تحول إلى حد فاصل بين هويات وجدت نفسها في صدام سيستنزف المجتمعات العربية عقودا طوال حتى اليوم. وفيما بعد، سيصبح للحجاب بعده الكوني أيضا، لقد بات أيضا في صميم معركة الهوية في مجتمعات الغرب التي وجدت منظوماتها السياسية والدينية والثقافية على تماس مع هذه الأيقونة وكامل الثقافة والمفاهيم التي يمثلها الحجاب. هل هي قطعة القماش التي تستثير صراع الهويات هذا بكل أبعاده الأيديولوجية والسياسية؟ قطعا لا.

هذه الحلقات محاولة لاستقراء تاريخ الحجاب ومعاركه ومعاركه الصغيرة في الصراع الذي مازال يستنزفنا كما لم يستنزفنا صراع آخر.

فتيات في أوائل أعمارهن.. في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، قليلة أعدادهن، يمشين بخفر وزيادة بعض الشيء، وجوههن إلى الأرض، يرتدين على رؤوسهن قطعاً من القماش الغريب عن الوسط الذي أتين منه، يصطنعن لهن سمتاً جديداً لم يكن معروفاً في مجتمع البحرين في ذلك الوقت.

في ذلك القرن الذي شهد التحولات الكبرى، وتطبيق الأفكار والنظريات التي امتدت جذورها من القرن الذي سبقه، قرن لا يشبهه قرن في التاريخ، تم توثيقه كما لم يوثق قرن مضى بالكلمة والصورة الثابتة والمتحركة، حدث ابتذال بصري في ذلك القرن الذي اختلطت فيه الرغبات الإنسانية من كل فجّ.. مدارس وقيم وأفكار ومناهج تطيح ببعضها البعض، لا يكاد يثبت منها شيء.. الحرب الكونية التي أصبحت ‘’بروفة’’ لحرب أكبر منها، بدايات ونهايات للكثير من اليقينيات، احتفاء بالمحسوس وانحسار وتوارٍ للقيم الروحية.. إسراف إلى حد البذخ لطمأنة النفس وإبعاد مخاوفها، كمن يمشي في دهليز مظلم ويصفر بأعلى صوته ليبعد الخوف عن نفسه.. الدماء والدمار اللذان حاقا بأطراف العالم.. الانقلابات العلمية المتتالية، ونهوض وسقوط الأمم.. قرن لم يكن ليتماثل مع باقي القرون، بات فيه كل شيء سريعاً إلى حد الكآبة، بعدما كان البطء المفرط جالباً لكآبة من كانوا في القرون السالفة، الحصول على كل شيء ولا شيء، والرغبات المدمرة في الامتلاك.. قرن شهد الفوارق الأساسية بين الأمم، والهوّات التي تفصل الشمال عن الجنوب بعدد من السنين الضوئية.. قرنٌ أكمل العمليات الحسابية لتراكمات آلاف السنين، لتستقر معه القوانين الأساسية للعبة الدولية، وتتسابق فيه المدنيات الكبرى سقوطاً واعتلاء على عرش تسيير الدفة..

في هذا الخضم كله، تأتي فتيات قليلة أعدادهن، يرتدين قطعاً من القماش على رؤوسهن، النظرات الموجهة إليهن تمتزج استغراباً واستهجاناً، وما تلبث أن تتحول إلى سخرية مريرة من هذا الملبس الجديد.. إنهن المتحجبات الأول في البحرين.

بعد سنوات قليلة، لم يعد الحجاب أمراً يهم الناس ولا يثير فضولهم، فقد غدت الغالبية من النساء يرتدينه.. تداخلت في هذا الأمر من العوامل الشيء الكثير، لكن قطعة القماش هذه ظلت مدار الكثير من الحوارات في الدول العربية والإسلامية والغربية المسيحية والعلمانية على السوية.. لا يكاد يخلو عام لا تمر فيه قضية الحجاب بمفصل من المفاصل التي تثور لتهدأ عما قليل، يسير القانون الغربي، والعربي الإسلامي أيضاً غير عابئ، لتنتقل القصة من طور إلى طور آخر، لكنها لا تنتهي. لم يكن الحجاب ‘’موضة’’ ولم يصبح صرعة من الصرعات، ظهر في السبعينات وها هو ذا يمتد حتى مطالع القرن الحادي والعشرين.. تحول وتبدّل وتزايد من حوله المؤيدون والمعارضون، يقال أحياناً إنه قصة قديمة، ولكنها تطفو على السطح في كل حين.

الحجاب في الأروقة العربية الإسلامية

إذا كانت تصريحات وزير الثقافة المصري فاروق حسني في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بوصفه الحجاب ‘’ردّة إلى الماضي وعودة إلى الوراء’’، ذلك لأنه لم يكن مقبولاً مصرياً ولا عربياً ولا إسلامياً أن يصدر هذا التصريح من وزير مصري، وإن كانت دول عربية أخرى (تونس) قد سبقت تصريحات الوزير حسني، ولكنها لم تجلب كل هذه الجلبة لها.

رمضان تونسي ساخن

فقد شهد رمضان تونس الماضي، حملة رسمية اشترك فيها الرسميون من أعلى السلطات، وكذلك علماء دين في مسألة الحجاب، فقد تم التضييق على طالبات متحجبات مع بداية العام الدراسي في سبتمبر/أيلول الماضي، وأخذ الأمر منحى تصاعدياً حتى رمضان، حيث ظهرت المسألة إلى العلن لأول مرة في تصادم الإرادات بين الطالبات وسلك الدولة، تبدّت من خلال ما يسمى بـ ‘’مسامرة رمضانية’’ تحدثت عن ‘’الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية’’ وكانت في 4 أكتوبر/تشرين الأول الماضي برعاية ‘’التجمع الدستوري الديمقراطي’’ (الحزب الحاكم)، وكان تصريح أمين عام الحزب الهادي مهني صريحاً في توضيح فكرة المؤسسة الحاكمة وموقفها من الحجاب بقوله ‘’إذا قبلنا اليوم الحجاب فقد نقبل غدا أن تحرم المرأة من حقها في العمل والتصويت وأن تمنع من الدراسة وأن تكون فقط أداة للتناسل وللقيام بالأعمال المنزلية’’.

وصف مهني الحجاب بأنه ‘’تستر بالدين لخلفيات سياسية’’ وأن التصدي للحجاب يأتي دفاعاً عن الدين الإسلامي نفسه، وعن حق أجيال تونس الحاضرة والآتية للحفاظ على أصالتها وتقاليدها.
مهني كان قد أبدى استغرابه من الحجاب في تونس؛ لأنه يعده من بين الظواهر المجتمعية الغريبة عن دينهم وأصالتهم وهويتهم وعن تقاليدهم وأنماط عيش أبنائهم وأجدادهم (...) ظواهر لا علاقة لها بالإسلام الحق الذي دعا إلى إعمال العقل والاجتهاد والسعي وراء العلم والحداثة والسمو بالإنسان إلى أعلى درجات الفكر المتحضر والمستنير’’. قد تبدو قصصاً أليفة إلى القارئ المتابع أن تُحرم طالبة متحجبة من التسجيل في المدارس الحكومية، وإجبارهن على التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى المدرسة بالحجاب، فهذه القصص بدأت تنتشر منذ مدة في أوروبا، وفي فرنســا تحديداً، ولكن هذا ما حدث في تونس في بداية هذا العام الدراسي. ولكون المدارس من المؤسســات العامة، فإن مذكرة صدرت تحت رقم (108) في تونس العام 1981 يُمنع - بموجبها - ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة.

يرى الفرقاء التونسيون هذا الأمر على أنه صدّ للتغلغل الإسلامي المسيّس في المجتمع أحيانا، ويرى آخرون أنه انتهاك صارخ للحرية الشخصية التي تبيح للفرد أن يقصّر ملابسه/ملابسها إلى حدود كبيرة، بينما يمنع إطالتها وتكاثفها على الجانب الآخر.

تبدو تونس أكثر بلدان المغرب العربي حزماً (تشدداً ربما) تجاه الحجاب عموماً، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2006 دارت مناقشات كثيفة في المغرب نتيجة لما قيل عن منع الخطوط المغربية للصلاة في الشركة، وعدم إقرار الشركة الحجاب لمن ترغب من الموظفات، وإفطار طاقم الضيافة على الطائرات في رمضان وتقديم المشروبات الكحولية أثناء الرحلات.. فقد برر المسؤولون كل ذلك بأن الصلاة منعت لئلا يتعطل سير العمل، وإن أقرت في مساجد المملكة لمن أراد، وأن الزي الموحد هو الذي يجب أن يسود بين المضيفات، وألا يؤخذ رأي الأقلية عوضاً عن رأي الغالبية في هذا الشأن، كما أن إفطار الطاقم يأتي من رخصة السفر، وتقديم المشروبات الكحولية من سياق عدم التخلف عن منافسة شركات الطيران الأخرى.. أي أن الرأي الرسمي لم يكن معارضاً لمسألة الحجاب.

لم تكن تركيا - من جانبها - بمنأى عن ذلك، فهي الدولة التي تقوم على العلمانية تشهد - لا تزال - مظاهرات واحتجاجات متفرقة بسبب القرار الذي اتخذته الدولة - بضغوط من الجيش - لمنع النساء المتحجبات من الانتظام في الدراسة في الجامعات، لاسيما أن الأوساط الموالية للعلمانية في تركيا ترى في ارتداء الحجاب الإسلامي مؤشرا على دعم الإسلام السياسي. هل هو الخوف من السياسي داخل العباءة الإسلامية، أم من الإسلامي الذي يريد مداعبة السياسة؟

وفي هذا الإطار تبدو قصة مروة قاوقجي [1] مثيرة للاهتمام من قبل أتباع المذهبين المتناقضين في شأن الحجاب، فكلٌّ منهما له من الحجج ما يمكن أخذه ودفعه، وليس هنا مكان المقارنة بين المنطق لدى كلا الفريقين.

حجاب الرأس ورأس الحجب

يمكن التأريخ لصدام الحجاب بالرأي الرسمي عموماً في العالم بما جرى في فرنسا منذ العام ..1989 فبدأت قصة الحجاب في فرنسا التي ترفع شعار الحرية والإخاء والمساواة في ذلك العام عندما أصرت ثلاث طالبات في منطقة (كخاي) في باريس على ارتداء الحجاب داخل الثانويات. وبعد جدل عميق بين مختلف القوى السياسية صادقت حكومة الرئيس جاك شيراك على مشروع القانون الذي يحظر ارتداء الزي الإسلامي في المدارس العامة في السادس من ديسمبر/كانون الأول .2003 [2]

لم يتوقف الأمر عند الطالبات المسلمات في فرنسا عن هذا الحد، بل وربما كانت هذه الحادثة مدعاة للبعض منهن للمزيد من العناد للفت النظر ومحاولة تثبيت ألا إكراه في لبس الحجاب، ولا إكراه في نزعه أيضاً، وأنه لا يتصادم مع القيم العلمانية للدولة.. ظلت الفتيات المؤمنات بالحجاب في فرنسا في حال استنفار من الدرجة الأولى، وكانت الاحتكاكات بالإدارات المدرسية في الأساس هي ما يحكم هذه العلاقة.. تسير الفتيات هناك كما لو كنّ لم يسمعن ما حلّ بزميلاتهن قبل سنوات، ولا بالقانون الذي يحظر عليهن ارتداء الزي الإسلامي في المدارس العامة.

‘’فتاتان مثل الأخريات’’، كان عنوان كتاب أعدته صحافيتان فرنسيتان في شأن طالبتين فرنسيتين مسلمتين هما ليلى ولمعى، هذا الكتاب الذي صدر في فبراير/شباط من العام 2004 يروي قصة الطالبتين اللتين أمرهما ناظر ثانوية ‘’هنري والون’’ بمنطقة أوبرفيلي (شمال باريس) بالتنحي جانباً عن بقية الطلبة بغية عرضهما على مدير المدرسة لارتدائهما الحجاب.

في مقدمة الكتاب الصادر عن دار نشر فرنسية تقول الصحفيتان فرينيك جيرود وياف سانتيمور إن الكتاب ‘’عبارة عن رؤية أخرى لقضية الحجاب من وجهة نظر من ترتدينه والمدافعات عنه -أو بالأحرى ضحايا الحملة التي شنت ضده- فهو يعتبر وثيقة تدعو الفرنسيين إلى فهم الظاهرة قبل محاكمتها’’. [3]
كالأخريات

أكثر ما في الأمر طرافة أن الكتاب يروي قصة فتاتين متحجبتين، وهما من أب فرنسي يهودي الديانة وأم قبائلية جزائرية، وقد انفصل الوالدان، وبقيت الفتاتان مع والدهما اليهودي (العلماني) واختارتا الحجاب عن قناعة كما تقولان في الحوارات الطويلة التي كانت المادة الأساسية للكتاب.. على إثر تلك الحادثة التي أخذت بعداً إعلامياً كبيراً على مستوى العالم، والتعليقات التي نالها نشر الموضوع أينما كان في فرنسا، عاد البرلمان الفرنسي لمناقشة مسألة الرموز الدينية، فصوّت بالغالبية في العاشر من فبراير/شباط من العام ,2004 على قانون يحظر ارتداء الرموز الدينية في المدارس والمصالح الحكومية إثر خطاب للرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم 17-12-2003 وتقرير أعدته لجنة برنار ستاسي أكد أن الكثير من الفرنسيات من أصول مسلمة يرتدين الحجاب بضغوط من الوسط العائلي، والمفترض حماية تلك الفتيات عن طريق سن قانون يؤكد أيضا علمانية المدارس.


يكشف كتاب ‘’فتاتان مثل الأخريات’’ عن فهم منفتح لليلى ولمعى للدين الإسلامي على رغم حداثة السن لكلتيهما، قالتا رأييهما في تبديل زميلاتهما للمحبين والعاشقين بسرعة تبديل الفساتين، وقالتا إن الجنس قبل الزواج محرم في الإسلام، ولكنه لا يُلزم به إلا من كان مسلماً.. ولكن حتى ذلك لم يحل دون طردهما من المدرسة.. فصار القماش رمزاً وتخطى وظائفه، ومحرَّضاً، وساحة للخلاف، ومحفزاً على إصدار القوانين، وداعياً لكل هذا اللغط من أجل نزعه أو تثبيته.

ما استجابت الإسلاميات للأمر بسهولة في فرنسا، ولم يستجب لهن القانون والتشريعات، وبعد أن كان الأمر وجهات نظر مختلفة بات حقيقة واقعة هناك في بلد يقطنه أكثر من مليوني مسلم من أصول عربية وآسيوية في الغالب، وهذه الحقيقة مدّعمة بسلطة القانون الذي على الفرنسيين - أيّاً كانت جذورهم - احترامه والرضوخ له.

حجاب قاوقجي في هارفارد.. لا في اسطنبول

ولدت التركية مروة قاوقجي في أنقرة (1968) ودرست في بلدها وواصلت دراستها في الولايات المتحدة، عاشت مع والديها هناك لتعرضهما للمضايقات (كما يدّعيان) بسبب عدم التزامهما بما تقوله الدولة التركية من ناحية الدين، فهاجرا العام .1986

بعد عودتها من الولايات المتحدة، انخرطت قاوقجي في ‘’حزب الفضيلة’’ (حزب الرفاه سابقاً) بقيادة نجم الدين أربكان، وانتخبت عضواً في البرلمان التركي عن مدينة اسطنبول، لتكون أول نائبة متحجبة في البرلمان التركي، فاضطرت لاصطحاب أقاربها في كل تحركاتها ليذبوا عنها الأذى الذي يلحق بحركتها العلنية مذ ذاك.

السياسي التركي المخضرم بولنت أجاويد، حاول مراراً تمرير اقتراح باستثناء قاوقجي من حضور جلسات البرلمان، وأن يخصص لها مكتب منفصل عن القاعة الرئيسة ما دامت ترتدي حجاباً.. عندما دخلت قاوقجي القاعة لأداء القسم، حدث هرج كبير هناك: فحزبها قابلة بعاصفة من التصفيق والتشجيع، بينما صاح نواب اليسار الديمقراطي ونواب الحركة القومية بصوت واحد ‘’أخرجي.. أخرجي.. أو لتنزعي حجابك’’. بحجة معاداتها للعلمانية.

لم تتم الجلسة في ذلك اليوم، الرئيس التركي اعتبر أن قاوقجي هي السبب في توتير الجلسة، فتقرر ألا تدخل القاعة وألا تؤدي اليمين.. اعتبرت قاوقجي ما حدث استخفافاً بإرادة الشعب الذي اختارها من بين نساء تركيا اللاتي قالت عنهن أن ثلاثة أرباعهن متحجبات، ولم تدم مدة بقائها نائبة في البرلمان إلا 11 يوماً.

حظيت قاوقجي بشهرة إسلامية واسعة، المعارضون في كفة في مقابل كفة المساندين، وجرت باسمها الكثير من المقالات من الجانبين، كان كل من الحجاب والعلمانية في مواجهة. وعلى رغم أن القانون التركي يسمح بازدواج الجنسية، وأن عدداً كبيراً من النواب الأتراك لديهم جنسيات أخرى غير جنسية بلدهم الأم، إلا أن تحركات السلطات التركية كانت في اتجاه إسقاط الجنسية عن قاوقجي، فساد القلق أوساط الأتراك الأميركيين الذين وجهوا سؤالاً إلى رئيس الوزراء أجاويد لدى زيارة له لواشنطن عما إذا كانت ستسقط جنسياتهم هم أيضاً، فقال ‘’لا، لقد أسقطت الجنسية التركية عن قاوقجي بسبب وضعها الخاص’’.

عادت قاوقجي إلى الولايات المتحدة لتواصل دراستها في جامعة هارفرد التي درّست فيها لاحقاً، وتعمل حالياً أستاذاً في كلية العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، وتكتب مقالات منتظمة في إحدى المجلات التركية في اسطنبول.

ما قاله وزير الثقافة المصري
نقلت وسائل الإعلام العالمية ما قالت إنه تصريحات صحافية لوزير الثقافة المصري فاروق حسني وصف فيها ارتداء المرأة المصرية للحجاب بأنه ‘’عودة إلى الوراء’’.

وكانت قناة ‘’الجزيرة’’ الإخبارية وموقع ‘’راديو سوا’’ على الانترنت قد أبرزا تصريحات حسني لصحيفة ‘’المصري اليوم’’ المستقلة قال فيها ‘’إننا عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن إلى الجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء؟!’’.

وأضاف أن ‘’النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس’’.

تتمة الموضوع

Cant See Links

بوابة المرأة
Cant See Links

الحجاب وصحف العالم
Cant See Links



التوقيع :




لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم








رد مع اقتباس